|
احدى عشر أطروحة (11) حول الانبعاث الراهن للسلفية الإسلامية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 16:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذه الدراسة العلمية مستوحاة من علم السياسة والعلوم السياسية وعلم الاجتماع السياسي والأنثروبولوجية . الاطروحات : 1 ) ان الاتساع والتنوع في اشكال انبعاث السلفية الإسلامية الذي رسم بداية الربع الأخير من القرن العشرين ، يمنعان أي تعميم متعجل لفرضيات في هذا المجال . فمثلما نكون ضالين تماما لو ماثلنا كاثوليكية العمال البولنديين بكاثوليكية الرجعية الفرانكية Francisco Franco ، دون الاستنكاف مع ذلك عن تحليل السمات المشتركة للتاريخ الزراعي في اسبانيا وبولندة ، او السمات المشتركة في المحتوى السياسي والايديولوجي لكاثوليكيتهما الخاصتين ، فان اقل حذر في التحليل ، يمنعنا ان نضع في سلة واحدة ظواهر تختلف بمثل الاختلاف القائم بين صعود الحركات السلامية الدينية / او السياسية في مصر وفي سورية وتونس وتركيا وباكستان واندونسيا وفي السنغال ، او بين الدكتاتوريتين العسكريتين لضياء الحق في باكستان والقذافي في ليبيا ، او بين استيلاء رجال الدين الشيعة الإيرانيين على السلطة ، وحرب العصابات الأفغانية .. الخ . وحتى الظواهر التي تبدو متماثلة بشكل جلي ، كنمو حركة الاخوان المسلمين ذاتها في مصر وفي سورية ، يكمن وراءها في الواقع ، تنوع في المحتوى والدور السياسي ، تحدده أهدافها المباشرة . ذلك انه فضلا عن الاتفاق حول المسائل السماوية ، والاتفاق حول مسائل الحياة اليومية ، عندما توجد مثل هذه الاتفاقات ، وعلى الرغم من التشابه ، بل التطابق في الاشكال التنظيمية والتسميات ، فان الحركات الإسلامية تظل في جوهرها حركات سياسية ، وبالتالي تعبيرات عن مصالح اجتماعية / سياسية نوعية ودنيوية للغاية .. 2 ) لم يكن ثمة اقحام الإسلام في السياسة : فالإسلام في الواقع لا يمكن فصله عن السياسة ، اذ هو نفسه دين سياسي . وهكذا فان مطلب فصل الدين عن الدولة هو مطلب يتخطى حدود العلمانية في البلاد الإسلامية ، وهو معاد للدين بشكل صريح .. وهذه الحقيقة الثابتة تساهم في تفسير كون أي من التيارات الكبرى للقومية البرجوازية ، والبرجوازية الصغيرة في ارض الإسلام ، باستثناء الكمالية في تركيا ، لم يعلن تأييده للعلمنة . فان هذه المهمة الديمقراطية التي تبدو بديهية في بلاد أخرى ، تبلغ جذريتها في البلاد الإسلامية ، وخاصة بلاد الشرق الأوسط ، درجة ستجعل دكتاتورية البروليتارية نفسها تواجه صعوبات في تحقيقها ، وهي بعيدة أصلا عن متناول الطبقات الأخرى . علاوة على ذلك ، لم يكن للطبقات الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية ، اجمالا ، أي مصلحة تقريبا في محاربة دينها الخاص . فالاسلام لم ينظر اليه في القرنين الأخيرين ، في هذه المجتمعات ، بوصفه اللحمة الأيديولوجية لبنية طبقية بائدة ، اقطاعية او شبه اقطاعية ، بل بالأحرى كعنصر أساسي في الهوية القومية الممتهنة من جانب المضطهد الأجنبي المسيحي ( بلد الملحد ) . وليس من قبيل الصدفة اذا كانت تركيا المجتمع الإسلامي الوحيد الذي لم يخضع ، في القرن الحالي ، لنير اجنبي . فمصطفى كمال أيضا كان استثناء بين اقرانه : فقد خاض نضاله الرئيسي ، ليس ضد الاستعمار ، او الامبريالية ، بل ضد السلطنة العثمانية ، التي تشكل تركيبا بين السلطتين الزمنية والروحية ( الخلافة ) . وفي المقابل ، فان قوميا برجوازيا براديكالية عبد الناصر ، كانت له كل المصلحة في رفع راية الإسلام في نضاله الرئيسي ضد الامبريالية ، لا سيما انه كان يجد في ذلك ، في الوقت ذاته ، وسيلة سهلة لحماية نفسه من اليسار ومن اليمين سواء .. 3 ) ان الإسلام بوصفه احد عناصر أيديولوجية التيارات القومية ، عنصر من بين عناصر أخرى رغم انه أساسي ، ليس هو موضوع الاطروحات التالية . فهذا الإسلام قد مضى عهده ، كما مضى عهد التيارات التي تنتسب اليه . وبشكل اكثر عمومية سنميز بين الإسلام الذي يُستخدم كوسيلة لتحديد وتأكيد هوية قومية او اجتماعية ، بله طائفية ، متصارعة مع هويات أخرى ، وبين الإسلام الذي ينظر اليه كهدف في ذاته ، هدف كلي وشامل ، برنامج وحيد ومطلق . " القرآن دستورنا " . اعلن حسن البنا مؤسسة حركة الاخوان المسلمين في سنة 1928 . هذا الإسلام هو الذي يهمنا في اطار هذه الاطروحات : الإسلام المرفوع الى مرتبة المبدأ المطلق الذي يخضع له كل مطلب او نضال او اصلاح .. اسلام " الاخوان المسلمين " و " جماعة اسلام " ومختلف جمعيات العلماء ، وحركات آيات الله الإيرانيين التي يشكل " الحزب الجمهوري الإسلامي " تعبيرها المنظم .. ان القاسم المشترك بين هذه الحركات المختلفة هو السلفية الإسلامية ، أي الرغبة في العودة الى الإسلام ، الطموح الى " يوتوبيا " إسلامية لا يمكنها أصلا ، ان تقف عند حدود امة واحدة ، بل ينبغي ان تشمل مجمل الشعوب الإسلامية ، ان لم يكن العالم بأكمله . بهذا المعنى اكد بني صدر عام 1979 لجريدة النهار البيروتية ، ان آية الله الخميني اممي : أي تروتسكي Trotski ، فهو يقاوم ستالينيي Staline الإسلام الذين يريدون بناء الإسلام في بلد واحد .. ويعبر عن هذه النزعة الأممية كون الحركات المذكورة آنفا تتخطى حدود بلادها الاصلية و / او تقيم فيما بينها علاقات وثيقة الى هذا الحد او ذاك .. وهي ترفض جميعا القومية بالمعنى الحصري للكلمة ، وتعتبر ان التيارات القومية ، حتى تلك التيارات التي تشهر اسلامها ، منافسة بل ومعادية . فهي تقاوم الاضطهاد الأجنبي او العدو القومي باسم الإسلام ، وليس دفاعا عن الامة . هكذا فالولايات المتحدة الامريكية ليست امبريالية في نظر الخميني بقدر ما هي " شيطان كبير ". اما صدام حسين ، فهو قبل كل شيء " ملحد " و " كافر " . وليست إسرائيل بالنسبة لكل تلك الحركات اغتصابا صهيونيا للأراضي الفلسطينية ، بقدر ما هي " اغتصاب يهودي لأرض إسلامية مقدسة " .. 4 ) أيا كان المدى التقدمي ، القومي و / او الديمقراطي ، الموضوعي لبعض النضالات التي تخوضها مختلف تيارات السلفية الإسلامية ، فهو لا يستطيع ان يحجب كون ايديولوجيتها وبرنامجها رجعيان في جوهرهما ، وبحكم تعريفهما . اذ ما هو برنامج يهدف الى بناء دولة إسلامية ، تقلد نموذج دولة القرن السابع ميلادي ، ان لم يكن طوبى رجعية ؟ . وما هي أيديولوجية تستهدف إعادة انشاء نظام عمره ثلاثة عشر قرنا ، ان لم تكن أيديولوجية غارقة في الرجعية . وبهذا المعنى يكون من الضلال ، بل من العبث ، نعت الحركات السلفية الإسلامية بانها بورجوازية ، مهما التقت بعض النضالات الذي تخوضها هذه الحركات مع كل او جزء من برجوازية بلدها ، مثلما هو من الضلال نعتها بالثورية عندما يحدث لها ان تعارض تلك البرجوازية نفسها . فالحركات السلفية الإسلامية هي حركات برجوازية صغيرة ، سواء بطبيعة برنامجها وايديولوجيتها او بتركيبها الاجتماعي ، وحتى بالأصول الاجتماعية لمؤسسيها . وهي لا تخفي بغضها لممثلي الرأسمال الكبير كما لممثلي البروليتارية ، وللدول الامبريالية كما للدول العمالية . انها تعارض قطبي المجتمع الصناعي الذي يهددها : البرجوازية والبروليتارية . وهي تطابق ذلك القطاع من البرجوازية الصغيرة الذي يصفه البيان الشيوعي كالاتي : " ان الطبقات المتوسطة ، صغار الصناع ، تجار التجزئة ، الحرفيين ، الفلاحين ، تحارب البرجوازية ، لانها تهدد وجودها كطبقات متوسطة .. فهي ليست ثورية ، ولكن محافظة ، واكثر من ذلك أمها رجعية : فهي تسعى الى إدارة عجلات التاريخ الى الوراء " . ان الرجعية الإسلامية البرجوازية الصغيرة ، تجد ايديولوجيتها واطاراتها المنظمة ، بين " المثقفين التقليديين " في المجتمعات الإسلامية ، الفقهاء (العلماء) واشباههم ، وكذلك في المراتب الدنيا من " المثقفين العضويين " التابعين للبرجوازية ، أولئك المتحدرين من صفوف البرجوازية الصغيرة ، والمحكوم عليهم بان يظلوا في المراتب الدنيا : المعلمين وصغار الموظفين بالأخص . وفي فترات صعودها ، تجند السلفية الإسلامية اعدادا واسعة داخل الجامعات وسائر مراكز انتاج " المثقفين " حيث لا تزال هوية هؤلاء مشروطة بأصولهم الاجتماعية اكثر مما بمستقبلهم المرتقب ، وغير المضمون في غالب الأحيان . 5 ) في تلك البلدان التي استطاعت الرجعية السلفية الإسلامية فيها ان تؤسس حركة جماهيرية ، وحيث هي في طور الصعود في الوقت الراهن ، يتميز السكان العاملون بان نسبة كبيرة منهم تتألف من الطبقات المتوسطة بالمعنى المحدد في البيان الشيوعي : " صناع صغار ، تجار تجزئة ، حرفيين وفلاحين . غير ان كل فورة للتيار السلفي الإسلامي لا تعبئ قسما واسعا الى هذا الحد او ذاك من الطبقات المتوسطة وحسب ، بل تعبئ أيضا اقساما من الطبقات الأخرى ، متحدرة لتوها من الطبقات المتوسطة ، بفعل التراكم البدائي والافقار الرأسماليين . هكذا فان اقساما من البروليتارية ، تلك المتبلترة حديثا ، وبالأخص اقساما من البروليتارية الدنيا ، تلك التي جردتها الرأسمالية من موقعها البرجوازي الصغير السابق ، هي قابلة بصورة خاصة لاستجابة التحريض السلفي والانجرار وراءه . تلك هي القاعدة الاجتماعية للحركة السلفية الإسلامية ، قاعدتها الجماهيرية . بيد ان تلك القاعدة ليست بمستجيبة للرجعية الدينية بشكل تلقائي ، مثلما هو حال البرجوازية بالنسبة لبرنامجها الخاص . فمهما تكن في الواقع ، قوة المشاعر الدينية للجماهير ، وحتى لو كان هذا الدين هو الإسلام ، فثمة قفزة نوعية بين المشاعر وبين الاستجابة للدين بوصفه طوبى دنيوية . فلكي يتحول الدين من جديد ، بعد ان كان افيونا للشعوب ، الى مهيج ، لابد الاّ يكون امام تلك الشعوب حقا أي خيار اخر غير اللجوء الى الله . اذ ان اقل ما يقال عن الإسلام ، هو ان حالته ليست امرا بديهيا .. في الواقع فان السلفية الإسلامية تثير إشكالات اكثر مما تقدم حلولا .. بعدا الاشكال في تحديث قانون مدني عمره ثلاثة عشر او أربعة قرنا ، وهو بالرغم من كونه احدث من القانون الروماني بعدة قرون ، الا انه نتاج مجتمع كان بوضوح اكثر تخلفا من المجتمع الروماني القديم ( القران مستوحى من التوراة الى حد بعيد ، مثلما كان نمط عيش العرب شبيها الى حد بعيد بنمط عيش العبرنيين اليهود ) .. قلنا عدا الاشكال في تحديث القانون المدني الإسلامي ، ينبغي استكماله . وبتعبير اخر ، فان اكثر السلفيين الإسلاميين امانة للرسالة ، لا يمكنه الرد على المشكلات التي يطرحها المجتمع الحديث من خلال شعوذات التأويل وحدها ، الا اذا اصبح التأويل اعتباطيا تماما ، وبالتالي مصدر خلافات لا نهاية لها بين المجتهدين .. وهكذا نجد ان تفسيرات الإسلام هي بعدد المفسرين . اما النواة المركزية للدين الإسلامي ، تلك التي يجمع عليها المسلمون ، فهي لا تشبع باي شكل حاجات البرجوازي الصغير المادية الملحة ، بغض النظر عن قدرتها على اشباع حاجاته الروحية .. ان السلفية الإسلامية ليست في ذاتها ، باي شكل من الاشكال البرنامج الأكثر توافقا مع طموحات الفئات الاجتماعية التي تؤثر في صفوفها .. 6 ) ان القاعدة الاجتماعية الموصوفة أعلاه ، تتميز بتقلبها السياسي . فالاستشهاد الذي اوردناه من " البيان الشيوعي " لا يصف موقفا دائما للطبقات المتوسطة ، بل يصف فقط المحتوى الفعلي لنضالها ضد البرجوازية ، عندما يحصل هذا النضال ، أي عندما ترتد الطبقات المتوسطة ضد البرجوازية . ذلك ان الطبقات المتوسطة ، قبل ان تحارب البرجوازية ، كانت حليفة لها في نضالها ضد الاقطاع ، وقد ساهمت في دفع التاريخ الى الامام ، قبل ان تسعى الى رد مجراه . فالطبقات المتوسطة هي قبل كل شيء القاعدة الاجتماعية للثورة الديمقراطية والنضال القومي . وفي المجتمعات المتخلفة والتابعة ، كالمجتمعات الإسلامية ، تحتفظ الطبقات المتوسطة بهذا الدور بقدر ما تبقى المهمات الديمقراطية والقومية على جدول الاعمال ، كاملة الى هذا الحد او ذاك . وتشكل تلك الطبقات السند الأكثر حماسا لأي قيادة بورجوازية ( وكم بالأحرى اذا كانت برجوازية صغيرة ) تسجل هذه المهمات على رايتها . ان الطبقات المتوسطة هي القاعدة الاجتماعية بامتياز لكل بونابرتية بورجوازية ) . لابد اذن ان تكون القيادة البرجوازية او البرجوازية الصغيرة التي تضطلع بالمهمات الديمقراطية والقومية ، قد بلغت حدودها الخاصة بها ، في تحقيق هذه المهمات ، وفقدت مصداقيتها ، حتى تنفصل عنها اقسام واسعة من الطبقات المتوسطة ، وتبحث عن سبل أخرى . هذا ومن البديهي انه طالما يبدو ان الازدهار الرأسمالي يفتح امامها سبل الصعود الاجتماعي ، وطالما تتحسن ظروفها المعيشية ، لا تعترض الطبقات المتوسطة على النظام القائم . فهي حتى لو فقدت اهتمامها بالسياسة وحماسها ، تستمر بلعب دور " الأغلبية الصامتة " / مصطفى العلوي / للنظام البرجوازي . ولكن ما ان يطأ عليها التطور الرأسمالي للمجتمع بكل ثقله ، ثقل المنافسة المحلية و / او الخارجية ، والتضخم والديون ، تصبح الطبقات المتوسطة احتياطيا خطيرا من القوى المعارضة للنظام القائم ، فالتا من أي سيطرة بورجوازية ، ويزيد من خطورته ان عنف البورجوازي الصغير اليائس وهيجانه لا مثيل لهما . 7 ) حتى عندئذ ، يبقى الخيار الرجعي غير محتم على البرجوازي الصغير ، الذي يسحقه المجتمع الرأسمالي ، والذي فقد اوهامه حول القيادات القومية – الديمقراطية البورجوازية الصغيرة . ذلك ان خيارا اخرا يظل قائما ، نظريا على الأقل ، اذ ان الطبقات المتوسطة تجد نفسها امام هذا الاختيار : الرجعية او الثورة . فهي تستطيع بالفعل الانضمام الى النضال الثوري ضد البورجوازية ، كما توقع " البيان الشيوعي " : " اذا كانت ( الطبقات المتوسطة ) ثورية ، فذلك نظرا لانتقالها الوشيك الى البروليتارية : فهي تدافع عندئذ عن مصالحها المستقبلية ، وليس عن مصالحها الحالية . وهي تتخلى عن وجهة نظرها لتتبنى وجهة نظر البروليتارية " . بيد انه في المجتمعات المتخلفة والتابعة التي لم تكن في حسبان " البيان الشيوعي " ، ليس من الضروري ان تتخلى الطبقات المتوسطة عن وجهة نظرها الخاصة ، لتضع نفسها تحت قيادة البروليتارية . بل على العكس ، فان هذه الأخيرة تتوصل الى جر الطبقات الوسطى الى نضالها ، بتبنيها طموحات هذه الطبقات ، ولا سيما المهمات الديمقراطية والقومية . ولكن كي تتمكن البروليتارية من كسب ثقة الطبقات المتوسطة ، لابد أولا ان تحوز هي على قيادة موثوقة ، تكون قد اثبتت جدارتها السياسية والنضالية .. اما اا كانت القيادة ذات الأغلبية في صفوف البروليتارية قد فقدت مصداقيتها في مجال النضالات السياسية القومية الديمقراطية ( مع احتفاظها بموقع الأغلبية بفضل دورها النقابي او لغياب البدائل ) ، واذا كانت تبدي تخاذلا سياسيا تجاه النظام القائم ، او اذا كانت ، في اسوء حال ، تساند النظام القائم ، عندئذ ، لن يكون امام الطبقات المتوسطة ، فعلا ، أي خيار اخر سوى الاصغاء للرجعية البورجوازية الصغيرة – حتى لو كانت بمثل غموض الرجعية الإسلامية – وربما التحرك استجابة لنداء وجه لها .. 8 ) في جميع البلاد التي أحرزت السلفية الإسلامية فيها تقدما ملحوظا ، ولا سيما في مصر وسورية وايران وباكستان ، كانت مجمل الشروط الموصوفة أعلاه قائمة . ففي كل هذه البلدان ، تدهورت بوضوح الظروف المعيشية للطبقات المتوسطة خلال السنوات الأخيرة . ورغم ان بعضها هي نفسها مصدرة للنفط ، فان التضخم الجامح كان الانعكاس الوحيد لتفجر أسعار النفط على اغلبية الطبقات المتوسطة في مجمل هذه البلدان . ومن جهة أخرى ، فقد فقدت فيها القيادات القومية – الديمقراطية البرجوازية ، والبرجوازية الصغيرة مصداقيتها بوجه عام . فقد مرت تلك القيادات بتجربة السلطة في البلدان الأربعة المذكورة . وقد التف كل منها ، في فترة معينة من تاريخها ، اجماع الطبقات المتوسطة شبه الكامل ، عندما كانت تحاول تحقيق برنامجها القومي الديمقراطي . وقد ذهب بعضها بعيدا في هذا الاتجاه ، كما كانت الحال في مصر وفي البلاد التي دارت في فلكها ، حيث بدأ عبد الناصر كعملاق .وقد استطاع القوميون البقاء طويلا في السلطة ، بعد ان كنستهم رياح التغيير التي هبت مؤخرا على المنطقة ، سورية العراق ليبيا اليمن السودان .. ، بحكم انهم وصلوا الى السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية . اما في ايران وباكستان ، حيث شكل القوميون حكومات مدنية ، فلم يلبث ان كنسهم الجيش ، وقد انتهى مصدق وبوتو بشكل يثير الشفقة . هذا ومهما كان الامر ، فان هامش التقدم على درب البرنامج القومي – الديمقراطي ، ضمن اطار الدولة البرجوازية ، هو اليوم هامش ضيق جدا ، او شبه معدوم في البلاد الأربعة المذكورة أعلاه . وحتى في ايران ، حيث كانت تجربة مصدق قصيرة للغاية ، فان الشاه ، بناء على نصيحة اوصيائه الأمريكيين ، قد اخذ على عاتقه ، وبأساليبه الخاصة به ، شبه البسماركية ، تحقيق ما حققه اشباه روبيرسبيار Rober st Pierre المركّبين في البلاد الأخرى . ومن جهة أخرى ، فان المنظمات السياسية البروليتارية الوحيدة الجديرة بالذكر ، في مجمل المنطقة ، هي المنظمات الستالينية ، الأحزاب الشيوعية ، التي اذا لم تكن هزيلة ، فهي مجردة من أي مصداقية بسبب تاريخها الطويل في خيانة النضالات الشعبية والتواطؤ مع النظام القائم . Pls/Pps .. هكذا ، فعندما بدأ سخط الطبقات المتوسطة يظهر في السنوات الأخيرة في البلدان الأربعة المذكورة آنفا ، لم تستطيع أي منظمة عمالية او قومية بورجوازية او برجوازية صغيرة ، ان تؤطر ذاك السخط : كان المجال فسيحا امام الرحعية السلفية البرجوازية الصغيرة .. وعلى العكس من ذلك ، في الجزائر وليبيا والعراق ، حيث استطاع الاستبداد المستنير لبيروقراطية بورجوازية ، او برجوازية صغيرة ، ان يجعل اقساما واسعة من الطبقات المتوسطة ، تستفيد من الهبة النفطية ، امكن حصر نمو السلفية الإسلامية . / في تونس ولبنان ، يعرقل " التغريب " العميق للمجتمع تقدم السلفية الإسلامية التي تتقدم مع ذلك / . 9 ) اذا كانت السلفية الإسلامية قد أحرزت تقدما ملموسا في مصر كما في سورية وايران وباكستان ، فان اشكال تقدمها ومداه ، وكذلك محتواها ودورها السياسيين تختلف كثيرا من بلد الى اخر .. فالحركة السلفية في سورية ، هي القوة المعارضة الرئيسية في وجه البونابرتية المنحطة للبيروقراطية البرجوازية البعثية ، وقد دخلت معها في صراع مرير حتى الموت .. انها تستفيد بشكل خاص من كون الفريق الحاكم ، يتسم بطابع الأقلية الطائفية ( العلوية ) . غير ان الطبيعة الرجعية المتطرفة والمطلقة للحركة السلفية السورية تلغي ، او تكاد ، فرصها في الاستيلاء على السلطة بشكل مستقل .. فهي لا تستطيع وحدها ، على أساس مثل برنامجها ، ان تجند القوى الضرورية لإسقاط الدكتاتورية البعثية . كما ان قدرتها على ان تدير وحدها بلدا ذا مشاكل سياسية واقتصادية بدرجة تعقيد مشكلات سوريا ، هي بُعْد اقل .. فالحركة السلفية السورية محكوم عليها اذن ، بالتعاون مع الطبقات المالكة السورية ( البرجوازية والملاك العقاريين ) . وهي ليست سوى رأس حربة تلك الطبقات ، ولا يمكنها ان تكون اكثر من ذلك .. في مصر ، وللأسباب نفسها ، فان آفاق استيلاء الحركة السلفية على السلطة بشكل مستقل ، هي آفاق ضيقة جدا ، لا سيما وان نفوذها النسبي اقل أهمية بشكل واضح عما في سورية .. وفي كلا البلدين ، تصلب عود الحركة السلفية في مجرى صراع طويل الأمد ضد أنظمة تقدمية ، مما اوكد طابعها الرجعي . فضلا عن ذلك فان حجم مشكلات مصر الاقتصادية ، بذاته يقلص من مصداقية طموح الحركة السلفية الى السلطة . ان البرجوازية المصرية تعي ذلك تماما ، وهي تظهر كثيرا من التسامح تجاه الحركة السلفية .. فهذه تشكل في نظرها طابورا خامسا مثاليا في قلب حركة الجماهير ، " جسما مضادا " ذات فعالية خاصة ضد اليسار التقدمي واليسار الماركسي .. ولهذا السبب لا يقلقها ان ترى اليوم الحركة السلفية المصرية ، تزاحم اليسار في المجالين المفضلين لهذا الأخير : المسألتين القومية والاجتماعية . فكل تقدم للرجعية الإسلامية في هذين المجالين يقلص من تقدم اليسار بالمقدار نفسه . ان موقف البرجوازية المصرية إزاء الحركة السلفية ، مماثل للموقف الذي تقفه كل برجوازية تواجه ازمة اجتماعية عميقة ، إزاء اقصى اليمين والفاشية .. تتميز باكستان عن مصر ، بكون الحركة السلفية قد تدعّمت فيها ، بشكل رئيسي ، في ظل أنظمة رجعية . ولذلك تمكنت هذه الحركة من ان تبني لحسابها الخاص ، ولفترات طويلة ، عناصر من البرنامج القومي – الديمقراطي ، وان تشكل بالتالي قوة ذات مصداقية في معارضة النظام القائم . بيد انه ، خلال هذه الفترات الطويلة نفسها ، كانت الاتجاهات القومية – الديمقراطية البورجوازية ذاتها في المعارضة ، وهي حتما اكثر نفوذا ، لأنها اكثر مصداقية من الحركة السلفية . وقد احتاج الامر لرجل مثل بوتو حرق ، في اختصار تاريخي مدهش ، مراحل تطور على الطراز الناصري ، وتوصل بسرعة الى فقدان دعم الجماهير ، متورطا في تناقضاته الخاصة به ، حتى فُسح المجال امام اقصى اليمين الذي تسوده الحركة السلفية الرجعية ، علما ان اقصى اليسار هزيل في باكستان . وقد بلغ افلاس بوتو درجة مكنت الحركة السلفية اليمينية الرجعية ، من ان تعبئ ضده حركة جماهيرية واسعة .. هذا وقد جرى الانقلاب من اجل تدارك " الفوضى " التي امكن ان تنجم عن اسقاط بوتو بواسطة تلك التعبئة . ولكي تكتسب الدكتاتورية العسكرية البرجوازية الرجعية لضياء الحق مؤازرة الحركة السلفية ، اخذت على عاتقها بشكل ناجح برنامج هذه الأخيرة في الإصلاح الإسلامي . وهي تعتمد على الحركة السلفية في تحييد المعارضة التقدمية لنظامها ، بما فيها معارضة حزب بوتو الراحل . في الحالات الثلاث التي نظرنا فيها أعلاه ، ثبت ان الحركة السلفية ليست سوى قوة اعانة البرجوازية الرجعية . اما ايران فتختلف .. 10 ) ان الحركة السلفية في ايران ، التي يمثلها بشكل رئيسي الاتجاه السلفي بين رجال الدين الشيعة ، قد تحددت في مجرى نضال طويل وشاق ضد نظام الشاه الغارق في الرجعية والمسنود من قبل الامبريالية . ان الإفلاس التاريخي البائس للقومية البرجوازية وللستالينية ( الحزب الشيوعي – تودة ) الايرانيتين ، اشهر من ان نصفه هنا .. والحال انه بنتيجة هذه التركيبة الاستثنائية من الظروف التاريخية ، توصلت الحركة السلفية الإيرانية ، لان تكون رأس الحربة الوحيد للمهمتين المباشرتين للثورة الديمقراطية القومية في ايران : اسقاط الشاه ، وقطع الروابط الامبريالية الامريكية . ومما زاد في إمكانية ذلك الوضع ، ان هاتين المهمتين ، كانتا في انسجام تام مع البرنامج العام الرجعي للسلفية الإسلامية . هكذا فعندما بلغت الازمة الاجتماعية في ايران درجة من النضج خلقت الشروط اللازمة لإسقاط الشاه اسقاطا ثوريا ، وعندما بلغ بغض الطبقات المتوسطة للشاه أوجه ، تمكنت الحركة السلفية التي جسدها الخميني ، من تأطير القوة العظيمة للطبقات المتوسطة اليائسة ، وللبروليتارية الدنيا ، لتوجه للنظام سلسلة من الضربات بالقبضات العارية ، ضربات شبه انتحارية في إصرارها على البقاء عزلاء ، الامر الذي لا تقدر عليه غير حركة دينية متزمتة .. لقد نجحت الحركة الدينية الإيرانية في انجاز المرحلة الأولى من ثورة قومية ديمقراطية في ايران ، بيد انه سرعان ما عادت طبيعتها السلفية الرجعية لتسيطر .. ان الثورة الإيرانية هي ، بشكل ما ، ثورة دائمة معكوسة . فبعد ان بدأت على أرضية الثورة القومية ، كان بالإمكان لو توفرت لها قيادة بروليتارية ، ان تأخذ طريق " التحول " الى ثورة اشتراكية . لكن قيادتها السلفية البرجوازية الصغيرة منعتها من ذلك ، دافعة إياها ، على العكس ، في اتجاه تقهقر رجعي . فقد شبهت ثورة فبراير 1979 بشكل مدهش ثورة فبراير 1917 : نقطتا انطلاق متماثلتان ، لتطورين في اتجاهين متعارضين تماما . ففي حين سمحت أكتوبر ببلوغ حد الثورة الديمقراطية الروسية ، خانت القيادة السلفية المضمون الديمقراطي للثورة الإيرانية . وحيث استبدل البلاشفة الجمعية التأسيسية ، بعد ان ناضلوا من اجل انتخابها ، بسلطة السوفياتات فائقة الديمقراطية ، استبدل آيات الله الجمعية التأسيسية التي سبق ان وضعوها هم أيضا على رأس مطالبهم ، والتي منعوها من ان تبصر النور ، استبدلوها يذلك المسخ الرجعي الذي هو " جمعية الخبراء " المسلمين . ان مصير ذاك المطلب المشترك للثورتين يلخص بشكل بليغ ، الطبيعتين المتناقضتين لقيادتهما ، وبالتالي لاتجاهي تطورهما . اما فيما يخص اشكال التنظيم الديمقراطي التي برزت في غمرة فبراير الإيراني ، فقد احتوتها القيادة الإسلامية : انه فرق شاسع بين " الشورى " و السوفياتات . ففي المجال القومي ، وحيث سمحت الأممية البروليتارية لدى البلاشفة بتحرير القوميات المضطهدة من جانب الإمبراطورية الروسية ، اتضح ان " الأممية " الإسلامية لدى آيات الله ، ما هي الا ذريعة دينية لقمع القوميات المضطهدة من جانب الإمبراطورية الفارسية قمعا دمويا . ان مصير النساء في كلتا الثورتين معروف أيضا . ولم تبق القيادة السلفية الإيرانية وفية للبرنامج القومي الديمقراطي الا في نقطة واحدة : النضال ضد الامبريالية الامريكية . ولكنها بقيت وفية له بطريقتها الخاصة . فقد أشار الخميني الى العدو ليس بوصفه الامبريالية ، ولكن " الغرب " ، ان لم يكن " الشيطان الأكبر " . وبعد ان نسب الى " الغرب " البغيض كل المكتسبات السياسية والاجتماعية التي أتت بها الثورة البرجوازية ، بما فيها " الديمقراطية " ، وحتى الماركسية التي اعتبرها ( عن حق ) نتاجا للحضارة الصناعية المسماة " غربية " ، دعا الخميني الى اقتلاع هذه " الآفات " من المجتمع الإيراني ، مغفلا الروابط الرئيسية بين ايران والامبريالية ، وهي الروابط الاقتصادية . ان قضية سفارة الولايات المتحدة كما خيضت ، لم تأت بشيء لإيران . وقد كلفتها ثمنا باهظا ، وأفادت البنوك الامريكية في نهاية المطاف . وايا كان المصير اللاحق للدكتاتورية السلفية في ايران ، فقد اتضح انها عقبة رئيسية امام الثورة الإيرانية . ان ذاك المصير أصلا كثير الاحتمالات . فبالإضافة الى التركيب الاستثنائي للشروط الموصوفة أعلاه ، ثمة اختلاف أساسي قائم بين ايران والبلدان الثلاثة التي سبق النظر في امرها . هو ان ايران تستطيع ان تجيز لنفسها " ترف " المرور بتجربة سلطة سلفية بورجوازية صغيرة مستقلة ، اذ ان ثروتها النفطية تضمن لها ميزان مدفوعات وموازين فائضين . ولكن باي ثمن ؟ . فان الحصيلة الاقتصادية لسنتين من السلطة السلفية سلبية بشكل فظيع ، بالمقارنة مع السنوات السابقة . ومن جهة أخرى ، فان ميوعة " البرنامج " السلفي ، والتنوع الكبير للفئات الاجتماعية التي تنتسب اليه وتفسره ، كل واحدة بطريقتها الخاصة بها ، ينعكسان في تعددية سلطات متنافسة ومتخاصمة ، وحدها سطوة الحميني سمحت بالحفاظ على تآلفها الظاهري حتى موته .. 11 ) ان السلفية الإسلامية احد اخطر أعداء البروليتارية الثورية : وهنا من الضروري بشكل مطلق ، وفي كل الظروف ، محاربة " تأثيرها الرجعي والقروسطوي " ، كما سبق ان دعت الى ذلك ، " الاطروحات حول المسألة القومية والكلونيا لية " التي اقرها المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية . وحتى في الحالات التي تضطلع فيها الحركة السلفية مؤقتا بمهمات قومية ديمقراطية ، مثلما جرى في ايران ، فان من واجب الشيوعيين الثوريين ، ان يحاربوا بلا مهادنة التضليل الذي تمارسه على الجماهير المناضلة ، والذي ستدفع هذه الجماهير ثمنه اذا لم تتحرر منه في الوقت المناسب .. ويتوجب على الشيوعيين الثوريين ، وهم يضربون معا العدو المشترك ، ان يحذروا الجماهير العاملة من أي تحريف لنضالها باتجاه رجعي . ان أي تخلف عن هذه المهمات البديهية ، ليس قصورا أساسيا وحسب ، بل يكمن فيه أيضا خطر انحراف انتهازي للمنظمة الشيوعية الثورية . بالمقابل ، وحتى في الحالات التي تظهر فيها السلفية الإسلامية في مظهرها الرجعي دون سواه ، يتوجب على الشيوعيين الثوريين ، ان يتسلحوا بالحذر التكتيكي في نضالهم ضدها . ويجب على وجه الخصوص ان يتجنبوا خوض المعركة على ارض الايمان الديني ، الذي يسعى السلفيون دائما وراء جرهم اليها ، من اجل ابقاءها في المجالات القومية والديمقراطية والاجتماعية . اذ يجب الا يغيب عن بال الشيوعيين الثوريين ، ان جزءا هاما في الغالب ، من الجماهير التي تمارس السلفية الإسلامية نفوذها عليها ، يمكن ويجب سلخه عنها ، وضمه الى نضال البروليتارية . هذا وعلى الشيوعيين الثوريين ، وهو يفعلون ذلك ، ان يعلنوا دون لبس تأييدهم لعلمنة المجتمع ، هذا العنصر البديهي في البرنامج الديمقراطي . فهم يستطيعون تخفيف نبرة الحادهم ، ولكن ليس علمانيتهم ابدا ، والا استبدلوا ماركس صراحة بمحمد ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما تخطئ الجزائر في اختيار عملاءها ( المغاربة )
-
ولي العهد معرض لعمل اجرامي .. ولي العهد معرض للقتل .. ولي ال
...
-
الوحدة العربية بين الواقع والاحلام
-
قراءة بسيطة للوضع السياسي والنقابي الراهن
-
صورة الخطاب الفلسفي في مرآة الخطاب اللاهوتي الغوغائي الغارق
...
-
ماكس فيبير والعقلنة المشوهة
-
الاصوليون بالجامعة . هل هم ديمقراطيون ؟
-
هل يبحث النظام الانسحاب من الصحراء ؟
-
الغزو الروسي لأكرانيا عرى عن حقيقة الجيش الروسي ، وعن حقيقة
...
-
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
ظاهرة عبدالاله عيسو
-
هل هو السكوت الذي يسبق العاصفة ، ام ان قدر المغرب هذا النظام
...
-
سكرتارية مجلس الاتحاد الأوربي
-
من واجب موريتانية التزام الحياد في معالجة نزاع الصحراء الغرب
...
-
نهاية شيء عُرف سابقا بالقضية الفلسطينية -- نهاية شيء عُرف سا
...
-
يتحدثون عن حرب بين اسبانية وبين النظام البوليسي المغربي .
-
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية /الجمهورية الصحراوية
...
-
هل هناك فعلا مشروع حضاري عربي إسلامي .؟
-
فرنسا مهد المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان
-
ارض الميعاد اليهودية من الفرات الى النيل
المزيد.....
-
ترامب يوجه ضربة قوية جديدة لزيلينسكي خلال أقل من 24 ساعة
-
جهاز الخدمة السرية الأمريكي يطلق النار على رجل مسلح قرب البي
...
-
سوريا: هل تعرقل أحداث الساحل الدموية مسيرة المرحلة الانتقالي
...
-
في الثامن من آذار.. حفل بهيج في كوبنهاكن
-
تطورات -صادمة- في الساحل السوري ومطالب دولية بحماية المدنيين
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن عن خطط لاستقدام عمال من سوريا
-
-عد أيها الملك وأنقذ البلاد-.. استقبال حاشد لملك نيبال المعز
...
-
الجيش الروسي يدمر رتلا تابعا للقوات الأوكرانية الهاربة من كو
...
-
البيت الروسي في بيروت يحتفل بيوم المرأة
-
الخارجية الأمريكية تعلق على أحداث الساحل السوري الدامية وتدع
...
المزيد.....
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|