أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زينة ركين - إلى من يحتفل بيوم المرأة: كفاكم نفاقًا، نحن غاضبات!














المزيد.....


إلى من يحتفل بيوم المرأة: كفاكم نفاقًا، نحن غاضبات!


زينة ركين

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 14:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كفى خداعًا. كفى نفاقًا. كفى توزيعًا للورود كرشوة رخيصة لإسكات الغضب. نحن لسنا بحاجة إلى يوم عالمي لنتذكر أننا نعيش في عالم غير عادل، عالم يسرق منا حقوقنا ويقدّمها لنا على شكل مجاملات سطحية وخطابات جوفاء. هذا اليوم بالنسبة لنا ليس احتفالًا، بل دليل إدانة ضد نظام ينهشنا كل يوم ثم يتظاهر بأنه يحترمنا ليوم واحد في السنة.

-أي مساواة تتحدثون عنها؟-

كل عام، في الثامن من آذار، يتحول الجميع إلى "مدافعين عن المرأة"، يطلقون التصريحات الرنانة، يملأون الشاشات بصور النساء الناجحات، ويوهموننا بأننا "نعيش عصر التقدم والمساواة". لكن في اليوم التالي، يعود كل شيء إلى طبيعته: نفس الفجوة في الأجور، نفس العقليات المتعفنة التي تضع المرأة تحت المجهر في كل خطوة تخطوها، نفس القوانين الجائرة التي تكرّس التمييز بدلًا من القضاء عليه.

هل نسيتم أن المرأة لا تزال تُعامل ككائن أقل في سوق العمل؟ أن صوتها لا يزال يحتاج إلى "إذن" حتى يُسمع؟ أن طموحها لا يزال يُواجه بالعرقلة، وأن استقلاليتها تُقابل بالرفض والوصاية؟ أن وصولها إلى مراكز القرار لا يزال استثناءً وليس القاعدة؟ نحن نعلم أن الفرص ليست متكافئة، وأن الطريق أمام المرأة لا يزال أصعب، وأن المجتمع لا يزال يقيّمها بناءً على مظهرها وسلوكها بدلًا من كفاءتها وقدراتها.

والأكثر إهانة هو كيف يحاول البعض إقناعنا بأن "العالم تغيّر"، فقط لأن هناك عددًا قليلًا من النساء اللواتي تمكنّ من كسر الحواجز. نجاح بعض النساء لا يعني أن النظام عادل، بل يعني أنهن اضطررن إلى مضاعفة الجهد، إلى القتال المستمر، وإلى تقديم تنازلات مرهقة فقط ليحصلن على ما يُمنح للرجال بشكل تلقائي.

-الغضب الذي لا تفهمونه-

نحن غاضبات لأننا سئمنا من أن نكون مضطرات لإثبات جدارتنا في كل مرة نطالب فيها بحقوقنا. غاضبات لأن المجتمع لا يزال يرى فينا "دورًا" يجب أن نلعبه، وليس أفرادًا أحرارًا لهم كامل الحق في تقرير مصيرهم. غاضبات لأننا كلما تحدثنا عن العدل والمساواة، وُصفنا بالمبالغة، بينما الظلم الذي نعيشه يوميًا يُعتبر "الطبيعي".

الغضب ليس مبالغة، بل هو حق. حقنا في أن نرفض الظلم، في أن نكسر القيود المفروضة علينا، في أن نطالب بمستقبل لا نُعامل فيه كـ"استثناء" في كل مرة نحصل فيها على شيء من حقوقنا الأساسية.

-الظلم واحد… في كل مكان-

لكن الأكثر استفزازًا؟ أن النظام الذي يكرّس القمع ضد المرأة هو نفسه الذي يستهزئ بكل نضال ضد الظلم، سواء كان تجاه الإنسان أو الحيوان أو البيئة. نحن نفهم جيدًا أن من يسخر من معاناة الأضعف لن يكون حليفًا حقيقيًا لنا. العنف واحد، الاستغلال واحد، والتبرير دائمًا جاهز.

المجتمع الذي يرى أن المرأة "يجب أن تبقى في مكانها" هو نفسه الذي يرى أن الحيوانات "موجودة لخدمتنا"، وهو نفسه الذي يدمر البيئة دون تفكير في العواقب. لأن كل هذه الأنظمة مبنية على السيطرة، على فكرة أن هناك كائنات "أقل" تستحق أن تُستغل من أجل راحة الأقوى. فكيف يمكن لمن لا يرى قيمة حياة الحيوان أن يدرك قيمة كفاح المرأة؟ كيف يمكن لمن يستهزئ بأي قضية تحررية أن يكون صادقًا في دعمه للمساواة؟



لذلك، لا نريد احتفالاتكم، نريد ثورة. لا نريد خطاباتكم الفارغة، نريد تحركات حقيقية. لا نريد أن نكون "ملهمات" فقط، نريد أن نكون صانعات للقرار، بلا حواجز، بلا وصاية، بلا انتظار لـ"إذن" من أي شخص.

لا نريد أن يُقال لنا "لقد حصلتن على حقوقكن"، لأننا نعلم أن الحقوق لا تُمنح، بل تُنتزع. لا نريد أن نُعامل كرموز، بل كبشر لهم إرادة، لهم طموح، لهم الحق في العيش بحرية وكرامة دون قيود مفروضة بحجة "المجتمع".

هذه ليست دعوة للاحتفال، هذه دعوة للغضب. الغضب المشروع، الغضب الذي يخلق التغيير، الغضب الذي لا يقبل أن يكون يوم المرأة مجرد مناسبة عابرة، بل بداية لنهاية الظلم الذي سئمنا من تحمله.

إذا كنتم تؤمنون فعلًا بالمساواة، فاحرقوا الورود، مزّقوا الخطابات الفارغة، وانزلوا معنا إلى ساحة التغيير الحقيقي. وإلا، فاحتفظوا بتهانيكم لأنفسكم، نحن لسنا بحاجة إليها.



#زينة_ركين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الخفي لحيوانات المزارع
- الحياة المثالية على السوشيال ميديا: حقيقة أم وهم؟
- تجاوز النمطية :المرأة والحيوانات ليست للخدمة
- بسبب الحب
- لست واهمة
- إنتحر أو قاموا بإنتحاره ؟
- في حضرة الوعي
- لا تكن كارثة، كن إنجاز


المزيد.....




- طبيبة تحذر النساء من -العلامات الصامتة- للسرطان القاتل
- منظمات: وقف المساعدات الإنسانية الأميركية يعرض ملايين النساء ...
- عقرب يلدغ امرأة في مطار أمريكي أثناء استلامها لأمتعتها.. من ...
- تركيا تعتقل 200 امرأة في يومهن العالمي
- نرجس محمدي: النساء سيطحن الجمهورية الإسلامية في إيران
- بمناسبة عيد المرأة : مستمرة بالمعاناة والنضال لنيل حقوقها عا ...
- شاهد.. امرأة تقتحم ملعبا وتضرب لاعبا في مباراة كرة قدم لسبب ...
- توقيف 200 امرأة بعد مسيرة احتجاج نسائية في اسطنبول + فيديو ...
- في اليوم العالمي للمرأة : مكانة المرأة الفلسطينية ومعاناتها ...
- المرأة الفلسطينية في الدبلوماسية والقيادة السياسية


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زينة ركين - إلى من يحتفل بيوم المرأة: كفاكم نفاقًا، نحن غاضبات!