أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبيد حمادي - الصراع السوري السوري الى اين














المزيد.....

الصراع السوري السوري الى اين


محمد عبيد حمادي
أكاديمي وكاتب وباحث في الشأن السياسي العراقي والإقليمي

(Mohammed Obaid Hammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 01:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، شهدت البلاد صراعًا معقدًا متعدد الأطراف، حيث تداخلت العوامل السياسية والطائفية والعرقية. في البداية، كانت الاحتجاجات الشعبية تطالب بالإصلاحات الديمقراطية، إلا أن قمع النظام العنيف أدى إلى تصاعد العنف وتحول الاحتجاجات إلى نزاع مسلح. خلال هذا الصراع، لعبت الطائفية دورًا متزايدًا، حيث انخرطت مختلف الطوائف والمجموعات العرقية في النزاع، مما أدى إلى تفاقم التوترات والانقسامات داخل المجتمع السوري.

الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد، كانت لها حضور بارز في الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام. هذا التمثيل المكثف للعلويين في مؤسسات الدولة جعلهم يُعتبرون داعمين رئيسيين للنظام، مما أدى إلى استهدافهم من قبل بعض فصائل المعارضة المسلحة. في المقابل، تعرضت الطائفة السنية، التي تشكل الأغلبية في سوريا، لعمليات قمع واسعة من قبل النظام، مما زاد من حدة الاستقطاب الطائفي.

مع مرور الوقت، ظهرت جماعات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة، التي استغلت الفراغ الأمني والفوضى لتعزيز نفوذها. هذه الجماعات تبنت أيديولوجيات متطرفة وسعت إلى فرض تفسيرها الخاص للإسلام، مما أدى إلى تفاقم العنف الطائفي واستهداف الأقليات الدينية والعرقية. على سبيل المثال، تعرضت القرى الدرزية في شمال محافظة إدلب لهجمات من قبل هذه الجماعات، مما أدى إلى تهجير السكان وزيادة التوترات الطائفية.

في ظل هذه الظروف، برزت مخاوف من تحول الصراع إلى حرب طائفية شاملة إذا لم يتم كبح جماح هذه التوترات. التقارير أشارت إلى أن النزاع أصبح “طائفياً بشكل واضح”، مع تزايد دور المجموعات الإسلامية المتطرفة في القتال ضد قوات النظام. هذا الوضع يهدد “طوائف وأقليات بأكملها”، مما يزيد من تعقيد الأزمة السورية ويصعب من إمكانية التوصل إلى حل سلمي.

بالإضافة إلى ذلك، استخدم النظام سياسات “الهندسة الديموغرافية” لتغيير التركيبة السكانية في بعض المناطق. تم تفريغ مناطق مثل دمشق وحمص من المعارضة السنية والمدنيين، ونُقلت هذه الفئات إلى شمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة. في بعض الحالات، مُنحت منازلهم للميليشيات الشيعية الأجنبية الداعمة للنظام، مما أدى إلى زيادة أنماط الانقسام الطائفي والاستياء، وصعّب من احتمالية عودة اللاجئين، وبالتالي تغيير الخريطة الديموغرافية لسوريا.

بعد أكثر من عقد من الصراع، جاء التحول المفاجئ في المشهد السياسي السوري في ديسمبر 2024، عندما انهار نظام بشار الأسد بعد معارك عنيفة بين قواته والعديد من الفصائل المعارضة، بما في ذلك جماعات منشقة عن الجيش السوري وحركات إسلامية مسلحة. في 29 يناير 2025، تم تعيين أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، رئيسًا انتقاليًا لسوريا من قبل القيادة العامة للبلاد خلال مؤتمر انتصار الثورة السورية. الشرع، الذي كان قائدًا سابقًا لهيئة تحرير الشام، أصبح وجهًا جديدًا في المرحلة الانتقالية لسوريا بعد سقوط النظام السابق.

منذ توليه الرئاسة، قام الشرع بعدة خطوات لتعزيز الاستقرار في البلاد، بما في ذلك الدعوة إلى مؤتمر حوار وطني وإصدار إعلان دستوري لتوجيه المرحلة الانتقالية. كما التقى بعدة قادة دوليين، مثل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لمناقشة إعادة إعمار سوريا وتعزيز العلاقات الدبلوماسية.

في خطابه الأول كرئيس، أكد الشرع على أهمية الوحدة الوطنية والتعاون بين جميع مكونات المجتمع السوري لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء البلاد بعد سنوات من الصراع. إلا أن تعيينه أثار جدلاً واسعًا، لا سيما بين الفئات العلمانية والمجتمعات التي عانت من حكم الفصائل الإسلامية خلال الحرب. المخاوف تتزايد من أن يكون الانتقال السياسي في سوريا هشًا، خاصة في ظل وجود فصائل مسلحة لها أجنداتها الخاصة، مما قد يؤدي إلى استمرار الصراع بشكل مختلف، ربما على أسس طائفية أو مناطقية.

في ظل هذه التعقيدات، تبرز أهمية الجهود الدولية والمحلية لمنع تحول الصراع إلى حرب طائفية شاملة. يتطلب ذلك تعزيز الحوار بين مختلف مكونات المجتمع السوري، والعمل على تحقيق مصالحة وطنية شاملة تضمن حقوق جميع الطوائف والأقليات. كما يجب على المجتمع الدولي دعم المبادرات التي تهدف إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم التنوع وتضمن المساواة بين جميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية.

في الختام، يمثل الصراع السوري مثالًا على كيف يمكن أن تؤدي التوترات الطائفية والعرقية إلى تفاقم الأزمات وتحويلها إلى نزاعات طويلة الأمد. لذا، فإن معالجة جذور هذه التوترات والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع السوري هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.



#محمد_عبيد_حمادي (هاشتاغ)       Mohammed_Obaid_Hammadi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجيات الحكام العرب في الحفاظ على سلطتهم
- عودة الكاظمي نقطة تحول في المشهد العراقي
- ترامب والسياسة الخارجية
- السياسة السورية ما بعد هروب بشار الأسد
- سوريا بوابة الوطن العربي الجديد
- سقوط بشار بداية لشرق أوسط جديد
- تأثير السلطة على الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي
- ظاهرة تصوير المديرين العامين بين الاستعراض والتأثير الحقيقي
- سياسات أمريكا في الشرق الأوسط بين التخبط والعنف
- الصحافة في العراق حرية مقيدة
- القوانين الصحفية ومدى تأثيرها وتطبيقها
- السياسة الامريكية في العراق
- الوعي السياسي لدى الجمهور العربي


المزيد.....




- عن طريق التلقيح الاصطناعي.. -جيت- أول فيل آسيوي يولد في أمري ...
- ما يعجب بوتين وما يرفضه تماما بطرح ترامب لإنهاء الحرب بأوكرا ...
- ما مصير -خاتم الصياد- الخاص بالبابا فرنسيس؟
- مصر.. -مخاوف- على حياة المعارض المسجون علاء عبدالفتاح مع تده ...
- لقطات جديدة من كاميرات مراقبة تُظهر امرأةً متهمةً بالتسلل لط ...
- محمد عبدالسلام يكتب: فرنسيس الإنسان.. زعيم روحي تجاوز الحواج ...
- ما الذي يأمل ترامب بتحقيقه من زيارة دول الخليج؟.. إليك أبرز ...
- إعادة تداول فيديو اغتيال السادات يثير نظريات مؤامرة وجدلًا و ...
- طعون الداخل الأمريكي ضد رسوم ترامب الجمركية
- -فاينانشال تايمز-: مشروع ترامب بشأن أوكرانيا قد يفجّر أزمة ف ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبيد حمادي - الصراع السوري السوري الى اين