عبدالكريم قيس عبدالكريم
الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 00:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سوريا بين الصراع والاستقرار: إلى أين تتجه الأحداث؟
تتسارع التطورات في سوريا بوتيرة متسارعة، وتتغير الموازين والمعادلات بشكل مستمر، مما يجعل المشهد معقدًا ومفتوحًا على احتمالات متعددة. ورغم مرور الوقت على الأزمة، لا يبدو أن ما يجري يمثل انتقالًا طبيعيًا من حكم الفرد إلى نظام يعبر عن الإرادة الشعبية، بقدر ما هو امتداد لصراع المصالح الإقليمية والدولية التي تتشابك على الأرض السورية.
في ظل هذا المشهد، نجد الاحتلال الإسرائ يلي يواصل اعتداءاته على الأراضي السورية، مستغلًا حالة الانقسام والتشرذم، وسط صمت دولي وإقليمي أقرب إلى الخضوع. وعلى الجانب الآخر، تعيش بعض المناطق السورية مشاهد مأساوية من القتال والإعدامات في الشوارع، وسحل الجثث، وهدم المنازل، وانتشار الفوضى بين أبناء البلد الواحد، مما يزيد من تعقيد المشهد وما ذلك التعقيد في المشهد إلى لخدمة تلك القوى المتصارعة. وعلى ضوء ذلك هنالك تساؤلات مصيرية حول مستقبل سوريا.
يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لسوريا، بمكانتها الاستراتيجية وأهميتها الجيوسياسية، أن تتجاوز هذه المرحلة الدامية وتحقق حالة من الاستقرار والتعايش السلمي؟ وهل يمكنها بناء دولة مؤسسات قادرة على تحقيق تبادل سلمي للسلطة، وتتحول إلى فاعل إقليمي يسهم في حل النزاعات بدلًا من أن تكون ساحة لتصفية الحسابات؟
الإجابة على هذه التساؤلات لا تزال مرهونة بتطورات الداخل السوري، وإرادة القوى الفاعلة، وقدرة الشعب السوري على فرض واقع جديد يحقق طموحاته في الحرية والاستقرار والتنمية.
سوريا أمام مفترق طرق حاسم، فإما أن تظل عالقة في دوامة الفوضى والاحتراب الداخلي والتدخلات الخارجية، أو أن تنجح في بناء مستقبل جديد قائم على المصالحة الوطنية، ودولة القانون، والتنمية الاقتصادية، واستعادة دورها الإقليمي. يبقى الخيار بيد السوريين أنفسهم، ومدى قدرتهم على تجاوز الماضي والانطلاق نحو أفق جديد يحقق طموحاتهم في الحرية والاستقرار والتقدم.
#عبدالكريم_قيس_عبدالكريم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟