أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بيان صالح - ليكن كل يومٍ يوم ٨ مارس!














المزيد.....

ليكن كل يومٍ يوم ٨ مارس!


بيان صالح
(Bayan Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 09:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


معًا لنحوّل كل يوم إلى يوم نضال من أجل تحقيق المساواة الحقيقية للمرأة في المجال العام (السياسي، الاقتصادي، والاجتماعي) والمجال الخاص داخل الأسرة والبيت.

لطالما كانت قضايا المرأة محورًا للنقاشات الفكرية والسياسية والاجتماعية، حيث تعددت المدارس الفكرية التي تحاول تفسير أسباب اضطهادها وسبل تحقيق مساواتها. في هذا السياق، تظهر بعض الحركات النسوية التي تفسّر هذا الاضطهاد على أنه ناتج بشكل حصري عن النظام الذكوري (البطريركي)، معتبرةً أن النزعة الذكورية للسيطرة هي العامل الأساسي في دونية المرأة، متجاهلةً العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر بشكل جوهري في تكريس هذا الاضطهاد.يرتكز الخطاب النسوي لبعض الحركات على فكرة أن الرجل هو العدو الأساسي للمرأة، مما يدفعها إلى الدعوة لتوحيد جميع النساء ضد جميع الرجال، باعتبارهم المصدر الرئيسي للظلم. وهذه النظرة، رغم نواياها في تحقيق التحرر، تعاني من اختزال مفرط لقضية معقدة. إن افتراض أن العلاقة بين الجنسين تقوم فقط على التناقض والصراع يعني إلغاء أي فرصة لتحقيق المساواة، كما أنه يعزز تصورًا بأن الاضطهاد واقع أبدي لا يمكن تجاوزه طالما وُجد الرجل والمرأة في المجتمع. هذه الفكرة تؤدي بالضرورة إلى التركيز على الفوارق البيولوجية بين الجنسين باعتبارها جوهر الصراع، مما يشتت النضال الجذري ضد النظام الرأسمالي الطبقي، الذي يُعدّ المصدر الرئيسي للاضطهاد والاستغلال. ففي الوقت الذي يجب أن يكون فيه النضال مشتركًا ضد البنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تؤدي هذه الحركات إلى تقسيمه على أساس النوع الاجتماعي.

لا يمكن إنكار أن هذه الحركات النسوية قد ساهمت في تحقيق مكاسب لصالح النساء، سواء على مستوى الحقوق السياسية أو القوانين التي تضمن المساواة، أو تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لهن. ومع ذلك، فإن هذه الحقوق تظل مهددة دائمًا بالتراجع في ظل الأزمات الاقتصادية التي يشهدها النظام الرأسمالي. فالواقع يثبت أنه في كل أزمة اقتصادية، تكون النساء هن الفئة الأكثر تضررًا، حيث يفقدن وظائفهن بمعدلات أعلى من الرجال، مما يزيد من أعبائهن الاجتماعية والاقتصادية. وهذا يؤكد أن أي نضال نسوي لا يأخذ في الاعتبار البنية الاقتصادية للمجتمع يظل عرضة للفشل أو فقدان المكتسبات التي تحققت بالنضال الطويل الأمد.

في عصرنا الحالي، لا تزال المرأة تواجه تحديات كبيرة، ليس فقط من قبل الأنظمة الاستبدادية أو القوى اليمينية المتطرفة، بل أيضًا من قبل التيارات الرجعية في الدول الغربية نفسها. ففي الولايات المتحدة مثلًا، نجد توجهات سياسية، كما هو الحال مع ترامب و"الترامبية"، تحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء من خلال قرارات مثل تقييد حق الإجهاض وإعادة فرض قوالب نمطية تحصر الأدوار الجندرية في ثنائية جامدة بين الرجل والمرأة.أما في مناطق أخرى من العالم، فإن الواقع أكثر قسوة ووحشية، حيث يتم سلب الطفولة من الفتيات من خلال تشريعات تسمح بتزويجهن في سن مبكرة، كما هو الحال في العراق، حيث يمكن تزويج الفتاة في سن التاسعة حسب القوانين الجديدة. أما في أفغانستان، في ظل الحكم القروسطي لطالبان، فقد شهدنا تراجعًا خطيرًا في حقوق المرأة، حيث تُجبر النساء على العودة إلى حياة أقرب إلى العبودية، محرومات من التعليم، والعمل، وحتى من مجرد الظهور في الفضاء العام.
إن تحقيق المساواة الحقيقية للمرأة يتطلب نضالًا جماعيًا لا يقتصر على النساء فقط، بل يشمل الرجال أيضًا، لأن قضية المرأة ليست مجرد قضية المرأة، بل هي قضية تتعلق ببنية المجتمع ككل. التحرر الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون تغيير الأنظمة الاقتصادية والسياسية التي تعزز الاستغلال الطبقي والتمييز الجنسي.ختامًا، أدعو كل إنسان-ة، سواء كان رجلًا أو امرأة أو أي جنس آخر، إلى دعم نضال المرأة اليومي في ظل هذا النظام الرأسمالي المتوحش.



#بيان_صالح (هاشتاغ)       Bayan_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من الظلام، قوة النساء وكسر القيود
- الحب و التقاليد البالية
- إعادة التأهيل والتربية! الإعادة القسرية للأبناء والبنات الى ...
- التميز بين الأولاد والبنات في التربية داخل الأسرة والمجتمع
- اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة ، مكافحته مسؤولية من ...
- قضية المرأة، النسوية والاستغلال الطبقي و مهماتنا
- بيان صالح - ناشطة نسوية يسارية، ومنسقة مركز مساواة المرأة، و ...
- الموضوع ليس قضية اللاجئين بل هو قضية المراة و تمييزها
- مرة اخرى راي حول زواج المسيار
- طلب رأي في زواج المسيار!
- حنين الرجل الغربي الى عصر الجواري!!
- حوار حول - الفمنستية - ، والعلاقة بين حركة تحرر النساء والحر ...
- حوار ساخن (اضطهاد المرأة قضية عالمية )
- معاناة صامتة 3
- معاناة صامتة، معاناة غير مرئية! 2*
- احتجاج الناشطات النسويات ضد رجال الدين في اربيل
- لا لحكومة – ذكورية مقيتة - في العراق
- غشاء البكارة و السيطرة على جسد المرأة
- انتحار المرأة الكردية حرقا بالنار
- معاناة صامتة، معاناة غير مرئية! 1


المزيد.....




- -فظائع التعذيب- في النقب و-عوفر-: اغتصاب وتعذيب وحشي لمعتقلي ...
- الصهيونية العلمانية تُشرعن للصهيونية التوراتية اغتصاب فلسطين ...
- دبي بلينغ: أموال مغمسة بالدماء ووهم التضامن مع القضية
- دراسة تربط الصداع النصفي لدى النساء بعدم العناية بالأسنان
- تحذير أممي من ارتفاع العنف الجنسي ضد النساء والأطفال بالكونغ ...
- شاهد كيف تسللت امرأة من دون تذكرة على متن طائرة متجهة من نيو ...
- حكم الدستورية باسترجاع الأب مسكن الحضانة .. يهدد استقرار الأ ...
- بيان توضيحي صادر عن منصة شريكة ولكن
- دعمك جالك أخيراً.. رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- تغييرات صغيرة تساعد النساء على تقليل آثار الشيخوخة


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بيان صالح - ليكن كل يومٍ يوم ٨ مارس!