أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (3)














المزيد.....

الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (3)


تيسير حسن ادريس

الحوار المتمدن-العدد: 8274 - 2025 / 3 / 7 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الِمُبْتَدَأٍ: -
عَلَى الشُيُوعِيِّ أَنْ لا يَقَعَ فِي قَبْضَةِ الدَعاوِي الديماغوجِيَّةِ الرَجْعِيَّةِ، فَالمَنْهَجُ المادِّيُّ الجَدَلِيُّ؛ وَالفَهْمُ الطَبَقِيُّ لِمَسْأَلَةِ الحَرْبِ؛ قادِر عَلَى تَحْصِينِهِ.
وَالخَبَرُ: -
(21)
التعاطي المُجتزَأ مع قضية في حجم الحرب؛ زاد حدة توتر وإرباك عضوية الحزب؛ وأضر كثيرا بوحدة الفكر والإرادة. ونلحظ هنا أن مجموعة الرفاق التي رأت دعم الجيش والاصطفاف خلفه -برغم جميع علاته-؛ بررت ذلك بضرورة المحافظة على الوطن؛ الذي يواجه مؤامرة داخلية مدعومة بقوى إقليمية؛ لديها مشاريع ومطامع معلنة في موارد وخيرات البلاد؛ ووفق هذا الفهم تبلورت لدى المجموعة قناعة؛ بأن دعم الجيش مهما كانت سلبياته هو واجب وطنياً (مقدساً)!!.
(22)
لم يثن هذه المجموعة عن موقفها مخاوف اتهامها بتبني نفس موقف فلول النظام البائد؛ وظلت تتمسك بقوة بمبرر أن حماية البلاد من الخطر الداهم مقدما على كل اعتبار؛ ولو أدى الأمر للاصطفاف في خندق واحد؛ كتف بكتف؛ مع الغريم التاريخي والعدو الطبقي!!. لا شك في أن هذه المجموعة من الرفاق قد فسرت مسألة الحرب؛ على أنها صراع بين (الخير) الذي يمثله الجيش وكتائب إسناده و(الشر) الذي يمثله الدعم السريع ومرتزقته!!.
(23)
المتلمس منهجيا لدواعي اصطفاف رفاق كلتا المجموعتين؛ يرى أنهما يعتقدان أن على الطبقة العاملة والشرائح الاجتماعية المسحوقة؛ التخلي عن أي موقف طبقي مستقل؛ واختيار الاصطفاف خلف طرف من طرفي هذه الحرب الرجعية. ولعمري هذه هي الفوضى الفكرية التي لا بد أن تغرس في وحلها قدماك؛ عندما تتخلى عن الموقف الطبقي؛ ويغيب عن ذهنك كشيوعي التحليل المادي الجدلي.
(24)
وأكاد أجزم هنا أن مقاربة رفاق كلتا المجموعتين جوهريا؛ لا تختلف عن مقاربة أولئك اليساريين الإصلاحيين؛ أصحاب النزعة السلمية اللذين كلما نشبت حرب سارعوا إلى إطلاق نداءات التعقل؛ والحلول السلمية؛ بدلا من السعي لفهم الأسباب والمصالح الموضوعية التي أدت إلى الحرب وشرحها لعامة الناس. هؤلاء الإصلاحيون مثاليون في مقارباتهم وفقا لقناعاتهم وباختيارهم؛ فما بال رفاق المجموعتين -المساندة للجيش والداعمة لمليشيا الدعم السريع-؟؟!!.
(25)
الفكر الماركسي يعتبر الحرب ظاهرة اجتماعية واقتصادية؛ مرتبطة بالصراعات الطبقية؛ والمصالح المادية؛ ومن هذا المنطلق فإنه يرفض الحروب العدوانية مبدئيا؛ ويحللها في سياقها التاريخي والطبقي، وليس في سياقها الأخلاقي؛ والحرب العدوانية أيا كانت فهي تزرع الانقسامات في صفوف الطبقة العاملة، والشرائح الاجتماعية الضعيفة؛ وتؤجج الكراهية القومية، وبتالي فهي تدفع الوعي الطبقي القَهْقَرَى إلى الوراء. هذه المبررات المادية أكثر من كافية لوقوف الشيوعي ضدها.
(26)
واجب الشيوعيين في مثل هذه المنعطفات التاريخية المربكة؛ هو التصدي بلا هوادة للتدليس وتغبيش الوعي؛ والسعي الحثيث لتخليص العامة من قبضة الدعاوي الديماغوجية الرجعية، وتمليك الجماهير فهما طبقيا لمسألة الحرب؛ تستطيع من خلاله استيعاب جوهر الصراع الذي نشب بين الأطراف؛ التي تناقضت مصالحها؛ هذا هو واجب الشيوعي المتسق مع منهجه المادي؛ وليس انحيازه العاطفي الاعمى وسقوطه في فخ الأفكار المثالية البائسة.
(27)
عموما كلتا المجموعتين الداعمة للجيش (قناعة) والمساندة للدعم السريع (نكاية) لم يمثلا ثقل عضوية الحزب الشيوعي؛ تلك التي التزمت وسط حيرتها وارتباكها خط قيادة الحزب؛ الداعي لضرورة إيقاف الحرب وحقن الدماء؛ والتحقيق فيمن أشعلها؛ وهو موقف من حيث المبدأ لا غبار عليه؛ إذا ما استكمل بطرح وثيقة (فكرو سياسية)؛ تعالج قضية الحرب من وجهة نظر طبقية.
(28)
قد يقول قائل إن رفض الحرب والدعوة إلى إيقافها؛ التي يتبناها الحزب الشيوعي هو أيضا موقف بائس وصرخة خجولة في آذان صماء؛ شأنها شأن مناشدات اليسار الإصلاحي. ويبدو دون شك هذا النقد صائباً؛ (لو) توقف جهد الحزب الشيوعي عند حدود الدعوة لإيقاف الحرب؛ ولم يتجاوزها قدما بطرح برنامج عملي لوقفها ووضع آليات واقعية لتنفيذ ذلكم البرنامج؛ وحشد أوسع تحالف جماهيري (متجانس) لإنزاله على أرض الواقع.
(29)
توصيف تحالف (متجانس) المذكور أعلاه المقصود به أوسع كتلة جماهيرية مؤمنة بأن الحرب ليست مسألة أخلاقية؛ بل هي مسألة طبقية في الأساس؛ تعكس مصالح مادية قوية. إن الدور الحيوي الهام المناط بالشيوعيين لعبه في مجتمعاتهم؛ هو فضح نفاق الطبقات السائدة؛ وتوضيح المصالح المشتركة للطبقة العاملة والشرائح الاجتماعية المسحوقة.
(30)
توضح الأدبيات الماركسية بجلاء؛ أن مسألة الحرب مثلها مثل مسألة الثورة كلاهما مسألتان أساسيتان؛ تعكسان مصالح طبقية مادية. ولقد تم تناول هذا الموضوع باستفاضة في كتابات ماركس ولينين وتروتسكي. والعجيب في الأمر أن هذه الأفكار المنهجية المرشدة؛ كثيرا ما تُتَجَاهَل في عصرنا الحاضر؛ من قبل دعاة (تخفيف الحمولة الأيدلوجية) !!؛ ويتبنون عوضا عنها فكر إصلاحي عقيم؛ وهذا لعمري تخلي أخرق وغير مبصر عن وجهة النظر الطبقية.
يَتْبَعُ



#تيسير_حسن_ادريس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِي ...
- الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِي ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 7/7 (7) تناقضات ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 6/7 (6) خازوق ال ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 5/7 (5) سلة غذاء ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 4/7 (4) تحديات ا ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 3/7 (3) ثورة 19د ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 2/7 (2) التغيير ...
- تعقيدات المشهد السوداني الماثل نظرة تحليلية 1/7 (1) فلاش باك ...
- التحالفات المرحلية التحديات وديالكتيك الضرورة
- هل أسدل الستار وتمت مصادرة ثورة 19 ديسمبر ؟؟
- دروس وعبر في دفتر الثورة السودانية (2/2) تحالف عريض ام تنسيق ...
- دروس وعبر في دفتر الثورة السودانية (1/2) عبقرية الجماهير وضِ ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (7من 7) هزي ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (6من 7) انت ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (5من 7) الن ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (4من 7) أزم ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (3من 7) خطأ ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (2من 7) هل ...
- هل أضاعتها نخب المساومات مثلما أضاعت سابقاتها ؟! (1من 7) مفا ...


المزيد.....




- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-استهداف مقر الموساد بصاروخ فرط ...
- تيكتوكر إسرائيلي يثير الجدل بعد توثيقه زيارة إلى بيروت
- الوسطاء يواصلون الجهود لوقف النار في غزة
- عمان.. مسيرة في ذكرى الفوج الخالد
- بغداد.. استعداد للقمة ودعوة لدمشق للحضور
- خبير قانون دولي يسقط مزاعم ترامب: قناة السويس سيادة مصرية لا ...
- خبير مصري: روسيا لها الحق في التفاوض دون شروط مسبقة
- رئيس الشاباك السابق: العصيان المدني ضد نتنياهو بدأ
- غضب في الليكود بسبب -قطع- رأس نتنياهو (صورة)
- صحيفة: تخصيب اليورانيوم حجر العثرة في مفاوضات واشنطن مع طهرا ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير حسن ادريس - الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (3)