أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبيد حمادي - عودة الكاظمي نقطة تحول في المشهد العراقي














المزيد.....

عودة الكاظمي نقطة تحول في المشهد العراقي


محمد عبيد حمادي
أكاديمي وكاتب وباحث في الشأن السياسي العراقي والإقليمي

(Mohammed Obaid Hammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مشهد سياسي متجدد يسعى فيه العراق إلى إعادة صياغة مستقبله بعيدًا عن الانقسامات التي طالما أدت إلى جمود الحياة السياسية، تظهر عودة السيد الكاظمي كخطوة مفاجئة وحاسمة تحمل بين طياتها وعودًا بتحقيق إصلاحات جذرية. بعد فترة من التراجع والابتعاد عن الواجهة السياسية، يعود السيد الكاظمي في توقيت يبدو وكأنه ثمرة لموجة الاستياء الشعبي المتأصلة من الفساد وسوء الإدارة، حيث أصبح المواطن العراقي يتوق إلى رؤية جديدة تعيد الثقة إلى مؤسساته وتضع حدًا للتبعية التي طالما أرهقت النظام السياسي.

هذا الظهور لا يأتي صدفة بل هو نتاج لتفاعل معقد بين التحولات الداخلية والتغيرات الإقليمية والدولية. ففي قلب العراق، تزايدت الأصوات المطالبة بتغيير جذري بعد سنوات من الانتكاسات التي أكدت أن النظام القديم لم يعد قادرًا على تلبية تطلعات الشعب في حياة كريمة ومستقبل واعد. وفي الوقت ذاته، تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات في موازين القوى والتحالفات، ما دفع بعض القوى الداخلية إلى إعادة تقييم مواقفها والعثور على بدائل تقلل من الاعتماد على العلاقات الخارجية التي كانت تشكل عبئًا على السيادة الوطنية. وفي هذه الأجواء، وجد السيد الكاظمي أن توقيت عودته مناسب لاستغلال هذه الفرصة وتقديم رؤية إصلاحية تسعى إلى بناء جبهة وطنية جديدة تتخطى الانقسامات القديمة.

تتجلى أهمية هذه العودة في محاولة إعادة ترتيب القوى السياسية في العراق، إذ يسعى السيد الكاظمي إلى إقامة علاقات تحالفية مع التيارات المعتدلة والإصلاحية التي تحمل رؤية مشتركة لإعادة بناء الثقة بين المواطن والحكومة. هذا التحالف ليس مجرد ترتيب سياسي بحت بل هو مشروع أوسع يهدف إلى إعادة توزيع مقاعد السلطة بعيدًا عن النفوذ التقليدي الذي لطالما استند إلى مصالح شخصية وعلاقات خارجية مؤثرة. وفي هذا السياق، يتطلع القائمون على هذه الخطوة إلى تجاوز الخلافات الطائفية والاعتماد على أسس جديدة تقوم على الشفافية والعدالة في توزيع الثروات والسلطة.

من جهة أخرى، لا تخلو هذه التحركات من معارضة حادة من أطراف تستفيد من النظام القديم وتسعى للحفاظ على مصالحها الضيقة. فهناك قوى سياسية وجماعات ذات نفوذ متأصل ترفض بشدة أي محاولة لإعادة توزيع السلطة تتعارض مع مصالحها التقليدية، كما قد تتدخل بعض القوى الخارجية التي وجدت في النظام السابق أداة لتحقيق أهدافها في المنطقة. هذه المعارضة تتجلى في تحركات داخل البرلمان وفي محاولات تنظيمية تهدف إلى كبح التحولات التي قد تهدد النظام القائم، مما يضع على عاتق السيد الكاظمي تحديات كبيرة في سبيل بناء قاعدة دعم واسعة تستوعب مختلف الأصوات الوطنية.

الغاية من التحالفات التي تشهدها الساحة السياسية اليوم تتجاوز مجرد إعادة ترتيب الأوراق السياسية، فهي تسعى إلى تحقيق إصلاحات هيكلية شاملة تشمل كافة أجهزة الدولة، من أجل القضاء على الفساد المتأصل وبسط نظام حكم يتسم بالمصداقية والشفافية. كما أن هذه التحالفات تحمل طموحًا لاستعادة السيادة الوطنية من خلال تقليل الاعتماد على التدخلات الخارجية، وهو ما يعكس رغبة متزايدة في تحقيق استقلالية حقيقية في صنع القرار السياسي. وفي الوقت نفسه، فإنها تشكل محاولة لإعادة الثقة بين المواطن والحكومة، حيث يرى الشعب في هذه التحالفات فرصة لإنهاء سلسلة من الإخفاقات التي أدت إلى تآكل الثقة في النظام السياسي القديم.

بهذه العودة يظهر السيد الكاظمي كبطل يسعى إلى كتابة فصل جديد في تاريخ العراق، فصل يتسم بمبادئ الإصلاح والعدالة والوحدة الوطنية. إلا أن الطريق أمامه مليء بالتحديات والعقبات، إذ ستواجهه معارضة من قوى تعتقد أن التغيير قد يعني فقدانها لنفوذها ومصالحها الخاصة. وفي ظل هذه المعادلة، يصبح من الواضح أن مستقبل العراق السياسي يعتمد إلى حد كبير على قدرة هذه التحالفات على تجاوز الخلافات التقليدية وبناء رؤية شاملة تعود بالنفع على جميع فئات الشعب. يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى نجاح هذه المحاولة في إعادة رسم ملامح السياسة العراقية، لكن ما يبدو جليًا هو أن عودة السيد الكاظمي قد تكون نقطة تحول مهمة تفتح أفقًا جديدًا من الأمل لطالما انتظره المواطن العراقي في زمن يبدو فيه التغيير ضرورة حتمية لاستعادة كرامة الوطن واستقراره.



#محمد_عبيد_حمادي (هاشتاغ)       Mohammed_Obaid_Hammadi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب والسياسة الخارجية
- السياسة السورية ما بعد هروب بشار الأسد
- سوريا بوابة الوطن العربي الجديد
- سقوط بشار بداية لشرق أوسط جديد
- تأثير السلطة على الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي
- ظاهرة تصوير المديرين العامين بين الاستعراض والتأثير الحقيقي
- سياسات أمريكا في الشرق الأوسط بين التخبط والعنف
- الصحافة في العراق حرية مقيدة
- القوانين الصحفية ومدى تأثيرها وتطبيقها
- السياسة الامريكية في العراق
- الوعي السياسي لدى الجمهور العربي


المزيد.....




- الكويت توقف التبرعات مؤقتًا.. وجمعيات خيرية تسعى لاستئناف ال ...
- ترامب يتظاهر بالتخلّي عن أوكرانيا
- العم سام يتخلف عن التنين
- وزارة التجارة الصينية تؤكد أهمية حل الخلافات مع الولايات الم ...
- WSJ: ويتكوف قد يتوجه إلى روسيا بعد محادثات في لندن مع الأوكر ...
- -كان-: جهات أجنبية مسؤولة عن توزيع فيديو حرق الأقصى
- -نيويورك تايمز-: هيغسيث شارك خطة ضربات على اليمن في دردشة ثا ...
- تحوّل كبير سيغيّر وجه العالم
- الحوثيون يتهمون القوات الأمريكية بشن غارات جديدة على صنعاء أ ...
- تل أبيب تلغي تأشيرات نواب فرنسيين قبيل زيارتهم إلى إسرائيل و ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبيد حمادي - عودة الكاظمي نقطة تحول في المشهد العراقي