أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟















المزيد.....


كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسب ما ورد عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب , انه ليس لديه الرغبة بصرف دولارا واحدا على إعادة اعمار غزة , ما لم يمتلكها هو او الولايات المتحدة الامريكية , بالوقت الذي تقدر كلفة إعادة بناءها مبلغ لا يقل عن 50 مليار دولار , من المعتقد ان يتحمله العرب وحدهم , كما ذكر بيان مؤتمر القمة الذي انعقد في مصر يوم 4 اذار2025 . بكلام اخر , اصبح الكيان الصهيوني يخرب والعرب يعيدون البناء , وهي سياسة خطرة جدا حدثت في فلسطين و جنوب لبنان , عدا الضربات الجوية على مواقع في العراق وسوريا و اليمن وايران. بمعنى , انه يجب ان تملك دول المنطقة سلاح موازي او اكثر فتكا ليكون ردعا للقوات الصهيونية من تكرار تدميرها للبنى التحتية لبعض دول المنطقة . منذ سبع أكتوبر الى هذا اليوم وهو 5 اذار 2025 , الكيان الصهيوني دمر من الأصول القائمة ( ابنية حكومية و أهلية) ربما يتجاوز قيمتها 100 مليار دولار, وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة لاقتصاد بلدان المنطقة . يكفي القول ان هذا المبلغ يكفي لتغطية 100 برج مثل برج زايد في الامارات العربية , او ينقذ أرواح مئات الالاف من المواطنين العرب الذين يعانون من الامراض المستعصية .
لقد رفض العرب قرار الرئيس ترامب ضم قطاع غزة الى الولايات المتحدة او شراءها وطرد شعبها , وهو قرار عظيم يسجل لهم وسيذكره التاريخ . ولكن , مع الأسف, ما زال السيد ترامب يردد قرره حول القطاع , فما الكلفة السياسية التي ستتحملها الولايات المتحدة عبر التاريخ ؟ الكلفة ثقيلة وبكل تأكيد فان النظام العالمي الحر سيكون او ضحاياه . العالم الحر مازال يعاني من النقاط السوداء في تاريخه مثل تجارة العبيد , نظام التفرقة العنصرية , القضاء على شعب هنود الحمر في أميركا وهم أصحاب الأرص ,وشعب الابورجيون في استراليا , وحماية النظم الديكتاتورية , وان شراء غزة وطرد أهلها سوف يضيف جريمة أخرى في سلسلة خروقات دول النظام الحر لحقوق الانسان .
قرار ضم غزة الى الولايات المتحدة او شراءها من المؤكد سيغضب احرار الولايات المتحدة و علماءها ومثقفيها , وسيكون من الصعب على الادارة الامريكية التسويق الى مبادئها او حتى الاطمئنان الى سياستها , خاصة وان الرفض قد جاء ليس من الداخل فحسب وانما من قادة اوروبا . فوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك صرحت, إن "طرد المدنيين الفلسطينيين من غزة لن يكون فقط غير مقبول ومخالفًا للقانون الدولي، بل سيخلق معاناة وكراهية جديدة ".كما أعلنت فرنسا رفضها القاطع لخطة ترامب، قائلةً إن التهجير القسري للفلسطينيين "سيشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، وهجومًا على التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني"، ولفتت إلى أن أي حل بشأن غزة يجب أن يكون في إطار إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وليس عبر سيطرة دولة ثالثة.أما إسبانيا وإيرلندا، اللتان اعترفتا العام الماضي بدولة فلسطين، فقد أعربتا عن معارضتهما للاقتراح. إذ قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس "أريد أن أوضح شيئًا واضحًا للغاية: غزة هي أرض الفلسطينيين، وجزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية، والغزاويين يجب أن يبقوا في أرضهم". من جهتها، عبّرت المفوضية الأوروبية عن رفضها للتهجير القسري، قائلةً إن "غزة جزء من أي دولة فلسطينية مستقبلية".
القضية الفلسطينية أصبحت قضية ليست عربية او إسلامية فحسب وانما قضية اممية . العالم بأجمعه يريد حلها حلا مشرفا لا حل ينظر الى جانب ويترك الضحية تعيش تحت الخيام وبدون مستقبل . إصرار السيد ترامب على طرد أبناء غزة من ارضهم انما سيعارضه اكثر من مليار ونصف مسلم , وربما الى ستة مليارات من البشر, وهو امر لا يخدم مصالح الولايات المتحدة والتي تتشب دائما بشعار الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان و حق تقرير المصير. سوف لن أكون مغالى اذا قلت ان العالم بأجمعه سوف ينظر الى الولايات المتحدة دولة مارقة لا تحترم مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية .
ان المضي بمشروع الرئيس ترامب سيعرض النظام العربي بأجمعه الى مخاطر الرفض من شعوبها . الشعوب العربية في الأساس غاضبين على حكامهم لعدم قدرتهم على دعم المقاتلين في غزة وفي جنوب لبنان , وان سكوتهم عن مشرع السيد ترامب سيجعلهم في دائرة الاتهام بانهم هم من قبل ببيع ارض فلسطين , واعتقد ان انعقاد مؤتمر القمة الأخير كان بسبب الخوف من هذا الاتهام .
منطقة الشرق الأوسط منطقة عريقة بحضاراتها والتي انتفعت منها البشرية جمعاء , هذه الحضارة ما زالت متأصلة بناسها حتى وان كانوا قد تأخروا عن التقدم العالمي . الشموخ ما زال يعيش في دماغ المواطن العربي والذي يرفض الإملاءات عليه , ولو كان هناك رجل رشيد في إدارة السيد ترامب لنبه رئيسه الى هذه الميزة لا هل المنطقة . انهم يحبون السلام ولكنهم يرفضون التحدي والاستخفاف والعدوان. ولو كنت محل السيد ترامب لوجهة رسالة غضب شديدة الى رئيس وزراء الكيان الصهيوني الذي يصرح و رؤساء و ممثلو الدول العربية ما زالوا مجتمعين في القاهرة بالقول " وصلنا الى قمة جبل الشيخ بسوريا وغيرنا وجه الشرق الأوسط", فهل جبل الشيخ ملكه او ملك جده ؟ اليس هذا يعد إهانة للنظام العالمي وهو يقف على جبل " محتل"؟ , والعجيب انه يتباها بالمساعدات الامريكية العسكرية لبلاده والذي قتل مالا يقل عن 80 الف عربي بعد 7 تشرين الأول ودمر مدن كاملة , بالقول "بمساعدة أمريكا يحصل جيشنا على المزيد من الأسلحة، ونحن ملتزمون بعودة كافة الرهائن، وسنستعيدهم وسننتصر بالحرب", وهي إشارة لا تخدم المصالح الامريكية في المنطقة و تزيد من غضب أبناء المنطقة على المشروع الأمريكي فيها. هناك عرب احرار في المنطقة ولا يقبلون بتهديد نتنياهو ولا بتغيير نتنياهو للمنطقة . المنطقة كانت تعيش في سلام وسؤدد قبل تأسيس دولة إسرائيل , وهي تريد فرض سيطرتها على المنطقة وهذا مستحيل , ومن وراءه سفك دماء وتخريب مدن.
صحيح ان التأثير الصهيوني واضح على السياسة الامريكية , ولكن هذا التأثير لا يؤدي الى خدمة المصالح الامريكية في المنطقة وهي كبيرة جدا . إسرائيل تشكل عبء مالي على الإدارة الامريكية , فيما ان دول المنطقة الأخرى تدعم الاقتصاد الأمريكي . أمريكا تستورد النفط العربي وبالمقابل يستورد العرب كل ما يحتاجونه من معدات ثقيلة وطائرات نقل الركاب وسيارات . والحقيقة لولا النفط العربي لما شهد اقتصادها هذا التقدم الاقتصادي.
أمريكا تريد , كما يدعي السيد ترامب, إحلال السلام في المنطقة , ولكن هذا السلام يجب ان لا يكون على حساب أبناء المنطقة . أبناء المنطقة خائفون جدا من زاوج سياسة نتنياهو و السيد ترامب. من يزور أسواق المنطقة التجارية سيشاهد ان هذه الأسواق غدت مهجورة , لان المواطن في المنطقة لا يعرف عن مستقبله ومستقبل عائلته في ظل تهديدات دولة لا تحترم الانسان . احد تجار بغداد وضع حالة السوق بالقول " كيف تريد الناس تشتري و قلوبهم بالطركاعة ", يعني قلقة , خائفة.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-
- بين زعل بوش الاب وزعل ترامب
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟
- انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد
- هل سيرجع ترامب العالم الى زمن القحط ؟
- ما علاقة قرارات الرئيس ترامب الضريبية بسعر الذهب ؟
- وعادت حليمة الى عادتها القديمة من جديد , حملة اسقاط نظام بغد ...
- بين العرب والمكسيك حول قرارات الرئيس ترامب
- من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟
- كم ستكلف تعريفة الرئيس ترامب الجمركية اقتصاد بلاده ؟
- حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟
- هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى ...
- كيف قراء المواطن البصري قرار حكومته بتحديد أسعار اللحوم؟
- العراق من اللون الأحمر الى البرتقالي و الأخضر قريبا


المزيد.....




- تقارب روسي أمريكي.. ما سبب قلق أوروبا؟
- وزير التجارة الأمريكي: ترامب سيعطي مهلة لفرض الرسوم الجمركية ...
- لماذا تزداد شهيتنا للحلويات في شهر رمضان؟
- إدارة ترامب تدرس تفتيش ناقلات النفط الإيرانية.. هل يعود مسلس ...
- الحكومة البريطانية ترفع العقوبات عن 24 مؤسسة سورية
- -فوكس نيوز-: وفد أمريكي رفيع يتوجه إلى الرياض للقاء مفاوضين ...
- النرويج.. ولية العهد تعدل من مهامها الملكية بسبب مرض لا علاج ...
- تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا.. حرب تصريحات وبيانات
- النواب الأمريكي يوبخ نائبا ديمقراطيا لمقاطعته خطاب ترامب أما ...
- بيسكوف يعرب عن أسفه إزاء التصريحات العسكرية لوارسو وباريس


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟