أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - من السلاح إلى السلام.. تحولات النضال الكردي في تركيا














المزيد.....

من السلاح إلى السلام.. تحولات النضال الكردي في تركيا


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 19:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن رسالة القائد عبد الله أوجلان، التي ألقاها من بين جدران سجنه في جزيرة إمرالي، والتي دعا فيها حزبه (حزب العمال الكردستاني) إلى التخلي عن الكفاح المسلح وحل الحزب، ستظل محط جدل ونقاش لشهور قادمة. فهذه الرسالة ليست مجرد كلمات تُلقى في مهبّ الريح، بل هي محاولة جريئة لإعادة رسم خريطة الصراع الذي دام لأكثر من أربعة عقود.

على مدار هذه السنوات الطويلة، خاض الحزب نضالاً مسلحاً ضد الحكومات التركية المتعاقبة، أسفر عن خسائر بشرية فادحة من الجانبين، دون أن يحقق أي منهما نصراً حاسماً. لكن مع التغيرات الإقليمية المتسارعة، وبعد قراءة متأنية للمشهد السياسي والعسكري، توصّل القائد أوجلان إلى قرار تاريخي، بعد مفاوضات مكثفة مع الحكومة التركية، بوساطة من حزب المساواة والديمقراطية للشعوب، وبالتنسيق مع قيادة الحزب في جبال قنديل. أعلن عن رسالته التي تدعو إلى عقد مؤتمر مصيري، يتخذ خلاله قرارات حاسمة، أبرزها إلقاء السلاح وحل الحزب.

هذه المبادرة، التي تمثل تحولاً استراتيجياً في مسار النضال الكردي، لاقت ترحيباً واسعاً من القوى السياسية التركية، بل ومن العديد من الجهات الإقليمية والدولية. لقد وضع القائد أوجلان الكرة في ملعب الحكومة التركية، حيث استجاب لجميع شروطها دون أن يضع شروطاً مقابلة.
لكن، هل يمكن تصور أن يقدم قائد بحجم أوجلان على مثل هذه الخطوة دون مقابل سياسي ملموس؟ بالطبع لا. فمن المؤكد أن الحكومة التركية ستُضطر إلى دفع أثمان تدريجية في إطار تنفيذ الاتفاق – الذي لم يُعلن عنه رسمياً بعد – ومن المرجح أن يكون تنفيذ الالتزامات بين الطرفين قائماً على مبدأ "خطوة مقابل خطوة".

وفي هذا السياق، بادر الحزب فور إعلان مبادرة القائد إلى إعلان وقف إطلاق النار اعتباراً من 1/3/2025، كبادرة حسن نية، منتظراً خطوة مقابلة من الحكومة التركية. ومن أبرز الإجراءات التي يمكن لأنقرة اتخاذها في هذا الإطار هو إلغاء العقوبات الانضباطية المفروضة على القائد أوجلان، والتي يتم تجديدها بشكل دوري، ما يحرمه من أي فرصة للاستفادة من "الحق في الأمل"، الذي يتيح إعادة محاكمته وصولاً إلى إطلاق سراحه.

استئناف النضال السياسي: ليس استسلاماً
من المهم التأكيد أن استئناف النضال السياسي ليس استسلاماً ولا هزيمة. فالشعب الكردي، الذي ناضل لعقود من أجل حقوقه المشروعة، لا يطالب بالانفصال أو حتى بالحكم الذاتي، بل فقط بالاعتراف بوجوده كشعب له حقوق ثقافية وسياسية واجتماعية مساوية لغيره من المواطنين الأتراك. ومن غير المنطقي أن يقدّم الحزب جميع أوراقه دفعةً واحدة مقابل تنازلات شكلية أو وعود غير مضمونة. فالتجاهل المستمر لهذه المطالب العادلة لن يؤدي إلا إلى استمرار الصراع، وهو أمر لا يخدم مصلحة أي من الطرفين.

الحق في الأمل: مفتاح الحل
في قلب هذه المرحلة التاريخية، يبرز "الحق في الأمل" كعنصر أساسي في أي حل دائم وعادل. فالقائد أوجلان، الذي أمضى عقوداً في السجن، يمثل رمزاً للنضال الكردي من أجل العدالة والمساواة. ومنحه فرصة إعادة المحاكمة أو الإفراج عنه لن يكون مجرد خطوة إنسانية فحسب، بل سيكون أيضاً إشارة قوية إلى أن تركيا جادة في تحقيق السلام وإنهاء الصراع.

"الحق في الأمل" ليس مجرد مبدأ قانوني، بل هو تعبير عن إرادة سياسية لبناء مستقبل أفضل. ومن دون إعطاء الأمل للشعب الكردي وللقائد أوجلان، ستبقى أي اتفاقيات أو مبادرات سلام هشّةً وعرضةً للانهيار. لذلك، يتعيّن على الحكومة التركية أن تدرك أن الاعتراف بحقوق الشعب الكردي وإطلاق سراح القائد أوجلان هما خطوتان لا غنى عنهما لتحقيق سلام دائم. فالسلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون عدالة وحقوق متساوية.
في النهاية، يبقى الأمل هو السلاح الأقوى في مواجهة اليأس، وهو المفتاح الذي يمكن أن يفتح أبواباً مغلقة لعقود. فهل ستلتقط تركيا هذه الفرصة التاريخية لتحقيق السلام، أم ستظل تدور في حلقة مفرغة من الصراع؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليرة المحبوسة.. جوعٌ مُنظّم وسوقٌ بلا روح
- عذراً نيوتن.. الجاذبية ليست وحدها التي تسحبنا للأسفل!
- فراغ أمني وبطالة متفشية.. سوريا إلى أين؟
- كيف تصنع حرباً أهلية في ستة أيام؟ (دليل الطغاة والمغامرين!)
- تداعيات رسالة أوجلان: فرصة سلام أم بداية صراع جديد؟
- مؤتمر الحوار.. اجتماع 🚀 سريع لحلول مسبقة الصنع
- السرديات المتضاربة في المشهد السوري: استباق التقسيم أم سقوط ...
- شاوِروهم وخالِفوهم: الحوار الوطني السوري بين الوهم والحقيقة
- الإيزيديون في سوريا: تاريخهم ومعتقداتهم ومعاناتهم من الاضطها ...
- من التطرف إلى الاعتدال.. حقيقة التحول أم ضرورات البقاء؟
- ثقافة التصفيق والتهليل: متلازمة الاستبداد والتبعية
- دور الخوف في تخلّف الشعوب
- الغطرسة لا تُهزم إلا بمثلها
- الساحل السوري بعد فرار الأسد.. فرح عابر وتحديات مستمرة
- خطة ترامب لتهجير غزة: بين المخطط الأمريكي وإرادة الشعوب
- هل يشكل نظام اللامركزية تهديداً للوحدة السورية؟
- مذاهب مختلفة وقلوب واحدة
- العلمانية في سوريا.. خيار الخلاص من الطائفية
- إسقاط سلطة أم إسقاط نهج؟
- ترامب وفلسطين.. صراع مفتوح وأمل لا يموت


المزيد.....




- الكويت توقف التبرعات مؤقتًا.. وجمعيات خيرية تسعى لاستئناف ال ...
- ترامب يتظاهر بالتخلّي عن أوكرانيا
- العم سام يتخلف عن التنين
- وزارة التجارة الصينية تؤكد أهمية حل الخلافات مع الولايات الم ...
- WSJ: ويتكوف قد يتوجه إلى روسيا بعد محادثات في لندن مع الأوكر ...
- -كان-: جهات أجنبية مسؤولة عن توزيع فيديو حرق الأقصى
- -نيويورك تايمز-: هيغسيث شارك خطة ضربات على اليمن في دردشة ثا ...
- تحوّل كبير سيغيّر وجه العالم
- الحوثيون يتهمون القوات الأمريكية بشن غارات جديدة على صنعاء أ ...
- تل أبيب تلغي تأشيرات نواب فرنسيين قبيل زيارتهم إلى إسرائيل و ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - من السلاح إلى السلام.. تحولات النضال الكردي في تركيا