أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - التراسل بين الخالق والمخلوق/ تأملات في الوجود















المزيد.....


التراسل بين الخالق والمخلوق/ تأملات في الوجود


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 13:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا كنا مبرمجين على ثوابت حماية النفس بإرادة الخالق في خوارزمية عمل الالة البشرية لبقائها على الارض، وإذا كانت مساحة الحرية الفكرية لدينا مقيدة بطقوس الأديان والايديولوجيات والمذاهب، وإذا كنا ملوحين بجزاء عظيم إن خالفنا نصوص الكتب السماوية وتشريعاتها، فماذا يعني الحياة؟ وماذا تعني شعور الملذات، ومعظمها موقفة التنفيذ، لأنها وسوسة الشيطان!؟ ولماذا تلغي الشيخوخة كل جمال اللذات، ويجعل الشيخ حيا ميتا؟ وهنا يلوح للفكر فلسفه الموت في النهاية، ذلك السلاح الرحيم الفتاك؟ فلماذا يستخدم عامل التقادم الذي هو الزمن ضد البشرية والوجود؟ وهل الزمن من اسلحه الدمار الشامل؟
حين يقتنصك الزمن وتقع في مرماه، يبدا بالنخر في جسدك فتتأكل شيئا فشيئا، وانت تسعى فيما يسمى الحياة بالجري وراء المتعة والسعادة واسبابها من اقتناء المال والثراء واطفاء الشهوات والسلطة على الاخرين، وبين ذلك وتلك تزداد المعاناة وتكبر، فلن تجد على الارض من يقتنع بما لديه وبما عليه الحال، وفي الاخير يأتي الزمن بعد ان تمضي سكاكينه في جسدك ويحولك الى شكل قرد أجرب ويخنقك ليسدل ستارا على قصة وجودك، ومعه يذهب كل ماكنت تأمله وتطمح به، نحن في معركة كبيرة مع الزمن، يحاول الانسان ايقاف الزمن بعلاج نتائجه، لمحاربة إنهاء قصته بالتعاسة والترهيب على هذا الكوكب. وفي جانب اخر يحاول ايقاظ الوعي وتعظيمه للبحث عن ادوات ايقاف الزمن بعد إدراك معنى الزمن، هل الزمن محلول كيميائي نذوب به شيئا فشيئا في فراغ الهواء؟ اذن وجب علينا تغيير مكونات الهواء والبحث في الفراغ لمحاربة اثار الزمن انه هناك في الفراغ لا غير. الزمن هو المساحة بين معدة فارغة ومعدة ممتلئة بالغذاء. وبين هاتين الحالتين للمعدة هناك مطحنة تعمل لديمومه الحركة من خلال حرق الغذاء وإنتاج الطاقة المدمرة للوجود، طاقتك تجعلك ان تجوع وان جعت اكلت واستنزفت الطاقة ليبدأ الزمان بالتقلص، وان لم تعمل تجوع ببطء ويطول الزمن نسبيا، فالغذاء والطاقة سر الوجود. كل ما في الوجود من النباتات والبشر والحيوانات والجماد كلها تتغذى، ولكل منها طبيعة غذاء يحدد زمن بقائه على الأرض. والماء والهواء واشعه الشمس عوامل مساعده في هذه العملية. لو تجرد الانسان من الغذاء. او من أحد العوامل المساعدة أصبح خالد.. فالأفاعي تجوع بالسبات لتعمر موقفا الزمن.. ام ان الزمن هو كما فسره العالم الفيزيائي نيوتن تأتي نتاج الحركة (السرعة) والمسافة وتحكمه القوانين!
خالق الأرض، خالق الانسان والاحياء والمصدر الموجد للمكونات على الأرض، ينظر الى الأرض من خارج محلول الزمن، ليست بكاميرات مراقبة، او فيديوهات صوتية وصورية، وليس من خلال اللغات (صنيعة المخلوق) وترجمتها، ولا بما يروى في الاساطير بأجسام غير مرئية (الجن)، بل ينضر الى الأرض وما تؤول اليها من خلال جاسوس مدسوس في الانسان، فحين نتصفح الأفكار في عقولنا دون تقييم بل لملاحظة ما يجري من حولنا ومعاناتنا كما هي، دون لغة بل إشارات ناقلة موحدة تفسر الحالات بأشكالها ولغاتها بالإشارات التي تناضر الإشارات التي تنقل المعلومات فيما بين الخلايا العصبية في جسم الانسان، فإننا في الحقيقة نتواصل مع خارج الزمن بهذه الطريقة، والمصدر الخالق يتابع ذلك ويحلله وينظمه ويتواصل معنا دون شعورنا. المصدر الموجد للأحياء يرى الصور الرقمية من عدسة عين الاحياء وعقولها وأصغر جزيئة في نواة الخلايا الجذعية للأحياء والجماد، التي تتناقل عبر الأجيال ولا يتأثر بالزمن عند التأمل الصامت مع النفس للمتابعة. ففي الحقيقة التأملية قام المصدر بخلق الانسان وفق خوارزميات رآها عند الخلق متكاملة للوجود آنذاك، وهناك ثمة شيء يرتقي ويُحدَث بسبب انغماس الحياة في محلول الزمن، ثم بدأ برقابتها وهو يتابع التحديث والترقية في المخلوقات وخاصة الانسان، ويجري التراسل خلال عين وعقل الانسان المفكر المتطور وتحليلها مع نواة الخلايا كمركز قياسي وكصورة صامته لا لغة لها سوى قياسات كمية بشكل إشارات كهرومغناطيسية في دائرة سيطرة مغلقة.
قد تكون العواطف أكثر شدة من الفكر الذكي، فإنها تبخر الطاقة. إذا اعطيتك توصيلا كهربائيا يمكن ان تحوله الى ضوء وكما يمكن ان تحوله الى حرارة او الى صوت والى اشياء اخرى.. وعندما تخرج وتتبعثر طاقتي مني، فهي تبدو للبعض حبا وللآخر حزنا وبكاء، انه ليس طاقة الحب بل طاقة الحياة، الحب هو احدى تعابير الحياة. الفكر الذكي هو تعبير اخر للحياة. الوعي، الضغوط البدنية، وتعابير اخرى عديدة، كلها تعابير عن الحياة.
بماذا يفكر الانسان حين يختلي بنفسه، أحداث ما مضى في الذاكرة ومدى تضرره او انتفاعه منها، والأشخاص اللذين يكرهونه، واللذين يحبونه، او اللذين يساور الشك في نفسه من حبهم له، او أولئك الانتهازيون، يفكر في الفرص وكيف يجير الواقع للاستفادة منها، يفكر في المواقف الذي تأثر منه كثيرا والمواقف التي افرحته.. ان أحداث الذهن منشغله بالذات البشري المفكر.. وهي أحداث صامته تجسد في العقل بشكل صور ذهنية، والحوار افتراضي.. ففي جسم الانسان جهاز عصبي ينظم ويعالج المعلومات والتواصل من خلال ارسالها إشارات الى بقية أجزاء الجسم ليخبرها بما ينبغي القيام به، مصمم لتنفيذ أوامر الدماغ الذي يخص ذلك المخلوق حصرا، وهناك الاتصال اللاإرادي الذي ينظم ميكانيكية الأعضاء خلال دوائر سيطرة مغلقة في خوارزمية التصميم الأساسي للإنسان الذي يحوي 100مليار خلية عصبية، وتقاس سرعة نقل المعلومات بالملي ثانية، أي واحد بالألف من الثانية، وتبلغ سرعة نقل الإشارة 45 ملي ثانية لتنتقل من المناطق الامامية الى المناطق الجدارية في دماغ الأطفال، والاشارات هي شحنات كهربائية لها مجال كهربائي ومغناطيسي متعامدين على بعضهما الاخر ومتعامد على مسار الانتشار خلال المسالك التشابكية (الاعصاب) الى الفضاء الخارجي وفي نفس الوقت الى الخلايا الأخرى خلال النواقل العصبية البالغة 7 تريليون عصب، وهناك أعصاب وظائفها لا ارادية وأخرى ارادية يتحكم به الدماغ البشري. على نفس المنوال يراقب الخالق الانسان على الأرض. فهل يفترض من الخالق ان يفهم جميع اللغات!! ام انه يعتمد الإشارات العصبية المتداولة بتردداتها في الخوارزمية التصميمية ونقل ترددات الصور الذهنية واشارات الحوار الذهني للإنسان مع نفسه؟ ام انه أصلا غير مبال بأية رقابة، بل جل اهتمامه هو متابعة الترقي والتحديث في فكر الانسان عبر الزمن من نتائج ما يفعله سلبا او ايجابا على التصاميم الأساسية للوجود.. ولكن لنتأمل احدى وسائل الاتصال بين الانسان والمحيط الخارجي وهو الفكر، فحين يتأمل الرسام فكرة معينة يوعز الى يده وعضلاته لتجسيد الفكرة على اللوحة لتلد الفكرة في الواقع ويتلقاه الاخرين، او يشرح الفكرة من خلال صوته ليتلقاه الاخرين، او من خلال النظر الى لوحة ازرار حاسوب مصمم للمعوقين للاتصال مع الاخرين، وغيرها من الوسائل الحسية، وفي كل الأحوال تنتقل الطاقة من جسم الانسان الى الاخرين بهذا الشكل، وهكذا يتم تنمية الوعي العام والترقي والتحديث الحضاري للبشرية. وان مجمل هذه الطاقات تنتقل للفضاء كإشارات بترددات معينة لأمواج مختلفة (دلتا وغاما وثيتا وبيتا والفا)، تتعرض للتضعيف السعوي والزاوي كلما انتشرت بعيدا في الفضاء، ولكنها لا تفنى كونها طاقة، فان توافرت في المكان البعيد وسيلة تكبير وتضخيم لهذه الترددات لامكن استقبالها في الفضاء البعيد. وعلى العكس، لو استقبل الانسان إشارات فضائية تتزامن مع مديات الترددات لمنظومة جهازه العصبي، الهمته أفكارا يُمَكِنه اعضاءه الجسدية من تجسيدها. وخلق طفرة نوعية في الترقي، ومن ثم خدمة الوجود عموما. واعتقد بان هذه الاتصالات الاستشعارية هي الوسيلة الناظمة بين الخالق وموجوداته على الأرض..



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استكمال مؤامرة الحرب العالمية في حقبة ترامب الاخيرة
- همسات قلب متعب
- الزواج رباط مقدس يمهد لتطور الحياة
- قصص لم تكتمل
- هذه هي امريكا
- وجود الاحياء مهدد على الأرض
- أثر المنظومة الأخلاقية في تقدم الأمم/ رؤية شخصية
- لمحات على النظم الدينية وضرورة فصل الدين عن الدولة
- الاستعمار والشعوب المستحمرة
- الذاكرة وتراثية المجتمع أساس الانقسام والصراع*
- النظام الديموقراطي في ظل الجهل العام
- دور طاقة الكلام والزمن في خوارزمية الوجود/ رؤية شخصية
- احزان تسافر معي في الحياة
- عند قبر امي
- التعليم يواجه زمناً عصيباً
- محاورة روحية
- عجبت لهذه الحياة
- الحروب البشرية الى اين؟
- اقتصاد العراق بين المطرقة والسندان
- كتاب العمر


المزيد.....




- حقيقة الفيديو المتداول لتوغل دبابات إسرائيلية في سوريا.. هذا ...
- مبعوث ترامب يكشف ما دار في أول محادثات أمريكية مباشرة مع -حم ...
- مسؤولون أمريكيون يوجهون اتهامات -خطيرة- لإسرائيل.. ما علاقة ...
- رومانيا تحتجز ستة أشخاص بتهمة الخيانة في قضية تجسس روسي
- هل يسمح ترامب لإيمان خليف بالمشاركة في أولمبياد لوس أنجلوس؟ ...
- بعد الأحداث الدامية في جبلة وريفها.. فرض حظر تجوال عام في طر ...
- سوريا.. قتلى ومصابون في صفوف قوات الأمن في منطقة جبلة وريفها ...
- ويتكوف: سنناقش وقف إطلاق النار لمدة 6 أشهر في اجتماع أمريكي ...
- ترامب -يعفي- المكسيك من الرسوم الجمركية
- خبير: ترامب يتحضر للعراق وإيران


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - التراسل بين الخالق والمخلوق/ تأملات في الوجود