أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - الوراثة السياسية سرطان يقتل الديمقراطية والتنمية














المزيد.....


الوراثة السياسية سرطان يقتل الديمقراطية والتنمية


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد الوراثة السياسية من أبرز أشكال الفساد السياسي التي تعاني منها العديد من الدول، خاصة في العالم العربي. وهي تعني انتقال المناصب السياسية من الآباء إلى الأبناء، أو إلى الأقارب والمقربين، بغض النظر عن الكفاءة والجدارة.

هذه الظاهرة تتعارض مع مبادئ الديمقراطية الحقيقية التي تعتمد على الانتخاب الحر والتنافس العادل.

أولًا: كيف تنشأ الوراثة السياسية؟

الوراثة السياسية لا تحدث صدفة، بل تنتج عن نظام محكم من الاستغلال والانتهازية. ويمكن تلخيص الأسباب الرئيسية فيما يلي:

1. تركز السلطة بيد العائلات الحاكمة:

في العديد من الدول، تتحول السياسة إلى ملكية خاصة للعائلات النافذة، حيث يعتبر المسؤولون مناصبهم إقطاعيات يورثونها لأبنائهم.

يتم استغلال المؤسسات الرسمية (البرلمان، الوزارات، الأحزاب، الإعلام) لترسيخ هذا النفوذ وضمان استمرار الوريث في المشهد السياسي.

2. غياب المؤسسات الديمقراطية القوية:

الدول التي تعاني من الوراثة السياسية غالبًا ما تكون فيها المؤسسات ضعيفة، مما يسمح للسياسيين بالتلاعب بالقوانين وتمرير النفوذ إلى أبنائهم دون أي مساءلة.

الإعلام الموجه والسلطات الفاسدة تساهم في الترويج للأبناء باعتبارهم قادة المستقبل، بينما هم في الحقيقة مجرد امتداد للفساد والفشل.

3. غياب الوعي الشعبي والمحاسبة:

عندما يفقد الشعب الأمل في التغيير، تصبح الانتخابات شكلية، حيث يتم إعادة إنتاج نفس الطبقة السياسية دون وجود رقابة شعبية حقيقية.

في بعض الدول، يتم استخدام المال السياسي لشراء الولاءات وضمان استمرار الوراثة السياسية.

ثانيًا: كيف تؤدي الوراثة السياسية إلى التخلف؟

1. قتل الكفاءات وإضعاف الدولة:

عندما يتم اختيار أبناء المسؤولين بدلاً من الأشخاص الأكفاء، يتم إبعاد العقول المفكرة والمبدعة، مما يؤدي إلى شلل إداري وتراجع اقتصادي.

تتحول الدولة إلى نظام محسوبيات، حيث يكون الولاء للعائلة الحاكمة وليس للوطن أو الشعب.

2. استنساخ الفشل وإدامة الفساد:

أغلب أبناء المسؤولين لا يملكون خبرة حقيقية، ولكنهم يصلون إلى السلطة بسبب أسمائهم فقط.

يتم تكرار نفس السياسات الفاشلة لأن الورثة يتبعون نهج آبائهم، مما يؤدي إلى استمرار الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

3. تحويل السياسة إلى تجارة شخصية:

بدلاً من أن تكون السياسة خدمة للمجتمع، تصبح مجرد أداة لجمع الثروات واستغلال النفوذ.

الأبناء يواصلون نهب الأموال العامة وإضعاف الاقتصاد، مما يؤدي إلى ارتفاع الفقر والبطالة.

4. تفكيك المجتمع وزيادة الانقسامات:

يتم زرع الفتن الطائفية والعرقية لضمان بقاء السلطة بيد العائلات الحاكمة.

يخلق ذلك مجتمعًا ممزقًا ومهزوزًا، حيث يتم استخدام القوة لقمع أي معارضة حقيقية.

ثالثًا: الوراثة السياسية بين الأنانية واللا أخلاقية:

1. غياب الضمير والمسؤولية:

الورثة لا يشعرون بأي التزام أخلاقي تجاه الشعب، لأنهم يعتبرون السلطة حقًا مكتسبًا وليس مسؤولية.

لا توجد لديهم رؤية إصلاحية أو خطة لتطوير البلاد، بل فقط سعي لحماية مصالحهم العائلية.

2. تحطيم آمال الشباب والطموحين:

عندما يرى الشباب أن المناصب يتم توريثها بدلًا من اكتسابها بالجدارة، يفقدون الأمل في تحقيق أحلامهم.

يؤدي ذلك إلى تفشي الإحباط والهجرة والعزوف عن المشاركة السياسية.

3. نشر الكذب والخداع في السياسة:

يتم الترويج للأبناء على أنهم قادة المستقبل، رغم أنهم لا يملكون أي مؤهلات حقيقية.

يستخدم الإعلام الموجه لخداع الشعب وجعل الوريث يبدو وكأنه المنقذ، بينما هو في الحقيقة امتداد للفساد.

رابعًا: كيف نقاوم الوراثة السياسية؟

1. تعزيز الوعي الشعبي:

يجب أن يدرك الناس أن السياسة ليست وراثة، بل مسؤولية.

نشر الثقافة السياسية وتعليم الأجيال الجديدة أهمية المشاركة في الانتخابات ومحاربة الفساد.

2. تشديد القوانين لمنع التوريث السياسي:

وضع قوانين تحظر ترشيح أبناء المسؤولين للمناصب العليا إلا بعد خوض انتخابات عادلة وإثبات الكفاءة.

تطبيق مبدأ الشفافية والمحاسبة لكشف أي محاولات لاستغلال السلطة.

3. دعم الأحزاب والمرشحين المستقلين:

تشجيع ظهور قيادات جديدة ونزيهة لا تنتمي إلى العائلات الحاكمة.

دعم مرشحين أكفاء يستطيعون تقديم حلول حقيقية لمشاكل البلاد.

4. تفعيل دور الإعلام الحر والمستقل/

كشف مخططات الوراثة السياسية وفضح الفساد السياسي والعائلي.

تحفيز النقاش العام حول مخاطر هذه الظاهرة على مستقبل الأمة.

هل هناك أمل في التغيير؟

يمكن القضاء على الوراثة السياسية إذا وُجد وعي شعبي قوي، وإرادة سياسية حقيقية للإصلاح.

الدول التي تريد أن تنهض يجب أن تعتمد على الكفاءة، وليس الأسماء العائلية.

عندما يصبح الشعب أكثر وعيًا بحقوقه، ويرفض الخضوع لهذه الأنظمة الفاسدة، ستبدأ مرحلة جديدة من التغيير والتقدم.

السياسة ليست ملكية خاصة، والسلطة ليست إرثًا عائليًا. من لا يؤمن بهذه القاعدة، فهو مجرد انتهازي فاشل يسرق حق الأمة في مستقبل أفضل.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات العثمانية في العراق (وفق الأرشيف العثماني)
- العقل المطلق والمحدد النسبي
- العمالقة المزيفين
- أنواع الأقلام ودورها في تشكيل الوعي والمجتمع
- هل فقد الساسة الأمريكيون إنسانيتهم؟
- أهمية القيم والمبادئ في الحياة
- كل اللغات العالم جميلة جدا وجذابة
- الحر يدافع عن الفكر. العبد يدافع عن الشخص
- وخز الضمير تحليل فلسفي ونفسي دقيق
- الوطن الذي يُبكي رجاله يحتاج إلى ثورة ضمير
- دموع الأطفال الجائعة محاكمة صامتة للعالم
- الزمن هو الحكم
- بوزبوري وباصولخان كانا قائدين تركيين في الجيش الساساني
- سر النجاح لبعض البشر الكرامة كنموذج للقوة السياسية
- ليس كل سياسي يفهم السياسة
- الإنسان نوعين مختلفين العاقل والمسيء
- ما هي الروح؟
- البعض يتظاهر وكأنه يريد نجاحك
- أصل كلمة ترك
- مفهوم الانتصار فلسفيًا


المزيد.....




- مصر: زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب شمال مدينة شرم الشيخ
- سوريا.. مظاهرة معارضة في السويداء تزامنا مع تفعيل قوى الأمن ...
- لوكاشينكو ينتقد ترامب: فكرة تهجير أهل غزة غير واقعية وفيديو ...
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- ضباط استخبارات سابقون لا يستبعدون -تهدئة- استخباراتية بين وا ...
- زيمبابوي تدق باب -بريكس- وتوقع مع روسيا اتفاقية بشأن تخفيف ع ...
- فيتسو: سلوفاكيا ترفض اقتراح الاتحاد الأوروبي تخصيص أموال لأو ...
- -نيويورك تايمز-: إدارة ترامب تبدأ حملة تسريح واسعة في صفوف و ...
- -رويترز-: إدارة ترامب تدرس خطة لتفتيش ناقلات النفط الإيرانية ...
- إصابة شخصين بانفجار في موقع لشركة -كونتيننتال- في هانوفر بأل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - الوراثة السياسية سرطان يقتل الديمقراطية والتنمية