صباح بشير
أديبة وناقدة
(Sabah Basheer)
الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 12:20
المحور:
الادب والفن
صباح بشير:
بثقته الغالية، أسند إليّ الأستاذ فؤاد نقّارة، مهمّة العمل على إعداد كتابه، تحريرا وإشرافا، ولأنّ كتاب "صيّاد.. سمكة وصنّارة" يفيض بشغف الأستاذ نقّارة وذكرياته الثّريّة، فقد أحسست بالمسؤوليّة للخروج بعمل يلبّي توقّعاته، لذا.. كان من الضّروريّ أن أحيط هذا العمل بعناية فائقة، وأن أحافظ على جوهره النّقيّ وأفكاره الأصيلة.
في اللّحظة الّتي بدأت فيها قراءة المسودة الأوليّة للكتاب، وجدت نفسي أمرّ أمام عالم من المعلومات والحكايات الّتي تأخذني إلى أعماق البحار؛ لأستنشق عطر نسائمها وأتعرّف على أنواع الأسماك المختلفة، وبينما كنت أقرأ عن رحلات الصيّد، وطرق اصطياد الأسماك ومغامرات الصيّادين، شعرت كأنّي أعيش مغامرة حقيقيّة، فكلّ صفحة أقلّبها تضيف إلى خيالي لونا جديدا، وتغرقني في عمق هذا العالم البديع، المشحون بالمشاعر والأحاسيس.
انغمست في القراءة وفي ترتيب الكتاب وتحريره، رحت أضيف إليه من رحيق اللّغة ما يضفي عليه رونقا وبهاء، وكلّما توغّلت فيه، ازددت شغفا وإعجابا به، فقد غمرتني مشاعر مختلفة، وكأنّما كنت أقف على الحدّ الفاصل بين الواقع والخيال، أقرأ وأرى البحر ماثلا أمام ناظري.
وجدت معلومات دقيقة وكثيرة، لا يحيط بها إلّا من خاض غمار البحر وعاش على شواطئه هائما في سحره، وكأنّما المؤلّف قد غاص في أعماق البحر؛ ليستخرج لنا هذه اللّآلئ من المعلومات.
يقول (ص32): "إنّ أسرار البحار لا تنتهي، ودائما ما نكتشف مخلوقات جديدة، وسلوكيّات مذهلة، تثري معرفتنا بعالمنا الطّبيعيّ المدهش، فكلّ سمكة هي كنز ثمين، يجب علينا حمايتها والحفاظ عليها".
يحتضن هذا الكتاب بين دفتيّه مئتيّ صفحة من القطع الكبير، مطبوعة على ورق مصقول أنيق، وقد صدر بمظهر بهيّ، مزدانا بصور ملوّنة جميلة، وفي الحقيقة، فشهادتي مجروحة في هذا الكتاب، لكنّني وبحقّ، أكتب عنه كما أكتب عادة عن أيّ كتاب آخر، بموضوعيّة وحياد.
في الصّفحة الخامسة، نجد إهداء جميلا ينضح بمشاعر الوفاء النّبيلة من ابن بارّ لوالده، ولكلّ عشاق البحر، يقول: "أهدي هذا الكتاب إلى والدي الحبيب، معلّمي الأوّل وصاحب الفضل عليّ، كما أهديه إلى كلّ عشاق البحر، وإلى كلّ من وجد فيه رحلة لاكتشاف الذّات، ولوحة من الجمال الإلهيّ".
لقد ورث الكاتب عشق البحر عن والده، يروي لنا كيف كان يرافقه منذ صغره إلى البحر، يتعلّم منه أسراره وطرق معايشته، يصف لنا بأسلوب شائق كيف كان يتأمّل الأمواج، محاولا فهم لغة الماء، يذكر بفخر واعتزاز كيف تعلّم من أبيه الصّبر والمثابرة، وقراءة العلامات الطبيعيّة لمعرفة أفضل أوقات الصيّد.
تعود به الذّاكرة إلى أيّام الطّفولة وقصص الصيّد مع والده، فيستذكر تلك الدّروس الّتي تعلّمها منه، والّتي كانت دروسا في الحياة، حُفِرَت في ذاكرته؛ كنقوش على صخرة صلبة، تعلّمه الصّبر والمثابرة، فكلّ سمكة صادفها كانت درسا جديدا يضاف إلى مخزون تجاربه، يتعلّم منه كيف يواجه تحدّيات الحياة، وكيف يحقّق أهدافه فيها. ويؤكّد على أنّ هذه التّجربة الغنيّة في مرحلة الطّفولة، هي الّتي غرست في نفسه حبّ البحر، وجعلته يقدر قوة الطّبيعة وجمالها، ويحرص على الحفاظ عليها.
يكتب (ص13): "صيد البحر سرّ لا يفقهه إلا أهله، أولئك الّذين يجيدون قراءة لغة الأمواج وفهم رموز التّيارات، يجدون في مصارعة الأمواج وصيد الأسماك متعة لا تضاهى، وسعادة لا توصف".
لم يمتهن الصيّد، لكنّ الصيّد ظلّ هواية وهب لها نفسه، يجد فيها متعة لا توصف، ينسى معها ضغوطات الحياة، وحين يخرج إلى الشّاطئ مستمتعا بهدوء الطّبيعة، يتأمّلها؛ فيشعر بالسّكينة والرّضا. وهو لم يحتكر سحر هذه الهواية لنفسه، بل فاض هذا السّحر من قلبه؛ ليغمر الآخرين، وخصوصا أحفاده الّذين شاركهم إيّاها بسخاء وحبّ، ومن طالع الكتاب لا بدّ أنّه قد شاهد صور أحفاده يتألّقون بين الصّفحات كزهور النّرجس البهيّة، يضيفون عطرا زكيّا إلى باقة ذكرياته. وهو يدرك أهمّيّة نقل خبراته إلى الأجيال النّاشئة، لذا.. أخذ يصطحبهم إلى البحر، ليعرّفهم على أنواع الأسماك، ويطلعهم على طرق صيّدها، ويكشف لهم خفايا البحر.
لقد حرص نقّارة على غرس حبّ الطّبيعة في نفوسهم؛ لتتّسع آفاقهم وتنشأ لديهم روح المغامرة والاستكشاف، ولأنّ البحر جزء لا يتجزّأ من الوطن، علّمهم حبّه، أراد لهم أن يكبروا وهم يعشقون هذا الامتداد الأزرق، يتأمّلون امتزاج الضّوء بمرايا الماء المختالة، وانعكاساتها على صفحة الماء، يستمتعون بعذوبة الموج وهو يقصّ حكاياه، بموجة تتبعها موجة، وكلّها تتكسّر أمامهم وتذوب، لتترك قلوبهم مغطّاة بالطّراوة والنّداوة، وكأنّه بذلك يخبرهم عن أجدادنا الّذين عاشوا على هذه الأرض الطّيّبة، وعرفوا قيمة البحر وأحبّوه، فحبّ البحر يتجذّر في القلب كما يتجذّر الشّجر في الأرض.
يكشف لنا عن دوافعه لخوض غمار تأليف هذا الكتاب، فيقول في الصّفحة التّاسعة: "لطالما راودني حلم تحويل شغفي بالبحر إلى كلمات، فأنا عاشق للكلمة، أرى في كلّ سمكة حكاية تروى، لهذا السّبب، حملت قلمي بعزم وإلهام، أخذت أسطّر هذا الكتاب؛ ليكون رحلة غامرة إلى أعماق البحر، أشارككم فيها تجاربي وخبراتي ومعلوماتي، بلّ وحتّى ذكرياتي".
في الواقع، يتجلّى عشق الأستاذ نقّارة للكلمة والكتاب في كلّ عمل له، فإسهاماته الجليلة في خدمة الثّقافة المحلّيّة مشهودة، فمنذ سنوات طويلة، يعمل على تنظيم الأمسيات الأدبيّة والنّدوات الثّقافيّة، يشجّع على القراءة ويقدّم الدّعم للمبدعين، وكلّ ذلك تطوّعا وبهدف إثراء مشهدنا الثّقافيّ.
يصف كلماته قائلا (ص9): "حرصت على جعل كلماتي تعكس تجاربي الحيّة وذكرياتي الشّخصيّة، ففي هذا الكتاب تجدون القصص النّابعة من القلب، والمشاعر الصّادقة والأحداث الحقيقيّة الّتي عشتها بنفسي".
خلال رحلة بحثه عن المعرفة، غاص في أعماق الكتب البحثيّة والمؤلّفات، يفتّش عن كنوز المعرفة في مجال عالم البحار، لكنّه لم يعثر على ضالّته، فقلما وُجِدَت هذه المؤلّفات في عالمنا العربيّ، وخاصّة باللّغة العربيّة.
يقول عن ذلك (ص9): "لم أسعَ وراء المعلومات العلميّة المجرّدة، على الرّغم من بحثي الطّويل عنها، ففضّلت مشاركة تجاربي معكم؛ لنكتشف كنوز البحر، أردت أن أقرّبكم من هذا العالم، لا كباحثين عن معلومات جافّة، بل كمشاركين في رحلة مثيرة تلامس مشاعركم".
عن احترامه وحبّه للطّبيعة، يقول (ص11): "تعلمّت من الصيّد أن أعتمد على نفسي، وأن أحترم الطّبيعة وأقدّر جمالها، فعلى مدّ البصر، أستمتع بالنّظر إلى فضاء البحر، أقف على شاطئه، فيعلو في داخلي حبّ الحياة، وأدرك أنّني جزء صغير من هذا الكون الفسيح، وأنّ عليَّ أن أعيش في وئام مع الطّبيعة، وأن أحافظ عليها".
لقد أورد كاتبنا الصيّاد معلومات كثيرة عن أسماء الكائنات البحريّة، صفاتها ومساكنها، فمنها ما يفضّل الاقتراب من الشّواطئ، ومنها ما يفضّل الغوص في الأعماق، ولم يكتفِ بما رآه واصطاده فقط، بل تجاوز حدود خبرته ليطلعنا على أنواع أخرى من الأسماك، وكأنّه بذلك أراد أن يهدي القارئ موسوعة بحريّة، تغني معرفته، وما كان له أن يبدع هذا الإبداع لولا صدقه وعشقه الحقيقيّ للبحر.
نعم.. فهو ابن الشّاطئ الّذي خبر علومه، لذلك.. نجده يكتب بأسلوبه الخاصّ، مبتعدا عن جفاف الكلمة والمعلومة كما أسلفنا، مقتربا من العلاقة الّتي تربطه بالقارئ، مثيرا فيه الرّغبة في متابعة التّعرّف على خبايا البحر والتّأمّل في جمال كائناته المختلفة.
ولأنّ الحديث عن البحر يذكرنا بمن غنّوا له وعشقوا أمواجه، يطفو على سطح الذّاكرة في هذا السّياق، كتاب "أغاني البحر"؛ للرّاحل زكي العيلة، الّذي يزدان بأغاني الصيّاد الفلسطينيّ الشّعبيّة.
نتذكّر أيضا، عمالقة الرّواية العربيّة، الّذين استلهموا من البحر عوالمهم الرّوائيّة، وأبدعوا في نسج أعمال زيّنت قلادة الرّواية العربيّة، وأثرتها بحكايات تعكس عمق التّجربة الإنسانيّة في مجتمعاتنا.
نستذكّر هنا الأديب حنّا مينه، الّذي ارتبط اسمه برائحة البحر ولون السّماء، وهو من أهمّ من خطّوا سطورا عن عالم البحر، وقد أثرى المكتبة العربيّة بكنوز من الرّوايات، مثل: رواية "الشّراع والعاصفة"، ورواية "حكاية بحّار".
أما الأديب الفلسطينيّ جبرا إبراهيم جبرا، فكتب رواية "السّفينة"، حيث حملنا على متنها في رحلة بحريّة وجمع بين طيّاتها ثلّة من البشر، كلّ يحمل في جعبته حكاية مختلفة.
لعلّ تجربة الكاتب مع البحر في طفولته، كانت الشّرارة الّتي صاغت رؤيته الّتي نضجت، وانعكست بوضوح في هذا الكتاب، ليهدينا صورا نابضة عن تلك التّجربة.
في القسم الأوّل من هذا الكتاب نجد أنفسنا أمام سلسلة من القصص والحكايات الّتي سُطِّرَت، وكأنّها مذكّرات رسمت على رمال الشّاطئ، فيها من الوصف وجمال السّرد ما يحملنا إلى عالم يمتزج فيه الخيال بالواقع؛ فنعيش مع كلّ قصّة مشاعر مختلفة، ونخرج منها بدروس عن الحياة والإنسان والطّبيعة، وعن الصيّادين من أصدقاء الكاتب، ومغامرات الصيّد المختلفة، مخاطرها ورهبتها.
ورد في صفحة (127): "يدرك الصيّادون عظم مخاطر البحر ورهبة عواصفه، لكنّهم لم يستسلموا يوما لهذه المخاوف، بل ظلّوا يمخرون عبابه، بحثا عن الرّزق والمغامرة".
يصف بعض الأحداث الدّراماتيكيّة المليئة بالمفاجآت غير المتوقّعة، ممّا يجذب انتباه القارئ ويجعله يتفاعل ويتشوّق لمعرفة ما سيحدث تاليا، وكلّ ذلك بأسلوب مشوّق، تكتنفه روح الطّرافة، وتتخلّله المشاعر الإنسانيّة النبّيلة، كالأخوّة والصّداقة، التّعاون والمحبّة والعطاء.
كما تتزيّن الصّفحات بصور زاهية الألوان للأسماك الموصوفة، كأنّها لوحات فنّيّة تبرز جمالها وتفاصيلها، يرافق كلّ صورة شرح مفصّل، يلقي الضّوء على خصائص كلّ سمكة وموطنها، وزنها وطولها وسماتها المميّزة، وحتّى مذاقها بعد الطّبخ، وكأنّ الكاتب يريد أن يشاركنا تجاربه الشّخصيّة الغنيّة في هذا المجال.
في صفحة (124) نجد موضوعا بعنوان: "غياب مقلق للأسماك في شواطئ حيفا وعكّا، فأين ذهبت؟"، وهنا يلفت النّظر إلى ظاهرة مقلقة تخيّم على شواطئنا، حيث تغيب الأسماك وتختفي في لجّة البحر، فيعرب عن خشيته من أن تهدّد هذه الظّاهرة مصدر رزق العديد من الصيّادين، وأن تؤثّر على وفرة المأكولات البحريّة، فيستكشف الأسباب المتعدّدة وراء هذه الظّاهرة، مؤكّدا على ضرورة تضافر الجهود؛ لاتخاذ خطوات جادّة على جميع المستويات لمعالجة هذهِ المشكلة، وحماية الثّروة السّمكيّة.
كما يتطرّق إلى التلوّث البيئيّ، حيث تعدّ ممارسات الصّرف الصّحيّ غير المعالج، وإلقاء النّفايات في البحر، من أهمّ أسباب تلوث البيئة البحريّة، مما يؤثر سلبا على صحّة الأسماك ويهدّد حياتها، وكذلك الصيّد الجائر الّذي يؤدّي إلى استنزاف المخزون السّمكيّ، الأمر الّذي يسبّب نقصا كبيرا في أعداد الأسماك على المدى الطّويل، ولا ينسى التّغيّرات المناخيّة الّتي تؤثّر على درجات حرارة الماء ومستويات الحموضة، وبالتّالي تؤثّر على سلوك الأسماك وتكاثرها.
يذكّر أيضا بأنشطة الإنسان مثل البناء على السّواحل، الّذي يدمّر موائل الأسماك الطّبيعيّة، ما يجبرها على البحث عن بيئة جديدة للعيش والتّكاثر.
في خاتمة الكتاب، يلتقي شغفان عزيزان على قلب المؤلّف، وهما: الصيّد، وجمع الطّوابع.
يضمّ هذا القسم مجموعة منتقاة من الطّوابع الّتي تحمل صورا للأسماك من مختلف الدّول العربيّة، تلك الّتي أُفرِدَ لها مكانا خاصّا في هذا الكتاب، كلّ طابع منها هو بمثابة نافذة سحريّة تطلّ على عالم البحار، تروي حكاياته المنسيّة في أعماق الزّمن.
يكتب (ص179): لعلّ هذا هو السّبب الّذي دفع العديد من الدّول الّتي تزخر بالثّروة السّمكيّة إلى تصميم طوابع بريديّة، تحمل صورا للأسماك الّتي تعيش في مياهها؛ لتبرز هذا التّنوّع البيولوجي الفريد.
لا عجب أن يثير عالم البحر خيال الإنسان، ويلهمه قصصا وأساطير عن كائنات غريبة، تسكن أعماقه وتحكم أمواجه، في الأساطير اليونانيّة مثلا، نجد "بوسيدون" إله البحر والزّلازل، يصوّر كرجل قويّ يحمل رمحا ثلاثيّ الشّعب، ويسيطر على الأمواج والكائنات البحريّة، وهناك أسطورة حوريّات البحر، وهي كائنات خياليّة نصفها إنسان ونصفها سمكة، تشتهر بجمالها الّذي يغوي البحّارة.
إنّ هذه الأساطير بما تحمله من رمزيّة وغموض، تلقي الضّوء على علاقة الإنسان بالبحر وعالمه الغامض، وتشكّل جزءا هامّا من التّراث والميثولوجيا للعديد من الشّعوب، لذا فإنّ هواة جمع الطّوابع لا ينظرون إلى طوابع الأسماك كقطع فنّيّة فقط، بل يرون فيها نافذة على التاّريخ والثّقافة واكتشاف معلومات جديدة.
وبعد.. يشكّل هذا الكتاب المتفرّد، الّذي لم تخض غماره الأقلام العربيّة من قبل، إضافة نوعيّة تثري علاقة الفلسطينيّ بالبحر، وتضيف إليها أبعادا معرفيّة جديدة، تتجاوز حدود الصيّد والملاحة؛ لتشير إلى الإبداع والمعرفة المتنوّعة، وتؤكّد على عمق هويّتنا وثقافتنا العصيّة على المحو والتّجاهل أو الطّمس والإلغاء.
هو كتاب يروي حكاية شعب وجد في البحر امتدادا لأرضهم وصدىً لأحلامهم، وهو وثيقة تحفظ للأجيال القادمة ذاكرة بحرنا، وقصيدة تترنّم بألحان أمواجنا، وسفينة تبحر بنا عبر عباب مسيرتنا، وتؤكّد على أنّ الفلسطينيين كانوا وسيظلّون جزءا لا يتجزّأ من هذا البحر، يحملون في قلوبهم حبّ الوطن وحبّ الحياة.
#صباح_بشير (هاشتاغ)
Sabah_Basheer#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟