أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسين الوميكي - تقديم كتاب كورونا يوميات متحور الجزء الثاني والأخير














المزيد.....

تقديم كتاب كورونا يوميات متحور الجزء الثاني والأخير


محسين الوميكي
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 04:49
المحور: الادب والفن
    


السؤالان المطروحان ونحن أمام يوميات هذا الفيروس المتحوّر يمكن صياغتهما كالتالي:
- إلى أي حد عمل الكاتب على حسن استغلال تلك الخصائص سالفة الذكر؟
- وكيف نجح في إقحام يوميات فيروس متحوّر في حياة أسرته اليومية وفي أحداث عالمية بجانب الأحداث التي كان المغرب مسرحا لها؟
لنقف أولاً على عنوان اليوميات، فهو يتكون من جزأين متقابلين تفصل بينهما فاصلة، يمكن للواحد أن يلغي الثاني. كان من الممكن الاكتفاء بكورونا أو مع إضافة يوميات في بداية التركيب أو الاكتفاء بيوميات متحوّر وكل هذا يفي بالغرض لكن الكاتب يصر هنا على البدء بكورونا ثم يصف الفيروس بالمتحوّر وذلك ليفهمنا بأن مضمون اليوميات يتمحور حول فيروس كورونا التاجي الذي عرف عدة وجوهيات ومتحوّرات أرهقت السياسيين والتقنين وأرعبت كل فرد يعيش على هذه الأرض.
نحن أمام قصة وأحداث واقعية، طال التغيير الشخصيات فقط "أسماء أفراد الأسرة ليست حقيقية"، ما عاداها كل شيء حقيقي. تبدأ اليوميات من تاريخ 01/08/2021 وتنتهي يوم 16/08/2024 وبين التاريخين يحكي الكاتب على ثلاث مستويات من السرد عن أحداث رافقت انتشار الفيروس التاجي كورونا:
֍المستوى الأول من السرد يحكي عن أسرة الكاتب الصغيرة المكونة من ريان بطل اليوميات وزوجته لبنى وبنتهما سحر الطالبة بالأقسام التحضيرية للطلبة المهندسين وابنهما حازم طالب سلك الدكتوراه وعن باقي العائلة والمعارف ومعاناة الجميع مع كورونا، لكن رغم تلك المعاناة استطاع أبطال اليوميات أن يفرحوا، أن يسافروا ترويحا عن النفس، أن يقيموا حفلة العقيقة أن يذهبوا إلى مقرات عملهم، بل يحجوا إلى الديار المقدسة.
֍المستوى الثاني من السرد يتعلق بأحداث عرفها العالم وَتَحَكَّمَ في مجرياتها الفيروس إلى درجة فرض من خلالها على الكاتب أن يرسم صورة قاتمة لمستقبل الإنسانية حين قال في الصفحة 107: " لاحظ ريان أن جائحة كورونا قزمت أحلام الإنسانية وجعلت مطالبها بالحرية والديمقراطية والعيش الكريم والمساواة مؤجلة إلى حين. لم يكن فيروس كورونا وباء واحدًا بل كان عدة أوبئة عادت بالإنسانية سنوات عديدة إلى الوراء لا يعلم أحد كم ستحتاج من السنين لتجاوز آثارها المدمرة".
֍المستوى الثالث من السرد خص به الكاتب المغرب وطنه الذي يقطن فيه وما عرفه من أحداث كان بطلها الرئيس بدون استثناء الفيروس التاجي بحيث عمل محمد الإمامي على نقل الأخبار أولا بأول مع تسجيل الحصيلة اليومية لمخلفات كورونا المتعلقة بالحالات المؤكدة وعدد المستفيدين من الجرعات وأيضا عدد الوفيات.
بين تلك المستويات السردية التي كان فيها صاحبنا يمارس هواية الالتقاط بِحِسِّ كائنٍ مرهف الشعور، يرى الحدث ويغوص في أعماقه مفترضا، فمحللا ثم مناقشا ومستنتجا، لِيُصور المشهد أخيرا بعين خبير، يتربص بأخبار من هنا وهناك ويقتنص الأحداث والوقائع لينقلها لنا بكل وفاء وصدق وبوعي الملاحظ النبيه والذكي. يقول الكاتب في الصفحة 95 "في طريقه، وبينما هو يراجع تواتر الأحداث طوال الأيام الأخيرة لاحظ ريان خفوت حضور أخبار كورونا على وسائل الإعلام المرئية سواء الدولية أو الوطنية." إن الكاتب هنا يتابع الأحداث سواء الدولية أو المحلية بكل عناية إلى مستوى يسمح له بوضع مقارنات يزفها لنا بإخلاص ولا يتعلق الأمر فقط بالأحداث والوقائع بل أيضا بالمعلومات والأخبار العلمية. لنستمع إليه إذ يقول في الصفحة 100: "أول خبر صادف ريان أتى من المؤسسة المغربية للعلوم والابتكار والبحث العلمي التي طورت اختبارا مغربيا %100 للكشف عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي بعدما طورت قبل ذلك اختبارا للكشف عن فيروس كورونا." ويقول أيضا في الصفحة 31: "في صباح ذاك اليوم اطلع ريان عبر قناة فضائية تلفزية على خبر مفاده أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عودة ظهور فيروس "ماربورغ" المعروف أيضا باسم "مرض القرد الأخضر" في غينيا، حيث سجلت المنظمة حالة وفاة واحدة بهذا الفيروس، كما أكدت ظهوره أيضا في دول إفريقية أخرى، لكنه ولمحاسن الأقدار، لم يجاوز حدود هذه القارة. كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن هذا الفيروس قد انتقل من الخفافيش إلى الإنسان شأنه شأن فيروس كورونا، لكنها أوضحت أن هذا الفيروس الذي ينتمي إلى عائلة فيروسات "إيبولا" لا يشكل خطرا على العالم كما هو الشأن بالنسبة للفيروس التاجي."
تعامل أديبنا مع تلك المستويات السردية الثلاث كذلك بلغة بسيطة قريبة إلى أفهام الناس وسلسة في متناول القارئ لا تخلق له أدنى مشكل على مستوى التلقي فهما للغة وغوصا في المعاني.
تأسيسا على ما سبق يمكن استنتاج أن الكاتب كان بارعا في تدوين هذه اليوميات بمزج مستويات سردية متعددة وبأسلوب سلس يجعلك تتسلل إلى المعاني الظاهرة والضمنية بيسر وسهولة، أسلوب لا تنقصه البراعة، ولا تتسلل إليه الرتابة الشيء الذي وفر لنا مؤلفا ينضاف إلى المؤلفات السابقة التي أتحفنا بها الشاعر والكاتب المبدع المهندس محمد الإمامي كما أنه سيغني المكتبة المغربية بهذا النوع من الكتابة.
إجمالا يمكن القول إننا أمام إبداع له أكثر من وظيفة، فالمتن من جهة أولى وثيقة تاريخية تؤرخ لمرحلة عاشها العالم ضد فيروس فتك بالمشاعر والأحاسيس ومزق النفسيات قبل أن يقتحم الأجساد، فيروس جعل كل مختبرات العالم في حالة استنفار قصوى، وجعل أعناق كل ساكنة الكرة الأرضية تشرئب كل يوم لمعرفة مستويات التحكم في هذا الخطر الداهم، أخبار تمحوراته استحوذت على العقول وغذّت الإشاعة، فاختلط الشك باليقين في الكثير من فترات حياة الفيروس. ومن جهة ثانية يعتبر المؤَلف مرجعا ودليلا مساعدا لمكافحة الأوبئة وفي الدرجة الأولى الفيروس التاجي وما شاكله. ومن جهة ثالثة فهو ممتع بتنوعات الأخبار التي يحتويها بين دفتيه، وأخيرا بلغته السلسة الجميلة.



#محسين_الوميكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقديم كتاب -كورونا يوميات متحور-
- عَلَى جُدْرَانِ قَصِيدَتِي
- أُسْطُورَةُ غَزَّةَ
- عن علاقة الفنون بالتربية الجزء الثالث والأخير
- في معنى التربية
- عن علاقة الفنون بالتربية
- أَعُضُّ عَلَى جُرُوحِي
- الشَّهِيدُ السَّاجِدُ
- شُكْرًا لَكِ جَنُوبَ إِفْرِيقْيَا
- نَمْ هَنِيءَ البالِ
- وَلعَتْ
- كَلِمَاتِي
- سَيَذْكُرُ التَّارِيخُ
- بَايْ بَايْ مَايَا
- غَزَّة حَبِيبَتِي
- الزَّمَانُ زَمَانُكُمْ
- صَمْتٌ مُطْبِقٌ
- عَنْ حِكَايَةِ شَعْبٍ
- تارودانت حبيبتي
- حَالَةُ حَرْبٍ


المزيد.....




- واسيني الأعرج: المثقفون السوريون وضعوا اللبنة التي فضحت المظ ...
- فيلم بيج رامي بطولة رامز جلال 2025 .. القصة ومواعيد العرض وت ...
- سلاف فواخرجي تشكر الشعب المصري وتعتذر عن أي شتائم تعرض لها د ...
- الهلال الأحمر الفلسطيني يكذب الرواية الإسرائيلية حول مسعفين ...
- السنغال بلد الثقافة والتصوف ومحاربة الاستعمار
- مصر.. إلزام أسرة موسيقار شهير راحل بدفع 3 ملايين جنيه لصالح ...
- تكريم عدد من المثقفين العرب مع انطلاق الدورة 30 لمعرض الرباط ...
- 3 معارض رائدة في المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة
- ما قصة اليوتيوبر المصري مروان سري، والناقدة سلمى مشهور مع نا ...
- مترجمة إيطالية تعتذر عن ارتباكها في البيت الأبيض.. وميلوني ت ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسين الوميكي - تقديم كتاب كورونا يوميات متحور الجزء الثاني والأخير