أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: عمل -مانفرد- للورد بايرن/ إشبيليا الجبوري - ت: من الإنكليزية أكد الجبوري















المزيد.....


إضاءة: عمل -مانفرد- للورد بايرن/ إشبيليا الجبوري - ت: من الإنكليزية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


مقدمة عامة مبسطة؛
يُعد عمل "مانفرد" الذي نشره اللورد بايرن (1788-1824)() في عام 1817() أحد أبرز تعابير الحركة الرومانسية ويجسد مثال "البطل البايرني" - شخصية تتميز بالتمرد والتأمل المظلم والبحث الدؤوب عن المعنى. إنه دراما شعرية تحاور مواضيع عميقة مثل الشعور بالذنب والندم وطبيعة القوة والألم الوجودي الذي لا يرحم للإنسان. في هذا الصدد، نخلص إلى إنها أقتحام تنويري في الجوانب الفلسفية والنفسية والأدبية التي تمنح "مانفرد" مكانة فريدة في الأدب الغربي. إن شئتم.

- البنية الدرامية والتأثير الأدبي؛
على الرغم من تصنيفه على أنه "دراما ميتافيزيقية"، فإن "مانفرد" يكسر التقاليد المسرحية في عصره، ويقترب من الشعر السردي والتأملي منه إلى النص الدرامي المناسب. تتكون القصة من ثلاثة فصول، وتدور أحداثها حول الرحلة الروحية والفلسفية التي خاضها مانفريد، وهو إنسان نبيل يعاني من شعور بالذنب لا يمكن تفسيره، مما يدفعه إلى مواجهة قوى خارقة للطبيعة، وفوق كل شيء، يواجه نفسه.

تأثر بايرن بشدة بالكتاب الرومانسيين الألمان مثل غوته (1749-1832)()، الذي يتردد صدى "فاوست" بوضوح مع بنية وموضوعات "مانفرد". ومع ذلك، بينما يعقد ("فاوست"، 1808/1832)() عهدًا مع ("ميفيستوفيليس، 1587")() بحثًا عن المعرفة والمتعة، يرفض مانفرد أي مساعدة خارجية، مفضلاً مواجهة ثقل روحه المعذبة بمفرده. هذا الرفض للاعتماد على الآلهة أو الكيانات الشيطانية يؤكد على الطبيعة الجبارة لشخصيته، والتي هي بايرنية بشكل واضح: فرد، على الرغم من إدراكه لفنائه وحدوده، يسعى إلى تأكيد استقلاليته في مواجهة اللانهاية.

- البطل البايرني وعلم نفس الذات؛
مانفريد هو النموذج الأولي لـ "البطل البايروني"، وهو النموذج الأولي الذي طوره بايرن والذي كان له تأثير عميق على الأدب اللاحق. إنه إنسان يتمتع بذكاء متفوق، معزول عن العالم، غير قادر على الامتثال للمعايير الاجتماعية، ويعذبه سر مظلم - علاقة سفاح محارم محتملة مع أخته، عشتار، التي يبدو أن موتها هو مصدر ذنبه الذي لا يمكن التغلب عليه. هذا البطل لا يقوده مثال الخلاص؛ بل هو رمز للمقاومة للخضوع، حتى في مواجهة القوى المتعالية.

يمثل مانفريد الصراع الداخلي بين الرغبة في التسامي ورفض أي خلاص يعتمد على شيء خارجي. إنه في جوهره منعزل ميتافيزيقي يرفض التكفير الديني والاستسلام الأخلاقي. إن هذا الجانب يضفي على العمل عمقاً نفسياً فريداً، حيث لا يستكشف بايرن الصراعات الداخلية لبطل الرواية فحسب، بل يستكشف أيضاً الهاوية التي تفصل الإنسان عن الفهم الكامل لنفسه.

- الطبيعة كمرآة للألم؛
إن العلاقة بين مانفرد والطبيعة هي أحد أكثر جوانب النص بروزاً. فمنذ بداية العمل، تهيمن على المشهد المناظر الطبيعية السامية ــ الجبال والوديان العميقة والشلالات والسماء العاصفة - التي تستحضر مفهوم "السامي" الذي صاغه إدموند بيرك (1729-1797)(). فالطبيعة في "مانفرد" ليست ملاذاً للهدوء، بل هي مرآة لسعة وألم البطل الداخلي.

وفي تواصله مع الطبيعة، لا يسعى مانفريد إلى العزاء، بل إلى انعكاس لضآلته في مواجهة اللانهاية. يرى في الجبال والسماء إسقاطًا لعظمته وعدم أهميته، وثنائية تحدد وجوده. يسلط هذا الحوار المستمر بين الإنسان والكون الضوء على الفكرة الرومانسية القائلة بأن السامي هو مصدر النشوة والرعب في الوقت نفسه، لأنه يواجه البشر بمحدوديتهم.

- البعد الفلسفي: الشعور بالذنب والحرية والوجود؛
"مانفرد" عمل فلسفي عميق يتعامل مع أسئلة وجودية أساسية. إن الشعور بالذنب الذي يستهلك بطل الاحداث ليس قضية أخلاقية فحسب، بل قضية ميتافيزيقية: فهو يمثل عبء المعرفة والضمير. مانفرد إنسان يتحمل ثقل اختياراته ولكنه يرفض إمكانية الخلاص الإلهي أو الخارجي. لا يسعى إلى المغفرة بل إلى الحرية - الحرية التي لا يمكن تحقيقها إلا بقبول موته.

يستخدم بايرن "مانفرد" كوسيلة لانتقاد الدين المؤسسي، والذي اعتبره شكلاً من أشكال السيطرة والخضوع. إن رفض مانفريد الخضوع للقوى الخارقة للطبيعة، سواء كانت خيرة أو شريرة، يرمز إلى النضال من أجل استقلال الروح البشرية في عالم غير مبال.

إن فلسفة مانفرد تسبق، في كثير من النواحي، الوجودية التي تبناها مفكرون مثل سارتر (1905-1980)() وكامو (1913-1960)(). إن رفضه قبول التدخل الإلهي أو الشيطاني هو بمثابة عمل من أعمال التأكيد الوجودي: فهو يختار مواجهة الفراغ واللامعنى دون الوهم بأن قوة أعلى سوف تقدم له الخلاص.

- دور عشتار: الحب كهلاك؛
إن شخصية عشتار، على الرغم من غيابها تقريبًا عن النص، تشكل محورًا لفهم مأساة مانفريد. فهي ترمز إلى كل من النقاء المفقود والهدف المحرم للرغبة، مما يشير إلى علاقة سفاح القربى المحتملة بين الاثنين. إن موت عشتار ــ الذي يبدو أن مانفريد مسؤول عنه ــ هو المحفز لرحلته نحو الفناء الذاتي.

عشتار ليست مجرد شخصية؛ إنها فكرة، وتمثيل للحب الذي يتجاوز الجسد، ولكنه في الوقت نفسه يصبح لا يطاق بسبب استحالته. إن ظهورها في نهاية العمل، كرؤية خارقة للطبيعة، يعزز فكرة أن الحب، في المنظور البايروني، هو قوة سامية ومدمرة في نفس الوقت.

- الخلاصة؛
وفقًا إلى ما ورد أعلاه من أهمية عمل "مانفرد". نخلص بالقول إلى أن"مانفرد" أكثر من مجرد دراما شعرية؛ "إن "مانفرد" هو تأمل في الحالة الإنسانية، والبحث عن المعنى في عالم غير مبال، والنضال من أجل تأكيد الذات في مواجهة اتساع الكون. إن بايرن، بلغته الماهرة وبصيرته العميقة في النفس البشرية، يخلق عملاً يتجاوز سياقه الرومانسي ويستمر في الانخراط في حوار مع الأسئلة الفلسفية والوجودية العالمية.

إن الدور القيادي الذي يلعبه مانفريد، برفضه قبول أي شكل من أشكال الخضوع، ملهم ومأساوي في نفس الوقت. إنه يمثل الإنسان في جوهره: المتسائل الأبدي، الباحث عن المطلق، لكنه محكوم عليه بالعثور على الفراغ فقط كإجابة. وبهذا المعنى، فإن "مانفرد" هو عمل يواجهنا بمحدوديتنا، ولكن أيضًا بعظمة قدرتنا على مواجهة اللانهائي، حتى لو كان هذا يعني حمل ثقل الوحدة واليأس. نخلص أخيرا. إلى إنها أقتحام تنويري في الجوانب الفلسفية والنفسية والأدبية التي تمنح "مانفرد" مكانة فريدة في الأدب الغربي. إن شئتم.



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة أرسطو المركزية في السياسة هي مفهوم -الغاية-/شعوب الجبو ...
- بإيجاز؛ والتر بنيامين والعمل الفني في العصر التقني/ إشبيليا ...
- إضاءة: -الكيان الغريب- لكلاريس ليسبكتور/ إشبيليا الجبوري - ت ...
- الصفحة الفارغة/ بقلم إليسيو دييغو* - ت: من الإسبانية أكد الج ...
- إضاءة: رواية -كما الجمر- لساندور ماراي/ إشبيليا الجبوري - ت: ...
- إضاءة: ماريو فارغاس يوسا يكشف -الحقيقة المخفية- في أعمال همن ...
- خلاصة كتاب: كتاب - الليالي الزرقاء- بقلم جوان ديديون -- ت: م ...
- خلاصة كتاب: كتاب - الليالي الزرقاء- بقلم جوان ديديون - ت: من ...
- أصل التخلف وفقًا لثيودور أدورنو/ الغزالي الجبوري - ت: من الأ ...
- إضاءة: /-الأباء والبنون- لإيفان تورغنيف/ إشبيليا الجبوري - ت ...
- بإيجاز؛ الفكرة المدهشة والهاوية / إشبيليا الجبوري - ت: من ال ...
- بإيجاز؛ تشيخوف.. قدوة القصة/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابان ...
- أصل الغباء وفقًا لثيودور أدورنو/ الغزالي الجبوري
- قصة: -الموت الآخر- / بقلم خورخي لويس بورخيس - ت: من الإسباني ...
- -الملل أمل المغامرة الممكنة - بحسب فرانكو بيراردي - ت: من ال ...
- -الانهيار المالي يحدد الملموس والمفيد- بحسب فرانكو بيراردي/ا ...
- بإيجاز؛ -الإنسان: جثة منتجة-/ إشبيليا الجبوري
- قصة قصيرة -الرفاق-/ بقلم مكسيم غوركي - ت: من الإنكليزية أكد ...
- بإيجاز؛ -الإنسان: جثة منتجة-/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابا ...
- إضاءة: العبث الوجودي في -مذكرات رجل فائض- لإيفان تورغينيف/ إ ...


المزيد.....




- فنانة شابة في علاقة حب مع نور خالد النبوي؟ .. يا ترى مين ضيف ...
- إيران.. 74 جلدة لنجم شهير حرض على خلع الحجاب!
- سلي أولادك بأفضل أفلام الكرتون.. اضبط أحدث تردد لقناة كرتون ...
- انتقادات واسعة للمسلسل العراقي -ابن الباشا-.. هل هو نسخة من ...
- فنان مصري مشهور يفقد حاسة النطق.. وتامر حسني يتدخل
- شاهد.. مغني راب يصفع مصارعا قبل نزالهما في الفنون القتالية
- -أشغال شقة جدا- كاد ألا يرى النور.. مفاجآت صادمة عن المسلسل! ...
- معرض للفنان العراقي صفاء السعدون بين جدارن جامعة موسكو الحكو ...
- الأرميتاج يعدل برنامج الارتياد المجاني
- مشاركة لافتة لفيلم عراقي في مهرجان -RT.Doc: زمن أبطالنا-


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: عمل -مانفرد- للورد بايرن/ إشبيليا الجبوري - ت: من الإنكليزية أكد الجبوري