أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة الرملاوي - إضاءة على رواية (حمروش) للكاتب جميل السلحوت،














المزيد.....

إضاءة على رواية (حمروش) للكاتب جميل السلحوت،


نزهة الرملاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 02:33
المحور: الادب والفن
    


صدرت الرواية عن دار الهدى أ.عبد زحالقة في كفر قرع.

الرواية موجهة للفتيان والفتيات.

رواية (حمروش) فكرة مستمدّة من حكاية شعبية، قائمة على محاربة الجهل والخرافات بالبحث وتقصّي الحقائق.

ليس من الغريب أو الجديد أن نقرأ للأديب السلحوت مثل هذه الرواية الاجتماعية، القائمة على نبذ ثقافة الجهل، وقد تميّز الكاتب في كتابة هذا النوع من الأدب الشعبي، بسبب تأثّره بما شاهد وسمع عن تلك الشرائح المجتمعية الموجودة في البادية والريف الفلسطيني، والتي تغلبت عليها ثقافة الجهل والإيمان بالخرافات والمشعوذين، وقد عانى الكاتب من تفشّي الخرافات في صغره، وأدّى الانجرار اليها إلى فقد إحدى عينيه، نتيجة الإهمال الطبي، والتوجّه إلى المشعوذين بدل تطبيبها، من هنا نلمس مدى تأثر الكاتب النفسي بسلبية الجهل والشعوذة، وجعل هذه القضية من أهم القضايا التي حاربها وكتب عنها في أكثر من رواية، وطالب بعدم استخدام الوصفات البدائيّة للعلاج، والتوجّه إلى الأطباء لمداواتهم.

تطرق الكاتب في روايته إلى المرأة التي تريد الانجاب، وصور فرحها ورضاها بأقذر وصفة ( البصق في فمها) ليتم الحمل، وأشار إلى المرأة القوية المشعوذة التي تستهبل النساء وتستغل أحلامهنّ وأمنياتهنّ في سلب عقولهنّ وأموالهنّ.

نبّه الكاتب إلى المجتمع وما حمله من سلوكيات غير مقبولة، وأفكار تحطّ من قدر العلم والتعمّق في الأمور، وتقليد أعمى ورثوه عن المجتمع دون تمحيص أو تدبّر، وبين لنا أن بعض هذه السلوكيات غير الاخلاقية، كانت ولا زالت مستشرية بالمجتمع العربي عامة، وفي الريف والبادية خاصة، قد زادت من ضعف الأمة، ونوّه إليها كعادات وتقاليد بعيدة عن الدين، ونادى إلى التعلم والابتعاد عن نشر الاشاعات الخرافات، وحذّر من تغلّب الفئة الفاسدة المتحكمة والمسيطرة على عقول البسطاء.

أشار الكاتب إلى دور الفتى سعيد في اكتشاف حقيقة تغافل الناس عن فضحها أو حتى التحدث عنها في مغارة ظلت مغلقة بسبب جهلهم، وبسبب خرافة وكذبة تغلغلت بينهم، كذبة آمنوا بها وصدقوها ونشروها دون تفكير.

أشار الكاتب للمرأة ودورها المهم في نقل هذه الخرافات والشعوذات ونقل هذا السلوك السّيء والاحتفاظ فيه، بل وجدناها نصيرة له، تعين الرجل في تجبره وفي استضعاف بنات جنسها والسيطرة على عقولهنّ، ناسية أن الدين نادى باحترام المرأة وعدم امتهانها، وساوى بينها وبين الرجل في العبادة والمعاملات والعقوبات والعلم والعمل، وأعطاها من الحقوق ما لم تحظ به امرأة من الملل والديانات الأخرى.

صوّر الكاتب في هذه الرواية أن المجتمع البدوي أو القروي ما زال يحمل المعتقدات والخرافات في معاملاته وتفكيره ، إلا أنني أرى أن المجتمعات بكافة شرائحها بدأت بالتحرر، بعدما أصبح العلم وجهة لأبناء القرى من عقود طويلة، وأن تلك الخرافات بدأت بالتلاشي، وحل محلها الآن عالم التكنولوجيا والانترنت والذكاء الاصطناعي، وبعض الأفكار التي لا تليق بأخلاقنا ولا توافق عقيدتنا، والتي من واجبنا محاربتها ومواجهتها بالايمان والعلم، كما نواجه الخرافات والمعتقدات البالية.

استشهد الكاتب من خلال سرده للأحداث والحوارات بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمثال الشعبية لتوطئة الفكرة وترسيخ مهمتها لدى المتلقي وإقناعه، وهذا ما يميز كتابات السلحوت، وقد طغى ذكرها في أكثر رواياته وبشكل لافت.

لو نظرنا للرواية كنتاج من روايات التخييل ( وهو أحد أسرار الفنّ الروائي، ولا شكّ أنّه وإن كان يستبطن الوهم أو الإيهام، فإنّه لا يرمي إلى التضليل أو التمويه أو التتويه، بل تراه ينشّط الخيال، يزيد من فاعليّة الزمن، يحفّز على النشاط، يبعث على التجدّد، ويقدّم بدائل وعوالم ما كانت في الحسبان) نجد أن الرواية كانت بعيدة عن الواقع في زمننا الحاضر، ولكن كان للخيال فيها دور مهم في تحقيق البناء الروائي، بل زادت من فاعلية الزمن الماضي، ليتجدد في عصرنا الحاضر فلا تضلل أو توهم المتلقي، بل جاءت لتساعده في نشر الوعي.

تناول الكاتب شريحة مهمّة في المجتمع الفلسطيني كان لها تأثير في حارات القدس وما حولها من قرى وهم (النّور) (الغجر) والتي تمثلت بشخصية الغجرية صبرية وزوجها عبده وأولادهما، وأشار إلى حالتهم الاجتماعية وبيعهم الكرابيل والغرابيل لأهالي القرية، وعرفنا بزوجها عبده الذي كان يغنّي ويعزف على الشبّابة وهي ترقص، وتدخل البيوت وتقرأُ الكفّ للنساء هناك، ودعمهنّ لها ماليا.

أثار الكاتب في روايته قضايا اجتماعية عبر عنها من خلال شخصيات الرواية وأهمها شخصية الفتى سعيد، والذي اتصف بالجرأة والذكاء والتحدي والبحث وعدم الخوف، عندما حمل رأس (الحمار) وحاول إسقاط خرافة تتعلق بوجود ولي صالح مدفون بالمغارة (حمروش) دفنه اللصوص هناك، لكن المجتمع الجاهل خاف وأغلق باب المغارة، حتى لا تخرج الأرواح المسكونة من المغارة وتعاقبهم.

ومن الملاحظ أن الكاتب المعلم يؤكد أن طريق الحقّ سيسلكها الجيل المتعلم، حين يتحدى الصعاب ويواجه طريق الجهل والظلام بقوة. ويطالب الكاتب بإعطاء فرصة جادة للأجيال الصاعدة، مع إرشادها ودعمها معنويا وماليا، وعدم كبح جماح بحثها وابتكارها.

يعوّل الكاتب على هذا النوع من الفتيان، ويؤمن به وبقوته، جيل يحمل أمانة التّحرر ويؤدي رسالة التعلم بكل ثقة، جيل سيغلق أبواب الجهل والتهميش والظلم، يستنبط الحقيقة ويُرسّخ دعائم العدل.



#نزهة_الرملاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية اليتيمة ومعاناة النساء
- قراءة في سيرة الكاتب جميل السلحوت
- مناقشة حول كتاب المناهج المدرسية بين استثمار الرأسمال البشري ...
- جولة في الرحلة الأبهى لمحمود شقير
- عطر الماضي
- جميل السلحوت على ناصية المواجهة
- النرجسية في قصائد ريتا عودة.
- عادل سالم يتوق إلى الماضي ويحن إلى المستقبل
- رواية مسك الكفاية وتاريخ مضى
- قراءة في -جريمة نصف زرقاء-
- رواية لنّوش والتّربية الحديثة
- خذلان الشتاء والحزن الدائم
- قراءة في كتاب (كرمة) للكاتبة خولة سالم
- البلاد العجيبة بين الواقع والخيال
- رواية -الهروب- ومعاناة الفلسطينيّين
- قبض على ظبي المستحيل.
- رواية فانتازيا والغرائبيّة


المزيد.....




- واسيني الأعرج: المثقفون السوريون وضعوا اللبنة التي فضحت المظ ...
- فيلم بيج رامي بطولة رامز جلال 2025 .. القصة ومواعيد العرض وت ...
- سلاف فواخرجي تشكر الشعب المصري وتعتذر عن أي شتائم تعرض لها د ...
- الهلال الأحمر الفلسطيني يكذب الرواية الإسرائيلية حول مسعفين ...
- السنغال بلد الثقافة والتصوف ومحاربة الاستعمار
- مصر.. إلزام أسرة موسيقار شهير راحل بدفع 3 ملايين جنيه لصالح ...
- تكريم عدد من المثقفين العرب مع انطلاق الدورة 30 لمعرض الرباط ...
- 3 معارض رائدة في المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة
- ما قصة اليوتيوبر المصري مروان سري، والناقدة سلمى مشهور مع نا ...
- مترجمة إيطالية تعتذر عن ارتباكها في البيت الأبيض.. وميلوني ت ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة الرملاوي - إضاءة على رواية (حمروش) للكاتب جميل السلحوت،