أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سهيل أحمد بهجت - كتاب الحجة ضد المعجزات مترجم عن كتاب الكاتب الأمريكي جون ل لوفتوس ترجمة سهيل أحمد بهجت (ينشر كاملا لاحقا)















المزيد.....



كتاب الحجة ضد المعجزات مترجم عن كتاب الكاتب الأمريكي جون ل لوفتوس ترجمة سهيل أحمد بهجت (ينشر كاملا لاحقا)


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 09:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


"أنا أمدح نفسي أنّني اكتشفت برهانا عقليا... الذي لو وثقنا به سيكون مع الحكيم والمتعلّم سيكون رقيبا دائما على كل الخرافات الوهمية، الّذي بالنتيجة سيكون مفيدا طالما استخدمته البشرية."
دافيد هيوم في كتابه عن المعجزات
مقدّمة عن المعجزات والحقيقة بقلم مايكل شيرمر
هل ذهبت ذات يوم إلى الهاتف لتتصل بصديق، فقط ليرن الهاتف أولاً وتجد صديقك على الخط؟ ما هي احتمالات حدوث ذلك؟ بالتأكيد ليست عالية، ولكن مجموع كل الاحتمالات يساوي واحدًا. كم مرة اتصلت بصديقك ولم يتصل؟ كم مرة اتصل بك صديقك ولم تكن تفكر فيه؟ اضرب هذا في بضع مئات من ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة وحدها الذين يقومون بعشرات المكالمات يوميًا، ويصبح من المحتم تقريبًا أن يتم تفسير هذا الارتباط المعجزي - والذي يعزو الكثير من الناس إلى التزامن أو الكارما أو قوة خارقة للطبيعة أو الله أو أي شيء آخر - بشكل كامل من خلال الاحتمالات. وإذا ما أتيحت الفرص الكافية، فسوف تحدث طفرات شاذة ـ بل وحتى معجزات ظاهرية. وبفضل التحيز التأكيدي ـ الذي نبحث من خلاله عن أدلة تؤكد ما نؤمن به بالفعل ونتجاهل الأدلة التي تخالفنا أو نبررها ـ فسوف نتذكر النجاحات وننسى الفشل.
يمكن تعريف المعجزة بعدة طرق، لذا فلنبدأ بهذا المعنى العامي لحدث غير عادي للغاية، كما هو الحال عندما يصيح شخص ما "إنها معجزة!" عند الفوز باليانصيب، أو "لقد كانت معجزة" عند التعافي من مرض خطير، أو الأكثر شهرة في نهاية مباراة الهوكي الأولمبية لعام 1980 عندما هزم فريق الولايات المتحدة الأضعف العملاق الروسي وصرخ المعلق الرياضي في قناة ABC التلفزيونية آل مايكلز "هل تؤمن بالمعجزات؟!" دعونا نقيس هذا الإحساس البديهي بحدث غير مرجح للغاية باعتباره حدثًا احتمالات حدوثه تصل إلى مليون إلى واحد. والآن دعونا نطبق بعض الحسابات التقريبية على غرار المكالمة الهاتفية المعجزة المذكورة أعلاه. إذا افترضنا أننا مستيقظون ومنتبهون لمدة 12 ساعة في اليوم، وأن بتًا واحدًا "مقياس بت (بالإنجليزية: Bit) هو أصغر وحدة للمعلومات في الحواسيب." من المعلومات، على سبيل المثال، يتدفق إلى أدمغتنا من خلال حواسنا في الثانية الواحدة، فإن هذا يولد 43.200 بت من البيانات في اليوم، أو 1296.000 بت في الشهر. حتى لو افترضنا أن 99.999% من هذه البيانات لا معنى لها على الإطلاق (وبالتالي نقوم بتصفية هذه البيانات أو ننساها بالكامل)، فإن هذا لا يزال يترك 1.3 "معجزة" شهريًا، أو 15.5 معجزة سنويًا. وهذا يعني أنه مع تراكم البيانات الكافية من العالم، فمن المؤكد أن هناك أحداثًا غير عادية للغاية نلاحظها. ما مدى غرابة هذه الأحداث؟ واحدة من كل مليون.
لقد استخدمت ذات مرة رواية مشابهًة لتفسير أحلام التنبؤ بالموت، كما تعلمون، ذلك النوع الذي يحلم فيه شخص ما بموت أحد أحبائه وفي اليوم التالي يكتشف أن أحد الأجداد أو الوالدين أو أحد أفراد العائلة المقربين أو الأصدقاء قد توفي في منتصف الليل، ربما حتى في وقت قريب من الحلم. ما مدى غرابة هذا الأمر؟ حسنًا، يحلم الشخص العادي بحوالي خمسة أحلام في الليلة، أو 1825 حلمًا في السنة. لنفترض أن هناك 300 مليون أمريكي بالغ يحلمون، وبالتالي فإنهم ينتجون 54.7 مليار حلم يتذكرونه سنويًا. يخبرنا علماء الاجتماع أن كل واحد منا يعرف حوالي 150 شخصًا جيدًا (ما يسمى برقم دنبار المسمى على اسم روبن دنبار Robin Dunbar الذي اكتشفه في بحثه عن الشبكات الاجتماعية البشرية)، وبالتالي إنتاج شبكة اجتماعية مكونة من 45 مليار اتصال شخصي. في الواقع، سيكون من المعجزة ألا تتحقق بعض أحلام الموت! إليك إعلانًا لن تسمعه أبدًا على شاشة التلفزيون:
"الحلقة القادمة على أوبرا: امرأة كانت لديها أحلام عديدة تنذر بالموت، ولم يتحقق أي منها حتى الآن، ولكن ترقبوا ذلك لأنك لن ترغب في تفويت قصتها المذهلة.!"
ولكن هذا ليس ما يقصده أغلب المسيحيين [والمسلمين] واللاهوتيين والمدافعين عن الدين بكلمة معجزة. فهم يقصدون شيئًا أكثر من مجرد حدث غير محتمل إلى حد كبير ضمن قوانين الطبيعة. إنهم يقصدون أن شيئًا إلهيًا قد حدث، ولإثبات هذه الحجة، يتعمق المدافعون عن المسيحية في أعماق الفلسفة واللاهوت (وأحيانًا حتى العلم) لإثبات قضيتهم، على سبيل المثال كتاب لي ستروبل الصادر عام 2018 "دفاعا عن المعجزات"، والذي يتضمن فصلاً عن رحلتي الشخصية من الاعتقاد الديني الذي يقبل المعجزات إلى الشك العلمي الذي يرفض المعجزات.
من الأهمية بمكان أن يكون لدينا استجابة قابلة للتطبيق لمزاعم المسيحيين وغيرهم [من المسلمين كما سنضيف في هذه السلسلة] بأن المعجزات حقيقية، وقد فعل جون لوفتوس –وهو قسّ سابق اختار أن يصبح مُلحِدا—ذلك في هذا العمل الأكثر شمولاً على الإطلاق، كما هو عنوانه المناسب، "الحجة ضد المعجزات". تغطي الفصول مجموعة من ادعاءات المعجزات، بما في ذلك الحجج الفلسفية للمدافعين عن المسيحية و[الإسلام]، والمعجزات الكتابية من العهد القديم إلى العهد الجديد [والقرآن والسُّنّة المحمّديّة]، ومعجزة الخلق، ومعجزة الحياة، ومعجزة طوفان نوح، ومعجزة ولادة يسوع من عذراء [الّتي يؤمن بها المسيحيون والمسلمون]، المعجزات التي يُزعم أن يسوع صنعها مثل تحويل الماء إلى خمر (لقد رأيت بن وتيلر يصنعان هذه المعجزة!) وإحياء الموتى، وبالطبع أعظم معجزة على الإطلاق (بالنسبة للمسيحيين على أي حال)، قيامة يسوع من بين الأموات وصعوده إلى السماء. كنت أعتقد أنني أعرف الكثير عن هذه الموضوعات - بقدر ما كنت مسيحيًا مولودًا من جديد ذات يوم وقدمت هذه الحجج، ثم أصبحت متشككًا مولودًا من جديد يناقش المؤمنين - لكنني تعلمت من قراءة هذا الكتاب أكثر من جميع الأعمال الأخرى مجتمعة. يجب أن يكون كتاب "الحجة ضد المعجزات" في كل مكتبة وخزانة كتب شخصية لكل من المؤمنين والمتشككين.
لنبدأ بكيفية تعريف كلمة "معجزة". في مقدمة جون لوفتوس لكتابه "الحجة ضد المعجزات"، يلاحظ أن التعريف الذي ورد في الكتاب المقدس قبل ظهور العلم لـ “العلامات والعجائب" ينطبق على كل ما حدث في العالم تقريبًا، من العادي إلى غير العادي ـ من الولادات الطبيعية إلى الولادات العذراء، ومن المطر إلى الطوفان، ومن المجاعات إلى الأعياد. من الواضح أن هذا لن يكون كافياً. فإذا كان كل شيء معجزة، فلا شيء معجزة. وكما يشير لوفتوس، فإنه مع تطور العلم عبر القرون، تم تفسير المزيد والمزيد من هذه العلامات والعجائب من خلال القانون الطبيعي، الأمر الذي ترك عددًا أقل وأقل من المعجزات الإلهية. وهنا يأتي الفيلسوف التنويري ديفيد هيوم، الذي عرَّف المعجزة في كتابه "تحقيق في الفهم البشري" An Enquiry Concerning Human Understanding الصادر عام 1758 بأنها "انتهاك لقانون من قوانين الطبيعة"، وبتعريف أقل شهرة بأنها "انتهاك لقانون من قوانين الطبيعة بإرادة خاصة من الإله، أو بتدخل بعض الوكلاء غير المرئيين". في الواقع، يقدم القسم العاشر [المكتوب بالرقم الروماني X]، "عن المعجزات"، تحليلاً عامًا للادعاءات المعجزة عندما تفشل كل الحلول الأخرى. وهذا يعني أنه عندما يواجه المرء مؤمنًا حقيقيًا لا يوجد تفسير طبيعي واضح لمزاعمه الخارقة للطبيعة أو ما وراء الطبيعة، يقدم لنا هيوم حجة حتى أنه اعتقد أنها مهمة للغاية (ولم يكن هيوم رجلاً متواضعًا) لدرجة أنه وضع كلماته بين علامتي اقتباس وأطلق عليها مبدأ Maxim. أعتقد أن هذه الحجة مفيدة للغاية لدرجة أنني أسميتها (في كتابي الصادر عام 1997 بعنوان "لماذا يؤمن الناس بأشياء غريبة") مبدأ هيوم:
النتيجة الواضحة هي (وهي مبدأ عام تستحق اهتمامنا) "أن أي شهادة لا تكفي لإثبات معجزة، ما لم تكن الشهادة من النوع الذي يجعل كذبها أكثر إعجازًا من الحقيقة التي تسعى إلى إثباتها". "عندما يخبرني أي شخص أنه رأى رجلاً ميتًا يعود إلى الحياة، أفكر على الفور فيما إذا كان من المرجح أن يكون هذا الشخص مخادِعًا أو مخدوعًا، أو أن الواقعة التي يرويها حدثت بالفعل. أقارن بين المعجزة والأخرى، ووفقًا للتفوق الذي أكتشفه، أعلن قراري، وأرفض دائمًا المعجزة الأكبر. إذا كان كذب شهادته أكثر إعجازًا من الحدث الذي يرويه؛ فعندئذٍ، وليس قبل ذلك، يمكنه أن يتظاهر بأنه يفرض رأيه على اعتقادي أو رأيي.
خلال القرنين والنصف منذ كتب هيوم هذه الفقرة، تعلمنا الكثير عن الخداع وخداع الذات من خلال دراسة الإدراك البشري والذاكرة والإدراك، وخاصة الوفرة من التحيزات المعرفية التي تشوه صورتنا للواقع، لذلك فإن مبدأ هيوم يحظى اليوم بدعم أكبر مما كان عليه في عصره. إن الناس يُخدَعون بشكل روتيني من قبل الآخرين، ويخدعون أنفسهم، ويُخطِئون في فهم كيفية عمل العالم. عندما يخبرنا شخص ما عن معجزة شهدها، أو عن معجزة أخبرهم عنها شخص ما، فمن المرجح أن يكون "مخادِعًا أو مخدوعًا، أو أن الواقعة التي يرويها كان يجب أن تحدث حقًا".
عندما نفكر في المعجزات، كما هو الحال مع أي شيء آخر يحدث في العالم، فإننا نسعى إلى الحصول على تفسير سببي، وهنا يقطع جون لوفتوس الموضوع مباشرة عندما يستشهد بتعريف صديقي وزميلي ديفيد كايل جونسون للمعجزة - المختصر من هيوم - على النحو التالي: "المعجزة هي ببساطة حدث سببه الله". وكما يوضح جونسون، "بالنسبة لأي حدث معين، إذا علمنا أن الله اهتم بشكل خاص بالتسبب فيه، فإننا (ويجب علينا) أن نسمي هذا الحدث معجزة - بغض النظر عما إذا كان ينطوي على انتهاك للقانون الطبيعي أو لا". ومع ذلك، من المهم التمييز بين هذا وبين شيء يبدو أنه ناجم عن سبب إلهي، ولكنه في الواقع كان مجرد حدث طبيعي غير محتمل إلى حد كبير، على غرار تحليلي الذي بلغت احتمالاته مليون إلى واحد أعلاه. نريد أن نميز بين الحدث الطبيعي والحدث الخارق للطبيعة عند النظر في ادعاءات المعجزة. ولهذا السبب أتفق مع تعريف لوفتوس:
المعجزة هي حدث خارق للطبيعة من أعلى الأنواع، وهو حدث لا يمكن تفسيره، بل وحتى مستحيل من خلال العمليات الطبيعية وحدها.
بالعودة إلى الوراء لننظر إلى صورة أكبر لما نسعى إليه هنا في التفكير في المعجزات، فإن السؤال هو: ما هي الحقيقة؟ هذا هو السؤال الذي كنت أحاول الإجابة عليه طوال حياتي المهنية. أنا، من الناحية المهنية، شخص متشكك، حيث أقوم بنشر مجلة تسمى Skeptic (المتشكك) وأكتب عمودًا شهريًا في مجلة الأمريكي العلمي Scientific American بعنوان "Skeptic" (المتشكك). وفقًا لقاموس أكسفورد الإنجليزي، فإن المتشكك هو:
“One who holds that there are no adequate grounds for certainty as to the truth of any proposition whatever.”
" "من يعتقد أنه لا توجد أسباب كافية لليقين بشأن صحة أي قضية مهما كانت."
هذا أمر فردانيٌّ للغاية. من الناحية اللغوية، المشتق اللاتيني للكلمة هو scepticus، ويعني "الاستفسار" أو "التأمل". تتضمن الاختلافات الأخرى في اللغة اليونانية القديمة "الباحث عن الحقيقة؛ الباحث الذي لم يصل بعد إلى قناعات محددة". لذا فإن الشك هو استقصاء تأملي للحقيقة، وفي كثير من الحالات لدينا أسباب كافية لليقين بشأن صحة العديد من القضايا. على سبيل المثال:
يوجد في هذا الكتاب ما يقرب من 600 صفحة، وهو كتاب "الحجة ضد المعجزات". صحيح
بالملاحظة.
انقرضت الديناصورات منذ حوالي 65 مليون سنة. وهذا صحيح من خلال التحقق وتكرار تقنيات التأريخ الإشعاعي للثورات البركانية فوق وتحت أحافير الديناصورات.
بدأ الكون بانفجار عظيم. ويصدق هذا من خلال التقارب بين الأدلة من مجموعة واسعة من الظواهر مثل الخلفية الكونية للموجات الميكروية، ووفرة العناصر الخفيفة مثل الهيدروجين والهيليوم، وتوزيع المجرات والبنية واسعة النطاق للكون، والانزياح الأحمر لمعظم المجرات، وتوسع الفضاء.
إن هذه المقترحات "حقيقية" بمعنى أن الأدلة قوية إلى الحد الذي يجعل من غير المعقول أن نمتنع عن الموافقة المؤقتة. وليس من المستحيل أن تكون الديناصورات قد ماتت مؤخراً، بعد خلق الكون مباشرة منذ عشرة آلاف عام (كما يعتقد أنصار نظرية خلق الأرض الفتية)، ولكن من غير المرجح أن نضيع وقتنا في التفكير في هذا الأمر.
وهناك أيضًا حقائق سلبية، مثل الفرضية الصفرية في العلوم التي تقول إن عدم وجود شيء هو الحقيقة. [لنفترض أنّك] تدعي أن لديك علاجًا للإيدز، وهو دواء يمكنه القضاء على 100% من فيروس نقص المناعة البشرية المكتسَب في الجسم. قبل أن توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على بيع دوائك للجمهور، يجب عليك تقديم أدلة قوية على أن ادعائك صحيح بالمعنى العلمي، أي رفض [دحض] الفرضية الصفرية التي تفيد بأنك لا تمتلك مثل هذا الدواء. وبعبارة أبسط، عندما يخبرني الناس أن المخلوق الخرافي ذو القدم الكبير Big Foot حقيقي، أقول لهم: "أروني الجثة وسوف أصدق، وإلا فإنني سأظل متشككًا". الفرضية الصفرية في هذا المثال هي أن الوحش Big Foot غير موجود. وأخيرا، من المثير للدهشة أنه بين عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني والوثائق والملفات الحكومية التي تسربت في السنوات الأخيرة من خلال موقع ويكيليكس، لا يوجد أي ذكر للتستر على الأجسام الطائرة المجهولة، أو هبوط مزيف على سطح القمر، أو أن أحداث [هجمات] الحادي عشر من سبتمبر [في نيويورك] كانت عملا داخليا من تدبير إدارة بوش. وهنا يكون غياب الدليل دليلاً على الغياب. وهذا له آثار على ادعاءات المعجزات.
الفرضية الصفرية هي أن ادعائك بوجود معجزة ليس صحيحًا حتى تثبت العكس. وهنا نقول إن عبء الإثبات يقع على عاتق مدعي المعجزة، وليس على المتشكك أو العالم لدحض ادعاء المعجزة. دعونا نفكر في أكبر معجزة دينية على الإطلاق - وهي أن يسوع قام من بين الأموات [يشبه في كونه خارقا طيران محمّد على ظهر البراق وصعوده لاحقا للسماء]. الآن، قد يكون الاقتراح القائل بأن يسوع قد تمّ صلبه صحيحًا من خلال التحقق التاريخي، وذلك لأن رجلاً يُدعى يسوع الناصري ربما كان موجودًا، وكان الرومان يصلبون الناس بشكل روتيني حتى في الجرائم البسيطة، ومعظم علماء الكتاب المقدس - حتى أولئك الملحدين، مثل أستاذ الدراسات الدينية الشهير في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل بارت إيرمان - يوافقون على هذه الحقيقة. أما القول بأن يسوع مات من أجل خطايانا، على النقيض من ذلك، فهو ادعاء حقيقة مبني على الإيمان ولا يستند إلى أي معرفة موثوقة. لا يمكن اختباره أو تزويره. ولا يمكن تأكيده. لا يمكن تصديقها أو عدم تصديقها إلا على أساس الإيمان أو عدمه. وبين هذه الافتراضات توجد قيامة يسوع، والتي ليست مستحيلة، ولكنها ستكون معجزة إذا كانت حقيقية. أليس كذلك؟
وهنا ننتقل إلى القسم الثاني عشر من المقالات الفلسفية لديفيد هيوم حول الفهم الإنساني، "حول الفلسفة الأكاديمية أو المتشككة"، حيث يميز الفيلسوف الاسكتلندي بين "الشك المسبق"، مثل طريقة ديكارت في الشك في كل شيء، والتي لا تحتوي على معيار "مُسبَق"" معصوم من الخطأ للإيمان؛ "والشك التبعي، وهو الأسلوب الذي استخدمه هيوم والذي يعترف بـ "عواقب" حواسنا القابلة للخطأ، ولكنه يصححها من خلال العقل: "الرجل الحكيم يُناسِب إيمانَه مع الأدلة."
إن مبدأ التناسب يتطلب أدلة غير عادية على مزاعم غير عادية، كما قال كارل ساجان (مقتبسًا من عالم الاجتماع العلمي الأقل شهرة مارسيلو تروزي، وبالتالي تأكيد الملاحظة التي تقول إن العبارات الموجزة والمقتبسة كثيرًا تنتقل إلى الشخص الأكثر شهرة الذي قالها). من بين ما يقرب من 100 مليار إنسان عاشوا قبلنا، ماتوا جميعًا ولم يعد أحد منهم، لذا فإن الادعاء بأن أحدهم قام من بين الأموات هو أمر غير عادي على الإطلاق. هل الأدلة متناسبة مع الإدانة؟ وفقًا للفيلسوف لاري شابيرو من جامعة ويسكنسن ماديسون في كتابه "أسطورة المعجزة" الصادر عام 2016، فإن "الأدلة على القيامة ليست كاملة أو مقنعة مثل الأدلة التي يعتمد عليها المؤرخون لتبرير الإيمان بأحداث تاريخية أخرى مثل تدمير بومبي". ولأن احتمالات حدوث المعجزات أقل كثيراً من احتمالات وقوع أحداث تاريخية عادية مثل الانفجارات البركانية، فإن "الأدلة اللازمة لتبرير الاعتقادات حولها لابد وأن تكون أفضل كثيراً من تلك التي قد تبرر اعتقاداتنا حول أحداث تاريخية عادية. ولكن هذا ليس صحيحاً".
ماذا عن شهود العيان؟ ربما كانوا "مؤمنين بالخرافات أو ساذجين" ورأوا ما أرادوا رؤيته، كما يقترح شابيرو. "ربما ذكروا أنهم شعروا بيسوع "بالروح" فقط، وعلى مر العقود تم تغيير شهادتهم لتشير إلى أنهم رأوا يسوع في الجسد. "ربما لم تظهر قصص القيامة في الأناجيل الأصلية وأُضيفت في القرون اللاحقة. وأي من هذه التفسيرات لوصف الأناجيل لقيامة يسوع أكثر احتمالاً بكثير من احتمال عودة يسوع إلى الحياة بعد أن مات لمدة ثلاثة أيام."
إن مبدأ التناسب يعني أيضًا أنه يتعين علينا تفضيل التفسير الأكثر احتمالاً على التفسير الأقل احتمالاً، وهو ما تمثله هذه البدائل بالتأكيد. في كتابه "الحجة ضد المعجزات" يخصص جون لوفتوس فصلاً لهذه المعجزة الأعظم على الإطلاق ـ القيامة ـ وهو أفضل تحليل قرأته على الإطلاق. وبمرور الوقت، سوف تسقط كل هذه الحجج التي تزعم أن يسوع هو إله الفجوات، ومعها سوف تسقط آخر مبررات المعتقدات الدينية التي تتجاوز الإيمان الأعمى. ولعل هذا هو السبب الذي جعل يسوع صامتاً عندما سأله بيلاطس (يوحنا 18: 38) "ما هو الحق؟".
مايكل شيرمر (الهامش 1)






تقديم
تتناول هذه المجموعة من الكتابات المعجزات وأسباب عدم وجود أدلة موضوعية كافية للاعتقاد بها. في الماضي التوراتي قبل ظهور العلم، كانت المعجزات تُوصف بأنها "علامات وعجائب". هذه العبارة التوراتية تشير إلى أفعال الله في عالمه المخلوق. في الكتاب المقدس، كل ما حدث كان بسبب عمل الله في العالم. كان الفارق المفاهيمي الوحيد الذي كان مهمًا هو ما إذا كانت الأحداث عادية (أي أنها حدثت بشكل متكرر، أو بشكل متكرر بدرجة كافية)، أو غير عادية (أي أنها لم تحدث كثيرًا، أو لم تحدث على الإطلاق)، أو معجزة (أي أنها كانت أحداثًا غير عادية من أعلى نوع). كانت الأحداث العادية نتيجة لأفعال إلهية لا تقل عن الأحداث غير العادية والأحداث المعجزة. سواء كان ولادة طفل، أو ولادة عذراء، أو مطر، أو طوفان، أو حركة الشمس في السماء أو ثباتها، أو ملايين البشر يتغذون على المنّ [المَنِّ والسّلوى في القرآن] أو المجاعة، فكلها كانت نتيجة أعمال إلهية. بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في ذلك العصر الخرافي ما قبل العلمي، كان كل شيء ممكنًا. (الهامش 2) لقد قيل لهم أيضًا أنهم يستطيعون الصلاة من أجل اقتلاع جبل وإلقائه في البحر وأن الله سوف يفعل ذلك، (الهامش 3) على الرغم من أن مثل هذه الصلاة لم يتم الرد عليها على الفور!
ومن بين أكثر التعريفات دقة تلك التي قدمها ديفيد هيوم في الفصل الرائد الذي كتبه بعنوان "الحجج ضد المعجزات". يمكن تعريف المعجزة بدقة بأنها "انتهاك لقانون من قوانين الطبيعة بإرادة خاصة من الإله، أو بتدخل عامل غير مرئي". (الهامش 4) تعريفه الأكثر شهرة يقول ببساطة أن المعجزة هي "انتهاك لقانون الطبيعة". (هامش 5) وهذا يعبر عن نفس الفكرة، انتهاك أم تجاوز؟ إنه نفس الفرق.
يجب أن تكون المعجزة حدثًا ناجمًا عن قوة خارقة للطبيعة أو كائن خارق للطبيعة، أو إله. ولا يمكن لمثل هذا الحدث أن يحدث من تلقاء نفسه في العالم الطبيعي دون تدخل إله. يجب أن يكون حدثًا ينطوي على التدخل أو التعليق أو التعدي أو الإخلال أو الإخلال أو مخالفة أو انتهاك القانون الطبيعي. لا يمكن تفسير مثل هذا الحدث بالعلم لأنه من المستحيل أن يحدث من خلال العمليات الطبيعية وحدها. وبالتالي فإن المعجزة هي حدث خارق للطبيعة من أعلى الأنواع.
لذا فإن المعجزة ليست مجرد حدث نادر للغاية في العالم الطبيعي، أو شيئًا حدث للتو "في الوقت المناسب". نحن نعلم من الإحصائيات أن أحداثًا نادرة للغاية تحدث بانتظام في حياتنا. كم مرة سمعت مؤمنين يقولون أن إلههم صنع معجزة، أو استجاب لدعاء، بناءً على مجموعة من الظروف غير المحتملة للغاية؟ تسمع هذا من [مختلف أنواع المسيحيين] المينونيين، والميثوديين، والمونيين، والمورمون، والمسلمين، وكل مؤمن آخر يمتلك إلهًا يجيب الأدعية. [إذا لم يكن هناك وفرة من الآلهة المختلفة التي تجيب على هذه الصلوات، فإن إلهًا واحدًا يجيب عليها جميعًا، مما يخلق الصراعات والحروب بين المؤمنين حول من يمتلك الإله الصحيح.](هامش 6) يستشهد المؤمنون بأطبائهم المؤمنين الذين يقولون إن احتمالات الشفاء كانت "واحدًا في المليون"، كدليل على الشفاء المعجز. اسمع، الشفاء بنسبة واحد في المليون لا يعادل المعجزة. والسبب هو الإحصائيات التي تتحدث عن أعداد كبيرة.
يوضح لنا الإحصائي ديفيد ج هاند هذا في كتابه "مبدأ عدم الاحتمالية: لماذا تحدث المصادفات والمعجزات والأحداث النادرة كل يوم. وهو يثبت بشكل مقنع أن "الأحداث النادرة للغاية ليست كذلك على الإطلاق. بل إنها في الواقع أحداث عادية. ليس هذا فحسب، بل ينبغي لنا جميعًا أن نتوقع حدوث معجزة مرة واحدة تقريبًا كل شهر". ومع ذلك فهو لا يؤمن بالمعجزات الخارقة للطبيعة. "لا توجد ضرورة لتفسير صوفي أو خارق للطبيعة لفهم سبب حظ شخص ما بالقدر الكافي للفوز باليانصيب مرتين، أو سبب قدرته على أن يضربه البرق ثلاث مرات ومع ذلك يظل على قيد الحياة. كل ما نحتاجه هو أساس متين في مجموعة قوية من القوانين: قوانين الحتمية، وقوانين الأعداد الكبيرة حقًا، وقوانين الاختيار، وقوانين رافعة الاحتمال، وقوانين ما يقرب من الحد الكافي." (هامش 7) هناك قائمة متزايدة من الكتب التي تتناول نفس النقطة. (هامش 8) إن الأحداث النادرة للغاية التي تحدث في العالم الطبيعي ليست معجزات، نقطة رأس السطر. يجب أن نتوقع أحداثًا نادرة للغاية في حياتنا مرات عديدة. لم يحدث حدوث هذه الأحداث بواسطة أي آلهة.
ولا ينبغي أن تقتصر المعجزة على مجرد تعليق مؤقت للقوانين الطبيعية من قبل إله. إن تعريف ريتشارد إل. بورتيل لمختارات عن المعجزات قام بتحريرها المدافعان الإنجيليان الرائدان ر. دوغلاس جيفيت وجاري هابرماس، هو أن المعجزة "هي حدث يجعل فيه الله استثناءً مؤقتًا للنظام الطبيعي للأشياء، لإظهار أن الله يعمل". (هامش 9) ولكن لماذا يجب أن تقتصر المعجزة على الاستثناءات المؤقتة؟ بقدر ما يعلم المؤمن المسيحي، فإن العالم كله يعمل بمعجزات دائمة أو متواصلة. إن الإله القادر على كل شيء الذي خلق الكون وقوانين الطبيعة معه، يجب أن يكون قادرًا على صنع معجزات دائمة لتخفيف أكثر حالات المعاناة فظاعة في العالم. كان بإمكان مثل هذا الإله أن يوقف تسونامي المحيط الهندي عام 2004 بنقرة من أصابعه القادرة على كل شيء. كان بإمكانه إيقاف الزلزال تحت الماء قبل حدوثه، وبالتالي إنقاذ ربع مليون شخص. ثم يمكنه التأكد من أن الزلزال لن يحدث أبدًا في المستقبل، وذلك من خلال معجزة دائمة أو متواصلة. ميزة الخفاء الإلهي هنا هي أن أحداً منا لن يعرف أبدًا أنه فعل ذلك، لأنه لم يكن ليحدث أبدًا. إذن، كان بإمكانه أن يفعل ذلك ويظل مختبئًا إذا أراد ذلك، لسبب خفي. في الواقع، كان بإمكانه أن يوقف كل المعاناة المروعة الناجمة عن الطبيعة بهذه الطريقة، ولن يدرك أحد منا ذلك. ونستنتج من ذلك أن هذه هي الطريقة التي يعمل بها العالم الطبيعي، مع معاناة أقل بكثير.
وبما أن هناك حالات واضحة حيث كان ينبغي للإله الصالح القادر على كل شيء أن يتدخل بمعجزة دائمة ولكنه لم يفعل، مثل وقف تسونامي المحيط الهندي عام 2004، فإننا نستطيع أن نستنتج بشكل معقول أنه لا يفعل أي شيء على الإطلاق. ولكن إمكانية حدوث المعجزات الدائمة تدعم وجهة نظر الفيلسوف ديفيد كايل جونسون بأن "المعجزة هي ببساطة حدث يسببه الله".(هامش 10) وهذا صحيح سواء كان بوسعنا أن ننسب المعجزة الدائمة إلى الله أم لا. وهذا ينطبق أيضًا سواء كانت المعجزة تنتهك قوانين الطبيعة أم لا. يقول جونسون، "إذا علمنا أن إلهًا تسبب في حدث في العالم، فإننا (ويجب علينا) أن نسمي هذا الحدث معجزة - بغض النظر عما إذا كان ينطوي على انتهاك للقانون الطبيعي". ويشير جونسون إلى أن ديفيد هيوم "قام ببساطة بمقارنة تعريف المعجزة بالظروف التي يصبح فيها الإنسان مبررًا للإيمان بالمعجزة".(هامش 11) حسنًا، فهمت. ومع ذلك، فإن السؤال الحاسم بالنسبة لهيوم ــ وهذه المختارات الحالية ــ هو ما إذا كان بوسعنا أن نعرف أن أي معجزات قد حدثت. تعتمد قضية هيوم ضد المعجزات على وصف دقيق للظروف التي يصبح فيها الناس مبررين في الإيمان بالمعجزة. وفي هذه النقطة يتفق جونسون مع هيوم في أن المعيار لمعرفة حدوث المعجزة هو ما إذا كان الحدث "ينتهك القانون الطبيعي". وفي هذه النقطة الحاسمة يواصل جونسون القول بأنه "إذا لم ينتهك الحدث القانون الطبيعي، فسيكون له تفسير طبيعي - وستكون التفسيرات الطبيعية المتاحة دائمًا أكثر ملاءمة من التفسيرات الخارقة للطبيعة".(هامش 12)
وبناءً على الاعتبارات المذكورة أعلاه، فإن تعريفي هو: المعجزة هي حدث خارق للطبيعة غير اعتيادي، وهو حدث لا يمكن تفسيره، بل وحتى مستحيل من خلال العمليات الطبيعية وحدها. إنني أستخدم كلمة "غير اعتيادي" هنا بذكاء، وأدافع عن استخدامها في الفصل الثالث. فلا يوجد معيار أدنى من هذا يستحق أن يُعترف به كمعجزة. حتى لو كان من الممكن وجود إله يصنع المعجزات، يجب أن يعلم الإله/الإلهة أن الأشخاص المعقولين لا ينبغي أن يقبلوا أي شيء أقل من ذلك. وإلا فإن الناس السذج الذين لديهم معايير أدنى للاعتراف بالمعجزات باعتبارها مجرد أحداث عرضية قد يتعرضون للاحتيال من قبل أي واعظ شرير في الشارع، أو شخصية تلفزيونية مشهورة، أو معالج إيماني، أو كاهن، يرغب في أموالهم، أو أطفالهم، أو حياتهم.
المدافعون والفلاسفة واللاهوتيون والأساقفة والقساوسة [والمشايخ والأئمة] الذين يخفضون هذه المعايير من أجل السماح بمصادفات التوقيت باعتبارها معجزات، كما يفعل كريغ كينر،(هامش 13) جيه بي مورلاند، (هامش 14) ولي ستروبل (هامش 15) ولذكر ثلاثة فقط من الآلاف، فإنهم يقدمون خدمة سيئة لأبناء رعيتهم وطلابهم. إن أغلب حالات المعجزات التي وردت في كتبهم الدفاعية [الدفاع عن الدين] مبنية على مصادفات نادرة يمكن تفسيرها بالصدفة. أما القصص الأخرى فهي على الأرجح مبالغات، وحكايات غير موثقة، وأماني بعيدة المنال، وحتى أكاذيب، تشبه المحتالين الذين يزعمون أنهم اكتشفوا سفينة نوح غير الموجودة. إن السبب الذي يجعل المؤمنين يرون أدلة على المعجزات في المصادفات النادرة هو ببساطة جهلهم بالإحصائيات والاحتمالات المبنية عليها. ولا يمكن أن يكون هناك شك معقول في هذا. إن تعريف هيوم الشهير في سياقه الأوسع قوي للغاية كوسيلة لمعرفة ما إذا كانت المعجزة قد حدثت بالفعل ولماذا لا تبرر الشهادة وحدها الاعتقاد بوقوعها:
إن المعجزة هي انتهاك لقوانين الطبيعة؛ وبما أن التجربة الثابتة غير القابلة للتغيير قد أسست هذه القوانين، فإن الدليل ضد المعجزة، من طبيعة الحقيقة ذاتها، كامل مثل أي حجة من التجربة يمكن تصورها. لماذا يكون من المرجح أن يموت جميع الناس؛ وأن الرصاص لا يمكن أن يظل معلقًا في الهواء من تلقاء نفسه؛ وأن النار تستهلك الخشب وتنطفئ بالماء؛ ما لم تكن هذه الأحداث متوافقة مع قوانين الطبيعة، ويتطلب الأمر انتهاكًا لهذه القوانين، أو بعبارة أخرى، معجزة لمنعها؟ لا شيء يعتبر معجزة، إذا حدث في مجرى الطبيعة العادي. ليس من المعجزة أن يموت إنسان يبدو في صحة جيدة فجأة: لأن هذا النوع من الموت، على الرغم من أنه أكثر غرابة من أي نوع آخر، فقد لوحظ حدوثه بشكل متكرر. ولكنها معجزة أن يعود رجل ميت إلى الحياة؛ لأن هذا لم يحدث من قبل في أي عصر أو بلد. لذلك، لا بد من وجود تجربة موحدة ضد كل حدث معجزي، وإلا فإن الحدث لن يستحق هذا الوصف. وكما أن التجربة الموحدة تعادل الدليل، فهنا يوجد دليل مباشر وكامل، من طبيعة الواقعة، ضد وجود أي معجزة؛ ولا يمكن تدمير مثل هذا الدليل، أو جعل المعجزة معقولة، إلا من خلال دليل معاكس، وهو أعلى مقاما.
النتيجة الواضحة هي (وهي قاعدة عامة تستحق اهتمامنا) "أن أي شهادة لا تكفي لإثبات معجزة، ما لم تكن الشهادة من النوع الذي يجعل كذبها أكثر إعجازًا من الحقيقة التي تسعى إلى إثباتها؛ "وحتى في هذه الحالة يكون هناك تدمير متبادل للحجج، ولا يقدم لنا الأعلى مقاما إلا ضمانًا مناسبًا لتلك الدرجة من القوة، والتي تبقى، بعد خصم الأقل رتبة." عندما يخبرني أحد أنه رأى إنسانا ميتًا يعود إلى الحياة، أفكر على الفور فيما إذا كان من المرجح أن يكون هذا الشخص مخادعًا أو مخدوعًا، أو أن الواقعة التي يرويها قد حدثت بالفعل. أقوم بوزن المعجزة الواحدة مقابل الأخرى؛ ووفقًا للتفوق الذي أكتشفه، أعلن قراري، وأرفض دائمًا المعجزة الأكبر. إذا كان كذب شهادته أكثر إعجازًا من الحدث الذي يرويها؛ فعندئذٍ، وليس قبل ذلك، يمكنه أن يتظاهر بأنه يؤثر في اعتقادي أو رأيي.(هامش 16)
يوضح هيوم أن المعجزات هي أحداث غير عادية من أعلى الأنواع، أحداث من المستحيل حدوثها في العالم الطبيعي من خلال العمليات الطبيعية وحدها. ويقدم أيضًا قاعدة عامة حول كيفية قيام الأشخاص العقلانيين بتقييم ادعاءات المعجزات. هل هناك طريقة أفضل للتعامل معهم؟ لا أعتقد ذلك، ليس عندما نأخذ بعين الاعتبار الأمثلة المحددة التي قدمها هيوم. وفي مكان آخر ذكر مثالين آخرين: "رفع منزل أو سفينة في الهواء".(هامش 17) أنا أيضًا أركز على أمثلة ملموسة، مثل ادعاء وجود إله ولد من عذراء في الماضي الخرافي القديم. إنها أفضل طريقة لفحص ادعاءات المعجزات.
ويتفق الفيلسوف الملحد مايكل ليفين مع هذا الرأي في الفصل الذي كتبه في مختارات عن المعجزات قام بتحريرها أحد أبرز الخبراء في هذا الموضوع، جراهام إتش تويلفتري.(هامش 18) إنه لا يجد اهتمامًا كبيرًا بأنواع الأسئلة التي يحب الآخرون الجدل حولها، ويناقش ثلاثة منها بإيجاز:
هناك في الأساس ثلاثة أسئلة فلسفية مثيرة للاهتمام حول المعجزات. الأول هو ما إذا كانت المعجزات ممكنة. أما السؤال الثاني فهو ما إذا كان من الممكن تبرير أي شخص، من الناحية المعرفية الأبستمولوجية، في الاعتقاد بحدوث معجزة. وفيما يتصل بهذا السؤال، من المهم أن نلاحظ أن حقيقة أنه يمكننا أن نتخيل الظروف التي يمكن فيها تبرير الإيمان بالمعجزة لا تفعل شيئًا على الإطلاق لإثبات أن أي شخص كان مبررًا على هذا النحو. السؤال الثالث هو هل كان أحد مُبَررًا أو كان مُبَررًا... لقد منع السؤالان الأولان الفلاسفة من التعامل مع السؤال الوحيد ذي الأهمية الفلسفية حول المعجزات في حد ذاتها ــ وهو السؤال الثالث. ربما يكون من المفيد متابعة السؤالين الأولين في حد ذاتهما، ولكنهما لا يشكلان أهمية كبيرة عندما يتعلق الأمر بالسؤال الثالث المهم حول المعجزات. هل يحق لأي شخص من الناحية المعرفية أن يؤمن بالمعجزة - على سبيل المثال، على أساس الكتاب المقدس والأدلة التاريخية؟
إن المناقشة الفلسفية حول المعجزات تتجاهل في كثير من الأحيان مسألة ما إذا كانت هناك أدلة تاريخية أو شهادات - بما في ذلك الشهادات في شكل الكتاب المقدس - أو الخبرة المباشرة، التي تبرر الإيمان بالمعجزات. "إن أولئك الذين يرغبون في الدفاع عن المعجزات إما يزعمون أن مثل هذه الأدلة موجودة أو يفترضون وجودها فحسب. ولكن مسألة ما إذا كانت مثل هذه الأدلة موجودة بالفعل، في حد ذاتها، هي المسألة الحاسمة بشأن الإيمان المبرر بالمعجزات."(هامش 19)
إن محور هذه المختارات يتفق مع ما اقتبسته من ليفين.
بصفتي مؤلف كتاب غير معتذر: لماذا يجب أن تنتهي فلسفة الدين Unapologetic: Why Philosophy of Religion Must End (Pitchstone Press, 2016) ، يتعين عليّ أن أتجنب بشكل استباقي أي منتقدين، لأن هذا الكتاب هو دعوة لإنهاء فلسفة الدين باعتبارها غير جديرة المفكرين البالغين. لم أقل قط أننا يجب أن نتوقف عن التفكير والجدال حول الدين أو العقائد الدينية. كان الأمر في الواقع عكس ذلك. وينبغي لنا أن نفعل ذلك حتى يأتي الوقت الذي تختفي فيه الأديان، إذا حدث ذلك على الإطلاق. ومطلبي هو أن يقدم فلاسفة الدين الأدلة اللازمة لإثبات معتقداتهم، أو يُقال لهم: "أغلقوا أفواهكم". لقد بدأت في كتابي "غير معتذر" بما يدركه بالفعل معظم فلاسفة الدين، وهو أن فلسفة الانضباط الديني في أزمة. هناك نقاش حالي حول كيفية تدريسه في الفصول الدراسية بالجامعات، ومعه العديد من المقترحات المختلفة للقيام بذلك بشكل صحيح. كتابي هو اقتراح ملحد حول كيفية قيام الفلاسفة الملحدين بتدريس فلسفة الدين بشكل صحيح - وقد كتبته بالخط المائل للتأكيد لأن بعض الناس لا يفهمونه.
لقد كان هدفي هو التوقف عن إعطاء أي دين معين مصداقية أكبر في الفصول الدراسية مقارنة بالأديان الأخرى في جميع أنحاء العالم. لقد دعوت الملحدين إلى التعامل مع كافة العقائد الدينية على قدم المساواة، وعدم تفضيل أي منها، إلى الحد الذي يسمح بذلك. بل لقد اقترحت أن السخرية من المعتقدات الدينية هي رد عادل على المعتقدات الدينية السخيفة. نحن نفعل ذلك بالفعل مع العديد من المعتقدات الدينية. إنه بسبب كون كل المعتقدات الدينية سخيفة إلى حد ما. هذا لا يعني أننا يجب أن نسخر من الديانات السخيفة والمعتقدات الخارقة للطبيعة. إن هذا الكتاب دليل ضد هذا التفسير الخاطئ. ولكن كلما سخرنا من الدين، كلما همشنا الادعاءات القائمة على الإيمان الديني [الغيبي]. لقد زعمت أيضًا أن أفضل طريقة لمعالجة الأديان لا تتمثل في القيام بذلك فلسفيًا من خلال التعامل مع بعض العقائد الدينية بجدية أكبر من غيرها، بل من خلال التعامل مع الدين وعقائده وفقًا لتخصص الدراسات الدينية وفروعها، والدين المقارن، وعلم الإنسان الديني، جنبًا إلى جنب مع الدراسات الكتابية، ودراسات القرآن، وما إلى ذلك، إذا تم ذلك بشكل صحيح كما أوضحت، من خلال تجنب الإيمان في الفصل الدراسي تمامًا كما يجب أن نفعل في تخصصات التعلم الأخرى. لا ينبغي أن يحظى الإيمان بأي دين معين بمعاملة خاصة في الجامعة، بل ينبغي فهم عقائد الأديان وقصصها المعجزة وفقًا لمعايير البحث التاريخي والعلمي، حيثما كان ذلك مناسبًا، دون أي حجج خاصة.
في هذه المختارات الحالية، قمت بتقسيم الفصول إلى ثلاثة أجزاء. الجزء الأول المعجزات والفشل الذريع للاعتذارات المسيحية، يتعلق بعدم معقولية الإيمان بقصص المعجزات والدفاع عنها. الفصول من 1 إلى 3، والتي كتبها ديفيد كورنر وماثيو ماكورميك وأنا، لها فلسفة ذات توجه ديني، مع قدر من التداخل الذي لا مفر منه. إنها أكثر من كافية لطرح القضايا الفلسفية التي يجب أن يتناولها هذا الكتاب. يؤكد كورنر وأنا أن حجج هيوم ناجحة، ونحن ندافع عنها ضد منتقديه. يعترض ماكورميك على هيوم بقوله: "سيكون من الخطأ" استبعاد الادعاءات المعجزة "قبل أو قبل ذلك تقريبًا وفقًا للمعايير العالمية لهيوم". آمل أن يعيد النظر فيما قاله هيوم بالفعل من خلال النظر فيما كتبته أنا وكورنر. يركز هيوم على ما إذا كان بإمكاننا أن نؤمن بالمعجزات بناءً على شهادة الآخرين فقط دون أن نشاهدها شخصيًا. ربما حدثت معجزات. لكن باستخدام الأدلة الشفوية وحدها، لم يتمكن أي ادعاء بالمعجزات من التغلب على الأدلة الثابتة المذهلة من تجانس الطبيعة، ومن غير المرجح للغاية أن يتمكن أي ادعاء بالمعجزات من ذلك. وبعيدًا عن ذلك، يبدأ ماكورميك بإجبار المؤمنين على الوقوع في مأزق، فيزعم أنه إذا كان إله التوحيد موجودًا، فلن يصنع المعجزات. لذا، إما أن تتخلى عن قصص المعجزات في الكتاب المقدس، أو أن تُظهر لماذا حجج ماكورميك الفلسفية خاطئة. إن الطريقة التي كتبت بها هذه الفصول الثلاثة هي الطريقة التي ينبغي للفلاسفة أن يدرسوا بها هذا التخصص في فصولهم الدراسية. ينبغي للفلاسفة الملحدين أن يعلّموا ما يفكرون فيه في الفصل الدراسي بأفضل ما يمكنهم، هذا كل شيء. يجب أن يسمحوا بمساحة للمناقشة، نعم بالطبع، ولكن لا ينبغي لهم أن يتراجعوا عن الجدل، قدر الإمكان. يجب عليهم أن يجادلوا ضد الاستنتاجات القائمة على الإيمان لأن الاستنتاجات القائمة على الإيمان لا تليق بخريجي الجامعات.
أحد الأشياء الجديرة بالملاحظة هو أن أنواع الأشياء التي اعتبرها الناس ممكنة قد تغيرت على مر القرون، مع التقدم العلمي. لذا فإن الإله المسيحي - إلى جانب الآلهة القديمة الأخرى - يبذل جهودًا أقل وأقل مع تقدم العلم. ومع ذلك فإن معقولية قبولنا للادعاءات المعجزة في الماضي الخرافي القديم تعتمد، إلى حد كبير، على تجربة المعجزات القابلة للتحقق في عالم اليوم. هذا يعني أنه إذا لم تحدث المعجزات اليوم، فلماذا نصدق أنها حدثت في الماضي؟ إذا لم تحدث المعجزات في عالمنا، فمن المحتمل أنها لم تحدث في فلسطين في القرن الأول الميلادي [والجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي] أيضًا، ويجب أن يكون هذا هو نهاية الأمر.
الفصلان الرابع والخامس، اللذان كتبهما دارين سليد وإدوارد بابينسكي، يوضحان لنا كيفية التحقيق بشكل صحيح في المعجزات من خلال التركيز على ادعاءات المدافع المسيحي كريغ كينر، والتي نجد أنها فارغة. وبوسعنا أن نجري نفس أنواع التحقيقات حول ادعاءات الشفاء الكاثوليكية في لورد بفرنسا، حيث يُعتقد أن مريم العذراء ظهرت في كهف، أو ادعاءات الشفاء الهندوسية من الاستحمام في نهر الجانج، أو ادعاءات الشفاء الإسلامية من زيارة مكة و/أو ضريح الإمام الرضا، كأحد الأضرحة العديدة. رأيي المطلع هو أننا سوف نحصل على نفس النتائج بالضبط.
إن الفصل السادس الذي كتبته عن الفشل الذريع الذي أصاب الدفاعيات المسيحية يفرض على المسيحيين أن يفكروا فيما كان يمكن أن يكون مختلفاً. ماذا لو كانت هناك بالفعل أدلة موضوعية كافية لمعجزات الإيمان المسيحي؟ ومن ثم لن يكون هناك أبدًا أي طريقة دفاعية مختلفة عن الإيمان المسيحي سوى أسلوب الأدلة - الذي يدعي أن لديه أدلة موضوعية كافية لهذه المعجزات. إن حقيقة أن ثمانين بالمائة من المدافعين عن المسيحية يرفضون الدليل على صحة المعجزات لصالح أربع طرق مختلفة، هي دليل في حد ذاته على أن المدافعين عن المسيحية لا يعتقدون أن هناك أدلة موضوعية كافية لادعاءاتهم بشأن المعجزات. ثم في الفصل السابع، تشرح فاليري تاريكو بشكل أكثر من كافٍ سبب اعتقاد الناس في المعجزات، على الرغم من حقيقة عدم وجود أسباب وجيهة تستند إلى أدلة كافية للقيام بذلك.
في الجزء الثاني، التحقيق بشكل صحيح في معجزة الوحي الكتابي، يحقق المؤلفون في معجزة الوحي الكتابي مع التركيز على النبوة. لا يتنبأ الوحي دائمًا بالمستقبل، ولكن الوحي الذي يُعتقد أنه يفعل ذلك يُعتبر معجزة قوية بشكل خاص. يُقال غالبًا إن النبوة والمعجزات توفران دعمًا مستقلًا للمسيحية. والحقيقة أن النبوة هي ادعاء معجزة مثلها كمثل المعجزات الكتابية الأخرى. لقد فهم ديفيد هيوم هذا الأمر وشرحه قائلاً: "إن كل النبوءات هي معجزات حقيقية... وإذا لم يتجاوز الأمر قدرة الطبيعة البشرية على التنبؤ بالأحداث المستقبلية، فسيكون من السخف استخدام أي نبوءة كحجة لمهمة إلهية أو سلطة من السماء". وبعد أن قدم هيوم بعض الحجج القوية ضد المعجزات، تابع قائلاً: "إن ما قلناه عن المعجزات يمكن تطبيقه، دون أي تغيير، على النبوءات".(هامش 20)
في الفصل الثامن، يوضح آر. جي. برايس بمهارة الدور الحاسم الذي لعبته النبوة المزيفة في نشر رسالة الإنجيل إلى الرومان. وهو يعزو انتشار المسيحية في العالم الروماني إلى الاعتقاد بأنها حققت النبوءة. ولكي أرى هذا في البداية، دعوني أقدمه من خلال بعض نبوءات العهد القديم المزيفة بشكل واضح. تتعلق إحدى هذه القصص بالملك يوشيا، الذي حكم يهوذا في الجنوب من حوالي عام 640 إلى 609 قبل الميلاد. وقد "نُبئ" باسم يوشيا وإصلاحاته المحددة للملك يربعام قبل ثلاثمائة عام من ولادة يوشيا. كان يربعام أول ملك للقبائل الشمالية، وقد حكم من حوالي 922 إلى 901 قبل الميلاد.(هامش 21) وفي وقت لاحق، في نهاية "التاريخ" الملكي، يفعل ملك يدعى يوشيا بالضبط ما ذكره يربعام قبل ثلاثة قرون!(هامش 22) إن السؤال هنا ليس ما إذا كان الإله يستطيع أن يتنبأ بإصلاحات يوشيا المحددة قبل ثلاثمائة عام. بل ما إذا كان ملك قديم مثل يوشيا سيطلب من كتابه هو كتابة دعاية نبوية مزيفة لدعم إصلاحاته الحالية! لدينا الكثير من الأمثلة على هذا الأمر. وليس لدينا أمثلة أخرى على الأمر السابق. وقد أكد النبي إرميا (إرميا 8: 8) أن الكتبة أدخلوا الأكاذيب في النصوص المقدسة العبرية. ونظرًا لأن هذه النبوءة المزيفة لا تزال موجودة في نصوصنا، فهذا يعني أنه من المحتمل أن تكون هناك أكاذيب أخرى فيها. لذا فإن الموقف المتشكك مطلوب عند قراءة نصوص الكتاب المقدس.
في أحد أكثر الأمثلة سخافة للنبوءة المزيفة، "تنبأ" النبي إشعياء ( الفصل 44: آية 28؛ الفصل 45: 1آية ) قبل 150 عامًا أن ملكًا فارسيًا يدعى كورش سيسمح لليهود بالعودة إلى ديارهم من أسرهم في بابل لمدة 70 عامًا، حتى قبل أن يتم أسرهم!
هناك أيضًا سلسلة من النبوءات المزيفة في سفر دانيال، والتي يُزعم أنها صدرت أثناء حكم الملك نبوخذ نصر على بابل، من حوالي 605 إلى 562 قبل الميلاد (انظر دانيال 2 و7). كانت هذه النبوءات تدور حول مستقبل أربعة قرون من الممالك، بدءًا من بابل وحتى بلاد فارس-ميديا واليونان وروما. حتى أن الباحث الإنجيلي كينتون سباركس يزعم أن هذه النبوءات مزيفة. إنها [نبوءات] "دقيقة ومحددة بشكل مذهل" حتى نقطة معينة حيث "تفشل". وكتب: "يعتقد العلماء أن هذا الدليل يجعل من السهل جدًا تحديد تاريخ كتابة تفاصيل نهاية العالم التي تحدث عنها دانيال. إننا نتبع النبوءات الدقيقة المذهلة حتى تفشل. "ولأن التنبؤات الخاصة باضطهادات اليهود في عام 167 قبل الميلاد صحيحة، ولأن المصير النهائي لأنطيوخس في عام 164 قبل الميلاد ليس صحيحًا، فمن الطبيعي أن نستنتج أن الرؤى وتفسيراتها يمكن تأريخها في وقت ما بين عامي 167 و164 قبل الميلاد."(هامش 23)
في الفصل التاسع، يشرح روبرت ميلر لماذا نبوءات العهد القديم ليست معجزة على الإطلاق. لقد أساء كتّاب العهد الجديد تفسير هذه الآية بهدف خلق شعور زائف بالتحقق النبوي. فقراته الختامية قوية. يزعم روبرت كونر بفعالية في الفصل العاشر أن نبوءة العهد الجديد عن عودة المسيح كانت فاشلة، ومعها المسيحية. ثم في الفصل الحادي عشر، يجادل ديفيد ماديسون بشكل حاسم بشأن خمس حقائق غير مريحة تقوض أي أمل في الاعتقاد بأن الوحي في الكتاب المقدس ككل هو من إله ذكي، صالح تمامًا، وقادر على كل شيء.
في الجزء الثالث، "التحقيق السليم في المعجزات الكتابية الرئيسية"، هناك ثمانية فصول تناقش ادعاءات المعجزات الرئيسية في الكتاب المقدس. إن المعجزة الأولى والأهم هي معجزة الخلق المزعومة. وهي المعجزة الوحيدة التي يستخدمها كل مؤمن لتأكيد إيمانه الخاص بطائفته. حتى أن الربوبيين يستخدمونها. لكن على الرغم من كل ادعاءاتهم، فإن هذا لا يؤكد أيًا من معتقداتهم، بل إنه يتوافق معهم فحسب. إن معجزة الخلق لا تظهر أن أيًا من هذه الأديان هو الإيمان الحقيقي الوحيد، لأن أيًا منها لا يتبعه حصريًا. ومع ذلك، فإن معجزة الخلق هي شرط ضروري لهذه المعتقدات الدينية المختلفة. لذا، في مواجهة كل هذه المعتقدات، تتعامل آبي هافر في الفصل الثاني عشر مع ما أعتبره ضربة قاتلة لنظرية الخلق، ومعها كل معتقد ديني حيث يكون هذا الاعتقاد ضروريًا. لقد كان التطور من خلال الانتخاب الطبيعي أحد أكبر الثورات العلمية، حيث قدم تفسيرًا ناجحًا وكاملاً لأصول البشر والطبيعة، وتقدم هافر بخبرة الأدلة التي توضح سبب كون التطور حقيقة. من المحتمل أن يكون هذا هو أفضل فصل مطبوع حول هذا الموضوع. ثم يوجه راندال هيسكيت في الإصحاح الثالث عشر ضربة مدمرة لقصص المعجزات في العهد القديم. ويثبت بشكل قاطع أن هذه القصص المعجزة ليست أكثر من مجرد حكايات شعبية وأساطير، تمامًا كما فعل هافر فيما يتعلق بقصص الخلق. ولا ينبغي أن تؤخذ هذه القصص على محمل الجد.
الفصل الرابع عشر من سفر التكوين للكاتب كلاي فاريس ناف هو فصل مثير للاهتمام. فمن خلال استخدامه لقصة طوفان نوح في سفر التكوين، فإنه يفرض على المؤمنين معضلة. على حد تعبيره، "إذا كانت المعجزة حدثًا يتحدى التفسير العادي، فلماذا نحاول استخدام العلم لتفسيره؟" ولكن "إذا كان العلم قادرًا على تقديم تفسير معقول لحدث ما، فهذا ليس معجزة حقيقية". لا يمكن للمؤمنين أن يجمعوا بين الأمرين!
يُظهر لنا الفصل الخامس عشر البانورامي والتعليمي لروبرت برايس أن المسيحيين أنفسهم لا يعرفون ماذا يقصدون عندما يقولون إن يسوع هو الله المتجسد. إن النقطة الأساسية التي يطرحها هي أنه لابد أن يكون هناك معنى مفهوم للتجسد قبل أن نتمكن من الحكم على ما إذا كان هذا الادعاء صحيحًا أم لا. ولكنهم لا يستطيعون ذلك لأن أي عالم لاهوتي لم يستطع قط أن يفهم وجود كائن هو إله بنسبة 100% وإنسان بنسبة 100% دون استبعاد أي شيء جوهري [منهما].
يسعدني أن يكتب روبرت كونر ثلاثة فصول من الكتاب. ولابد من أن يكون عمله معروفًا بشكل أفضل. ففي الفصل السادس عشر، يزعم أن يسوع والمسيحيين الأوائل كانوا سحرة، وليسوا من صناع المعجزات. في الفصل التاسع عشر، يزعم كونر بشكل استفزازي بناءً على ما نعرفه عن الرسول بولس، أن هناك سببًا للاعتقاد بأنه كان مجنونًا. وإذا كان الأمر كذلك، وإذا كان هو المسيحي الأصلي، فإن مصداقية المسيحية قد تضررت بشكل خطير. في حين أنني لست متفائلاً إلى الحد الذي يجعلني أعتقد أن المسيحيين سيقبلون هذا، فإن شخصية بولس هي القضية إذا كنا نعتقد أنه شاهد موثوق به نيابة عن المسيحية.(هامش 24)
الفصل السابع عشر كتبه إيفان فاليس، عن قصة قانا الجليل التي حول فيها يسوع الماء إلى خمر. وهو يزعم أن هذه القصة لم تحدث. ونحن نعلم أن القصص الواردة في العهد القديم نشأت، واستُعيرت، وحُرر بعضها، وجُمعت في قرون لاحقة لأغراض اجتماعية/سياسية، و/أو كانت تحمل معاني مجازية بالنسبة لأهل ذلك العصر. لماذا لا تكون القصص في العهد الجديد كذلك؟ هل من الممكن أن مؤلفي هذه القصص في العهد الجديد أو القراء الأصليين لم يعتقدوا أنها حدثت بالفعل؟ هذه هي النقطة التي يتناولها فصله.
ويجد جزء مما يدعيه فاليس دعمًا من كتاب آر. جي. برايس، "فك رموز الأناجيل".(هامش 25) يزعم برايس أن أقدم إنجيل يُدعى مرقس "كُتب على أنه قصة رمزية خيالية اخترعت في ذهن المؤلف الأصلي، حيث أن كل مشهد فيه هو في الأساس تلميح أدبي مختلق".(هامش 26) يخبرنا برايس:
"ردًا على الحرب اليهودية الرومانية الأولى ونهب أورشليم [القدس]، كتب أحد أتباع طائفة بولس قصة خيالية، حيث صور يسوع [الذي آمن به] بولس باعتباره البطل في رواية كانت تهدف إلى إظهار أن اليهود جلبوا الحرب على أنفسهم وأن تدمير الهيكل من قبل الرومان كان عقابًا من إلههم لعدم الالتفات إلى رسالة بولس حول الانسجام بين اليهود والأمم. هذه القصة هي ما نسميه الآن إنجيل مرقس. هذه القصة هي التي أدخلت فكرة أن يسوع كان شخصًا حقيقيًا عاش على الأرض."(هامش 27)
الفصل الثامن عشر هو من تأليفي عن معجزة قيامة يسوع، وهي المعجزة الأكثر أهمية في المسيحية، بعد النبوة. لقد كتبت كثيرًا عن هذا الموضوع. إن المنطق والافتقار المؤسف للأدلة الموضوعية يتطلبان منا أن نستنتج أن القيامة لم تحدث أبدًا.
أختتم هذا الكتاب بخاتمة تتضمن تحديًا للمؤمنين بأن يكونوا صادقين بشأن إيمانهم. ثم أنهيه بملحق أناقش فيه وأدافع عن كتاب ويليام إل فاندربيرج المهم الذي يدافع فيه عن ديفيد هيوم ضد منتقديه، وخاصة جون إيرمان في مقالته المكونة من 73 صفحة والمضمنة في مختاراته عن المعجزات بعنوان "فشل هيوم الذريع: الحجة ضد المعجزات" (دار نشر جامعة أكسفورد، 2000). Hume’s Abject Failure: The Argument Against Miracles (Oxford University Press, 2000).
لقد قمت الآن بنشر كتاب واحد سنويًا بدءًا من عام 2008 مع كتابي الضخم، لماذا أصبحت ملحدًا Why I became an Atheist? وهذا يعني أحد عشر كتابًا إذا احتسبنا المراجعة التي صدرت عام 2012 لكتابي الأول. ورغم وجود ادعاءات بالمعجزات لم نتناولها في هذه المختارات الحالية، فإن مختاراتي ودراساتي الأخرى تناقش العديد منها، مثل ادعاءات المعجزات المتعلقة بخروج بني إسرائيل من مصر التي تدربت في جامعة كامبريدج الدكتورة ريبيكا برادلي، ونجمة بيت لحم التي تولى تدريسها مدرس الفيزياء الدكتور آرون أداير، وكفن تورينو الذي تولى تدريسه المحقق الخوارق جو نيكل، وادعاءات الحياة بعد الموت التي تولى تدريسها الفيزيائي فيكتور ستينجر، والشفاء بالإيمان الذي تولى تدريسه الطبيبة هارييت هول، والصلاة بالتوسلات التي تولى تدريسها عالمة النفس فاليري تاريكو، وما إلى ذلك.
لم أتوقع أبدًا أن أكتب كتابًا واحدًا أقل من هذا العدد. قد يظن المرء أنها تحتوي على موسوعة صغيرة من الحجج ضد الإيمان المسيحي والإيمان الديني بشكل عام. أنا لا أدعي أنني شخص مميز أيضًا. أنا فقط أبذل قصارى جهدي بناءً على ما أعرفه بشغف شديد لا يقل عن أي رياضي جيد. لقد أسأت إلى بعض الأشخاص عبر الإنترنت بمثل هذا القدر من الشغف، وكنت أتمنى لو لم أفعل ذلك. ألوم نفسي لأنني كنت أهدف إلى تحقيق هدف واحد وهو تحرير الناس الذين خدعهم التلقين الذي تلقوه في طفولتهم ليصدقوا ويتصرفوا بناءً على سخافات. لم أكن أعامل دائمًا الأشخاص الذين يعترضون طريقي بشكل جيد، وخاصة الملحدين واللا-أدريين الذين كان من المفترض أن يكونوا إلى جانبي في حرب الأفكار هذه. لا، هذا ليس اعتذارًا في كثير من الحالات. هذا مجرد توضيح. ولكن ربما لو كنت أكثر شبهًا بما أنا عليه شخصيًا... أو في كتبي... لكانت الأمور مختلفة.
أشكر قرائي، بغض النظر عن عدد الكتب التي قرأوها. كما أشكر كل مساهم على مساعدته في إعادة المؤمنين إلى رشدهم فيما يتعلق بالدين والمعجزات، وخاصة فاليري تاريكو، على مساهماتها القيمة في جميع مختاراتي الخمس. نعم، ما نقوم به مهم، شخص واحد في كل مرة. كل ما أستطيع أن أتمناه في هذه المرحلة هو أن تكتسب هذه الأعمال جمهورًا أوسع وكبير.








الجزء الأول
المعجزات والفشل الذريع لعلم الدّفاع المسيحي
1: المعجزات وتحدّيّات الدّفاعيات المسيحية
بقلم ديفيد كورنر
لقد أشار أنصار الديانات التوحيدية تاريخيًا إلى التقارير الكتابية عن المعجزات كدليل على وجود إلههم. يرتبط هذا الاستناد إلى المعجزات باستنادات أخرى تُقدم غالبًا لدعم المعتقدات الدينية التوحيدية، مثل الاستناد إلى ظهور التصميم في الكون، أو الحجج لصالح السبب الأول في سياق الحجة الكونية لوجود الله. إن السحر الخاص الذي يكتنف الاستشهاد بالمعجزات يكمن في أن المعجزات، على النقيض من الحجج التي تزعم أن المعجزات تحدث في ظل ظروف قد تدفع المرء إلى تبني دين معين. فإذا اقتنعنا على سبيل المثال بأن يسوع كان يصنع المعجزات، وأن هذه المعجزات لم تكن لتتحقق إلا بقوة الله ـ الخالق القادر على كل شيء، العليم بكل شيء، الخيِّر ـ فإن هذا من شأنه أن يجعل حدوث هذه المعجزات دليلاً ليس فقط على وجود الله، بل وأيضاً على صدق الوحي المسيحي عموماً.
وهكذا، فإن التقارير عن المعجزات في الكتب المقدسة المسيحية قد تكون بمثابة نداء دفاعي. يمكننا أن نفهم "الدفاعيات" على نطاق واسع على أنها تشير إلى أي محاولة للدفاع عن الإيمان بإله أو آلهة باعتباره اعتقادًا معقولاً؛ وسوف نركز هنا على الدفاعيات عن الإله المسيحي. إن الحجة المقنعة لوجود الله هي الحجة التي من غير المنطقي رفضها. قد نطلق على هذه الحالة وصف "الدفاعيات القوية". فالدفاعيات الضعيفة تسعى إلى الدفاع عن إيمان المرء ضد الادعاء بأن الإيمان بالله أمر غير منطقي. إن الدفاعيات القوية تشكل هجومًا، في حين أن الدفاعيات الضعيفة تكون دفاعية في توجهها.
فيما يلي، سوف يشير مصطلح "الدفاعيات" إلى الدفاعيات القوية، والمدافع إلى من يحاول أن يُظهر أنه من غير المعقول رفض قبول التقارير الكتابية عن المعجزات باعتبارها موثوقة. يسعى هذا المدافع إلى إظهار أن هناك أدلة قوية لصالح المعجزات المذكورة في الكتاب المقدس المسيحي، وبما أن المعجزات لا يمكن أن تتم إلا من قبل الله، فهي دليل على وجود الله وعلى سلطة الوحي المسيحي. وسوف أزعم أن مثل هذا النداء إلى المعجزات، لكي ينجح، لا بد أن يتغلب على ثلاث عقبات. يجب أن يظهر أولاً (1) أن التقارير الشهادية عن الحدث الذي يرغب المدافع في تحديده على أنه معجزة قوية بما يكفي لإجبارنا على الاعتراف بأن الحدث قد حدث بالفعل. إذا كان من الممكن القيام بذلك، فإن المدافع يتحمل العبء الإضافي المتمثل في إثبات (2) أن هذا الحدث الاستثنائي لا يمكن تفسيره بأسباب طبيعية. وإذا نجحت المدافعة عن الطبيعة في التغلب على هاتين العقبة، فإنها بذلك تكون قد أظهرت لنا أنه يتعين علينا أن نتبنى صورة للطبيعة لا تتفق مع وجود سبب طبيعي لكل حدث. ولكن هذا يترك الباب مفتوحاً أمام احتمال أن تكون المعجزة المزعومة في واقع الأمر تمثل ما قد نشير إليه بـ “الشذوذ الطبيعي". الشذوذ الطبيعي هو حدث لا يتوافق مع القانون الطبيعي، لكنه لا يوفر أي أساس لتأكيد التدخل الإلهي. وهكذا فإن العقبة الثالثة أمام المدافع (3) هي أن يثبت أن الحدث المذكور ليس شذوذًا طبيعيًا، بل هو شيء لا يمكن أن يحدث إلا من قبل الله.
وسوف أركز هنا على القول بأن المدافع عن الإيمان لا يستطيع التغلب على أي من هذه العقبات الثلاث، ناهيك عن التغلب عليها كلها في وقت واحد، وأن الاستئناف الدفاعي محكوم عليه بالفشل. ولنبدأ بالتفكير في أفضل طريقة يمكننا من خلالها تعريف "المعجزة".

أولا: تعريف "المعجزة"
عند رسم مخطط فلسفي موجز لمناقشة المعجزات، سيكون من المرغوب فيه أن نبدأ بتعريف "المعجزة". لسوء الحظ، فإن جزءًا من الجدل حول المعجزات يدور حول ما ينطوي عليه المفهوم الصحيح للمعجزة. كبداية صعبة، يجب أن تكون بطريقة ما غير عادية، أو غير معتادة، أو مخالفة لتوقعاتنا. ولكن ينشأ خلاف حول ما يجعل المعجزة شيئًا يستحق التساؤل. فبأي معنى يجب أن تكون المعجزة غير عادية؟ أحد أقدم الروايات هو الذي قدمه القديس أوغسطين، الذي قال:(هامش 28) "إن المعجزة لا تتعارض مع الطبيعة، بل تتعارض فقط مع معرفتنا بالطبيعة؛ فالمعجزات تصبح ممكنة بفضل الإمكانات الخفية في الطبيعة التي وضعها الله هناك." في الخلاصة ضد الأمم Summa Contra Gentiles III:101 (هامش 29) قال القديس توماس الأكويني، في توسعه على مفهوم أوغسطين، إن المعجزة يجب أن تتجاوز النظام الذي نلاحظه عادة في الطبيعة، على الرغم من أنه أصر على أن المعجزة لا تتعارض مع الطبيعة بأي معنى مطلق، لأنه من طبيعة كل الأشياء المخلوقة أن تستجيب لإرادة الله.
في كتابه "استفسارات حول الفهم الإنساني"، Enquiries Concerning Human Understanding(هامش 30) يقدم دافيد هيوم أنّ هناك تعريفان لـ "المعجزة"؛ الأول، باعتبارها انتهاكًا للقانون الطبيعي؛(هامش 31) وبعد فترة وجيزة، قدم تعريفًا أكثر تعقيدًا عندما قال إن المعجزة هي "انتهاك لقانون من قوانين الطبيعة بإرادة خاصة من الإله، أو بتدخل عامل غير مرئي".(هامش 32) يقدم هذا التعريف الثاني معيارين مهمين يجب أن يستوفيهما الحدث حتى يتم اعتباره معجزة: يجب أن يكون انتهاكًا للقانون الطبيعي، ولكن هذا في حد ذاته لا يكفي؛ يجب أن تكون المعجزة أيضًا تعبيرًا عن الإرادة الإلهية. وهذا يعني أن المعجزة يجب أن تعبر عن فاعل إلهي؛ فإذا لم يكن لدينا سبب للاعتقاد بأن الحدث هو شيء فعله الله، فلن يكون لدينا سبب لتسميته معجزة.
ثانيا: المعجزات ورؤية للعالم
يبدو أن نتيجة أي مناقشة للمعجزات تعتمد إلى حد كبير على نظرتنا للعالم. إن النظرة الإلهية المعتادة [للإنسان] للعالم هي نظرة تفترض وجود إله كلي القدرة، والذي على الرغم من أنه يتجاوز الطبيعة، إلا أنه قادر على التصرف أو التعبير عن إرادته داخل العالم الطبيعي. ومن الواضح أن الإيمان بالمعجزات أمر معقول بالفعل إذا كان تحقيقنا قد يفترض هذه النظرة للأشياء. يمكن وصف الطريقة المعتادة لتفسير هذا الأمر بأنها خارقة للطبيعة. إن الاستناد إلى المعجزات في الدفاع عن النفس هو في العادة استناد خارق للطبيعة. ولهذا السبب فإن قوة هذا الاستناد تعتمد على قوة المعتقدات الخارقة للطبيعة.
إن أولئك الذين يدافعون عما هو خارق للطبيعة يفعلون ذلك أحيانًا من خلال الالتزام بعلم الوجود للكيانات التي توجد بمعنى ما خارج الطبيعة، حيث يُقصد بـ "الطبيعة" مجموع الأشياء التي يمكن معرفتها عن طريق الملاحظة والتجربة، أو بشكل عام، من خلال الأساليب المناسبة للعلوم الطبيعية.
وقد تتخذ الدفاعات عن ما وراء الطبيعة منعطفًا منهجيًا أيضًا من خلال الإصرار على أن العلوم الطبيعية غير قادرة على الكشف عن مجموع كل ما هو موجود. تلتزم الفلسفة الخارقة للطبيعة المنهجية أيضًا بالرأي القائل بأن معرفتنا بالله يجب أن تُستكمل بالوحي، على سبيل المثال، التجربة الدينية فوق الحسية، أو التواصل المباشر من قبل الله في الكتب المقدسة، مثل الكتاب المقدس أو القرآن.
هناك أيضًا طبيعية وجودية وطبيعية منهجية. تنكر الطبيعية الوجودية وجود أي شيء خارج الطبيعة؛ وترى الطبيعية المنهجية أن الملاحظة والتجربة - أو بشكل عام، أساليب العلوم التجريبية - كافية لتزويدنا بكل المعرفة التي من الممكن أن نمتلكها. تتميز الطبيعية أحيانًا بأنها تؤمن بأن الطبيعة موحدة، وهذا يعني أن جميع الأحداث في الطبيعة تتوافق مع التعميمات (مثل القوانين) التي يمكن التحقق منها عن طريق الملاحظة. يعتقد علماء الطبيعة عمومًا بهذا الرأي ــ الثقة في تجانس الطبيعة تشكل جزءًا مهمًا من المشروع العلمي ــ ولكن بالمعنى الدقيق للكلمة، يمثل هذا الرأي التزامًا ميتافيزيقيًا إضافيًا فيما يتصل بطبيعة الكون وقابليته للفهم البشري. إذا تبين أن الطبيعة ليست قانونية تمامًا، فإن هذا لا يتطلب رفض الطبيعية. إن الفشل في التوحيد [توحيد القوانين الطبيعية]، أو ما قد يشير إليه مؤمن بالمعجزات باعتباره انتهاكًا للقانون الطبيعي، يعني ضمناً أن هناك حدودًا لقدرتنا على فهم الظواهر الطبيعية والتنبؤ بها. يسعى المتدينون إلى تفسير ظاهرة طبيعية معينة من خلال الاستعانة بالظواهر الخارقة للطبيعة. حيث أن النظرة العالمية الخارقة للطبيعة منفتحة تمامًا على إمكانية حدوث المعجزات، فإن الطبيعية أقل تعاطفًا، بل إن العديد من علماء الطبيعة يستبعدون إمكانية حدوث المعجزات تمامًا؛ انظر لويس (هامش 33) ومارتن (هامش 34) ودافيس. (هامش 35)
لقد أشار المدافعون تاريخيًا إلى حدوث المعجزات باعتبارها دليلاً على الإيمان بالله. ويفرض هذا الاهتمام الدفاعي قيودًا مهمة على رواية المعجزات. إذا أرادوا الإشارة إلى معجزة كداعم للاعتقاد بوجود إله خارق للطبيعة، فمن الواضح أنهم لا يستطيعون أن يبدأوا بافتراض النظرة العالمية الخارقة للطبيعة؛ فهذا من شأنه أن يثير التساؤل. إذا كانوا يحاولون إقناع شخص متشكك بوجود إله معين، فإنهم يحاولون إثبات وجود شيء ما وراء الطبيعة أو يتجاوزها، وسيطلب إقناعه بشروطه الخاصة؛ ويجب ألا يستخدموا أي افتراضات تتجاوز تلك التي تعترف بها بالفعل النظرة العالمية الطبيعية.









ثالثا: العقبة الأولى: في إثبات مصداقية الشهادة [بمعنى وجود شاهد عيان]
إن أحد الشواغل الرئيسية فيما يتصل بعقلانية الإيمان بالمعجزات هو ما إذا كان بوسعنا أن نبرر إيماننا بحدوث معجزة على أساس الشهادة. والشهادة ــ الشهادة الكتابية [مأخوذة من كتاب مقدَّس] على وجه الخصوص ــ تشكل أهمية بالغة في الاستئناف الدفاعي. والعقبة الأولى التي يتعين على المدافع أن يتغلب عليها هي إثبات مصداقية هذه الشهادة.
لتحديد ما إذا كان تقرير المعجزة جديرًا بالثقة، نحتاج إلى النظر في موثوقية المصدر. لنفترض أن الشخص (س) أبلغ عن بعض الحالات (أو الأحداث) (ي). هل تقارير س صحيحة بشكل عام؟ من الواضح أنه إذا كان معروفًا عنها أنها تكذب، أو تنطق بالأكاذيب على سبيل المزاح، فيجب أن نتردد في تصديقها. وأيضًا، إذا كانت لديها أي مصلحة خاصة في جعلنا نصدق أن (ي) قد حدث - على سبيل المثال، إذا كانت ستستفيد ماليًا - فهذا من شأنه أن يمنحنا سببًا للشك. ومن الممكن أيضًا أن تكون (س) قد أفادت بكذبة دون أن تقصد ذلك؛ وقد تعتقد بصدق أن (ي) وقعت رغم أنها لم تقع، أو قد يكون تقريرها عرضة للمبالغة أو التشويه اللاواعي. وبعيداً عن إمكانية تأثرها ببعض المصالح الذاتية الملموسة، مثل المصلحة المالية، فإن تقريرها قد يتأثر أيضاً بعوامل عاطفية ــ ربما بمخاوفها، أو بالتفكير المتمني. ويجب علينا أيضًا أن نأخذ في الاعتبار ما إذا كان هناك شهود آخرون موثوقون ومستقلون متاحون لتأكيد تقريرها.
ويجب علينا أيضًا أن نسأل ما إذا كانت (س) نفسها شاهدة على (ي)، أو أنها تنقل معلومات تم إبلاغها بها. إذا كانت قد شهدت الحدث بنفسها، فقد نطرح عددًا من الأسئلة حول قدراتها على الملاحظة والظروف المادية لملاحظتها. هناك عدد غير قليل من الأشياء التي يمكن أن تسوء هنا؛ على سبيل المثال، قد تبلغ (س) بصدق عن حدث ما كما تعتقد أنه حدث، ولكن في الواقع يعتمد تقريرها على تصور خاطئ. وهكذا، قد تقول إنها رأت رجلاً يمشي على سطح بحيرة؛ وقد يكون هذا فهمها لما حدث، بينما كان في الواقع يمشي بمحاذاة البحيرة أو على شريط رملي. لو كان الجو مظلمًا والطقس سيئًا، لكان من الصعب على (س) أن تحصل على رؤية جيدة لما يحدث. وبطبيعة الحال، لا ينبغي لنا أن نهمل تأثير مواقف (س) الخاصة على كيفية تفسيرها لما تراه؛ فإذا كانت تميل بالفعل إلى التفكير في الرجل الذي تذكر أنه يمشي على الماء باعتباره شخصًا قادرًا على أداء مثل هذا العمل الاستثنائي، فقد يؤثر هذا على كيفية فهمها لما رأته. وعلى نحو مماثل، إذا كنا نميل بالفعل إلى الاتفاق معها بشأن القدرات المذهلة التي يتمتع بها هذا الشخص، فسوف نكون أكثر ميلاً إلى تصديق تقريرها.
إذا كانت (س) تنقل فقط شهادة شخص آخر بشأن وقوع (ي)، فقد نتساءل عما إذا كانت قد فهمت بشكل صحيح ما قد قيل لها. قد لا تكرر الشهادة تمامًا كما قيلت لها. وهنا أيضًا، قد تؤثر تحيزاتها الشخصية على فهمها للتقرير. وتتزايد احتمالات تورط الشهادات في عمليات تحريف مع كل إعادة سرد للقصة.






رابعا: أدلّة هيوم
في القسم العاشر من كتابه "التحقيق في الفهم البشري"، يخبرنا هيوم أنه ليس من المعقول أن نعتنق أي "نظام ديني" ما لم يتم التحقق من صحة هذا النظام من خلال حدوث المعجزات؛ ثم يزعم أنه لا يمكن أن نبرّر في الاعتقاد بحدوث معجزة، على الأقل عندما يكون إيماننا مبنيًا على الشهادة - كما هو الحال عندما يكون، على سبيل المثال، مبنيًا على تقارير المعجزات الواردة في الكتاب المقدس. إن هدفه المعلن هو إظهار أن الإيمان بتقارير المعجزات ليس عقلانيًا، بل إن "ديننا الأقدس يقوم على الإيمان، وليس على العقل".(هامش 36) من المؤكد أن هيوم يقصد هنا بعض السخرية، حيث أنه يختتم بالقول إن أي شخص يعتنق الاعتقاد بالمعجزات على أساس الإيمان يكون مدركًا "لمعجزة مستمرة في شخصه، والتي تقوض كل مبادئ فهمه"؛(هامش 37) وهذا بعيد كل البعد عن تأييد الاعتقاد المبني على الإيمان بالمعجزات.
هناك بعض الخلاف حول طبيعة حجة هيوم ضد المعجزات، ويبدو أن كتابه التحقيق يحتوي على أكثر من حجة واحدة من هذا القبيل. والأكثر إقناعاً من بين هذه الحجج هو ما سأطلق عليه حجة توازن الاحتمالات. يخبرنا هيوم أنه يتعين علينا أن نجعل يقيننا بشأن أي مسألة واقعية يتناسب مع قوة الأدلة. عندما ندرس بعض الاعتبارات التي تدخل في تقييم قوة الشهادة، لا يمكن إنكار أن الشهادة قد تكون قوية جدًا بالفعل عندما، على سبيل المثال، قد يتم تقديمها من قبل عدد كبير من الشهود الموثوق بهم والمستقلين للغاية.
ومع ذلك، يخبرنا هيوم أنه لا يمكن لأي شهادة أن تكون كافية لإثبات وقوع المعجزة. المشكلة التي تنشأ لا تتعلق بموثوقية الشهود بقدر ما تتعلق بطبيعة ما يتم الإبلاغ عنه. إن المعجزة، وفقًا لهيوم، هي انتهاك للقانون الطبيعي. ونحن نفترض أن قانون الطبيعة لا يتحقق إلا عندما نتمتع بخبرة واسعة النطاق وخالية من الاستثناءات لنوع معين من الظواهر. على سبيل المثال، نحن نعلم أن الأمر يتعلق بقانون طبيعي مفاده أن الإنسان لا يستطيع أن يمشي على سطح الماء وهو في حالته السائلة؛ وتستند هذه الحقيقة إلى وزن مجموعة هائلة من الخبرة المكتسبة من معرفتنا بما يحدث في البحار والبحيرات ومصارف المطابخ وأحواض الاستحمام. وبناء على هذه التجربة، فإننا نمتلك دائمًا أفضل دليل ممكن على أنه في أي حالة معينة، فإن الجسم الذي يتمتع بكثافة متوسطة كبيرة بدرجة كافية، والذي يتم وضعه على سطح مسطح مائي، سوف يغرق. وفقًا لهيوم، فإن الأدلة لصالح المعجزة، حتى عندما يتم تقديمها من خلال أقوى شهادة ممكنة، ستكون دائمًا أقل من الأدلة على قانون الطبيعة الذي يُفترض أنه تم انتهاكه.
إن فكرة انتهاك القانون الطبيعي تثير جدلاً واسع النطاق. ولكن يبدو أن كل ما يحتاج إليه هيوم لإثبات حجته هو أن المعجزة تشكل استثناءً من مسار الطبيعة كما لاحظناها من قبل. وبالتالي، بما أننا نمتلك قدرًا كبيرًا جدًا من الخبرة فيما يتعلق بوضع الأجسام الكثيفة على الماء، وبما أنه في كل حالة من هذه الحالات غرق هذا الجسم، فإننا نمتلك أقوى دليل ممكن على أن أي جسم يوضع على الماء سوف يغرق. وبالتالي، لدينا أفضل الأسباب الممكنة للاعتقاد بأن أي تقرير عن شخص يمشي على الماء كاذب - وهذا بغض النظر عن مدى موثوقية الشاهد.
في حين أن الاعتراضات تُطرح بشكل متكرر ضد مفهوم هيوم للقانون الطبيعي، إلا أنه لا يبدو أن هناك حاجة إلى شرح متطور بشكل خاص للقانون الطبيعي هنا، والأمثلة التي يقدمها هيوم منطقية تمامًا: يجب أن يموت جميع البشر، ولا يمكن أن يظل الرصاص معلقًا في الهواء، والنار تستهلك الخشب وتنطفئ بالماء.(هامش 38) لذا، بغض النظر عن ذلك، لا يزال من الصحيح أننا لا نستطيع إلا تعيين احتمالية ضئيلة لحدوث حالة مضادة لأي من هذه التعميمات.
في بعض الأحيان يبدو هيوم وكأنه يعتقد أن احتمال وقوع مثل هذا الحدث يساوي صفرًا، نظرًا لطبيعته غير المسبوقة. ومع ذلك، وبصرف النظر عن نية هيوم الأصلية، فإن هذا الادعاء أكثر إسرافًا مما تتطلبه حجته. إنه حر في الاعتراف بأن هناك احتمالًا ضئيلًا قد يرتبط باحتمال بقاء جسم كثيف على سطح بحيرة؛ ويكفي لأغراضه أنه سيكون من المرجح دائمًا أن أي شاهد يبلغ عن مثل هذا الحدث يحاول خداعنا، أو أنه مخدوع هو نفسه. وبعد كل شيء، لا توجد سابقة لأي إنسان يمشي على الماء، ولكن هناك سابقة واسعة النطاق لشهادة كاذبة حتى في أفضل الظروف.
وعليه يقول هيوم (هامش 39) "أنه لا توجد شهادة كافية لإثبات معجزة ما لم تكن الشهادة من النوع الذي يجعل كذبها أكثر إعجازًا من الحقيقة التي تسعى إلى إثباتها." يجب علينا دائمًا أن نقرر لصالح المعجزة الأقل. يجب أن نسأل أنفسنا، ما الذي سيكون أكثر معجزة: أن يمشي يسوع على الماء، أم أن التقارير الكتابية عن هذا الحدث كاذبة؟ في حين أننا قد نصادف أحيانًا شهادة قوية جدًا لدرجة أن كذبها قد يكون مفاجئًا للغاية، إلا أننا لا نصادف أبدًا أي تقرير يكون كذبه معجزة صريحة. وحتى لو كان هناك مثل هذا التقرير، فإن أفضل ما يمكن أن يأمله المدافع هو تعليق الحكم؛ وأن احتمال حدوث المعجزة، واحتمال أن تكون الشهادة كاذبة، متساويين. وعليه، فإن الاستنتاج المعقول سيكون دائمًا أن الشهادة كاذبة أو، في أفضل الأحوال، تتطلب تعليق الحكم.
وهكذا فيما يتعلق بتقرير بولس عن قيامة يسوع في 1 كورنثوس 15: قد يكون من المحتمل أن يكون الشهود مخطئين بشأن ما إذا كانوا قد رأوا يسوع أم لا؛ وقد يكون من المحتمل أيضًا أن تكون شهادة هؤلاء الشهود قد تم تحريفها قبل أن تصل إلى بولس؛ وقد يكون من المحتمل أيضًا أن يكون بولس قد أبلغ بشكل غير صحيح عما سمعه عن الحدث، وقد يكون من المحتمل أن رسالة بولس الأصلية إلى المجتمع المسيحي في كورنثوس لم يتم الحفاظ عليها بدقة في ترجماتنا الحديثة للعهد الجديد. لنفترض أن المدافع يستطيع أن يجادل بنجاح بأن الفشل في نقل الشهادات حول القيامة في أي من هذه النقاط سيكون أمرًا غير مسبوق على الإطلاق في التجربة الإنسانية.
من الصعب جدًا أن نتصور كيف يمكن تقديم مثل هذه الحجة التاريخية. لكن القيامة الجسدية للإنسان هي أيضًا غير مسبوقة، لذا فإن أفضل ما يمكن للمدافع أن يأمله هو أن البديلين - الشهادة كاذبة، مقابل عودة يسوع إلى الحياة - غير مرجحين على حد سواء، ويبدو أن هذا يستدعي فقط تعليق الحكم، ولا يكفي لفرض الاعتقاد بأن المعجزة حدثت حقًا.
وبعد أن قلنا كل هذا، قد يبدو لنا من الغريب أن هيوم يبدو أنه لا يريد استبعاد إمكانية، من حيث المبدأ، أن تثبت شهادة قوية للغاية وقوع حدث غير مسبوق. يتخيل قصة افتراضية [خيالية لغرض المناظرة] (هامش 40) مفادها أنه غابت الشمس لمدة ثمانية أيام منذ قرن ونصف بدءًا من الأول من يناير/كانون الثاني 1600، حيث استمرت الشهادات على هذه الحقيقة في الوصول من جميع أنحاء العالم ودون أي تغيير. يقترح هيوم أن نصدق ذلك ـ ثم نبحث عن السبب. ويدرك هيوم تمام الإدراك، بصفته مؤرخًا، أن شيئًا كهذا لم يحدث قط. ولكن حتى لو كنا مقتنعين بأن مثل هذا الحدث قد حدث بالفعل -والدليل في هذه الحالة الافتراضية سيكون أقوى بكثير من الأدلة على أي من معجزات الكتاب المقدس- فيجب أن نفترض أن الحدث المعني كان له سبب طبيعي بعد كل شيء. في هذه الحالة، لن يكون الحدث انتهاكًا للقانون الطبيعي، وبالتالي وفقًا لتعريف هيوم، لن يكون معجزة.

خامسا: العقبة الثانية: إثبات أن الحدث الاستثنائي الثابت لا يمكن تفسيره بأسباب طبيعية
وهذا يشكل عقبة إضافية أمام المدافع. فلا ينبغي للمدافع أن يتحمل العبء الثقيل المتمثل في إثبات أنه من المرجح أن يكون حدث استثنائي قد وقع فحسب؛ بل إذا نجح المدافع في القيام بذلك، فيتعين عليه أن يواصل إثبات أن هذا يعني أن انتهاكًا للقانون الطبيعي قد حدث، وليس أن فهمنا السابق للقانون الطبيعي كان غير صحيح. قد يُفهم حدوث المعجزة المزعومة على أنه دليل على وجود الله، ولكن من المعقول على الأقل أن نفترض أنها دليل على أن فهمنا للقانون الطبيعي ليس كاملاً. ويجب على المدافع أن يزعم أن التفسير الأخير للأشياء ليس غير صحيح فحسب، بل إنه غير معقول - أي أن أي متشكك ينكر أن فهمنا للقانون الطبيعي كان كاملاً، بعد قبول التقرير بأن مثل هذا الحدث الاستثنائي قد حدث بالفعل، يكون غير معقول.
وعلى الرغم من إمكانية أن يكون للمعجزة المفترضة تفسير طبيعي بالفعل، فإن هيوم يريد أن يقول إن جودة تقرير المعجزة لا تكون عالية بما يكفي لإثبات وقوع مثل هذا الحدث غير المحتمل، على الأقل عندما يتم تقديم التقرير بهدف تأسيس دين، كما هي الحال عادةً مع مثل هذه التقارير. من المرجح أن يعمل الأشخاص في مثل هذه الظروف تحت أي عدد من التأثيرات العاطفية، مثل الحماس، أو التفكير التمني، أو الشعور بالرسالة المدفوع بالنوايا الحسنة؛ ومن المتوقع أن تعمل هذه التأثيرات على تقويض قدراتهم النقدية. ونظراً لأهمية الشعور بالغموض والدهشة بالنسبة للدين، فإن الصفات ذاتها التي قد تجعل التقرير لا يصدق تبدو وكأنها صفات تقنع المؤمنين. وفي السياق الديني، قد يقبل المؤمنون مثل هذا التقرير بشكل غير عقلاني ليس على الرغم من سخافته، ولكن بسببه.

سادسا: مشاكل مع حجة هيوم
هناك شيء صحيح بوضوح في حجة هيوم. إن المبدأ الذي يستشهد به يشبه بالتأكيد المبدأ الذي نستخدمه بشكل صحيح عندما نستنكر التقارير في الصحف الشعبية عن زوار من الفضاء الخارجي للبيت الأبيض، أو العثور على حوريات بحر صغيرة في علب السردين. ومع ذلك، أثارت الحجة بعض الانتقادات.
وتستفيد بعض هذه الانتقادات من التحليل الاحتمالي البايزي؛ على سبيل المثال، يزعم جون إيرمان أنه عندما "يتم توضيح مبادئ حجج هيوم وفحصها تحت عدسة البايزية، نجد أنها إما تافهة، أو خادعة، أو تتعارض مع الممارسة العلمية الفعلية".(هامش 41) لن تتم مناقشة الأدبيات البايزية هنا، على الرغم من أن مناقشة إيرمان لقوة الشهادة المتعددة تستحق الذكر. يزعم إيرمان أنه، حتى لو كانت الاحتمالية المسبقة لحدوث المعجزة منخفضة للغاية، فإذا كان هناك ما يكفي من الشهود المستقلين، وكان كل منهم موثوقًا بدرجة كافية، فقد يتم إثبات حدوثها على أنه محتمل. وهكذا، إذا كان اهتمام هيوم هو إظهار أننا لا نستطيع من حيث المبدأ أن يكون لدينا سبب وجيه للاعتقاد في شهادة معجزة، فإنه يبدو مخطئًا في هذا.(هامش 42) وبطبيعة الحال، قد يكون عدد الشهود الموثوق بهم المطلوب كبيرًا جدًا، وقد لا تكون أي من المعجزات المذكورة في أي نص من النصوص مؤهلة لذلك، كما يزعم هذا المجلد الحالي من المؤلفين. صحيح أن بعض المعجزات المذكورة في الكتاب المقدس قد حدثت بحضور عدد كبير من الشهود. ولكن يجب التأكيد على أن شهادة شخص واحد، أو حتى أربعة أشخاص، بأن حدثًا ما شهده جمع من الناس، ليست هي نفسها شهادة الجمع نفسه.
أولاً، قد يكون التقرير الذي يفيد بأن المعجزة شهدها عدة مئات من الأشخاص غير صحيح؛ ومن الممكن أن يكون العدد مبالغًا فيه بمرور الوقت، حيث انتقلت القصة من شخص إلى آخر. كما أن حقيقة أننا لا نملك إلا شهادات من قِبَل عدد قليل من الكتاب، وليس شهادة مباشرة من عدد أكبر بكثير من شهود العيان، تجعل من المستحيل علينا تقييم مصداقية هذه المجموعة الأكبر. نحن لا نعرف ما يكفي عنهم لتحديد مصداقيتهم الفردية، ولا نعرف ما إذا كانت شهاداتهم الفردية متسقة مع ذاتها. ومن دون أن نتمكن من استجوابهم، فإننا لا نعرف حتى ما إذا كانت شهاداتهم متسقة مع بعضها البعض، ولا نعرف ما إذا كان أي من هؤلاء الشهود المفترضين قد تراجع عن شهادته في وقت لاحق. لذا فإن هذا النوع من الشهادات المسموعة قد يخفي عددًا كبيرًا من المشاكل بالنسبة للمدافع.(هامش 43)
هناك اعتراض آخر ضد حجة هيوم وهو أنها تستخدم أسلوبًا غير موثوق به؛ أي أنها قد تجعلنا نرفض التقارير الصحيحة أو نقبل التقارير الخاطئة. خذ في الاعتبار حقيقة أن مجموعة معينة من أرقام اليانصيب سيتم اختيارها عمومًا مقابل احتمالات كبيرة جدًا. إذا كانت احتمالات المجموعة المختارة في يانصيب كاليفورنيا الأسبوع الماضي 40 مليونًا إلى 1، فإن احتمال اختيار هذه المجموعة منخفض للغاية. لذا، فلن يكون لدينا أي سبب وجيه، وفقًا لهيوم، لقبول تقرير صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن التذكرة الفائزة.
ويبدو أن اعتراض عدم الموثوقية، الذي تم طرحه بهذه الطريقة الخاصة، له رد سهل إلى حد ما. لا يوجد أي تحدٍ متشكك يبرر تبريرنا لتصديق تقرير سحب اليانصيب؛ أي أن التقارير عن سحب اليانصيب هي تقارير عن أحداث عادية، وليست أحداثًا غير عادية أو معجزة، على غرار التقارير عن العواصف الممطرة والمؤتمرات الصحفية الرئاسية. إنها لا تتطلب شهادة قوية بشكل خاص لتكون ذات مصداقية، وفي الواقع قد يكون من المبرر لنا أن نصدق تقرير سحب اليانصيب، حتى لو جاء من مصدر غير موثوق به، مثل صحيفة شعبية. إن هذا يرجع بالتأكيد إلى أننا نعلم مسبقًا أنه في حين أن احتمالات نجاح أي تركيبة معينة كبيرة جدًا، فإن جميع النتائج الأخرى غير مرجحة بنفس القدر؛ وبالتالي، ليس لدينا أي تحيز ضد أي تركيبة معينة. نحن نعلم أن الناس سيفوزون باليانصيب من وقت لآخر؛ وليس لدينا أي ضمان مماثل بأن أي شخص سوف يُقام من بين الأموات.
هل تثير حجة هيوم هذا السؤال؟
اقترح بعض المعلقين أن حجة هيوم تثير التساؤل حول المعجزات.(هامش 44) لنفترض أنني أفكر فيما إذا كان من الممكن أن يمشي إنسان على الماء. أفكر في تجربتي السابقة مع الأجسام الكثيفة، مثل الأجسام البشرية، وسلوكها في الماء. أنا أفكر في شهادات جميع الأشخاص الذين أعرفهم شخصيًا والذين خاضوا الماء على الإطلاق. وقد أقوم أيضًا بإجراء سلسلة من التجارب لمعرفة ما سيحدث عندما يوضع جسم الإنسان بدون دعم على سطح مسطح من الماء. أراقب دائمًا هذه الأجسام وهي تغرق. والآن أفكر فيما من المحتمل أن يحدث، أو من المحتمل أن يكون قد حدث، في حالة غير معروفة. تجربتي السابقة مع الماء تعطيني سببًا جيدًا للاعتقاد بأن هذا هو ما سيحدث. ولكن بطبيعة الحال، في هذه الحالة، لا أتساءل عما إذا كانت الطبيعة ستتبع مسارها المعتاد. بل إنني أفترض أنها ستتبعه، وإلا لما كنت لأستعين بخبرتي السابقة للحكم على ما كان من المرجح أن يحدث في هذه الحالة بالذات؛ فخبرتي السابقة فيما يتعلق بما يحدث مع الأجسام الكثيفة في الماء لا تكون ذات صلة إلا في تلك الحالات التي لا يكون فيها اتساق الطبيعة موضع شك. ولكن هذا يعني أن افتراض أن خبرتنا الماضية ذات صلة في تحديد ما حدث في حالة المعجزة المبلغ عنها، كما يريدنا هيوم أن نفعل، هو افتراض أن الطبيعة كانت تتبع مسارها المعتاد- وهو افتراض أنه لم يكن هناك انقطاع في توحيد الطبيعة. باختصار، علينا أن نفترض أن معجزة لم تحدث. ولكي نأخذ على محمل الجد احتمال حدوث معجزة، يتعين علينا أن نأخذ على محمل الجد احتمال حدوث خلل في تجانس الطبيعة، وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نفترض، دون أن نطرح السؤال، أن مراقباتنا العادية لم تحدث.(هامش 45) فربّما يتبين أن الطبيعة ليست موحدة بعد كل شيء.
ومع ذلك، سيكون من الخطأ أن نفترض أن هذا النقد يمثل انتصارا للدفاع [عن المعجزات]. في حين أن المدافع قد يرغب في المضي قدمًا من خلال مطالبة المتشكك بالتخلي عن افتراضها بأن الخبرة العادية ذات صلة بتقييم حقيقة تقارير المعجزات، إلا أن هذا يبدو وكأنه يطرح السؤال في الاتجاه المعاكس. إن الخبرة العادية لن تفشل في أن تكون ذات صلة إلا في تلك الحالات التي حدث فيها بالفعل انقطاع في توحيد الطبيعة، أي في تلك الحالات التي حدثت فيها معجزة، وهذا هو على وجه التحديد ما يحتاج المتشكك إلى إظهاره. ومن المغري أن نفترض أن هناك أرضية مشتركة؛ وربما يحتاج المتشكك فقط إلى الاعتراف بأنه من الممكن ألا تكون الخبرة العادية ذات صلة في هذه الحالة. ومع ذلك، فمن الصعب تحديد نوع الاحتمال الذي قد يحدث. إن الاحتمال المنطقي المجرد لوقوع حدث استثنائي ليس شيئًا شكك فيه المتشكك على الإطلاق؛ فعندما أستنتج أنني سأغرق في مياه بحيرة سيلفر، فإنني أفعل ذلك مدركًا تمامًا لحقيقة مفادها أنه من الممكن منطقيًا ألا أفعل ذلك.
وإذا كان المدافع يطلب تنازلاً أعظم من هذا، فقد نسامح المتشكك إذا طالبت بإعطائه بعض المبررات لمنحها هذا التنازل. وقد نسامحها أيضاً إذا طالبت بإقناعها بوقوع معجزة وفقاً لشروطها الخاصة ـ أي على أسس طبيعية بحتة، ـ دون أن تضطر إلى تبني أي من افتراضات ما وراء الطبيعة. يبدو أن مسألة ما إذا كانت التقارير المعجزة ذات مصداقية أم لا تتحول إلى مسألة أكبر، ألا وهي ما إذا كان ينبغي لنا أن نتمسك بنظرة عالمية خارقة للطبيعة، أو نظرة عالمية طبيعية. ومع ذلك، يبدو أن هناك أمرًا واحدًا مؤكدًا، وهو أن المدافع لا يستطيع الاعتماد على تقارير المعجزات لتأسيس النظرة العالمية الخارقة للطبيعة إذا كانت مصداقية مثل هذه التقارير تعتمد على افتراضنا بأن النظرة العالمية الخارقة للطبيعة صحيحة.

سابعا: الصعوبات المفاهيمية 1: الاستحالة المنطقية للانتهاك
ركزت الانتقادات الأخيرة للإيمان بالمعجزات على مفهوم المعجزة. وعلى وجه الخصوص، فقد ثبت أن فكرة انتهاك القانون الطبيعي متناقضة في حد ذاتها. لا أحد، بطبيعة الحال، يعتقد أن التقرير عن حدث يمكن اعتباره معجزة - مثل القيامة أو المشي على الماء - متناقض منطقيًا. ومع ذلك، فقد جادل بعض الفلاسفة أنه من المتناقض أن نقول إن مثل هذا الحدث قد وقع، وأن هذا الحدث يشكل انتهاكًا للقانون الطبيعي. يعود تاريخ هذه الحجة على الأقل إلى زمن تي إتش هكسلي.(هامش 46) إذا حدثت معجزة ظاهرة، مثل تعليق قطعة من الرصاص في الهواء، فإن المنهج العلمي يمنعنا من افتراض أن أي قانون من قوانين الطبيعة قد تم انتهاكه؛ على العكس من ذلك، يخبرنا هكسلي (بأسلوب هيوم تمامًا) أن "العالم سوف يبدأ ببساطة في العمل للتحقيق في الظروف التي حدث فيها مثل هذا الحدث غير المتوقع إلى حد كبير؛ وتعديل مفهومه الضيق للغاية لقوانين الطبيعة".(هامش 47) وفي الآونة الأخيرة دافع أنتوني فلو عن هذا الرأي مع وأليستير ماكينون.(هامش 48) يجادلَ ماكينون أن العالم عندما يصوغ قوانين الطبيعة فإنه يحاول ببساطة تدوين ما يحدث بالفعل؛ وبالتالي فإن الادعاء بأن حدثاً ما هو معجزة، حيث يُفهم هذا على أنه يعني انتهاكاً للقانون الطبيعي، هو ادعاء بأن هذا الحدث قد حدث بالفعل، ولكن أيضاً، وبشكل متناقض، فإن حدوثه كان مخالفاً للمسار الطبيعي للأحداث.
لنفترض أن بيان القانون الطبيعي هو تعميم للشكل (كل آ هو ب). على سبيل المثال، جميع الأشياء المصنوعة من الرصاص (آ) هي أيضًا أشياء سوف تسقط عندما نتركها (ب). يمكن تمثيل الانتهاك بوقوع (آ) الذي ليس (ب)، أو في هذه الحالة، جسم مصنوع من الرصاص لا يسقط عندما نتركه. لذا، فإن تأكيد حدوث انتهاك للقانون الطبيعي يعني أن كل (آ) هي (ب)، وأن هناك بعض (آ) التي ليست (ب). وهذا يعني، على نحو متناقض، أن جميع الأشياء المصنوعة من الرصاص سوف تسقط عندما تُترك دون دعم، ولكن كان هناك جسم واحد مصنوع من الرصاص لم يسقط عندما تُرك دون دعم. من الواضح أننا لا نستطيع أن نملك الأمرين معاً؛ فإذا واجهنا قطعة من الرصاص لا تسقط، فسوف نضطر إلى الاعتراف بأن ليس كل الأشياء المصنوعة من الرصاص سوف تسقط. يزعم ماكينون أن المثال المضاد للقانون الطبيعي يُظهر أن فهمنا للقانون الطبيعي غير صحيح ويجب تعديله - مما يعني أنه لم يحدث أي انتهاك على الإطلاق.
لا ينتقص هذا النقد من الإيمان المسيحي بأن الأحداث المعجزة قد حدثت بالفعل.(هامش 49) ولكن إذا كان أنتوني فلو على حق،(هامش 50) ولكي يشير المدافع إلى أي من هذه الأحداث باعتبارها دليلاً على وجود إله متعالٍ أو حقيقة عقيدة دينية معينة، فلا ينبغي لنا أن يكون لدينا سبب وجيه للاعتقاد بأنها حدثت فحسب، بل وأيضاً أنها تمثل تجاوزاً للقانون الطبيعي ــ تجاوز ينشأ من خارج الطبيعة. ولكي يكون للمعجزة أي قيمة دفاعية [عن الإيمان]، فلابد أن تكون انتهاكًا للقانون الطبيعي، وهذا يعني أنه لا بد (بحكم المستحيل) أن يكون لدينا القانون واستثناء حقيقي وليس مجرد استثناء مفترض.
أ‌. الانتهاكات كأمثلة غير قابلة للتكرار على القانون الطبيعي
وهذا يفتح الباب أمام ضرورة أن يتغلب المدافع على العقبة الثانية التي حددناها، وذلك بإظهار أن المعجزة المفترضة تتعارض في الواقع مع القانون الطبيعي. لنفترض أننا نعتبر أن من قوانين الطبيعة أن الإنسان لا يستطيع المشي على الماء؛ ومع ذلك، فإننا نقتنع بعد ذلك أنه في مناسبة معينة (و) - على سبيل المثال، 18 أبريل 1910 - كان شخص ما قادرًا بالفعل على القيام بذلك. علاوة على ذلك، لنفترض أنه بعد حدوث (و)، يعود الماء إلى التصرف تمامًا كما يفعل عادةً. وفي مثل هذه الحالة فإن صياغتنا للقانون الطبيعي سوف تظل تتمتع بقيمتها التنبؤية المعتادة، ومن المؤكد أننا لن نتخلى عنها أو نراجعها. التعديل الوحيد الممكن في هذه الحالة هو أن نقول "لا يستطيع البشر المشي على الماء، إلا في بعض الأحيان (و)." في هذه الحالة، يمكن أن نطلق على (و) ما يمكن أن نطلق عليه مثالاً مضاداً غير قابل للتكرار للقانون الطبيعي. وفي مواجهة مثل هذا الحدث، فإننا نحتفظ بصياغتنا القديمة للقانون، أي أن الحدث الاستثنائي (و) لا ينفي تلك الصياغة. وهذا يعني أنه لا يوجد تناقض في تأكيد القانون مع استثناءه.
ولكن لكي نتجنب أن نكون فرضية مخصصة بالكامل، فمن الضروري تحديد بعض السمات الطبيعية (ف) للظروف التي حدثت فيها (و) والتي من شأنها أن تفسر سبب حدوث (و) في هذه الحالة الواحدة، في حين أنه من الطبيعي ألا يحدث ذلك. قد تكون (ف) عبارة عن قوة تعمل على مقاومة الميل المعتاد لجسم كثيف، مثل جسم الإنسان، للغرق في الماء. في هذه الحالة، عند اكتشاف (ف)، نكون في وضع يسمح لنا بإعادة صياغة القانون بطريقة مثمرة، فنقول إن البشر لا يستطيعون المشي على الماء إلا عندما تكون (ف) موجودة. وبما أن الاستثناء في هذه الحالة يعبر عن الاقتراح القائل بأن البشر يستطيعون المشي على الماء متى كان (ف) موجودًا، فإن صياغتنا الجديدة تتمتع بنوع من العمومية التي يجب أن يتمتع بها بيان القانون الطبيعي. ولكن في حين أنه يفسر التفاعل الماضي بين الأجسام الكثيفة والماء كما فعلت الصيغة الأصلية، فإنه لا يفسر بدقة لماذا سمحت الخاصية (ف) لشخص ما بالسير على الماء في المناسبة (و) ولكن ليس في أي مناسبات أخرى. أخيرًا، لا تتمتع الميزة F بأية قدرات تنبؤية. فهي لا تخدم في التنبؤ بما قد يحدث في المستقبل، حيث لا يمكننا معرفة متى ستكون الميزة (ف) موجودة ومتى تكون غائبة.
متّبعينَ لنينيان سمارت وريتشارد سوينبورن (هامش 51) يمكننا الآن أن نفهم الانتهاك باعتباره حالة مضادة غير قابلة للتكرار للقانون الطبيعي. نواجه حالة مضادة غير قابلة للتكرار عندما يمشي شخص ما على الماء، كما في الحالة (و)، وبعد تحديد جميع العوامل ذات الصلة السببية العاملة في (و)، وإعادة إنتاجها، لا يتمكن أحد من المشي على الماء. نظرًا لأن بيان القانون الطبيعي لا يمكن تزويره إلا من خلال حدوث حالة مضادة قابلة للتكرار، فمن المفارقات أن نؤكد على بيان قانوني معين وفي نفس الوقت نصر على حدوث حالة مضادة قابلة للتكرار له. ولكن لا تناقض في تأكيد وجود القانون مع حدوث حالة مضادة لا يمكن تكرارها.
ب‌. المعجزات خارج نطاق القوانين الطبيعية
إن قوة هذا الخط من التفكير تكمن في إنكار أن القوانين الطبيعية يجب أن تصف المسار الفعلي للأحداث. لا تصف القوانين الطبيعية بشكل مطلق حدود ما يمكن وما لا يمكن أن يحدث في الطبيعة. إنها لا تصف الطبيعة إلا بقدر ما تعمل وفقًا للقوانين. وبعبارة أخرى، قد نقول إن القوانين الطبيعية تصف فقط ما يمكن أن يحدث نتيجة لأسباب طبيعية؛ فهي لا تخبرنا بما يمكن أن يحدث إذا كان هناك سبب خارق للطبيعة موجود. كما قال مايكل ليفين:(هامش 52)
" لنفترض أن قوانين الطبيعة تعتبر غير عالمية أو غير كاملة بمعنى أنها تغطي الأحداث الطبيعية، ولكنها لا تغطي، وليس من المقصود أن تغطي، الأحداث غير الطبيعية مثل الأحداث الخارقة للطبيعة إذا كانت موجودة أو يمكن أن تكون موجودة. إن حدثا مستحيلا فيزيائيًا لن ينتهك قانون الطبيعة لأنه لن يكون مشمولًا (أي لن يقع ضمن نطاق) مثل هذا القانون."
وبناءً على هذا الفهم، فإن الحدث المستحيل فيزيائيًا هو الحدث الذي لا يمكن أن يحدث إلا في ظل وجود أسباب فيزيائية أو طبيعية. ولكن ما هو مستحيل من الناحية الفيزيائية ليس مستحيلاً على الإطلاق، لأن مثل هذا الحدث قد يقع نتيجة لسبب خارق للطبيعة. إحدى الطرق لتفسير ذلك هي القول بأن جميع القوانين يجب أن تُفهم في النهاية على أنها انفصالات، على هيئة "كل الأشياء (آ) هي (ب) ما لم يكن هناك سبب خارق للطبيعة يعمل". إذا كان هذا صحيحًا، فيتضح أن المعجزة، بالمعنى الدقيق للكلمة، ليست انتهاكًا للقانون الطبيعي بعد كل شيء، لأنها شيء يحدث عن طريق تدخل خارق للطبيعة. وعلاوة على ذلك، بما أن بيانات القانون الطبيعي تهدف فقط إلى وصف ما يحدث في غياب التدخلات الخارقة للطبيعة، فإن حدوث المعجزة لا ينفي أي صياغة للقانون الطبيعي.
ولكن من الصعب أن نرى كيف يمكن أن تكون هذه الإمكانية مفيدة للمدافع. فالمدافع يرغب في الاستعانة بالشهادة من أجل إثبات وقوع حدث خارق للطبيعة. وكما رأينا، لا توجد شهادة كتابية موجودة قوية بما يكفي لإنجاز هذا، نظرًا لاحتمالية حدوث الحدث بالفعل. والآن نتخيل أن المدافعة تدعي أن المتشكك قد قلل من احتمال وقوع الحدث، لأن المتشكك افترض عدم وجود قوة خارقة للطبيعة تعمل في ذلك الوقت. "ليس الأمر كذلك"، كما تقول المدافعة؛ فقد كانت هناك بالفعل قوة خارقة للطبيعة تعمل، وهذا يعني أنه يجب وضع حساباتنا العادية للاحتمالات جانبًا. وتقول الآن إن الشهادة قوية بما يكفي لإثبات أن الحدث قد حدث بالفعل.
وبطبيعة الحال، عندما تطرح المدافعة هذه الحجة التي تقول إنه ينبغي لنا أن نضع الاحتمالات جانبًا، فإنها تطلب الآن من المتشكك أن يفترض أن الحدث كان نتيجة لتدخل خارق للطبيعة. ولكن هذا هو ما كان من المفترض أن يظهره لجوئها للاحتمالات في المقام الأول. وهكذا، عندما تطلب من المتشكك أن يمنحها هذا الافتراض، فإنها تطرح السؤال. إن وجود قوة خارقة للطبيعة تعمل هو أمر يجب عليها أن تثبته على أساس الاحتمالات؛ ولا يمكنها أن تطلب من المتشكك أن يمنحها هذا الافتراض. في الواقع، إذا كان المتشكك سيمنح ما يطلبه المدافعون، فإن الشهادة ستصبح غير ضرورية؛ فالمتشكك سيكون قد منح بالفعل ما كان من المفترض أن تثبته الشهادة.
ثامنا: العقبة الثالثة: إظهار أن الحدث الاستثنائي لا يمكن أن يحدث إلا من خلال الله.
لقد رأينا طريقتين يمكن من خلالهما الدفاع عن مفهوم المعجزة، الموصوف بأنه حدث لا تستطيع الطبيعة أن تنتجه بمفردها، باعتباره مفهومًا متماسكًا. يمكننا أن نقول إن المعجزة هي انتهاك للقانون الطبيعي ونلجأ إلى مفهوم الانتهاك باعتباره حالة مضادة لا يمكن تكرارها، أو قد ننكر أن المعجزات هي انتهاكات للقانون الطبيعي لأنها، نظرًا لوجود أسباب خارقة للطبيعة، تقع خارج نطاق هذه القوانين. لا يمكن لأي من هذه الأوصاف أن تساعد المدافعين.
ومع ذلك، لا تزال هناك صعوبات مفاهيمية. فقد زعم أنتوني فلو(هامش 53) أنه إذا كان من المفترض أن تخدم المعجزة أي غرض دفاعي، كدليل على صحة بعض الوحي، فلابد أن يكون من الممكن تحديدها كمعجزة دون اللجوء إلى المعايير التي يفرضها هذا الوحي؛ وعلى وجه الخصوص، لابد أن تكون هناك معايير طبيعية أو قابلة للملاحظة يمكن من خلالها تحديد حدث ما على أنه حدث لا تستطيع الطبيعة أن تنتجه بمفردها. ويشير فلو إلى هذه المشكلة باسم مشكلة تحديد المعجزات.
دعونا نرى كيف تنشأ هذه المشكلة فيما يتعلق بهذين المفهومين للمعجزة. هل توجد معايير طبيعية يمكننا من خلالها التمييز بين مثيل مضاد قابل للتكرار وغير قابل للتكرار لبعض القوانين الطبيعية؟ لنفترض وجود صياغة معينة للقانون الطبيعي (كل آ هي ب) وحدث ما يمثل مثيلًا مضادًا لتلك الصيغة (أ ليس ب). ستكون الحالة المضادة قابلة للتكرار فقط في حالة وجود بعض القوة الطبيعية (ف) موجودة في الظروف التي تكون مسؤولة سببيًا عن الحالة المضادة، بحيث في كل مرة تكون فيها (ف) موجودة، ستحدث حالة مضادة مماثلة. ولكن لنفترض أننا بذلنا قصارى جهدنا لإعادة إنتاج ظروف الحدث ولم نتمكن من القيام بذلك. لا يمكننا أن نفترض أن الحدث غير قابل للتكرار، لأننا لا نملك طريقة لاستبعاد احتمالية فشلنا في تحديد جميع القوى الطبيعية التي كانت تعمل على إنتاج الحدث المضاد الأصلي. ربما يكون الحدث الاستثنائي قد نتج عن قوة طبيعية غير معروفة لنا. ولا يمكن التمييز بين حالة يمكن فيها تكرار الاستثناء، بعد أن نتج عن قوة طبيعية لم يتم اكتشافها بعد، وحالة أخرى لا يمكن تكرارها. والأسوأ من ذلك أن علماء الطبيعة سوف يزعمون أن حدوث الاستثناء في حد ذاته دليل على وجود قوة طبيعية غير معروفة من قبل تعمل في الواقع؛ حيثما يكون هناك اختلاف في التأثيرات، فلا بد أن يكون هناك اختلاف في الأسباب ــ وهو ما يعني بالنسبة لعلماء الطبيعة، بطبيعة الحال، أسباباً طبيعية. ومن المهم أن نضع في الاعتبار أن المدافعة يجب أن تلتقي بالمتشكك وفقًا لشروطها الخاصة (الطبيعية). وعليه، يجب عليها أن تثبت أنه من غير المعقول أن نفترض أن حدوث استثناء ظاهر للقانون الطبيعي ليس استثناءً على الإطلاق؛ ويجب عليها أن تثبت أن حدوث هذا الاستثناء الظاهر هو دليل أفضل على التدخل الإلهي من وجود قانون طبيعي غير معروف سابقًا. ويجب عليها أن تثبت أن هذا استثناء غير قابل للتكرار للقانون الطبيعي.
إذا واجهنا استثناءً واضحًا للقانون الطبيعي، فلا شك أننا سنستمر في العمل وفقًا لفهمنا السابق للقانون حتى نكتشف الظروف التي قد يتكرر فيها هذا الاستثناء. ولكن هذا لا يجعل من غير المعقول أن نفترض أننا سوف نكتشف ذات يوم ما هي هذه الأمور، وهذا هو المطلوب من المدافع. لذا، فمن الصعب للغاية أن نرى كيف يمكن أن يساعد الاستئناف إلى عدم التكرار المدافع في التغلب على العقبة الثانية، وإظهار أن المعجزة المفترضة ليس لها تفسير طبيعي.
ولن تزول الصعوبة إذا تبنينا وجهة النظر الخارقة للطبيعة للقانون الطبيعي. فوفقاً لهذه النظرة، لا تصف القوانين الطبيعية إلا ما يحدث عندما تغيب القوى الخارقة للطبيعة؛ ولا تنتهك المعجزة الحقيقية القانون الطبيعي لأنها نتيجة لسبب خارق للطبيعة. لنفترض أن حدثًا غير عادي وقع، ويود المدافع أن ينسبه إلى سبب خارق للطبيعة. يبدو أن الحالتين التاليتين لا يمكن التمييز بينهما تجريبيًا:
1) الحدث هو نتيجة لسبب طبيعي لا نستطيع حتى الآن تحديده.
2) الحدث هو نتيجة لسبب خارق للطبيعة.
وهذا، بطبيعة الحال، يرجع إلى حقيقة أننا لا نلاحظ سبب الحدث في أي من هاتين الحالتين - في الحالة الأولى، لأن السبب غير معروف لنا، وفي الحالة الثانية، لأن الأسباب الخارقة للطبيعة غير قابلة للملاحظة من الفرضية. وبالتالي، فإن القضية هنا هي ما إذا كان ينبغي لنا أن نفترض أن فشلنا في ملاحظة أي سبب للحدث يرجع إلى عدم قدرتنا (ربما المؤقتة) على تحديد جميع القوى الطبيعية التي كانت تعمل على إنتاجه، أو ما إذا كان ذلك لأن السبب، كونه خارقًا للطبيعة، غير قابل للملاحظة من حيث المبدأ. إذا كان فلو على حق، فمن أجل تحديد الحدث كمعجزة، يتعين علينا إيجاد طريقة ما لاستبعاد إمكانية العثور على سبب طبيعي له على الإطلاق؛ وعلاوة على ذلك، إذا كان تحديد هذا الحدث كمعجزة يهدف إلى خدمة أي غرض دفاعي، فيجب علينا إيجاد بعض الأسس التجريبية للقيام بذلك.
وهكذا تظهر العقبة الثالثة أمام المدافعين. فلا يتعين على المدافعين أن يتغلبوا على العقبة الأولى فقط بإظهار بعض الأدلة على أن المعجزة حقيقية، وأن يتغلبوا على العقبة الثانية بإظهار أن الحدث المعجزي المزعوم لا يمكن تفسيره بموجب القانون الطبيعي، بل يتعين عليهم أيضًا التغلب على العقبة الثالثة، وهي إثبات أن الحدث المعجزي لم يحدث تلقائيًا. وبالتالي، لا يزال هناك احتمال ثالث، وهو أن:
3) الحدث ليس له سبب على الإطلاق.
وهذا يعني أنه من الممكن أن يكون الحدث غير مسبب أو حدث تلقائيًا. من الواضح أنه لا يمكن أن يكون هناك فرق ملحوظ بين حدث له سبب خارق للطبيعة، حيث أن مثل هذا السبب غير قابل للملاحظة من حيث المبدأ، وحدث لا يوجد له أي سبب على الإطلاق. إن التحدي الذي يواجه تقديم وصف للمعجزات باعتبارها ناجمة عن أسباب خارقة للطبيعة هو إظهار الفرق بين حدث له سبب خارق للطبيعة، وحدث يفتقر ببساطة إلى أي سبب. وهذا يمثل العقبة الثالثة التي يجب على المدافع[ـة] عن المعجزات أن يتخطاها. المشكلة هي هذه: إذا نجح المدافع في إظهار (أ) أن الحدث الذي ورد في الكتاب المقدس من المرجح أن يكون قد وقع، و(ب) أنه لا يمكن تفسيره من خلال فهمنا الحالي، أو أي فهم مستقبلي للقانون الطبيعي، فإننا نستطيع أن نستنتج أن ليس كل حدث يحدث في الطبيعة له تفسير طبيعي. ومن المغري أن نستنتج من هذا أن الحدث له سبب خارق للطبيعة، ولكن هذا الاستنتاج ليس مبررا. كل ما تم إثباته حتى الآن هو أن الأحداث في الطبيعة لا تندرج دائمًا ضمن نطاق القانون الطبيعي. لا يوجد خيار واحد، بل خياران: الأول (أ) هو أن بعض الأحداث لها أسباب خارقة للطبيعة، ولكن الأهم من ذلك، أن هناك أيضًا احتمال أن (ب) الأحداث في الطبيعة ليس لها دائمًا أسباب. إن أي حدث لا يوجد له سبب على الإطلاق يمكن وصفه بأنه lusus naturae "رياضة الطبيعة". والرياضات الطبيعية ليست معجزة. إن وقوع مثل هذا الحدث لا يسمح بأي استنتاج بأن هناك نشاطًا إلهيًا يجري.
إن الآثار المترتبة على هذا كبيرة جدًا: حتى لو أُجبر عالم الطبيعة على الاعتراف بأن الحدث ليس له سبب طبيعي، وأن الطبيعة، بالتالي، ليست قانونية تمامًا، فإن هذا لا يلزمها [بالإيمان] بالخوارق. من الممكن أن تتعرض الطبيعة لحالات خلل عفوية في تجانسها. ومثل هذه الأحداث قد تكون أمثلة لا تتكرر على معارضة القانون الطبيعي، ولكنها لن تكون معجزات. إنها تقع ضمن الإمكانات غير المدعومة من الطبيعة؛ ولا يحتاج عالم الطبيعة إلى الاعتراف بضرورة التدخل الخارق للطبيعة لإنتاج مثل هذه الأحداث، لأن حدوثها لا يتطلب اللجوء إلى أي واقع متعال. في الواقع، إذا اقتنعنا بأن حدثًا قد وقع ليس له سبب طبيعي، فقد يزعم المفكر الطبيعي أن البساطة تملي علينا التخلي عن أي استئناف لما هو خارق للطبيعة، لأن هذا من شأنه أن ينطوي على إدخال كيان إضافي (الله) دون أي فائدة مقابلة في القوة التفسيرية.
ثامنا: أسباب خارقة للطبيعة وتفسيرات خارقة للطبيعة
ولكن المدافعين عن الدين يصرون على أن هذه هي النقطة الأساسية على وجه التحديد. ذلك أن وصف حدث غير عادي باعتباره نتيجة لسبب خارق للطبيعة، ونسبته إلى تدخل إلهي، أمر مبرر بحقيقة مفادها أن هذا يمنحهم فرصة تفسيره حيث لا يوجد تفسير طبيعي.
إن فكرة التفسير الخارق للطبيعة تستحق الاهتمام الدقيق. ومن المؤكد أن علماء الطبيعة سوف يزعمون أن مفهوم التفسير الخارق للطبيعة ـ إلى جانب مفهوم السبب الخارق للطبيعة ـ مفهوم مربك.
أولاً، فيما يتعلق بمفهوم السبب: من الناحية النموذجية، السببية هي علاقة بين كيانين، سبب (أو مجموعة من الظروف السببية) وتأثير. والآن هناك حالات كثيرة نشهد فيها نتيجة سبب غير مرئي؛ فقد أسمع مثلاً صوت طلق ناري، ولا أرى البندقية التي أنتجته. لذا، يمكنني أن أستنتج أن هناك مسدسًا في مكان ما بالقرب منا هو الذي أحدث هذا الصوت. وهذا استنتاج من التأثير إلى السبب، وهو مشابه لما يرغب المدافع عن المعجزة في فعله مع المعجزة، حيث يستنتج وجود الله (كسبب) من حدوث المعجزة (كنتيجة). ولكن ما يجعل استنتاجي ممكنًا في هذه الحالة، كما يشير هيوم، هو حقيقة أنني لاحظت اقترانًا منتظمًا لأسباب متشابهة ذات تأثيرات متشابهة. وهذا هو بالضبط ما ينقصنا عندما يتعلق الأمر بالأسباب الخارقة للطبيعة. فلا يمكنني أبدًا أن أختبر اقتران السبب الخارق للطبيعة بتأثيره، لأن الأسباب الخارقة للطبيعة غير قابلة للملاحظة أو الكشف (بحكم التعريف) - ولا يمكنني أيضًا أن أستنتج من أي ظاهرة في الطبيعة سببها الخارق للطبيعة دون مثل هذه التجربة. في الواقع، ونظراً للطابع الفريد للتدخلات الإلهية المفترضة في الطبيعة، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن لمفهوم السببية الإلهية أن يستند إلى أي نوع من الانتظام على الإطلاق، كما تفعل الأسباب التجريبية.
من الصحيح أن العلم غالبًا ما يلجأ إلى كيانات غير مرئية مثل الإلكترونات، والحقول المغناطيسية، والثقوب السوداء؛ وربما يتصور المدافع أن جاذبيته الخاصة تتمتع بطابع مماثل.(هامش 54) قد يزعم البعض أن هذه الأشياء لا يمكن معرفتها إلا من خلال تأثيراتها القابلة للملاحظة. ولكن الخصائص السببية للكيانات الطبيعية مثل الإلكترونات والحقول المغناطيسية تشبه تلك الخاصة بالكيانات القابلة للملاحظة؛ وهذ ما يبرر لنا أن نشير إليها باعتبارها كيانات طبيعية. علاوة على ذلك، يمكن وصف هذه الخصائص من حيث الانتظاميات القابلة للملاحظة، مما يعني أن كيانات مثل الإلكترونات والحقول المغناطيسية قد تلعب دورًا في النظريات التي تتمتع بالقوة التنبؤية. على سبيل المثال، يمكن أن يساعدنا الاستناد إلى الإلكترونات في التنبؤ بما سيحدث عندما نشغل مفتاح الإضاءة. إن الله ليس كيانًا نظريًا من هذا النوع. إن التدخلات المعجزة المفترضة لله في الطبيعة، كما يتصورها أصحاب نظرية ما وراء الطبيعة، بعيدة كل البعد عن أن تكون قادرة على لعب دور في أي انتظاميات تجريبية، وهي رائعة لتميزها.
هناك سبب آخر للشك في أن الله يمكن أن يمتلك قوى سببية مماثلة لتلك التي تتمتع بها الأشياء الطبيعية، ينشأ من حقيقة أن الله يُنظر إليه عادةً على أنه يفتقر إلى أي موقع في المكان - ووفقًا لوجهة نظر بعض الفلاسفة، فهو خارج الزمن أيضًا. إن العلاقات السببية بين الكيانات الطبيعية تتجلى على خلفية مكانية زمانية. والواقع أن الحديث عن الله باعتباره السبب وراء الأحداث في الطبيعة يبدو وكأنه يواجه شيئاً مماثلاً لمشكلة التفاعل بين العقل والجسد The Problem of Mind-Body Interaction.(هامش 55) كل حالات التفاعل السببي التي ندركها تحدث بين كيانات مادية متشابهة بشكل أساسي مع بعضها البعض من حيث امتلاك خصائص فيزيائية مثل الكتلة والشحنة الكهربائية والموقع في الفضاء وما إلى ذلك. وهكذا، فإننا نعلم على سبيل المثال كيف يمكن لكرة بلياردو أن تحرك كرة أخرى بفضل انتقال الزخم. ولكن الله، كما تتصوره الأديان التوحيدية عادة، لا يمتلك أيًا من هذه الصفات، وبالتالي لا يستطيع التفاعل مع الأجسام المادية بأي طريقة يمكننا فهمها. على سبيل المثال، لا يستطيع الله نقل الزخم إلى جسم مادي إذا لم يكن الله يمتلك كتلة.
قد يقال إن مفهوم التفسير متشابك بشكل لا ينفصم مع مفهوم السببية، بحيث إذا كان مفهوم السبب الخارق للطبيعة مفهومًا فارغًا، فمن الصعب أن نتوقع أن تنطلق فكرة التفسير الخارق للطبيعة. وقد يستجيب المدافع من خلال التمييز بين نوع التفسير الذي ينوي تقديمه، عندما ينسب المعجزة إلى الفعل الإلهي، ونوع التفسير المشترك بين العلوم الطبيعية. وعلى وجه الخصوص، قد تصفها بأنها تفسيرات شخصية تعمل على تفسير ظاهرة ما بالإشارة إلى نوايا عنصر فاعل- في هذه الحالة الله.(هامش 56) الآن، صحيح أن التفسيرات الشخصية لأفعال الله لا تملك نفس الأساس التجريبي الذي تملكه التفسيرات العلمية؛ ومع ذلك، مثل التفسيرات العلمية، فإن التفسيرات الشخصية عادة ما يكون لها عواقب تجريبية. على سبيل المثال، إذا شرحت تجاوز برتراند للإشارة الحمراء بقولي إنه أراد أن يصل في الموعد المحدد لاجتماعه، فإنني قدمت تفسيرًا شخصيًا لسلوك برتراند، ولكنه تفسير قابل للاختبار. علاوة على ذلك، فإن هذا التفسير يعمل أيضًا كأساس لتوقعات تقريبية حول الإجراءات الأخرى التي قد يُتوقع من برتراند أن يقوم بها، على سبيل المثال، من المرجح أن يتخذ خطوات أخرى من أجل الوصول إلى اجتماعه في الموعد المحدد.
الطريقة الأكثر وضوحا التي تفشل بها المناشدات للعناصر الإلهية في أن تكون مماثلة للنوع المعتاد من التفسير الشخصي هي في فشلها في تقديم حتى أكثر التنبؤات غموضا.(هامش 57) لنفترض، على سبيل المثال، أننا ننسب المشي على الماء إلى التدخل الإلهي. ومن هذا الوصف، لا يترتب على ذلك أي شيء بشأن ما يمكننا أن نتوقع حدوثه في المستقبل. ما لم نتمكن من تقديم معلومات إضافية يوفرها الوحي، فليس لدينا أي أساس لاستنتاج أن الله سوف يحقق حدوث معجزات إضافية؛ فقد يفعل ذلك أو قد لا يفعل. في الواقع، فيما يتعلق بهذا النوع من التوسع التنبؤي، لا يبدو أننا في وضع أفضل إذا قلنا إن حدثًا ما حدث لأن الله أراد حدوثه، بدلاً من أن نقول عنه ببساطة إنه لم يكن له سبب، أو أنه حدث تلقائيًا. (في الواقع، في كثير من الأحيان عندما يقول شخص ما، "لقد كانت إرادة الله"، فإنه يلفت الانتباه إلى غموض الأحداث.) وفي ضوء هذه الحقيقة، لا يوجد سبب يجعل عالمِ الطبيعة يجد مثل هذا التفسير الخارق للطبيعة مقنعًا؛ بل على العكس من ذلك، فإذا واجهت معجزة مفترضة، وإذا كان اهتمامها هو تفسير الحدث، فسيكون من المبرر للمدافع[ـة] اتباع نصيحة هيوم والاستمرار في التمسك بأسباب طبيعية وتفسير طبيعي - تفسير يمتلك قوة تنبؤية - أو في أسوأ الأحوال، تجاهل الحادث باعتباره غير قابل للتفسير، مع إنكار أن هذا عدم القدرة على التفسير يبرر أي استئناف إلى الإلهي. في واقع الأمر، وبما أن الاستئناف إلى التدخل الإلهي لا يحمل أي وزن تفسيري، فإن مبدأ الاقتصاد The principle of parsimony (هامش 58) يبدو وكأنه يطالب بإزالة الله من الصورة. العقبة الثالثة التي نناقشها هنا تضع مسؤولية على عاتق المدافع لتوضيح السبب الدقيق وراء كون القول "لقد تسبب الله في حدوث ذلك" أفضل من القول "الحدث لم يكن له سبب".
لا شك أن كلمة "سبب" تُستخدم بطرق متنوعة للغاية، ومن المؤكد أن المدافع سيقول إنه من الخطأ أن نزعم أنه لا يمكن أبدًا ربط أي معنى ببيان من النوع "تسبب الله في حدوث (ك)". ويمكن أن يقال نفس الشيء فيما يتعلق بمفهوم التفسير. ولكن المدافع لا يستطيع أن يجمع بين الأمرين. إن المدافع هو الذي يدعي فهم الأسباب الخارقة للطبيعة باعتبارها مماثلة للأسباب التي تهم العلوم الطبيعية. وإذا لم تكن الأسباب الخارقة للطبيعة مماثلة للأسباب الطبيعية بدرجة كافية، فلا يمكن أن نتوقع منها أن تملأ الفجوة عندما نجد أن الأسباب الطبيعية مفقودة.
إن النقطة هنا تستحق التأكيد عليها. إن التحدي الأساسي الذي يواجه من يرغب في الاستناد إلى وجود أسباب خارقة للطبيعة هو توضيح الفرق بين القول بأن حدثًا ما له سبب خارق للطبيعة، والقول بأنه لا يوجد له أي سبب على الإطلاق. وبالمثل، عندما يتعلق الأمر باحتمال تقديم تفسير خارق للطبيعة: إذا كنا غير قادرين على إيجاد أي تفسير طبيعي لحدث ما، فما الذي يبرر قولنا إن مثل هذا الحدث له تفسير خارق للطبيعة، بدلاً من القول إنه لا يمكن تفسيره والانتهاء منه؟


عاشرا: معجزات الصدفة
ونظراً للصعوبات التي تنشأ فيما يتصل بالاقتراح القائل بأن الله يتسبب في حدوث معجزة، فإن الرواية غير السببية تستحق النظر. ر. ف. هولاند يقترح (هامش 59) أن المصادفة ذات الأهمية الدينية قد تعتبر معجزة. لنفترض أن طفلاً يركب سيارة لعبة، وعلق على السكة عند معبر قطار. يقترب قطار من حول منحنى، ولن يتمكن المهندس الذي يقوده من رؤية الطفل إلا بعد فوات الأوان للتوقف. وبمحض الصدفة، يغمى على المهندس في اللحظة المناسبة، فيحرر يده من ذراع التحكم، مما يتسبب في توقف القطار تلقائيًا. الطفل، خلافًا لكل التوقعات، تم إنقاذه، وأمه تشكر الله على عنايته؛ فهي لا تزال تصر على أن معجزة قد حدثت حتى بعد سماع التفسير لكيفية توقف القطار في ذلك الوقت. ومن المثير للاهتمام أن الأم عندما تنسب توقف القطار إلى الله، فهي لا تحدد الله كسبب لذلك؛ إن سبب توقف القطار هو إغماء المهندس. كما أنها لا تقدم، بأي شكل واضح، تفسيرًا للحدث - على الأقل ليس من المقصود به التنافس مع التفسير الطبيعي الذي أصبح ممكنًا من خلال الإشارة إلى الحالة الطبية للمهندس. إن ما يجعل هذا الحدث معجزة، إن كان كذلك، هو أهميته، والتي ترجع على الأقل جزئيًا إلى كونه استجابة واضحة لحاجة إنسانية.
وكما هي الحال مع معجزة الانتهاك، فإن مثل هذه المصادفة تحدث على عكس توقعاتنا، ولكنها تفعل ذلك دون أن تتعارض مع فهمنا للقانون الطبيعي. إن تصور مثل هذا الحدث باعتباره معجزة يبدو أنه يرضي فكرة المعجزة باعتبارها حدثًا يثير الدهشة، على الرغم من أن موضوع دهشتنا لا يبدو أنه يتلخص في كيفية توقف القطار بقدر ما يتلخص في حقيقة بسيطة وهي أنه توقف عندما توقف، عندما كان لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأنه لن يتوقف.
ولكن الآن تبرز مشكلة جديدة: إذا كانت مسألة ما إذا كان حدث ما معجزة تكمن في أهميته، وإذا كانت أهميته مسألة تتعلق بكيفية فهمنا له، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن لتحديد ما إذا كان حدث ما معجزة أن يتجنب أن يكون مسألة ذاتية تمامًا. في هذه الحالة، فإن حدوث المعجزة أو عدم حدوثها يعتمد على كيفية رؤية الشهود لها، وبالتالي (ويمكن القول) إن الأمر يتعلق أكثر بالشهود وردود أفعالهم تجاه الحدث، وليس بالحدث نفسه.(هامش 60) ولكن في جميع الحالات الأخرى لا نفكر عادة بهذه الطريقة؛ وسواء عبر قيصر نهر الروبيكون أم لا(هامش 61) ، فهذه ليست مسألة تتعلق بكيفية تجربة أي شخص للأشياء. إن مسألة ما إذا كان قيصر قد عبر نهر الروبيكون مسألة موضوعية. ومن المؤكد أن المدافع يرغب في القول إن مسألة ما إذا كان الله قد تصرف في العالم، في حدوث معجزة، مسألة موضوعية أيضًا. ومن المؤكد أن أي نزاع حول سبب المعجزة المزعومة هو نزاع حول الحقائق، وليس نزاعًا حول كيفية نظر الناس إلى الحقائق.
إن الرواية غير السببية للمعجزات، مثل رواية هولاند [عن الصبي والقطار أعلاه]، تنجح في تجنب بعض المشاكل المفاهيمية التي تصاحب المحاولات التقليدية لفهم المعجزة باعتبارها انتهاكاً للقانون الطبيعي. ومن المؤسف أن مثل هذه الرواية تدفع ثمناً باهظاً. فمن خلال الاعتراف بأن المعجزات يمكن أن تكون متسقة تماماً مع القانون الطبيعي، يفقد المرء القدرة على الاستعانة بحدوث المعجزة باعتبارها دليلاً موضوعياً على وجود الله.

المقال 2: الله لن يصنع المعجزات
بقلم: مات ماكورميك
1- مدخل
مع احتدام المناقشات حول ما إذا كانت هناك معجزات مثل قيامة [يسوع]، لم يتم التفكير إلا قليلاً في سؤالين: أولاً، إذا حدثت معجزة، فهل يمكننا أن نستمد منها دعمًا لادعائنا بأن الله موجود؟ وثانيًا، إذا كان الله سيتصرف، فهل سيتصرف عن طريق المعجزات؟ وهذا يعني، هل المعجزة هي الشيء الذي قد يفعله؟ سأزعم أن الإجابة على هذين السؤالين هي لا، وبالتالي نقض أي جدال آخر حول ما إذا كانت بعض المعجزات قد حدثت أم لا. حتى لو حدث انتهاك كامل لقوانين الطبيعة، فلدينا أسباب مقنعة لرفض الفرضية القائلة بأن الخالق القادر على كل شيء والعليم بكل شيء للكون كان مسؤولاً عن ذلك. إن كائناً ذا قوة ومعرفة لا حدود لهما لن يتصرف عن طريق المعجزات.
2- المعجزات كدليل على وجود الله
تقليديا، تم فهم المعجزات على أنها انتهاكات لقوانين الطبيعة.(هامش 62) وقد ركزنا في المقام الأول على ما إذا كان بوسعنا الحصول على أدلة كافية للاعتقاد بأن مثل هذا الحدث قد وقع بالفعل. ولنفترض جدلاً أن مثل هذا الانقطاع في النظام الطبيعي قد حدث. فماذا يمكننا أن نستنتج إذن؟ لقد افترض كثيرون ضمناً أو صراحةً أنه إذا حدثت معجزة، فإن ذلك يعني وجود دليل أو على الأقل دعم ملموس لوجود الله. يبدو أن العديد منا، سواء من المتشككين أو المؤمنين، يفترضون أنه إذا كان هناك حقًا يسوع، على سبيل المثال، الذي فعل وقال كل الأشياء التي يُزعم أنه فعلها، فعندئذٍ سيكون لدينا أسباب مقنعة للاعتقاد بأن إله المسيحية حقيقي. إذا قام يسوع من بين الأموات، فسيبدو الأمر وكأن المسيحية ستبرر نفسها من الحجج المتشككة ضد الله.
لقد كان العديد من الملحدين وغير المؤمنين مذنبين أيضًا بشراء هذه الافتراضات عندما زعموا أن يسوع لم يكن موجودًا حقًا، أو أن فكرة ولادة العذراء كانت شائعة بين الطوائف الدينية المختلفة في القرن الأول، أو أن الكتاب المقدس يحتوي على تناقضات داخلية، أو أنه لم يكن هناك مصمم ذكي للحياة على الأرض. يبدو أن الافتراض هو أنه إذا كان هناك يسوع حقًا، أو إذا كانت أمه عذراء، أو إذا كان الكتاب المقدس متسقًا، أو إذا كان هناك سبب غير طبيعي للحياة على الأرض، فإننا سنكون مجبرين على قبول أن لدينا أدلة دامغة على أن الإيمان بالله صحيح، أو أن المسيحية قد ثبتت. على سبيل المثال، قال أحد المتشككين المعترفين أنه إذا حدثت معجزة لا يمكن إنكارها مثل إعادة ترتيب النجوم في السماء فجأة لتكتب "مَنَا مَنَا تَقَيْلُ وَفَرْسِينُ"(هامش 63) وبالتالي تصدرت عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم وأدخلت علماء الفلك في حالة من الجنون، فإن "هذا من شأنه أن يقنعني بالتوحيد (أو تعدد الآلهة)؛ ولا يوجد تفسير آخر معقول عن بعد".(هامش 64)
يبدو أن السبب الذي يجعل العديد من المتشككين يخوضون المعركة بكل إصرار حول ما إذا كان يسوع حقيقيًا، أو ما إذا كان لدينا سبب كافٍ للاعتقاد في المعجزات، هو أنه إذا تم تأكيد هذه الادعاءات، فإن المناقشة تصبح خاسرة.
المشكلة، كما سأجادل، هي أن المعجزات، حتى أقواها، لا تظهر وجود كائن كلي القدرة، كلي العلم، كلي الخير (الإله الكلي القدرة)، وأن فجوة الإثبات بالنسبة للإله المسيحي الأكثر تحديدًا ووضوحًا أوسع. والأمر الأكثر أهمية هو أنني سأزعم أن الله لن يصنع معجزات، لذا فإذا حدثت معجزة، يمكننا أن نكون على يقين من أن الله لم يصنعها. وبالتالي، فإن المعجزات لا تدعم فرضية الله.
لقد تركّز النقاش حول المعجزات منذ هيوم إلى حد كبير على ما إذا كانت مثل هذه الأحداث حدثت أم لا، أو ما إذا كان من المعقول الاعتقاد بأنها حدثت أم لا.(هامش 65) في النهاية، أنا أكثر انفتاحًا من الناحية المعرفية على احتمال وجود أدلة كافية على المعجزات مقارنة بهيوم؛ أعتقد أنه يجب أن نظل منفتحين على إمكانية أن يكون الشخص المزود بأدوات جيدة ومفاهيم مناسبة ووسائل كافية للتحقيق في وضع معرفي، وإن كان نادرًا، حيث يكون الاعتقاد بحدوث معجزة أمرًا معقولاً. وهذا يضعني في معسكر مختلف عن جحافل المتشككين الذين يتبعون هيوم والذين يبدو أنهم يعتقدون أن القدر الأعظم من الأدلة فقط يمكن أن يكون كافياً لإثبات المعجزة. وأعتقد أن استبعاد مثل هذا الادعاء مسبقًا أو افتراضيًا وفقًا للمعايير العالمية التي وضعها هيوم سيكون بمثابة خطأ. من المؤكد أن الخالق القوي لكل الواقع سيكون لديه القوة الكافية لتوليد أدلة مقنعة؛ وأفضل أن أكون مستعدًا لمراجعة جميع معتقداتي والقناعات التي أربطها بها بما يتناسب مع الأدلة. ولكنني لن أتناول هنا ما قد يكون دليلاً كافياً. ولكنني زعمت على نطاق واسع أن الأدلة التي لدينا فيما يتصل بالمعجزات مثل القيامة [قيامة يسوع من بين الأموات] لا ترقى إلى هذا المستوى.(هامش 66) ولأغراضي، فلنفترض أنه من الممكن حدوث المعجزات، التي يُنظر إليها باعتبارها انتهاكات لقانون الطبيعة. ولنفترض أيضًا أننا نمتلك أدلة كافية في متناول أيدينا لتبرير الاعتقاد بحدوثها، بغض النظر عن شكل هذه الأدلة. والآن، ما الذي يمكننا أو ينبغي لنا أن نستنتجه؟
سأركز حجتي حول عدة أسئلة: إلى أي مدى يمكن تفسير حدوث المعجزة كدليل على وجود نوع الإله الذي يتم تصوره تقليديًا؟ دعونا نفصل بعض الخصائص: هل من المعقول أن نعتبر المعجزة مؤشراً على أن كائناً واحداً خارقاً للطبيعة وشخصياً يتمتع بقوة لا متناهية ومعرفة وخير هو المسؤول؟ حتى في أفضل السيناريوهات، فإن الحجة المؤيدة لاستنتاج وجود الله غير مؤكدة إلى حد كبير. ولكن الأمر يزداد سوءًا؛ فإذا حدثت معجزة، فسوف أزعم أنه يمكننا أن نكون على يقين من أن كائنًا كلي القدرة لم يفعل ذلك.(هامش 67)

3- ماذا ستظهر المعجزة؟

يبدو أن ما غرس في تفكيرنا الكثير عن المعجزات هو بعض الانزلاق بين الشروط الضرورية والكافية. قد يفترض المرء أنه إذا كان من أجل إحداث معجزة، يجب أن يكون الكائن كلي القدرة، وكلي العلم، وخيرًا بلا حدود، وإذا كانت لدينا أسباب مقنعة للاعتقاد بوقوع معجزة، فعندئذٍ سيكون لدينا دليل مقنع على وجود الله. لكن المشكلة هي أنه في حين أن هذه الخصائص الإلهية تبدو كافية لإحداث المعجزات، إلا أنها ليست ضرورية.
وبما أن المسيحية هي الديانة السائدة في الغرب، وبما أن قيامة يسوع هي المعجزة التي تقوم عليها، فسوف أركز انتباهي عليها. ومع ذلك، وبما أن التقاليد الدينية الأخرى مبنية على المعجزات، فإن حججي يمكن توسيعها لتشمل هذه التقاليد. لذا، أولاً، سأقول بضع كلمات عن الله ويسوع. وفقًا للإيمان المسيحي، فإن العلاقة بين يسوع والله معقدة. إن الإله المسيحي هو، بكل المقاييس، إله كلي القدرة، كلي العلم، متفرد، شخصي، وخالق الكون بلا حدود. ويُزعم أن يسوع كان ابنه، الذي كان إلهيًا، لكنه كان أيضًا إنسانا، بحسب العقيدة المسيحية. إن المدى الذي كان فيه رجلاً وافتقاره إلى مكانة الكائن الكلي هو نقطة خلاف إلى حد ما، حتى بين المؤمنين. وسوف نفترض أن الله كان بإمكانه أن يقيم يسوع أو لا يقيمه لو اختار ذلك، وأن معجزات يسوع كانت، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، من صنع الله في نظر أغلب المؤمنين. وأعتقد أننا نستطيع أن نتحدث عن قيام الله بالمعجزات المنسوبة إلى يسوع دون أن نقطع هذه الحجة. كانت هناك أحداث معجزة أخرى مزعومة، أكثر شيوعًا في العهد القديم، مثل العليقة المشتعلة أو تدمير سدوم وعمورة، والتي نُسبت مباشرة إلى الله. إن أفعال الله، مثل هذه، هي التي تهمنا هنا. الآن يمكننا أن ننتقل إلى الأسئلة المركزية.
هل يتطلب الأمر قوة مطلقة لانتهاك قوانين الطبيعة؟ لنتأمل هذين الحدثين، وكلاهما انتهاك لقوانين الطبيعة: أولاً، يمشي شخص ما على الماء. ثانياً، تتوقف جميع تفاعلات الاندماج النووي التي تدفع إلى احتراق كل نجم في الكون، وتتحول كل هذه النجوم على الفور إلى باردة وخاملة. ومن المعقول أن نتصور أن المشي على الماء يتطلب قوة أقل مما يتطلبه إيقاف جميع تفاعلات الاندماج لجميع النجوم. ويبدو جزئياً أن الحدث الأول يتطلب قوة أقل إذا حاولنا إنجازه من خلال العمل في إطار القانون الطبيعي. وأعتقد أن استخدام الوسائل الفيزيائية لمحاولة تحقيق الحدث الأول بطريقة طبيعية سيكون أقل صعوبة من الحدث الثاني.
لا شك أن المقارنة بين مقدار القوة الخارقة المطلوبة للقيام بأفعال مختلفة وبين مقدار القوة الطبيعية المطلوبة قد تكون مقارنة رديئة. ولكن هناك منطق آخر مقنع: فقد يكون لدى كائن ما القدرة على ارتكاب انتهاك واحد لقوانين الطبيعة ولا يستطيع ارتكاب انتهاك آخر. تخيل وجود كيانين خارقين للطبيعة، أحدهما كان قادرًا على القيام بكل الأعمال المعجزة التي قيل أن يسوع قام بها فقط، والآخر كان قادرًا على القيام بكل معجزات يسوع ومعجزات أخرى لا حصر لها أيضًا. لا شك أن الأخير سيكون أكثر قوة من الأول على أي أساس معقول للقوة. أو يمكننا أن نتخيل أن بعض القوة قادرة على جعل الإنسان يمشي على الماء أو إيقاف احتراق الشمس مرة واحدة فقط وللحظة واحدة، ولكن لن تتمكن [هذا الفاعل] من ذلك مرة أخرى أبدًا. سيتم انتهاك قوانين الطبيعة في هذه الحالات بقوة أقل من القدرة المطلقة لأنه، على الأرجح، تتضمن القدرة المطلقة القدرة على القيام بمثل هذه الأفعال بالإضافة إلى العديد من الأفعال الأخرى في أي وقت. إن العامل [أو الفاعل] الذي يستطيع تمكين شخص ما من المشي على الماء، ولكنه لا يستطيع عكس الزمن، أو إيقاف التفاعل النووي للشمس، أو القيام بأي معجزات أخرى، لن يكون كلي القدرة. يُظهِر هذا المنطق أن القدرة المطلقة تبدو على أقل تقدير متسقة مع المعجزات فحسب، ولكنها ليست مطلوبة. وإذا صادفنا أدلة دامغة على حدوث معجزة، فقد يوحي لنا ذلك بأنه قد تكون هناك قوة مطلقة القدرة مسؤولة عن ذلك، ولكن ليس من الضروري أن تكون قوة مطلقة القدرة. في تعليق هيوم الشهير في التحقيق، يفترض [سيناريو خيالي] أن:
"...يتفق جميع المؤلفين، في جميع اللغات، على أنه منذ الأول من يناير 1600، كان هناك ظلام دامس على الأرض بأكملها لمدة ثمانية أيام: لنفترض أن تقليد هذا الحدث الاستثنائي لا يزال قوياً وحيوياً بين الناس: وأن جميع المسافرين، الذين يعودون من بلدان أجنبية، يقدمون لنا روايات عن نفس التقليد، دون أدنى اختلاف أو تناقض: من الواضح أن فلاسفتنا الحاليين، بدلاً من الشك في الحقيقة، يجب أن يتلقوها على أنها مؤكدة، ويجب أن يبحثوا عن الأسباب التي قد تنبع منها."(هامش 68)
ربما كان ذلك من فعل كائن خارق للطبيعة قادر على كل شيء، ولكن ربما كانت قوة قادرة على القيام بذلك فقط ولا شيء غيره. لنفترض أنني أخبرتك أنني أستطيع رفع 1000 رطل، ولإثبات ذلك، قمت برفع 100 رطل. سترد بالتشكك، لذا أقول، "حسنًا، إذا كان بإمكاني رفع 1000 رطل، فسأكون قادرًا على رفع 100 رطل، لذا فإن ما رأيته يتوافق مع قدرتي على رفع 1000 رطل. وبالتالي، فهذا دليل على أنني أستطيع رفع 1000 رطل".
ماذا عن المعرفة اللانهائية؟ هل المعرفة المطلقة ضرورية لانتهاك قوانين الطبيعة؟ [الجواب هو] لا. إذ يمكن أن يكون لديك كائن غير ذكي، لكنه قوي جدًا بحيث ينتهك قوانين الطبيعة بالفعل ليحفر صورة وجه على عصا سمكة [بواسطة الشمس أو أشعة ليزر] لأنه يعتقد أن هذا سيجعل الناس يؤمنون به.(هامش 69) كانت هناك عدة مرات عندما لم يكن هناك شيء يعمل في سيارتي، وبحماقة، قمت بالتلاعب بالمكونات التي افترضت أنها مسؤولة دون أن أعرف حقًا ما تفعله هذه القطع أو الكثير عن كيفية عملها. وبعد ذلك، وبعد العبث بإعدادات المكربن، أو إخراج بعض الصمامات من صندوق الصمامات وإعادتها إلى مكانها، أو فحص الزيت، وبشكل لا يمكن تفسيره ومما أثار دهشتي، بدأت السيارة تعمل بشكل صحيح مرة أخرى. هناك أوقات تمكنت فيها من إصلاح سيارتي، ولكنني كنت في جهل تام بشأن كيفية قيامي بذلك، أو ما فعلته، أو ما هو الخطأ في المقام الأول. لا يوجد سبب من حيث المبدأ لإنكار إمكانية حدوث نفس الشيء مع كائن يتدخل في الطبيعة لإحداث المعجزات. ربما تظاهر بذلك إلى حد ما، أو تلاعب به بشكل أعمى بعض الشيء، ويبدو أن النتائج جاءت بالطريقة التي أرادها أو ربما لا. في الواقع، قد يكون هذا النوع من فرضيات الله أكثر منطقية من خلال أمثلة المعجزات التي نسمع عنها كثيرًا: التماثيل التي تنزف من عيونها، والتماثيل التي تشرب الحليب، وعيدان السمك التي تحمل صورة يسوع. يبدو أن العلم بكل شيء يتسق مع المعجزات، لكنه ليس ضروريًا، ولا يمكن استنتاجه. لنفترض أنني أخبرتك أن معدل ذكائي 200، وقمت بإجراء اختبار الجبر في المدرسة الثانوية لإثبات ذلك وحصلت على 100 نقطة كاملة: "حسنًا، إن حصولي على معدل ذكاء 200 يتوافق مع درجتي المثالية في الرياضيات. لو كنت ذكيًا إلى هذا الحد، لكنت قد حصلت على درجتي المثالية. وبالتالي، تشير الأدلة إلى أن معدل ذكائي 200".
هل الإحسان الشامل ضروري لإحداث المعجزة؟ مرة أخرى، الجواب هو لا.(هامش 70) عادة ما نتصور أن المعجزات أحداث عرضية. ولكن تعذيب الشيطان لأيوب بأمر الله كان بوضوح انتهاكًا للمسار الطبيعي العادي.(هامش 71) من المفترض أنه لو لم ينخرط الشيطان في تحديه مع الله، لما كان أيوب قد فقد كل ماشيته بشكل معجزي، ولما ماتت زوجته [ملاحظة: هذا خطأ، زوجة أيوب لم تمت حسب الامتحان الشيطاني] وأولاده، ولما ظهرت البثور في جميع أنحاء جسده، وما إلى ذلك. ولو تم ترك حياة أيوب للسير الطبيعي وفقا للقوانين الطبيعية، لكانت أقل إزعاجًا بكثير. ولعل المصائب التي حلت بأيوب كانت من تدبير الله وجزءًا لا غنى عنه من خطة عظيمة لا حصر لها في المخطط الأكبر للأمور. كما نفترض، على سبيل المثال، أن ظهور الشيطان ليسوع في البرية كان معجزة. لذا، يمكننا أن نتفق على أنه لا يوجد شيء جيد في حد ذاته، ولا يوجد شيء جيد في حد ذاته في انتهاك قوانين الطبيعة. وبالتالي، لا يلزم أن تنشأ الأحداث المعجزة من مصادر جيدة. وبالتالي، لا تستلزم المعجزات وجود مصدر أو مصادر جيدة.
قد تبدو المعجزات التي تبدو وكأنها تحقق غايات طيبة متسقة مع الخير اللانهائي، لكن الإحسان الشامل [الرحمة الشاملة] ليس ضروريًا.(هامش 72) يبدو أن العديد من المعجزات التي قيل لنا عنها تعكس حسن النية - يشفي يسوع المرضى، ويقيم الموتى، ويشفي العمى، أو يطعم الجياع [والقرآن أيضا ينسب له هذه المعجزات]. ولكن هل أي من هذه الأفعال يدل على الخير اللانهائي؟ أو العدالة اللانهائية؟ أو الكمال الأخلاقي؟ مرة أخرى، ليس في حد ذاتها. فهل تشير أي معجزة واحدة يمكن قياسها بشكل محدود إلى الخير اللانهائي في صاحبها؟ كلا. لدي قدر من حسن النية، وفي بعض الأحيان أتصرف على هذا الأساس وأقوم بأشياء طيبة أو محبة للآخرين. ولكن في معظم الأوقات الأخرى، يغلب علي اللامبالاة، أو التشتت، أو الأنانية، أو اللامبالاة، ولا تعكس أفعالي الكثير من الخير على الإطلاق. لذا فإن المعجزات الفردية أو حتى المتعددة التي تبدو وكأنها تؤدي إلى نتائج طيبة قد تكون متسقة مع الخير اللانهائي، لكنها ليست كافية لاستلزامه. وكما هي الحال في أمثلة القدرة المطلقة المذكورة أعلاه، فإن المعجزة الطيبة قد تكون نتيجة لتراجع مؤقت في الخير من قبل كائن غير مبالٍ أو حتى خبيث.(هامش 72) إن القائمة الكاملة لمعجزات يسوع: تحويل الماء إلى خمر، وإقامة لعازر من بين الأموات، وإطعام بعض الناس الجائعين، وتذبيل شجرة غير مثمرة، وما إلى ذلك، تشير إلى نفس القدر من الخير الذي قد يكون مطلوبًا للقيام بهذه الأعمال، ولكن ليس أكثر. لنفترض أنني أخبرتك أنني أطيب وأكرم وأحن وأرحم إنسان في التاريخ. ثم لنوضح ذلك، أعطي رجلاً بلا مأوى 5 دولارات. قد تكون متشككًا، ولكنني أصر على أن "هذا التصرف يتفق مع كوني أفضل شخص أخلاقيًا في التاريخ، وبالتالي، فهو يشير إلى أنني كذلك". إن المعجزات تتفق مع مجموعة من الخير، أو حتى عدم الخير على الإطلاق، لذا فإن المعجزة لا يمكن أن تكون دليلاً كافيًا لسبب خيّرٍ بلا حدود.
4- هل يصنع الله المعجزات؟
والآن، بعد أن رأينا أننا لا نستطيع أن نستنتج خصائص إلهية لا نهائية من المعجزات الحقيقية، فماذا عن الأطروحة الأقوى التي تقول إن الله لن يصنع هذه المعجزات؟ دعونا نفكر أولاً في الإحسان المطلق. فهناك أسباب مقنعة للاعتقاد بأن كائناً صالحاً بلا حدود لن يصنع المعجزات، حتى تلك التي تصنع خيراً هائلاً، ولكنه محدود؛ وإذا حدثت معجزة، فينبغي لنا أن نستنتج أن الطرف المسؤول ليس إحساناً مطلقاً.
يُقدَّم العديد من المعجزات على أنها جيدة: يُقال إن يسوع شفى رجلاً مقعدًا حتى يتمكن من المشي مرة أخرى، كما شفى مجموعة من المصابين بالجذام، وأطعم آلافًا من الجياع بأعجوبة. يُقال إن العديد من الناس شُفوا بأعجوبة عن طريق الشرب أو الاستحمام في مياه الينابيع في لورد، فرنسا. يُقال إن محمدًا ضاعف الطعام والشراب بشكل خارق للطبيعة في عدة مناسبات من أجل إطعام الجماهير الجائعة. يُقال إن الله شق البحر الأحمر لإنقاذ بني إسرائيل، وكل ذلك من أجل غايات طيبة مزعومة.
المشكلة هي أنه في أي لحظة معينة على هذا الكوكب، الآن وعندما يُزعم أن هذه المعجزات قد حدثت، هناك الملايين أو حتى المليارات من الأشخاص الآخرين الذين لم يتم علاجهم أو شفائهم أو استفادوا من هكذا معجزات. إن المعجزة التي ننسبها إلى إله صالح بلا حدود هي معجزة إشكالية بسبب ما تغفله؛ إذ يُزعم أنها تشير إلى أن الله موجود، وفي ظل بعض الظروف، سوف يتدخل في مجرى الطبيعة لتحقيق بعض الغايات الصالحة. ولكن هناك كل هذه الحالات الأخرى، وكثير منها يبدو متوازيًا تمامًا، أو حتى في حاجة ماسة إلى التدخل الإلهي، ومع ذلك لا يحدث أي منها. بينما يحول يسوع الماء إلى خمر في إحدى الحفلات، تجف آلاف أو ملايين الحفلات الأخرى. والأسوأ من ذلك أن ملايين البشر يعانون بشدة من المرض والمجاعة والقسوة والتعذيب والإبادة الجماعية والموت. إن حدوث معجزة محدودة، في خضم العديد من حالات المعاناة المستمرة، يشير إلى أن الكائن المسؤول لا يعرف شيئًا عن الآخرين، ولا يهتم بهم، أو لا يملك القدرة على مخاطبتهم. إذا سافر طبيب إلى قرية ومعه ما يكفي من لقاح شلل الأطفال لتطعيم ألف طفل، لكنه لم يعطه إلا لعشرة منهم، وامتنع عن إعطائه لبقية الأطفال، ثم شاهد البقية يمرضون أو يصابون بالشلل أو يموتون، فإننا سنستنتج أن الطبيب كان وحشاً وليس قديساً [صالحا]. ذلك الطبيب كان لديه القوة والمعرفة والوسائل اللازمة لتخفيف المزيد من المعاناة، لكنه لم يفعل. ولابد أن هذا الطبيب كان يفتقر إلى بعض الجوانب.
وتتقدم كريستين أوفرول خطوة نحو نفس النتيجة، "إذا كان يسوع هو ابن الله، فأنا أريد أن أعرف لماذا كان يتسكع في حفلة، ويجعلها تسير بشكل أفضل [تحويل الماء إلى خمر]، بينما كان بإمكانه أن يشفي المصابين بالجذام، على سبيل المثال".(هامش 74) وبوسعنا أن نؤكد على هذه النقطة أكثر. فلنفترض أن حدثاً معجزياً أدى فجأة إلى شفاء كل من يعانون في العالم اليوم. وكان من الممكن أن يفعل ذلك كائن خيري مطلق في وقت أقرب. لماذا لم يحدث ذلك بالأمس؟ ولماذا لم يحدث ذلك في أوشفيتز أو داخاو في عام 1945، ولماذا لم يحدث ذلك عندما كان الطاعون الدبلي يدمر ويقتل الملايين في أوروبا خلال القرن الرابع عشر؟(هامش 75) إننا نواجه هذا السؤال: هناك كميات هائلة من المعاناة المماثلة في تاريخ الإحساس والتي لم يتم تخفيفها أو لا يتم تخفيفها بالمعجزات. كيف يمكننا أن نستنتج الخير اللانهائي أو الحب أو اللطف في مصدر خارق للطبيعة أظهر القدرة والاستعداد لإصلاح قلة مختارة وتجاهل الباقي عن علم؟ الإجابة الصحيحة بشكل عام هي "إن الكائن الذي يشارك في أحداث تافهة ومتقلبة ومتحيزة لا يمكن أن يكون إلهًا كاملاً أخلاقيًا".(هامش 76)
5- المعرفة والخير يجب أن يتحققا.
التمييز المفيد هنا هو أن نرى أن المعرفة والخير يجب أن يتحققا بشكل كامل، في حين أن القوة قد تكون مجرد إمكانية. إن التصرف بما يقل عن القدرة على التصرف في الخير يعني الفشل في أن تكون طيبًا. إن كونك طيبًا يستلزم أن تقوم بالفعل بتلك الأشياء التي في حدود قدرتك، وإلى أقصى حد من قدرتك التي يوصيك بها الخير. إن التوقف عن فعل الخير الذي هو في حدود قدرات المرء في الواقع يقلل من صلاحه بطريقة لا تمارس قوة أقل من قدرته الكاملة. إن الصلاح المقيد حيث لا يوجد حد داخلي أو خارجي يحد منه ليس صلاحًا على الإطلاق.
فكر في الموقف المعاكس. افترض أن كونك جيدًا إلى حد معين يتطلب فقط أن يكون لديك القدرة على أن تكون جيدًا إلى هذا الحد. لنفترض أن كائنًا ما يستحق وصف "الخير"، ليس بسبب الأفعال الطيبة التي يقوم بها بالفعل، بل بسبب الأفعال الطيبة التي يمكنه أن يقوم بها ولكنه لا يفعل. كم من الأعمال الصالحة التي أستطيع أن أفعلها والتي ليست خارج نطاق قدرتي ومعرفتي؟ كم من الخير كان بإمكاني أن أفعله بأفعالي دون أي عقبات خارجية كبيرة من تلك التي فعلتها؟ هناك أعمال صالحة كثيرة كان بإمكاني أن أقوم بها بسهولة أكثر مما قمت به بالفعل. فهل أستحق وصف "الصالح" أو الثناء على كوني فاضلاً على أساس تلك الأعمال الصالحة المحتملة، أم على أساس الأعمال الصالحة التي قمت بها بالفعل؟ ربما أكون أخلاقيًا مثل مارتن لوثر كينج، أو غاندي، أو بوذا. ولكني بالتأكيد لا أستحق أن أُوصَف بالصالح مثل مارتن لوثر كينج على أساس أنني ربما كنت لأقوم بأعمال صالحة على النطاق الذي قام به. أنا أستحق الثناء الأخلاقي على الخير الذي قمت به بالفعل. لذا، فإن كون المرء صالحًا يعني التصرف بكامل طاقاته، وليس أقل من ذلك. وكون المرء صالحًا بلا حدود يعني التصرف بكامل طاقاته اللانهائية. إذن، المعجزات، حتى تلك الطيبة، ولكن المحدودة، ليست الوسيلة التي يمكن بها لكائن صالح بلا حدود أن يتصرف.
بالطبع، هناك أفعال جيدة فشلت أو سأفشل في تحقيقها في حياتي لأنني أفتقر إلى القوة أو المعرفة لتحقيقها، وقد لا أستحق اللوم الأخلاقي عليها. أو لن ننتقص من الخير الذي ننسبه إليّ نتيجة لفشلي في تحقيق هذه الأهداف. فأنا أفتقر إلى القوة والمعرفة اللازمتين لعلاج السرطان، كما فعل مارتن لوثر كينج، ولكننا لا نصبح بالتالي أقل خيرًا نتيجة لذلك. إننا معفون من الفضل أو اللوم على تلك الأفعال التي تتجاوز قدرتنا. ولكن الله لن يفتقر إلى القوة أو المعرفة لإنجاز أي عمل صالح. لذا، فإن فشل الله في القيام بهذه الأفعال لا يمكن أن يُغفر له بالمثل.
وعلى نحو مماثل، لابد أن تكون المعرفة محققة، وليس مجرد إمكانية. تقليديا، يستلزم العلم بكل شيء أن يعلم الله كل الحقائق وحدها. ولا توجد حقائق تفلت منه. فمجرد امتلاكه للإمكانية لمعرفة كل الحقائق لا يكفي لتبرير تسمية العلم بكل شيء. إن قدرتي على اكتساب المعرفة اللازمة لإجراء جراحة المخ، أو أن أكون عالم فيزياء نووية، لا تبرر ادعاء امتلاكي لهذه المعرفة. لذا فإن النطاق المحدود للمعجزات لا يمكن أن يُعزى إلى عدم معرفة الله بالمزيد. إن المعجزات، باعتبارها أحداثًا محلية محصورة تحل مشاكل محلية، مثل إعادة لعازر إلى الحياة، ليست من نوع الأحداث الشاملة التي تمتد إلى العالم والتي تليق بكائن عليم بكل شيء. إن الإله العليم بكل شيء لا ينسى في المقام الأول أن يحضر ما يكفي من النبيذ للحفلة. إن المشاكل المحلية التي تحتاج إلى حلول محلية لن تظهر لكائن يعرف كل شيء ويملك القدرة على فعل أي شيء. والمعجزات، باعتبارها تعديلات محلية محدودة لتحقيق أهداف ضيقة الإطار، غير متماسكة كأفعال لكائن يشتمل علمه وقوته على كل الواقع.
السؤال الذي بدأنا به هو ما إذا كان بإمكاننا استنتاج صلاح الله اللانهائي من معجزة صالحة أم لا. ولكن لدينا الآن اعتبارات تشير إلى أن الكائن الصالح بلا حدود لن يتصرف بأقل من قدرته على الخير. فالخير والمعرفة والقوة اللانهائية في الكائن ستمنعه من القيام بجزء فقط من العمل الصالح. إذا رأى كائن ما أنه من المناسب إصلاح شر واحد في العالم، فهناك شرور تستحق الإصلاح من وجهة نظره. في مناقشة مشكلة الشر الاستقرائية، أطلق ويليام رو على هذه الشرور "حالات المعاناة الشديدة التي كان بإمكان كائن قادر على كل شيء وعلم بكل شيء منعها دون أن يفقد بذلك بعض الخير الأعظم أو يسمح ببعض الشرور السيئة أو الأسوأ".(هامش 77) في المعجزة الصالحة، إذن، يبدو أن المسؤول قد وجد حالة يمكنه فيها منع المعاناة دون فقدان خير أعظم، أو السماح بشر مساوٍ أو أسوأ. إن المدافع عن صلاح الله اللانهائي يوضع في موقف يؤسف له وغير معقول حيث يتعين عليه أن يجادل بأن معجزات يسوع فقط، على سبيل المثال، كانت حالات من المعاناة الشديدة التي كان بإمكان الله أن يمنعها دون أن يفقد خيرًا أعظم أو يسمح بشر أسوأ أو أسوأ بنفس القدر. سيتعين على المدافع أن يجادل بأنه لم تكن هناك حالات أخرى في تاريخ الإحساس بأكمله باستثناء إقامة لعازر، وتذبيل شجرة التين، وتحويل الماء إلى خمر، وما إلى ذلك حيث كان بإمكان الله أن يتصرف بشكل معجزي. إنهم ملتزمون بالرأي القائل بأن القائمة الدقيقة لمعجزات يسوع فقط تشكل القائمة الكاملة لكل الأعمال الصالحة والمعجزة التي يمكن أن ينجزها إله لانهائي؛ هذه القائمة وليس أكثر هي أن الله يعمل بكامل طاقته.
إن هذا الموقف يبدو لي غير معقول. فإذا كانت هذه الحالات تستدعي تدخلاً معجزيًا، فهناك حالات أخرى. وهناك العديد من الحالات الأخرى التي تبدو مثلها تمامًا، وهناك العديد من الحالات التي تبدو أسوأ. ولكن تلك التدخلات الأخرى لم تحدث. إن إلهًا صالحًا وعارفًا وقويًا لا حدود له كان ليقوم بها أيضًا. لذا، فمهما كان مصدر تلك المعجزات، فإنها ليست صالحة بلا حدود. إن إلهًا صالحًا بلا حدود لن يترك المهمة منجزة جزئيًا.
يطور جيمس كيلر هذه النقطة إلى حجة أخلاقية ضد قيام الله بالمعجزات على أساس أن "الادعاء بأن الله قام بمعجزة يعني ضمناً أن الله اختار أشخاصاً معينين لبعض الفوائد التي لا يتلقاها كثيرون آخرون". يزعم كيلر أن "هذا يعني ضمناً أن الله غير عادل". ويتابع: "وبشكل أكثر تحديداً، قد تكون هناك حالتان متشابهتان في كل النواحي وتبدوان وثيقتي الصلة، ولكن في إحدى الحالتين سيكون هناك شفاء (يعتبره البعض معجزة) وفي الحالة الأخرى لن يكون هناك شفاء".(هامش 78) إن حصول شخص ما على مساعدة إعجازية بينما لا يحصل عليها شخص آخر يشبه وضعه نفس الحالة الأولى في كل النواحي المهمة، هو أمر ظالم. إن كائناً طيباً بلا حدود لن يكون مسؤولاً عن مثل هذه المظالم. وبالتالي فإن حدثاً معجزاً من هذا النوع لن يحدث بواسطة إله عادل.
الشخص الذي يواجه معجزة يكون في هذا الموقف: هنا حالة من انتهاك قوانين الطبيعة، ربما من أجل تصحيح حالة من الشر الذي يبدو أنه لا معنى له. هناك العديد من الحالات الأخرى التي تبدو وكأنها شرور لا طائل من ورائها الآن وفي الماضي ولم يتم تصحيحها. وكثير منها يشبه هذه الحالة في كل النواحي ذات الصلة التي يمكنني أن أفكر فيها. وكثيرون منهم أسوأ بكثير ويبدو أنهم يستحقون الإصلاح أكثر. فما الذي يمكن استنتاجه بشكل معقول بشأن الخير المحتمل للمصدر وراء المعجزة التي أفكر فيها؟ إذا كان كلي الخير، فإنه كان ليصلح هؤلاء أيضًا. لذا، إذا نشأ هذا الحدث من مصدر أو مصادر خارقة للطبيعة، فمن المعقول أن نستنتج أنها ليست كلية الخير.
ومن عجيب المفارقات أن التحدي لوجود الله المتمثل في المعاناة التي لا يمكن تفسيرها يصبح أسوأ بالنسبة للمؤمن الذي يزعم أن الله يصنع المعجزات. إن كل حالة يدعي فيها شخص ما أن صلواته أدت إلى شفائه السريع من مرض السرطان المميت، أو أن تقواه ساعدت في إعادة أحد أحبائه سالماً من القتال في منطقة حرب، تسلط الضوء على كل حالات المعاناة الأخرى التي لم تهدأ رغم الصلوات الصادقة والحياة الكريمة والتقوى الشديدة. والمعجزات، إذا حدثت، تشير إلى سبب أقل من الخير المطلق.
بالنسبة للمسيحي [وللمسلم]، سيكون من الأسهل عليه أن يجادل بأن الله طيب ومحب دون التعقيدات التي تسببها المعجزات. وهذا يعني أن المؤمن في هذه الحالات قد يكون أقل قدرة على التفسير، وربما يكون أكثر قدرة على فهم التوافق بين عالم لا يحتوي على هذه المعجزات المحلية المتقلبة، من عالم يفوز فيه شخص واحد باليانصيب، أو يختفي فيه ورم سرطاني، أو يكون الناجي الوحيد من حادث مروع، بينما تقتل الحروب والمجاعات والأوبئة والجفاف الملايين في أماكن أخرى. إذا لم يصنع الإله الكلي المعجزات، فقد يقدم المرء وصفًا عامًا للمعاناة المجانية مثل نظرية هيك في خلق الروح [إن نظرية جون هيك في "تكوين الروح" هي حجة فلسفية مفادها أن الله يسمح بالمعاناة والشر لمساعدة البشر على التطور إلى أشخاص فاضلين. كان هيك يعتقد أن البشر خُلقوا غير كاملين حتى يتمكنوا من النمو على "شبه" الله.]، حيث يؤدي عدم مرونة قوانين الطبيعة إلى بناء الفضيلة الأخلاقية والفكرية فينا. إن الإله الصالح لا يغير مسار الطبيعة، وفقًا لهذا الرأي الشائع، لأنه يمنحنا الفرصة لمساعدة الآخرين، وإظهار الكرم والحب، واكتساب المعرفة عن العالم.(هامش 79) لكن حدوث المعجزات يشير إلى كائن تعسفي ومتقلب في أحسن الأحوال.
1) المعرفة والخير يجب أن تكونا من الخصائص المتحققة.
2) يُزعم أن الله ذو معرفة وخير لا حدود لهما.
3) المعجزات لا تتفق مع المعرفة والخير اللانهائيين.
4) لذلك، فإن الإله ذو المعرفة والخير اللانهائيين لن يصنع
المعجزات.
6- الله لا يصنع المعجزات؛ الله ليس الأقلّ إنجازا

الآن دعوني أتوسع في الحجة القائلة بأن الله لن يصنع المعجزات. تأملوا السؤال الآن من الجانب الآخر. افترضوا أن هناك كائنًا إلهيًا كلي القدرة، كلي العلم، كلي الخير، فريد، وشخصي. ما هي نوعية الأفعال التي قد يقوم بها؟ إن أفعال ذلك الكائن سوف تحقق أغراض ذلك الكائن بشكل كامل وتام. وسوف تحقق أفعاله غاياتها على أكمل وجه ممكن. وستكون الحالة الناتجة هي المظهر المثالي لإرادة هذا الكائن. لن يكون هناك أي قيد من أي قوة خارجية. لن يكون هناك أي حل يمكن معرفته أو حقيقة يمكن معرفتها أو نتيجة يمكن معرفتها لا يكون مثل هذا الكائن على دراية بها. لن يكون هناك شيء خارج نطاق قوته. لن تخيب نتائج أفعاله ظن ذلك الكائن لأنه لا يزال يرغب في شيء لا يمكن الحصول عليه، أو لأنه لا يستطيع تحقيق أهدافه.
لذلك، بشكل عام، يجب أن نفترض أنه إذا حدثَ حدثٌ شاذ، وكان هذا الحدث نتيجة لممارسة إرادة كائن كلي القدرة، فإن حالة الأمور الناتجة عن ذلك الحدث ستكون تمامًا وبالضبط ما سعى هذا الكائن إلى تحقيقه. إن النتائج ستكون بمثابة تحقيق مثالي لإرادة ذلك الكائن بقدر ما يمكن تحقيقه. هناك حالات حيث تسعى كائنات محدودة مثلنا إلى تحقيق هدف يتجاوز قدرتنا، أو بسبب الجهل، نستخدم الوسائل الخاطئة لتحقيق غاياتنا. لذا فإن نتائجنا قد تعكس أو لا تعكس النوايا الحسنة، والكفاءة، والمعرفة، والقدرة. وقد تنجح أو لا تنجح نتائجنا في الحصول على ما نريد. ولكن الكائن الحي لن يفشل في تحقيق غاياته المرجوة بسبب الافتقار إلى القدرة، أو عدم الكفاءة، أو الفضيلة الأخلاقية، أو الجهل.
لنفترض أن طالبين في مجال برمجة الكمبيوتر يعملان على مشروع منزلي لإنتاج بعض المخرجات Y من مدخلات X باستخدام لغة برمجة. ينشئ سميث برنامجًا ملتويًا وغير فعال وخرقاء ومعقدًا بشكل غير ضروري يفي بالمهمة المطلوبة بمئات الأسطر من التعليمات البرمجية. ينتج برنامج سميث الناتج Y من المدخل X، لكن الأمر يستغرق الكثير من الوقت، ويحتوي البرنامج على الكثير من الميزات غير المستخدمة وغير المفيدة. إن جونز أذكى من سميث ولديها سيطرة أقوى على الوسائل المتاحة لها. فهي تجد حلاً بسيطًا وأنيقًا وفعالًا يحقق نفس النتيجة باستخدام بضع عشرات من أسطر التعليمات البرمجية دون إهدار للوقت أو استخدام ميزات غير ضرورية. إن المعلم سوف يمنح الطالبة جونز الدرجة الأعلى بحق؛ فهي قد وضعت حلاً أفضل للمشكلة. ومن خلال التوسع في هذا النموذج، فإن الكائن العليم بكل شيء، القادر على كل شيء، والكامل أخلاقياً سوف يحقق أكثر الوسائل أناقة وفعالية واستقامة لتحقيق غاياته. إن العليم بكل شيء سوف يدرك هذا الحل تمامًا، وسوف ينفذه القدرة المطلقة دون أي قيد، وسوف يوجه الكمال الأخلاقي صلاحه. كما نتوقع، إذا كان هذا الكائن صالحًا بلا حدود، أو كاملاً أخلاقيًا، أو كلي الخير، فلن يكون لديه سوى الأهداف الأعلى والأكثر نبلًا والأكثر ملاءمة كأهداف لممارسة إرادته، مهما كانت هذه الأهداف.
ونتيجة لذلك، لا ينبغي لنا أن نتوقع أفعالاً أقل أو غير كافية من مثل هذا الكائن. فمن الناحية الأولية، لا نتوقع أن نرى إيماءات بسيطة أو أحداثاً غير مهمة أو نتائج تافهة. فالنتائج غير السعيدة، وغير المكتملة لا تنشأ إلا من أفعال كائن يفتقر إلى البصيرة، أو القدرة، أو الحكم، أو الفضيلة.
وبما أن المعجزات النموذجية التي زعمت في التاريخ، كما رأينا، كان من الممكن أن تحدث بواسطة قوة أو قوى ليست قادرة على كل شيء، وليست عالمة، وليست صالحة، فإن الله كان يتصرف بأقل من قدرته بكثير لو كان قد فعلها.
حتى لو وضعنا جانبًا حجتي القائلة بأن المعجزات غير ممكنة بالنسبة لله بسبب صلاحه ومعرفته، فإننا نستطيع أن نرى أن المعجزات هي وسيلة أكثر سطحية وغير فعالة وغير مباشرة لتحقيق الغايات مما يمكن أن يفعله إله كلي القدرة. ولنتأمل هنا بعض الأغراض التي نسبت إلى المعجزات. فإذا كان هدف الله هو غرس الإيمان، أو إلهام الإيمان، أو تقوية العزيمة، أو تثبيط السلوكيات السيئة، أو فرض الوصايا، فإن الأمر لا يتطلب سوى القليل من الخيال لتصور وسائل أكثر مباشرة وفعالية واستدامة لتحقيق هذه الغايات. وكما جادَل تيد درينج، إذا كانت هذه هي أهداف الله، لكان من السهل غرس الإيمان مباشرة في عقول جميع الناس، أو إجراء معجزات أكثر إثارة لإقناع المزيد من الناس. ما الذي قد يكون أكثر خصوصية لو عاد يسوع إلى الظهور للجميع، وليس فقط لحفنة من المتعصبين الذين يسهل تشويه سمعتهم؟ كان بإمكان ملايين الملائكة، متنكرين في هيئة بشر، أن ينتشروا ويبشروا بالكلمة وراء الكواليس. أو كان بإمكان الله أن يحمي الكتاب المقدس من العيوب في الكتابة والنسخ والترجمة.(هامش 80) لو كان الله مسؤولاً، لكان أكثر فعالية في تحقيق هذه الأهداف.
إن المشي على الماء، وتحويل الماء إلى خمر، وإحياء الموتى، كلها حلول ضعيفة وغير أنيقة وغير متقنة للأهداف المختلفة التي تُنسب عادة إلى الله عندما نفكر في ما يمكن أن يفعله كائن كلي القدرة. كان بإمكان يسوع أن يقدم دليلاً أكثر حسمًا على ألوهيته لعدد أكبر من الناس من إحياء رجل ميت واحد، أو تدمير شجرة تين ليس لها ثمر أمام حفنة من الشهود الذين تحولوا بالفعل. إن قيامة يسوع كما أتت إلينا كانت حدثًا معزولًا. فلا يبدو أن أحدًا قد رأى تحريك الحجر أو إعادة إحياء الجسد. ولم يشاهد القبر إلا قِلة من الناس. ولم يلتق إلا عدد ضئيل من الناس بيسوع عن قرب عندما عاد.
وبدون استثناء، كانت المعجزات التي عُرضت في المسيحية وكذلك في بقية أديان العالم غامضة، وغير موثقة، ومبهمة، ومثيرة للجدل، ومسببة للانقسام. إن الأمر لا يتطلب سوى القليل من الخيال لتصور أحداث كانت لتكون أكثر ملاءمة وفعالية لكائن إلهي. كان بإمكان كائن قوي لا حدود له أن ينقذ بني إسرائيل بدلاً من الصراعات المطولة مع فرعون مصر والتي تضمنت الأوبئة وقتل الأطفال وشق البحر الأحمر وما إلى ذلك. كان بإمكان كائن متعدد الأوجه أن يحقق ببساطة أي غايات للإنسانية في ملحمة يسوع بأكملها. ولكن إذا كانت نية أحد الكائنات هي تعزيز الارتباك والصراع والطائفية، فقد تم تحقيق هذه الغاية بفعالية كبيرة. عندما نفكر في المعجزات المزعومة للتاريخ بمفهوم واسع بما فيه الكفاية لما يمكن أن تكون عليه القوة الإلهية والمعرفة والخير، يبدو أنه لا توجد أهداف أخرى تتناسب أيضًا مع هذا المفهوم.
ولنتأمل المشكلة على هذا النحو. فبالنسبة لجميع المعجزات المزعومة في التاريخ، فإن النسخ المقلدة التي لا يمكن لأحد اكتشافها إلا الخبير يمكن أن يؤديها بشكل طبيعي حتى السحرة ومحترفي الخداع البصري. ديفيد كوبرفيلد يجعل تمثال الحرية يختفي على شاشة التلفزيون. بين وتيلر يصابان بالرصاص في أسنانهما. يبدو ساحر لاس فيغاس وكأنه يمشي على الماء في حمام سباحة ويطفو في الهواء فوق فندق الأُقصر. تخيل التأثير الاجتماعي والديني الذي كان من الممكن أن يحدثه هؤلاء السحرة الماهرون بين الجماهير الخرافية والفقراء وغير المتعلمة في فلسطين العهد الجديد. يستخدم الزعماء الدينيون مثل بيلي غراهام، وبيتر بوبوف، وروبرت تيلتون، وبات روبرتسون، وجيري فالويل أساليب أكثر فظاظة ووضوحًا لكسب قلوب الملايين من الناس والحصول على ثروات هائلة من الناس الأكثر تعليماً وحداثة. لا أقصد أن يسوع كان يمارس حيلًا خادعة فحسب، رغم أن هذا احتمال وارد بكل تأكيد. ما أقصده هو أنه من المؤكد أن وجود إله كلي القدرة، إذا اختار أن يتجلى من خلال المعجزات، سيكون أفضل من الأعمال التي تبدو وكأنها حيل خادعة يمكن تزويرها بسهولة. من الأكثر منطقية أن نستنتج أن كائنًا قويًا وعالمًا وصالحًا لا يصنع معجزات بدلاً من أن ننسب إليه أفعالًا لا يستطيع الساحر العادي أن يتظاهر بها بفعالية.
إن القائمة الكاملة للمعجزات والظواهر الخارقة للطبيعة المزعومة في التاريخ مليئة بالاختلافات والخداع والارتباكات. فإذا ما قام الله، الخالق اللانهائي للكون، بمعجزة حقيقية، ولكنها تشبه المعجزات الطبيعية، فإن فرص تبرئة الرجل البريء الذي سُجن عن طريق الخطأ ستكون متساوية. إنه يصرخ من أجل العدالة في سجن مليء بالمجرمين المذنبين الذين يصرون جميعًا بشغف على أنهم أبرياء أيضًا. ألا يستطيع كائن كلي القدرة أن يفعل أفضل من ذلك؟ هل يسمح لنفسه بأن يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح، ويشوه سمعته، ويساء فهمه؟ لماذا يدفن الرسالة؟
عندما ننظر إلى الصورة الأكبر، تصبح المعجزات غير جديرة بالله. فمهما كان الله يحاول إنجازه، ألا توجد طرق أكثر فعالية للقيام بذلك؟ ألم يكن من الممكن أن يكون هذا العمل أكبر؟ وأذكى؟ وأكثر فعالية في تحقيق هذا الهدف؟ وإذا كان الأمر كذلك، فإن حقيقة أنها ليست أكبر أو أذكى أو أفضل تمنحني دليلاً مقنعًا على أن الله ليس هو المسؤول. وإذا واجه شخص عاقل معجزة، فيجب أن يسأل: إذا كان الله يحاول إثبات وجوده لي فلن تكون هناك عقبات. ولكن هذه المعجزة لا تكفي لهذه المهمة. لذا فإن المعجزة ليست من النوع الذي يمكن أن يقوم به الله. بل إنه سيكون أفضل من ذلك بكثير إذا كان يحاول إثبات وجوده، أو أيًا كان الهدف المزعوم.(هامش 81)
وعلى نحو مماثل، إذا كان الله يحاول إنجاز الخير في العالم، فلن يكون هناك عائق أمام تحقيقه أكثر من هذه المعجزة. لنفترض أن آلاف المرضى شُفوا، أو أن الجياع أُطعموا، أو أن البحر الأحمر انشق لإنقاذ بني إسرائيل. لا شيء من هذه المعجزات ينجز ما يقرب مما يستطيع الله أن ينجزه. لذا فمن الخطأ أن نستنتج أن المعجزة هي مظهر من مظاهر قوته اللانهائية أو حبه.
في كثير من الأمثلة، يعاقب الله بالمعجزات. فقد تحولت زوجة لوط إلى عمود ملح لأنها شاهدت تدمير سدوم وعمورة عندما أمرها الله ألا تفعل ذلك. لقد كانت وجهة النظر القائلة بأن إعصار كاترينا أُرسل من الله لمعاقبة الخطأة في نيو أورليانز شائعة بين الوعاظ الإنجيليين الأميركيين. إذا كان الله يحاول فرض بعض العقوبة أو الانتقام من خلال معجزة، فسيكون من غير المنطقي أن يختار بشكل تعسفي فردًا ما بسبب أفعال خاطئة أقل خطورة بينما يتجاهل العديد من الآخرين، خاصة عندما تكون أفعال الآخرين خطيرة للغاية. إن الكائن الكلي الوجود سوف يحقق عقابًا واسعًا، وفعالًا، ومتوازنًا، وعادلاً. ولا يمكن للمعجزات أن تكون عقابًا من الله.
إذا فكر شخص عاقل في العواقب المترتبة على تصرف كائن كلي القدرة، فإن رد الفعل يجب أن يكون شيئًا من هذا القبيل، "هذا كل شيء؟ هل هذا أفضل ما لديك؟ كيف يُفترض بي أن أؤمن بوجود كائن كلي القدرة على هذا الأساس؟ أي نصف إله عجوز يمكنه أن يفعل ذلك. وهناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن الله لن يفعل ذلك." إن هذه الاعتبارات سوف تؤثر على كل الأغراض المزعومة التي نبتكرها لنتائج المعجزة. وإذا لم يكن هناك أي احتمال بأن يكون هذا من فعل الله، فمن المعقول أن نستنتج أن الله لم يفعل ذلك.
والآن لدينا أسباب قوية لقبول هذه الحجة:
إن الله لن يتصرف بأي طريقة تقل عن قدرته الكاملة.
إن القيام بمعجزة يعني التصرف بأقل من قدرته الكاملة من أجل الله.
وبالتالي، فإن الله لن يقوم بمعجزات.
7- استنتاج
إن مناقشاتنا حول المعجزات، والتي تركز على ما إذا كان لدينا أدلة كافية للاعتقاد بوقوع واحدة، غالبًا ما أهملت مشكلة أكثر جوهرية والتي تقلب نقاش المعجزات بالنسبة لله رأسًا على عقب. حتى لو كانت المعجزات حقيقية، فليست القدرة المطلقة، ولا العلم بكل شيء، ولا الإحسان المطلق ضرورية [كصفات للفاعل] من أجل القيام بها. في الواقع، لن يصنع إله لانهائي المعجزات لأن المعجزات أقل من القدرة الكاملة لله، ولن يتصرف الله بأي طريقة أقل من قدرته الكاملة. لذا حتى لو حدثت واحدة، فلن نتمكن من استنتاج وجود الله منها لأن الله لن يصنع المعجزات.

المقال 3: تحتاج المَزاعِم الفوق عادية أدلّةً فوق عادية بقلم جون لوفتوس

في هذا الفصل سأدافع عن مبدأ ECREE، أو الشعار، وهو اختصار للعبارة الإنكليزية Extraordinary Claims Require Extraordinary Evidence المزاعم الفوق عادية تستدعي أدلّة فوق عادية. يؤكد المدافع المسيحي ويليام لين كريغ أن مبدأ ECREE "هو الحجة التي قدمها ديفيد هيوم (1711-1776) بشكل أساسي ضد الإيمان بالمعجزات".(هامش 82) لذا فإن تركيزي سيكون على حجج ديفيد هيوم ضد المعجزات في الفصل العاشر من كتابه "التحقيق في الفهم البشري".(هامش 83)
يتألف فصل هيوم من جزأين. ففي الجزء الأول، زعم أنه لكي نصدق حدوث معجزة، فلابد أن يكون هناك مستوى معجزي من الأدلة للتغلب على الأدلة الساحقة من قوانين الطبيعة التي تؤكد عدم حدوثها. إن أفضل ما يمكن أن تنتجه الشهادة البشرية لصالح حدث معجزي هو معادلة أو مطابقة الأدلة من قوانين الطبيعة ضده. لذا، حتى لو كان من الممكن عن بعد تحمل هذا العبء، فيجب أن نعلق الحكم على ما إذا كانت المعجزة قد حدثت أم لا.
في الجزء الثاني يواصل هيوم الجدال ضد هذا الاحتمال البعيد. ويقدم أربع حجج تكميلية تفيد بأن الشهادة البشرية لم تقترب قط من المطالبة بتعليق الحكم. وبالتالي، لا ينبغي لأحد أن يصدق أن أي معجزة حدثت بالفعل، أو أن الدين يقوم على المعجزات. وفيما يلي سوف نتناول كلا الجزأين ونتعامل مع بعض الاعتراضات.
ولكي نكون واضحين، فقد عبر هيوم باستمرار عن نفسه بعبارات احتمالية، وليس يقينيات، لذا فمن الواضح أنه لا يرفض المعجزات مسبقًا (قبل فحص الحقائق) أو يجادل في حلقة مفرغة، أو يتوسل إلى السؤال. انظروا بأنفسكم:
في استدلالاتنا المتعلقة بالأمور الواقعية، هناك كل درجات اليقين التي يمكن تصورها، من أعلى درجات اليقين إلى أدنى أنواع الأدلة الأخلاقية. لذلك، يقيس الرجل الحكيم اعتقاده بالدليل. وفي مثل هذه الاستنتاجات التي تستند إلى تجربة لا تقبل الخطأ، فإنه يتوقع الحدث بأقصى درجة من اليقين، ويعتبر تجربته الماضية دليلاً كاملاً على وجود هذا الحدث في المستقبل. وفي حالات أخرى، يتعامل بحذر أكبر: فهو يزن التجارب المعاكسة: ويفكر في الجانب الذي يدعمه العدد الأكبر من التجارب: إنه يميل إلى هذا الجانب، مع الشك والتردد؛ وعندما يثبت حكمه في النهاية، فإن الأدلة لا تتجاوز ما نسميه بشكل صحيح الاحتمال. إن كل الاحتمالات تفترض، إذن، وجود تعارض بين التجارب والملاحظات، حيث نجد أن أحد الجانبين يتفوق على الآخر، وينتج درجة من الأدلة تتناسب مع التفوق. إن مائة مثال أو تجربة على أحد الجانبين، وخمسين مثالاً على الجانب الآخر، توفر توقعًا مشكوكًا فيه لأي حدث؛ على الرغم من أن مائة تجربة موحدة، مع وجود تجربة واحدة فقط متناقضة، من الممكن أن تولد درجة قوية جدًا من اليقين. في جميع الأحوال، يجب علينا أن نوازن بين التجارب المعاكسة، حيث تكون متعاكسة، ونطرح العدد الأصغر من العدد الأكبر، حتى نعرف القوة الدقيقة للدليل المتفوق.(هامش 84)
وقد عبر هيوم عن نفسه بهذه القاعدة العامة:
لا تكفي أية شهادة لإثبات معجزة ما لم تكن الشهادة من النوع الذي يجعل كذبها أكثر إعجازًا من الحقيقة التي تسعى إلى إثباتها؛ وحتى في هذه الحالة يكون هناك تدمير متبادل للحجج، ولا يقدم لنا المتفوق إلا ضمانًا مناسبًا لدرجة القوة التي تبقى، بعد خصم الأقل.(هامش 85)
يشرح ويليام لين كريغ العلاقة بين ECREE والمبدأ العام لهيوم بهذه الطريقة:
" لن يتطلب الأمر الكثير من الأدلة ليصدق شخص ما أنه رأى، على سبيل المثال، شخصًا ما يمشي عبر ساحة انتظار السيارات إلى كنيسته. سنقبل شهادة شخص ما على ذلك. ولكن لنفترض أن شخصًا ما أبلغك أنه رأى [ذلك الشخص] يلوح بذراعيه ويطير عبر ساحة انتظار السيارات إلى الكنيسة. لن تصدق ذلك. ستعتقد أنه إما يكذب أو أنه مخطئ أو أي شيء آخر. إن الأحداث فوق العادية تتطلب أدلة فوق عادية. لذلك، لا ينبغي لك أن تؤمن بالمعجزات أبدًا لأنك لن تتمكن أبدًا من الحصول على أدلة كافية للتغلب على قوانين الطبيعة التي تتناقض مع المعجزة. يجب عليك دائمًا أن تختار الاعتقاد بأن هناك خطأً قد حدث.(هامش 86)
لقد أساء كريغ وصف هيوم بشكل ملائم، بسبب أن استنتاج هيوم هو أن الشهادة البشرية وحدها لن تكون كافية أبدًا للتغلب على قوانين الطبيعة. بغض النظر عن ذلك، يواصل كريغ تأكيده أن هذا "الشعار الذي يبدو منطقيًا"، كما روج له كارل ساجان و"المحبوب في ثقافة الفكر الحر الفرعية"، هو "زائف بشكل واضح".(هامش 87)
مبدأ ECREE الادعاءات فوق العادية
مبدأ ECREE "الادعاءات الفوق عادية تتطلّب أدلّة فوق عاديّة"، هي مجموعة فرعية من مبدأ أكبر يتعلق بالادعاءات المقدمة بشأن العالم الموضوعي للطبيعة وكيفية عملها. تتطلب جميع الادعاءات المتعلقة بالعالم الموضوعي أدلة موضوعية كافية ومتناسبة مع طبيعة الادعاء. وينطبق هذا على المطالبات العادية والمطالبات غير العادية والمطالبات المعجزة. تعتمد كمية (جودة) وقوة (كمية) الأدلة المطلوبة على نوع المطالبة المقدمة. ولكي نفهم هذا بشكل أفضل، دعوني أقدم وصفًا موجزًا لكل نوع من أنواع الادعاءات، وأوضح نوع الأدلة المطلوبة، ثم أقدم بضعة أمثلة ملموسة.
أولاً، الادعاء العادي هو الادعاء الذي يتم تقديمه بشأن أحداث عادية شائعة في الطبيعة، وهو ما يتطلب مستويات عادية من الأدلة. يتم قبول معظم هذه الادعاءات على أساس الشهادة البشرية وحدها. وفيما يتعلق بما قد يدفعنا إلى الشك في الشهادة البشرية، قدم هيوم بعض الاقتراحات:
" إننا نشك في أي مسألة واقعية، عندما يتناقض الشهود مع بعضهم البعض؛ عندما يكونون قليلين، أو مشكوك في شخصيتهم؛ عندما يكون لديهم مصلحة فيما يؤكدونه؛ عندما يدلون بشهادتهم بتردد، أو على العكس من ذلك، بتأكيدات عنيفة للغاية."(هامش 88)
إذا أخبرنا شخص موثوق به أنه رأى حادث سيارة في شارع ماين، فسنصدقه. وإذا أخبرنا شخص موثوق به أنه تحدث للتو إلى والدته عبر الهاتف، فسنصدقه. الدليل الموضوعي الداعم في هذه الحالات هو الدليل السابق الذي يثبت جدارة ذلك الشخص بالثقة. والأمثلة على هذه الادعاءات كثيرة وواضحة.
ثانيًا، الادعاء غير العادي هو الادعاء الذي يتم تقديمه بشأن أحداث غير عادية للغاية ونادرة وحتى غريبة داخل عالم الطبيعة، والتي تتطلب مستويات غير عادية من الأدلة. وللعلم، فإن ديفيد هيوم يميز بين الادعاءات غير العادية والادعاءات المعجزة. عندما يتعلق الأمر بالادعاءات "غير العادية"، يقول هيوم "إن الأدلة الناتجة عن الشهادة تسمح بنقصان، أكبر أو أقل، بما يتناسب مع كون الحقيقة غير عادية إلى حد ما".(هامش 89) وهذا يعني أنه كلما كان الادعاء غير العادي أكثر غرابة، كان الدليل الموضوعي أكثر غرابة، لأن "هذا صراع بين تجربتين متعارضتين؛ إحداهما تدمر الأخرى، بقدر ما تصل إلى قوتها"، تاركة قوة ما تبقى.(هامش 90)
وقد اقترح المؤرخ والفيلسوف الملحد ريتشارد كاريير مثالين مثيرين للاهتمام لهذه الأنواع من الادعاءات غير العادية، وذلك في مناظرته مع المدافع الإنجيلي مايكل ليكونا. إذا ادعى كاريير أنه يمتلك صاروخًا نوويًا أو مركبة فضائية بين النجوم، فسوف يتطلب الأمر قدرًا هائلاً من الأدلة الموضوعية الداعمة حتى يقبلها الأشخاص المعقولون، لأنه ليس من المحتمل جدًا أن يمتلك أيًا منهما.(هامش 91)
ثالثًا، الادعاء المعجز هو الادعاء الذي يتم تقديمه حول أحداث معجزة لا يمكن تفسيرها بل وحتى مستحيلة من خلال العمليات الطبيعية وحدها، والتي تتطلب مستويات معجزة من الأدلة الشهادية. ما هي الكلمة البلاغية الأخرى إلى جانب المعجزة التي يمكن أن تفسر بشكل أفضل مستوى الأدلة الشهادية المطلوبة، إذا كان الادعاء يتعلق بأحداث تنتهك أو تتعدى أو تكسر أو تخرق أو تكسر الطبيعة، وفقًا لهيوم؟ أي نوع من الشهادات البشرية يمكن أن يتغلب على الأدلة القوية للغاية التي تؤكد أن أي عالم لم يقم أبدًا بإجراء تجربة في ظل ظروف معملية صارمة وحصل على نتائج مختلفة عن العلماء الآخرين الذين أجروا نفس التجربة بالضبط في ظل نفس الظروف بالضبط؟ بالنسبة لهيوم، لا توجد كمية أخرى من الشهادات البشرية، سوى مستويات معجزة من الشهادات البشرية، قادرة على التغلب على الأدلة الساحقة لقوانين الطبيعة المعروفة. في أفضل الأحوال، لا يمكن أن إلا أن يساويه.
لقد كان المؤمنون معادين لهيوم. فهم ما زالوا يؤمنون بالمعجزات الخاصة بطوائفهم على الرغم من معاييره. ولكنهم يستخدمون معاييره بشكل مخادع عند تقييم معجزات الأديان التي ترفضها [هذه المعايير]. إن هذا التقييم المزدوج المعايير لابد وأن ينتهي. فإما أن يتوقفوا عن التشكك في ادعاءات المعجزات بشكل عام، أو أن يظلوا متشككين بنفس القدر في ادعاءاتهم الخاصة بالمعجزات، والتي من المرجح أنهم تلقوا تعليماً لتصديقها.
انتقادات وسوء فهم
ولأغراض مناقشة مبدأ ECREE، يمكننا أن نفكر في المعجزة باعتبارها نوعًا غير عادي من الادعاء غير العادي الذي يتطلب أعلى نوع من الأدلة الموضوعية. أحد الانتقادات الموجهة إلى ECREE هو أن هذا المبدأ "يهزم نفسه منطقيًا". وفقًا لدين ميدوز في معهد Apologia [معهد دفاعي مسيحي],
" يبدو أن العبارة تنهار في حد ذاتها لأن المطالبة تُؤكَّد كمبدأ عالمي، أي أنها تنطبق بشكل مستقل وملزمة للجميع في جميع مجالات الحياة. أين الدليل الاستثنائي على أن هذا المبدأ العالمي صحيح؟ وبما أنه لا يوجد دليل غير عادي يثبت أن ،الادعاءات غير العادية تتطلب أدلة غير عادية، فإن هذا الادعاء من الناحية المنطقية يناقض نفسه."(هامش 92)
إن ردي يتألف من ثلاثة أجزاء. أولاً، بما أن كل الادعاءات المتعلقة بالعالم الموضوعي تتطلب أدلة موضوعية كافية ومتناسبة مع طبيعة الادعاء، من الواضح أن الأنواع غير العادية من المطالبات غير العادية تتطلب أكثر من مجرد أدلة شهادة عادية. إنها تحتاج إلى قدر كافٍ من الأدلة الموضوعية بالنسبة لها، أي أدلة غير عادية من أعلى نوع. لماذا يعترض ميدوز على هذا المطلب المعقول ما لم يعترف ضمناً بأن معتقداته لا تحتوي على قدر كاف من الأدلة الموضوعية عليها؟
ثانياً، يستلزم هذا الاعتراض وجود استثناءات لمبدأ ECREE. أي من هذه [المعجزات]؟ لا شك أن ميدوز يزعم أن ادعاءاته الخاصة بالمعجزات هي الاستثناءات، وهو ما يشكل حججاً خاصة، وهو أمر أشرت إليه في مكان آخر.(هامش 93) يحتاج إلى تقديم مثال واحد وتبريره. وبطبيعة الحال، فإن القيام بذلك يتطلب تقديم أدلة غير عادية، وهو ما يمثل جوهر ECREE. وإلى جانب ذلك، ينبغي له أن يبين لنا كيف نقيم ادعاءات أخرى مماثلة غير عادية يقدمها الملايين، وخاصة تلك القادمة من الديانات التي لا يقبلها [هؤلاء]. أخبرنا [أيها المسيحي والمسلم] فقط كيف نقيم الادعاء بأن جوزيف سميث [نبيّ الدين المورموني] قد زاره ملاك موروني، الذي أعطاه بعض الألواح الذهبية الملهَمة، ثم اذهب وافعل الشيء نفسه مع ادعاءاتك.
ثالثا، الجواب على اعتراضه بسيط. ما نقوله هو أنه من المؤكد تقريبًا أن مبدأ ECREE صحيح. من خلال التحدث حصريًا من حيث الاحتمالات، لا يوجد ادعاء هزيمة ذاتي هنا، وهو ما يقوله أولئك منا الذين يفكرون حصريًا من حيث الاحتمالات. إن المؤمنين الذين يعتقدون أن هذا يمنحهم أي نصر على الإطلاق، لا يفكرون حصريًا من حيث الاحتمالات من خلال تحديد معتقداتهم بناءً على قوة الأدلة.
عندما يتعلق الأمر بقبول ادعاء خارق للطبيعة من غير المحتمل إلى حد كبير
يزعم ويليام لين كريغ أننا لا نحتاج إلى "أدلة معجزة" أو "الكثير من الأدلة" أو حتى "كمية هائلة من الأدلة".(هامش 94) يقدم كريغ تشبيهًا متكررًا يعتمد على الفوز باليانصيب. يقول إن صديقًا يمكنه من خلال عرض تذكرة اليانصيب الفائزة أن يقنعنا بأنها تغلبت على الصعاب المذهلة بالفوز بها. وبالتالي، يقول: "إن الدليل على الاختيار الفائز هو في الواقع غير عادي"، حتى وإن لم يكن هناك الكثير من الأدلة، أو كمية هائلة من الأدلة أو أدلة معجزة".(هامش 95)
في البداية، يبدأ كريغ بذكر ما هو واضح، وهو ما يغفل عن النقطة الأساسية. فالادعاءات غير العادية تتطلب أدلة غير عادية، وهو ما يستلزم وجود أدلة موضوعية كافية تؤكّد هذه الادعاءات وتتناسب مع طبيعتها. وهذا يعني أن الأدلة الموضوعية الكافية يجب أن تكون كافية، بغض النظر عما إذا كانت قطعة واحدة من الأدلة الموضوعية مثل تذكرة اليانصيب، أو مائة قطعة من الأدلة الموضوعية. قد يعني ذلك قدرًا صغيرًا من الأدلة الموضوعية، أو قدرًا كبيرًا من الأدلة الموضوعية، أو بعض الأدلة الموضوعية القوية جدًا، أو قدرًا هائلاً من الأدلة الموضوعية القوية جدًا.
كما فشل كريغ في فهم أن كل سحب يانصيب أسبوعي ينتهي إلى فائز في النهاية. هناك ما يقرب من 1600 يانصيب جارٍ كل عام، مما يعني أن هناك حوالي هذا العدد من الفائزين الفريدين كل عام أيضًا. لا يبدو أن هناك الكثير مما هو غير عادي في هذا الأمر، خاصة عند مقارنته بادعاء غير عادي للمعجزة، والتي بحكم التعريف شيء مستحيل من خلال العمليات الطبيعية وحدها.(هامش 96) وذلك لأن الفوز باليانصيب لا يشبه الادعاء المعجز الفريد.
إن المبدأ العام الذي تبناه هيوم يتعلق بمدى ثِقَل الأدلة البشرية على المعجزات بالنظر إلى العالم الطبيعي الذي يستبعدها. ولكن ما نجده حصريًا في الكتاب المقدس فيما يتعلق بالمعجزات هو الشهادة البشرية، والشهادة البشرية الخرافية القديمة ما قبل العلم، والشهادة البشرية من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة، والشهادة البشرية المتضاربة التي تمت تصفيتها من قبل المحررين والمختَصِرين، وشكلت من خلال المناقشات المسيحية المبكرة لعقود و/أو قرون في العالم-القديم ما قبل عصر العلم، حيث كانت ادعاءات المعجزات وفيرة دون وجود الوسائل لتكذيبها.
دعونا نأخذ على محمل الجد القصة المعجزة غير العادية التي تقول أن العذراء مريم أنجبت الإله/الطفل يسوع [التي يؤمن بها المسيحيون والمسلمون]. لا يوجد دليل موضوعي يؤكد قصتها. بتاتا. ولم نسمع عنها شيئًا عن ارتدائها حزام عفة معادٍ للنساء لإثبات عذريتها. ولم يفحص أحد غشاء بكارتها قبل أن تلد. ولم تقدم ثوب زفافها الملطخ بالدماء من ليلة زفافها والذي من المفترض أنه "يثبت" عذريتها قبل أن تلد. (سفر تثنية التشريع 22: 15-21). بعد ولادة يسوع، لم يكن موري بوفيتش [وهو صحفي شعبي أمريكي مشهور في تسعينيات القرن العشرين] موجودًا لإجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن يوسف ليس والد الطفل. وليس لدينا حتى دليل من شهادة مباشرة على ذلك، لأن القصة رواها لنا آخرون، وليس مريم أو يوسف. في أفضل الأحوال، كل ما لدينا هو شهادة من مصدر ثانوي لشخص واحد، مريم، أو شخصين إذا أضفنا يوسف الذي كان مقتنعًا بشكل لا يصدق أن مريم كانت عذراء بسبب حلم، نعم، حلم (انظر متى 1: 19-24)، حلم حل معضلته حول ما إذا كان يجب أن "يطردها بهدوء" أو "يفضحها" علنًا، الأمر الذي كان سيؤدي إلى إعدامها بتهمة إهانته.(هامش 97) لا نحصل أبدًا على فرصة لاستجوابهم بشكل مستقل، إلى جانب الأشخاص الذين عرفوهم، وهو ما نريد أن نفعله، نظرًا لأنه قد يكون لديهم سبب وجيه جدًا للكذب (الحمل خارج إطار الزواج؟). [من المهم هنا أن نضيف أنه يوجد إشكال شبيه بهذا في قصص ولادة النبي محمد حيث أن الروايات توحي أنّ محمدا ولِد بعد وفاة أبيه عبد الله على الأقل بسنتين ولذلك حرص فقهاء المذاهب الأربعة على اعتبار إمكانية وصول مدة الحمل إلى 4 و5 وحتى 7 سنوات].
الآن قد يثق المرء ببساطة في كاتب الإنجيل المجهول الذي كتب هذه القصة غير العادية، ولكن لماذا؟ كيف أمكنهم اكتشاف أن عذراء تدعى مريم أنجبت إلهًا؟ فكر في الأمر. لا يمكن لأي تحقيق معقول أن يأخذ كلمة مريم و/أو يوسف على محمل الجد. وفيما يتعلق بحلم يوسف، يقول لنا توماس هوبز: "إن قول الإنسان إن الله تكلم إليه في الحلم لا يختلف عن القول إنه حلم أن الله تكلم إليه؛ وهذا ليس بالقوة الكافية لكسب تصديق أي إنسان. [ليفيثان، الفصل 32.6] لذا فإن الأمر يعود إلى مريم. لماذا يجب أن نصدقها؟ في هذه النقطة يواجه المؤمنون معضلة خطيرة تتعلق بإيمانهم. فإذا كان هذا هو نوع البحث الذي تم استخدامه في كتابة الأناجيل، فلا ينبغي لنا أن نصدق أي شيء آخر يقولونه دون الحاجة إلى أدلة موضوعية مؤكدة. ولكن إذا كان البحث غير ضروري لكتابة أناجيلهم - لأنها أناجيل موحى بها من الله - فلماذا يمنحنا كاتبو الأناجيل ذريعة أنهم قاموا بالبحث في الأمر (انظر لوقا 1: 1-4)؟ لماذا لا نقول ببساطة أن قصصهم حقيقية بسبب الوحي الإلهي وننتهي من هذا التظاهر؟ عندها سيعترف مؤلفو الأناجيل بأن قصصهم تفتقر إلى الأدلة الموضوعية الداعمة المطلوبة، وهذا بدوره يعني أنه لا يوجد سبب وجيه لتصديقها.
ولكن لنفترض أن مؤلفي الأناجيل المجهولين قد حصلوا على الدليل الموضوعي المطلوب على ولادة العذراء. هذا لا يغير شيئًا، لأنهم لم يقدموا الدليل أو يخبرونا عنه! ولكن هذا لا يعني أننا سنظل مجبرين على الوثوق بشهادة كاتب مجهول للإنجيل، وهو الأمر الذي نحتاج إلى تأكيده. وهذا أشبه بالطلب منّا أن نصدق أن مؤسس طائفة المورمون جوزيف سميث قد حصل بالفعل على بعض الألواح الذهبية المقدسة لترجمتها، استنادًا إلى ما قيل لنا فقط، إلا أن قبول كتاب مجهولين قبل ألفي عام أمر مبالغ فيه بالمئات. هذا النوع من الإيمان الأعمى هو شيء يجب على البالغين التخلص منه من عالمهم العقلي.
المشكلة الحقيقية التي يواجهها المدافعون عن المعجزات ضدّ حجج هيوم هي أنه لا توجد أسباب وجيهة للاعتقاد بوقوع المعجزات. فلو كان الأمر كذلك، فلن يعترض المؤمنون على هيوم. كل ما على المسيحيين فعله هو أن يسألوا أنفسهم عما كانوا ليقولوه لو كان هناك دليل موضوعي كافٍ للإيمان بالمعجزات. إن عدم وجود هذا الدليل هو السبب الذي يجعل المؤمنين يعترضون على هيوم. وإلا فإنهم سيوافقون على متطلبات هيوم المعقولة ثم يواصلون تقديم أدلة موضوعية كافية تثبت حدوث معجزات دينهم.
لذلك فإن المسيحيين لديهم خيار لاتخاذه، إما 1) لم تحدث المعجزات، حسب هيوم، لأنه لا يوجد سبب لقبول مجرد شهادة عليها؛ أو 2) حتى لو حدثت المعجزات، فإن مجرد الشهادة عليها غير كافية، حسب هيوم، لذلك لا يزال لا يوجد سبب وجيه لقبولها. وبما أن المسيحيين لا يملكون في أفضل الأحوال سوى شهادة بشرية من متلقّي في الكتاب المقدس، فإن هذا هو الخيار الذي فُرض عليهم. ولو كان إلههم يتمتع بقدر ضئيل من البصيرة، لكان بوسعه أن يقدم هذا الدليل الموضوعي، ولكنه لم يفعل.(هامش 98)
هيوم القسم 2
يعتقد المدافعون عن المسيحية بالإجماع أن حجة هيوم الرئيسية في الجزء الأول قد فشلت، وهو الجزء المثير للجدل.(هامش 99) زعم سي إس لويس أن هيوم كان يتوسل إلى الإجابة عن السؤال. وزعم أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يعرف بها هيوم أن المعجزات لم تحدث هي "إذا علمنا أن كل التقارير عنها كاذبة. ونحن نعلم أن كل هذه التقارير كاذبة فقط إذا كنا نعلم بالفعل أن المعجزات لم تحدث أبدًا.(هامش 100) رفض روبرت جيه فوجيلين هذا الاعتراض باعتباره سوء فهم فادح من قِبَل لويس لهيوم:
"لا يزعم هيوم في أي مكان، سواء صراحة أو ضمناً، أننا نعلم أن جميع التقارير عن المعجزات كاذبة لأننا نعلم أن جميع التقارير عن المعجزات كاذبة... يبدأ هيوم بادعاء يتعلق بالشهادة. فمن ناحية، لدينا شهادة واسعة النطاق وغير مثيرة للمشاكل مفادها أن الناس عندما يخطون إلى الماء فإنهم لا يظلون على سطحه. وعلى الجانب الآخر، لدينا تقارير متفرقة عن أشخاص يسيرون على سطح الماء. وبناء على شهادة النوع الأول، فكيف نستطيع أن نقيم شهادة النوع الثاني؟ إن الشهادة من النوع الأول لا تثبت أن الشهادة من النوع الثاني كاذبة؛ ومع ذلك، فإنها تخلق افتراضًا قويًا - ما لم يتم الرد عليه، افتراضًا قويًا بشكل حاسم - لصالح كذبها. هذه هي حجة هيوم، ولا يوجد فيها أي شيء دائري أو يثير التساؤلات.(هامش 101)
وقد انتقد آخرون هيوم وكأنه يقول إنه من المستحيل أن تحدث المعجزات لأن قوانين الطبيعة تمنع حدوثها. ولكن هذا ليس صحيحاً. إذ يزعم إيفان فالس أن هيوم لم يكن ليقصد أن يقول إن المعجزات مستحيلة منطقياً، "لأن التسليم بذلك كان ليجعل الطريق إلى استنتاجه في كتابه "عن المعجزات" أسهل كثيراً ـ بل وربما تافهاً. ومن الواضح أن هيوم كان يقصد نتيجة أكثر جوهرية.(هامش 102) حتى المدافع المسيحي رونالد ناش وافق على ذلك قائلاً:
"لم يكن بوسع هيوم أن يزعم أن المعجزات مستحيلة. فبدلاً من مهاجمة المعجزات ميتافيزيقياً (بالزعم بأنها مستحيلة)، تبين أن التحدي الذي طرحه هيوم ذو طبيعة معرفية أبستمولوجية. وهذا يعني أنه يزعم أنه على الرغم من إمكانية حدوث المعجزات، فإنه ليس من المنطقي أبدًا الاعتقاد بأن أي معجزة مزعومة قد حدثت."(هامش 103)
يعتقد العديد من الفلاسفة الملحدين أن حجة هيوم في الجزء الأول ناجحة، ومن بينهم أنتوني فلو، وإيفان فالس، ونيكولاس إيفرت، وروبرت جيه فوجيلين،(هامش 104) ووليام إل. فاندربيرج.(هامش 105) يزعم نيكولاس إيفرت في الجزء الأول أن "القوة التدميرية الحقيقية لنقد هيوم تكمن في حجته الفلسفية، حتى في أكثر الظروف ملاءمة (الملائمة، أي للاعتقاد في الألوهية) لن يكون من المنطقي الاعتقاد بحدوث معجزة".(هامش 106) يوضح إيفرت أنّه:
"نظرًا لأن المعجزة هي انتهاك لقانون الطبيعة بحكم التعريف، فهي غير محتملة إلى أقصى حد. لذا، إذا كان من المفترض أن تكون الشهادة لصالح المعجزة ذات مصداقية منطقية... فيجب أن تكون شهادة قوية للغاية - وإذا كانت حقيقة، فيجب أن تكون قوية إلى أقصى حد. ولكن حتى لو بلغت الشهادة أقصى قوة، فإن كل ذلك سوف يلغى بسبب عدم احتمالية حدوث أي شيء يتعارض مع قوانين الطبيعة... وبما أن الدليل الصافي سوف يكون صفرًا (أقصى دليل لصالح يلغيه أقصى دليل ضد)، فإن الاستجابة العقلانية سوف تكون عدم الإيمان بحدوث المعجزة المفترضة.
كان أنتوني فلو ملحدًا آخر دافع عن هيوم، وشرحه على النحو التالي:
"لا يمكن توليد فكرة قوية عن المعجزة الحقيقية إلا إذا كان هناك أولاً مفهوم قوي بنفس القدر عن النظام الطبيعي. حيث لا يوجد حتى الآن مفهوم قوي للنظام الطبيعي، فلا يوجد مجال كبير لفكرة حدوث حدث معجز حقيقي منفصل عن ظاهرة المعجزة أو العجب أو العلامة الإلهية. ولكن بمجرد أن يترسخ هذا المفهوم للنظام الطبيعي، يصبح هناك تردد كبير في السماح بحدوث المعجزات بالفعل، أو حتى الاعتراف بمفهوم المعجزة كمفهوم مشروع... فالاستثناءات تعتمد منطقيًا على القواعد. فقط بقدر ما يمكن إظهار أن هناك ترتيبًا، يصبح من الممكن إظهار أن الترتيب يتم تجاوزه في بعض الأحيان. تكمن الصعوبة (التي ربما لا يمكن حلها) في الحفاظ في الوقت نفسه على القواعد القوية والاستثناءات الحقيقية لها."(هامش 107)
دعوني أضع الأمر بهذه الطريقة: الإيمان بالمعجزات يتطلب إثباتًا مزدوجًا يكاد يكون مستحيلًا. ما يجب على المؤمنين أن يظهروه هو أن المعجزة المزعومة لا يمكن أن تحدث في العالم الطبيعي لأنها مستحيلة على أسس طبيعية وحدها (وإلا فإنها لا تعتبر معجزة). ثم يجب عليهم أن يستديروا ويزعموا أن مثل هذا الحدث المستحيل ربما حدث بالفعل. بعبارة أخرى، فإن احتمال حدوث معجزة يتناسب عكسيا مع احتمال وقوع حدث معجز داخل نظام العالم الطبيعي (أي كلما كان احتمال حدوث المعجزة أقل كلما كان احتمال عدم حدوثها أكبر). وبهذه الطريقة ترتفع احتمالية عدم حدوث المعجزة غير العادية بنسبة تتناسب مع عدم احتمالية حدوثها، والعكس صحيح.
هل كان هيوم على حق؟ لا ينبغي للإنسان الحكيم، والعاقل، أن يعتقد أن الطبيعة قد انتهكت دون وجود أدلة موضوعية كافية تدعم هذا الادعاء، ولا يوجد أساسًا أي أدلة موضوعية تدعم أي معجزة في الكتاب المقدس. الآن، صحيح أن هناك أدلة تتفق مع بعض المعجزات الكتابية، مثل الاكتشافات الأثرية لبركة سلوام في أورشليم، حيث يُقال أن يسوع قال لرجل أعمى أن يذهب ويشفى، وقد شُفي. ولكن مثل هذه الاكتشافات الأثرية لا تعتبر أدلة مؤكدة. وفي أفضل الأحوال، فإن ما يملكه المسيحيون هو اكتشافات أثرية تتفق مع ما يؤمنون به، بنفس الطريقة التي يتفق بها وجود مدينة بيت لحم مع الادعاء بأن يسوع وُلد من عذراء هناك، أو كما يتفق وجود مدينة روزويل في ولاية نيو مكسيكو مع الادعاء بأن الكائنات الفضائية حقيقية. هذا النوع من الأدلة لا يُذكر في أحسن الأحوال لأن ما نبحث عنه هو أدلة تأكيدية. ولكن ما لدينا بدلاً من ذلك هو الكثير من الأدلة التي تنفي ذلك. في مختاراتي السابقة، المسيحية هي نور العلم، هناك ثلاثة فصول توضح لماذا لا تؤكد علم الآثار صحة الكتاب المقدس، بما في ذلك حكايات الخروج من مصر، ووجود مدينة الناصرة خلال الوقت الذي يُفترض أن يسوع نشأ فيها.
ما قد يفاجئ القراء هو أن بعض الفلاسفة الملحدين/اللاأدريين يعتقدون أن حجة هيوم في الجزء الأول قد فشلت، مثل مايكل ليفين، ومايكل مارتن، وجراهام أوبي، وجون إيرمان.(هامش 108) على سبيل المثال، يقول مايكل ليفين "إنه يفشل" باعتباره "مغامرة غير ناجحة" و"غير ضرورية"(هامش 109) يقول غراهام أوبي، الذي كان صديقًا لكل مدافع عن الأصولية لأنه أخذ معتقداتهم على محمل الجد، بشكل غريب: "إن حجة هيوم ضد الإيمان بالتقارير المعجزة تفشل بنفس القدر من اليقين مثل الحجج المختلفة من التقارير المعجزة إلى وجود إله توحيدي بمفهوم أرثوذكسي".(هامش 110) من المؤكد أنه لا يقصد ذلك حقًا؟ هل يقصد ذلك حقًا؟ دافع جيه إل ماكي عن هيوم ضد بعض الاعتراضات، على الرغم من أنه اعتقد أن حجة هيوم الرئيسية بحاجة إلى "تحسين" بسبب "عدم الدقة" حتى أنه وصف بعضها بأنها "غير مرضية للغاية". ولكن بدلاً من رفضها، قرر ماكي أنها بحاجة فقط إلى "الترتيب وإعادة الصياغة" كما سأشارك لاحقًا.(هامش 111)
أحد انتقادات مايكل ليفين هو أن حجة هيوم ضد المعجزات تأتي مباشرة من نظريته المعرفية التجريبية، والتي تتطلب انطباعًا حسيًا حتى يتم اعتبار شيء ما حقيقة واقعة. وعلى هذا النحو، يقول ليفين إن حجة هيوم ضد المعجزات "هي شرح لفهم الافتراض الأساسي القائل بأنه لا يمكن للمرء أن يكون لديه "انطباع" عن حدث خارق للطبيعة".(هامش 112) إن التجريبية الأساسية التي يتبناها هيوم تتجلى في العديد من الحجج الرئيسية التي يطرحها. فهو يزعم أننا لا نملك انطباعات حسية عن السبب والنتيجة أو عن النشاط الإلهي، أو عن الذات في هذا الصدد، والتي ليست سوى مجموعة من الأحاسيس. لذا، يقول ليفين: "بالنظر إلى وجهة نظره القائلة بأن النشاط الإلهي من المستحيل معرفته، فإن حجة هيوم في الجزء الأول غير ضرورية إلى حد ما".
بطبيعة الحال، أجد انتقاد ليفين غير مفيدٍ تمامًا، لأن استخلاص الآثار المترتبة على نظرية معرفية سابقة أمر يستحق العناء، خاصة إذا لم يكن أحد قد فعل ذلك من قبل. ولو لم يفعل هيوم ذلك، لكان شخص آخر قد فعل ذلك. والأمر الأكثر أهمية هو أن حجة هيوم في الجزء الأول مستقلة بصرف النظر عن افتراضه التجريبي الأساسي. وكان بوسع هيوم أن يكتب هذا الفصل بغض النظر عن نظريته المعرفية.
بعد أن نناقش الجزء الثاني من حجج هيوم، سنركز على ثلاثة اعتراضات خطيرة من جون إيرمان.

هيوم القسم 2
يدعم ديفيد هيوم حجته الرئيسية في الجزء الأول بأربع حجج تكميلية في الجزء الثاني. يستطيع هيوم أن يتخيل سيناريو حيث قد تقنعنا كمية هائلة من الأدلة الموثوقة من عدد هائل من الأشخاص غير المهتمين بأن حدثًا خارقًا للطبيعة قد حدث. [الحدث المتخيَّل] والتي كانت بمثابة شهادة دامغة على أنه في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1600 (أي قبل ذلك بنحو 150 عامًا)، كان هناك ظلام دامس على الكوكب بأكمله لمدة أسبوع من الأيام. (هامش 113) ولكنه يواصل القول بأننا لا نملك أبدًا هذا النوع من الأدلة الشهادية.
هذه هي وجهة نظري ووجهة نظر مايكل ليفين، الذي يزعم أن هيوم في الجزء الثاني يتناول السؤال الفلسفي المهم الوحيد الذي يهم: "هل يحق لأي شخص أن يؤمن بالمعجزات - على سبيل المثال، على أساس الكتاب المقدس". يقول "هذا هو السؤال الذي يتجاهله أو يؤجله العديد من الفلاسفة المتخصصين في المعجزات بينما يتناولون بدلاً من ذلك أسئلة حول قوانين الطبيعة؛ أو (2) يؤكدون ذلك - على الرغم مما تخبرنا به الدراسات التاريخية والنقد الكتابي (النصي) المتطور؛ أو (3) يفترضون بشكل عرضي أن الإجابة عليه ستكون بالإيجاب". وفي هذا السؤال الحاسم، يجادل ليفين نفس حجة هيوم القائلة بأن "لا أحد يحق له أن يعتقد بحدوث معجزة، على الأقل ليس على أساس الشهادة".(هامش 114)
الحجة التكميلية الأولى لهيوم
أولاً، يزعم هيوم أنه لا يمكن العثور على "في كل التاريخ، على أي معجزة أثبتها عدد كافٍ من الرجال، الذين يتمتعون بحس سليم لا جدال فيه، وتعليم، وتعلم كافٍ لحمايتنا من كل وهم في أنفسهم؛ أو يتمتعون بمثل هذه النزاهة التي لا شك فيها، بحيث تجعلهم فوق كل شك في أي تصميم لخداع الآخرين ... وفي الوقت نفسه، يثبتون الحقائق التي حدثت بطريقة علنية وفي جزء مشهور من العالم، بحيث يجعل الكشف عنها أمرًا لا مفر منه".(هامش 115)
يعترض المدافع المسيحي مايكل ليكونا على هذا في كتابه الضخم الذي يدافع فيه عن القيامة [قيامة يسوع بعد الصلب]، قائلاً: "إذا تم استخدام معايير هيوم لقبول الشهادة باعتبارها حقيقية خارج ادعاءات المعجزات، فربما كان علينا أن نرفض الغالبية العظمى من ما نعتقد أننا نعرفه حاليًا عن الماضي. الكثير مما نؤمن به عن الماضي تم نقله من مصدر وحيد ونادرًا ما يكون "خارج كل الشكوك".(هامش 116)
إن عدم صراحة علماء الدفاع المسيحيين في استغلال الحجج الجيدة في الاتجاه المعاكس لا تكف عن إبهاري. إن ليكونا يفشل في فهم الفرق بين متطلبات الأدلة اللازمة للادعاءات العادية والادعاءات المعجزة غير العادية. يمكن عادةً أن تؤخذ الادعاءات العادية بشأن الأحداث العادية على ظاهرها. لكن هذا لا يعني أنه يتعين علينا ترك الأمر عند هذا الحد. إن الادعاءات العادية التي لها أدلة عادية مدعومة بكمية هائلة من الأدلة الموضوعية التي يُفترض وجودها إذا أردنا التحقق منها. إذا قالت صديقة مقربة إنها استقلت قطار Amtrak Wolverine أمتراك وولفرين من ديترويت إلى شيكاغو وتعتبر شهادتها جديرة بالثقة، فلا يوجد سبب لطلب أي دليل موضوعي يثبت ذلك. لكنها موجودة بالتأكيد مثل وجود مجموعة كبيرة من الأدلة التي تثبت أنها جديرة بالثقة. ربما تكون تذكرة القطار نفسها، أو كاميرا مراقبة في القطار، أو صورة شخصية التقطتها مع شخص التقت به في الطريق [دليلا كافيا]. وهذا هو نوع الأدلة الموضوعية الكافية المطلوبة عندما يتعلق الأمر بأي ادّعاء. إن الأمر فقط هو أننا لا نحتاج إلى أن نطلب ذلك عندما يتعلق الأمر بالادعاءات العادية، في حين أنه يتعين علينا الإصرار على وجود أدلة موضوعية كافية بالإضافة إلى شهادة المرء عندما يتعلق الأمر بادعاءات المعجزات التي تتحدى الطبيعة.
لقد كتبت فصلاً كاملاً عن ندرة الأدلة التاريخية بعنوان "الأدلة الضعيفة للأدلة التاريخية"(هامش 117) وأعتقد أن ليكونا محق بشأن قلة الأدلة المتوفرة عن "الكثير من الماضي". ومع ذلك، هناك حجة جيدة تستند إلى هذا الاتفاق، وهي حجة تفلت منه. تتعلق دعوى المعجزة بحدث "لا يمكن أن يكون له سبب طبيعي"، وفقًا لتعريف ليكونا نفسه.(هامش 118) فإذا كانت الأدلة التاريخية حول الادعاءات العادية في الماضي تتسم بمثل هذه الجودة الرديئة، كما يعترف ليكونا، فكم بالحري الأدلة التاريخية حول ادعاءات المعجزات غير العادية في الماضي؟ وإذا كانت الحالة الأولى هي الحال، فإن الحالة الثانية تتضاعف بالآلاف.
الحجة التكميلية الثانية لهيوم
يزعم هيوم أنه ينبغي لنا أن نعطي الأولوية لما "يقوم على أكبر عدد من الملاحظات الماضية"، وباعتباره مؤرخًا، عرف هيوم العديد من حالات المعجزات المزورة، والتي تثبت ميل البشر القوي إلى تصديق قصة عجيبة وغير عادية ثم المبالغة فيها عندما يعيدون سردها.
ويرى مايكل ليكونا بدلاً من ذلك أن ادعاءات المعجزات ينبغي التحقيق فيها على أساس كل حالة على حدة بدلاً من تبني الاحتمالات السابقة ضدها.(هامش 119) ويقترح أن نتجاهل أو نرفض هذه الاحتمالات السابقة ونحقق في ادعاءات المعجزات بمعزل عن بعضها البعض دون الاستفادة من أي معرفة خلفية بأن هذه الادعاءات الأخرى دائمًا ما تكون خاطئة (أو، لكي نكون منصفين، دائمًا تقريبًا). وبما أنه من المستحيل التحقيق في كل ادعاء بالمعجزة، يقول ليكونا إن هيوم مخطئ في اقتراحه أن التجربة الموحدة تتعارض مع المعجزات. ولكن على العكس من ذلك، فإن السبب وراء عدم قدرتنا على التحقيق في كل الادعاءات المعجزة هو أننا لابد وأن نتوصل إلى نوع من الاستنتاجات بشأن الاحتمالات السابقة عند تقييم ما إذا كان أي منها قد حدث. وما يحاول ليكونا أن يفعله هو التهرب من تحمل العبء الكامل المتمثل في إثبات صحة هذه الادعاءات على خلفية الاحتمالات.
الحجة التكميلية الثالثة لهيوم
يزعم هيوم أن ادعاءات المعجزات تنشأ بين القبائل غير المتحضرة، والجاهلة، والهمجية. ويتساءل هيوم بلاغيًا: لماذا "لا تحدث مثل هذه الأحداث الهائلة في أيامنا هذه؟"(هامش 120)
إن ما إذا كانت المعجزات تحدث في أيامنا هذه هو موضوع فصلين في هذه المختارات التي كتبها دارين سبيد وإدوارد بابينسكي. ومع ذلك، يزعم مايكل ليكونا أنه إذا اتبعنا هيوم، فلن نتمكن أبدًا من تصديق وقوع أي حدث غير محتمل، حتى لو حدثت أحداث غير محتملة. نعم، قد تكون وقعت أحداث غير عادية وغير متوقعة، على الرغم من أن التاريخ لا يترك أي أثر لها يمكن للمؤرخين من الاستنتاج بأنها حدثت. فماذا لو كان الأمر كذلك؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذا هو الحال. لا ينبغي لأحد أن يتوقع وجود أدلة كافية لكل ما حدث في الماضي. والواقع أننا لا نستطيع أن نقبل إلا الاستنتاجات التي يمكن تبريرها بشكل معقول. فقد تكون كائنات فضائية قد اختطفت شخصاً ما، ولكن في غياب أدلة كافية تتناسب مع مثل هذا الادعاء، فلا يوجد سبب يجعل أي شخص يصدق الشخص الذي يؤكد هكذا ادعاء. لا يمكننا أن نصدق إلا ما هو محتمل. لذا ينتهي الأمر بليكونا إلى الاعتراض على حقيقة مفادها أن المعجزات غير محتملة. وإذا كانت هذه هي الحال، فهذا هو الحال. وليس هذا خطأ هيوم.
الحجة التكميلية الرابعة لهيوم
وأخيرا، يزعم هيوم أن الديانات المتنافسة تدعم معتقداتها بادعاءات المعجزات؛ وبالتالي فإن هذه الادعاءات وأنظمتها الدينية تلغي بعضها بعضا. وهذا يعني أن أي معجزات يمكن أن تتحقق في دين ما تلغي احتمالات حدوث معجزات في دين آخر، والعكس صحيح. وقد اعترف المدافع المسيحي رونالد ناش بأن هذه كانت أقوى حجج هيوم الأربع.(هامش 121) غير أن ريتشارد سوينبورن رد بأن الادعاءات الدينية المتنافسة لا تلغي بعضها البعض إلا إذا حدثت المعجزات المزعومة لكل دين بالفعل وإذا تم استخدام هذه المعجزات المزعومة لإثبات حقيقة كل من هذه الديانات المنفصلة.(هامش 122) إن المزاعم المتعلقة بالمعجزات تستخدمها الديانات المختلفة لإثبات عقائدها المتناقضة، لذا فإن ما إذا كانت المعجزات قد حدثت أم لا هو القضية الرئيسية هنا. ويزعم هيوم أن وجهة نظره "لا تختلف في الواقع عن منطق القاضي الذي يفترض أن مصداقية شاهدين، يؤكدان على ارتكاب جريمة ضد أي شخص، قد تدمر بشهادة شاهدين آخرين، يؤكدان أنهما كانا على مسافة مائتي فرسخ، في نفس اللحظة التي قيل فيها إن الجريمة قد ارتُكبت".(هامش 123) بالنسبة لهيوم، هذه مشكلة مصداقية. يتساءل هيوم كيف يمكنه أن يعرف ما إذا كانت المعجزات في ديانتين مختلفتين قد حدثت بالفعل، طالما أن مصداقية كل منهما مشكوك فيها. وتصبح هذه النقطة قوية بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالأعداد الهائلة من اليهود في أيام يسوع الذين لم يؤمنوا بقيامته، وهي قضية سأعود إليها في فصل لاحق.
يلخص هيوم الجزء الثاني في زمن الماضي، بعد أن قيل وفُعل كل شيء:
"وعلى العموم، يبدو أن أي شهادة لأي نوع من المعجزات لم تبلغ أبدًا درجة الاحتمال، ناهيك عن كونها دليلاً؛ وحتى لو افترضنا أنها بلغت درجة الإثبات، فسوف يعارضها دليل آخر؛ مستمد من طبيعة الحقيقة ذاتها، والتي ستحاول إثباتها. إن التجربة وحدها هي التي تمنح الحجة للشهادة البشرية؛ وهي نفس التجربة التي تضمن لنا قوانين الطبيعة. لذا، عندما يكون هذان النوعان من التجارب متعارضين، فلا يكون أمامنا ما نفعله سوى طرح أحدهما من الآخر، وتبني رأي، إما من جانب أو آخر، مع ذلك الضمان الذي ينشأ عن الباقي. ولكن وفقًا للمبدأ الذي تم شرحه هنا، فإن هذا الطرح، فيما يتعلق بجميع الديانات الشعبية، يعادل الفناء الكامل؛ وبالتالي يمكننا أن نؤسسه كمبدأ أساسي، وهو أنه لا يمكن لأي شهادة بشرية أن تمتلك مثل هذه القوة لإثبات المعجزة، وتجعلها أساسًا عادلاً لأي نظام ديني من هذا القبيل.(هامش 124)
إن حقيقة أن المعجزة تتطلب أدلة غير عادية تتجاوز عيوب الشهادة البشرية العادية ليست مطلبًا غير معقول من جانب هيوم. إنها طبيعة الوحش. إن الشهادة البشرية للمعجزات معرّضة للخطأ أمر معروف على نطاق واسع. ففي برنامج تلفزيوني للطب الشرعي أشاهده، تقول أحدى الشخصيات: "إن الأدلة لا تكذب. لكن البشر هم من يكذبون". لذا يتعين علينا أن نتبع الأدلة الموضوعية أينما تقودنا، وخاصة مع اكتشاف عدد كبير من التحيزات المعرفية التي تُظهر أننا نؤمن بما نفضل أن نؤمن به، لأن أدمغتنا اللا-واعية سوف تكذب علينا لإبقائنا داخل منطقة الراحة في علاقاتنا القَبَلية [نسبةً إلى القبيلة].(هامش 125) ولكي نتغلب عليها، يتعين علينا أن نكون على استعداد لمغادرة منطقة الراحة القبلية الخاصة بنا، إذا لزم الأمر. بالنسبة لمعظم الناس، هذا أمر لا يمكن تصوره. حيث تدور المعركة حول كيفية الحد من تحيزاتنا في تقييم معتقداتنا الدينية، وهو ما يعترف به مايكل ليكونا. والحل الوحيد هو البحث عن أدلة موضوعية كافية لما نستنتجه، أو نمتنع عن الإيمان به.
اعتراضات جون إيرمان على دافيد هيوم
أنتقل الآن إلى ثلاث اعتراضات رئيسية للفيلسوف اللا-أدري جون إيرمان، في كتابه الذي يحمل عنوانًا مهينًا، "فشل هيوم الذريع: الحجة ضد المعجزات".(هامش 126) وقد شرح آرون لوكاس اعتراضه الأول وأجاب عليه.(هامش 127) وكما رأينا، فإن القاعدة العامة التي وضعها هيوم هي "أن أي شهادة لا تكفي لإثبات معجزة، ما لم تكن الشهادة من النوع الذي يجعل كذبها أكثر إعجازًا من الحقيقة التي تسعى إلى إثباتها". وفقًا لإيرمان، فإن مبدأ هيوم الأساسي هو أنه لا ينبغي لأحد أن يؤمن بالمعجزة ما لم تكن احتمالية حدوثها أكبر من 50% في ضوء الأدلة. لوكاس: "عندما يتم تفسير مبدأ هيوم بهذه الطريقة، فإنه يبدو وكأنه مجرد منطق سليم. بطبيعة الحال، لا يمكن للشهادة أن تثبت حدوث معجزة إلا إذا جعلت هذه المعجزة محتملة! فمن الذي قد يفكر بطريقة أخرى؟" لذا فإن إيرمان ينتقد هيوم لأنه ذكر ما هو واضح، وهو أن هذه حقيقة تافهة لن يجادل فيها أي مدافع في المقام الأول. ولكن هذا لا يساهم بأي شيء في الأدبيات التي تناولت المعجزات، ولا يستحق الثناء الذي نالته. ولكن لوكاس يوضح، من خلال العديد من الأمثلة الجيدة، أنه "في حين أن مبدأ هيوم قد يكون مبتذلاً بشكل واضح بالنسبة لإيرمان، فإن القراءة السريعة للأدبيات الدفاعية الحديثة تكشف أن هذا بعيد كل البعد عن الوضوح بالنسبة للعديد من المدافعين الأساسيين عن المسيحية اليوم". يعتقد أغلبهم، على النقيض من مبدأ هيوم، أن مجرد الشهادة يمكن أن تثبت المعجزة. لذا يقول لوكاس: "إذا كان من الواجب إلقاء اللوم على هيوم لأنه ذكر الواضح، فيجب إلقاء اللوم على العديد من المفكرين المسيحيين الرائدين اليوم بشكل أكبر لفشلهم في رؤية الواضح".
خذ مثالاً واحداً فقط من ويليام لين كريغ، الذي أدخل معياراً احتمالياً مختلفاً عن معيار هيوم لقبول المعجزة:
"إن المدافع المسيحي الناجح لا يحتاج إلى إثبات أن احتمالية فرضية القيامة أكبر من 50%، أو أنها أكثر احتمالية من عدمها. بل ما يجب عليه إثباته هو أن احتمالية القيامة أكبر من أي من البدائل المنفصلة لها. وبالتالي، حتى لو كانت فرضية القيامة ذات احتمالية 30% فقط، ولم يحصل أي من بدائلها على درجة أعلى من 10%، فإنها تظل التفسير الأفضل على الإطلاق."(هامش 128)
من الواضح أن هذا يتعارض مع هيوم، ولكن كما يوضح لوكاس، "إن الأسئلة "ما هو أفضل تفسير" و "ما الذي حدث على الأرجح" تتناول قضيتين منفصلتين، والسؤال الثاني هو الذي نهتم بالإجابة عليه. "إن السؤال الأول لا قيمة له إلا بقدر ما يساعدنا في الإجابة على السؤال الثاني". ويقدم لنا لوكاس تشبيهًا مناسبًا:
"تخيل حجر نرد ذي عشرين وجهًا يميل لصالح الوجه العشرين. يهبط على الرقم 20 في 1/5 من المرات، وتكون احتمالية بقاء الوجهين الآخرين على نفس القدر من الاحتمال. إذا كان عليك المراهنة على رقم واحد، فسيكون الرقم 20 هو الرهان الأفضل. ولكن إذا كان لديك رهان على ما إذا كان سيقع على الرقم 20 أم غير 20، فمن الواضح أنه يجب عليك الرهان ضد الرقم 20. وبالمثل، إذا كانت القيامة [قيامة يسوع] هي التفسير الأفضل، فإن القيامة هي الخيار الفردي الأفضل. ولكن إذا كان علينا أن نراهن على ما إذا كانت القيامة صحيحة أم خاطئة، فيجب أن نراهن ضدها."
الاعتراض الرئيسي الثاني لإيرمان هو أن هيوم يستخدم "القاعدة المستقيمة" للاستقراء. كتب قائلا:
"يقول هيوم أنه عندما تكون التجربة موحدة - عندما يتم فحص عدد كافٍ من (آ) وتبين أن جميعها (ب)- فعندئذ يكون لدينا "دليل" على أن جميع (آ)هي (ب)... إذن، هنا باختصار أول حجة لهيوم ضد المعجزات. (ب) (حسب هيوم) هي انتهاك لقانون طبيعي مفترض. وفقًا لقاعدة هيوم المباشرة في الاستقراء، فإن التجربة تمنح احتمالًا قدره 1 لقانون مفترض. ومن ثم، فإن احتمال حدوث المعجزة يساوي صفرًا تمامًا. وهو أمر بسيط للغاية. وبدائي للغاية."(هامش 129)
المشكلة في "القاعدة المستقيمة" هي أنها مرفوضة في المجتمع العلمي. ويوضح الفيلسوف الملحد إليوت سوبر السبب: "إن حقيقة عدم وجود مثال مضاد لـ "كل آ هي ب.“ حتى الآن لا تسمح لنا بالتأكد بشكل مطلق من أن كل آ هي ب، أو أن آ التالي سيكون ب. غالبًا ما يكون العلماء منفتحين على احتمالية أن الملاحظات المستقبلية لن تشبه تلك التي تم إجراؤها في الماضي.(هامش 130) ولكن بما أن هيوم يتحدث باستمرار عن الاحتمالات، بل ويعترف حتى بإمكانية حدوث معجزة،(هامش 131) ويرى سوبر أن هيوم لا ينبغي أن يُفسَّر على أنه يستخدم القاعدة المستقيمة.(هامش 132) وبالمثل، يجادل فاندربيرج في ادعاء إيرمان لأن هيوم كان يعرض حججاً معرفية (أي لماذا لا يمكننا أن نستنتج بشكل معقول أن المعجزات قد حدثت) بدلاً من الحجج الوجودية (أي ما إذا كانت المعجزات قد حدثت بالفعل):
"وعلى النقيض مما اقترحه العديد من منتقديه، لا يعتقد هيوم أن إثباته ضد المعجزات يثبت استحالة وجود المعجزات. بل يعتقد هيوم أن الأدلة المتاحة تعطي درجة عالية من الاحتمالية لقوانين الطبيعة بحيث لا يمكن أن يكون الاعتقاد بوجود المعجزات عقلانيًا ـ أي غير قائم على أسس معرفية [أبستمولوجية] كافية."(هامش 133)
الاعتراض الرئيسي الثالث لإيرمان هو أن هيوم فشل في فهم نظرية الاحتمالات، وتحديدًا نظرية بايز.(هامش 134) يزعم ويليام لين كريغ إلى جانب إيرمان اللا-أدري أن "هيوم فشل في تقدير حساب الاحتمالات بالكامل. ولهذا السبب كانت حجته فشلاً ذريعًا. ولم يأخذ في الاعتبار كافة العوامل." يقول إن هيوم "يفترض بشكل غير صحيح أن المعجزات غير محتملة إلى حد كبير بطبيعتها". ولكنها قد تكون "محتملة إلى حد كبير نسبة إلى المعلومات الخلفية لدينا"، وهو ما يعني المجموع الكلي لكل ما يؤمن به هو وغيره من المؤمنين [بالقوة الإلهية].(هامش 135) لذا فهو يستخدم خطابًا مهينًا ليقول إن حجج هيوم "مغلوطة رياضيًا".(هامش 136)
ويضيف مايكل جليهورن: "لم يثبت هيوم قط أن المعجزة غير محتملة إلى حد كبير في ضوء معرفتنا العامة بالعالم"، لأن جزءًا مما يشمل المعرفة العامة للمسيحي بالعالم هو الاعتقاد بوجود الله. "إن اعتبار المعجزة أمراً غير محتمل إلى حد كبير بالنسبة إلى معرفتنا العامة بالعالم يعتمد إلى حد كبير على ما إذا كنا نؤمن بالله أم لا". لذا "إذا كان "الإيمان بالله هو جزء من معرفتنا العامة بالعالم، فإن الله قادر على إحداث المعجزات!"(هامش 137)
لدي مساحة لثلاث إجابات. أولاً، دعنا نسأل ماذا لو كان إيرمان على حق؟ ماذا إذن؟ هل الإيمان أسهل؟ لا، ليس على الإطلاق. في العالم العلمي، اللا-أدري، الملحد، ليس لدينا آلهة أو أبطال خارقين، فقط عباقرة في لحظات من الزمن. لذا، حتى لو نجحت هذه الحجة التي قدمها إيرمان ضد هيوم، فإنها لا تمنح المؤمنين المسيحيين أي إعفاء من عبء الإثبات، أو أي مساعدة أخرى. وقد أخبرنا ريتشارد كاريير على موقع فيسبوك عن السبب:
"إن إيرمان لم "يدحض" هيوم، بقدر ما أصلح هيوم. ويوضح إيرمان أن إعادة صياغة حجة هيوم في إطار بايزي من شأنها أن تصلح كل ما هو خاطئ في الحجة الأصلية كما وردت في صياغتها. والخطأ الذي ارتكبه هيوم خفي، وينشأ عن عدم دقة صياغته. فهو لم يكن يعرف بعد الشكل المنطقي الصحيح لما كان يحاول قوله، ولكن من اللافت للنظر أنه اقترب كثيراً من نفس الرؤية التي توصل إليها معاصره توماس بايز. والواقع أن إصلاح إيرمان يعيد تأهيل حجة هيوم."
خذ على سبيل المثال التقدم العلمي. فمع تقدم العلم لم يكن العلم بالأمس زائفًا، بل كان ناقصًا فحسب. اقرأ مقال إسحاق أسيموف بعنوان "نسبية الخطأ" The Relativity of Wrong.(هامش 138) سيغير هذا إلى الأبد نظرتك إلى العلم. ويشرح لماذا لا ينبغي اعتبار العلم الذي فقد مصداقيته في الماضي خاطئًا، بل غير مكتمل، من خلال مناقشة وجهات النظر المتغيرة حول شكل الأرض، من مسطحة إلى كروية إلى على شكل كمثرى (والآن تعتبر كروية مفلطحة، أو بيضاوية مفلطحة). يمكننا أن نقول نفس الشيء عن قوانين نيوتن للحركة باعتبارها مكتملة (وليس مزيفةً) بمعادلات النسبية لأينشتاين. لم تكن معادلات نيوتن خاطئة كما ترى، حتى وإن لم يأخذ في الاعتبار الزمن، كما فعل أينشتاين. إن هذه المعجزات لا تعمل بسرعة الضوء أو بالقرب منها. وعلى نحو مماثل، أعطانا هيوم نموذج الاستجواب الأولي لتقييم الشهادات على المعجزات، وهو ما لا يزال صحيحاً. ولكن الآن، مع نظرية بايز، قد يكون لدينا طريقة أفضل للتفكير في المعجزات من خلال نموذج أكثر اكتمالاً.
لقد قال هيوم الكثير من الأشياء التي هي صحيحة ولا يمكن دحضها. ما الخطأ من الناحية الرياضية في القول بأن الشخص الحكيم يجب أن يزن معتقداته وفقًا لقوة الأدلة؟ قال هيوم ذلك. كما يُنسب إلى هيوم أيضًا مبدأ ECREE، على الرغم من أنه لم يستخدم العبارة، التي لا تزال صالحة، حتى لو لم يضعها في إطار بايزي. عندما لا يكون الدليل حاسمًا، يجب علينا تعليق الحكم. لقد قال هيوم نفس الشيء. فوفقًا لهيوم، ينبغي لنا أن نفكر وفقًا للاحتمالات فقط. من الذي دفع هذا العدد الكبير من الناس إلى التفكير والمناقشة في هذه القضية؟ ديفيد هيوم هو الذي فعل ذلك. لقد كان له تأثير هائل على الفلسفة واللاهوت منذ ذلك الحين.(هامش 139)
ردي الثاني هو أن حجة هيوم نجحت على الرغم من أنه لم يستخدم نظرية بايز. ويتناول فاندربيرغ هذه القضية بإيجاز في مقالته المنشورة في مجلة دراسات هيوم.(هامش 140) يُظهِر أن هيوم كان على علم بنظرية بايز لكنه لم يعتقد أنه يحتاج إليها لتقديم حجته.
"يوبخ إيرمان هيوم لعدم علمه بالبايزية والاحتمالات الرياضية بشكل عام. وهذا غير عادل لسببين. أولاً، لم يكن عمل بايز في الاحتمالية معروفًا على نطاق واسع في عام 1748 عندما نشر هيوم الطبعة الأولى من كتابه "التحقيق" The Enquiry. ولم يرتب ريتشارد برايس نشر مقال بايز بعد وفاته إلا في عام 1763، وظل غامضاً حتى بعد نشره؛ أما مقال برايس الذي طبق فيه الأساليب البايزية على الأدلة على المعجزات فقد ظهر في عام 1767. نحن نعلم أن هيوم قرأ تلك الورقة وأعجب بها، لكنه لم يتناول الحجج البايزية ولم يراجع روايته للمعجزات لطبعات عامي 1768 و1777 من كتاب التحقيق. وهذا يشير إلى أن هيوم لم ينظر في نهاية المطاف إلى عمل بايز باعتباره ذا صلة بالحجة ضد المعجزات. وثانياً، إن مناقشة هيوم لاحتمالية الصدفة "تُظهِر بلا جدال أنه كان على دراية بالمفاهيم الأساسية للاحتمالية القائمة على حساب الصدفة". ونظراً لإلمام هيوم باحتمالات باسكال بشكل عام، ومعرفته (من خلال برايس) بالأفكار البايزية، فإن معالجته غير الرقمية لاحتمالية المعجزات المستندة إلى الأدلة يجب أن يُنظر إليها باعتبارها موقفاً فلسفياً متعمداً، وليس نتيجة للإهمال أو الجهل."(هامش 141)
إن ما يهدف إليه هيوم يمكن رؤيته في مبدئه العام: "لذلك يمكننا أن نؤسس له كمبدأ عام، وهو أنه لا يمكن لأي شهادة بشرية أن تمتلك مثل هذه القوة لإثبات معجزة، وتجعلها أساسًا عادلاً لأي نظام ديني من هذا القبيل". إن ادعائه المزدوج لا يقتصر على أن مجرد الأدلة الشاهدة على المعجزة لا تكفي للإيمان بالمعجزة، بل إنه أيضًا لا يمكن أن تكون المعجزات أساسًا كافيًا للدين. إن هيوم ينتقص من شأن المعجزات وأي دين يولد من المعجزات في ضربة واحدة. إن السعي إلى ضرب شريان المعجزات هو الذي يؤدي كل العمل، لأنه يوجه ضربة قاتلة إلى دين أي إله قادر على صنع المعجزات.
إذا كانت المعجزات هي الأساس لدين ما، فإن المدافع عن هذا الدين لا يستطيع أن يأتي بإله قادر على صنع المعجزات لإثبات معجزاته المزعومة. فمن المفترض أن المعجزات هي الأساس للدين وإلهه الذي يصنع المعجزات. وفي سياق هذه المجموعة من المقالات، يتعين على المدافعين عن المسيحية أن يتعاملوا مع فصول هذا الكتاب في محاولة صادقة لمعرفة ما إذا كان إله الكتاب المقدس (بكامله) موجودًا وأن المسيحية هي الدين الحقيقي. لا يمكن للمرء أن ينطلق من وجود إلههم إلى شهادات المعجزات في الكتاب المقدس. فالمسألة هي ما إذا كان إله هذه المعجزات موجودًا في المقام الأول.
لا يملك المدافعون عن الكتاب المقدس سوى الأدلة المأخوذة من شهادات بشر ما قبل العلم، دون أي دليل موضوعي ذي صلة. ولا يستطيعون أن يزعموا أن الكتاب المقدس شهادة إلهية أيضًا، إلا بعد أن يثبتوا أن الشهادة في الكتاب المقدس كافية لإثبات معجزاته. [وهذا الأمر ينطبق على الإسلام أيضا حيث ينتقل المدافعون عن الإسلام من الاحتجاج بكون الإسلام دينا إلهيا عبر الاستدلال بالقرآن وعندما تسألهم عن الأدلة على كون القرآن كلاما إلهيا يعودون إلى الروايات الحديثية المعجزة لإثبات كون القرآن كلاما إلهيا وهو تناقض منطقي]. هذه هي أنواع المشاكل التي كان هيوم يفهمها بالتأكيد، وهذا هو السبب في أنه لم يكلف نفسه عناء دراسة نظرية بايز. وإذا لم يكن هذا كافياً لتفسير سبب عدم استخدامه لنظرية بايز، فإن هذا لا يهم. وهذه الأسباب نفسها هي التي تجعل من غير الضروري أن يتبنى أحد نظرية بايز عند مناقشة أحداث مستحيلة في العالم الطبيعي مثل المعجزات، التي لا توجد لها بيانات سابقة يمكن الاعتماد عليها، ولا يوجد إله سابق قادر على إحداث المعجزات.(هامش 142)
قد يبدأ المدافعون عن وجود إلههم أولاً بالجدال من أجل وجوده، ولكن قِلة قليلة منهم يقولون: "هذا هو الدليل الموضوعي على وجود إلهنا". ويبدو أنهم يتحدثون دائمًا من منظور "تقديم الجدلية" بدلاً من "تقديم الدليل"، وهو أمر بالغ الدلالة. لذا، فإن الإله الذي لا يوجد دليل عليه لن يساعد في حدوث معجزة لا يوجد دليل عليها، تمامًا كما أن المعجزة التي لا يوجد دليل عليها لن تساعد الإله الذي لا يوجد دليل عليه. الشيء الوحيد الذي يستطيع المدافعون عن الدين أن يفعلوه هو تقديم التماس خاص إلى إلههم ودينه من خلال افتراض ما يحتاج إلى إثبات.
فكر فقط فيما يقوله المدافعان ويليام لين كريغ وجيه بي مورلاند عن الفرضية القائلة بأن "يسوع قام من بين الأموات بشكل طبيعي". ويزعمون أن مثل هذه الفرضية "غير محتملة إلى حد لا يصدق، بل ولا يمكن تصورها... بالنظر إلى ما نعرفه عن نخر الخلايا".(هامش 143) وبعبارة أخرى، فإنهم يعترفون بأن الأدلة مفقودة بشكل مؤسف للاعتقاد بأن يسوع قام من بين الأموات دون معجزة، أو دون وجود إله يُعرَف عبر المعجزات، أو دون وجود إله قادر على صنع المعجزات - أي إله مسيحي. فهمت! إنهم يحتاجون إلى معجزة ليصدقوا أن يسوع قام من بين الأموات. لذلك، فإنهم يتجادلون بهذه الطريقة، من اعتقادهم السابق في وجود إله قادر على صنع المعجزات، إلى معجزة قيامة يسوع. إنهم يفعلون ذلك لأنهم يدركون أنه، على أسس طبيعية وحدها، لا يمكنهم إثبات حدوث معجزة مثل القيامة. ولكن إذا كان الله يأتي أولاً فمن أين يأتي الله، إله القيامة [قيامة يسوع]؟ إذا لم يكن من الممكن قبول معجزة قيامة يسوع بشكل معقول إلا إذا كان الإله المسيحي موجودًا وأقامه من الأموات، فأين الدليل على الإله الذي أقام يسوع من الأموات؟ أفضل تفسير هو أنهم يفترضون وجود مثل هذا الإله بسبب التأثيرات الثقافية والعائلية، لأنه إذا لم يؤمنوا بالفعل بالإله المسيحي فلن يكون هناك سبب للاعتقاد بأن يسوع عاد من بين الأموات، لأن الموتى يظلون أمواتًا.
إن ردي الثالث على اعتراض إيرمان يتعلق بالمفهوم الكامل للمعلومات الأساسية، والمعرفة الأساسية، وأطر المعقولية. وبما أنهما يرفضان مناقشة السؤال الصادق حول ما إذا كان المسيح قد عاد من بين الأموات منفصلاً عن إلههما، فإن كريغ ومورلاند يزعمان أن الفرضية القائلة بأن "الله أقام المسيح من بين الأموات" يمكن أن تكون "محتملة للغاية مقارنة بمعلوماتنا الخلفية".(هامش 144) وذلك لأنهم يقصدون بذلك مجموع كل ما نشأوا على الإيمان به داخل ثقافاتهم الدينية. وتوفر لهم هذه المعلومات الخلفية الثقافية المبرر لتجاوز مبدأ ECREE الذي يتطلب أدلة موضوعية مؤكدة لتأكيد الشهادات البشرية للمعجزات، من خلال الثقة في حكايات البحارة القدماء. في هذه المرحلة يفترضون بالفعل أن إلههم المسيحي موجود وهو الذي أقام يسوع من بين الأموات، لأنه إذا كانت الفرضية هي أن "الله [إله محمّد والمسلمين] أقام يسوع من بين الأموات"، فنحن نعرف بالفعل الإجابة - بالطبع لا! ولن يكون الإله الهندوسي، أو أي من الآلهة و/أو الآلهة الوثنية، أو إلهًا دينيًا، أو حتى إلهًا يهوديًا، لأن أعدادًا ساحقة من اليهود لا تؤمن بالإله المسيحي.
في الواقع، من الصحيح أن معلوماتنا الخلفية العامة حول كيفية عمل العالم تلعب دورًا في تقييم ما إذا كانت المعجزة قد حدثت أم لا. فعندما نتحدث عن احتمال وقوع حدث ما أو فرضية معينة (أ)، فإن هذا الاحتمال يكون دائمًا نسبيًا لمجموعة من المعلومات الأساسية (ب). لذا، لا يمكننا أن نتحدث عن احتمالية حدوث (أ) فقط دون أن نأخذ في الاعتبار تلك المعلومات الأساسية، (ب)، وكل شيء. فهمت؟ لا يستطيع أحد تقييم ادعاءات المعجزات دون استخدام معلومات أساسية تم الحصول عليها مسبقًا. ولكن ما لا ينبغي اعتباره معلومات أساسية هو المعتقدات التي لا تستند إلى أدلة والتي ورثناها من آبائنا، والذين بدورهم قبلوا ما قيل لهم دون تفكير. المعرفة الأساسية فقط هي التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار! ينبغي أن تستند المعرفة المكتسبة مسبقًا حول كيفية عمل العالم إلى أدلة موضوعية كافية تتناسب مع نوع المعلومات التي يتم البحث عنها. وإلا فإن المعلومات الخلفية الموروثة ثقافيًا يمكن أن تؤدي إلى دفع الناس إلى الإيمان بالأوهام على العكس ضد أي دليل موضوعي.
إذا اعترض المسيحيون، فعليهم التوقف عن لعب دور المنافق من خلال السماح للمسلمين، أو اليهود الأرثوذكس، أو الهندوس، أو الشيطانيين باستخدام معلوماتهم الخلفية الخاصة لتحديد ما إذا كان يسوع قد قام من بين الأموات. لقد ناقشت على نطاق واسع ضرورة إجراء اختبار خارجي للإيمان للمساعدة في وضع معيار لكيفية التفكير في معجزات الرجل الآخر. إنها معايير غير مزدوجة مبنية على القاعدة الذهبية: أن تعامل ادعاءاتك المعجزة بنفس الطريقة التي تعامل بها الآخرين من منظور شخص خارجي، غير مؤمن، بنفس مستوى الشك المعقول الذي يستخدمه المؤمنون بالفعل عند فحص الديانات الأخرى التي يرفضونها.(هامش 145) تعامل مع إيمانك الذي تؤمن به تمامًا كما تتعامل مع الأديان التي ترفضها. إنها الطريقة الوحيدة لمعرفة أي دين هو الصحيح، إن كان هناك دينٌ صحيح. إنها الطريقة الوحيدة للمساعدة في القضاء على مجموعة كاملة من التحيزات المعرفية التي تبقي المؤمنين داخل أوهامهم. لذا، عندما يتعلق الأمر بالمعتقدات الخلفية، أو المعلومات الخلفية، أو أطر المعقولية، فإن الأطر الوحيدة التي تهم هي تلك التي تستند إلى الأدلة الموضوعية والتي نطلق عليها بشكل صحيح المعرفة الأساسية. لدى الكثير من الناس معتقدات أساسية خاطئة يجب أن تخضع لنفس المعايير الموضوعية مثل اختبار الإيمان الخارجي.
أدرك دجي. ل. ماكي هذا الأمر عندما ميز بين السياقين المختلفين لتقييم المعجزات. وقد طور حجة هيومية [نسبةً إلى دافيد هيوم] جديدة مهمة ضد المعجزات:
"إن المدافع عن المعجزة... لابد وأن يعترف في الواقع لهيوم بأن احتمال وقوع هذا الحدث قبل وقوعه مرتفع بقدر ما يمكن أن يكون، وبالتالي، فبصرف النظر عن الشهادة، لدينا أقوى الأسباب الممكنة للاعتقاد بأن الحدث المزعوم لم يحدث. يجب أن يكون هذا الحدث، باعتراف المدافع عن المعجزات، مخالفًا لقانون طبيعي حقيقي، وليس مجرد قانون مفترض، وبالتالي فهو غير محتمل إلى أقصى حد. "إن هذا الاحتمال الأقصى غير المحتمل هو الذي يتعين على ثقل الشهادة أن يتغلب عليه". "حيثما توجد شهادة معقولة حول وقوع ما يبدو أنه معجزة، فإن أولئك الذين يقبلون هذا باعتباره معجزة يتحملون عبئًا مزدوجًا يتمثل في إثبات وقوع الحدث وانتهاكه لقوانين الطبيعة. ولكن سيكون من الصعب للغاية تحمل هذا العبء المزدوج. فكل ما يشير إلى أن الأمر كان ليشكل انتهاكاً لقانون طبيعي يميل لهذا السبب بالذات إلى جعل حدوثه فعلياً أمراً مستبعداً للغاية."(هامش 146)
ثم يميز ماكي بين سياقين مختلفين يمكن فيهما اعتبار المعجزة المزعومة معجزة حقيقية. أولاً، هناك السياق الذي يتقاسم فيه طرفان معلومات أساسية أو معتقدات، وأنهما قد قبلا بعض العقائد الإلهية العامة، والنقطة محل النزاع هي ما إذا كانت المعجزة قد حدثت من شأنها أن تعزز سلطة طائفة أو معلم معين. في هذا السياق، فإن التدخل الخارق للطبيعة، على الرغم من أنه يبدو غير مرجح في ظاهره في أي مناسبة معينة، إلا أنه في العموم وارد: فهو ليس خارج نطاق التوقعات المعقولة لهذه الأطراف.
أما السياق الثاني فهو مسألة مختلفة تمامًا، عندما يكون السياق عبارة عن نقاش أساسي حول حقيقة الإيمان بالله نفسه. وهنا يكون أحد أطراف المناقشة في البداية لا أدريًا على الأقل، ولا يعترف بعد بوجود قوة خارقة للطبيعة على الإطلاق. ومن وجهة النظر هذه فإن الاحتمالية الجوهرية لحدوث معجزة حقيقية... كبيرة جدًا، وأن أحد التفسيرات البديلة... سيكون دائمًا أكثر احتمالًا - أي أن الحدث المزعوم ليس معجزة، أو أنه لم يحدث، أو أن الشهادة خاطئة بطريقة ما... وهذا يعني أنه من المستحيل إلى حد كبير أن توفر المعجزات المذكورة حجة جديرة بالاهتمام لصالح الإيمان بالله موجهة إلى أولئك الذين يميلون في البداية إلى الإلحاد أو حتى اللا-أدرية.(هامش 147)
المعجزات الشخصية الخاصة
هناك نوع مختلف من ادعاءات المعجزات التي يروج لها العديد من المدافعين عن المسيحية في مواجهة حجج هيوم. فعندما اختتم هيوم فصله عن المعجزات، أقر بأن هذه كانت طريقتهم الوحيدة للخروج [من الورطة]. وبما أن "العقل غير كافٍ" لإثبات المعجزة، فقد خلص هيوم إلى أن الدين المسيحي "لا يمكن أن يؤمن به أي شخص عاقل" بدون العقل. "لذلك فإن كل من يحركه الإيمان للموافقة عليه، يدرك وجود معجزة مستمرة في شخصه، والتي تقوض كل مبادئ فهمه، وتعطيه العزم على الإيمان بما هو أكثر مخالفة للعادات والخبرة." هذا النوع من المعجزات يستند إلى تجارب دينية ذاتية خاصة ويجب أن نسميها معجزات ذاتية خاصة، لأنها لا يمكن تفسيرها بشكل كافٍ من خلال العمليات الطبيعية للدماغ وحدها، تمامًا كما لا يمكن تفسير المعجزات الكتابية بشكل كافٍ من خلال العمليات الطبيعية للطبيعة وحدها.
هناك اثنان منهم. الأول) يزعم المسيحيون أن كاتبي الأناجيل تلقوا رسائل ذاتية خاصة من العالم الروحي الذي كتب بعد ذلك هذه الرسائل المعروفة باسم الكتب المقدسة الموحى بها من الله. وفي هذا الصدد، راجع الفصل الممتاز الذي كتبه ديفيد ماديسون للرد على هذا التساؤل. ثانيا) يزعم المدافعون أيضًا أن المسيحيين يتلقون رسائل ذاتية خاصة بهم تقودهم إلى الثقة في الرسائل الذاتية الخاصة لكتاب الأناجيل. في هذه المرحلة، الأمر خاص وذاتي تمامًا دون أي أساس لمعتقداتهم. أسمي هذا النشاط بما هو عليه، أي النشاط الخارق للطبيعة، أي إرسال واستقبال رسائل نفسية من عالم ما وراء الطبيعة. قد يسخر المسيحيون من وصفي لهذه الرسائل بأنها رسائل نفسية، ولكن ما هي هذه الرسائل غير ذلك؟ إن التواصل الروحي سيكون صادرًا عن إله في هذا الصدد. ولكن لن يكون هناك فرق فيما يتعلق بالوسيلة أو موثوقية هذه الرسائل، عند مقارنتها بآخرين يزعمون امتلاكهم قدرات نفسية.
إن المسيحيين لديهم هذه التجارب المعجزة الشخصية الخاصة التي تثبت على وجه اليقين أن إيمانهم الديني الخاص بطائفتهم بأكملها صحيح حتى أدق التفاصيل. على سبيل المثال، سيخرج المسيحيون المحافظون من هذا المكان وهم يشعرون بأنهم قد خاضوا تجربة مع يسوع، الذي كان موجودًا إلى الأبد باعتباره الشخص الثاني في الثالوث، وولد من عذراء، وما إلى ذلك، وما إلى ذلك، وهو ما وصفه ألفين بلانتينغابـ "الحقائق العظيمة للإنجيل".(هامش 148)
متجنبًا متطلبات الأدلة غير العادية من النوع الموضوعي، يزعم جيه. إيه. كوفر وجود معجزة ذاتية خاصة به:
يبدو لي أن السلطة الإلهية للكتاب المقدس ليست شيئًا يمكن إثباته على الإطلاق. لقد آمن بعضنا به في أحضان الوالدين. (ولكن كيف عرفوا ذلك بعد ذلك؟) إن قبول سلطة الكتاب المقدس بناءً على سلطة والديّ سيكون بمثابة تفسير لسبب إيماني به، لكنه لا يصلح كمبرر للاعتقاد نفسه (لماذا يجب أن أؤمن به). وجهة نظري الخاصة هي أنه لا يمكن لأي قدر من الدراسات التاريخية أن تثبت إلهام وسلطة الكتاب المقدس.
هو يسأل،
" ما هو نوع الدليل الذي يمكن أن يكون حول إلهام الله لكتاب الأناجيل (على سبيل المثال) أو اختيار الشريعة التي من شأنها أن تدعم الإيمان بهؤلاء؟ أظن أن [ألفين] بلانتينغاعلى حق: إن ضماننا في الاعتقاد بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله المعتمدة يرجع إلى عمل الروح القدس. نقطة، إلى حد كبير.(هامش 149) يعترف كوفر بأن الأدلة لا يمكن أن تقنع حتى المؤمن الذي ليس مسيحيًا، فيقول: "لا ينبغي لنا أن نتوقع الكثير من شخص يدافع عن المعجزات:
"لا يمكن إجبار المؤمن على أن يكون مسيحيًا".(هامش 150)
إن آراء الغلاف تشبه ما أدركه المدافع فينسنت تورلي بعد قراءة كتاب مايكل جيه ألتر المتشكك الممتاز حول القيامة [قيامة يسوع]، القيامة: تحقيق نقدي Resurrection: A Critical Inquiry.(هامش 151) قبل أن يقرأها، كان يعتقد أن "المسيحي يمكنه أن يقدم حجة قوية لقيام يسوع من بين الأموات، على أسس تاريخية بحتة". وبعد ذلك يقول،
"لم أعد أؤيد هذا الرأي." ويتابع قائلاً "سواء اختار المرء الاستمرار في الإيمان به (كما لا أفعل)، فإنه مجبر على قبول... أن الإيمان بالقيامة لا يمكن أن يُبنى على أساس البيانات التاريخية، لأنه أساس من الرمل."(هامش 152)
وكما سأوضح في الفصل السادس عن الفشل الذريع للدفاعيات المسيحية، فإن عددًا كبيرًا من المدافعين تخلوا عن دفاع المعجزات، وهو دفاع يحاول إظهار قيامة يسوع من بين الأموات على أسس تاريخية بحتة. لقد اختفى من تفكيرهم إله الكون والتاريخ. والآن لم يبق لهم سوى إله الفجوات، والأسوأ من ذلك، إله الأحشاء. يزعم المدافعون أن المسيحيين لديهم الحق في الاعتقاد بأنهم يختبرون معجزات ذاتية خاصة من إلههم، وأن هذا يوفر كل الأدلة التي يحتاجونها لإثبات أن دينهم الخاص بطائفتهم صحيح، على الرغم من حقيقة أن إلههم يكشف عن نفسه بنفس الطريقة الذاتية الخاصة تمامًا كما يفعل الآلهة المسيحية وغير المسيحية الأخرى. إن هذه المعجزات الذاتية الخاصة هي التي يزعمها المسلمون نيابة عن محمد والقرآن، أو اليهود الأرثوذكس والعهد القديم، أو الهندوس والبهاجافاد-جيتا ("أغنية الله")، أو جوزيف سميث والكتب المقدسة المورمونية.
فقط انظر إلى الأمر من منظور مختلف. تخيل أن المدافعين عن الكنيسة الساينتولوجية [مذهب مسيحي علمي حديث هرطوقي وفقا للكنائس التقليدية] يعترفون بصدق بعدم وجود دليل موضوعي على وجود ثيتانات الجسد [وهو معتقدهم في الروح الفردي أو الجماعي]، أو أن المدافعين عن المورمونية يعترفون بصدق بعدم وجود دليل أثري يؤكد [أخبار] كتاب المورمون. تخيلوا هؤلاء المدافعين يقولون، كما فعل بليز باسكال، إن "القلب له أسبابه، والعقل لا يعرف عنها شيئًا"، أو كما قال البروتستانتي جون ويسلي، إن قلبه "دافئ بشكل غريب"؟ تخيل أنهم استمروا في الإيمان رغم أنهم لم يعترفوا صراحةً بأي دليل تاريخي موضوعي أو دليل أثري على أساس إيمانهم. ألا نعتقد جميعًا أنهم كانوا واهمين؟ هذا هو بالضبط ما نراه من المدافعين عن المسيحية: زوال معقولية المسيحية على يد نفس المثقفين الذين من المفترض أن يدافعوا عنها.

المقال 4- التحقيق بشكل صحيح في ادعاءات المعجزة
بقلم: دارين م سليد
مقدمة
في عمله الضخم المكون من مجلدين، "المعجزات: مصداقية روايات العهد الجديد"، يوثق كريغ كينر (1960-) The Credibility of the New Testament Accounts , Craig Keener (1960–) ادعاءات المعجزات المعاصرة من أجل إثبات وجود عدد كبير من تقارير المعجزات المنتشرة جغرافيًا اليوم. المشكلة هي أن عمل كينر محدود في قيمته الدفاعية، فهو في كثير من الأحيان يثبت بشكل قصصي فقط أن الناس ما زالوا يعتقدون أنهم شهدوا أو عاشوا معجزة. ولا يعترف المؤلف بهذه القيود فحسب، بل يعلن أيضًا أنه تجنب إجراء تحقيق شامل لتقصي الحقائق للتحقق من مصداقية ودقة هذه القصص. ويترك كينر مهمة إثبات ادعاءات المعجزات للمحققين في المستقبل.(هامش 153) ما هو مثير للاهتمام هو استخدام كينر لمصطلح "المصداقية" في عنوانه الفرعي، بينما في الواقع، لا يتم التحقق من مصداقية أو ملاءمة أو دقة كتالوجه للمعجزات (أو روايات العهد الجديد) من خلال التحقيق الجنائي أو غيره من تقنيات تقصي الحقائق. في الواقع، تكشف الأبحاث المستمدة من عدة آلاف من الدراسات والمنشورات النفسية باستمرار أن روايات شهود العيان غير دقيقة بشكل روتيني.(هامش 154)
الغرض من هذا الفصل هو تعريف المحققين المحتملين في مجال الخوارق بالمتغيرات المحتملة التي قد تشوه أو تسيء إلى تقرير مقدم المطالبة عن المعجزة. وعلى نحو مماثل، سوف يحدد هذا الفصل أيضًا بعض الممارسات التحقيقية اللازمة للمساعدة في إثبات ادعاء المعجزة أو تزويره. الرسالة هنا هي أن القصص ذات الطبيعة الخيالية يجب أن يتم التحقيق فيها بدقة وفقًا للصرامة المطبقة في المقابلات القضائية وتكتيكات الاستجواب مع الوعي والاهتمام بإمكانية الخداع، فضلاً عن المتغيرات النفسية المعروفة بتأثيرها على ملاءمة ودقة شهادات شهود العيان. هناك ثلاث مجالات رئيسية تدعم هذه الأطروحة: 1) تحليل مصداقية المدّعي؛ 2) دراسة استقصائية لملاءمة المدّعي؛ و3) مناقشة دقة المدّعي. أولاً، من المهم فهم المصطلحات والتعريفات المستخدمة في هذه المراجعة الموجزة.
تعريفات
ولأغراض التحقيق في الأمور الخارقة للطبيعة، يتم تعريف "المعجزات" هنا على أنها أحداث شاذة ومهمة دينيًا تتجاوز قدرة الطبيعة المادية على الإنتاج (بشكل طبيعي) في ظل الظروف الخاصة التي حدثت فيها. وعلى هذا النحو، فإن لديهم علاقة سببية خارقة للطبيعة (أو ما يسميه كينر "خارج الطبيعة").(هامش 155) وعلى نحو مماثل، يُعتبر المدّعون "موثوقين" بشأن تقرير معجزة محدد إذا لم يحاولوا عمدًا تعزيز اعتقاد أو تصور لدى الآخرين (على سبيل المثال محقِق في المعجزات)، دون تحذير مسبق وصريح، يعتبر المدّعي [كشاهِد] غير دقيق، أو غير صادق ،أو زائف، أو غير صحيح أو لا أساس له من الصحة. وبعبارة أخرى، يكون المدعون موثوقين إذا لم يكذبوا. بالنسبة للمحققين، فإن مقياس المصداقية يقيس تاريخ المدعي وميله إلى قول الحقيقة بشأن المعجزات، وبالتالي، يقيّم ما إذا كان المدعي منخرطًا في عمليات تزوير متعمدة أو مبالغات أو تقليل من شأنها أن تؤدي عمدًا إلى تشويه تطابق الشهادة مع الواقع. وتتطلب المصداقية أيضًا غياب "الأكاذيب الخفية"، والتي قد تتضمن حقائق حرفية مصممة لتضليل المحققين. وتتجلى هذه الأكاذيب أيضًا في شكل التهرب من الأسئلة وإخفاء أو حذف التفاصيل ذات الصلة التي من شأنها أن تشوه شهادة المدعي.(هامش 156)
وعلى نحو مماثل، في هذا الفصل، يشير "الملاءمة" إلى مدى ملاءمة اعتبار بعض الأشخاص "شهود عيان" شرعيين بمعنى أنهم يمتلكون الحد الأدنى من الخصائص المعرفية والعاطفية في وقت وقوع الحدث "المعجزة". ولكي يتم اعتبار هؤلاء الأشخاص مناسبين، كان لزامًا عليهم أن يكونوا خاليين من التأثيرات الخارجية والداخلية المعيقة، مثل ظروف ضعف الرؤية أو بعض الأمراض العقلية، مع التواجد أيضًا في بيئة مثالية مواتية لتقديم رواية مفصلة ودقيقة للحادث.(هامش 157) وأخيرًا، يشير مصطلح "الدقة" هنا إلى درجة عالية من التطابق الواقعي بين شهادة شاهد عيان والمحفزات الأولية التي نشأت أثناء الواقعة. ومن ثم، يجب أن تكون رواية الشاهد عن المعجزة صادقة وصحيحة، إلى درجة عالية من اليقين النسبي، حتى يمكن اعتبارها "دقيقة".(هامش 158) وعلى هذا النحو، فإن أي تحقيق في المعجزات يعتمد على شهادة شخصية ينبغي له أن يفحص مصداقية المدعي وملاءمته ودقته من أجل القضاء على الشكوك المعقولة في الخداع أو الإعدادات غير المثالية أو التشوهات النفسية. إن القيام بخلاف ذلك سيكون بمثابة التعامل مع ادعاءات المعجزات بسذاجة ودون استخدام المنهجية النقدية اللازمة لإجراء تحقيق سليم لتقصي الحقائق.
المنهجية والنطاق
كان هذا الفصل مستوحى في البداية من مجموعة كينر المكونة من مجلدين من القصص المعاصرة حول وقوع الأحداث المعجزة حيث يزعم، على عكس ديفيد هيوم (1711-1776)، أن تقارير المعجزات شائعة (مشابهة لتلك الموجودة في العهد الجديد) وأن التفسيرات الخارقة للطبيعة لهذه التقارير لا ينبغي استبعادها تمامًا.(هامش 159) والأمر المثير للدهشة هو أن كينر لا يقيم القيمة الدليلية لهذه التقارير عن المعجزات، على الرغم من أنه ينوي استخدامها كاعتذار في إثبات "مصداقية روايات العهد الجديد (عن المعجزا)".(هامش 160) وبدلاً من التحقيق بشكل شامل في ادعاءات المعجزات المعاصرة هذه، اكتفى كينر بفهرستها "دون طرح أسئلة حول السببية، حيث إنها جميعًا توضح النقطة الأساسية التي مفادها أن شهود العيان يمكنهم ادعاء المعجزات. "إنني أفعل ذلك على الرغم من أنني أجد بعض الروايات أكثر معقولية وإقناعًا من الناحية الدليلية لنقطتنا الثانوية من غيرها... وبالتالي فإنني أتعامل مع الروايات في الغالب على ظاهرها أثناء سردها."(هامش 161) وعلى الرغم من أن كينر يعترف بوجود تفسيرات طبيعية للعديد من هذه القصص "المعجزة"، فإنه يعترف بحرية بأن النظرة العالمية التوحيدية هي التي توجه الكثير من تقييمه.(هامش 162)
وعلى الرغم من طموح كينر المتواضع ونهجه المتحمس المبرر تجاه هذا الموضوع، فإنه يشير إلى أن المعجزة الحقيقية هي التفسير الأفضل للعديد من هذه القصص، حتى أنه أكد بعضها بنفسه.(هامش 163) المشكلة هي أن النظرة العالمية التوحيدية (إلى الحد الممكن) لا ينبغي أن تلعب دورًا حاسمًا في عملية التفسير عندما لا يتم إجراء تحقيق شامل للأدلة بعد.(هامش 164) ينبغي للمحققين في الأمور الخارقة للطبيعة أن يدركوا أن شهادات شهود العيان، حتى لو كانت شهاداتهم الشخصية، غالبًا ما تمثل وجهات نظر ومصالح أولئك الذين يزعمون حدوث المعجزة. هناك احتمال كبير أن تكون هذه القصص ملفقة، أو خاطئة، أو مُفسَّرة بشكل خاطئ، أو غير متسقة، أو مُتحيزة، أو مجزأة. وبالتالي، لا يمكن للمحققين ببساطة أن يأخذوا ادعاءات المعجزات "على ظاهرها".(هامش 165) وبدلاً من ذلك، فإن المنهجية النقدية للتحقيق في ادعاءات المعجزات، على النقيض من النهج المتشكك للغاية، تسمح للباحثين بالاعتراف بإمكانية حدوث المعجزات دون قبول ادعاءات لا أساس لها من الصحة أو بسذاجة (نهج "المؤمن الساذج"). وهنا، لا يزال الموقف الأكثر انتقادًا قادرًا على طرح فرضيات، بل وحتى استنتاجات، حول السببية "غير الطبيعية" دون التأكيد على وجود معجزة حقيقية على عجل قبل إجراء تحقيق شامل.(هامش 166) ومن المهم أن نلاحظ أن المنهجية النقدية تميّز بين التحقيق السليم في ادعاء المعجزة (على سبيل المثال، هل حدث الحدث بالفعل) والحكم على ما إذا كان الحدث خارقًا للطبيعة في أصله. وتركز المنهجية "النقدية" على الأول، وليس الثاني، من خلال استخدام تقنيات تقصي الحقائق المصممة لقياس مصداقية مدعي المعجزة وملاءمته ودقته. إن تقييم ما إذا كان التفسير الطبيعي أو الخارق للطبيعة هو الأكثر ترجيحًا يُترك لاحقًا للأفراد بعد فحص نتائج تحقيق شامل.
يستجيب هذا الفصل لعمل كينر على وجه الخصوص لأنه يفتخر قائلاً: "أنا أعرف كيف أطرح الأسئلة الضرورية وأنا واثق من أن ملاحظاتي تلبي المعايير التي يستخدمها العديد من الصحفيين تقليديًا".(هامش 167) وفي وقت لاحق، يقترح كينر أن شهادة شهود العيان من أحد الزملاء الشخصيين تأتي في المرتبة الثانية بعد ملاحظة المعجزة بشكل مباشر. "إنني على ارتباط وثيق ببعض المصادر، ولدي أسباب وجيهة للثقة في صدق عدد من المخبرين، وخاصة أولئك الذين أعرفهم جيدًا."(هامش 168) إن افتراضات كينر حول طرح الأسئلة الصحيحة (مثل الصحفي) والحصول على تصورات دقيقة من المعارف هي على وجه التحديد هي نفس الافتراضات التي وضعها المحققون غير المدربين وغير المتمرسين الذين هم عرضة لإصدار أحكام متسرعة ومندفعة. قد يعرف الصحفيون كيفية طرح الأسئلة التي تعمل على توسيع نطاق سرد قصة إخبارية (على سبيل المثال، تفصيل الأساسيات حول من، ماذا، متى، أين، لماذا، وكيف) فيما يتعلق بذكريات الشخص، ولكنهم لا يعرفون دائمًا كيفية تقييم مصداقية الشخص وملاءمته ودقته مثل الصحفيين الاستقصائيين المدربين بشكل صحيح وموظفي إنفاذ القانون.
وكما سيشرح أي محقق جيد، فإن الأصدقاء والعائلة والزملاء والمعارف ليسوا بمنأى عن الكذب أو تجميل قصصهم، وحتى شهود العيان ذوي النوايا الحسنة يسيئون عادةً تفسير الأحداث الدرامية أو الحكم عليها بشكل خاطئ. في الواقع، يعترف كينر بأن الحماس الديني لدى الشخص يؤدي عادة إلى ادعاءات احتيالية.(هامش 169) ومن ثم، فلا يزال من الضروري إجراء تحقيق شامل قبل الوثوق في "صدق" الأحداث الخارقة للطبيعة. ويبدو أن كينر يعترف بذلك: "نظرًا لأن المعجزات أحداث غير منتظمة، فإننا لا نأخذ تقارير المعجزات على ظاهرها دون بعض الأدلة؛ بل إن المناقشة تتضمن مستوى الأدلة اللازمة لتوفير الاحتمالية في حالة معينة أو ما إذا كان المعيار مرتفعًا جدًا بحيث لا يسمح بقبول أي دليل".(هامش 170)
الغرض من هذا الفصل هو إثبات أن قسم "التفسيرات المقترحة" الذي كتبه كينر في كتاب المعجزات سابق لأوانه بعض الشيء دون إجراء تحقيق شامل. إن أكبر نقطة ضعف في تقارير كينر الصحفية هي أنه يفترض أنه كان حريصًا بما يكفي لتبرير مثل هذه التصريحات. وهنا، فإن الغرض من هذا الفصل هو سد فجوة معينة في المعرفة فيما يتعلق بادعاءات المعجزات. يوضح كينر: "قد توفر الأبحاث الإضافية دراسات أكثر تحكمًا... والمزيد من المقابلات المتابعة واستشارات السجلات الطبية للأشخاص الذين تدعي مصادر مكتوبة مختلفة أنهم شُفوا؛ وما إلى ذلك". ويتابع قائلاً: "قد يؤدي المزيد من التحقيق إلى إضعاف موثوقية بعض مصادري ومصادر مصادري".(هامش 171) في حالة رغبة محققي الظواهر الخارقة للطبيعة في المستقبل في تقييم بعض ادعاءات المعجزات في عمل كينر، أو في أي مكان آخر، فسوف يحتاج هؤلاء المحققون إلى معرفة كيفية إجراء تحقيق تقصي الحقائق بشكل صحيح. حينها فقط يمكن لأي شخص أن يصدر حكمًا معقولًا بشأن الأصول الخارقة للطبيعة المحتملة والممكنة لحدث ما، بدءًا أولاً بتقييم ما إذا كان المدّعي موثوقًا أم لا.

موثوقيّة المدّعي
لتجنب القبول الساذج أو غير النقدي لادعاء شخص ما بشأن المعجزة، يجب أن يتمتع المحاورون بالعديد من السمات الشخصية المشتركة بين المحققين الفعالين للغاية، بما في ذلك كونهم صادقين، ولكن حذرين، ومحميين من الاحتيال، وفضوليين بشكل مفرط. من الناحية المثالية، ينبغي أن يتمتعوا بالقدرة على تحديد متى تكون الأمور غير عادية في شهادة شخص ما، والانتباه إلى التفاصيل، والقدرة على التحكم في تحيزاتهم أو تقليلها أو القضاء عليها.(هامش 172) لسوء الحظ، تشير الأبحاث التي أجريت على مئات الدراسات إلى أن الناس لا يستطيعون كشف الكذب بشكل جيد، حيث يبلغ متوسط معدل الدقة في تحديد الخداع 54%، وهو أفضل قليلاً من مجرد التخمين.(هامش 173) في الواقع، فإن أولئك الذين لديهم ثقة أكبر في قدرتهم على اكتشاف الأكاذيب لدى الآخرين هم أيضًا أكثر عرضة للخطأ في أحكامهم.(هامش 174) في البيئات المختبرية، حتى المحترفين الذين تتضمن مهنتهم اكتشاف الأكاذيب غير قادرين على التعرف على الخداع بشكل أفضل بكثير من عامة الناس.(هامش 175) وعلاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن الناس لديهم مفاهيم خاطئة حول كيفية اكتشاف الكذب، بما في ذلك الافتراض الخاطئ بأن بعض الإشارات اللفظية وغير اللفظية مثل إيماءات الجسم، والوضعية، والتحرك، وصعوبة طلاقة الكلام (مثل التلعثم والتردد)، والنفور من النظر تشير بدقة إلى الخداع.(هامش 176)
لكن في الواقع، لا يُظهر الكاذبون باستمرار علامات لفظية أو غير لفظية تدل على عدم الأمانة.(هامش 177) وهكذا فإن مجرد قبول تقارير الناس دون إجراء تحقيق شامل في مصداقيتها لا يقدم أي قيمة دفاعية تذكر، باستثناء حقيقة أن بعض الناس يزعمون أنهم شهدوا معجزة. وبالنظر إلى أن هذه القصص من غير المرجح أن تظهر نفس الإشارات العاطفية أو السلوكية مثل السيناريوهات الأخرى ذات المخاطر العالية (على سبيل المثال إخفاء جريمة)، فمن غير المرجح أن تتمكن المقابلة وحدها من تحديد ما إذا كان تقرير شخص ما خياليًا أم لا.(هامش 178) يجب على المحققين في الأمور الخارقة للطبيعة أن يدركوا أن الكاذبين سيحاولون إقناع الناس بقصصهم من خلال التخطيط الاستراتيجي المسبق. أثناء الإدلاء بالشهادة، غالبًا ما يتجنب المخادعون أو ينكرون التفاصيل التي قد تكشف عن زيف أقوالهم من خلال تزويد المحققين بأوصاف مبسطة ومقنعة للغاية.(هامش 179) وبالتالي، ينبغي للمحققين أن يمارسوا العناية الواجبة من خلال التحقق من مصداقية مقدم الادّعاء.
التحقق من المصداقية
إن التحقيق المسبق في خلفية نمط حياة الأشخاص وتاريخهم الشخصي وميلهم إلى الكذب بشأن مواضيع معينة سيساعد في تقييم مصداقيتهم من خلال تحديد ما إذا كان المدّعي يتمتع بشخصية جديرة بالثقة. وينبغي أن يستكشف هذا التحقيق الأولي أيضًا تضارب المصالح المحتمل حيث تلقى المدّعون بالفعل أو يتوقعون تلقي شكل من أشكال المكاسب الشخصية من قصتهم (مالية أو غير ذلك). وسوف يحتاج المحقق أيضًا إلى تحديد ما إذا كان لدى المدّعي دوافع خفية لتقريره. في حين أن تاريخ قول الحقيقة لا يعزز تلقائيًا مصداقية الشخص، يجب على المحققين في الأمور الخارقة للطبيعة أن يكونوا حذرين بشأن قبول شهادة شخص ما على ظاهرها إذا كان لدى المدعي ميل إلى الكذب بشأن الموضوعات الدينية أو التجارب الشخصية.(هامش 180) والسبب وراء هذا الحذر بسيط: إذ لن يكون لدى المحققين أي ضمان بأن المدعي يقول الحقيقة دون وجود أدلة خارجية تؤكد ذلك. وعلى نحو مماثل، إذا اكتشف المحقق زيفًا متعمدًا في أي جزء من شهادة المدعي، فإن التقرير بأكمله يصبح مشكوكًا فيه وربما غير صالح للاستخدام. بمجرد اجتياز المدّعين للتحقق الأولي من الخلفية، سيحتاج المحققون بعد ذلك إلى التركيز على محتوى قصتهم، باستخدام الأساليب المعرفية لكشف الكذب.(هامش 181)
بالنسبة للمقابلة الأولية، يحتاج الباحثون إلى السماح للمدّعين بالإبلاغ عما يتذكرونه بالكامل دون انقطاع أو استجواب. ومع ذلك، يجب على المحققين الحصول على معلومات أساسية (إذا لم يتم الكشف عنها طواعية)عن الأشخاص المعنيين (بما في ذلك العرق والجنس والأوصاف الجسدية والملابس والعلاقات مع أشخاص آخرين، وما إلى ذلك)، والإجراءات التي تمّت قبل وأثناء وبعد الحادث، والعناصر المكانية حول الموقع، والإطار الزمني للحادث. يجب على المحقق، كلما أمكن ذلك، أن يقوم بتسجيل كل مقابلة بالصوت والصورة. إن مصداقية المدّعي هي موضع شك إذا كان غير قادر على تذكر هذه التفاصيل الأساسية، على الرغم من أن المحققين سيحتاجون أيضًا إلى التمييز بين الحقائق التي يمكن التعرف عليها والتفاصيل التي يمكن الخلط بينها بسهولة (على سبيل المثال، شخص لديه لحية مقابل ذقن غير محلوقة). إذا قام أي شخص مشارك في الحادث بشيء قد يعيق تحديد الهوية (على سبيل المثال ارتداء زي متنكر)، فمن المرجح أن يكون من الصعب التحقق من الشهادة.(هامش 182) إن الأوصاف ذات الطبيعة النسبية التي يتعين فيها على الفرد تقدير تفاصيل معينة، مثل العلاقات السببية، والمسافات، وأعداد الأشخاص، والطول، والوزن، والعمر، من المرجح أن تكون مجرد تخمينات، وبالتالي أقل اتساقًا أو دقة.(هامش 183) وفي كل الأحوال، يتعين على القائمين بالمقابلة الامتناع عن إطلاع المتقدمين على الأسئلة التي سوف يطرحونها أو حتى الإشارة إلى أن آخرين قد أكدوا قصتهم. السبب وراء ذلك هو أن هذا النوع من التعليقات قد يزيد من مستوى ثقة المدّعي وظهور صدقه، مما يجعل من الصعب اكتشاف المصداقية والدقة.(هامش 184)
بالنسبة للمحققين في المستقبل، من المهم أن يعرفوا أن الكاذبين يميلون إلى حذف المعلومات بينما يميل الصادقون إلى التطوع بمزيد من التفاصيل في شهاداتهم. في الواقع، تصبح "استجابات الهروب"، حيث يتجنب الكاذبون المعلومات أو ينكرونها، أكثر وضوحًا عندما يقتربون من بعض التفاصيل المدانة في قصتهم.(هامش 185) وقد يرغب المحققون في نهاية المطاف في مقابلة الشهود مرتين أو أكثر على الأقل من أجل تحديد أي تناقضات أو تناقضات محتملة في رواياتهم، بالإضافة إلى الحصول على مزيد من التفاصيل أو التصحيحات لأقوالهم السابقة.(هامش 186) في الحالات التي يوجد فيها اثنان أو أكثر من المدّعين، يجب على المحقق أن ينفذ نفس إجراءات المقابلة لكل شخص من أجل اكتشاف التناقضات والتناقضات مع المدّعين الآخرين ومع أي دليل تجريبي تم الحصول عليه أثناء التحقيق.(هامش 187)
بمجرد اكتمال المقابلة الأولية، يجب على المحققين بعد ذلك نسخ المقابلة الأولية وإرسالها من خلال تحليل المحتوى القائم على المعايير the Criteria-Based Content Analysis (CBCA)، والذي يفحص النصوص بحثًا عن وجود أو غياب تسعة عشر إشارة مختلفة مرتبطة بالمحتوى لقول الحقيقة. بشكل عام، من المرجح أن تحتوي البيانات المستندة إلى الواقع على تفاصيل وظواهر غير عادية أكثر من القصص المصطنعة لأن التلفيقات تنبع في الغالب من تجربة الشخص الأساسية المكونة من نصوص ومخططات عامة. وتشكل هذه التدابير أيضًا المعايير الأساسية لتقييم صحة البيان the Statement Validity Assessment (SVA)، وهو اختبار مقبول كدليل في بعض أنظمة المحاكم في أوروبا الغربية وأمريكا.(هامش 188)
إن جزءًا من المعايير التي يستخدمها المحللون لتحديد مصداقية الشهادة هي الخصائص التالية: وجود بنية سردية منطقية، وكمية كبيرة من التفاصيل، والتضمينات السياقية (مثل تصوير البيئة)، والطبيعة العفوية لخطوط الحبكة السردية، وأوصاف التفاعلات، والتفاصيل غير العادية وغير الضرورية، والتصحيحات الذاتية غير المتوقعة أو المقاطعات الذاتية، والاعتراف بعدم وجود ذاكرة حول بعض الميزات. كلما زاد عدد الإشارات التي تكتشفها CBCA وSVA، زادت احتمالية أن المدّعي يقول الحقيقة.(هامش 189) يجب أن يكون شهود العيان الموثوق بهم قادرين على تقديم تفاصيل عن الموقع والأشخاص والأنشطة المشاركة في الحادث، سواء قبل أو بعد وقوعه، والتي يمكن للمحقق بعد ذلك محاولة التحقق منها. ومع ذلك، في حين أن التفاصيل الأكبر هي مؤشر إيجابي على قول الحقيقة، إلا أنه كلما اكتشف المحقق المزيد من الأخطاء في الشهادة، كلما أصبحت قدرة شاهد العيان على تفسير الحادث بدقة أقل.(هامش 190) وعلى نحو مماثل، وفقًا لـ "مراقبة الواقع" Reality Monitoring (RM)، هناك فرق نوعي بين ذكريات الأحداث الفعلية والتقارير المستندة إلى قصص ملفقة أو متخيلة. وقد أثبتت "مراقبة الواقع" أن الذكريات الحقيقية تحتوي على المزيد من التفاصيل السياقية والحسية، وإشارات أقل إلى العمليات المعرفية للشخص، ومعلومات أقل غرابة أو فردية من الذكريات الكاذبة.(هامش 191)
ومن خلال هذه المقابلة الأولية، ينبغي أن يكون المحققون قادرين على تأكيد أو تزوير العديد من تفاصيل المدّعي، مثل أوصاف موقع الحدث، أو الأشخاص المعنيين، أو أي شيء آخر مذكور في التقرير. أثناء البحث في هذه التفاصيل، يجب على المحققين أيضًا ملاحظة أوصاف أخرى للبيئة أو الموقف (لم يقدمها المدّعي في البداية) قبل إجراء مقابلات لاحقة. ستسمح هذه العملية للمحققين باستخدام تقنية لتقصي الحقائق تُعرف باسم "الاستخدام الاستراتيجي للأدلة" Strategic Use of Evidence (SUE)، والتي تكشف عن الأكاذيب وعلامات الخداع. هنا، تستخدم SUE استراتيجية مدروسة لطرح أسئلة غير متوقعة حول الحقائق التي يجب أن يعرفها شاهد العيان، ولكن لم يكشف عنها مسبقًا للمحقق.
على سبيل المثال، قد يسترجع المحققون لقطات فيديو للمدعي في مكان ووقت معينين، ولم يتم ذكرهما أثناء المقابلة. يمكن للمحققين أيضًا فحص موقع الحادث والأشخاص المعنيين بحثًا عن تفاصيل واقعية أخرى لم يصفها المدعي. خلال المقابلات اللاحقة، قد يطرح المحقق أسئلة مفتوحة بشكل غير متوقع حول هذه التفاصيل، مما يمنح المدّعين فرصة للكذب في عملية الإجابة (دون أن يدركوا أن المحقق يعرف الحقائق بالفعل). يمكن استخدام نفس الإستراتيجية فيما يتعلق بالمعلومات التي تم الحصول عليها أثناء فحص الخلفية الأولي أيضًا. يسمح هذا النوع من الاستجواب الاستراتيجي للمحققين بتمييز ما إذا كان لدى المدّعين خبرة بالحادث وكشف التناقضات في روايتهم للحدث.(هامش 192) والهدف هو طرح أسئلة حول التفاصيل التي يعرفها المحقق بالفعل أو يمكنه التحقق منها لاحقًا. تعتمد طريقة الاستخدام الاستراتيجي للأدلة SUE على افتراض وجود فجوات معرفية بين المخادعين وأولئك الذين يقولون الحقيقة ("فرضية الحمل المعرفي"). إن الكذب أكثر إرهاقًا للعقل من الصدق لأنه يتطلب نشاطًا عقليًا أكبر واحتفاظًا بالتفاصيل أكثر من التذكر الحقيقي.(هامش 193) ولأن الكاذبين يحاولون تجنب التفاصيل التي تدينهم، فإن المحققين يحتاجون إلى التفكير في الأسئلة التي قد تؤدي إلى تشويه شهادتهم. والهدف من ذلك هو تحديد "التناقضات بين الأقوال والأدلة"، والتي تكشف عن تناقضات في قصة ملفقة. إذا تم ضبط مدّعيٍ وهو يكذب، يمكن للمحقق بعد ذلك طرح المزيد من الأسئلة التي قد تتطلب من المدّعي إنشاء إنكارات تبدو معقولة، أو تغيير قصتهم، أو تقديم تفسيرات مخصصة، مما يكشف بشكل أكبر عن خدعهم.(هامش 194) من الناحية المثالية، ينبغي للمحقق أن يصر على إجراء اختبار كشف الكذب أو تحليل إجهاد الصوت polygraph test´-or-Voice Stress Analysis (VSA) للكشف عن الكذب، على الرغم من أن هذا ليس عمليًا دائمًا أو مسموحًا به من قبل المدعي. في الواقع، هناك مشاكل معروفة تتعلق باستخدام أجهزة كشف الكذب واختبار الصوت، وبالتالي، لا ينبغي أن تكون الأساس الوحيد لتقييم مصداقية شخص ما.(هامش 195)
ومن المهم أن يدرك المحققون أن التناقضات البسيطة في القصص لا تشكل دائمًا مؤشرًا على عدم الصدق، خاصة وأن التناقضات تحدث بين الشهود الفعليين أثناء التجارب المعملية.(هامش 196) في الواقع، هناك أربعة أسباب رئيسية قد تدفع شهود العيان إلى ذكر تفاصيل مختلفة: 1) وجهة نظر الشخص؛ 2) مقدار الاهتمام الذي يولونه للحدث؛ 3) التركيز على تفاصيل مختلفة؛ و4) التفسير العام. لتقييم ما إذا كان التناقض غير ذي أهمية أم لا، يجب على المحقق أن يحدد ما إذا كان لدى شاهد العيان نقطة مراقبة كافية على مسافة مناسبة، وكذلك ما إذا كان التناقض نتيجة لمتغيرات أساسية، مثل الإضاءة ومدة الحدث.(هامش 197) وينبغي للمحققين أيضًا أن يسعوا إلى تحديد مدى انتباه الشاهد أثناء الحادث، وكذلك ما إذا كان قد ركز كثيرًا أو قليلاً على تفاصيل معينة. وأخيرًا، سيحتاج المحققون إلى تقييم ما إذا كانت هذه التناقضات ناجمة عن سوء تفسير الحدث بسبب التوقعات أو التحيزات المسبقة.(هامش 198) إن التناقضات التي لا يمكن تفسيرها بسهولة من خلال هذه العوامل من المرجح أن تشير إلى أكثر من مجرد خطأ سطحي في الملاحظة ويمكن أن تشير إلى وجود مشكلة في مصداقية المدعي. ومع ذلك، فإن الأمر الأكثر أهمية لمصداقية المدعي بالمعجزة هو وجود خيال مفرط النشاط وميل إلى الوهم.
الخيالات المفرطة في النشاط
ومن الأهمية بمكان لدراسة المعجزات حقيقة أن نسبة كبيرة من عامة السكان تختلق تجارب الماضي ببساطة لأنهم يتخيلون وقوع حدث ما imagination inflation ("تضخم الخيال"). في الواقع، يكون الناس أكثر عرضة بنحو الضعف للإبلاغ عن ذكريات سيرة ذاتية كاذبة لمجرد أنهم تخيلوا حدثًا خياليًا افتراضيًا، والذي يتم الإبلاغ عنه لاحقًا على أنه حدث حقيقي.(هامش 199) تتعلق مشكلة مماثلة بالأشخاص الذين يعانون من مشاكل "الانفصال"، والذين لا يستطيعون التمييز بين الذكريات الفعلية والخيالات. وفي حين تظل ذكرياتهم اليومية خالية من العيوب عمومًا، فإن الأشخاص المصابين بالانفصال يخلقون بسهولة ذكريات كاذبة من خيالاتهم الخيالية البحتة. في الواقع، غالبًا ما يخلق أولئك الذين يتخيلون بشكل روتيني في حياتهم اليومية ("الميل إلى الخيال") ذكريات خيالية تمتلك نفس النوع من الأهمية والوضوح مثل الذكريات الحقيقية. هذا الميل هو سمة مميزة بشكل خاص بين أولئك الذين يقضون وقتًا طويلاً في تخيل حقائق بديلة، ويصابون بالهلوسة بانتظام، ويمرون بتجارب دينية أو خارقة للطبيعة أو خارج الجسم.(هامش 200)
في حين تشير بعض الدراسات إلى أن الإبلاغ عن الأحداث الغريبة هو في الواقع علامة على المصداقية، إلا أن هذه التفاصيل غير العادية نفسها قد تكون في الواقع نتيجة لتضخم الخيال، والانفصال، والميل إلى الخيال. وبالتالي، ينبغي للباحثين (حيثما أمكن) أن يأخذوا هذا الاحتمال في الاعتبار من خلال إجراء اختبارين محددين على وجه الخصوص. الأول هو مقياس التجارب الانفصالية Dissociative Experiences Scale (DES)، والذي يقيم ما إذا كان الشخص يميل إلى الخلط بين خيالاته وذكرياته الفعلية. أما الاستبيان الثاني فهو استبيان التجارب الإبداعية Creative Experiences Questionnaire (CEQ)، والذي يقيم ما إذا كان الشخص عرضة للتخيلات المفرطة في الخيال.(هامش 201) وبعد ذلك، بمجرد إثبات مصداقية المدّعي بشكل كافٍ، يمكن للمحققين بعد ذلك المضي قدمًا في تقييم مدى ملاءمة الشخص كشاهد عيان.
المدّعي الملائِم
أحد الأشياء الأولى التي يتعين على المحققين التأكد منها هو "ملاءمة الشهود" من خلال فحص ما إذا كان شهود العيان قادرين على إدراك الحدث بدقة في المقام الأول.(هامش 202) كما هو موضح بشكل مفيد في اختصار ADVOKATE [لأنها تشبه كلمة Advocate التي تعني دفاع]، يحتاج المحققون إلى تفاصيل الفئات التالية: (A) مقدار الوقت الذي لاحظ فيه الشهود الحدث؛ (D) المسافة التي قطعوها من الحدث؛ (V) ظروف الرؤية في وقت الحدث؛ (O) الدرجة التي ربما تعرقلت بها ملاحظتهم؛ (K) معرفتهم (أو إلمامهم) بالأشخاص والأماكن والأشياء المعنية؛ (A) هل كانت هناك أي أسباب معينة لتذكر الحدث؛ (T) الوقت الذي انقضى منذ وقوع الحدث؛ و(E) ما إذا كانت هناك أخطاء في وصف الشهود للحدث. تساعد هذه التفاصيل في تحديد "قيم الهزيمة" التي قد تؤدي تلقائيًا إلى استبعاد الشخص كشاهد دقيق، مثل التواجد على مسافة تزيد عن خمسة عشر مترًا من الحدث أو إجراء الملاحظات عندما كان مستوى الرؤية أقل من خمسة عشر lux لوكس.(هامش 203)
وعلى نحو مماثل، يحتاج المحققون إلى تقييم الكفاءة البدنية والعقلية للأشخاص أيضًا، وخاصةً من حيث العمر والقدرة على فهم الحدث. على سبيل المثال، يكون الأطفال الصغار وكبار السن فوق سن الستين عرضة لذكريات وتعريفات خاطئة.(هامش 204) كما ينبغي للمحققين أن يحددوا ما إذا كان الشهود يعانون من مشاكل متكررة في الذاكرة أو البصر أو السمع والتي قد تؤثر سلبًا على ملاءمة شهادتهم. وفيما يتعلق بالكفاءة العقلية، يتعين على المحققين توخي الحذر بشأن الاعتماد فقط على أولئك الذين يعانون من أمراض عقلية أو إعاقات نمو أو إعاقات معرفية أخرى من المعروف أنها تؤثر على دقة شهاداتهم. في الواقع، فإن الأشخاص الذين يعانون من بعض الإعاقات هم أكثر عرضة لتقديم تفاصيل أقل عن حدث ما، وهم أكثر عرضة للأسئلة المضللة، وأكثر عرضة لسوء فهم طلبات المعلومات، وأكثر عرضة لعدم الدقة في تذكرهم. ومن المهم أن نلاحظ أن الأشخاص الذين يعانون من إعاقات فكرية أو جسدية معتدلة، على الرغم من أنهم ليسوا أقل دقة بشكل كبير من الآخرين، قد يكونون قادرين على إخفاء إعاقاتهم، وهو ما يجعل المحققين أكثر يقظة بشأن قبول الشهادات دون تقييم الكفاءة العقلية والإدراكية للشهود أولاً.(هامش 205)
وأخيرًا، ينبغي للمحققين أن يأخذوا في الاعتبار أيضًا الظروف غير المثالية الأخرى، مثل سوء الأحوال الجوية، والانقطاعات، والمشتتات التي قد تؤثر على ملاحظات الشاهد. ويجب على المحققين أيضًا اكتشاف ما إذا كان المدّعون في حالة سُكر أو تحت تأثير أي مادة أخرى يمكن أن تغير تصورهم للواقع، بما في ذلك (على سبيل المثال لا الحصر) الكحول والمخدرات والأدوية الموصوفة. إن التعب والعوامل الأخرى ذات الصلة، مثل المرض، والخرف، والحمى، وسوء التغذية، والجفاف، يمكن أن تؤدي أيضًا إلى خلق شهود "قابلين للتغيير" حيث تكون إدراكاتهم وذاكرتهم للحدث عرضة للتشويه.(هامش 206) بمجرد أن يقرر المحقق أن شهود العيان مناسبون، يجب عليه بعد ذلك تقييم دقة شهاداتهم.
دقّة المدّعين [الشهود]
في قضية نيل ضد بيجرز (1972)، قضت المحكمة العليا للولايات المتحدة بأن هناك خمسة متغيرات على الأقل مطلوبة لتحديد دقة شهود العيان. يتعلق الأول بدرجة يقين شاهد العيان، حيث ينص على أن شهود العيان يجب أن يكونوا متأكدين مما شهدوه. والعامل الثاني هو ما إذا كان الشاهد لديه القدرة على مشاهدة الحدث. ثم يأتي الاهتمام بالحادثة، مما يشير إلى أن النظرة العابرة لا تكفي. رابعًا، أكدوا أن شهود العيان يحتاجون إلى وصف جيد للحدث. وأخيرا، يجب ألا تكون هناك فترة زمنية كبيرة بين الحدث والتقرير عنه.(هامش 207) ولسوء الحظ، فإن هذه المبادئ التوجيهية ليست كافية لإثبات دقة شهادة شاهد عيان.
اعتبارًا من 1 مارس 2019، قام مشروع البراءة the Innocence Project ببراءة 361 شخصًا من خلال فحص الحمض النووي حيث تمت إدانة أكثر من ثلثيهم (71%) ظلماً بسبب شهادات شهود عيان خاطئة.(هامش 208) وكما لاحظ غاري ويلز وإليزابيث لوفتوس، "إن شهود العيان المخطئين يتسببون في إدانة عدد أكبر من الأشخاص الأبرياء مقارنة بكل الأسباب الأخرى مجتمعة".(هامش 209) هذه الأرقام ليست مفاجئة بالنظر إلى وجود العديد من العوامل النفسية التي تؤثر بشكل واضح على إدراك الشخص وذاكرته لحدث ما.(هامش 210) في الواقع، يشير الإجماع بين الخبراء الذين شملهم الاستطلاع بشأن شهادة شهود العيان (بأغلبية الثلثين على الأقل) إلى أن المتغيرات النفسية التالية تؤثر على دقة أقوال شهود العيان: (هامش 211)
1) إدخال أشياء مهددة، مما يؤدي إلى تدهور قدرة الشخص على ملاحظة التفاصيل الأخرى ذات الصلة ("تركيز السلاح")
2) طول الوقت الذي يراقب فيه الشاهد حدثًا حيث أن قلة الوقت تعادل دقة أقل؛
3) معدل فقدان الذاكرة، والذي يكون أعلى مباشرة بعد الحدث ("منحنى النسيان")
4) درجة ثقة الشاهد، والتي ليست مؤشرًا موثوقًا للدقة نظرًا لأن العوامل الخارجية يمكن أن تغير مستويات تأكيد الشخص ("قابلية الثقة للتطويع")
5) صياغة أسئلة المقابلة، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على ذاكرة شاهد العيان؛
6) التوقعات الأولية لشاهد العيان، والتي تؤثر على كيفية إدراكه للأحداث؛
7) دقة ذكريات الطفولة، والتي تكون خاطئة بانتظام أو مشوهة جزئيًا وعادة ما تكون أقل خلوًا من الأخطاء من البالغين (كونها أكثر عرضة لتأثير المحاور، وضغط الأقران، والتأثيرات الاجتماعية)؛
8) والوقوع المعتاد لـ "معلومات ما بعد الحدث"، حيث تعكس الذكريات غالبًا المواد المكتسبة فقط بعد وقوع الحادث، مما يشير إلى أن الناس لا يستطيعون التمييز بشكل موثوق بين الذكريات الحقيقية والكاذبة.
مع وضع هذه المتغيرات في الاعتبار، يحتاج المحققون أولاً إلى النظر في إمكانية تحيز الذاكرة عند محاولة إجراء المقابلات، وبالتالي، التحقق من ادعاءات المعجزة.
ذكريات متحيّزة
هناك ثلاث مراحل للذاكرة: التشفير، التخزين، والاسترجاع. التشفير هو عملية تحويل المحفزات الخارجية إلى تمثيلات عقلية. ومع ذلك، فإن الجوانب التي يتم تشفيرها بالضبط في حدث ما تعتمد على مقدار الاهتمام والتركيز الممنوحين للتفاصيل المختلفة. ويعتمد هذا الاهتمام والتركيز أيضًا على وضوح وأهمية المحفزات في وقت الترميز. وعلى وجه التحديد، فإن التفاصيل التي لا تنسى هي تلك التي تبرز باعتبارها فريدة أو مميزة للمراقب ضمن السياق المحيط ومعرفته السابقة بالبيئة. وعلى نحو مماثل، من المرجح أن يتذكر المراقبون التفاصيل ذات الصلة أو المهمة بالنسبة لهم شخصيًا.(هامش 212) في الواقع، من المرجح أن تكون الحوادث التي لها أهمية أكبر بالنسبة لشاهد العيان أكثر دقة من الأحداث غير المهمة، على الرغم من أن تشويه الذاكرة يكون أكثر وضوحًا إذا كان الحادث غير سار أو غير سار للمراقب.(هامش 213) ليس من المستغرب أن تحدد اهتمامات الأشخاص وشخصياتهم التفاصيل التي يفسرونها باعتبارها مهمة ومهمة. غالبًا ما تحدد ثقافة الشخص وتجاربه السابقة وأفكاره المسبقة وتحيزاته وتفضيلاته كيفية تجربة الأشخاص للأحداث المفاجئة وتذكرها وتفسيرها.(هامش 214)
تشكل شهادة شهود العيان في حد ذاتها "ذاكرة ذاتية"، وهذا يعني أن مصدرها الوحيد للمعلومات هو الإدراك الذاتي للفرد الذي يعيش ويتذكر الأحداث الماضية. تتكون الذاكرة الذاتية من ثلاث مكونات أساسية هي السرد اللفظي، والتصور، والعاطفة. ويحتاج الباحثون إلى إدراك أن الذكريات الذاتية تساعد الناس على فهم العالم وتعكس كيف فسروا الأحداث الماضية بشكل حدسي. ومن المتوقع أن يتذكر الناس بانتظام التفاصيل ويفسرونها بشكل انتقائي من أجل تبرير أو تفسير معتقداتهم التي يؤمنون بها بالفعل حول الواقع. وهكذا، فإن استدعاء الذاكرة يظهر غالبًا في شكل قصة، يقوم شهود العيان بعد ذلك بصياغتها من أجل جذب انتباه جمهورهم وإثبات أفعالهم ومعتقداتهم. المشكلة هي أن إعادة سرد القصة بشكل متكرر تميل إلى أن تؤدي إلى تغيير أو إضافة أو حذف تفاصيل الماضي، والتي تصبح بعد ذلك جزءًا راسخًا من الذاكرة الذاتية في إعادة سرد القصة في المستقبل.(هامش 215)
أخيرًا، من المهم أن ندرك أن الناس ليسوا مجرد شهود عيان سيئين، بل إنهم أيضًا شهود سمع غير دقيقين باستمرار، مما يعني أن الناس غالبًا ما يقدمون شهادات غير دقيقة حول المحادثات والكلمات المنطوقة والمعاني المقصودة. ومثل الذكريات الأخرى، فإن الذاكرة المحادثة معرضة لنفس التحيزات والأخطاء التي تحركها المخططات مثل الذكريات الأخرى.(هامش 216) بالإضافة إلى التحيز المتأصل في استدعاء الذاكرة، يحتاج المحققون أيضًا إلى أن يكونوا على دراية بالمتغيرات الأخرى التي يمكن أن تؤدي عن غير قصد إلى تشويه شهادة الشخص.
تشوهات محتملة أخرى
أحد المتغيرات البارزة التي يمكن أن تؤثر على دقة تقارير المعجزات هو خطأ "الارتباك في المصدر" أو "مراقبة المصدر" حيث ينسب الناس خطأً أصل ذكرياتهم إلى تجاربهم الذاتية. على سبيل المثال، قد يتذكر المدّعون أنهم شهدوا معجزة، بينما في الواقع، سمعوا أو قرأوا فقط عن وقوع هذه الحادثة لشخص آخر.(هامش 217) إن التحقيق الشامل لتقصي الحقائق من شأنه أن يحدد ما إذا كان المدعي قد قام فقط بتكرار قصة محلية أو ما إذا كان المدعي لديه معرفة تجريبية بالحادث المعني. وعلى نحو مماثل، يكون الناس عرضة لـ"تأثير التضليل" بعد الحدث، والذي يحدث عندما يقوم أشخاص من الخارج، بما في ذلك شهود آخرون، بإدخال تفاصيل عن طريق الخطأ في ذاكرة الشخص، والتي تترسخ بعد ذلك كجزء من تخزين الشاهد واستدعائه [للذاكرة]. يمكن أن تحدث المعلومات المضللة أيضًا عندما يتذكر الأشخاص عن طريق الخطأ أو يتكهنون ببساطة بتفاصيل معينة، والتي تصبح أيضًا جزءًا من الذاكرة نفسها. وخاصة أثناء عملية المقابلة، يخترع الشهود دون وعي تفاصيل لتزويد المحققين بـ "ما يجب أن يكون قد حدث" لأشياء لم يلاحظوها في الواقع. تشكل هذه العوامل مشكلة خاصة بالنسبة للأطفال لأنهم أكثر عرضة للتأثر بالمعلومات، وأخطاء الخلط بين المصادر، والمعلومات المضللة.(هامش 218) ومن ثم، فمن المهم ألّا يفترض المحققون أو يقترحوا عن غير قصد تفاصيل غير مذكورة حول حدث ما بسبب احتمالية تغيير ذاكرة شاهد العيان.
كما يتعين على المحققين تجنب "تحيز المحاور [بكسر الراء]" عند طرح الأسئلة. ويحدث هذا التحيز عندما ينقل المحاور تفاصيل أو صورًا نمطية أو إجابات مرغوبة إلى الشهود، الأمر الذي يدفع المدعين (عن قصد أو بغير قصد) إلى الاستجابة بطريقة معينة بناءً على ما يعتقدون أن المحقق يريد سماعه. عند إجراء المقابلة، يجب على المحققين طرح أسئلة مفتوحة بشكل أساسي والتي تثير التذكر الحر للحدث مع تجنب استخدام الأسئلة الموجهة. تميل مجاميع التذكر الحرة إلى أن تكون أكثر دقة، في حين أن الأسئلة الأكثر تحديدًا أو ضيقًا أو موجهة تميل إلى التسبب في إجابات غير دقيقة.(هامش 219)
ويمتد هذا القيد المفروض على الذات أيضًا إلى الأسئلة المصممة لإثارة الصور الذهنية للحدث ("الصور الموجهة"). على الرغم من أن الأشخاص قد يتذكرون المزيد من المعلومات ("فرط الذاكرة") أثناء التصوير الموجه، فإنهم أيضًا معرضون لبناء ذكريات كاذبة، والتي يصفونها بعد ذلك (بمستويات أعلى من الثقة) بأنها شديدة الوضوح. وعلى هذا النحو، يتعين على المحققين تجنب مطالبة المدعين بالتكهن بالتفاصيل أو تقديم إجابة نهائية على أسئلتهم لأن الشهود سوف يشعرون ببساطة بالضغط للتخمين. ويحتاج المحققون إلى السماح للشهود بالبقاء غير متأكدين، وغامضين، وحتى متناقضين بشأن ذكرياتهم دون الحاجة إلى تقديم المزيد من التفاصيل.(هامش 220) يُعرف هذا باسم "متغير النظام"، حيث يمكن للمحاورين أن يزرعوا ذكريات كاذبة في الأشخاص الذين يقابلونهم عن غير قصد بمجرد الطريقة التي يطرحون بها أسئلتهم. في الواقع، يكون شهود العيان المترددون أكثر عرضة للضغوط المطابقة، حيث يكونون أكثر عرضة لتعديل رواياتهم بناءً على الضغط المتصور من شخصيات السلطة أو تصورهم لما يعتقدون أن الأغلبية تفكر فيه بشأن الحدث.(هامش 221)
وتُعرف المشكلة المرتبطة بهذا الأمر باسم "تأثير ردود الفعل التأكيدية"، حيث يقترح الأشخاص دون وعي على شهود العيان أن قصتهم صحيحة من خلال عرض إشارات الموافقة على محتوى القصة، وهو ما قد يؤدي بعد ذلك إلى تشويه تذكرهم للحادث وزيادة مستويات الثقة بشكل مصطنع. إن مجرد التعبير عن الدهشة أو الإثارة بشأن المعجزة يمكن أن يزيد من شعور الناس باليقين بشأن صحتها. وتؤدي هذه الملاحظات بعد ذلك إلى تشويه تصور المحقق لمصداقية الشهادة لمجرد أن البشر يميلون إلى الاعتقاد بأن المستويات الأعلى من الثقة تشير إلى مستويات أعلى من الدقة.(هامش 222) ومن ثم، عندما يُظهر المدافعون المسيحيون (على سبيل المثال) حرصًا على تأكيد ادعاءات المعجزات، وخاصة من الأصدقاء والعائلة، فقد يجبرون المطالبين عن غير قصد على اختلاق أو تجميل أو حذف التفاصيل استجابة لحماس المدافع. تؤدي حلقة التغذية الراجعة في النهاية إلى تعزيز الشعور بالثقة والإخلاص بين المحاور والشخص الذي يجري معه المقابلة [تعزيز] بشكل مصطنع.(هامش 223) في الواقع، فإن الشهود الذين يعبرون عن مستوى عال من الثقة هم عرضة لارتكاب الأخطاء مثل عامة الناس، وخاصة عندما نأخذ في الاعتبار أن ثقة الشاهد وإخلاصه تزداد كلما روى شهادته للآخرين أكثر.(هامش 224) لذلك، قبل إجراء المقابلة الأولية، يجب على الباحثين تحديد عدد المرات التي روى فيها شهود العيان شهادتهم للآخرين تقريبًا. وعلى العكس من ذلك، إذا أعرب الأشخاص عن شكوك صادقة بشأن شهادتهم، فسيكون لدى المحققين سبب للشك فيها أيضًا.
علاوة على ذلك، توجد تحيزات معينة تؤثر على التذكر أيضًا. على سبيل المثال، يميل الناس إلى "التحيزات الرجعية" حيث يفرض الناس بشكل خاطئ تجاربهم الحالية ومشاعرهم ومواقفهم وسلوكياتهم ومعتقداتهم على أحداث الماضي. والعكس صحيح أيضًا عندما يدرك الناس الحدث الحالي ويفسرونه وفقًا لتجارب سابقة schema theory ("نظرية المخطط"). إن ما يتوقع الناس رؤيته وسماعه يؤثر على إدراكهم للواقع. بمجرد أن يستوعب الناس تفسيرًا جديدًا لحدث في الماضي، فمن المرجح أنهم لن يتذكروا أبدًا معتقداتهم السابقة حول هذه الواقعة. وتصبح هذه الأخطاء بعد ذلك حقائق ثابتة، وتستمر من خلال إعادة سردها، حتى بعد أن يتعلم الأفراد أن ذاكرتهم كانت خاطئة في الواقع.(هامش 225) ويحتاج المحققون إلى الانتباه إلى هذه التشوهات من خلال تحديد (حيثما أمكن) البيانات السابقة التي أدلى بها الشاهد للآخرين من أجل تحديد ما إذا كان تفسيرهم للذاكرة قد تطور أو تغير بمرور الوقت.
ويجب على الباحثين أيضًا أن يكونوا على دراية بالتقارير المؤلمة لأنها قد تؤدي إلى قمع الذاكرة، وكبتها، وفقدان الذاكرة الجزئي للتفاصيل ذات الصلة. إن الأحداث التي تكون أكثر بروزًا بسبب المفاجأة والإثارة العاطفية المتزايدة والأهمية الأكبر قد تصبح أحيانًا "ذكريات سريعة"، وهي شديدة الوضوح والدقة بشكل خاص. ومع ذلك، فإن مستويات التوتر المرتفعة في الواقع تضعف وتضيق إدراك الشاهد للأحداث. وعلى الرغم من اعتقاد الفرد أن ذاكرته دقيقة للغاية، فإن الذكريات السريعة في الواقع أقل دقة من الذكريات العادية وتميل إلى التدهور بمرور الوقت. من المثير للدهشة أن هناك أدلة تشير إلى أن الذكريات السريعة لا تتشكل على الفور، بل تبدأ عملية التشفير بعد عدة أيام من مناقشة هذه الحلقة مع الآخرين. تشير هذه العملية المطولة إلى أن الذكريات السريعة معرضة تمامًا للمعلومات المضللة بعد الحدث مثل الذكريات الأخرى.(هامش 226) عند النظر في مواضيع مثل الأحداث المؤلمة، هناك نقص في الاتساق أثناء عملية الترميز. يبدو أن الشدة العاطفية تشفر ذكريات معينة فقط في بعض الظروف، ولكن ليس في جميع الحالات. وبغض النظر عن ذلك، تشير الأدلة إلى أن الإثارة المتزايدة تقلل على وجه التحديد من دقة تذكر الشخص.(هامش 227) مرة أخرى، يجب على المحققين أن يكونوا حذرين مع الأوصاف التي تصاحب ذكريات الصور التي تم تذكّرها وأن يقوموا بتحقيق شامل لتحديد ما إذا كان قد حدث قمع أو تثبيط للذاكرة.
هناك متغير آخر للذاكرة يتعلق بتأخير الوقت. بشكل عام، تكون الذكريات عرضة للتحلل السريع والتشويه بعد الحدث حيث تتزايد الذكريات الزائفة بالفعل بمرور الوقت. ومن ثم، كلما طالت الفترة الزمنية بين التشفير والتخزين والاسترجاع، أصبح التذكر أكثر صعوبة بالنسبة لشهود العيان.(هامش 228) ومن الأمور المثيرة للقلق أيضًا احتمال حدوث تغيير زمني، حيث يتذكر الأشخاص بدقة الإطار الزمني لحدث ما، لكنهم يغيرون التاريخ بعدة سنوات.(هامش 229) لذلك، يحتاج المحققون إلى تحديد المدة التي انقضت منذ وقوع الحدث وما إذا كانت ذكرياتهم تقع في الفترة الزمنية الصحيحة. وتنشأ أيضًا مشكلات مكانية وتجريبية من الدراسات التي تشير إلى أن الأشخاص المشاركين بشكل مباشر في حدث ما أقل دقة من المارة. إن وجود أشياء مخيفة ومستويات قلق أعلى يقللان من قدرة شاهد العيان على تذكر التفاصيل المهمة، حيث يميلون إلى التركيز بشكل شبه حصري على الميزات المثيرة للقلق. وينطبق الشيء نفسه على المواقف التي يظهر فيها عنصر غير متوقع أو شيء غير متسق مع السياق في الموقف، مما يجعل شهود العيان يستسلمون لتأثير التركيز على الشيء.(هامش 230) إن هذا التوجيه الانتباهي، الذي يضيق تركيز الناس، يعني حتمًا نقصًا في الوعي أو انخفاضًا في الوعي بتفاصيل أخرى (مما قد يؤدي إلى عدم التأكد).(هامش 231) ومن ثم، ينبغي للمحققين أن يلاحظوا ما إذا كان المارة، غير المتأثرين بالإثارة العاطفية المتزايدة، حاضرين أيضًا وما إذا كانت هناك سمات مثيرة للقلق من شأنها أن تشوه تصور الشاهد للحدث.(هامش 232) ومن المهم أن ندرك، مع ذلك، أن الوعي بهذه المتغيرات لا يشكل في الواقع تأييدًا للتشكك المفرط في ادعاءات المعجزات.
الشك المفرط غير المبرر
في ضوء احتمالات نشوء مشكلات تتعلق بالمصداقية والتشوهات النفسية، يطرح سؤالان نفسيهما على الفور: 1) هل ينبغي للمحققين النقديين أن يمتلكوا "افتراض قول الحقيقة" فيما يتعلق بمصداقية المدّعي وملاءمته ودقته حتى يثبت العكس؛ و2) من الذي يقع عليه عبء الإثبات عند اقتراح تفسير سببي (طبيعي أو خارق للطبيعة) لحدث "معجزة"؟
أولاً، يزعم جيه بي مورلاند في كتابه Scaling the Secular City "توسيع نطاق المدينة العلمانية" أن شهود العيان يجب أن يتمتعوا بميزة الشك من خلال "افتراض قول الحقيقة". بالنسبة له، فإن افتراض الكذب هو ببساطة دحض ذاتي، مما يعني ضمناً أن المتشككين انتقائيون بشكل غير ملائم في أنواع الشهود الذين يصدقونهم.(هامش 233) في الواقع، يقدم مورلاند ثنائية زائفة من خلال اقتراح وجود خيارين فقط: إما افتراض قول الحقيقة أو افتراض الكذب، وكلاهما غير معقول على حد سواء.(هامش 234) إن هذا التشخيص الخاطئ هو في الواقع معضلة زائفة. بدلاً من افتراض أي شيء، فمن الممكن (والأكثر حكمة) أن يمتنع الناس عن إصدار حكمهم حتى يتم الانتهاء من التحقيق الشامل وجمع كل البيانات المتاحة. بغض النظر عن ذلك، وكما سيشرح أي محقق ماهر وكما يعترف مورلاند جزئيًا، فإن افتراض قول الحقيقة لا يكون منطقيًا إلا إذا توافرت العناصر التالية:
1- أنّ المطالبين قادرون عقليًا على التعبير عن الحقيقة؛
2- يزعمون صراحةً أنهم يقولون الحقيقة، بدلاً من الانخراط في (على سبيل المثال) السخرية أو التهكم؛
3- وهم على استعداد لتقديم معلومات واقعية يمكن التحقق منها بشكل مستقل؛
4- أنّهم يفتقرون إلى دافع قوي للخداع؛
5- وليس لديهم ميل لنقل الأكاذيب حول الموضوع قيد النظر.(هامش 235)
وبهذا المعنى، لا يلتزم المحققون النقديون بافتراض أن مقدم الطلب إما (غير) موثوق به، أو (غير) مناسب، أو (غير) دقيق، وخاصة فيما يتعلق بالقصص الخيالية مثل المعجزات. وهذا النهج النقدي ذو أهمية خاصة عندما نأخذ في الاعتبار أن حتى الشهود الصادقين، الذين يتحملون المسؤولية القانونية عن بعض جوانب الحدث، قد يلجؤون إلى تحريف رواياتهم من أجل إخفاء تفاصيل محرجة أو تُدينهم [إجراميا].(هامش 236) وبشكل أكثر براءة، سيحاول الناس أيضًا التوفيق بين المعلومات الواردة في شهادتهم أو تجاهلها أو التخلص منها من أجل تخفيف التنافر المعرفي الذي يحدث عندما تتعارض شهود أو تفاصيل أخرى مع روايتهم للحدث.(هامش 237)
ثانيًا، من السهل التعامل مع مسألة عبء الإثبات. إذ يقع عبء الإثبات على عاتق الشخص الذي يقترح تفسيرًا لسبب وقوع حدث "معجز".(هامش 238) ولأن هذا الفصل يزعم أن عمل كينر لم يتضمن تحقيقًا شاملاً لتقصي الحقائق، وهو ما يعترف به هو نفسه، فمن العملي أن نشير إلى أن تأييده الدوري للسببية الخارقة للطبيعة لم يرق إلى مستوى عبء الإثبات، وبالتالي فهو سابق لأوانه ولا أساس له من الصحة. هناك أدلة كافية، كما هو موضح في هذا الفصل، على أن حتى الأشخاص الصادقين، والأكفاء، والواثقين، والمخلصين يمكن أن يخطئوا بشأن الحقائق، وبالتالي، يتطلبون تحقيقًا شاملاً قبل إصدار الحكم بشأن ادعاءاتهم بأنهم شهدوا معجزة.
يزعم كينر أن العديد من المتشككين يفترضون موقفًا مناهضًا لقوى ما-وراء-الطبيعة، وليس موقفًا نقديًا، والذي يرفض تلقائيًا ادعاء المعجزة مسبقًا. وقد يقدم هؤلاء المتشككون المفرطون مبررات مؤقتة لسبب عدم إمكانية حدوث معجزة حقيقية، بل قد يلجئون إلى تفسيرات غير معقولة، أو يحركون عواميد المرمى، أو يروجون لتفسير طبيعي غير معروف حتى الآن (نوع من نهج "طبيعة الفجوات"). من غير المرجح أن تقنع أي كمية من الأدلة المتشككين المفرطين، بل قد يكون من الممكن أن يكون الأكاديميون غير مرنين للغاية فيما يتعلق بما يعتبرونه "أدلة".(هامش 239) بطبيعة الحال، تتجه الانتقادات إلى كلا الاتجاهين. ورغم أن هذا الفصل لا يدعو إلى الإفراط في الشك hyper-skepticism، إلا أنه يبدو أن هناك حالات لم يكن فيها كينر متشككًا بما يكفي بشأن القصص التي يسردها. وعلى أية حال، فإن الامتناع عن إصدار الحكم بسبب عدم التوصل إلى تحقيق شامل لتقصي الحقائق ليس مثالاً على الشك المفرط ولا هو خلط بين الاحتمالية والإمكانية المنطقية. بل هو بالأحرى مثال على التفكير النقدي.
علاوة على ذلك، هناك أوقات يقع فيها كينر في نفس الفخ الذي وقع فيه نظراؤه المتشككون للغاية. في كثير من الأحيان، تعتمد تفسيرات كينر "الخارقة للطبيعة extranormal" على عدم وجود أدلة تزييفية، وهو ما يعد ببساطة حجة نابعة من الجهل [الاحتكام للجهل]. وليس الأمر أن كينر ينخرط في بناء الاستدلال الاستقرائي فحسب، حيث تؤدي تدريباته وخبراته إلى تخمينات مدروسة. وبدلاً من ذلك، فإن ميوله إلى "إله الفجوات"، حيث يعتقد أن عاملًا خارقًا للطبيعة قد حرض على حدوث معجزة بشكل معقول، تنخرط في تبسيط مفرط للأسباب. وهو محق في أن التفسير الطبيعي، مثل تأثير الدواء الوهمي placebo أو علم المناعة العصبية النفسية psychoneuroimmunology، لا يستبعد تدخل الله. ولكن هل الله حقاً تفسير ضروري أو حتى كاف للحدث المعني؟ أم أن فرضية "خارج الطبيعة" تثير أسئلة أكثر مما تجيب عليها، الأمر الذي يحد بشدة من عدد الاحتمالات الأخرى، مثل تلك المستمدة من المتغيرات التي تم تقديمها في هذا الفصل؟ علاوة على ذلك، فإن القول بأن صدق الصديق وتفسيره الديني كافٍ لإقناعه بشرعية المعجزة لا يؤدي إلا إلى ربط سبب الحدث بآثاره الدينية.(240) يجب أن يعلم كينر أن ثقة من يدعي المعجزة وإخلاصه لا يجعل ادعائه جديرًا بالثقة أو مناسبًا أو دقيقًا. هذه الخصائص قابلة للتغيير ويمكن تضخيمها بشكل مصطنع. وأخيرًا، ببساطة لأن حدثًا واحدًا (مثل الشفاء الجسدي) يتبع حدثًا منفصلًا في الوقت (مثل الدعاء) لا يكفي للاعتقاد بأن أحدهما تسبب في الآخر. لا يزال هناك حاجة إلى تحقيق شامل.
وفي نهاية المطاف، لا ينبغي للمحققين النقديين أن يراجعوا البيانات ذات الصلة المحيطة بادعاءات المعجزة فحسب، بل ينبغي لهم أن يحاولوا تزويرها أيضًا [إثبات خطأها]، من خلال استكشاف التفسيرات البديلة وإخضاع جميع المصادر للتفتيش النقدي. وعلى أقل تقدير، يتعين على المحققين تقديم أدلة يمكن التعرف عليها والتدقيق فيها علناً قبل اقتراح تفسير "خارق للطبيعة".(هامش 241) من الأفضل لمحققي المعجزات في المستقبل أن يتذكروا نصيحة جوديث ريدمان:
"على الرغم من أن الشهود الموثوق بهم لن يكون لديهم أي رغبة في خداع جمهورهم، فإن اهتماماتهم وخبراتهم وشخصياتهم الخاصة قد تؤدي إلى شهادات من المرجح أن تكون دقيقة في بعض النقاط أكثر من غيرها. وهذا هو الحال بشكل خاص عندما يتم تقديم معلومات لنا من شخص معروف باهتمامه أو تحيزه تجاه موقف أو نتيجة معينة. إذا كانت هذه هي المعلومة الوحيدة التي يمكننا الوصول إليها، فيجب علينا الاعتماد عليها، ولكن لا ينبغي لنا بالتأكيد أن نثق بها إلى الحد الذي نقبلها فيه دون تفكير. لا يزال يتعين علينا أن نتساءل عن تلك الجوانب من شهادات الشهود الموثوق بهم والتي تبدو لنا غير عادية. فهم موثوقون لأنهم يخبروننا بما يعتقدون أنه صحيح. وهذا لا يجعله صحيحًا بالضرورة."(هامش 242)
وإلا فإن الرغبة في تأكيد ادعاءات المعجزات تؤدي إلى "تحيز التأكيد" من خلال تفسير الأحداث غير القابلة للتفسير على أنها تصديق على معتقداتهم الدينية التي يؤمنون بها بالفعل.(هامش 243)


الاستنتاج
يعلن كريغ كينر، "إن جمع [[تقارير المعجزات]] لن يثبت أن أي ادعاءات معطاة بالمعجزات في الماضي كانت أصلية (لدينا أدلة وأسباب أخرى تؤكد أن العديد من الادعاءات، في الواقع، كانت غير أصلية)".(هامش 244) يتفق هذا الفصل مع هذا الرأي. ولكن المشكلة هي أن كينر لا يزال يصدر أحكامًا (طبيعية وخارقة للطبيعة) دون إجراء تحقيق شامل لتقصي الحقائق، الأمر الذي يشير إلى أن عمله أكثر دفاعية في طبيعته مما يعترف به لقرائه. إن محاولاته للتخفيف من نتائج هذه الادعاءات المعجزة تبدو خادعة، ولا تبرهن إلا على حقيقة مفادها أن العديد من ادعاءات المعجزات قد تم تزويرها، والعديد من المطالبين بها قد تم تشويه سمعتهم، والعديد من التفسيرات الطبيعية أثبتت أنها مرضية بنفس القدر (إن لم تكن أكثر) من الاستئناف إلى الكيانات الروحية غير المرئية. في حين يعترف كينر بأن التفسير غير الخارق للطبيعة يمكن أن يفسر العديد من ادعاءات "المعجزات" المعاصرة، فإنه يعترف أيضًا بحرية أنه لديه مصلحة استثمارية في إثبات صحة العهد الجديد [المسيحي]. بالطبع، إن إثبات أن المعجزات لا تزال تُذكر حتى اليوم لا يثبت إلا القليل جدًا بخلاف حقيقة أن المعجزات لا تزال تُذكر؛ ولكن الأمر نفسه ينطبق على مشاهدات الأشباح، والمساكن المسكونة، وعمليات الشفاء التي يقوم بها السحرة تمامًا كما كانت في العالم القديم. الحقيقة هي أن كينر لم يقم قط بتأكيد قصص المعجزات في العهد الجديد (وهي مهمة غير معقولة) وحتّى لم يقم قط بإجراء تحقيق شامل لتقصي الحقائق لتأكيد تقارير المعجزات في العصر الحديث. إن قائمة معجزاته غالبًا ما تكون بمثابة قبول كلام أصدقائه ومعارفه دون أي متابعة، على الرغم من أنه يعترف بأن المؤمنين الحقيقيين يزينون أو يختلقون بشكل روتيني قصصًا عن المعجزات تثبت صحتها. إن قبول ادعاءات الناس لمجرد أنهم أشخاص طيبون وصادقون ومخلصون في نهاية المطاف يقترب من السذاجة البحتة.
على أية حال، حتى مع المهارة الصحفية، لا يعرف القراء شيئًا عن ممارسات كينر في التحقيق أو إجراء المقابلات. هل حاول كينر على الإطلاق تزوير مصداقية مواضيعه (حتى أصدقائه وأفراد عائلته وزملائه)، أم أنه كان يأخذ الجميع على محمل الجد طوال الوقت؟ هل قام بتقييم ما إذا كان الأشخاص الذين أجرى معهم المقابلات عرضة للخيالات والأوهام المفرطة النشاط، وهو أمر لا يمكن اكتشافه بسهولة؟ هل حاول التأكد من أن الأشخاص الذين أجري معهم المقابلات كانوا حاضرين بالفعل وفي وضع يسمح لهم بمراقبة الحدث دون عائق أو إعاقة؟ هل كان الأشخاص الذين أجري معهم المقابلات مؤهلين عقليًا أو جسديًا للعمل كشهود؟
هل وضع كينر في الحسبان احتمالية حدوث ارتباك بين المصدر والمعلومات المضللة بعد الحدث أو التحيزات الرجعية؟ وهل استبعدت أسئلته تأثيرات توجيه الانتباه وتأثيرات التركيز على الأشياء؟ وهل اتخذ خطوات لتجنب تحيز القائم بالمقابلة أو غيره من متغيرات النظام التي تزرع ذكريات كاذبة؟ هل تسبب كينر عن غير قصد في إحداث تأثير تغذية راجعة مؤكدة من خلال إظهار علامات الثقة والحماس في صدق ادعاءات موضوعه؟ هل سأل كينر يومًا عن عدد المرات التي كرر فيها المدّعي قصة المعجزة، مما يزيد بشكل مصطنع من شعوره [شعورها] بالإخلاص والثقة في دقة القصة؟ كم من الوقت مر قبل أن يبلغوا الآخرين بالمعجزة لأول مرة؟ هل أثرت مقابلات كينر، أو المقابلات التي يستشهد بها مع آخرين، على هؤلاء المدّعين لقبول أفكار أو معتقدات معينة من خلال الإيحاء؟ في الواقع، هل كان كينر على دراية كافية بهذه التشوهات المحتملة لتجنبها مثلما يفعل المحاور الماهر عند إجراء تحقيق لتقصي الحقائق؟
إن الهدف من هذا الفصل ليس اتهام كينر بأنه ساذج تمامًا. بل على العكس من ذلك، فإن عمله المكون من مجلدين هو كتالوج بارع يثبت بلا أدنى شك وجهة نظره الرئيسية: لا يزال الناس اليوم يزعمون أنهم شهدوا أحداثًا معجزة مماثلة لتلك الموجودة في العهد الجديد، وهي النقطة التي يعترف كينر بأنها لم تكن موضع نزاع حقًا.(هامش 245) في الواقع، بالنظر إلى ما هو معروف عن الأوهام المعرفية، فإن العدد الكبير من الادعاءات المعجزة أمر منطقي بالفعل. إن ميل الأفراد إلى تحريف الواقع وتفسير التجارب الشخصية بشكل خاطئ، مهما كانت غير مقصودة، يشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يعتقدون أنهم شهدوا معجزة حقيقية سيكون مرتفعًا بالفعل. ومع ذلك، كان ينبغي أن ينتهي عمل كينر عند هذا الحد. فبعد اعترافه بأنه لم يتمكن من إجراء تحقيق شامل، هل من المناسب حقًا تقديم قسم "التفسيرات المقترحة" Proposed Explanations دون الحصول أولاً على جميع البيانات؟ إن ما يتم الترويج له في هذا الفصل ليس الشك المفرط، بل رفض إصدار حكم على ادعاء المعجزة حتى يتم جمع بيانات كافية لتبرير مثل هذا الحكم.
إن أحد تصريحات كينر يوضح هذه النقطة: "على الرغم من صعوبة العثور على الكثير من الوثائق الطبية في العالم، إلا أن فريقًا بحثيًا أثق فيه أكد عددًا من حالات التحسن الكبير غير العادي في السمع والبصر بعد الصلاة".(هامش 246) من أكد هذه الحالات؟ وما هي الأساليب التي استخدموها لتأكيد التقارير؟ هل تم إجراء تحقيق شامل؟ هل تم إجراء تحقيق مناسب؟ لم يتبق للقراء سوى "ثقة" كينر، والتي لا علاقة لها بادعاء المعجزة. ومن المؤسف أن عمل كينر يظل في معظمه قصصيًا ولا ينبغي النظر إليه باعتباره يقدم دراسات حالة كافية حول حقيقة المعجزات الحقيقية إلى أن يتم التحقق من صحة هذه التقارير علنًا وبشكل مستقل. في الواقع، هناك فرصة جيدة أن حماسه لاستخدام القصص المعجزة لتأكيد معتقداته الدينية التي كان يؤمن بها بالفعل قد أدى عن غير قصد إلى تحقيق النتائج التي رغب فيها. ورغم أن كينر قد يكون محاورًا مناسبًا، إلا أنه ليس محقِقًا مدربًا أو ماهرًا، وهو ما يجعل إعلانه عن السببية سابقًا لأوانه إلى حد كبير. وبالتالي، فإن البحث المقدم في هذا الفصل سيساعد محققي الخوارق في المستقبل على إثبات الأحداث التي يصفها مدعي المعجزات بشكل مرضٍ وشامل. ورغم أن التفسير الخارق للطبيعة ممكن، إلا أنه لا يمكن اعتبار أي تقرير عن المعجزات "مؤكدًا" بشكل معقول دون التحقق أولاً من مصداقية التقرير وملاءمته ودقته.





المقال 5- تقييم معجزات كينر
بقلم: إدوارد ت. بابينسكي
يستشهد الدكتور كينر في عمله عن المعجزات بادعاءات المعجزات في الماضي والحاضر، وخاصة تلك التي تشبه القصص الموجودة في الأناجيل، مضيفًا أنه اليوم هناك "عدد هائل من ادعاءات المعجزات المنتشرة في جميع أنحاء العالم".(هامش 247) ويفتخر أيضًا في مكان آخر بـ "موجة عارمة من الأمثلة".(هامش 248) ولكنه يخفف من حدة هذه اللغة في استنتاجه: "من المؤكد أن العديد من حالات التعافي التي يُزعم أنها معجزات لها تفسيرات طبيعية جاهزة ... [[ولكن]] حتى لو كانت الحالات غير الطبيعية مثل تلك التي ذكرتها للتو تشكل نسبة صغيرة من إجمالي الادعاءات، فإنني أعتقد أنها تراكمية للغاية بحيث لا يمكن رفضها ببساطة".(هامش 249) كما يقلل من أهمية هذه الادعاءات عندما يعترف بأن "أعدادًا كبيرة من الناس في العالم - ربما الأغلبية - الذين يحتاجون إلى الشفاء ... لا يحصلون عليه".(هامش 250) وبالتالي، فإن تحذيرات كينر قد تؤدي إلى تقليص "موجته العارمة" إلى قطرات قليلة بعد الأخذ بعين الاعتبار التفسيرات الطبيعية والصلوات الفاشلة (الاستدلال بالضربات الموفّقة، ونسيان كل الإخفاقات).
يعترف كينر نفسه قائلاً: "لقد صليت [من أجل شفاء أقاربي من تدهور صحتهم بما في ذلك التهاب المفاصل، وصليت من أجل شفاء فتاة صغيرة من الصمم] ولكنني لم أرَ أي تغييرات فورية".(هامش 251) "وأنا وزوجتي عانينا من ثماني حالات إجهاض"(هامش 252) (على الرغم من أنه يستشهد بادعاءات مفادها أن النساء كنّ قادرات على إنجاب الأطفال من خلال "المعجزات"، وحتى حماته كانت تعرف قسًا يُزعم أن صلواته مكنت "امرأة تم إزالة رحمها" من إنجاب طفل).(هامش 253)
قصة أخرى في كتاب كينر تأتي من أقاربه، والتي يكررها كثيرًا في المقابلات (هامش 254) ويلقي محاضرات بعنوان "إحياء أخت زوجتي"(هامش 255) حيث كانت أخت زوجته البالغة آنذاك من العمر عامين تلعب بالخارج عندما صرخت فجأة "ثعبان!" وبدأت في البكاء على مسمع والدتها التي ربطت الطفلة الباكية على ظهرها وبدأت في الركض عبر الجبال إلى أحد المبشرين، لكنها "اكتشفت بسرعة أن الطفلة توقفت عن التنفس". بعد حوالي ثلاث ساعات، وفقًا لتقديرات الأم، وصلت إلى المبشر، وصليا، وبدأت الطفلة تتنفس. ولكن الأم لم تشاهد أي ثعبان، وبالتالي لم يكن معروفًا نوعه ولا مدى سمية لدغته. وكيف يمكن للمرء أن يحدد بشكل قاطع ما إذا كان طفل يبلغ من العمر عامين قد توقف عن التنفس تمامًا، خاصة عندما يكون الطفل الصغير مقيدًا على ظهره ويركض في حالة من الذعر؟
قارن هذه القصة الموازية من أستراليا، "نجاة محظوظة لطفل صغير تعرض للدغة ثعبان": تعرضت طفلة تبلغ من العمر عامًا وأربعة أشهر للدغة ثعبان بني مميت، "ومن خلال صراخ ابنها الثاقب، اتصلت برقم الطوارئ وحاولت تهدئته. ثم نام الطفل. أخبرها الطبيب أن الصدمة الأولية للحدث هي التي ربما تسببت في فقدان الوعي لفترة وجيزة ... ولكن لحسن الحظ ... كانت لدغة جافة. على الرغم من أن الثعابين البنية هي ثاني أكثر الثعابين سمية في أستراليا، إلا أنها غالبًا ما تعطي تحذيرًا "لدغة جافة" بدون سم أولاً... قال الأطباء إنه كانت هناك حالات مماثلة... أربع حالات في الأسبوع الماضي... [تم إخراج الطفل] من المستشفى بعد يوم واحد."(هامش 256) "تحدث نسبة كبيرة من لدغات الثعابين السامة لدى البشر دون حقن السم. وتسمى هذه الظاهرة "اللدغة الجافة".(هامش 257) على الرغم من أن لدغة ثعبان غير سام يمكن أن تسبب رد فعل تحسسي لدى الأطفال الصغار وتؤثر على تنفسهم (دون أن تتوقف عنه تمامًا بالضرورة).
ما يغيب عن قصة كينر هو مدى صعوبة تحديد ما إذا كان الطفل الصغير يتنفس في بعض الأحيان - وخاصة إذا أغمي عليه بعد تعرضه لصدمة. نظرًا لصغر حجم فتحات أنوفهم، فإنهم غالبًا ما يتنفسون بهدوء أكبر. حتى الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال أصحاء يندهشون أحيانًا من مدى هدوء الأطفال وثباتهم في أسرتهم. وبما أن الأم كانت في حالة ذعر وكان الطفل مربوطًا على ظهرها، فمن المحتمل أن يكون الوقت المناسب للتحقق من العلامات الحيوية بعناية أكبر وللطفل أن يتنفس بعمق أكبر فقط بعد وصول الأم إلى وجهتها. ولم يرد في القصة أي ذكر لحالة جلد الطفلة الذي كان ليبدأ بالامتلاء بالدم الراكد الذي كان ليستقر في مناطق معينة لو توقف قلبها بالفعل لمدة طويلة كما تفترض القصة، ولا أي ذكر لحالة جلد الطفلة حيث لدغتها الأفعى.
وفي حديثه عن الإحياء المزعوم من بين الأموات، يذكر كينر أن عددًا غير عاديًا منهم، "أربعة عشر"، يُنسب إلى "أحد أشهر مبشري الشفاء"،(هامش 258) واعظ من كنيسة الخمسين من المملكة المتحدة، يُدعى سميث ويجلزوورث (1859-1947). يضيف كينر أن "ويجلزوورث ادعى أن أعظم اختبار لطاعته كان عندما دعا زوجته المتوفاة حديثًا إلى الحياة، لكن الله أمره بالتوقف".(هامش 259) (حقا؟ نفس الإله الذي يُزعم أن قوته أحياها، أخبره أيضًا بالتوقف؟ يجب على الله أن يتخذ قراره.)
وعلى النقيض من القصص الميلودرامية عن المعجزات التي شاركها ويجليسوورث في عظاته، ينبغي لنا أن نلاحظ الأدلة التي كشفت عنها ساندرا آن كارب فيما يتعلق بهذه الأسطورة من الكنيسة الخمسينية.(هامش 260) ومن خلال بحث مكثف، توصلت كارب إلى أن "هناك تنوعًا كبيرًا" "فيما يتعلق بالعدد الدقيق الذي جمعه ويجلزوورث"، وأن أولئك الذين ادعوا وجود أعداد أكبر [من معجزات إحياء الأموات] إما لم يتمكنوا من تقديم مصادر موثوقة أو تراجعوا عن ادعائهم. علاوة على ذلك، خلال العقود العديدة التي بشر فيها ويجليسوورث، لم يذكر سوى أربع حالات قام فيها بإحياء الموتى. ولم يزعم إلا أنه قام بتربية شخص ما بعد خمس سنوات من بدء صحف [الكنائس] الخمسينية في الإبلاغ عن ادعاءات نادرة من قبل آخرين. والمرة الأولى التي أبلغ فيها ويجليسوورث عن كل من عمليات الإحياء الأربع التي قام بها، كانت لجمهور في قارات أخرى غير القارات التي يُزعم أن عملية الأحياءات قد جرت فيها، وبعد سنوات فقط من حدوثها المزعوم، "في معظم الحالات كان ذلك بعد أكثر من عقد من الزمان".(هامش 261)
وخلصت كارب إلى أن "قصص ويجليسوورث عن إحياء الموتى تبدو وكأنها ادعاءات خادعة عمدًا". إن خطب ويجليسوورث الدرامية التي تحدث فيها عن إحياء الناس، بما في ذلك صديق مقرب من طفولته وزوجته، "وضعته في فئة أسطورية خاصة به". وتذكر كارب قصصًا مبالغًا فيها عن تعظيم الذات رواها ويجليسوورث مقارنة بعدم إيمان زملائه الخمسينيين، بما في ذلك زوجته. لقد بالغ ويجلزوورث في تقاريره عن البعثات فيما يتعلق بعدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم وشفائهم. "ربما شعر أنه من الضروري تضمين عنصر من الخيال، ربما في محاولة للدفاع عن نفسه وخدمته ضد المنتقدين"، وكسب المزيد من النفوس لما كان متأكدًا من أنه ربه القادم قريبًا، أي أن سميث عاش حتى الثمانينيات من عمره واستمر في الوعظ بأن "نحن في الأيام الأخيرة، وقبل أن يأتي الرب نثق في رؤية أعظم إحياء شهده العالم على الإطلاق".(هامش 262)
"لقد وضع نفسه على قاعدة روحية... غير راغب في الاعتراف بإيمانه الناقص فيما يتعلق بحاجته إلى النظارات... لأن هذا من شأنه أن يتناقض مع مكانته كـ ""رسول الإيمان"" [[لقد بشر بأن الصحة تُمنح لأولئك الذين لديهم إيمان]]""(هامش 263) في إحدى المناسبات، أعلن ويجلزوورث لأحد المرضى “سأصلي من أجلك مرة واحدة فقط، فالصلاة مرتين هي عدم إيمان". وفي الليلة الثانية، اقترب رجل من المذبح لتلقي الصلاة مرة أخرى، فتعرف عليه ويجلزوورث، وقال "ألم أصلي من أجلك الليلة الماضية؟ أنت مليء بعدم الإيمان، اخرج من هذه المنصة!" وفي عدد من المناسبات، كان نهجه تجاه الأشخاص الذين يعانون من آلام في المعدة هو لكمهم في المعدة، وأحيانًا بقوة تدفعهم عبر الغرفة لأنه كان يعتقد أنه يتعامل مع قوى شيطانية تقيد المصابين. حتى أنه وصف السرطان بأنه "روح شريرة حية".(هامش 264)
لكن على الرغم من إيمانه بالشفاء التام عن طريق الإيمان، فقد عانى من فقدان زوجته وابنه، وصمم ابنته مدى الحياة، ومعاركه الخاصة مع حصوات الكلى وآلام عرق النسا. واختتمت كارب حديثها قائلًة: "نتيجة لهذا التحقيق، أعتقد أن الأساطير المحيطة ويجلزوورث قد تم خلقها من قبل ويجلزوورث نفسه؛ وواصل السير الذاتية والمؤلفون اللاحقون تطوير هذه الأساطير بشكل أكبر".(هامش 265)
يذكر كينر في كتابه (ويكرر ذلك غالبًا في المحاضرات والمقابلات) أن اثنين من المتشككين المشهورين رفضوا ادعاءات المعجزات بغض النظر عما يدعيه كينر بأنه دليل جيد:
1) رفض الفيلسوف ديفيد هيوم (1711-1776) "... التقارير" التي تحدثت عن شفاء مارغريت بيرييه، ابنة أخت بليز باسكال في 24 مارس/آذار 1656، في دير بورت رويال اليانسيني. فقد "اختفت ناسور مارغريت الحاد الطويل الأمد في عينها أثناء ملامستها لقطعة أثرية مقدسة... واختفت الرائحة الكريهة المنبعثة من جرحها... واختفت تدهورت عظامها الواضحة على الفور".(هامش 266) وقد كرر كينر هذا الادعاء في مقابلة في مجلة المسيحية اليوم Christianity Today، "لقد شُفيت ابنة أخت باسكال على الفور وبشكل علني من قرحة العين الجارية... سيقول معظم الناس إن التوثيق لذلك كان جيدًا جدًا [[لكن]] هيوم يرفضه".(هامش 267)
2) لقد فسر عالم العهد الجديد ديفيد ف. شتراوس (1808-1874)، مؤلف كتاب "حياة يسوع في دراسة نقدية" (دراسة كلاسيكية لتناقضات الأناجيل)، "قصص المعجزات المسيحية المبكرة على أنها أساطير تم تصويرها على أنها تاريخ". ولكن "شتراوس سمع عن ادعاءات المعجزات المعاصرة التي تتعلق بالقس اللوثري يوهان كريستوف بلومهارت، و"وجد صديق شتراوس [إدوارد موريكي] نفسه قد شُفي من عجزه عن المشي بعد زيارة بلومهارت."(هامش 268)
عند النظر إلى الحالة الأولى التي تناولها كينر، وهي شفاء مارغريت، ابنة أخت باسكال، فإنه لا يذكر مصدرًا أوليًا بالغ الأهمية، وهو رسالة من إحدى شقيقات باسكال في بورت رويال إلى والدة مارغريت (جاكلين باسكال إلى جيلبرت باسكال بيرييه، 29 مارس/آذار 1656). الرسالة مؤرخة بعد خمسة أيام من إبلاغ الأخت فلافي، مربية مارغريت، بشفاء الفتاة. ويذكر أنه "في ذلك المساء" سمعت الأخت فلافي مارغريت تقول لفتاة أخرى: "لقد شُفيت عيني؛ لم تعد تؤلمني الآن".(هامش 269) لذلك، وعلى عكس كينر، لم يتم ملاحظة الشفاء في اللحظة التي تم فيها وضع الأثر المقدّس في [الجرح) في العلن.
كما فشل كينر في الإشارة إلى أن "الناسور" لم يكن حرفيًا "في العين" مما يبدو وكأنه كان في مقلة العين نفسها. وتسميها التقارير "ناسورًا دمعيًا"، وهو يتعلق بكيس دمعي متورم - وهو حجرة صغيرة بالقرب من الأنف تتسرب إليها السوائل الزائدة من العين، حيث تم انسداد القناة من هذا الكيس إلى الأنف.
"وإن "تدهور العظام" الذي ذكره كان داخليًا وينطوي على إنشاء قناة صغيرة إما من خلال عظام الأنف الرقيقة، أو الغضروف، أو من خلال غشاء مشوه (عيب خلقي غير شائع)، أو بعض الانسدادات الأخرى للقناة التي تنقل عادةً رطوبة العين الزائدة من الكيس الدمعي إلى الأنف. لذلك، فإن "التدهور"، إلى جانب القليل من الضغط على الكيس المتورم، ربما يكون قد ساهم في فتح قناة أوسع - بما يكفي لتفريغ الكيس وتصريف محتوياته في أنفها كما يحدث عادةً، مما أدّى إلى شفائها.(هامش 270)
وبعبارة أخرى، أخبرت الأخت فلافي الآخرين أن عين مارغريت توقفت عن "الدموع" وأن التورم بين عينها وأنفها قد اختفى، أو على الأقل خف كثيرًا. كما مر شهران منذ أن رأى الجراح الطفلة آخر مرة، ولن يمر سوى أسبوع بعد قصة فلافي حتى يصل الجراح لفحص الطفلة مرة أخرى، مما يترك وقتًا لمزيد من الشفاء.
ولم يكن الأمر كذلك إلا بعد أن أخبرت الأخت فلافي نسختها من القصة التي تضمنت صندوق الشوك المقدس، حيث أعلن الجراح أنها معجزة وبدأ في الترويج لها على هذا النحو. (ولم يكن جراحو القرن السابع عشر أساتذة في المعرفة الطبية، "ولم تكن هناك أكاديمية للجراحة لفترة طويلة من الزمن: كان الحلاقون وجراحو الحلاقة يحلقون وجوههم وكانوا أعضاء في نقابة العمال، أي الحرفيين المتواضعين الذين أجبروا على إنشاء المتاجر والعمل بأيديهم. "لكي تصبح طبيبًا، كان عليك تعلم اللغة اللاتينية، والحصول على شهادة، والتوقيع على تعهد موثق بعدم ممارسة العمل بعد الآن.")(هامش 271)
وقد أعلنت قائمة من الأطباء والجراحين فيما بعد أن شفاء مارغريت كان معجزة. ومع ذلك، فإن جاي باتين، عميد كلية الطب في باريس السابق، على الرغم من أنه تظاهر علنًا بالإيمان بالمعجزة، فقد نفى في السر شهادة هؤلاء "الموافقين على المعجزات". وقال إن بعضهم كانوا مرتبطين ارتباطًا وثيقًا ببورت رويال [والجانسينية] لتجنب التحيز، وكان البعض الآخر "حلاقين جراحين غير مؤهلين ... أتباع مرتدين للأحذية ولم يدرسوا أبدًا"، مضيفًا أن "مبادرة القضية نفسها [لإعلان الشفاء معجزة] تستند إلى التنبؤ المظلم [لجراح بورت رويال بشأن الخطر الجسيم الذي كانت الفتاة في حالة لا شفاء منه - أراد كيها!]، وعندما لاحظ الشفاء، أعلنه معجزة، ثم تعهد بنشره بحماس كبير، وخاصة للمحكمة" (رسالة من جاي باتين، 7 نوفمبر 1656 إلى تشارلز سبون).(هامش 272)
وبعد أن أُعلن رسميًا عن معجزة شفاء مارغريت، توافد الناس إلى صندوق الشوك المقدس (الذي لم يعد يُعرض في بورت رويال، ولكن في أماكن أخرى) لوضع مسبحاتهم وميدالياتهم المقدسة عليه، وبعد ذلك تم الادعاء بحدوث ثمانين معجزة أخرى، على الرغم من التقييم المعاصر العدائي لتلك المعجزات.(هامش 273)
وماذا عن قوة الشوكة المقدسة اليوم؟ أو الجانسنية؟ لقد انحدر كلاهما بشدة على أقل تقدير.(هامش 274)
وتتعلق القضية الثانية التي رفعها كينر لمشكك مشهور يرفض الأدلة الجيدة بإدوارد موريكي (صديق الناقد الشهير للعهد الجديد ديفيد ف. شتراوس) الذي "تم شفاؤه من عدم قدرته على المشي". إن ما ذكره كينر في النص غير صحيح، فقد كان قادرًا على المشي بصعوبة. وقد ذكر كينر بشكل صحيح في حاشية أن موريكي لم يطور سوى "قدرة محسنة على المشي". ولكن حتى في هذه الحالة، أهمل كينر أن يخبر القراء بأن "تحسن موريكي لم يدم طويلاً"، كما اعترف بذلك المصدر الأساسي الذي نقل عنه كينر.(هامش 275) وتضيف سيرة موريكي: "لم تتحسن صحته أبدًا بشكل كافٍ للسماح له بأكثر من بضع ساعات من الإنتاجية لأسابيع أو أشهر في المرة الواحدة... كان مرضه يسبب له ألمًا مستمرًا، ولم يكن وفاته في 4 يونيو 1875 غير متوقعة".(هامش 276) هناك نقطة أخرى فشل كينر في ذكرها وهي أن تحسن حالة موريكي لم يتزامن فقط مع زيارته لمركز بلومهارت للشفاء/التبشير والينابيع الساخنة في الجبال، بل وأيضًا مع خطوبة موريكي لامرأة جميلة أصغر سنًا كان يعشقها، وهو ما من شأنه أن يرفع من روح الرجل، إن لم يكن سرعته.(هامش 277)
علاوة على ذلك، يعترف مصدر كينر فيما يتعلق بخدمة الشفاء التي قام بها القس اللوثري بلومهاردت بأن بلومهاردت "لم يخف حقيقة وجود خيبات الأمل؛ فلم يختبر الجميع الشفاء. "ومن بين هؤلاء كان هناك أشخاص مصابون بـ "النجمة السوداء" [إعتام عدسة العين]، أو العمى الخلقي أو الصمم... كما بدت صلاته غير فعالة لحماته... ومن بين الأشخاص الذين ناشدوا "بأعداد كبيرة إلى حد ما" المساعدة، كان معظمهم مصابين بأمراض عقلية وصرع... وأيضًا أشخاص يعانون من الألم... وضيق التنفس... وأمراض الجلد، والعمى، والصمم، والبكم... [لم يفعل بلومهارت] أكثر من تحذيرهم من التوبة... [وعلمهم أنه] فقط عندما "يسلمون أنفسهم بالكامل لله" ستنتصر صلاتهم من أجل الشفاء."(هامش 278) ولكن هل "نجحت" حتى في ذلك الوقت؟ يكتب عالم آخر: "إن قصص الشفاء في [مركز بلومهارت] ليست استثنائية بسبب إعلانها عن أسباب معجزية، حيث إنها تقع في قرن من اجتماعات المخيمات النشوة، والصحوات الحضرية، وظهورات مريم العذراء... [مع] عدم شفاء الأغلبية من أي شيء".(هامش 278)
قبل مناقشة "معجزة" "التحدث بألسنة" المذكورة في كتاب كينر، والممارسة التي يدافع عنها شخصيًا، قد يكون من المثير للاهتمام أن يعرف القراء أن كينر وأنا اعتنقنا المسيحية في سن المراهقة، وكانت لدينا تجربة غير منطوقة مع الله (أو هكذا اعتقدت في ذلك الوقت)، ويمكننا كلينا "التحدث بألسنة" (أو حتى "الغناء بألسنة")، على الرغم من أن زوجة كينر لا تستطيع ذلك وأقر أقل من نصف جميع الخمسينيين الذين تم استطلاع آرائهم في جميع أنحاء العالم بأنهم قادرون على ذلك.(هامش 280) وفي الوقت نفسه، فإن الجماعات التي تنكر الثالوث، مثل أتباع كنيسة الخمسينيين الواحدة، والمورمون، وجماعة الطريق الدولية، لديها، أو كان لديها، أعضاء يستطيعون التحدث بألسنة. حتى أن الجماعة الأخيرة ستبيعك جلسة تدريبية لتعلم كيفية التحدث بألسنة.(هامش 281) ولا يفقد أتباع الكنيسة الخمسينية/الكاريزمية السابقون القدرة على التحدث بألسنة، على الرغم من أنهم لا يجدون فائدة كبيرة لذلك.(هامش 282)
يكرر كينر ادعاءاته بأنه في حالات نادرة، تم التعرف على الكلمات التي يتحدث بها أولئك الذين "يتحدثون بألسنة" من قبل المتحدثين الأصليين، على الرغم من أنه يعترف بوجود تفسيرات بديلة في بعض الحالات.(هامش 283)
في وقت مبكر من تاريخ الكنيسة الخمسينية، لاحظ أحد الشخصيات المؤسسة، تشارلز ف. بارهام Charles F. Parham، في إحدى الخدمات عام 1901 شخصًا يتحدث بألسنة تبدو صينية. اعتبر بارهام ذلك علامة على أن المسيحيين المملوئين بالروح القدس يتمتعون بالقدرة على التحدث بأي لغة ضرورية لتبشير العالم. كما كان يعتقد أن الأنجلوساكسونيين في بريطانيا ينحدرون من القبائل العشر المفقودة من إسرائيل - وبسبب الصفات العرقية المتفوقة التي وهبها الله لهم، فقد تم اختيارهم إلهيًا لتحقيق أهدافه [الرب] في نهاية الزمان. كما ساعد بارهام أيضًا في تدريب الواعظ الخمسيني الأسود الشهير ويليام جيه سيمور، ولكن عندما زار بارهام بعثة شارع أزوسا حيث أرسل سيمور للتبشير ورأى نساء بيض يتفاعلن عن كثب مع الرجال السود، شعر بارهام بالفزع. حتى أن بارهام حاول الاستيلاء على البعثة، لكن "قيادة سيمور البيضاء أجبرت بارهام على المغادرة". غادر بارهام، آخذًا معه بضع مئات من أتباعه البيض إلى كنيسته الجديدة في لوس أنجلوس. كما شعر بارهام بالغضب لأن سيمور أصبح زعيمًا لحركة كان يعتقد بارهام أنها تابعة له.(هامش 284) ووصف سيمور بأنه "رجل متعجرف نيغرو [كلمة تحقير للسود يستخدمها العنصريون البيض]".(هامش 285) أما بالنسبة لسيمور، فقد انتهت النسخة الوحيدة من قائمة البريد الخمسينية الدولية لكنيسته في أيدي العضوة السابقة، فلورنس كروفورد، وهي شخصية رئيسية أخرى في الحركة المبكرة. لقد شعرت بالاستياء من القيادة الذكورية وقررت إنشاء كنيسة خمسينية خاصة بها. (كان لدى فلورنس زواجان منحلان وكانت تعتقد أن الأمريكيين من أصل أفريقي يجب أن يكونوا "خدمًا").(هامش 286) أما بالنسبة للمبشرين الخمسينيين، فقد تعلموا سريعًا أن قدرتهم على التحدث بألسنة لم تكن مفيدة على الإطلاق في التواصل مع الناس في الأراضي البعيدة كما تنبأ بارهام.(هامش 287)
ويستشهد كينر بادعاء يبدو أنه أذهل حتى نفسه، وهو يتعلق بـ"صبي قادر على الرؤية من خلال عينه الاصطناعية!" والتعجب هو من كينر، رغم أنه يعترف بأن أحد المؤلفين اعتبر هذا الادعاء احتياليًا، "ولكن للأسف لم يقدم الأسباب".(هامش 288) ولكن الأسباب واضحة.(هامش 289)
ولم تكن توقعات كينر مذهولة فحسب، بل أحبطت أيضًا بسبب الافتقار إلى "تقارير قوية" عن معجزة واحدة على وجه الخصوص:
"لم أجد ولا أتوقع أن أجد أي تقارير حديثة قوية عن الصعود، والتي قد يكون اختراعًا خالصًا قد خلقها ربما لاستحضار سرد توراتي استثنائي للغاية."(هامش 290)
ولم يكن بوسع هيوم أو شتراوس أن يعبرا عن الأمر على نحو أفضل. فقد اعتبرا حكايات "الصعود"، بما في ذلك صعود يسوع، "محض اختراع تم ابتكاره لاستحضار سرد توراتي استثنائي للغاية"، وهو ما استحضر في حالة يسوع سرد صعود إيليا إلى السماء عبر زوبعة "تعتبرها بعض النصوص بمثابة سحابة".(هامش 291) حتى أن مؤلف مشهد الصعود في سفر أعمال الرسل "استخدم العديد من نفس المصطلحات اليونانية من قصة صعود إيليا إلى السماء في النسخة اليونانية للعهد القديم من سفر الملوك الثاني".(هامش 292)
وعلاوة على ذلك، "تم استبدال ندرة روايات الصعود في العهد القديم بوفرة في الأدب اليهودي واليوناني الروماني في الهيكل الثاني".(هامش 293) وبعبارة أخرى، بدأت أعداد متزايدة من روايات الصعود تظهر في الأدب اليهودي والهلنستي قبل كتابة العهد الجديد مباشرة.
حتى أن مؤلف إنجيل لوقا وكتاب أعمال الرسل (نفس المؤلف) قد صاغ قصته على أساس الحاجة إلى التنافس مع الدعاية الرومانية:
"[قصص الصعود] تسعى إلى إثبات سلطة الشخص الصاعد إلى السماء وإعطاء الشرعية لخلفائه - إما الأمير التالي [[في حالة الدعاية الرومانية]] أو التلاميذ في حالة [[الدعاية المسيحية في]] لوقا-أعمال الرسل. إن رد الفعل على صعود يسوع يثبت ارتباطه بالإيديولوجية الرومانية. فبعد صعود يسوع، سجد له التلاميذ (لوقا 24: 52) [كما كان] يُعبد الأباطرة الرومان [فقط] بعد انتقالهم إلى السماء/تأليههم... ويحظى هذا التفسير أيضًا بدعم من بعض أقدم قراء لوقا-أعمال الرسل، مثل جوستين الشهيد، ومينوسيوس فيليكس، وأوريجانوس، الذين يشيرون إلى المقارنة بين صعود يسوع وتأليه الإمبراطور الروماني... [[وهو ما]] يثبت صحة وضع رواية صعود يسوع في لوقا-أعمال الرسل في السياق السياسي لعصرها... من بين الكتابات المسيحية المبكرة، يزعم كاتب إنجيل لوقا-أعمال الرسل أن ليسوع والكنيسة نفس الألقاب والإنجازات المرتبطة عادة بروما: "المخلص"، "حامل السلام"، "الصعود إلى السماء"، و"حاكم العالم""(هامش 294)
بالعودة إلى تصريح كينر حول عدم "توقع" العثور على "تقارير حديثة قوية" عن الصعود، يبدو الأمر محيرًا من شخص مثله يتوقع المعجزات في كثير من الأحيان. علاوة على ذلك، فإن العالم مليء بأجهزة iPhone والطائرات بدون طيار وصور الأقمار الصناعية، لذا إذا كان هناك إيليا، فلماذا لا نتوقع تقارير حديثة قوية عن الصعود؟ هل يتخيل كينر أن لدينا تقارير قديمة قوية عن الصعود؟ [وهذا ينطبق أيضا على دعوى معجزة الإسراء بمحمد من مكّة إلى أورشليم القدس وصعوده ومعراجه في السماء في الموروث الإسلامي]
هناك حقيقة محرجة أخرى حول "الصعود" والتي فشل كينر في ذكرها وهي أن الناس في القرن الأول اعتقدوا أن الطريق الأكثر مباشرة إلى السماء كان حرفيًا من خلال السحب كما يشير عالم العهد الجديد جيمس د. ج. دون:
"لا يمكن إنكار أن قصة [[الصعود]] في [[سفر العهد الجديد]] أعمال الرسل تفترض أن "السماء" هي "هناك"، أي فوق الأرض جسديًا، وأن "صعود" يسوع كان صعودًا "إلى السماء" (التكرار الرباعي للعبارة اليونانية "إلى/نحو السماء" في أعمال الرسل 1: 10-11 أمر لافت للنظر)."(هامش 295)
إن علم الكونيات اليهودي المسيحي المنعكس في الكتاب المقدس يتألف من أشكال مختلفة من الفكرة الأساسية لما يمكن أن نطلق عليه "البناء الكوني" - العالم السفلي أدناه، والأرض في الوسط، والسماء أعلاه... لقد جعل الله "الطابق العلوي" مسكنه... يجلس على العرش في السماء... ويركب على السحاب عبر مجاله. [وهذه هي ذات المفاهيم المتجسدة في القرآن وكتب الحديث] ومن المثير للاهتمام بشكل خاص تلك المقاطع التي يبدو أنها تتصور تعدد السماوات (تثنية 10: 14؛ 1 ملوك 8: 27؛ مزمور 148: 4). مع دخولنا عصر العهد الجديد، كانت هناك تكهنات حول عدد السموات. فبعضهم اعتقد أنها واحدة (1 أخنوخ، 4 عزرا)، وآخرون اعتقدوا أنها ثلاث أو خمس (عهد لاوي)، وآخرون اعتقدوا أنها سبع (عهد إبراهيم، صعود إشعياء، التقليد الحاخامي). [وذات هذه المفاهيم المتعدّدة عن السماء موجود في القرآن والأحاديث] لذلك فإننا لا نتفاجأ من كثرة ما يتحدث به كتاب العهد الجديد عن "السماوات" (الجمع)، بما في ذلك عدة مقاطع تتحدث عن صعود المسيح باعتباره صعودًا "إلى"، أو "فوق"، أو "خلال" السماوات (أعمال الرسل 2: 34؛ أفسس 4: 10؛ عبرانيين 4: 14؛ 7: 26). ولا نتفاجأ أيضًا أن بولس يفكر في ثلاث سماوات على الأقل، مع تحديد الفردوس باعتباره السماء الثالثة. (2 كورنثوس 12: 2-3).(هامش 296)
لذا، إذا كان يسوع "صعد" إلى السماء، والسماء ليست حرفيًا "هناك"، فهل رتب الله خدعة الحبل الهندي التي اختفى فيها يسوع في بُعد آخر فقط بعد أن اختفى عن أنظار أولئك الذين كانوا على الأرض؟ حتى أن مؤلف سفر أعمال الرسل أضاف سحابة كدعامة على خشبة المسرح في نهاية العالم لرفع يسوع إلى السماء، وبالتالي تعزيز فكرة أنه يمكن للمرء الوصول إلى السماء عن طريق الصعود العمودي.(هامش 297) لقد ساعدت مثل هذه القصة في تعزيز الخطأ القديم القائل بأننا نعيش في كون تاريخي وأن السماوات في الأعلى "مقدسة". وأن هذا الخداع المسرحي على الشاشة الكبيرة تم عرضه لعدد محدود من العيون (لوقا 24: 33؛ أعمال الرسل 1: 2)؟
كما أن هناك وصفين سرديين فقط لصعود يسوع إلى السماء في العهد الجديد، وكلاهما من نفس المؤلف. وهما موجودان في نهاية إنجيل لوقا وبداية سفر أعمال الرسل (المشار إليه فيما بعد باسم لوقا-أعمال الرسل):
1- لوقا 24: 50-51 "وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ."
2- أعمال 1: 9-11 "وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ».(هامش 298)
كما أن المقارنة بين مشهد الصعود الذي رسمه المؤلف في سفر أعمال الرسل ومشهد القبر الفارغ الذي رسمه سابقًا في إنجيل لوقا (مشهد القبر الفارغ الذي لا يتطابق مع مثل هذه المشاهد في الأناجيل الأخرى) تجعلنا نلاحظ مدى دقة انعكاس المؤلف لعمله الإبداعي، كما يعترف كينر [في الكتاب هنا قطعة قراءة أفقية مقارِنة للنصّين لوقا 24: 4-9 وأعمال الرسل 1: 9-12 (هامش 299)
يتحدث الملائكة في قصة الصعود مثل مؤلف لوقا-أعمال الرسل. يستخدمون عبارة "رجال الجليل"، تمامًا كما استخدم المؤلف عبارات مماثلة مثل "رجال اليهودية"، و"رجال إسرائيل"، و"رجال أثينا"، و"رجال أفسس" (أعمال 2: 14، 22؛ 3: 12؛ 5: 35؛ 13: 16؛ 17: 22؛ 19: 35؛ 21: 28). العبارة " وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ" في مشهد الصعود يستخدمه مؤلف لوقا-أعمال الرسل بشكل متكرر، (لوقا 4: 20؛ 22: 56، أعمال الرسل 3: 4، 12؛ 6: 15؛ 7: 55؛ 10: 4؛ 11: 6؛ 13: 9؛ 14: 9؛ 23: 1)، ولكنها لا توجد إلا مرتين في العهد الجديد خارج لوقا-أعمال الرسل.
إن مشهد الصعود هو مجرد واحد من عدة مشاهد في لوقا وأعمال الرسل حيث يعود البشر إلى السماء. هناك لوقا فصل 1: 38 " فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ" وفي 2: 15 "وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ" وفي 9: 33 "[عن موسى وإيليا يفارقان يسوع] وَفِيمَا هُمَا يُفَارِقَانِهِ." وفي 24: 51 " وَفِيمَا هُوَ [أي يسوع] يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ." مثل هذه المشاهد شائعة لدى هذا المؤلف.
من الواضح أن مؤلف لوقا-أعمال الرسل كان على استعداد لتغيير القصص في الأناجيل السابقة لتتناسب مع أجندته اللاهوتية الجديدة، وتاريخه المقدس الجديد، الذي كان له تأثيره الخاص. "وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ باسمه...مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ." (لوقا 24: 47) بما في ذلك مشاهد القيامة والصعود في أورشليم أو بالقرب منها. لذلك عندما قام يسوع في إنجيل لوقا ظهر أولاً للتلاميذ في أورشليم أو بالقرب منها وأمرهم، "أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ.," (أعمال الرسل 1: 4) على عكس الرسالة التي وصلت عند قبر يسوع في الأناجيل الأولى، مرقس، والتي كانت توصي بمقابلة يسوع القائم من بين الأموات في الجليل: "لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ" (مرقس 16: 7) ويكرر إنجيل متى هذه الرسالة، بل حتى أن يسوع يكررها للنساء اللواتي يغادرن القبر، "فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي»." (متّى 28: 10) يقوم مؤلف لوقا-أعمال الرسل بتغيير الرسالة التي تكررت خمس مرات في الأناجيل السابقة لمرقس ومتى (الثلاث مرات المذكورة أعلاه بالإضافة إلى مرقس 14: 28 ومتّى 26: 32) أن مؤلف لوقا-أعمال الرسل كان على علم بالرسالة السابقة وقام بتعديلها بشكل إبداعي لتناسب تاريخه المقدس الجديد " مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ" من الواضح أن رسالته على القبر تقول، " اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ" (لوقا 24: 6) لم تعد الجليل هي المكان الذي كان يسوع القائم من بين الأموات "يتقدم" فيه لكي يراه تلاميذه، بل أصبحت الآن مجرد ذكرى من الماضي. إن الأدلة المذكورة أعلاه تؤيد فكرة أن ظهورات ما بعد القيامة وروايات الصعود "المرتبطة بأورشليم [القدس]" في لوقا-أعمال الرسل كانت من اختراع المؤلف في المقام الأول.(هامش 300) كان يعلم أنه يتعين عليه التنافس مع روايات الصعود التي يرويها أيديولوجيو الإمبراطورية الرومانية. وكان عليه أيضًا أن يواجه أسئلة محرجة أثيرت حول سبب اختيار يسوع، الذي يُزعم أنه قام من بين الأموات في أورشليم، أن يتجول على الفور في المناطق النائية من الجليل لكي يُرى.(هامش 301)
يعترف كينر بأنه لم يكن لديه الوقت أو الموارد الكافية للتحقق من أكثر من عدد صغير من الادعاءات المعجزة في كتابه (بالطبع لا يمكن التحقق من العديد منها بسبب مرور الوقت، أو نقص البيانات الطبية، أو طبيعتها القصصية). ولكن يبدو أن حماسه تغلب عليه، ومن هنا جاء اختياره للكم على النوع.
ويمتد هذا الحماس حتى إلى قدرة كريغ كينر على سماع صوت الله، كما هو مسجل في السيرة الذاتية المزدوجة التي كتبها مع زوجته الثانية، ميدين.(هامش 302) غالبًا ما تبدأ كلمات الله التي يسمعها كريغ بعبارة "يا بني"، وتتألف من تذكير الله له بمدى حبه، أو عندما يشعر كريغ بالإحباط، يذكره الله بمدى تشابه معاناته مع معاناة يسوع، أو إيليا، أو هوشع، أو شخصيات الكتاب المقدس الأخرى التي عانت (يعرف كريغ بالطبع مثل هذه القصص عن ظهر قلب باعتباره عالمًا في الكتاب المقدس). على سبيل المثال، عندما اكتشف كريغ أن زوجته الأولى كانت خائنة، تعاطف الله معه لأنه عانى أيضًا بسبب خيانة الإسرائيليين له. أو يذكّر الله كريغ بأنه "معه". وعندما يفكر كريغ في مدى وحدته ومدى رغبته في الزواج مرة أخرى، يقول الله إنه سيفعل ما هو الأفضل له ولميدين، المرأة التي في ذهن كريغ. في بعض الأحيان، يؤكد الله لكريغ أن كل شيء سوف يسير على ما يرام، وأنه سيحمي المرأة التي يحبها كريغ وأنهما سوف يخدمان معًا، وهو ما لم يكن مفاجئًا، كان أيضًا أعظم أمل لكريغ.(هامش 303) ولكن مثل هذه الكلمات "من الله" تبدو أشبه بحديث تحفيزي محب يوجهه المرء إلى نفسه. لقد عرفت آخرين زعموا أنهم يتلقون اتصالات إلهية مماثلة من نوع حميد وغامض.
في قصتهم، تخرج زوجة كريغ المستقبلية، ميدين، في نهاية المطاف من تجارب حقيقية للغاية في أفريقيا الثورية، بعد أن عانت من الملاريا وسوء التغذية وحادث سيارة أجرة يتعلق بقدمها واضطراب ما بعد الصدمة (بما في ذلك الشكوك وخيبة الأمل بشأن ما إذا كان كريج هو الشخص المناسب، أو حتى ما إذا كانت قد ارتكبت خطأً في اتخاذ قرار العودة إلى الكونغو بعد حصولها على درجة الدكتوراه في فرنسا). أعتقد أن هذه هي الطريقة التي يعمل بها الله ،[يعقّب المؤلّف ساخرا]. ولم تسمع صوت الله كما فعل كريغ، ولكن لم يكن هناك نقص في "الأنبياء" الأفارقة الذين ينقلون إليها رسائل من الله. ولكن بمجرد أن ننظر إلى ما وراء "إضفاء الطابع الروحي" على قصتها، يبدو أنها نجت في المقام الأول بفضل تصميمها وإصرارها العنيد وذكائها. وبالطبع، فقد ظلت على تواصل مع كريج وكان على تواصل معها قدر استطاعتهما خلال مثل هذه التجارب. وفي الوقت نفسه، كان كريغ -الذي كان يحاول ترتيب مشاعره تجاه ميدين وتخمين مشاعرها- يصلي، ويصوم، ويرهق نفسه، ويشعر بالوحدة والعزلة، ويعاني من حالة من اضطراب ما بعد الصدمة، وأخيراً يعاني من الجفاف الشديد الذي كاد أن يموت. لقد انتهى به الأمر في غرفة الطوارئ مرتين. مرة أخرى، أعتقد أن هذه هي الطريقة التي يعمل بها الله. حتى عندما كان من المقرر أن تلتقي ميدين وكريغ أخيرًا، تأخر اتحادهما ثمانية أشهر إضافية بسبب قيود السفر التي تم فرضها بعد الهجوم المأساوي على برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك.
هل كان لقاءهما وإعادة لم شملهما بإرشاد إلهي؟ يبدو كينر وكأنه شخص وحيد تمامًا، باحث عالق في غرفة مع كتبه. كان ميدين وهو يشتركان في معتقدات دينية عميقة، واهتمام بتحسين العلاقات العرقية، وتقدير كل منهما لذكاء الآخر (كلاهما حاصل على درجة الدكتوراه). لا يبدو من المستبعد أن نتخيل أنهما سيلتقيان، فقد التقيا في الأصل في مناسبة دينية.
هل كانت قصتهم أكثر إثارة للإعجاب من حكايات مماثلة عن عشاق فرقتهم مسافات طويلة وخطر؟ لقد تكررت مثل هذه القصص منذ زمن سحيق مع احتمالات أضيق. أما بالنسبة لأولئك الأزواج الذين فشلوا في لم شملهم، فإن كتبهم، التي لن تُكتب أبدًا، كانت ستذكرنا بكل الأوقات التي فشلت فيها الصلوات أو العناية الإلهية.
بالنسبة لكليهما، هذا هو زواجهما الثاني، والذي غالبًا ما يكون أقل إرهاقًا وأكثر سعادة في كثير من النواحي من زواجهما الأول. فالناس أكبر سنًا وأكثر حكمة وأقرب إلى معرفة ما يريدونه في العلاقة. لذا أتمنى التوفيق لعائلة كينر، ولكنني أجد أن قصتهم تندرج ضمن فئة ما تسميه عالمة الفولكلور إيلين لوليس "قصص الحياة الروحية".(هامش 304) وأتساءل ما هي الرسائل الصادرة عن الله أو الأنبياء الأفارقة التي نسيها كينر أو ميدين ببساطة لأنها لم تكن تتناسب مع ملف قصتهما؟ أو ما إذا كانت أي من الرسائل الأصلية أكثر غموضًا ولم يتم تذكرها إلا لاحقًا باعتبارها أكثر تحديدًا؟ (هامش 305)
وفي حديثه عن كيفية بناء المرء لـ “قصة حياته الروحية"، ذكر كينر ذات مرة في مقال في مجلة Christianity Today المسيحية اليوم أن "الله" زوده بالمال الذي كان يحتاجه في مناسبتين. لقد أكد لقرائه (جميعهم، بغض النظر عن مدى اختلاف أوضاعهم وعدد علاقاتهم الاجتماعية مقارنة بوضعه) أن تجربته في تلقي المال من "الله" تساعد في إثبات أن "الله يهتم بنا أكثر من اهتمامه بالطيور والزهور، ومع ذلك فهو يوفر لهم ما يحتاجون إليه، كما يقول يسوع [هذه إشارة إلى متّى 6: 26 " "اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟". فكم بالحري أنّه يهتم بنا؟ (هامش 306) يبدو هذا مبتذلاً عندما يأتي من شخص يعترف بأن غالبية أولئك الذين يحتاجون إلى الشفاء لا يحصلون عليه.
هل يعتقد كينر حقًا أن الله يوفر "لنا" [الرزق] كما قال يسوع؟ إن "نحن" تشير إلى البشرية بشكل عام لأن هذا كان قبل أن يضطر الجميع إلى الإيمان بأن يسوع هو المسيح. هل كان الله حقًا مصدرًا عظيمًا للرزق؟ يتعين على البشر أن ينتزعوا الطعام من الأرض بعرق جبينهم. لكن يسوع يجعل الأمر يبدو وكأننا جميعًا نعيش في جنة عدن حيث يوفر الله احتياجات الطيور، والبشر بشكل أكبر. إنها ليست مقارنة مريحة على الإطلاق، حيث يتم ذبح ملايين الطيور في المصانع كل شهر (أو التضحية بها في أيام العهد القديم[والذبائح الإسلامية]). وهناك طريقة أخرى لموت الطيور وهي الجوع. إذ يموت ثلث الطيور البالغة وأربعة أخماس صغارها جوعا كل عام.(هامش 307) وهذا ليس مفاجئًا نظرًا لأن الطيور يجب أن تأكل ربع إلى نصف وزن جسمها يوميًا للبقاء على قيد الحياة. وتكشف دراسات أخرى أن الطيور تموت بسبب كل شيء، بدءاً من الطفيليات ومسببات الأمراض إلى الحيوانات المفترسة، والعيوب التنموية، والطقس القاسي، والاصطدام بالنوافذ. تضع طائر الوقواق بيضها في أعشاش الطيور الأخرى، وتفقس هذه البيضة مبكرًا، ثم يقوم فرخ الوقواق برمي البيض أو الفراخ الأخرى خارج العش. في مقطع الفيديو Hunting and Escaping “الصيد والهروب" في سلسلة تجارب الحياة، نرى طيورًا صغيرة يتم جرها من أعشاشها بواسطة نوع منافس من أجل إطعام صغار المفترس الجائعة. أعتقد أن الله يعمل هكذا. لذلك عندما يقول يسوع أن الله يهتم بنا أكثر من الطيور، فهو لا يقول الكثير - لكنه يجعلني أكثر تعاطفًا مع الطيور.
لذا، فإن "قصة الحياة الروحية" لدى كينر تتكون غالبًا من التركيز على النجاحات، واعتبارها من صنع العناية الإلهية، ونسيان الإخفاقات. على سبيل المثال، ينتهي الأمر بالعديد من الحاصلين على درجة متقدمة في اللاهوت، أو درجة من المدرسة اللاهوتية، إلى الاضطرار إلى التحول إلى مهنة مختلفة. وتعاني نسبة كبيرة من القسيسين الذين يستمرون في مهنتهم من الاكتئاب المزمن.(هامش 308) وحتى في حالة كينر، فإن نجاحه يشكل "فشلاً" مقارنة بـ “نجاحات" أكثر ندرة مثل نجاح إيدير ماسيدو ـ الحائز على درجة الدكتوراه في اللاهوت والفلسفة المسيحية بحسب موقعه على الإنترنت، والذي بيعت كتبه عشرة ملايين نسخة. (ربما لا يرغب كينر في معرفة أن إيدير كتب أيضاً مقالاً يعارض الزواج بين الأعراق المختلفة).
يبشر ماسيدو بإنجيل المعجزات والخلاص والرخاء (يتفق كينر مع الأولين). وقد أصبح الوعاظ المشابهون كثيرين في أمريكا الجنوبية وجنوب آسيا وأفريقيا حتى أن النكتة الشائعة تقول: "إذا فشلت أعمالك، فافتح كنيسة". لكن ماسيدو لديه طائفته الخاصة عمليًا. بعد عقود من الزمان قضاها كمؤسس مشارك لمنظمة دينية متنامية في البرازيل، أصبح الآن يمتلك ثلاثة وعشرين محطة تلفزيونية، وأربعين محطة إذاعية، وصحيفتين يوميتين رئيسيتين، ووكالة عقارات، وشركة تأمين صحي، و49% من أحد البنوك، وساعد في انتخاب رئيس جديد للبرازيل (رئيس يدعو إلى التعذيب ووعد بتدمير الغابات المطيرة). أعتقد أن هذه هي الطريقة التي يعمل بها الله.
حتى أن ماسيدو بنى نسخة طبق الأصل من هيكل سليمان في ساو باولو (بنظام حزام ناقل مصمم لحمل العشور والقرابين من المذبح مباشرة إلى غرفة آمنة). يتسع الهيكل لعشرة آلاف شخص وهو أكبر بكثير من الهيكل الذي بناه الملك هيرودس في أيام يسوع - يبلغ ارتفاع هيكل ماسيدو 18 طابقًا وأرضيته وجدرانه مغطاة بـ "حجارة أورشليم" بقيمة 8 ملايين دولار جلبت من إسرائيل. والآن بعد إعادة بناء الهيكل، ربما "ينزل يسوع أخيرًا من السماء" على سحابة مصعد؟(هامش 309)

المقال 6: الفشل الذريع للدفاعات المسيحية
بقلم جون دبليو لوفتوس
يتناول هذا الفصل التنوع الموجود بين المسيحيين المدافعين عن إيمانهم، والمعروفين باسم المدافعين. هناك خمس طرق أو استراتيجيات رئيسية للدفاع عن الإيمان المسيحي. لقد كانت هذه خبرتي عندما كنت طالبًا. لقد درست تحت إشراف مدافعين بارزين عن هذه الطرق الخمس، كما كتبت عنها في كتاب سابق.(هامش 310) ماذا يمكننا أن نتعلم من هذه الحقيقة؟ الكثير.
إن ادعاءاتي الرئيسية الثلاثة هي 1) أن استخدام المنطق للدفاع عن المسيحية على أساس أدلة موضوعية كافية أدى تاريخيًا إلى رفض المسيحية؛ 2) أن معظم المدافعين عن المسيحية اليوم، وربما ما يصل إلى 80% منهم، يرفضون استخدام المنطق للدفاع عن المسيحية على أساس أدلة موضوعية كافية؛ و3) أفضل تفسير للادعاءين المذكورين أعلاه هو أن المدافعين عن المسيحية أنفسهم يعترفون بأن إيمانهم لا يمكن الدفاع عنه بشكل معقول على أساس أدلة موضوعية كافية. إن بعض هؤلاء يعترفون بذلك صراحة، في حين يفعل آخرون ذلك ضمناً. وبما أنه من غير المعقول أن نؤمن بدين معين ـ أو بأي شيء آخر يتعلق بالعالم الموضوعي ـ دون أن نستند إلى منطق قائم على أدلة موضوعية كافية، فإن من غير المعقول أن نؤمن بالمسيحية.
إن كل ما علينا أن نفعله هو أن نسأل أنفسنا عما قد نتوقعه لو كانت هناك أدلة موضوعية كافية تدعم الإيمان المسيحي. ولو كانت هذه الأدلة موجودة، فإن استخدام المنطق للدفاع عن المسيحية على أساس ضرورة وجود أدلة موضوعية كافية لم يكن ليؤدي إلى رفض المسيحية، أو دفع المدافعين عن المسيحية إلى رفضها، أو إلى اختراع طرق أخرى للدفاع عن إيمانهم.
بطبيعة الحال، فإن الرفض المسيحي للاستدلال القائم على الأدلة لصالح الإيمان له تاريخ لاهوتي يعود إلى العهد الجديد، لذا لا ينبغي أن يكون الأمر مفاجئًا في حد ذاته. يُقال إن يسوع قال: "أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ" (لوقا 10: 21) وكتب بولس أيضا يقول: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ، وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ». أَيْنَ الْحَكِيمُ؟ أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ؟ لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ، اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ. لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً، وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً [فلسفة: في الترجمة الإنكليزية]، وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً! وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ. لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!" (1 كورنثوس فصل 1: 18-25) سأل ترتليان (160-220م): "ما علاقة أثينا [[مركز التفكير الفلسفي]] بأورشليم [[مركز الإيمان الديني واللاهوت]]؟" كتب ترتليان عن عبثية تجسد يسوع بقوله: "فقط لأنه عبثي، يجب أن نؤمن به... إنه مؤكد لأنه مستحيل". أطلق مارتن لوثر على العقل اسم "عاهرة الشيطان". وعلى هذا النحو، فإن العقل "لا يستطيع أن يفعل شيئًا سوى التشهير والإضرار بكل ما يقوله الله ويفعله". قال إيمانويل كانط إنه "وجد أنه من الضروري إنكار معرفة الله... من أجل إيجاد مكان للإيمان". تحدث سورين كيركغارد عن "قفزة الإيمان" وجادل بأن الإيمان بإلهه يعتمد على قرار والتزام مخصص للأشياء التي تفتقر إلى أدلة موضوعية كافية. يتفق ويليام لين كريغ بشكل أساسي، بطريقة غير مباشرة، مع هذا الرأي، حيث يؤكد أن "العقل هو أداة تساعدنا على فهم إيماننا بشكل أفضل. وإذا تعارض الإيمان والعقل، فإن العقل هو الذي يجب أن يخضع للإيمان، وليس العكس".(هامش 311)
اسمع، هناك خطأ ما في الإيمان الديني حيث يقول أفضل المدافعين عنه مثل هذه الأشياء. إذا كان هذا ما يقولونه، فلماذا نفكر بطريقة أخرى؟ ولماذا ينبغي لأي شخص أن يفعل ذلك؟ لا أرى أي سبب يمنعنا من ذلك. لن ترى أبدًا مثقفًا حقيقيًا يقول مثل هذه الأشياء، وهذا من شأنه أن يقول شيئًا مهمًا للباحثين الصادقين عن الحقيقة.
مجموعة متنوعة من الأساليب الدفاعية

في عام 1953، ربما كان برنارد رام هو أول من لفت الانتباه إلى الاختلافات الدفاعية في كتابه Types of Apologetic Systems "أنواع الأنظمة الاعتذارية".(هامش 312) كانت قيمة العمل المهم الذي قام به رام تكمن في تصنيف ثلاثة أنظمة للدفاعيات. وتضمنت قائمته الدفاعيات التي أكدت على الخبرة المسيحية (أي بليز باسكال، وسورين كيركيغارد، وإميل برونر)، والدفاعيات التي أكدت على العقل البشري (أي توما الأكويني، وجوزيف بتلر، وفرانس تينانت)، والدفاعيات التي أكدت على الوحي من إلههم المسيحي (أي أوغسطين، وكورنيليوس فان تيل، وإدوارد جون كارنيل). وبذلك ألقى رام الضوء على عشرة أسئلة رئيسية تتعلق بعلم الدفاعيات المسيحية.
طرح رام الأسئلة التالية: 1) "ما هي العلاقة بين الفلسفة والمسيحية؟" 2) ”ما قيمة الأدلة الإلهية؟“ 3) "هل يجب على المدافع أن يعمل وفقًا لبعض نظريات الحقيقة؟" 4) "ما أهمية عقيدة الخطيئة بالنسبة لعلم الدفاع عن العقيدة؟" 5) "ما هي طبيعة الوحي؟" 6) "ما نوع اليقين الذي تقدمه المسيحية؟" 7) "هل هناك أرضية مشتركة بين المؤمن وغير المؤمن تشكل نقطة اتصال للمحادثة والجدال؟" 8) "ما هي طبيعة الإيمان؟" 9) "ما هو وضع الأدلة المسيحية؟" و10) "ما هي العلاقة بين الإيمان والعقل؟" (هامش 313) وكما أوضح رام، فإن كل سؤال طرحه كان يلقى إجابة مختلفة من جانب المدافعين عن المسيحية. وقد لفت رام انتباه عدد أكبر من المسيحيين، وخاصة الإنجيليين، إلى هذه الأنواع من المشاكل.
أضاف المدافع جيمس بيلبي مؤخرًا السؤال الحادي عشر إلى قائمة رام، "ما هي مهمة الدفاعيات؟"(هامش 314) لا يستطيع المدافعون عن العقيدة أن يتفقوا حتى على مهمتهم الرئيسية. وأود أن أزعم أن المهمة الفعلية لعلم الدفاع عن العقيدة هي مساعدة المؤمنين المسيحيين الذين هم بالفعل في الجماعة. واستنادًا إلى مقولة أنسلم "الإيمان يبحث عن الفهم"، فإن مهمة علم الدفاع عن العقيدة كانت في الواقع هي التحقق من صحة ما يؤمن به المسيحيون بالفعل.
في كتبي الأخيرة أضفت سؤالين آخرين إلى قائمة رام. السؤال الأول هو "ماذا لو قرر المسيحيون الإضراب؟" هذا الإضراب سيكون ضد اضطرارهم إلى القيام بكل العمل التبشيري والدفاعي بأنفسهم. ماذا لو توقفوا عن الصلاة من أجل خلاص الآخرين؟ ماذا لو توقفوا عن إخبار الآخرين عن يسوع؟ ماذا لو توقف المسيحيون عن التبشير والجدال نيابة عن المسيحية؟ ماذا لو أضرب جميع المبشرين والمبشرين والمدافعين عن المسيحية وتركوا بدلاً من ذلك الروح القدس يقوم بالعمل؟ أعلم أن هذا لن يحدث أبدًا بالطبع، لأنه تجربة فكرية ذات غرض:
إذا أضرب جميع المسيحيين، فإن المسيحية سوف تختفي من الوجود. هذا هو توقعي. أنت تعرف ذلك. أنا أعرف ذلك. كل من ليس مسيحيًا يعرف ذلك. يحتاج الإيمان المسيحي إلى أشخاص مؤمنين يقومون بالتبشير. هذا ينطبق على كل دين. بدون الأشخاص المؤمنين، سوف تموت أي دين معين لأنه لا يوجد إله وراء أي منها. هذا ما يعتقده المسيحيون عن الأديان الأخرى. وهذا ما يجب أن يفكروا فيه عن الإيمان المسيحي أيضًا.
ما هو توقّعك أنت؟
لكي نفترض أن الإيمان المسيحي لن ينقرض، يحتاج المسيحيون إلى تقديم بعض الأدلة الموضوعية على أن الله يفعل شيئًا الآن من شأنه أن يساعد في تحويل الناس، حتى لو توقف المسيحيون عن مشاركة الإنجيل. إذن، ما الذي يفعله الله الآن من الناحية الموضوعية؟ أنظر: [The Outsider Test for Faith اختبار الإيمان من الخارج، الفصل التاسع، ص 187-191]
وسؤالي الثاني للمدافعين يأتي في أعقاب ذلك، "لماذا من الضروري الدفاع عن الإيمان المسيحي على الإطلاق؟" لقد عرضت أربعة سيناريوهات مختلفة حيث كان بإمكان إلههم المسيحي أن يقوم بهذا العمل بمفرده مع نتائج أفضل بكثير. كتبتُ:
إذا كان الله قد سلم يسوع ليموت على الصليب من أجل خطايانا، وهو العمل الأعظم على الإطلاق، فلماذا فشل (ولا يزال يفشل) في القيام بما يكفي للوصول إلى غير المؤمنين، وهو ما يمثل الأعمال الأقل أهمية؟ أعني حقًا، إذا كان الله قد قام بالعمل الأعظم، فلماذا لا يلتزم أيضًا بالقيام بالأعمال الأقل أهمية؟ أليس هذا تخلفًا من جانب كائن ذكي؟
بالمقارنة مع إله كلي العلم، فإن أفضل المدافعين عن المسيحية هم أغبياء متلعثمون وحمقى غير أكفاء. بالمقارنة مع إله كلي المحبة، فإن أفضل المدافعين عن المسيحية هم أنانيون تمامًا وغير مهتمين على الإطلاق بأن الناس سيذهبون إلى الجحيم. بالمقارنة مع الإله القادر على كل شيء، فإن أفضل المدافعين عن المسيحية يفتقرون تمامًا إلى أي طاقة لمساعدة الناس على الإيمان... وهذا لا معنى له على الإطلاق، وخاصة إذا كان هناك جحيم ملتهب يجب دفعه لأولئك الذين لم يقتنعوا بالإيمان والخلاص. من المؤكد أن إلهًا مثل الذي يؤمن به المسيحيون كان من الممكن أن يكون أكثر اهتمامًا بالضالين من استئجار الكنيسة للقيام بهذه المهمة الأكثر أهمية. إذا كان المسيحيون غير قادرين على القيام بهذه المهمة، فإن الله غير قادر على توظيفهم للقيام بها. كان ينبغي لله أن يهتم بالضالين أكثر من ذلك. بصفته الرئيس التنفيذي لشركته، فإن ممارساته في التوظيف فاشلة. يجب على الله أن يطردهم ويقوم بالعمل بنفسه.
[[How to Defend the Christian Faith: Advice from an Atheist (Pitchstone Publishing, 2015), Chapter 1, pp., 22–22].
لقد كان هناك الكثير من الكتب التي تتناول هذا النوع من الأسئلة،(هامش 315) والتي أظهرت تنوعًا كبيرًا في الخلاف.(هامش 316) يخبرنا جيمس بيلبي أنه بعد عقود من النقاش، "لم يحصل أي من الأنظمة الدفاعية [عن المسيحية] التقليدية على تأييد أغلبية كبيرة من المدافعين المسيحيين".(هامش 317) وهذا أمر بالغ الأهمية، فكما أشار الكاردينال أفيري دالاس في كتابه الرائع عن تاريخ الدفاعيات، "لقد شهد القرن العشرون بوضوح أكبر من الفترات السابقة أن الدفاعيات تصمد أو تسقط مع مسألة المنهج".(هامش 318) لا يقتصر الأمر على اختلاف المدافعين عن الإيمان المسيحي حول كيفية الدفاع عن إيمانهم. بل إن المشكلة أعمق من ذلك. إن مشروع الدفاع عن الإيمان المسيحي بأكمله يعتمد على وجود طريقة مبررة للدفاع عن إيمانهم. وبدون وجود طريقة متفق عليها يمكن الدفاع عنها، فإن إيمانهم محكوم عليه بالفشل. إن الدفاع عن الإيمان في أزمة ولا أمل في إيجاد حل.
وقد قدم العديد من المدافعين عن المسيحية تصنيفات مختلفة، أو تصنيفات، لأساليب الدفاع عن العقيدة.(هامش 219) وفيما يلي سأقدم تصنيفي الخاص من وجهة نظري كملحد، استنادًا إلى نهجهم الأساسي في الدفاع عن المسيحية، باستخدام خمسة عناوين: 1) الدفاعيات المبنية على الاستدلال من أدلة موضوعية كافية؛ 2) الدفاعيات المبنية على المرافعة الخاصة؛ 3) الدفاعيات المبنية على افتراض ما يحتاج إلى إثبات؛ 4) الدفاعيات المبنية على التجارب الذاتية الخاصة؛ و5) الدفاعيات الانتقائية المبنية على الاستنتاجات السابقة. الطريقة الوحيدة التي لها أي قيمة على الإطلاق هي الطريقة الأولى [الدفاعيات المبنية على الاستدلال من أدلة موضوعية كافية]. وهذا هو ما يرفضه أنصار الأساليب اللاحقة أو يحطون من شأنها إلى مرتبة من الدرجة الثانية في أفضل الأحوال. ومن المؤكد أن المسيحيين سيجدون هذا الأمر مزعجًا للغاية. إننا نتحدث في نهاية المطاف عن الدفاع عن حقيقة المسيحية. ونحن نتحدث عن المثقفين، أولئك المتعلمين الذين يجب أن يعرفوا كيف يدافعون عن إيمانهم على أفضل وجه.

1- الدفاعيات المبنية على الاستدلال بالأدلة الموضوعية
الطريقة الأولى في الدفاع عن المسيحية هي استخدام المنطق للدفاع عن المسيحية استنادًا في المقام الأول إلى متطلبات الأدلة الموضوعية الكافية. من المفترض أن يؤدي هذا إلى دفع الناس العقلانيين إلى قبول حقيقة المسيحية. ويطلق المدافعون عن المسيحية على هذا النهج اسم Evidentialism "الاستدلالية". عندما أصبحت مؤمنًا مسيحيًا لأول مرة، كنت مؤمنًا بالاستدلالية. لقد قرأت كتاب جوش ماكدويل Evidence That Demands a Verdict "الأدلة التي تتطلب حكمًا"، والذي أكد لي صحّة إيماني. لا يمكن أن يكون هناك أدلة كافية على شيء ما. وكلما زاد عدد الأدلة كان ذلك أفضل. واعتقدت أن لدي أدلة كافية لأصدقها استنادًا إلى كتابه. ومن بين المدافعين الآخرين الجديرين بالملاحظة عن نظرية الأدلة في الماضي والحاضر ويليام بالي (1743-1805)، وجوزيف بتلر (1692-1752)، وكلارك بينوك (1937-2010)، وولفهارت بانينبيرغ (1928-2014)، وجون واريك مونتغمري، وغاري هابرماس، وجون فينبيرغ (الذي يدعي بشكل مخادع أنه من أنصار الاستدلالية). وبحسب كلمات مونتغومري، فإن مهمة أصحاب النظرية الاستدلالية، مثله هو، تتلخص في "حشد مجموعة كاملة من الأدلة الواقعية لإثبات أن المسيحية صحيحة وأن منافسيها كاذبون".(هامش 320) وفقًا لغاري هابرماس، يمكن وصف الاستدلالية بأنها "نهج "خطوة واحدة" للدفاع عن الإيمان "حيث يمكن للأدلة التاريخية أن تكون بمثابة نوع من الحجج لصالح وجود الله. "بدلاً من الاضطرار إلى إثبات وجود الله قبل الانتقال إلى الأدلة المحددة ("طريقة الخطوتين")، يعامل أصحاب نظرية الأدلة إحدى الحجج الأكثر تاريخية باعتبارها قادرة على الإشارة إلى وجود الله ونشاطه والإشارة إلى أي نوع من التوحيد هو الصحيح."(هامش 321) يزعم جون فينبيرغ أنه يقبل هذا النهج القائم على "خطوة واحدة" في كتابه عن الدفاعيات عندما يشرح سبب عدم تضمينه فصلاً عن وجود الله: "لا أؤمن بمنهجية تتطلب إثبات وجود الله قبل معالجة أي شيء آخر."(هامش 322)
وإذا أخذنا في الاعتبار ادعاء مونتغومري بشأن الحاجة إلى الأدلة بشكل عام، وادعاء هابرماس بشأن الحاجة إلى الأدلة التاريخية بشكل خاص، وكل هذا من شأنه أن يدفع الناس العقلانيين إلى قبول المسيحية، فما الخطأ الذي قد يكون في هذا إذن؟ لا شيء. هذا ما أعتقده. لا شيء. يجب أن تكون هناك أدلة موضوعية كافية للمسيحية، وإلا فلن يقبلها الأشخاص العقلاء. نقطة رأس السطر. لقد كان من المفترض أن يقنع هذا الكتاب التلاميذ الأوائل، لذا فإنه ينبغي أن يقنعنا أيضًا. ماذا لو اعترف المسلمون أو المورمون أو اليهود الأرثوذكس أو أي من أتباع الديانات الأخرى بأن معتقداتهم لا تحتوي على أدلة موضوعية كافية؟ حسنًا، أعتقد أنه ينبغي لنا جميعًا أن نصدقهم على أقوالهم، وأن نبحث في مكان آخر عن الحقيقة. وينبغي أن يكون هذا هو نهاية أي تحقيق في صحة ادعاءاتهم.
تاريخيًا، مع عصر التنوير وظهور العلم الحديث، بدأ الناس في تبني استخدام المنطق لفهم المسيحية استنادًا في المقام الأول إلى متطلبات الأدلة الموضوعية الكافية. وبالتالي، بدأ الكتاب المقدس يخضع لهذه المتطلبات نفسها. ونتيجة لذلك، فقد الكتاب المقدس تدريجيًا مكانه بينهم كسلطة عمياء. كان بعض أول من أنصار الأدلة هم الربوبيّون، الذين تم استبعادهم إلى حد كبير من مناقشة الدفاعيات، ولكن يجب تضمينهم.
الربوبية هي أسلوب بدأ مع هربرت تشيربيري (1583-1648) في إنجلترا. كان أشخاص مثل فولتير، وإيمانويل كانط، وباروخ سبينوزا (ربوبي في الأسلوب، ولكنه مؤمن بوحدة الإله مع الكون في الختام)، وتوماس باين، وبن فرانكلين، وجورج واشنطن، وتوماس جيفرسون (فكر فقط في الكتاب المقدس الجيفرسوني [الذي حذف منه كل المعجزات اليسوعية) معروفين بكونهم ربوبيين.(هامش 323) إن الربوبية ليست نتيجة كما يعتقد أغلب الناس، بل هي طريقة لفهم ديني صحيح مبني على ضوء العقل الطبيعي، والذي يقصدون به الاستدلال المبني على الأدلة الموضوعية. إن الربوبية هي الطفل الشرعي لعلم اللاهوت الطبيعي، لأنها أدت تاريخيًا إلى الدين الطبيعي الربوبي، على النقيض من الدين الكتابي أو "الموحى". لقد مرت الربوبية بمراحل مختلفة في بلدان مختلفة. ومع كل مرحلة لاحقة بدأ أتباع العقيدة الدينية في تقليص ما يمكنهم قبوله في ضوء العقل الطبيعي. في البداية كان الربوبيون يؤمنون بإله مسيحي، ولكنهم فقدوا بشكل مطرد العديد من عقائدهم الأساسية بسبب نقص الأدلة المبنية على المنطق السليم. لقد استقروا على إله خالق عمل بعناية في العالم، وقدم مصدرًا للأخلاق الحميدة، وأن هناك حياة بعد الموت. ولكن مع مرور الوقت، لم يعد المزيد والمزيد من أتباع الربوبية يرون أدلة على وجود العناية الإلهية أو الحياة الآخرة. والمرحلة الأخيرة من الربوبية تعود إلى حد كبير إلى أصول فرنسية، حيث كان يُنظر إلى إلههم باعتباره خالق الكون فحسب. وكان يُنظر إلى الله باعتباره مالك البيت [الكون] الغائب ولا يتدخل في شؤون العالم.(هامش 324) كان القياس الذي استخدمه أتباع الربوبية هو المعجزة التكنولوجية في عصرهم ـ ساعة الجيب. فما الذي ينبغي لنا أن نفكر فيه، كما يتساءل أتباع الربوبية، إذا كان صانع الساعات ـ مضطراً إلى إصلاح الساعة التي يصنعها باستمرار؟ لابد أن تكون الساعة قد صُنعت بواسطة صانع ساعات أدنى. لذا، إذا كان الله قد خلق العالم وكان عليه أن يتدخل بانتظام بالمعجزات، فهذا يعني أنه لم يقم بعمل جيد في خلقه في المقام الأول. لقد تقدم العلم الحديث إلى ما هو أبعد من الفهم الأصلي للربوبيين لنظرة نيوتن للعالم باعتباره آلة. لكن هذه الثورة العلمية لم تغير حقيقة أن الربوبيين لم يقبلوا المعجزات بسبب نقص الأدلة الكافية. بعد نشر العمل الرائع الذي ألفه داروين في عام 1859 بعنوان "أصل الأنواع"، والذي شرح تطور البشر من سلف مشترك من خلال الانتقاء الطبيعي، تحول العديد من أتباع الربوبية إلى ملحدين، لأن هذا هو ما يحدث عندما نستدل على أساس الأدلة. وهذا يفسر أيضًا سبب كون العديد من المسيحيين معادين للعقلانية.(هامش 325)
إن المدافعين عبر الاستدلال الذين يجادلون على أساس أدلة موضوعية كافية قد أصابوا طريقتهم. ليس الأمر أن بعض الطرق البديلة تنكر قيمة الأدلة بشكل صريح. بل إنها تستند فقط إلى أشياء أخرى ذات أولوية أعلى من الأدلة، كما سنرى. ولكن لماذا لا تعطي أي طريقة دفاعية الأولوية القصوى للدليل نفسه؟ هذا أمر بالغ الدلالة. وذلك لأنه يمكن أن يؤدي بحق إلى عدم الإيمان.
2- الدفاعيات المبنية على المرافعة الخاصة
هذا النوع من الدفاعيات يُعرف باسم الدفاعيات الكلاسيكية (أو اللاهوت الطبيعي). وقد سمي بهذا الاسم لأنه من المفترض أنه الطريقة التي استخدمها معظم علماء اللاهوت في القرون السابقة، وخاصة توما الأكويني. كان المدافع الإنجيلي نورمان غيسلر أول إنجيلي يرى فشل الاستدلالية على الإيمان، كما جادل على أفضل نحو في كتابه Christian Apologetics "الدفاعيات المسيحية".(هامش 326) مع فشل نظرية الاستدلالية كان ينبغي للمدافعين عن المسيحية أن يتخلوا عن محاولاتهم للدفاع عن المسيحية. ولكنهم لم يفعلوا ذلك! وكما سنرى لاحقًا، فقد غيّر المدافعون المسيحيون نهجهم فحسب. فقد زعم غايزلر أن المدافعين عن الإيمان المسيحي يجب أن يعودوا إلى النمط القديم المهجور (في معظمه) من الدفاعيات الكاثوليكية، والذي نشأ عن أتباع الديانات الكلاسيكية، وخاصة توما الأكويني. ومن بين الممثلين المعاصرين [لوجهة النظر هذه] ر. س. سبرول، وجون غيرستنر، وبيتر كريفت، وجيه. ب. مورلاند، وإدوارد فيسر، وأبرزهم ويليام لين كريغ.
على عكس الطريقة الاستدلالية التي تتكون من خطوة واحدة فقط تعتمد على الأدلة، فإن هذه الطريقة الكلاسيكية تتكون من خطوتين. الخطوة الأولى هي الدفاع عن الأدلة اللاهوتية على وجود الله. والخطوة الثانية هي تقديم الدليل على أن المسيحية صحيحة. يجب على المدافعين عن الإيمان أن يدافعوا أولاً بفعالية عن وجود إله التوحيد، وبصورة عامة، الذي خلق الكون. وبعد نجاحهم في ذلك، يجب عليهم تقديم أدلة موضوعية كافية على أن المسيحية هي الدين التوحيدي الحقيقي. وإذا لم يتمكنوا من اتخاذ الخطوة الأولى بفعالية، فإن دفاعهم بالكامل يفشل. يوضح Steven B. Cowan ستيفن ب. كوان:
" قبل أن يتمكن المرء من مناقشة الأدلة التاريخية بشكل هادف، يتعين عليه إثبات وجود الله لأن نظرته للعالم هي إطار يتم من خلاله تفسير المعجزات والحقائق التاريخية وغيرها من البيانات التجريبية. وبدون سياق إيماني، لا يمكن أبدًا إثبات أي حدث تاريخي على أنه معجزة إلهية. والجانب الآخر من هذا الادعاء هو أنه لا يمكن للمرء أن يلجأ إلى المعجزات المزعومة لإثبات وجود الله."(هامش 327)
السبب الذي يجعلنا لا نستطيع الاستناد إلى أدلة المعجزات كدليل على وجود الله، يشرحه نورمان غيسلر: "إن حقيقة القيامة [ليسوع] لا يمكن استخدامها لإثبات حقيقة وجود إله. لأن القيامة لا يمكن أن تكون معجزة ما لم يكن هناك إله بالفعل."(هامش 328) إن هاتين الخطوتين ضروريتان للدفاع عن المسيحية. فإذا لم تنجح الخطوة الأولى، فلن تنجح الخطوة الثانية أيضًا، لأن الخطوة الثانية لا يمكن أن تنجح بمفردها. لذا، إذا ثبت فشل الأدلة الإلهية، فلن يتمكن المدافعون الكلاسيكيون من إثبات أن المسيحية صحيحة. لا أقول هذا وحدي. بل إن المدافعين عن الكلاسيكية أنفسهم يقولون ذلك. ويجادل المدافعون الآخرون في قوة الخطوة الأولى. وكما ذكرنا سابقًا، لا يعتقد جون فينبرغ أن الخطوة الأولى ناجحة، قائلاً: "لن أحاول إثبات وجود الله أولاً، إن حاولت على الإطلاق، لأنني لست مقتنعًا بنجاح أي من الحجج التقليدية".(هامش 329) يرفض ريتشارد سوينبورن، أحد أعظم المدافعين عن المسيحية في جيلنا، قوة حجتين توحيديتين محددتين على وجه الخصوص:
"أعتقد أن الحجج الوجودية التي تؤيد وجود الله هي مجرد حجج فلاسفة ولا تدوّن أيًا من الأسباب التي قد يسوقها الرجال العاديون للاعتقاد بوجود الله. لقد رفض أعظم الفلاسفة التوحيديين الحجج الوجودية واعتمدوا على حجج لاحقة."(هامش 330)
وفيما يتعلق بالحجة الأخلاقية المحترمة والمستخدمة كثيرًا لإثبات وجود الله، فإن سوينبورن حاسم:
" ولكنني لا أستطيع أن أرى أن إدراك الإنسان للحقائق الأخلاقية يشكل أمراً يصعب تفسيره بالعمليات العلمية العادية، وذلك نظراً لوجود رجال واعين يكتسبون المعرفة بالعالم. فمن المتوقع أن يستوعب الرجال الذين يعيشون في جوار بعضهم البعض ويحتاجون إلى الرفقة مفاهيم العدالة والإنصاف، وخاصة عندما يكون من المفيد لمجموعة ما أن تنقل إلى مجموعات أخرى التزاماتها الأخلاقية. وقد أظهر تقليد طويل من الكتابة عن التطور البشري، بدءاً بكتاب داروين "انحدار الإنسان"، كيف يمكن أن نتوقع أن يتطور الوعي الأخلاقي للإنسان من خلال العمليات التطورية، حيث تطور الإنسان من الحيوانات الدنيا."(هامش 331)
إذا كان المدافعون عن المسيحية لا يقبلون هذه الأفكار فلماذا يجب علينا أن نقبلها؟ ولماذا يجب على أي شخص أن يقبلها؟
يقول الفيلسوف المسيحي/المدافع الشهير ألفين بلانتينغا شيئًا يجب على الجميع الانتباه إليه، لأنه يرفض قوة الحجج التوحيدية بشكل عام:
"لا أعرف حجة تدعم الاعتقاد المسيحي تبدو قادرة على إقناع شخص لا يقبل استنتاجاته بالفعل. ولكن هذا لا يتعارض مع الاعتقاد المسيحي، بل إنني أزعم أنه إذا كانت الاعتقادات المسيحية صحيحة، فإن الطريقة القياسية والأكثر إرضاءً لاعتناقها لن تكون في شكل استنتاجات للحجج."(هامش 332)
يقول بلانتينغا هذا لأنه يعتقد أن البشر مخلوقات ساقطة. وبسبب الخطيئة لا يمكننا أن نقتنع بوجود إلهه بالحجج لأن الناس الساقطين لا يستطيعون الاستجابة بشكل إيجابي لإلهه. لا يمكن للخطأة وغير المؤمنين أن يخلصوا إلا من خلال إلهه مباشرة. وبالتالي، لا يعتقد بلانتينغا أن هذه الحجج قادرة على إقناع الغرباء المعقولين، غير المؤمنين، لأنه لا يوجد غير مؤمنين معقولين. ولكن فكر فقط في الكيفية التي توصل بها بلانتينغا إلى استنتاجه في البداية. لم تأت هذه الآية من الكتاب المقدس لأن العديد من المسيحيين الآخرين يشككون في المقاطع ذات الصلة. السبب الحقيقي وراء اعتقاده بهذا هو أن العديد من الناس ليسوا مسيحيين، وغير مؤمنين. يجب عليه أن يفسر هذه الحقيقة. بالتأكيد ليس بسبب عدم وجود أدلة كافية أن العديد من الناس لا يؤمنون. أوه لا! يجب أن يكون ذلك بسبب عواقب الخطيئة البشرية. لا يمكن أن يكون ذلك راجعاً إلى إلهه أو إلى افتقاره إلى الأدلة. كل ما علينا أن نفعله هو أن نسأله عما كان ليؤمن به لو كان 80-90% من سكان العالم مسيحيين. هل كان ليظل يؤمن بالآثار الكارثية للخطيئة لكي يلجأ إلى إلهه؟ يفتقر المسيحيون إلى الخيال فيما يتعلق بما كان ليحدث لو سارت الأمور على نحو مختلف.
والأمر الأكثر أهمية هو أنه، حتى لو نجحت الخطوة الأولى فإنها لا تظهر الكثير من أي شيء. إذ يتعين القيام بمزيد من العمل لإثبات وجود إله معين. وحتى لو نجحت الحجج التوحيدية إلى حد ما، فإن السؤال المتبقي هو إلى أي إله تشير هذه الحجج؟ هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من المؤمنين بالله مثل الذين يوجدون في الطوائف المختلفة من الإسلام واليهودية والمسيحية، وكلهم يجادلون بوجود إله باستخدام نفس الأدلة الإلهية بالضبط. ويعتقدون خطأً أن هذه الحجج تثبت وجود إلههم الخاص. على سبيل المثال، قرأت ذات مرة كتابًا ضخمًا عن التصميم الذكي يجادل بوجود الله [الإسلامي]. يمكن للمسيحي أو اليهودي أن يستمتع بهذه المجلدات ويستخدمها للدفاع عن المسيحية [أو اليهودية].
بعبارة أخرى، فإن الحجج التوحيدية للإله لا تمنح مؤمنًا معينًا أي معلومات خلفية ذات صلة، أو "أولويات"، قبل فحص الأدلة التاريخية لإيمانه الديني الخاص. لا يزال يتعين على المؤمنين أن ينظروا إلى الأدلة من البيانات الخام غير المفسرة لتحديد ما إذا كانت المعجزة قد حدثت، دون استخدام افتراض خاطئ محتمل بأن إلههم الخاص قد أجرى المعجزة المعينة قيد التحقيق. فحتى لو كان هناك إله من نوع ما، فلا يزال المؤمنون لا يجدون سببًا للاعتقاد بأن إلههم الخاص هو الذي صنع المعجزة التي يجري التحقيق فيها. لذا، فعند التحقيق في ادعاء معجزة مفترضة، لا يمكن التعامل معها بأي حجة خاصة. ففي أفضل حالاتها، لا تستطيع الأدلة التوحيدية أن تظهر سوى وجود كائن أو قوة خارقة للطبيعة؛ إله قادر على صنع المعجزات. ولا تظهر أي شيء آخر، مثل ما إذا كان هذا الإله يصنع أي معجزات (انظر الفصل الذي كتبه ماثيو ماكورميك[ في هذا الكتاب]). إن هذا الخط من التفكير، الذي اقترحه ديفيد هيوم في حواراته حول الدين الطبيعي، يدمر الدفاعيات الكلاسيكية بضربة واحدة باعتبارها ليست أكثر من مرافعة خاصة.
يرد المؤمنون بأن الحجج التوحيدية تفتح الباب أمام احتمالات المعجزات. ولكن أي منها؟ أنا متأكد إلى حد كبير من أن المسلمين واليهود، حتى باعتبارهم مؤمنين بالله، ليسوا أكثر انفتاحًا على ادعاءات المعجزات المسيحية مني كشخص غير مؤمن. إن الإيمان بالله في حد ذاته لا يعني أن المعجزات الخاصة في التقليد الديني لأحد الأشخاص لها احتمالية أكبر من غيرها. وللعلم، فأنا منفتح الآن على هذا الاحتمال، ولكن بالنظر إلى عمري الحالي الذي يبلغ 65 عامًا ودراستي طوال حياتي ـ حتى كمؤمن سابق ـ فقد أصبحت أقل انفتاحًا على هذا الاحتمال. قد يظن المرء أنني أعطيت إلهًا الكثير من الفرص، أليس كذلك؟
يعتمد المدافعون الكلاسيكيون على الحجج الخاصة التي توصلوا إليها إلى استنتاج مفاده أنه إذا نجحت الحجج الإلهية فإن قصصهم المعجزة قد حظيت بمكانة أعلى وأفضل من غيرها. ولكن نظرًا لعدم وجود شيء في هذه الحجج يدفع شخصًا عاقلًا إلى قبول إله طائفة معينة من بين العديد من الكائنات و/أو القوى الخارقة الأخرى، فإنها تفتح عقله لأي احتمال تقريبًا. لا يمكنهم بشكل معقول تفضيل ادعاءات المعجزات لأي تقليد ديني. كل ادعاء خارق للطبيعة سيكون، بالمعنى الدقيق للكلمة، على السبورة دون أي وسيلة لتحديد الإله الذي يقوم به بالفعل، إذا كان يتم القيام به على الإطلاق.
إن المدافعين الكلاسيكيين الذين يرفضون الاستدلالية لأن الاستدلالية لا تستطيع إقناع الغرباء غير المؤمنين، ينتهي بهم الأمر إلى الوقوع في أحضان أنصار الاستدلالية. وهم يواجهون الآن نفس المشاكل التي يواجهها أنصار الاستدلالية. إذ يتعين عليهم أن يقدموا أدلة موضوعية كافية على وجود الإله الذي يُفترض أنه أقام يسوع من بين الأموات. ويتعين عليهم أن يفعلوا ذلك من خلال البحث عن الأدلة التاريخية بعيدًا عن أي إله معين. وينتهي النهج الكلاسيكي إلى أن يكون ليس أكثر من استدلالية مزخرفة. وقد انتهى بهم الأمر دون قصد إلى العودة إلى حيث بدأوا، وتبني موقف أنصار الاستدلالية الذي رفضوه سابقًا.
3- الدفاعيات المبنية على افتراض ما يحتاج إلى إثبات
تُعرف هذه الطريقة في الدفاع عن الإيمان باسم المصطلح القياسي "الافتراضية". وهي طريقة دفاعية جديدة نسبيًا ترتبط بشكل كبير بكورنيليوس فان تيل (1895-1987)، وجوردون كلارك (1902-1985)، وفرانسيس شايفر (1912-1984)، وغريغ باهنسن (1948-1995)، وجون فريم. وهذا أيضًا بمثابة رد فعل على فشل الاستدلالية. ومع فشلها لم يتخل المدافعون عن دفاعهم عن المسيحية. بل عرضوا استراتيجية مختلفة تمامًا تعترف صراحةً بما أعتقد أنه يصف معظم الدفاعيات. لقد افترض المدافعون المسيحيون ببساطة وجود إلههم (أو حتى نوع المسيحية الذي يؤمنون به ككل)، دون وجود أدلة أو حجج موضوعية تثبت وجود الله. وبالتالي فإنهم ينتهي بهم الأمر إلى التسول لحل المسألة برمتها. وسأدرج في هذا القسم مناقشة موجزة للغاية لنظرية Reformed Epistemology المعرفة الإصلاحية، لأنها تفترض أيضًا استنتاجها الخاص على الرغم من الاحتجاجات على العكس.
إن المقاربة الافتراضية The presuppositionalist approach ينظر إلى المسيحية باعتبارها رؤية عالمية متكاملة ويضع عقلانية افتراضاتها في مواجهة رؤى عالمية أخرى. تُعرَّف الافتراضات المسبقة بأنها المعتقدات التي يفترضها الناس قبل أي حجة أو دليل. ويُقال إننا جميعًا نمتلك هذه الافتراضات المسبقة. وتؤدي مجموعة متسقة من الافتراضات المسبقة إلى رؤية عالمية متكاملة. الهدف من الافتراض المسبق هو إظهار أن نظرة غير المؤمن للعالم متناقضة و/أو مدمرة للذات في حد ذاتها. يزعم أصحاب نظرية الافتراض المسبق أن غير المؤمنين الذين يستخدمون العقل والمنطق للدفاع عن نظرتهم للعالم لا يمكنهم القيام بذلك دون افتراض النظرة المسيحية للعالم. فالمسيحية وحدها هي القادرة على تبرير استخدام العقل والمنطق. لذا، يزعمون أن غير المؤمنين يجب أن يفترضوا [صحة] المسيحية، حتى لو جادلوا ضدها [أسمّي هذا الفعل اختطاف العقل].(هامش 333)
إن هذه الاستراتيجية الدفاعية هي الاستدلال بالافتراضات المسبقة. ومن المسلم به أنها استدلالات دائرية لأن الافتراضات المسبقة لا يمكن معرفتها استقرائيًا من خلال الاستدلال بالدليل، ولا يتم التوصل إليها من خلال الاستنتاج من المقدمات إلى نتيجة. يُفترض أنها صحيحة منذ البداية دون دليل. على سبيل المثال، كتب جون فريم، صاحب نظرية الافتراضات المسبقة:
"ألا نزال مجبرين على القول، "الله موجود (افتراض)، وبالتالي الله موجود (استنتاج)،" أليس هذا الحجة دائرية بشكل واضح؟ نعم، بطريقة ما. ولكن هذا أمر لا مفر منه لأي نظام، وأي نظرة عالمية. لا يمكن للمرء أن يجادل من أجل معيار نهائي من خلال الاستئناف إلى معيار مختلف. هذا سيكون متناقضًا."(هامش 334)
يرفض أصحاب نظرية الافتراض المسبق، تمامًا مثل المدافعين الكلاسيكيين، أسلوب الاستدلالي. وهم يعترفون بعدم وجود أدلة كافية لإقناع الغرباء غير المؤمنين باعتناق المسيحية. في ذهن من يؤمنون بالافتراضات المسبقة، لا يُعتبر الدليل دليلاً على الإطلاق ما لم يُنظر إليه من خلال الافتراضات المسبقة المسيحية. إن مهمة المدافع المسيحي هي تدمير الافتراضات المسبقة الزائفة حتى يتمكن غير المؤمنين من تبني الافتراضات المسبقة المسيحية والإيمان.
وفقًا لأصحاب الافتراضات المسبقة، لا يمكن النظر إلى الأدلة على قيامة يسوع إلا باعتبارها داعمة لما يؤمنون به بالفعل من خلال عدسة الافتراضات المسيحية، وليس قبل ذلك. ومن ثم، فإن الأدلة ليست هي التي تقنعهم بأن يسوع قام من بين الأموات. بل إن الافتراضات المسبقة هي التي تجعل الأدلة على القيامة تُرى على حقيقتها. فلا عجب أن يتهم ويليام لين كريغ أصحاب الافتراضات المسبقة بارتكاب مغالطة غير رسمية خطيرة للغاية، في هذه الكلمات:
"إن نظرية الافتراض المسبق ترتكب مغالطة غير رسمية تتمثل في استجداء السؤال، لأنها تدعو إلى افتراض صحة الإيمان المسيحي من أجل إثبات الإيمان المسيحي. ومن الصعب أن نتخيل كيف يمكن لأي شخص يتمتع بوجه جاد أن يفكر في إثبات صحة الإيمان بالله من خلال التفكير على النحو التالي: "الله موجود؛ وبالتالي فإن الله موجود". إن المؤمن المسيحي نفسه سوف ينكر أن الحجج التي تستجدي السؤال تثبت أي شيء".(هامش 335)
يتهم غاري هابرماس جون فريم، صاحب نظرية الافتراض المسبق، بارتكاب مغالطة غير رسمية خطيرة أخرى. يقول هابرماس:
"يزعم فريم أن العقلانيين يجب أن يقبلوا العقل كنقطة انطلاق نهائية، تمامًا كما يفترض التجريبيون الخبرة الحسية، وما إلى ذلك. لذا، قد يبدأ المسيحي بالكتاب المقدس كنقطة انطلاق شرعية. لكن هذه ليست قواعد مماثلة. بينما يستخدم العقلانيون العقل ويستخدم التجريبيون الخبرة الحسية كأدوات لبناء أنظمتهم، يفترض فريم كلًا من أداة الوحي الخاص ونظام الكتاب المقدس، الذي يطور منه إيمانه المسيحي. وبعبارة أخرى، فهو يفترض حقيقة وجود الله، وتفاعله الشخصي مع البشر، بالإضافة إلى منتج محدد: الكتاب المقدس. ألا يدرك فريم أنه، باسم احتياج الجميع إلى افتراض مسبق، استورد رؤية عالمية كاملة في حين لم يطلب الآخرون سوى الأدوات؟"(هامش 336)
أين يأتي دور الدليل بالنسبة لأصحاب الافتراضات المسبقة إذا ما نظرنا إلى الدليل في ضوء الافتراضات الدائرية؟ حسنًا، يأتي دور الدليل عندما يحتاج أصحاب الافتراضات المسبقة إليه، وليس قبل ذلك. يتم استخدامه بطريقة ارتجالية، مما يسلط الضوء على مغالطة غير رسمية ثالثة، وهي مغالطة التبرير الارتجالي. يحدث هذا عندما يستولي شخص ما على نوع ما من التفسير، مهما كان غير محتمل، لإنقاذ حجة من الدحض. والنتيجة هي تفسير قد لا يكون متماسكًا للغاية، ولا يفسر الكثير على الإطلاق، وربما لا توجد طريقة لاختباره. وعلى العكس من ذلك، يحتاج الأشخاص المعقولون إلى أدلة منذ البداية. لا يمكن للمرء أن يفترض حقائق الأحداث التاريخية المثيرة للجدل في العالم القديم قبل التحقيق فيما إذا كانت تلك الأحداث قد وقعت بالفعل أم لا إذا أراد أن يؤخذ على محمل الجد.(هامش 337)
فيما يتعلق بنظرية المعرفة الإصلاحية، يسعى ألفين بلانتينغا إلى إظهار أن المسيحيين يمكن أن يكونوا عقلانيين تمامًا في وجود "إيمان مسيحي أصيل"(هامش 338) "في "الحقائق العظيمة للإنجيل".(هامش 339) لكن استنتاجه صحيح فقط إذا كان إلهه المسيحي موجودًا. وهذه كلمة إذا كبيرة! كل ما يفعله هو القول بأن الإيمان بالله أمر معقول، إذا كان الله موجودًا. ألا تعتقد ذلك؟ إذن استمع إلى ريتشارد سوينبورن، الذي يزعم بشكل صحيح أن استنتاج بلانتينغا في كتابه المكون من 500 صفحة للدفاع عن الإيمان المسيحي المعقول، "الإيمان المسيحي المبرر"، "ليس له فائدة تذكر". بالنسبة لبلانتينغا،
"إن هذا الشرط لا يفيد أحداً لا يملك بعض المعلومات عن حقيقة المقدم (سواء كان المعتقد المسيحي صحيحاً أم لا)؛ وفي هذا الصدد، يعترف بلانتينغا صراحة في فقرته الأخيرة بأنه لا يستطيع أن يساعدنا. فهو يكتب هناك أنه فيما يتصل بالسؤال المهم حقاً "هل المعتقد المسيحي صحيح؟" "نتجاوز اختصاص الفلسفة".(هامش 340)
يتحدى بلانتينغا فكرة أن الإيمان بالله يحتاج إلى أي دليل على الإطلاق. ويقول،
""إن المؤمن يتمتع بحقوقه المعرفية الكاملة في الاعتقاد، على سبيل المثال، بأن الله خلق العالم، حتى ولو لم يكن لديه أي حجة على الإطلاق لدعم هذا الاستنتاج. إن إيمانه بالله يمكن أن يكون عقلانيًا تمامًا حتى ولو لم يكن لديه أي حجة مقنعة، استنباطية أو استقرائية، لوجود الله - في الواقع، حتى ولو لم تكن هناك مثل هذه الحجة."(هامش 341)
يزعم أن هناك عددًا لا يحصى من الأشياء التي نؤمن بها (ونفعل ذلك بشكل صحيح) دون إثبات أو دليل، مثل وجود أشخاص آخرين (أو عقول)؛ وأن العالم يستمر في الوجود حتى عندما لا ندرك ذلك؛ وأننا كنا على قيد الحياة لأكثر من أربع وعشرين ساعة؛ وأن الماضي حدث بالفعل؛ وأننا لسنا مجرد أدمغة في وعاء؛ وأننا نعيش في كون منظم؛ وأننا نستطيع أن نثق في عقولنا وحواسنا فيما يتعلق بالكون؛ وأن السبب والنتيجة هما قوانين عالمية للطبيعة؛ وأن الطبيعة موحدة ومفهومة؛ وما إلى ذلك. ويزعم كذلك بالقياس أن الناس يستطيعون أيضًا أن يؤمنوا بالله (ويؤمنوا به على النحو الصحيح) دون إثبات أو دليل. وعلى وجه الخصوص، بما أن الاعتقاد بوجود أشخاص آخرين أمر عقلاني دون دعم من الأدلة، فإن الإيمان بالله أمر عقلاني أيضًا.
لقد توصلت إلى أن كل هذه السيناريوهات لا تقارن بالإيمان بالله. فمع الله لا يوجد دليل تجريبي على وجوده - مثل ما يتم الحصول عليه من رؤيته أو سماعه أو لمسه - لأنه يُتصور ككائن روحي. ولا أحد يرى الله يصنع معجزة أيضًا. حتى لو حدثت حادثة نادرة للغاية لا يمكن تفسيرها، فإننا لا نراه يصنعها.(هامش 342) وعلى النقيض من ذلك، عندما يتعلق الأمر بتجربة الحياة قبل 24 ساعة، فإننا نمتلك آثار الأمس، مثل صورة فوتوغرافية، أو بنطال متسخ، أو صديق يتذكر ما تحدثنا عنه أثناء الغداء، وربما راتب مستقبلي يُظهر أننا عملنا في ذلك اليوم، إلخ. لذا فإن هذه السيناريوهات لا تنطبق على الله. كما أن السيناريوهات الافتراضية الأخرى التي تبدو بعيدة الاحتمال، بما في ذلك احتمال عدم وجود عالم مادي، أو أننا نعيش في مصفوفة Matrix، أو فرضية الشيطان الديكارتي، ليست كافية لدحض مطلب الأدلة الكافية، كما جادلت في تفصيل.(هامش 343) المشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي أن الإمكانات لا قيمة لها. فقط الاحتمالات هي التي لها قيمة إذا كنا نفكر مثل العلماء. قد يكون من الممكن أن نعيش في المصفوفة الآن، أو نحلم، أو نتعرض للخداع من قبل شيطان شرير. لكنني لا أغير أي شيء أفعله أو أي شيء أفكر فيه بناءً على إمكان. يجب أن نفكر حصريًا من حيث الاحتمالات.
الآن أقبل بعض الأشياء دون قصد دون وجود دليل موضوعي عليها، مثل تجربتي الذاتية في كوني أنا. ومع ذلك، يمكنني بسهولة تقديم أمثلة ملموسة حيث سيكون من غير المنطقي عدم وجود الدليل الموضوعي اللازم لهذه الأشياء. فكر في طبيعة الطبيعة وطريقة عملها، والتي يتم دراستها في تخصصات مثل الجيولوجيا والكيمياء وعلم الفلك وعلم الأعصاب وعلم الأحياء وعلم الحيوان وما إلى ذلك. في هذه الأمثلة الملموسة، يحتاج الأشخاص العقلانيون إلى أدلة موضوعية كافية قبل التوصل إلى أي استنتاجات. وهذه هي الأمثلة التي كان عالم الرياضيات دبليو. كيه. كليفورد (1845-1879) يفكر فيها بالتأكيد عندما يناقش أخلاقيات مالك السفينة الذي كتم شكوكه حول صلاحية السفينة للإبحار من خلال الثقة في عناية الله، بدلاً من التحقيق بصبر في الأدلة بنفسه. ربما يكون كليفورد قد ادعى الكثير عندما قال، "من الخطأ دائمًا، وفي كل مكان، وبالنسبة لأي شخص، أن يصدق أي شيء بناءً على أدلة غير كافية".(هامش 344) هل ينطبق هذا على الجمال والأذواق والحدس والمشاعر الذاتية؟ على الأرجح لا. لذا فشل بلانتينغا في فهمه بشكل صحيح وخير، لأنه ركز على بيان كليفورد بدلاً من التركيز على الأمثلة الملموسة التي قدمها. إننا في احتياج شديد إلى أدلة موضوعية كافية لكل شيء عندما يتعلق الأمر بطبيعة الطبيعة وآليات عملها، والتي تمت دراستها في التخصصات المذكورة أعلاه. لذا فقد مرت سفينة حججه بجوار سفينة كليفورد في منتصف الليل دون أي مناوشة جيدة.
إن أقصى ما أستطيع أن أمنحه من أجل المناقشة ـ على الرغم من كراهيتي لفعل ذلك ـ هو أنه قد يكون من المنطقي أن نؤمن بوجود كائن أعلى دون أدلة موضوعية. ولكن حتى لو منحت هذا، فإن الإيمان بإله ثلاثي معين ـ الذي خلق الكون من العدم، والذي اختبر آدم وحواء في الجنة، والذي أنقذ بني إسرائيل من العبودية المصرية، والذي أرسل تجسداً لنفسه إلى الأرض، والذي ولد من عذراء في بيت لحم، والذي فعل وقال الأشياء التي قرأنا عنها في الأناجيل الكنسية، والذي صُلب كذبيحة بديلة عن خطايانا، والذي قام جسدياً من بين الأموات وصعد إلى السماء بوعد بالمجيء مرة أخرى ليدين العالم إنه ليس اعتقادًا إلهيًا أستطيع أن أؤمن به دون وجود أدلة موضوعية كافية! هناك كم هائل من الاعتقادات في هذا الأمر.
من المؤكد أن بلانتينغا يعتقد أن هناك أدلة تاريخية على "إيمانه المسيحي الأصيل" على الرغم من أنه يزعم بشكل غريب أنه من المعقول أن نؤمن دون الحاجة لأي شيء من ذلك. يقول بلانتينغا، متحدثًا باسم المصلح جون كالفن [الّذي لم يكن لديه مشكلة في حرق الهراطقة] في القرن السادس عشر - ومتفقًا معه - إن الحقائق العظيمة للإنجيل الموجودة في الكتاب المقدس الذي يثبت ذاته واضحة في حد ذاتها:
"[نحن] لا نحتاج إلى جدال من، على سبيل المثال، من مقدمات تاريخية راسخة حول تأليف وموثوقية جزء الكتاب المقدس المعني إلى استنتاج أن الجزء المعني صحيح في الواقع؛ لكي يكون الإيمان بالأمور العظيمة في الإنجيل مبررًا وعقلانيًا ومضمونًا، لا توجد أدلة أو حجة تاريخية ضرورية للتعليم المعني، أو لصحة، أو موثوقية، أو طبيعة الكتاب المقدس الإلهية."(هامش 345)
على أي أساس يقول بلانتينجا هذا؟ إنه يعتقد أننا جميعًا لدينا شعور بالألوهية (أو sensus divinitatis، إذا كنت تفضل اللاتينية) بداخلنا، ومرشد روحي (مقدس) يرشدنا إلى معرفة "الحقائق العظيمة للإنجيل" عند قراءة الكتاب المقدس. هذا هو نفس النوع من الأشياء التي يدعي قرّاء الكفّ والطالع أنهم قادرون على القيام بها من خلال قراءة أوراق الشاي وبطاقات التاروت. إنه يقول فعليًا أن العالم الروحي يمنح المسيحيين نفس هذه الأنواع من القدرات النفسية! هذا شيء انتقدته بالفعل في نهاية الفصل الثالث الخاص بمبدأ ECREE.
لكي لا يظن أحد أنني قاسٍ للغاية على بلانتينغا، أؤكد لك أنني لا أحاول أن أكون كذلك، على الرغم من أن وصفي وانتقادي لمثل هذا الكم الهائل من العمل [التأليفي] في مثل هذه المساحة الصغيرة يتضمن في طياته انتقاداتي. أنا فقط أختلف بشدة. انتبه جيدًا لما يقوله بلانتينغا: "إن الإيمان يتضمن عنصرًا معرفيًا صريحًا؛ فهو، كما يقول كالفن، معرفة... وهي تتكشف لعقولنا. لذا فإن الإيمان يعني معرفة شيء ما ومن ثم الإيمان به." وتأتي المعتقدات المسيحية "عن طريق عمل الروح القدس، الذي يجعلنا نقبل هذه الحقائق العظيمة للإنجيل، ويجعلنا نؤمن بها. ولا تأتي هذه المعتقدات عن طريق التشغيل الطبيعي لقدراتنا الطبيعية فحسب، بل إنها هبة خارقة للطبيعة".(هامش 346) إذا لم يكن هذا ادعاءً بامتلاك قدرات شعوذة، فأنا لا أعرف ما هو. وإذا كان أي شخص يعتقد أن القدرات الخارقة [السحرية] لا تتوافق مع المسيحية، فما عليه إلا أن يفكر في المسيحيين في هايتي الذين يعتنقون الكاثوليكية و [سحر] الفودو Voodoo.
إن الاعتقاد بأننا نقرأ الكتاب المقدس أمر صحيح، ما دامت قدراتنا المعرفية تعمل بشكل سليم في البيئة المعرفية المناسبة. ولكنه أمر مختلف تمامًا عن قراءتنا للكتاب المقدس والزعم بأن "الله يتحدث إليّ". إن هذا الادعاء الإضافي بعيد كل البعد عما يمكن لأي شخص عاقل أن يستنتجه من التجربة الفعلية لقراءة الكتاب المقدس نفسه. ذلك أن هذا الادعاء الإضافي يعتمد على عقلانية الاعتقاد بأن كل الوثائق القديمة في الكتاب المقدس هي حقًا كلمة الله، وأن ما تقوله عن الله وطبيعة الطبيعة وطريقة عملها صحيح، وأن كيفية تفسيرها عند قراءتها صحيحة. نظرًا لأن عقلانية الادعاء بأن "الله يتحدث إليّ" تعتمد على عقلانية قبول هذه الادعاءات الأخرى، فيجب أن نبين أنه من العقلانية قبول هذه الادعاءات الأخرى قبل أن يتمكن المرء من الادعاء بعقلانية بأن "الله يتحدث إليّ". حتى ذلك الحين، فإن الاستنتاج العقلاني عند قراءة الكتاب المقدس هو "أنا أقرأ الكتاب المقدس"، وليس "الله يتحدث إليّ".
كتب عالم العهد القديم والفيلسوف الديني جاكو غيريك نقدًا مدمرًا لنظرية بلانتينغا المعرفية استنادًا إلى المخاوف التالية:
"كانت الانتقادات السابقة لبلانتينغا تميل إلى التركيز بشكل شبه حصري على المشاكل في "البنية الفوقية" الفلسفية لنظرية المعرفة الإصلاحية مع إيلاء القليل من الاهتمام الحقيقي لـ "البنية الأساسية" اللاهوتية الكتابية لحججه. ولكن لا يمكن أن نجادل في أن هذا الأخير يشكل في نهاية المطاف الأساس للأول ـ أو raison d’être سبب وجوده، إن شئت. ولكن إذا كان هذا هو الحال بالفعل، فهذا يعني أنه مهما كانت مزايا الخطاب الفلسفي المعقد الذي يتبناه بلانتينغا، وإذا أمكن إثبات أن أسسه الكتابية خاطئة و/أو لا شيء من هذا القبيل، فإن modus operandi أسلوب العمل الكامل لنظرية المعرفة الإصلاحية سوف يكون قد تعرض للخطر بشكل قاتل."(هامش 347)
تتعلق إحدى الانتقادات الرئيسية التي وجهها غيريك بالاعتقاد الخاص بالله الذي يعتقد بلانتينغا أنه أساسي بشكل صحيح. إن وجهة نظر بلانتينغا في يهوه، إله الكتاب المقدس، هي
"إن هذه التصورات متناقضة جذريًا وتتوافق أكثر مع "إله الفلاسفة" (القديس توما الأكويني على وجه الخصوص) من أي نسخة من يهوه كما تم تصويرها في الديانة الإسرائيلية القديمة. وهذا يعني أن المفاهيم "الكتابية" السابقة للفلسفة عن يهوه، والتي من المفترض أن يكون الإيمان بها أساسيًا بشكل صحيح، لا يؤمن بها حتى بلانتينغا نفسه. إن مفاهيمه السامية عن الله من حيث "البساطة الإلهية" و"العظمة القصوى" و"لاهوت الوجود الكامل" غريبة تمامًا بالإشارة إلى العديد من خصائص يهوه في السرد الكتابي (على سبيل المثال، سفر التكوين 18)."(هامش 348)
باختصار، يفترض أصحاب نظرية الافتراض المسبق، بما في ذلك بلانتينغا، ببساطة ما يجب إثباته. وهذه ليست طريقة مقبولة بالنسبة للأشخاص العقلانيين للجدال نيابة عن المسيحية على الإطلاق. تخيل لو فعل كل أتباع الديانات الأخرى هذا. عندها سنكون في حالة جمود، ولن يكون لدينا سوى السيوف والبنادق والسفن الحربية لتحديد الدين الذي يجب أن نؤمن به. وهذا نتيجة لرفض شرط وجود أدلة موضوعية كافية لإيمان المرء.
4- الدفاعيات المبنية على تجارب ذاتية خاصة
إن سورين كيركيغارد، وكارل بارث، وجون جي. ستاكهاوس، وميرون بي. بينر، وغيرهم جميعهم تقريبًا يمثلون هذه الاستراتيجية الدفاعية كما أتعرّض للكراهية لأنّي هكذا أسميها. هذه ليست طريقة معقولة لإقناع غير المؤمنين على الإطلاق. وتُسمى أيضًا Fideism التديّنية، أو faithism الإيمانية، لأن هذه "الطريقة" تعترف بالحجة برمتها، وهي أنه لا يوجد دليل كافٍ للإيمان.
يقول مايرون ب. بينر Myron B. Penner، مؤلف كتاب The End of Apologetics "نهاية الدفاعيات"، إن كتابه هو "ضد الدفاعيات".(هامش 349) هذا هو الدفاع العقلاني الحديث، والذي يقول إنه لم يعد صالحًا. إنه يميل إلى شكل غير كتابي وغير مسيحي من الشهادة المسيحية وليس لديه القدرة على الشهادة بصدق للمسيح في سياق ما بعد الحداثة. "بالطبع لا، كما رأينا. والسبب هو أن المدافعين لم يجدوا ببساطة الأدلة الكافية للإيمان. ويقف بينر ورفاقه مع الآخرين الذين يتفقون جميعًا على أنه لا يوجد قدر كافٍ من الأدلة للإيمان. وبدلاً من ذلك يقترح بينر المفهوم الكتابي للشهادة الأمينة. ويقول: "مهمتنا كمسيحيين ليست معرفة الحقيقة فكريًا، بل أن نصبح الحقيقة".(هامش 350) يحاول James K. Beilby جيمس ك. بيلبي أن يوضح ذلك بقوله: "لا يعتقد المؤيدون أن حقيقة المسيحية يجب أن نفترضها مسبقًا، بل يجب أن نختبرها".(هامش 351)
حسنًا، لا أريد أن أكون صريحًا، ولكن كيف يمكن لشخص ما أن يعيش قصة خروج بني إسرائيل من مصر؟ كيف يمكننا أن نعيش قصة تحويل يسوع للماء إلى خمر في قانا الجليل؟ حتى لو عاش شخص ما بطريقة سحرية أي قصة من قصص الكتاب المقدس في حالة تشبه الحلم، فما الفرق إذا لم يكن هناك دليل على صحتها؟ وينطبق نفس الشيء على قيامة يسوع. كيف يمكن أن تكون التجربة الشخصية الخاصة لقيامة يسوع مؤشرًا على صحة هذه القصة؟ إن التجربة الذاتية الخاصة ما هي إلا دليل على تجربة ذاتية خاصة ولا شيء أكثر من ذلك. كيف يمكن لتجربة الحب في مجتمع مسيحي أن تعني أي شيء أيضًا؟ كثير من الناس داخل مجتمعات وطوائف ونوادي اجتماعية دينية وغير دينية أخرى يختبرون الحب والقبول.
لا يمكن أن تكون هناك طريقة دفاعية مبنية على تجارب ذاتية خاصة، إذا أردنا أن نعرف الحقيقة عن العالم الذي نعيش فيه. الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به مع التجارب الذاتية هو وضع أنفسنا في موقف حيث يمكن لهذه التجارب أن تنتج الإيمان، ربما من خلال الصلاة، وتلاوة المسبحة، والذهاب إلى الكنيسة، والخضوع لـ "شهادة" صديق مسيحي و/أو قراءة الكتاب المقدس. [ونفس الشيء ينطبق على المسلم وتعبّده وقيامه بواجباته وسنَنِه الدينية] لا يحتاج المرء إلى علم الدفاع أو إلى طريقة للقيام بذلك. إن بناء علم الدفاعيات على تجارب ذاتية من المفترض أن يؤدي إلى الإيمان هو تبنّي طريقة غير صحيحة، لأنها قد تؤدي إلى العديد من الاستنتاجات المختلفة والغريبة التي لا يمكن التوفيق بينها. لاختبار ما إذا كانت التجارب الذاتية قادرة على إنتاج الحقيقة الدينية، كل ما علينا فعله هو أن نسأل لماذا يقوم الكاثوليك، والأصوليون، والهندوس، والمسلمون، واليهود الأرثوذكس و/أو المورمون بأنشطة دينية مماثلة من وجهات نظرهم، لمعرفة ما إذا كانوا سيخرجون بعد ذلك بنفس الاستنتاجات أو معتقدات مماثلة. تلميح: لن يفعلوا ذلك. وإذا قبل الناس التجارب الذاتية كحقائق موضوعية، فإن كل من يروج لدين جديد مشكوك فيه ويريد أن ينام مع ابنتك ويستولي على كل أموالك سوف يجد نفسه في موقف سهل للغاية. لذا، فهذه طريقة غير صحيحة. كان ينبغي لي أن أستبعد مناقشة هذه الطريقة *سعال* منذ البداية، لأنني أركز على مناقشة أسباب الإيمان. [المؤلف كتب هذه الجملة يقول إنه كان من الأفضل له ألا يتطرق إلى مناقشة طريقة معينة --ربما يشير إليها بسخرية أو باستخفاف بكلمة cough أي "سعال" بين نجمتين—لأن هدفه الأساسي هو التركيز على مناقشة الأسباب التي تدفع الناس للاعتقاد بشيء ما، وليس الخوض في تفاصيل تلك الطريقة.] لا يتم تقديم أي شيء هنا، فقط الكثير من العناق والقبلات، والمشاعر الدافئة. إنها تتخلى عن الدفاعيات العقلانية وتفخر بذلك، وهو أمر غريب تمامًا.


5- الدفاعيات الانتقائية المبنية على الاستنتاجات المُسبقة
ومن بين ممثلي هذا النهج إدوارد كارنيل، وباسيل ميتشل، وسي. إس. لويس، وريتشارد سوينبورن، وبول فينبيرغ، وجون إس. فينبيرغ، وكينيث بوا، وروبرت إم. بومان جونيور، ودوجلاس غروثويس، وغيرهم. يُطلق عليه عادةً اسم طريقة الحالة التراكمية، أو النهج التكاملي في الدفاعيات. يُفترض أن هذه الطريقة الدفاعية الانتقائية تأخذ أفضل ما في كل من الطرق الأخرى من خلال الجمع بينها جميعًا في طريقة واحدة. والسبب وراء إجبار المدافعين على اتباع هذا النهج هو إدراكهم أنه لا يمكن تبرير أي من الطرق الأخرى. وهذا هو أملهم الأخير في الدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه على الإطلاق.
إنهم يرفضون بحق نظرية الاستدلالية لأنها تقود الناس بعيدًا عن المسيحية. إنهم يرفضون بحق نظرية الدفاعيات الكلاسيكية لأنهم يدركون أنها ليست أكثر من نظرية أدلة مزخرفة تعتمد على حجج إلهية لا يمكن تبريرها. إنهم يرفضون الافتراضات المسبقة بحق لأن المرء لا يستطيع أن يفكر بطريقة دائرية من خلال افتراض ما هو محل نزاع. إنهم يرفضون الدينية بحق بسبب التخلي عن الدفاعيات بحدّ ذاتها. حتى أن كينيث بوا وروبرت م. بومان الابن يستبعدان الإيمانية من نهجهما الانتقائي لأنها تتخلى عن الدفاعيات العقلانية، مما يعني أن نهجهما انتقائي منذ البداية.
إن الدفاعيات التراكمية أو التكاملية هي ما يحصل عليه المدافعون في نهاية المطاف عندما يرفضون الاستدلالية. إنها المحطة الأخيرة في رحلة ذات بداية قائمة على الأدلة. إنها المنحدر الزلق الذي ينزلقون إليه في النهاية. يمكن وصف هذه الطريقة بأنها انتقائية. الطريقة الانتقائية هي الطريقة التي تملي فيها النتيجة إلى حد كبير الطريقة. المسيحية هي الاستنتاج. الآن استخدم أي طريقة ضرورية للوصول إلى هذا الاستنتاج. شعارهم هو: "سنستخدم أي طريقة ناجحة". إذا لم تنجح الأدلة المتاحة، فاستخدم أولاً الأدلة الإلهية. وإذا لم تنجح الأدلة الإلهية، فافترض مسبقًا ما يجب إثباته. وإذا كانت الافتراضات المسبقة تطلب أكثر بكثير مما ينبغي لأي شخص عاقل أن يقبله، فانتقل إلى الحاجة إلى تجارب ذاتية خاصة متعلقة بالله بطريقة أو بأخرى في يوم من الأيام. إذا لم تنجح أي من هذه الطرق بشكل منفصل، فاختر استخدام شيء ما، أي شيء لديه القدرة على إقناع غير المؤمنين بالاستنتاج الصحيح. هذه الطريقة ليست طريقة على الإطلاق، بل هي تبني طرق غير فعالة ومختارة بشكل انتقائي والتي تحتوي على ثغرات كبيرة.(هامش 352)
الجزء المثير للاهتمام هو أننا نرى نفس هذا النوع من الانتقائية بين المدافعين الآخرين الذين يزعمون أنهم يقبلون طريقة دفاعية مختلفة! ما عليك سوى قراءة كتاب المناقشة الذي حرره ستيفن ب. كوان، Five Views of Apologetics "خمس وجهات نظر في الدفاعيات"، بعناية، حيث يناقش خمسة من المدافعين المسيحيين بعضهم البعض حول الطريقة الدفاعية المناسبة. بعد مناقشة بعضنا البعض، لاحظ ويليام لين كريغ في ملاحظاته الختامية أن "ما نراه في المجلد الحالي هو تقارب ملحوظ في وجهات النظر، وهو ما يدعو إلى الابتهاج".(هامش 353) لقد اعترف كريغ، المدافع عن الدفاعيات الكلاسيكية، بشكل مذهل بأنه وجون فريم، صاحب نظرية الافتراضات المسبقة، "ليس لديهما أي خلافات جوهرية".(هامش 354) لقد قال كريغ هذا على الرغم من أنه كان قد اتهم فريم للتو بالجدال بطريقة دائرية شرسة. كما اعترف كريغ بشكل مذهل بأنه هو وغاري هابرماس، المؤيد للنظرية الاستدلالية، متفقان "في كل شيء تقريبًا".(هامش 355)
لذا، إذا أخذنا كلام كريغ على محمل الجد، فإن آراءه تتفق بشكل كبير مع وجهتي نظر متعارضتين يمثلهما فريم وهابرماس. يوبخ هابرماس كريغ لاعترافه بهذا، قائلاً إن كريغ يجب أن يضم نفسه الآن "بين أنصار الاستدلالية" لأنه "لا يتبنى الموقف الكلاسيكي للمدافع الكلاسيكي!"(هامش 356) ويضيف هابرماس: "ليس لدي أي مشكلة مع بيل كريغ. أنا ببساطة أرحب بعودته إلى صفوف أنصار الاستدلالية!"(هامش 357) وقد اعترف جون فريم في كتابه بأن غيره من أصحاب الافتراضات المسبقة لن يعتبروه "مؤمنًا خالصا بالافتراضات المسبقة"، وذلك لأن ما يدافع عنه "لا يختلف بشكل واضح عن المنهجيات الأخرى."(هامش 358) حسنًا إذن. لا يمثل كريغ ولا فريم حقًا المواقف التي يزعمان الدفاع عنها. لكن هابرماس، صاحب النظرية الاستدلالية، لا يتبنى موقفًا مختلفًا عن موقف منهج الحالة التراكمية الانتقائي، لأنه يقول: "لقد قلت مرارًا وتكرارًا إن أصحاب نظرية الاستدلالية انتقائيون في منهجيتهم".(هامش 359) لذا يقول هابرماس إنه "ليس لديه خلافات كبيرة مع بول فينبيرغ"(هامش 360) الذي اعترف بدوره أيضًا بأن نهجه كان "انتقائيًا" بطبيعته.
واو! هل فهمت ذلك؟ من قراءة هذا الكتاب، من المحير معرفة موقف هؤلاء المدافعين. كما أن مناقشة جون س. فينبرغ لهذه القضايا محيّرة أيضًا. في كتابه عن الدفاعيات، يناقش طريقتين دفاعيتين فقط في فصلين منفصلين طويلين، وهما Presuppositionalism الافتراضات المسبقة، وEvidentialism الاستدلالية.(هامش 362) يخبرنا فينبيرغ في أحد الفصول أن العديد من أصحاب الافتراضات الحالية "قاموا بتعديل بعض أفكارها الرئيسية لدرجة أنه من الصعب في بعض الأحيان اكتشاف أي فرق كبير بين شكلهم من الافتراضات المسبقة وبعض أشكال الاستدلالية المسيحية".(هامش 363) هذا صحيح! ثم في الفصل الآخر يدافع عن مزايا "ثلاثة أنواع من الاستدلالية"، والتي تشمل الاستدلالية، والدفاعيات الكلاسيكية، ومنهج القضية التراكمية. وينتهي الأمر بفينبيرغ إلى الدفاع عن نهج متكامل انتقائي، إلا أنه يسميه "الاستدلالية".(هامش 364) يبدو أنه يمكنك وصف شيء مختلف عما تسميه. إن هذا النوع من الأدلة الذي يتبعه هو من النوع الذي "ينجذب فيه بشكل أكبر إلى نهج الحالات التراكمية للدفاع عن المسيحية".(هامش 365) ولكن كيف يمكن لفينبيرغ أن يتبنى نهجًا تراكميًا يعتمد بدوره النهج الكلاسيكي؟ لقد اعترف بالفعل بأن النهج الكلاسيكي يفشل لأن الحجج التقليدية لوجود الله تفشل. إذا أخذنا الأساليب الدفاعية على ظاهرها في أنقى صورها، فيتعين علينا أن ندرك بوضوح أنه لا يمكن دمجها دون تغيير ما يؤكده كل منها. الأمر أشبه بخلط الزيت بالماء.
النقطة المهمة هنا هي أن الطريقة الانتقائية هي مؤشر واضح، بحد ذاتها، على أن المدافعين عن المسيحية أنفسهم لا يعتقدون أن هناك أدلة كافية لإيمانهم. فإما أن يعتقد المدافعون أن الأدلة وحدها ستقود غير المؤمن إلى المسيحية أو عدم إيمانهم. وهناك طريقة واحدة فقط من الطرق المذكورة أعلاه تقول نعم، وهي أن المسيحية تصمد أو تسقط بناءً على الأدلة. ولقد أدى هذا الموقف تاريخياً إلى رفض المسيحية. وتحاول كل الأساليب الأخرى إصلاح المشاكل المرتبطة بالاستدلالية لأن الأدلة الكافية ببساطة غير موجودة. ولا يمكنهم أن يغطوا هذا الأمر بالسكر داخل مخبز الأولاد الطيبين قبل أن يوزعوا وجباتهم غير المطبوخة على الحشود الجائعة.
عندما نضع كل ذلك معًا، نجد أن هناك خمسة أساليب رئيسية للدفاع عن العقيدة. وإذا افترضنا أن عددًا متساويًا من المدافعين المسيحيين يدافعون عن هذه الأساليب، فإن كل واحد منهم يحظى بدعم 20% منهم. وبما أن الاستدلالية هي الطريقة الوحيدة التي تقبل الحاجة إلى الاستدلال على أساس أدلة كافية، فإنها تحظى بدعم 20% فقط بين المدافعين، وبالتالي فإن 80% من جميع المدافعين لا يعتقدون أن هناك أدلة موضوعية كافية للإيمان. دع هذا يترسخ في ذهنك. إن ثمانون بالمائة من الأشخاص الذين يدافعون عن المسيحية لا يعتقدون أن هناك أدلة كافية لإيمانهم.
في الوقت الحاضر، يعترف جيمس بيلبي بأنه لا توجد خطوط واضحة يمكن رسمها بين الأساليب الدفاعية. بل هناك "تنوع مذهل في الأساليب المتبعة في الدفاعيات".(هامش 366) "وهناك العديد من منهجيات الدفاع المعاصرة التي يمكن وصف عملها بأنه ""انتقائي""(هامش 367) هذا صحيح! في كتابهما Reasons for Our Hope "أسباب أملنا" عن الدفاعيات، يعترف إتش واين هاوس ودينيس دبليو. جاورز دون قصد بالانتقائية التي يتسم بها نهجهما المتكامل في الدفاعيات، ويستنتجان:
" هناك عدة مناهج متاحة للمدافعين، من الكلاسيكية إلى الاستدلالية إلى الافتراضية إلى التديّنية. إن لكل منهما نقاط قوة ونقاط ضعف، وكل منهما يقدم دفاعيات صالحة ومفيدة. لذا، يحتاج المدافع المسيحي إلى فهم كل نهج على نحو شامل واستخلاص أفضل ما في كل منها. علاوة على ذلك، يجب أن يكون المدافع قادرًا على استخدام أساليب مختلفة في سياقات مختلفة. فكل شخص سوف يتفاعل ويتواصل بشكل مختلف، لذا لا يوجد نهج واحد سينجح في كل مرة. [التأكيد مني](هامش 368)
ينبغي أن يُنظر إلى رفض معظم المدافعين المسيحيين للاستدلالية كطريقة دفاعية باعتباره ضوءًا أحمر ساطعًا وامضًا كبيرًا، ويجب سماعه كجرس مزعج عالي الصوت لتحذير المسيحيين من عدم وجود أدلة موضوعية كافية لإيمانهم. فإذا كانت الأدلة كافية، فإن النزعة إلى إثبات العقيدة لن تؤدي إلى التخلي عن المسيحية ولن تكون هناك طريقة بديلة أخرى للدفاع عن العقيدة. ولأنه من غير المعقول أن نؤمن بدين معين ـ أو بأي شيء آخر يتعلق بالعالم الموضوعي ـ دون استخدام المنطق للدفاع عن المسيحية على أساس متطلب وجود أدلة موضوعية كافية في المقام الأول، فإن من غير المعقول أن نؤمن بالمسيحية. ولست وحدي من يقول هذا. بل إن المدافعين عن المسيحية يقولون ذلك.
المقال 7: لماذا يؤمن المسيحيون بالمعجزات؟
بقلم: فاليري تاريكو
الإيمان المسيحي بالمعجزات أمر طبيعي
المعجزات هي سحر، ولكن تحت مسمى آخر
إذا كان يبدو مثل البطة ويصدر صوتًا مثل البطة، فيجب علينا على الأقل أن نفكر في إمكانية وجود طائر مائي صغير من عائلة Anatidae بين أيدينا.
- دوغلاس آدمز
لماذا يؤمن المسيحيّون بالمعجزات؟
الإجابة الواضحة هي أن المسيحيين يؤمنون لأن أسلافنا آمنوا. إن المعتقدات الدينية المتوارثة قوية بشكل ملحوظ ومقاومة للتغيير، ويعود تاريخ الإيمان المسيحي بالمعجزات إلى بدايات عبادة يسوع. في الواقع، يعود تاريخه إلى ما هو أبعد من ذلك، إلى بدايات الديانة العبرية والأديان السابقة في الشرق الأدنى القديم والتي نشأت منها القصص والمعتقدات العبرية.
وُلدت المسيحية في وقت من التاريخ حيث كان كل دين يؤمن بالسحر أو المعجزات. الشفاءات المعجزة، "العلامات والعجائب" الطبيعية، الأشياء الطيبة التي تحدث بطريقة سحرية لأناس طيبين و(الأمر الأكثر إرضاءً) أناس سيئين يحصلون بطريقة سحرية على ما يستحقونه...
كان الإيمان بكل هذه الأمور هو القاعدة، إلى جانب الاعتقاد بأننا البشر قادرون على استحضار السحر لأنفسنا من خلال التحدث إلى كائنات خارقة للطبيعة، والمشاركة في طقوس معينة، وتناول أو شرب أطعمة خاصة، ولمس الأشياء ذات القوى السحرية، وغير ذلك الكثير. وكان من الممكن أن يكون الأمر معجزةً حقًا لو ظهرت النصوص والتقاليد المسيحية التي لم تكن ستتضمن التفكير السحري.
لقد كان ليكون ذلك بمثابة عجب حقيقي.
منذ البداية، تضمنت النظرة المسيحية التقليدية للعالم كل أشكال الكائنات والأشياء الخارقة للطبيعة ذات القوى الخاصة. وفي الكتاب المقدس نفسه، يشمل هذا الأرواح المجردة، والملائكة، والشياطين، ووحيد القرن، والتنين، والرائين، والسحرة والساحرات من البشر، والحيوانات المسحورة، ومجموعة كاملة من الآلهة.(هامش 369)
إن الإيمان المسيحي بالمعجزات يشكل جزءًا من النظرة السحرية للمسيحية، والتي تشكل جزءًا من ميل البشرية الأوسع إلى الإيمان بالسحر. ومع ذلك، ينكر العديد من المسيحيين هذا بشدة. فهم يقولون إن المعجزات ليست سحرًا! على موقع Got Answers، حاول أحد المؤمنين بالمعجزات توضيح (هامش 370) الفارق. تعكس إجابته تفكير العديد من المسيحيين الكتابيين:
" في الأساس، يختلف السحر والمعجزات من حيث مصدرهما: السحر إما أن يكون له مصدر غير بشري أو شيطاني، أما المعجزات فهي عمل خارق للطبيعة من عمل الله.. "المعجزات والسحر قد يبدوان متشابهين في بعض الأحيان، لكن أهدافهما مختلفة. إن السحر والوهم يصرفان العين عن الواقع، في حين أن المعجزات تجذب العين إلى الواقع. المعجزات تكشف؛ والسحر يخفي. المعجزات هي تعبير عن القوة الإبداعية؛ والسحر يستخدم ما هو موجود بالفعل. المعجزات هي موهبة؛ والسحر مهارة مدروسة. المعجزات لا تمجد الرجال؛ السحر يسعى إلى أن يتم ملاحظته وجلب المجد للساحر. لم يكن يسوع ساحرًا. كان ابن الله، معروفًا بمعجزاته العديدة."
هل فهمت ذلك؟ المعجزات هي الأشياء السحرية التي يقوم بها الإله المسيحي أو وكلاؤه. والسحر هو الأشياء السحرية التي يقوم بها المنافسون. والأخير سيء، سيء، سيء، لأنه قد يخدعك ليجعلك تعبد شخصًا أو شيئًا آخر. وهذا حقيقي! السحر. فنون الظلام. ابعدوا أطفالكم عن هاري بوتر.
بالنسبة للعديد من الغرباء، فإن هذا التمييز ليس أكثر من سحابة من الدخان المنبعثة من آلة صنع الضباب التي يستخدمها الساحر. إنه مجرد واحد من العديد من الطرق المملة التي تدعي بها المسيحية أنها مختلفة - ليست دينًا، بل علاقة، وليست تعدد الآلهة مثل الهندوسية، وليست عتيقة مثل حكايات أوروبا الوثنية الخيالية، وبالتأكيد ليست مجموعة من العجائب الخرافية مثل عجائب العصر الجديد التي تنطوي على بلورات وتعاويذ. استثنائية المسيحية من هذا النوع - يسميها الفلاسفة التوسل الخاص - هي شكل مرهق من الغطرسة. المعجزات هي مجموعة فرعية من السحر، وأي مناقشة للمعجزات المسيحية يجب أن تأخذ في الاعتبار قصة الحب المسيحية الطويلة مع السحر على نطاق أوسع.
قصص الكتاب المقدس تتناسب مع الأنماط الشائعة للسحر والشعوذة
دين شخص ما هو سحر لشخص آخر والعكس صحيح.
– غير معروف
إن الكتاب المقدس مليء بالسحر. ففي القرون التي تلت كتابة نصوص الكتاب المقدّس، عملت المسيحية على تحسين وجهة النظر القائلة بأن كل الأحداث الخارقة للطبيعة هي جزء من صراع إلهي بين الله والشيطان، حيث المعجزات من جهة والسحر من جهة أخرى. ولكن خلال السنوات التكوينية للدين العبري وحتى المسيحية، لم تكن الأمور واضحة إلى هذا الحد.
تطورت المعتقدات العبرية من تعدد الآلهة إلى التوحيد، مع طبقة بينية من التوحيدية - الإيمان بالعديد من الآلهة وعبادة إله واحد. ومع إزاحة التوحيد لأشكال العبادة السابقة، أصبح السحر الشعبي التقليدي مرتبطًا بالتقاليد الدينية السابقة والمتنافسة. وتم استبداله تدريجيًا بتعاليم دينية أكثر شمولاً وأدانته كهنوتية قوية بشكل متزايد.
ولكن على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها الطبقة الكهنوتية، فإن بعض الممارسات القديمة كانت لها قوة البقاء.
في أقدم نصوص العهد القديم (التوراة)، يتعايش السحر الشعبي مع الأحداث الخارقة للطبيعة الكبرى المنسوبة إلى إله إبراهيم، يهوه. وفي قصص الميلاد في العهد الجديد، فإن العلامات والعجائب المحيطة بميلاد يسوع هي من النوع الذي كان مألوفًا لدى الناس في ذلك الوقت. وعلى نحو مماثل، فإن المعجزات المنسوبة إلى يسوع البالغ في الأناجيل هي في الغالب من النوع الذي يُنسب عادةً إلى الكهنة والسحرة والرجال الآلهة والآلهة الصغار.
إن الكتاب المقدس، كما قلت، مليء بالسحر. فالتنجيم وقراءة الطالع والجرعات السحرية والشعوذة وعلم الأعداد والتحول أو الخيمياء وإلقاء التعويذات والتعاويذ واللعنات والشفاء والتعويذات والطلاسم والشعوذة... كل هذه يمكن العثور عليها في الكتاب المقدس ـ بما في ذلك القصص عن الأشخاص والأحداث التي تحظى بموافقة الله.
ولنتذكر أن بعض كتاب الكتاب المقدس حذروا مراراً وتكراراً من العديد من هذه الممارسات، التي ترتبط بآلهة وثقافات متنافسة (انظر، على سبيل المثال، سفر التثنية 18: 10-11). ولكن حتى مع سعي الكتّاب إلى تطهير دينهم من التأثيرات الخارجية، فإنهم لا يستطيعون إلا الوقوع في النظرة ما قبل العلمية لعصرهم، والتي تتداخل مع السحر والشعوذة الشعبية.
إليك بعض الأمثلة.
العرافة - في سفر التكوين (44: 5)، كان لدى يوسف كأس شرب فضية، استخدمها في العرافة. ومن المرجح أن يشير المقطع إلى ممارسة الكهانة، حيث يُملأ وعاء بالماء وينظر العراف فيه، على غرار التقنية التي يُقال إن نوستراداموس استخدمها. يشير سفر الخروج (28: 30) إلى عنصرين من عناصر العرافة، الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ، وربما يكونان حجرين مسطحين، يستشيرهما رئيس الكهنة لتحديد إرادة الله. في مقاطع أخرى، يستخدم الناس العاديون القرعة، التي تعني قطعًا مميزة من الخشب أو الحجر مثل النرد، لغرض مماثل (العدد 26: 55، الأمثال 16: 33، الأمثال 18: 18). في سفر دانيال، يتم توظيف البطل - وهو نبي عبراني - لعدد من السنوات من قبل ملك بابل كمدير لـ "السحرة وقارئي التعاويذ والمنجمين والعرافين" (دانيال 5: 11).
ألهوامـــــــــــــش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مايكل شيرمر، ناشر مجلة Skeptic (www.skeptic.com). لمدة 18 عامًا تقريبًا، كان كاتب العمود الشهري "Skeptic" في مجلة Scientific American. وهو مؤلف العديد من الكتب بما في ذلك Why People Believe Weird Things
وThe Believing Brain.
On this, see Chapter 13 of Why I Became an Atheist , “The Strange and Superstitious World of the Bible.”
مرقس 11 اصحاح 23 ومتّى 21 اصحاح 21 ولوقا 17 اصحاح 6
David Hume, An Enquiry Concerning Human Understanding , Section X “Of Miracles,” footnote 21, online at:
https://www3.nd.edu/~afreddos/courses/43811/hume-on-miracles.htm. Italics are his, presumably for emphasis.
David Hume, An Enquiry Concerning Human Understanding , Section X “Of Miracles” Part 1 #90 online at
https://www3.nd.edu/~afreddos/courses/43811/hume-on-miracles.htm.
تخيل حروب السنّة والشيعة وحروب المسلمين والمسيحيين، والمسيحيين بعضهم مع بعض.
ديفيد جيه هاند David J. Hand أستاذ فخري للرياضيات، وباحث أول في كلية لندن الإمبراطورية، والرئيس السابق للجمعية الإحصائية الملكية. نُشر كتابه بواسطة مجلة Scientific American/Farrar ، شتراوس وجيرو، 2014.
ومن بين الكتب المهمة الأخرى ما يلي: جيفري س. روزنثال، Knock on Wood: Luck, Chance, and the Meaning of
Everything (HarperCollins Publishers, 2018)، وكتابه السابق، Struck by Lightning: The Curious World of Probabilities (Joseph Henry Press, 2006). روزنثال أستاذ إحصاء في جامعة تورنتو، وحصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات من جامعة هارفارد. جوزيف مازور، Fluke: The Math and Myth of Coincidence (Basic Books, 2016). مازور أستاذ فخري للرياضيات في كلية مارلبورو في فيرمونت. ليونارد ملودينوف، The
Drunkard’s Walk: How Randomness Rules Our Lives (Vintage Re-print-, 2019). شارك ملودينوف مع ستيفن هوكينج في تأليف كتاب The Grand Design (التصميم العظيم)، وحصل سابقًا على درجة الدكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة كاليفورنيا في بيركلي. جون ألين بولوس، الأمية الحسابية: الأمية الرياضية وعواقبها (هولت-ماكدوجال، 2001).
بولوس أستاذ الرياضيات في جامعة تيمبل.
ريتشارد إل. بورتيل، "تعريف المعجزات"، دفاعًا عن المعجزات: قضية شاملة لعمل الله في التاريخ ، (داونرز جروف: إنترفارستي برس، 1997)، ص. 64. الكتابة المائلة من عندي.
David Kyle Johnson, “Justified Belief in Miracles is Impossible ,” in Science Religion and Culture, (May 2015),
المصدر ذاته.
المصدر ذاته ص 63.
Craig S. Keener, Miracles: The Credibility of the New Testament Accounts (Grand Rapids, Michigan: Baker
Academic, 2011), مجلّدان .
J.P. Moreland, Kingdom Triangle: Recover the Christian Mind, Renovate the Soul, -restore- the Spirit s Power
(Grand Rapids, MI: Zondervan, 2007).
Lee Strobel, The Case for Miracles: A Journalist Investigates Evidence for the Supernatural (Grand Rapids, MI:
Zondervan, 2018).
David Hume, An Enquiry Concerning Human Understanding, Section X “Of Miracles” Part 1, #90-91, online at:
https://www3.nd.edu/~afreddos/courses/43811/hume-on-miracles.htm
Hume “Of Miracles” footnote 21.
Michael Levine, “Philosophers On Miracles” in Graham H. Twelftree, ed., The Cambridge Companion to Miracles
(Cambridge University Press, 2011), pp. 291-308.
المصدر نفسه، ص ص 291-294. والخط المائل من عندي لأن هذه النقطة تحتاج إلى الإقرار بها. لقد أغفل ليفين عمدًا السؤال الرابع المحتمل، "ما هي المعجزة؟" ويشرح في حاشية سفلية: "لكنني لا أعتقد أن هناك قدرًا كبيرًا من الاهتمام الفلسفي المرتبط بهذا السؤال".
Hume Of Miracles #101.
انظر 1ملوك 13: 1-2.
انظر 2ملوك 23: 15-20.
Kenton L. Sparks, God’s Word in Human Words: An Evangelical Appropriation of Critical Biblical Scholarship (Grand Rapids, MI: Baker Academic, 2008), pp. 116–18.
يقدم ديفيد ماديسون حجة قوية ضد مصداقية بولس بنفسه في منشوره "عندما يكتب عمل بغيض الكتاب المقدس". [http://www.debunking-christianity.com/2019/03/when-nasty-piece-of-work-writes.html] وفيه يقتبس من الباحث الكلاسيكي مايكل جرانت، قائلاً إن رسائل بولس "تُظهر مزيجًا مذهلاً من الود التصالحي والتنمر القاسي والمرير الذي لا يرحم". بولس "... هو عكس الشخصية الهادئة والهادئة تمامًا. دائمًا ما يلاحق، دائمًا ما يُلاحق، إنه ضحية لتقلبات مزاجية عنيفة وهوسية اكتئابية". (القديس بولس، ص 22-23). كما يقتبس من أ. ن. ويلسون، الذي يضيف، "إن القول بأن الرسول بولس كان متناقضًا مع نفسه هو أقل من الحقيقة. لقد كان رجلاً يحارب نفسه ويتشاجر مع نفسه طوال الوقت؛ "وتمكن من إسقاط الحرب في صدره على الكون نفسه." (يسوع، ص 23) تظهر عيوبه بوضوح شديد من رسائله؛ لم يُظهر أي اهتمام على الإطلاق بالفلسفة أو الفن أو العمارة أو التعليم؛ سخر من "الحكمة الأرضية". كانت نظراته دائمًا على السحب، في انتظار وصول يسوع. لقد سمم هذا الخطأ كل شيء. ليس من المستغرب أن يكون هذا المتعصب الديني مخطئًا بشأن الزواج، وبشأن الملائكة الذين يحكم عليهم أعضاء الطوائف الذين دخلوا مملكة يسوع، وبشأن الحكومات التي يعينها الله. نشأت معتقداته السخيفة من هلوساته - والتي كان متأكدًا من أنه سمع شخصيًا من يسوع الميت. لذا، يحق لنا أن نسأل: كيف يمكن الوثوق في يقينيات بولس اللاهوتية المركزية - دعونا نكون صادقين: ومضات تفكيره السحرية - حتى ولو قليلاً؟
Deciphering the Gospels: Proves Jesus Never Existed (Copyright R.G. Price, revised edition, 2018).
المصدر السابق ص 81.
"المصدر السابق، ص 20-22. ويواصل برايس القول: إن إنجيل مرقس هو جدال ضد زعماء طائفة أورشليم - يعقوب ويوحنا وبطرس. إن إنجيل مرقس يصور الحركة على أنها فاشلة. في إنجيل مرقس فشل جميع التلاميذ في فهم يسوع. لقد تخلى جميع التلاميذ عن يسوع. لقد خان بطرس يسوع تمامًا؛ لم يتم تصوير بطرس كزعيم لحركة يسوع؛ لقد تم تصويره كشخص فاشل يجب أن يُنظر إليه كشخصية مشوهة ليس لها أي حق في السلطة على الإطلاق. كل هذا لأن إنجيل مرقس هو قصة مكتوبة من منظور بولس، وكان الرسول بولس في صراع مع بطرس والقادة الآخرين لكنيسة أورشليم. إن إنجيل مرقس يدور حول الترويج لرؤية بولس وقيادة بولس.
في قصة مرقس ما قيل لنا هو أن التلاميذ جميعًا فشلوا تمامًا في فهم يسوع، لقد تخلوا عنه جميعًا، لقد فشلوا جميعًا في تلقي السر - الوحي. النساء هن من يتلقين سر المسيح، ولكن "لم يقلن لأحد شيئًا، لأنهن كن خائفات". هذا هو السطر الأخير من النهاية الأصلية لإنجيل مرقس. تتلقى النساء الوحي ولا يخبرن أحدًا. مرة أخرى، إنجيل مرقس هو قصة كتبها أحد أتباع بولس، من منظور بولس. النساء لا يخبرن أحدًا، فمن هو الشخص الذي يكشف الوحي لبقية العالم؟ إنه بولس. هذا هو "اللغزالسري" لإنجيل مرقس. المصدر:
"يسوع: حياته - الصلب" في:
Debunking Christianity: http://www.debunking-christianity.com/2019/04/jesus-hislifecrucifixion.html
Augustine, The City of God, XXI:8.
Aquinas, Thomas, Summa Contra Gentiles, III:100-103.
David Hume, Enquiries Concerning Human Understanding , (Ed. L.A. Selby-Bigge 3 rd ed. Oxford: Oxford University Press, 1975).
Hume, Enquiries, 114.
Hume, Enquiries, 115n.
C.S. Lewis, Miracles, (New York: Macmillan, 1947).
Michael Martin, Atheism: A Philosophical Justification, Philadelphia, (Temple University Press, 1992), 192.
Stephen Davis, “Beardsmore on Hume on Miracles,” Religions and Hume’s Legacy, ed. Phillips, D.Z. and Tessin Timothy, Claremont Studies in the Philosophy of Religion, (New York: St. Martin’s Press, 1999), 131.
Hume, Enquiries , 130.
Hume, Enquiries , 131.
Hume, Enquiries, 114.
Hume, Enquiries, 115ff.
Hume, Enquiries, 127.
John Earman, Hume’s Abject Failure: The Argument Against Miracles , (New York: Oxford University Press, 2000).
Earman, The Argument Against Miracles, Ch. 18.
لمزيد من المعلومات، راجع الفصل الذي كتبه جون لوفتوس عن قيامة يسوع، في هذا المجلد.
Lewis, Miracles , 103. و J. Houston, Reported Miracles , (Cambridge: Cambridge University Press, 1994), 133.
من المهم أن نسأل هنا السؤال: ما الّذي قصد به كتّاب معجزة مشي يسوع فوق الماء؟ أليس هدف القصّة هو إقناعنا أن يسوع كان قادرا على كسر قوانين الطبيعة البديهية؟ (المترجم).
كتب هاكسلي العديد من الكتب والمقالات التي ساهمت في نشر العلم والفلسفة. من بين أشهر أعماله كتاب "الدليل على مكان الإنسان في الطبيعة" (Evidence as to Man s Place in Nature) الذي نشر في عام 1863، والذي قدم فيه أدلة قوية على تطور الإنسان. توفي 1895= =راجع: T.H. Huxley, Collected Essays , Vol. VI, Hume: With Helps to the Study of Berkeley, (New York: D. Appleton and Company, 1894), 157.
Huxley, Collected Essays , 156.
Antony Flew, God and Philosophy , (New York: Harcourt, Brace and World, 1966). و Antony Flew, “Miracles,” Encyclopedia of Philosophy , Vol. 5, (New York: Macmillan and Free, 1967), 346-353. و Antony Flew, Hume’s Philosophy of Belief , (Bristol: Thoemmes Press, 1997). و Alastair McKinnon, “Miracle and Paradox ,” (American Philosophical Quarterly, 1967), 4:308-314.
George L. Mavrodes, “Miracles and the Laws of Nature,” Faith and Philosophy, Vol. 2 No. 4, October 1985.
Flew, “Miracles,” 148.
Ninian Smart, Philosophers and Religious Truth , (New York: Macmillan, 1964), 37. و Richard Swinburne, The Concept of Miracle , (London: Macmillan, 1970), 26.
Michael P. Levine, Hume and the Problem of Miracles: A Solution , (Dordrecht: Kluwer Publishers, 1989), 67.
Flew, God and Philosophy و Flew, “Miracles.” Flew, Hume’s Philosophy.
Douglas R. Geivett, “The Evidential Value of Miracles,” in Douglas R. Geivett and Gary R. eds, In Defense of Miracles: A Comprehensive Case for God’s Action in History , (Downers Grove: Intervarsity Press, 1997), 183.
The Problem of Mind-Body Interaction إشكالية تفاعل العقل مع الجسد: وهي إشكالية فلسفية قديمة لكنها برزت بعد أن نشر ديكارت نظريته الأبستمولوجية عن المعرفة وأسسها.
See for example Richard Swinburne 1979: Chapter 2.
See Patrick Nowell-Smith, “Miracles,” in New Essays in Philosophical Theology, ed. Antony Flew and Alastair MacIntyre, (New York: Macmillan, 1955).
وتعرف أيضًا باسم شفرة أوكام، وهي فكرة مفادها أن التفسير الأبسط هو عادةً الأفضل.
R.F. Holland, “The Miraculous ,” (American Philosophical Quarterly, 1965), 2:43-51.
Smart, Philosophers and Religious Truth, 35.
عبور يوليوس قيصر لنهر الروبيكون هو مثال تاريخي يُضرب لأي حد يعرف الإنسان من خلاله أنه إذا فعل شيئا ما فلا يمكن التراجع عنه وهكذا عرف يوليوس قيصر أنه إذا اجتاز نهر الروبيكون، الّذي حذره مجلس الشيوخ الروماني من عدم عبوره، فلا عودة عمّا سيحصل لاحقا.
لقد ظهرت عدة حجج تطعن في تعريف "انتهاك قوانين الطبيعة". على سبيل المثال، يقول كولير: "إن استحالة التفسير الكامل من حيث القوانين الطبيعية لا تكفي في حد ذاتها لكي يكون الحدث معجزة، كما يظهر عدم اليقين الأساسي الذي تفترضه التفسيرات القياسية لنظرية الكم". Collier,
John. “Against Miracles,” Dialogue, vol. 25, (1986), pgs. 349-352. See also: Holland, R.F. “The Miraculous,” American
Philosophical Quarterly, 2 (1965), 43-51. Re-print-ed and revised in Logical Analysis and Contemporary Theism, ed. J.
Donnelly. New York: Fordham University Press, 1972. 218-235. Hughes, C. ‘Miracles, laws of nature and causation’ ,
Proceedings of the Aristotelian Society , supplementary volume 66 (1992), 179–205.Larmer, Robert, “Miracles,
Evidence, and God,” Dialogue: Canadian Philosophical Review , vol. 42, no. 1, pp. 107-122, Winter 2003. Mawson, T.
J. “Miracles and Laws of Nature,” Religious Studies: An International Journal for the Philosophy of Religion , vol. 37,
no. 1, pp. 33-58, March 2001. Mavrodes, George, “Miracles and the Laws of Nature,” Faith and Philosophy , vol. 2, No.
4, Oct. 1985. pgs. 333-346. في الحالات التي يتم فيها تعريف المعجزات على نطاق أوسع لتشمل الأحداث التي يمكن تفسيرها وفقًا للقانون الطبيعي (مثل سائق حافلة ينام أثناء القيادة ويتوقف قبل أن يصطدم بطفل)، فإن الحجة من حدوث معجزة من هذا النوع إلى وجود الله ستكون أكثر صعوبة في تقديمها لأن وجود الله الطبيعي الواضح من الأدلة يصبح نقاشًا حول ما إذا كان الحدث معجزة أم لا. أنا أختار أن أؤطر هذه المناقشة من حيث ما إذا كانت الأحداث التي لا يمكن تفسيرها بشكل طبيعي توفر دليلاً على وجود الله أم لا. التفسير متاح بسهولة. وفي الحالات التي يتم فيها تعريف المعجزات على أنها أفعال الله، فإن المناقشة حول استنتاج وجود الله تصبح أكثر صعوبة. في الحالات التي يتم فيها تصور قوانين الطبيعة على أنها احتمالية في الأساس، كما في حالة سوينبورن (ووفقًا لكتب الفيزياء الحديثة)، يمكن تعريف المعجزة بأنها حدث غير محتمل للغاية بالنظر إلى قوانين الطبيعة، وليس انتهاكًا لها. وأنا أفترض أنه مع زيادة احتمال وقوع حدث ما وفقًا لقوانين الطبيعة، فإن مدى إمكانية استخدام هذا الحدث لإثبات وجود الله يتضاءل. وأعتقد أنه سيكون من الممكن تكييف الحجج التي أقدمها لاستيعاب العديد من هذه الروايات المختلفة حول ماهية المعجزة، ويمكننا أن نستمر في التعريف الأكثر بساطة.
قصة هذه العبارة الملغزة التي ظهرت على جدار الملك البابلي وتفسير دانيال لها موجود في سفر دانيال 4 آية 25.
Fales, Evan. “Successful Defense? A Review of In Defense of Miracles” Philosophia Christi, Vol. 3, no. 1. Series 2.
2001. 13.
See, for instance, J.L. Mackie, The Miracle of Theism: Arguments For and Against the Existence of God (Oxford:
Clarendon Press, 1982) Steve Clarke, “When to Believe in Miracles,” American Philosophical Quarterly , vol. 34, no.
1, pp. 95-102, January 1997 Mavrodes, “David Hume and the Probability of Miracles,” ,” International Journal for
Philosophy of Religion , vol. 43, no. 3, pp. 167-182, June 1998 and Wesley Salmon, "Religion and Science: A New
Look at Hume s Dialogues," re-print-ed in The Improbability of God, eds. Michael Martin and Ricki Monnier. Amherst,
NY: Prometheus Press, 2006.
McCormick, Matt. Atheism and the Case Against Christ. Prometheus Press, 2012.
ما لم يُذكر خلاف ذلك، سأستخدم "الله" و"الكائن الكلي" بالتبادل، وذلك للإشارة إلى الكائن القادر على كل شيء، والعليم بكل شيء، والصالح بكل شيء. هناك أدبيات مهمة تتعلق بأفضل طريقة لفهم هذه المصطلحات، وهناك العديد من التعريفات المتنافسة لكل منها. وبقدر ما أستطيع أن أرى، يمكن تطبيق النقاط التي سأطرحها بنفس التأثير على التعريفات المختلفة، لذلك سأستخدم فقط "كلي القدرة"، و"كلي العلم"، و"كلي الخير"، دون تفصيل.
Hume, David. Enquiry Concerning Human Understanding. Oxford University Press, 99.
عثر رجل من أونتاريو مؤخرًا على نمط حرق معجزي على عصا سمك طهوها يشبه شكل يسوع. [وهذا يشبه أيضا عثور بعض المسلمين على اسم الله مكتوبا على خضروات أو بطيخة].
وفقًا لبعض الروايات، انظر T.J. Mawson "Miracles and Laws of Nature"، Religious Studies: An International Journal for the Philosophy of Religion، المجلد 37، العدد 1، الصفحات 33-58، مارس 2001، وRobert Larmer، "Miracles and Overall: An
Apology for Atheism?" Dialogue: Canadian Philosophical Review، المجلد 43، العدد 3، الصفحات 555-568، صيف 2004، على سبيل المثال، المعجزة، بحكم التعريف، شيء جيد. يقول ماوسون، "سيكون هناك شيء غريب في تسمية حدث ما بالمعجزة إذا لم يعتقد المرء أنه كان من أجل الخير". (37) ربما يكون الأمر كذلك، على الرغم من أن ما هو ذو صلة بحجتنا هو أن التدخلات الخارقة للطبيعة في مسار الطبيعة التي يرتكبها وكلاء خيرون ووكلاء أشرار متشابهة في هذا الصدد المركزي: كلاهما ينتج انتهاكًا لقوانين الطبيعة. لذا، إذا صادفنا أحد هذه الأسباب، فإن السؤال هو: ما الذي يمكننا استنتاجه عن مصدرها؟ لا يمكننا افتراض أن السبب خير مسبقًا في حجة تسعى إلى إثبات وجود كائن خارق للطبيعة يتمتع بصلاح لا نهائي.
إلى جانب ورود السردية القائلة بتكليف الله للشيطان لكي يضرّ العبد الصالح أيوب ويمتحنه بأمراض وكوارث (سفر أيّوب) نجد نفس الفكرة في القرآن سورة ص الآية 41 وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ
في القسم التالي سوف ننظر في الحجة التي تقول بأن قيام كائن ما بالمعجزات لا يتوافق مع امتلاك هذا الكائن للخير المطلق.
الشيطان يمكن أن يصنع هكذا معجزات. [المترجم]
Overall, Christine, “Miracles, Evidence, Evil, and God: A Twenty-Year Debate,” Dialogue: Canadian Philosophical
Review, vol. 45, no. 2, pp. 358.
إنني أتفق بشكل عام مع هذه النقطة. تقول: "كما يشير أولئك الذين يدافعون عن حجة الشر، هناك قدر هائل من الشر في العالم - المعاناة النفسية والجسدية، وسوء التغذية، والمجاعة، والأوبئة، والقسوة، والتعذيب، والفقر، والعنصرية، والشنق، والتمييز على أساس الجنس، وإساءة معاملة الأطفال، والاعتداء، والحرب، والوفيات المفاجئة بسبب الكوارث الطبيعية - والقائمة مروعة... بدلاً من استخدام المعجزات لإطعام عدد أقل، أو تحويل الماء إلى نبيذ، أو تحويل عدد قليل من الناس، يمكن أن يقوم الله بمعجزات لها تأثير أكبر بكثير، وخاصة على حياة الملايين من الأطفال الذين لا يمكن لأي شخص لديه حس بالعدالة أن يفهم معاناتهم بشكل خاص. السؤال هو لماذا يهتم الإله الصالح بتفاصيل مثل الحاجة إلى النبيذ في حفل زفاف، ومع ذلك لا يهتم على ما يبدو بالمآسي الضخمة مثل محرقة [النازيين] لستة ملايين يهودي. المصدر نفسه، ص. 360. إن ادعائي هو أنه، حتى لو تمكنت قوة ما من إحداث بعض الإصلاحات الهائلة مثل منع وقوع المحرقة بأعجوبة، فلن يكون لدينا ما يكفي من الأدلة على وجود الإحسان المطلق طالما بقيت أي أحداث أخرى. إن الكائن الذي يتمتع بالإحسان المطلق لن يسمح بحدوث مثل هذه الفظائع على الإطلاق إذا كانت تستحق الإصلاح، وبالتالي فإن المعجزة، من حيث المبدأ، لن تكون متسقة مع الإحسان المطلق ولن تكون دليلاً عليه.
المصدر السابق ص 359.
Rowe, William. "Friendly Atheism, Skeptical Theism, and the Problem of Evil," International Journal for
Philosophy of Religion (2006) 59:79–92
Keller, James. “A Moral Argument against Miracles,” Faith and Philosophy. vol. 12, no. 1. Jan 1995. 54-78.
يقول جون هيك: "لنفترض، على عكس الحقيقة، أن هذا العالم كان جنة حيث تم استبعاد كل احتمالات الألم والمعاناة. ستكون العواقب بعيدة المدى للغاية... لن يصاب أحد بأذى عن طريق الصدفة: سيطفو متسلق الجبال، أو متسلق الأبراج، أو الطفل الذي يلعب من ارتفاع كبير على الأرض دون أن يصاب بأذى؛ لن يواجه السائق المتهور الكارثة أبدًا... لن تكون هناك حاجة للقلق بشأن الآخرين في وقت الحاجة أو الخطر، لأنه في مثل هذا العالم لا يمكن أن تكون هناك احتياجات أو مخاطر حقيقية.
Drange, Ted. “The Argument from Nonbelief to Atheism,” Religious Studies 29 (1993):417-32.
لقد زعم جيمس كيلر أن قيام الله بوضع بعض الناس في موقف إيجابي فيما يتعلق بتعزيز إيمانهم، أو تحسين مجموعة الأدلة التي لديهم، في حين لا يتم توفير نفس الفائدة للعديد من الآخرين هو أمر غير عادل. لذا فإن التحيز أو المعاملة التفضيلية هي سبب آخر لاستنتاج أن الله، إذا كان موجودًا، لن يستخدم المعجزات من أجل تحقيق بعض الغايات المعرفية. “A Moral Argument Against Miracles,” Faith and Philosophy: Journal of the Society of
Christian Philosophers . vol. 12, no. 1.Jan. 1995. pg. 62.
Reasonable Faith: Christian Truth and Apologetics , p. 273, and the Oct 18, 2013 interview on YouTube, “Don’t
Extraordinary Claims Need Extraordinary Evidence?” at
https://www.youtube.com/watch?v=5HgRWvqf-wM.
David Hume, An Inquiry Concerning Human Understanding , Section X Of Miracles Part 1, #90-91, online at:
https://www3.nd.edu/~afreddos/courses/43811/hume-on-miracles.htm #91
Hume, Of Miracles, #87. إن التأكيد على "الأمور الواقعية" هو إضافة من وجهة نظري. وسوف يتم مناقشة هذه العبارة في الملحق.
David Hume, An Inquiry Concerning Human Understanding , Section X
“Of Miracles” Part 1, #90-91, online at: https://www3.nd.edu/~afreddos/courses/43811/hume-on-miracles.htm #91
Reasonable Faith: Christian Truth and Apologetics, p. 273, and the Oct 18, 2013 interview on YouTube, “Don’t
Extraordinary Claims Need Extraordinary Evidence?” at
https://www.youtube.com/watch?v=5HgRWvqf-wM.
المصدر أعلاه
Hume, Of Miracles, #88.
Hume, Of Miracles, #89.
Hume, Of Miracles, #90.
See “Mike Licona vs. Richard Carrier debate review” at Common Sense Atheism :
http://commonsenseatheism.com/?p=9593
Apologia Institute: https://apologiainstitute.com/do-extraordinary-claims-really-require-extraordinary-evidence/.
راجع الفصل السابع الخاص بالترافع الخاص في كتابي How to Defend the Christian Faith: Advice from an Atheist (2015).
“The Doctrine of Christ (part 16)” podcast on June 29, 2008: https://www.reasonablefaith.org/podcasts/defenderspodcast-
series-1/s1-the-doctrine-of-christ/the-doctrine-of-christ-part-16/ the Oct 18, 2013 interview on YouTube, “Don’t
Extraordinary Claims Need Extraordinary Evidence?” at https://www.youtube.com/watch?v=5HgRWvqf-wM . See also
his book, Reasonable Faith: Christian Truth and Apologetics , p. 273.
Craig, Reasonable Faith, p. 273.
حول وقوع أحداث نادرة للغاية انظر كتاب ديفيد هاند الممتاز: The Improbability Principle : Why
Coincidences, Miracles, and Rare Events Happen Every Day. Published by Scientific American / Farrar, Straus and
Giroux, 2014.
يُستخدم حلم يوسف في رواية إنجيل متى للمساعدة في تفسير سبب عدم إعدام مريم لإهانتها له بسبب الزنا. يوجد خمسة أحلام أخرى في رواية الإنجيل هذه كانت جميعها تهدف إلى إنقاذ حياة شخص ما. لذا، فمن المحتمل أن حلم يوسف كان يهدف إلى إنقاذ حياة مريم أيضًا (متى 1: 19-23؛ 2: 12؛ 2: 19-23؛ و27: 19). يوضح ماثيو جيه ماروهل Matthew J. Marohl في Joseph’s Dilemma: “Honor Killing” in the Birth Narrative of Matthew (Wipf &
Stock Publisher, 2008)، أن "معضلة يوسف تنطوي على إمكانية القتل من أجل الشرف. إذا كشف يوسف أن مريم حامل، فسوف تُقتل. إذا أخفى يوسف حمل مريم، فسوف يعارض شريعة الرب. ماذا يفعل الرجل "البار"؟ "لقد فهم أتباع المسيح الأوائل معضلة يوسف على أنها تنطوي على افتراض الزنا وإمكانية قتل مريم لاحقًا". كان هذا جزءًا من ثقافتهم. كانت جرائم الشرف مبررة في كل من العهدين القديم والجديد. حتى أن يسوع وافق على الشريعة الموسوية (خروج 21: 17؛ لاويين 20: 9) ضد معارضيه
بشأن جرائم الشرف للأطفال الذين أهانوا والديهم (مرقس 7: 8-13). إن قصة المرأة التي تم ضبطها في الزنا، حيث كشف يسوع عن نفاق متهميها، لا تغير ما يعتقده يسوع بشأن الشريعة أيضًا (يوحنا 8؛ متى 5: 18).
أنظر: “What Would Convince Atheists To Become Christians? The Definitive Answers!” posted on 4/04/2017 at my
Debunking Christianity blog, http://www.debunking-christianity.com/2017/04/what-would-convince-atheists-tobecome.
html
Richard Swinburne, The Concept of Miracle , Macmillan, St. Martin’s Press, London, U.K., 1970, Douglas
Geivett and Gary R. Habermas, eds., In Defense of Miracles—A Comprehensive Case of God’s Action in History
(InterVarsity Press, Downers Grove, Illinois, 1997), books by C.S. Lewis, William Lane Craig, Norman Geisler, Craig
Keener, Lee Strobel, and others too many to name.
C.S. Lewis, Miracles: A Preliminary Study (New York: Macmillan, 1947), p. 105.
Robert J. Fogelin, A Defense of Hume on Miracles (Princeton, NJ: Princeton University Press, 2003), pp. 19–20.
Debating Christian Theism, editors, J. P. Moreland, Khaldoun A. Sweis and Chad Meister (Oxford University
Press, 2013), p. 299).
Ronald Nash., Faith & Reason , (Grand Rapids, Zondervan, 1988, p. 228.
Robert J. Fogelin, A Defense of Hume on Miracles, 2003.
Vanderburgh, Hume on Miracles, Evidence and Probability (Lexington Books, 2019).
Nicholas Everitt, The Non-Existence of God (Routledge, 2003), see pp. 114-117.
Anthony Flew, ‘Miracles,’ in The Encyclopedia of Philosophy , ed. Paul Edwards et al. (New York: Macmillian,
1967), vol. 5, p. 347.
Michael Martin, Atheism: A Philosophical Justification , pp. 194-196, Michael Levine, The Cambridge
Companion to Miracles , ed., Graham H. Twelftree, (Cambridge University Press, 2011), pp. 291-308, غراهام وبي مجادلا عن الآلهةs , pp. 376-382. الملحد اللا-أدري جون إيرمان يعتقد أن حجة هيوم هي فاشلة تماما كما هو واضح من عنوان كتابه.
In Graham H. Twelftree, ed., The Cambridge Companion to Miracles, “Philosophers On Miracles” (Cambridge:
2011), pp. 292, 302, 292 الصفحات على التوالي.
Arguing About Gods , pp. 376.
The Miracle of Theism , pp. 25, 27, 23, 17 الصفحات على التوالي..
Twelftree, ed., The Cambridge Companion to Miracles, p. 302.
Hume, Of Miracles , #99.
Twelftree, ed., The Cambridge Companion to Miracles, p. 296.
Hume, Of Miracles , #92.
Michael Licona, The Resurrection of Jesus: A New Historiographical Approach (Downers Grove, IL: InterVarsity
Press, 2010), pp. 138–39.
أنظر الفصل 7 من كتابي Why I Became an Atheist , 2nd edition.
المصدر أعلاه صفحة 134.
المصدر السابق الصفحات 139، 143، 180.
Hume, Of Miracles, #94.
Ronald H. Nash, Faith & Reason: Searching for a Rational Faith (Grand Rapids, MI: Zondervan, 1988), p. 238.
Swinburne, The Concept of Miracle , pp. 60–61.
Hume, Of Miracles , #95.
Hume, Of Miracles , #98-99.
أنظر: the Wikipedia article on Cognitive Biases: https://en.wikipedia.org/wiki/Cognitive_bias
New York, NY: Oxford University Press, 2000.
أنظر: “Hume’s Maxim: How a ‘Trivial Truth’ is Too Strong for Christian Apologetics” (2017)
William Lane Craig, “Responses” in Five Views on Apologetics ed. Steven B. McGowan (Grand Rapids, MI:
Zondervan, 1999), p. 126.
John Earman, Hume’s Abject Failure (New York: Oxford University Press, 2000). pp. 22-23.
Elliott Sober, “A Modest Proposal” Philosophy and Phenomenological Research 118 (2004): 489-96.
انظر هيوم، في Miracles , #99، فيما يتعلق بالاحتمال الافتراضي بأنه في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1600 (أي قبل هيوم بنحو 150 عامًا)، كان هناك ظلام دامس على الكوكب بأكمله لمدة أسبوع من الأيام.
Elliott Sober, “A Modest Proposal.”
William L Vanderburgh, David Hume on Miracles, Evidence, and Probability (Lanham, MD: Lexington Books,
2019), p. 7.
ليس لدي مساحة لشرح نظرية بايز بشكل كافٍ إذا كنت لا تفهمها بالفعل. قم بإجراء بحث عن
"مشكلات نظرية بايز، التعريف والأمثلة": أعتقد أن مناقشتي للنقاط المعنية يمكن فهمها دون فهم هذه الأداة الرياضية الممتازة، والمنطق وراءها.
Craig and Moreland, Philosophical Foundations for a Christian Worldview, p. 571.
قال هذا في مناظرته مع بارت إيرمان في 28 مارس 2006 في كلية الصليب المقدس، حول السؤال:
"هل هناك أدلة تاريخية على قيامة يسوع؟
https://ehrmanblog.org/ehrman-vs-craig-evidence-for-resurrection/
Dr. Michael Gleghorn “Hume’s Critique of Miracles” for Probe Ministries at
https://probe.org/humes-critique-of-miracles/.
Isaac Asimov, “The Relativity of Wrong” in The Skeptical Inquirer , Fall 1989, Vol. 14, No. 1, Pp. 35-44,
http://chem.tufts.edu/answersinscience/relativityofwrong.htm
أنظر إلى منشوري: “Why Do We Need A Book Against Miracles After Hume?” http://www.debunkingchristianity.
com/2019/04/why-do-we-need-book-against-miracles.html
Hume Studies , Volume 31, Number 1, April 2005, pp. 37–61.
المصدر أعلاه ص 53.
لا أعترض على استخدام نظرية بايز عند تطبيقها بشكل مناسب على الأسئلة التي لدينا بيانات مسبقة لتحديد احتمالاتها الأولية. لدي اعتراضات على استخدام نظرية بايز عند تقييم الأحداث المعجزة في العالم والتي تنتهك القوانين الطبيعية، حيث لا توجد بيانات مسبقة للعمل عليها. راجع منشوري، "الفرضية: بما أن نظرية بايز لا يمكن أن تساعدنا، فيجب التخلي عنها" جنبًا إلى جنب مع العلامة الموجودة أسفلها، "نظرية بايز". الرابط:
http://www.debunking-christianity.com/2019/03/hypothesis-since-bayes-theorem-cannot.html . أعلم أن الناس لا يتفقون معي، ولهذا السبب لا أثير ضجة كبيرة هنا.
J. P. Moreland and William Lane Craig, Philosophical Foundations for a Christian Worldview (Downers Grove,
IL: InterVarsity Press, 2003), 571.
المصدر السابق.
أنظر كتابي: The Outsider Test for Faith for more.
J. L. Mackie, The Miracle of Theism (Oxford: Clarendon Press, 1982), pp. 25–26.
المصدر السابق ص 26-27.
Alvin Plantinga, Warranted Christian Belief , pp. 245, 262.
Note 15, page 370, in Reason for the Hope Within , ed. Michael J. Murray.
المصدر السابق: ملاحظة 16 ص 374.
Xlibris, 2015.
"المدافع المسيحي فينسنت جيه تورلي يزعم الآن أن كتاب مايكل ألتر المثير للجدل يدحض حجة المدافعين المسيحيين عن القيامة": http://www.debunking-christianity.com/2018/09/christian-apologist-vincent-jtorley.
Html
Craig S. Keener, Miracles: The Credibility of the New Testament Accounts , vols. 1 & 2 (Grand Rapids, MI: Baker
Academic, 2011), 1󈜙 للاطلاع على عدد لا يحصى من روايات المعجزات التي رواها شهود العيان، انظر الصفحات 264-599. للاطلاع على القيود التي تحد من أبحاثه، انظر الصفحات 9-14، 249-257.
أنظر: Amina Memon, Aldert Vrij, and Ray Bull, Psychology and Law: Truthfulness, Accuracy and Credibility , 2nd
ed., Wiley Series in Psychology of Crime, Policing, and Law (West Sussex, England: John Wiley & Sons, 2003), 107‒
10.
Cf. Robert A. Larmer, The Legitimacy of Miracle (Lanham, MD: Lexington Books, 2014), 32󈜭 و Michael R.
Licona, “Historians and Miracle Claims,” Journal for the Study of the Historical Jesus 12, no. 1/2 (2014): 119.
Günter Köhnken, “Behavioral Correlates of Statement Credibility: Theories, Paradigms, and Results,” in Criminal
Behavior and the Justice System: Psychological Perspectives , ed. Hermann Wegener, Friedrich Lösel, and Jochen
Haisch, Research in Criminology (New York: Springer-Verlag, 1989), 271󈝐 Memon, Vrij, and Bull, Psychology and
Law , 7𔂼.
أنظر على سبيل المثال: Michael C. Bromby and Maria Jean J. Hall, “The Development and Rapid Evaluation of the
Knowledge Model of ADVOKATE: An Advisory System to Assess the Credibility of Eyewitness Testimony,” in Legal
Knowledge and Information System, JURIX 2002: The Fifteenth Annual Conference , ed. Trevor J. M. Bench-Capon,
Aspassia Daskalopulu, and Radbound G. F. Winkels (Amsterdam, Netherlands: IOS Press, 2002), 145󈜶.
Cf. Judith C. S. Redman, “How Accurate Are Eyewitnesses? Bauckham and the Eyewitnesses in the Light of
Psychological Research,” Journal of Biblical Literature 129, no. 1 (Spring 2010): 178n8 and Köhnken, “Behavioral
Correlates of Statement Credibility,” 271.
Keener, Miracles , 1𔂸.
يبدو أن كينر يستخدم مصطلح "المصداقية" كمرادف لـ "المعقولية"، بمعنى أن تقارير المعجزات في العهد الجديد ليست غريبة أو خيالية بطبيعتها. "إن اهتمامي هو التركيز بدلاً من ذلك على السؤال التمهيدي الأكثر حول معقولية تقارير المعجزات التي يرويها شهود العيان" (Keener, Miracles , 9). وفي مكان آخر، يكتب، "إن ما نميل إلى رفضه في [تقارير المعجزات في العهد الجديد] بسهولة هو مصداقية تلك التقارير التي لا يمكن بسهولة أن تتقبل تفسيرات بديلة (أي في حالتنا، تفسيرات طبيعية)" (ص 101). حول التمييز بين الاحتمالية والمعقولية، انظر: Nicholas Rescher, Plausible Reasoning: An Introduction to the Theory and Practice of Plausibilistic
Inference (Assen, Netherlands: Van Gorcum Ltd., 1976) and Douglas Walton, “Rules for Plausible Reasoning,”
Informal Logic 14, no. 1 (Winter 1992): 33󈜻.
Keener, Miracles , 1𔂶 "التشديد مضاف. يكتب كينر في مكان آخر، ""إن العديد من هذه الأصوات، في الواقع، يمكنها سرد تقارير (بما في ذلك في بعض الأحيان شهادات شهود عيان) عن ظواهر، مرتبطة بالمسيحية وغير مرتبطة بها، والتي تبدو صعبة التفسير، إذا ما تم أخذها على محمل الجد، دون اللجوء إلى نشاط كيانات فوق بشرية"" (ص 221؛ التأكيد مضاف) ومع ذلك، يعترف كينر بصعوبة أخذ مدعي المعجزات على ظاهرها دون تحقيق مناسب، مشيرًا إلى أن "الادعاءات لا تشكل في حد ذاتها دليلاً ... في حين أن ادعاءات شهود العيان لا تشكل دليلاً لا يقبل الجدل، إلا أنها تشكل أدلة يمكن اعتبارها بدلاً من رفضها مسبقًا" (ص 2).
كينر، المعجزات، 14. للاطلاع على نقد كينر للتفسيرات الطبيعية، انظر ص 10-14، 603-759.
Keener, Miracles , 712󈝃.
بمعنى أن الإيمان إذا حكم مسبقا على أي ادعاء معجِز فإنه بحدّ ذاته يقلّل من قيمة الادعاء ومصداقيته. [المترجم].
Robert L. Webb, “The Rules of the Game: History and Historical Method in the Context of Faith: The Via Media
of Methodological Naturalism,” Journal for the Study of the Historical Jesus 9, no. 1 (2011): 60, 62󈝇, 65, 67󈝎.
Cf. Licona, “Historians and Miracle Claims,” 114󈜚 and Webb, “The Rules of the Game,” 75󈝔 (esp. 76n34), 78.
Keener, Miracles, 12.
Keener, Miracles, 251.
Keener, Miracles, 614󈜘.
Keener, Miracles, 186n105.
Keener, Miracles , 12󈜕.
James W. Osterburg and Richard H. Ward, Criminal Investigation: A Method for Reconstructing the Past , 5th ed.
(Newark, NJ: Anderson Publishing, 2007), 12󈜕.
Charles F. Bond Jr. and Bella M. DePaulo, “Accuracy of Deception Judgments,” Personality and Social
Psychology Review 10, no. 3 (2006): 214󈜪. See also, Köhnken, “Behavioral Correlates of Statement Credibility,”
280󈝙.
Bella M. DePaulo et al., “The Accuracy-Confidence Correlation in the Detection of Deception,” Personality and
Social Psychology Review 1, no. 4 (1997): 346󈝁.
من المثير للدهشة أن أفراد الخدمة السرية، ووكلاء وكالة المخابرات المركزية، ونواب الشريف، وضباط الشرطة غير قادرين على اكتشاف الأكاذيب في ربع إلى ثلث المواقف ذات المخاطر المنخفضة. ( أنظر Maria Hartwig, Pär Anders Granhag, and Timothy Luke, “Strategic
Use of Evidence During Investigative Interviews: The State of Science,” in Credibility Assessment: Scientific Research
and Applications , ed. David C. Raskin, Charles R. Honts, and John C. Kircher [San Diego, CA: Academic Press, 2014],
5𔂺 and Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law , 9󈜓, 26󈜣).
Hartwig, Granhag, and Luke, “Strategic Use of Evidence,” 6 Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law, 30󈜩.
Miron Zuckerman, Bella M. DePaulo, and Robert Rosenthal, “Verbal and Nonverbal Communication of
Deception,” in Advances in Experimental Social Psychology , ed. Leonard Berkowitz (New York: Academic Press,
1981), 14:1󈝃. ومع ذلك، فإن هذه الدراسات محدودة في نهجها تجاه الكذب، مما يجعل تطبيق أو إزالة الإشارات اللفظية وغير اللفظية غير حاسم. للحصول على نظرة عامة على هذه الدراسات، راجع Memon, Vrij, and Bull, Psychology and
Law , 14󈜜, 28󈜬. وبالمثل، وفقًا لبعض الأبحاث، فإن التحميل المعرفي الناجم عن الخداع قد يؤدي في الواقع إلى إعاقة الكلام. (أنظر Günter Köhnken, “Speech and Deception of Eyewitnesses: An Information Processing
Approach,” in Social/ecological Psychology and the Psychology of Women: Proceedings of the XXIII International
Congress of Psychology of the International -union- of Psychological Science , ed. Florence L. Denmark [Amsterdam,
Netherlands: North-Holland, 1985], 7:117󈜯). بالنسبة للإشارات اللفظية وغير اللفظية المحتملة للخداع، راجع Memon, Vrij,
and Bull, Psychology and Law , 11󈜚.
ومن المثير للاهتمام أن الناس أكثر عرضة لإدراك القصص التي تحتوي على قدر مفرط من التفاصيل الغريبة على أنها أقل مصداقية من القصص التي تحتوي على تفاصيل أقل، (أنظر the research findings in Kristine A. Peace, Krista L. Brower, and Alexandra
Rocchio, “Is Truth Stranger Than Fiction? Bizarre Details and Credibility Assessment,” Journal of Police and Criminal
Psychology 30, no. 1 [March 2015]: 38󈜹).
Hartwig, Granhag, and Luke, “Strategic Use of Evidence,” 14󈜗.
على سبيل المثال، تم القبض على جوزيف سميث، مؤسس كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (أي المورمون)، ومحاكمته وإدانته بتهمة "الاحتيال" في 20 مارس 1826 لمحاولته خداع الناس وإقناعهم بأنه يمكنه تحديد موقع الذهب المدفون عن طريق وضع حجر رؤى داكن اللون داخل قبعة. بعد أربع سنوات، في عام 1830، نشر جوزيف سميث كتاب مورمون بناءً على اكتشافه المفترض للصفائح الذهبية المدفونة، على الرغم من أن سميث قال لاحقًا إنه اكتشفها بالفعل في 22 سبتمبر 1823، قبل ثلاثين شهرًا تقريبًا من إدانته. (أنظر Fawn M. Brodie, No
Man Knows My History: The Life of Joseph Smith the Mormon Prophet , 2nd ed. [1945 repr., New York: Alfred A.
Knopf, 1978], 16 󈜩, 427󈜥). إن هذه الحقائق وحدها كفيلة بإثارة قدر كبير من الشكوك حول ادعاء سميث باكتشافه ألواحًا ذهبية مدفونة، خاصة وأن الألواح الذهبية لم يتم الكشف عنها للعامة قط، ومنذ ذلك الحين تم إخفاؤها بعيدًا عن الفحص الإضافي.
أنظر Köhnken, “Behavioral Correlates of Statement Credibility,” 272󈝓 and Bromby and Hall, “ADVOKATE,”
146.
Cf. Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law , 112󈜕.
Elizabeth F. Loftus, Eyewitness Testimony (Cambridge, MA: Harvard University Press, 1979), 27󈜧.
Gary L. Wells, Tamara J. Ferguson, and R. C. L. Lindsay, “The Tractability of Eyewitness Confidence and Its
Implications for Triers of Fact,” Journal of Applied Psychology 66, no. 6 (December 1981): 688󈝨 C. A. Elizabeth
Luus and Gary L. Wells, “The Malleability of Eyewitness Confidence: Co-Witness and Perseverance Effects,” Journal
of Applied Psychology 79, no. 5 (October 1994): 714󈜟 Laura Smalarz and Gary L. Wells, “Eyewitness Certainty as a
System Variable,” in Reform of Eyewitness Identification Procedures , ed. Brian L. Cutler (Washington, DC: American
Psychological Association, 2013), 172 Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law , 111󈜔. من غير المرجح أن يقبل المحامون الذين لديهم شهود غير متأكدين من شهاداتهم الخاصة هؤلاء الشهود كأدلة في قضايا المحكمة (Smalarz and Wells, “Eyewitness Certainty,” 162).
Hartwig, Granhag, and Luke, “Strategic Use of Evidence,” 18󈜝.
Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law , 111.
Cf. John C. Yuille and Judith Cutshall, “Analysis of the Statements of Victims, Witnesses and Suspects,” in
Credibility Assessment , ed. John C. Yuille, vol. 47, Behavioural and Social Sciences , Proceedings of the NATO
Advanced Study Institute on Credibility Assessment (Maratea, Italy, 1988) (New York: Springer, 1989), 189.
للحصول على تفاصيل حول CBCA وSVA، بما في ذلك إجراءاتها ونتائج أبحاثها، أنظر: Aldert Vrij, Detecting Lies
and Deceit: The Psychology of Lying and the Implications for Professional Practice , Wiley Series in the Psychology of
Crime, Policing and Law (2000 repr., New York: John Wiley & Sons, 2001), 113󈝀 and Max Steller and Günter
Köhnken, “Criteria-Based Content Analysis,” in Psychological Methods in Criminal Investigation and Evidence , ed.
David C. Raskin (New York: Springer Publishing Company, 1989), 217󈜵.
من ناحية أخرى، غالبًا ما تكون علامات الخداع المرتبطة بالمحتوى أقل تماسكًا وأكثر تناقضًا، وأقل تفصيلاً (خاصة فيما يتعلق بالتفاعلات، واقتباسات التفاعلات، والتفاصيل غير العادية)، وأقل دقة فيما يتعلق بالتفاصيل الزمنية والمكانية ("التضمينات السياقية"). ومع ذلك، لا توجد مجموعة واحدة من الإشارات الموثوقة لكشف الخداع. هذه الإشارات اللفظية المحددة أقل احتمالية للظهور في الشهادات الخادعة. أنظر: Memon, Vrij, and Bull, Psychology
and Law , 14, 19󈜜 Köhnken, “Behavioral Correlates of Statement Credibility,” 273, 275󈝔 Peace, Brower, and
Rocchio, “Is Truth Stranger Than Fiction,” 38󈜯 and Yuille and Cutshall, “Analysis of the Statements,” 186󈝠.
Cf. Yuille and Cutshall, “Analysis of the Statements,” 188.
Marcia K. Johnson and Carol L. Raye, “Reality Monitoring,” Psychological Review 80, no. 1 (January 1981): 67‒
85 Marcia K. Johnson, Shahin Hashtroudi, and D. Stephen Lindsay, “Source Monitoring,” Psychological Bulletin 114,
no. 1 (July 1993): 3󈜤.
أنظر: Hartwig, Granhag, and Luke, “Strategic Use of Evidence,” 1󈜒.
Cf. Antonio L. Manzanero et al., “Evaluación de la credibilidad de relatos de personas con discapacidad
intelectual,” Anales de Psicología 31, no. 1 (January 2015): 338 and Köhnken, “Behavioral Correlates of Statement
Credibility,” 275.
Hartwig, Granhag, and Luke, “Strategic Use of Evidence,” 16󈜝.
راجع على سبيل المثال: Frank Horvath, “Detecting Deception: The Promise and the Reality of Voice Stress Analysis,”
Journal of Forensic Sciences 27, no. 2 (1982): 340󈜻 David C. Raskin, “Polygraph Techniques for the Detection of
Deception,” in Psychological Methods in Criminal Investigation and Evidence , ed. David C. Raskin (New York:
Springer, 1989), 247 ‒ 96 and Charles R. Honts, David C. Raskin, and John C. Kircher, “Mental and Physical
Countermeasures Reduce the Accuracy of Polygraph Tests,” Journal of Applied Psychology 79, no. 2 (1994): 252󈝃.
Ronald P. Fisher and Brian L. Cutler, “The Relation between Consistency and Accuracy of Eyewitness Testimony,”
in Psychology, Law, and Criminal Justice: International Developments in Research and Practice , ed. Graham Davies
et al. (New York: W-alter-de Gruyter, 1996), 21󈜤 Eric E. Jones, Phillip G. Palmer Jr., and Abby D. Bandy, “The Effect
of Inconsistency on Evaluations of a Second Eyewitness: It Depends On Who Testifies First,” Psychiatry, Psychology
and Law 20, no. 6 (2015): 815. يجب على الباحثين أيضًا أن يدركوا أنه في السيناريوهات التي يتوفر فيها شاهدان أو أكثر، فإن شهادة الشاهد الأول ستؤثر على كيفية نظر المحاور إلى اتساق ومصداقية الشهود اللاحقين (Jones, Palmer, and Bandy, “The Effect of Inconsistency on Evaluations,” 814󈜥).
ومن المثير للاهتمام أن الناس يميلون إلى المبالغة في تقدير طول الأحداث، وخاصة عندما يكونون تحت الضغط. (Irwin G. Sarason and
Rick Stoops, “Test Anxiety and the Passage of Time,” Journal of Consulting and Clinical Psychology 46, no. 1
[February 1978]: 102𔂽).
Cf. Steven B. Duke, Ann Seung-Eun Lee, and Chet K. W. Pager, “A Picture’s Worth a Thousand Words:
Conversational Versus Eyewitness Testimony in Criminal Convictions,” American Criminal Law Review 44, no. 1
(2007): 26󈜦.
أنظر: Maryanne Garry and Devon L. L. Polascheck, “Imagination and Memory,” Current -dir-ections in
Psychological Science 9, no. 1 (February 2000): 6󈜒 Giuliana Mazzoni and Amina Memon, “Imagination Can Create
False Autobiographical Memories,” Psychological Science 14, no. 2 (March 2003): 186󈝠 and Giuliana A. L.
Mazzoni, Elizabeth F. Loftus, and Irving Kirsch, “Changing Beliefs about Implausible Autobiographical Events: A Little
Plausibility Goes a Long Way,” Journal of Experimental Psychology: Applied 7, no. 1 (March 2001): 51󈝃.
Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law, 142. On fantasy proneness, see Peter Hough and Paul Rogers,
“Individuals Who Report being Abducted by Aliens: Investigating the Differences in Fantasy Proneness, Emotional
Intelligence and the Big Five Personality Factors,” Imagination, Cognition and Personality 27, no. 2 (2007�): 139‒
61 Harald Merckelbach, “Telling a Good Story: Fantasy Proneness and the Quality of Fabricated
Memories,” Personality and Individual Differences 37, no. 7 (November 2004): 1371󈝚 and André Aleman and
Edward H. F. de Haan, “Fantasy Proneness, Mental Imagery and Reality Monitoring,” Personality and Individual
Differences 36 , no. 8 (June 2004): 1747󈜾.
Peace, Brower, and Rocchio, “Is Truth Stranger Than Fiction?,” 43󈜴. For details on the DES, see Eve M.
Bernstein and Frank W. Putnam, “Development, Reliability, and Validity of a Dissociation Scale,” The Journal of
Nervous and Mental Disease 174, no. 12 (December 1986): 727󈜫. For the CEQ, see Harald Merckelbach, Robert
Horselenberg, and Peter Muris, “The Creative Experiences Questionnaire (CEQ): A Brief Self-Report Measure of
Fantasy Proneness,” Personality and Individual Differences 31, no. 6 (October 2001): 987󈝧.
Bromby and Hall, “ADVOKATE,” 145󈜶 Duke, Lee, and Pager, “A Picture’s Worth a Thousand Words,” 10󈜓.
Cf. Elizabeth F. Loftus, “Reconstructing Memory: The Incredible Witness,” Psychology Today 8 (December
1974): 116󈜛 and Bromby and Hall, “ADVOKATE,” 146󈜷.
Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law , 110.
Cf. Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law , 100𔂵 and Manzanero et al., “Evaluación de la credibilidad,”
338󈜴.
Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law , 108𔂽, 111 Smalarz and Wells, “Eyewitness Certainty,” 163, 167‒
68.
Lauren O’Neill Shermer, Karen C. Rose, and Ashley Hoffman, “Perceptions and Credibility: Understanding the
Nuances of Eyewitness Testimony,” Journal of Contemporary Criminal Justice 27, no. 2 (May 2011): 187 R. Barry
Ruback and Martin S. Greenberg, “Crime Victims as Witnesses: Their Accuracy and Credibility,” Victimology: An
International Journal 10, no. 1 (1985): 419 Smalarz and Wells, “Eyewitness Certainty,” 162󈝇.
أنظر “The Cases,” Innocence Project, accessed March 1, 2019, https://www.innocenceproject.org/allcases/#
exonerated-by-dna and “Eyewitness Identification Reform,” Innocence Project, accessed March 1,
2019, https://www.innocenceproject.org/eyewitness-identification-reform
Gary L. Wells and Elizabeth F. Loftus, “Eyewitness Memory for People and Events,” in Handbook of Psychology
, ed. Alan M. Goldstein and Irving B. Weiner, vol. 11, Forensic Psychology (Hoboken, NJ: John Wiley & Sons, 2003),
149.
يمكن أن تكون هذه العوامل بسيطة مثل العمر والجنس وتوقعات الصورة النمطية والتميز الملحوظ للأشخاص المعنيين: أنظر (Shermer, Rose, and Hoffman, “Perceptions and Credibility,” 186).) حتى لو كان الشخص انطوائيًا، فإنه يصبح أكثر عرضة للاقتراحات الكاذبة المتعلقة بالذاكرة، وخاصة عندما يقترن ذلك بمحاور منفتح. (Stephen Porter et al., “Negotiating False Memories: Interviewer and Rememberer Characteristics Relate to Memory
Distortion,” Psychological Science 11, no. 6 [November 2000]: 507󈜒).
أنظر: Saul M. Kassin et al., “On the ‘General Acceptance’ of Eyewitness Testimony Research: A New Survey of the
Experts,” American Psychologist 56, no. 5 (May 2001): 405󈜘.
Susan T. Fiske and Shelley E. Taylor, Social Cognition: From Brains to Culture , 3rd ed. (Thousand Oaks,
CA: SAGE Publications, 2017), 63󈝣.
Richard E. Nisbett and Lee Ross, Human Inference: Strategies and Shortcomings of Social Judgment (Englewood
Cliffs, NJ: Prentice-Hall, 1980), 45 Redman, “How Accurate Are Eyewitnesses?,” 183. Cf. Ruback and Greenberg,
“Crime Victims as Witnesses,” 410󈜓.
Redman, “How Accurate Are Eyewitnesses?,” 182󈝛 Duke, Lee, and Pager, “A Picture’s Worth a Thousand
Words,” 29󈜦 Ruback and Greenberg, “Crime Victims as Witnesses,” 411󈜔.
Redman, “How Accurate Are Eyewitnesses?,” 180, 186, 189.
See the numerous studies in Duke, Lee, and Pager, “A Picture’s Worth a Thousand Words,” 1󈜼.
Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law , 93󈝫 Johnson, Hashtroudi, and Lindsay, “Source Monitoring,” 3‒
28.
أنظر: Ira E. Hyman Jr., Troy H. Husband, and F. James Billings, “False Memories of Childhood Experiences,”
Applied Cognitive Psychology 9, no. 3 (June 1995): 181󈝩 Elizabeth F. Loftus and John C. Palmer, “Reconstruction of
Automobile Destruction: An Example of the Interaction between Language and Memory,” Journal of Verbal Learning
and Verbal Behavior 13, no. 5 (October 1974): 585󈝡 Jo Saunders and Malcolm D. MacLeod, “New Evidence on the
Suggestibility of Memory: The Role of Retrieval-Induced Forgetting in Misinformation Effects,” Journal of
Experimental Psychology. Applied 8, no. 2 (June 2002): 127󈜲 Michael McCloskey and Maria S. Zaragoza,
“Misleading Postevent Information and Memory for Events: Arguments and Evidence Against Memory Impairment
Hypotheses,” Journal of Experimental Psychology: General 114, no. 1 (March 1985): 1󈜘 Redman, “How Accurate Are Eyewitnesses?,” 186󈝟 Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law , 93󈝫 Duke, Lee, and Pager, “A Picture’s
Worth a Thousand Words,” 34 Loftus, Eyewitness Testimony , 56󈝂.
Cf. Gary L. Wells, R. C. L. Lindsay, and Tamara J. Ferguson, “Accuracy, Confidence, and Juror Perceptions in
Eyewitness Identification,” Journal of Applied Psychology 64, no. 4 (August 1979): 440󈜸 Jack P. Lipton, “On the
Psychology of Eyewitness Testimony,” Journal of Applied Psychology 62, no. 1 (February 1977): 90󈝧 Memon, Vrij,
and Bull, Psychology and Law , 96󈝩, 101𔂺 and Yuille and Cutshall, “Analysis of the Statements,” 176.
Ira E. Hyman Jr. and Joel Pentland, “The Role of Mental Imagery in the Creation of False Childhood Memories,”
Journal of Memory and Language 35 (April 1996): 101󈜙 Redman, “How Accurate Are Eyewitnesses?,” 187󈝠.
Cf. Norman J. Bregman and Hunter A. McAllister, “Eyewitness Testimony: The Role of Commitment in
Increasing Reliability,” Social Psychology Quarterly 45, no. 3 (1982): 181󈝛 Hyman, Husband, and Billings, “False
Memories,” 181󈝩 Hyman and Pentland, “The Role of Mental Imagery,” 101󈜙.
Smalarz and Wells, “Eyewitness Certainty,” 163, 168󈝎. ومن المثير للاهتمام أن كينر يبدو أنه يربط بين ثقة شهود العيان ودقة القصة عندما يكتب عن إحياء الناس من بين الأموات، "إن اعتقاد كتاب الأناجيل وأعمال الرسل بأن عمليات الإنعاش التي ذكروها حدثت لا ينبغي أن يكون موضع شك أكثر من ثقة العديد من الأشخاص في وقت لاحق من التاريخ واليوم الذين يعتقدون أنهم رأوا، وقدموا أدلة شهود العيان على، تجارب مماثلة" (Keener, Miracles , 537 emphasis added).
مرة أخرى، يبدو أن كينر يربط بين صدق شهود العيان ودقة القصة، فيكتب: "نظرًا لمعرفتي بإيلين والسياق الأوسع لقصة حياتها ...، لدي ثقة كاملة في أنها تتحدث بصدق مطلق" (Keener,
Miracles , 570).
Siegfried Ludwig Sporer et al., “Choosing, Confidence, and Accuracy: A Meta-Analysis of the Confidence-
Accuracy Relation in Eyewitness Identification Studies,” Psychological Bulletin 118, no. 3 (November 1995): 315󈜣
John S. Shaw III and Kimberley A. McClure, “Repeated Postevent Questioning Can Lead to Elevated Levels of
Eyewitness Confidence,” Law and Human Behavior 20, no. 6 (December 1996): 629󈜽 Köhnken, “Behavioral
Correlates of Statement Credibility,” 272 Smalarz and Wells, “Eyewitness Certainty,” 165, 171󈝐 Shermer, Rose, and
Hoffman, “Perceptions and Credibility,” 185.
Daniel L. Schacter and Elaine Scarry, eds., Memory, Brain, and Belief , Pbk. ed. (2000 repr., Cambridge, MA:
Harvard University Press, 2001), 3 Redman, “How Accurate Are Eyewitnesses?,” 180󈝚, 185, 187󈝠.
Stephen Porter and Angela R. Birt, “Is Traumatic Memory Special? A Comparison of Traumatic Memory
Characteristics with Memory for Other Emotional Life Experiences,” Applied Cognitive Psychology 15, no. 7
(December 2001): 101󈜙 Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law , 128󈜫 Redman, “How Accurate Are
Eyewitnesses?,” 184󈝝 Shermer, Rose, and Hoffman, “Perceptions and Credibility,” 186 Ruback and Greenberg,
“Crime Victims as Witnesses,” 411.
Cf. Daniel B. Wright et al., “Field Studies of Eyewitness Memory,” in Reform of Eyewitness Identification
Procedures , ed. Brian L. Cutler (Washington, DC: American Psychological Association, 2013), 181󈝚 and Ken A.
Deffenbacher, “The Influence of Arousal on Reliability of Testimony,” in Evaluating Witness Evidence: Recent
Psychological Research and New Perspectives , ed. Sally M. A. Lloyd-Bostock and Brian R. Clifford (New York: John
Wiley, 1983), 235󈜻.
the research in Henry F. Fradella, “Why Judges Should Admit Expert Testimony on the Unreliability of
Eyewitness Testimony,” Federal Courts Law Review 2006, no. 3 (June 2006): 10 Craig R. Barclay, “Schematization of
Autobiographical Memory,” in Autobiographical Memory , ed. David C. Rubin (1986 repr., Cambridge, MA: Cambridge University Press, 1989), 82󈝫 Elizabeth F. Loftus, “Silence is Not Golden,” American Psychologist 38
(May 1983): 564󈝐 Duke, Lee, and Pager, “A Picture’s Worth a Thousand Words,” 30󈜩 and Lipton, “On the
Psychology of Eyewitness Testimony,” 90󈝧.
Steen F. Larsen, Charles P. Thompson, and Tia Hansen, “Time in Autobiographical Memory,” in Remembering
Our Past: Studies in Autobiographical Memory , Pbk. ed., ed. David C. Rubin (1995 repr., New York: Cambridge
University Press, 1999), 129󈝀.
أنظر على سبيل المثال: Anne Maass and Günter Köhnken, “Eyewitness Identification: Simulating the ‘Weapon
Effect’,” Law and Human Behavior 13, no. 4 (December 1989): 397� and Kerri Pickel, “The Influence of Context on
the ‘Weapon Focus’ Effect,” Law and Human Behavior 23 , no. 3 (June 1999): 299�.
Peace, Brower, and Rocchio, “Is Truth Stranger Than Fiction,” 42 Ruback and Greenberg, “Crime Victims as
Witnesses,” 416󈜛.
Cf. Memon, Vrij, and Bull, Psychology and Law , 87�, 110, 113󈜚.
J. P. Moreland, Scaling the Secular City: A Defense of Christianity (Grand Rapids, MI: Baker Academic, 1987),
137󈜮.
Louis Gottschalk, Understanding History: A Primer of Historical Method , 2nd ed. (New York: Alfred A. Knopf,
1969), 150.
ولكن هذه المعايير لا تؤيد موقفاً مفرطاً في التشكك (وغير عقلاني) يتلخص في "تسميم البئر". فمجرد أن يكون لدى شخص ما تاريخ إجرامي، أو دوافع غير لائقة، أو قام بتزوير معلومات في الماضي لا يعني أنه يقوم بتزوير المعلومات في الوقت الحاضر (رغم أنه لا ينبغي تجاهل هذه العوامل أيضاً).
Cf. Ruback and Greenberg, “Crime Victims as Witnesses,” 421.
Redman, “How Accurate Are Eyewitnesses?,” 187.
T. Edward Damer, Attacking Faulty Reasoning: A Practical Guide to Fallacy-Free Arguments , 7th ed. (Boston,
ma: Wadsworth, Cengage Learning, 2013), 7, 16 ‒ 18.
أنظر النقاش كاملا في: Miracles , 645�, 739󈝃.
يقول كينر: "بعد كل شيء، أنا أعرف هؤلاء الأشخاص وأعتقد أن لدي سببًا وجيهًا للثقة في شهادتهم" (Keener, Miracles , 758).
Webb, “The Rules of the Game,” 70󈝒.
Redman, “How Accurate Are Eyewitnesses?,” 196 التوكيد من المصدر.

Keener, Miracles , 251.
Keener, Miracles , 2𔂷.
Keener, Miracles , 716 التأكيد تمّ إضافته.
Keener, Craig S., Miracles: The Credibility of the New Testament Accounts. (Grand Rapids, Michigan: Baker
Academic, 2011), 2 volumes, v. 1. p. 1.
Strobel, Lee, The Case for Miracles: A Journalist Investigates Evidence for the Supernatural (Zondervan, 2018),
p.97
Keener, Miracles, v. 2. p. 762.
Keener, Miracles, v. 2. p. 767.
Keener, Miracles , v. 2. p. 767.
Keener, Miracles , v. 1. p. 10.
Keener, Miracles , v. 1, p. 333-334.
Stafford, Tim, “Expect a Miracle: Scholar Craig Keener Rediscovers the Reality of Divine Intervention,”
Christianity Today , December 2011, p. 34-37.
Keener, Miracles , v. 1, p. 557.
Chillingworth, Breanna, "Lucky Escape for Snake Bite Toddler." http://www.essentialbaby.com.au/toddler/toddlerhealth/
lucky-escape-for-snake-bite-toddler-20130811-2rpuj
Naik, B.S., “ Dry bite In Venomous Snakes: A Review." Toxicon , 2017, p. 63.
Keener, Miracles , v.1, p. 421.
Keener, Miracles , v. 1, p. 422 n.547.
Carp, Sandra Anne, A Pentecostal Legend : A Reinterpretation of the Life and Legacy of Smith Wigglesworth.
M.Phil. thesis (University of Birmingham, 2016). http://etheses.bham.ac.uk/6538/
لتفاصيل كل حادثة من الأحياءات راجع “Smith Wigglesworth Raised the Dead?” https://edward-tbabinski.
blogspot.com/2019/03/miracles-by-craig-s-keener-smith.html
Carp, p.157.
Carp, p.159-160.
Wilson, Julian, Wigglesworth: The Complete Story: A New Biography on the Apostle of Faith Smith
Wigglesworth. (Tyrone, Georgia: Authentic Media, 2004), p. 82-83,120.
Carp, p. 85-100, 159-167.
Keener, Miracles , v.1, p. 164.
Stafford, p.36.
Keener, Miracles , v.1, p. 176-177.
Pascal, Jacqueline, A Rule for Children and Other Writings . Edited and translated by John J. Conley. (Chicago:
University of Chicago Press, 2003), p.142.
كان هذا هو تقييم اثنين من المؤرخين الرئيسيين لدير بورت رويال، سانت بوف وتشارلز بيرد، أنظر إلى عمل الأخير: Port Royal: A Contribution to the History of Religion and Literature in France. (London: Williams and
Norgate, 1873). 2 volumes. v.1 p.314-315. وفقًا للدكتور سانفورد جيفورد، أستاذ طب العيون، "كانت هذه الفتاة تعاني بلا شك من التهاب كيس الدمع"، وهو عدوى تصيب كيس الدمع الدمعي - وهي غرفة صغيرة بالقرب من الأنف تستنزف فيها السوائل الزائدة من العين - يحتوي الكيس أيضًا على قناة تنقل السوائل إلى الأنف. لكن بعض الأشخاص يولدون بغشاء رقيق يسد تلك القناة، مما يتسبب في ذرف أعينهم للدموع باستمرار لأن الكيس الدمعي لا يستطيع إفراغه في البلعوم الأنفي. قد تستمر متلازمة العين الدامعة هذه لسنوات "حتى سن الخامسة إلى العاشرة من العمر حيث تصاب محتويات الكيس الدمعي بالعدوى". [كانت مارغريت تبلغ من العمر ست سنوات ونصف عندما أصيبت بالعدوى.] ثم ينتفخ الكيس الدمعي بالصديد المائي، و"عندما يكون الكائن المسبب للعدوى عبارة عن عصية قولونية، أو بعض الكائنات الحية الأخرى، مثل بروتيوس فولجاريس، تكون هناك أحيانًا رائحة كريهة. يؤدي تضخم الكيس أحيانًا إلى نخر جدار الأنف، بحيث يفرز الإفراز أحيانًا في البلعوم الأنفي، ولكن الفتحة ليست كبيرة بما يكفي لتصريف كل الإفراز، لذلك يستمر التورم. سيؤدي الضغط على الكيس الدمعي إلى دفع الإفراز إما إلى الأنف، أو إلى كيس الملتحمة [العين] [والذي تم وصفه أيضًا في حالة مارغريت عندما تم الضغط على التورم]... في بعض الأطفال، نجحت بالضغط بقوة على الكيس في تمزيق الغشاء الذي يفصل القناة عن الأنف، مما أدى إلى شفاء الحالة تمامًا. هذا إجراء معترف به "وهو ما يتم تجربته عادة على الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة... وقد يكون النخر [في جدار الأنف قد سهّل العلاج في حالة مارغريت، حيث أدى إلى تصريف كافٍ]. ومن المؤكد أن التورم يختفي تمامًا بمجرد ظهور فتحة كبيرة بما يكفي في الأنف لتصريف الإفرازات." Bishop,
Morris, Pascal: A Life of Genius. (New York: Reynal & Hitchcock, 1936), p. 376 n. 19.
وقد تناولت مقالة في إحدى المجلات الطبية الفرنسية البيانات المتعلقة بـ "معجزة الشوك المقدس" وأشار مؤلفوها إلى أن جاكلين باسكال كتبت (في رسالتها المذكورة سابقًا) أنه "قبل يومين" من شفاء مارغريت، "بدأت تشم رائحة كريهة/تشعر بالمرض مرة أخرى"، ولكن استخدام كلمة "مرة أخرى" يعني أن بعض التحسن في حالتها قبل ذلك الوقت كان قد حدث. و"تنتهي إفرازات القيح من الأنف أو محجر العين الأخرى في النهاية إلى الجفاف"، لذا فإنهم "يجدون أنه من الجائز الاعتراف بأن المرض كان يقترب من نهايته الطبيعية، وحتى العلاج الذي دام ثمانية عشر شهرًا [الذي خضعت له مارغريت، والذي تضمن الضغط على الكيس الدمعي] لم يكن بدون [بعض التأثير الإيجابي] عليها". وربما تزامن الشفاء حتى مع الضغط من الصندوق المقدس الذي طرد انسدادًا في القناة أو فتح قناة واسعة بما يكفي لتصريف الكيس الدمعي. كما أن "الانسداد السريع للناسور، سواء كان دمعيًا أو عظميًا، هو ظاهرة عادية إلى حد ما". (الانسداد = إغلاق؛ و"العظمي" = التهاب عظمي نتيجة للعدوى). وعلاوة على ذلك، لم يفحص الجراح الجزء الداخلي من أنف أو فم مارغريت حتى حدث المزيد من الشفاء لمدة أسبوع. تارجولا، رينيه ومونيك، “Le Miracle de la Sainte Epine de Port-Royal”
[Miracle of the Holy Thorn of Port-Royal Medico-Legal Aspects], Annales Medico Psychologiques, Vol. 115, Issue 4,
April 1957, p. 635-658.
Targowla.
Bibliothèque nationale de France. “Ex-voto de Marguerite Perier.”
http://expositions.bnf.fr/pascal/grand/bla_159.htm , and, Targowla, p. 650.
Kreiser, Robert B., Miracles, Convulsions, and Ecclesiastical Politics in Early Eighteenth-Century Paris. (Princeton,
N.J.: Princeton University Press, 1978), p. 71 n.3.
كانت الأخت فلافي (راعية مارغريت ومشرفة الأطفال في بورت رويال، والتي كان تقريرها محوريًا في القصة) واحدة من أكثر الشخصيات شهرة في تاريخ الدير. Passart, Catherine de Sainte-Flavie, Un
projet ambitieux : le Dictionnaire de Port-Royal au XVIIe siècle https://journals.openedition.org/ccibp/605#tocto2n16
كانت فلافي تتظاهر بأنها تعاني من مجموعة من الأمراض الشخصية تليها شفاءات معجزية من خلال مجموعتها الشخصية من الآثار. كما خدعت الأطفال تحت رعايتها عمدًا بأن وردة قد تفتحت في الشتاء بعد أن وضعتها أمام صورة لبطل جانسيني. وحاولت إقناع الأطفال بأنها تمتلك معرفة خارقة للطبيعة بشؤونهم (كانت تحمل مفاتيح مكاتب الأطفال التي تحتوي على مذكراتهم الشخصية ورسائلهم). وكانت فلافي أيضًا طموحة؛ فقد كانت من بين أوائل أخواتها اللواتي تخلين عن الجانسينية عندما تم الضغط على الدير للقيام بذلك، وتجسست على أخواتها لصالح رئيس الأساقفة وحتى خانت بليز باسكال، كل ذلك في محاولة لحمل رئيس الأساقفة على اختيارها كمديرة جديدة لبورت رويال. Schimmelpenninck, Mary Anne, Selected Memoirs of Port Royal…Taken from Original
Documents. (London: Hamilton, Adams, & Co. Paternoster-Row, 1835). Fourth Edition. Vol. 1., p. 264-266, 273-278. أما بليز باسكال فقد أمضى سنواته الأخيرة راهبًا منفردًا في بورت رويال يستخدم أساليب تعذيب ذاتية بارعة (مثل ارتداء حزام حديدي مليء بالنقاط الموجهة إلى جسده العاري، وكان يضرب نفسه بمرفقه لمضاعفة ألم الوخزات كلما نشأت فيه روح الغرور، أو حتى عندما يشعر أنه يتأثر بلذة المحادثة). لقد عمل على أفكاره، وهو عمل دفاعي [عن الإيمان]. إلى جانب زملائه الجانسنيين، كان يعتقد أنه جزء من بقايا مقدسة تم انتخابها للخلاص بينما من المرجح أن يكون بقية العالم ملعونًا. حث باسكال ذكاءه على الانتحار في هذا الوقت، وكتب، "خذ ماءً مقدسًا، وادع الناس إلى القداس. هذا سيجعلك تؤمن بشكل طبيعي وسيذهلك" (ولم يكن ساخرًا). عانى في السنوات التي سبقت وفاته من أمراض مؤلمة في جسده وعقله، وفي الأشهر الستة الأخيرة لم يكن قادرًا على الكتابة أو حتى القراءة، لكنه كان يزور الكنائس ويصلي ويتأمل في الآثار المكشوفة. توفي عن عمر يناهز التاسعة والثلاثين. Bishop, Morris, Pascal: A Life of Genius. (New York: Reynal &
Hitchcock, 1936), p. 331-338. للمزيد من التفاصيل أنظر: “Craig S. Keener—Sister Flavie, Jansenist Piety, and Pascal” https://edward-tbabinski.
blogspot.com/2019/03/miracles-by-craig-s-keener-sister.html.
Ising, Dieter, Johann Christoph Blumhardt, Life and Work: A New Biography. Translated by Monty Ledford.
(Eugene, Ore.: Cascade, 2009). Translated from Johann Christoph Blumhardt: Leben und Werk. (Göttingen:
Vandenhoeck & Ruprecht, 2002), p. 222.
Slessarev, Helga, Eduard Morike. (New York: Twayne Publishers, 1970), p. 21, 25.
Isling, p. 223. For more on Eduard Morike’s alleged healing by Blumhardt see https://edward-tbabinski.
blogspot.com/2016/01/miracles-by-craig-s-keener-book-review.html
Isling, p. 208-209.
Kohler, Daniel J., “Pilgrimage of Protestants: Miracles and Religious Community in J. C. Blumhardt’s
Wurttemberg, 1840-1880” in Die Gegenwart Gottes in der Modernen Gesellschaft: Transzendenz und Religiose
Vergemeinschaftung in Deutschland / The Presence of God in Modern Society: Transcendence and Religious
Community in Germany. Michael Geyer and Lucian Holscher. (Wallstein Verlag, 2006), p. 72.
Walsh, Arlene M. Sanchez, Pentecostals in America (New York: Columbia University Press, 2018), p. 3, 115 n.2.
https://www.thewayinternational.com/why-i-speak-in-tongues/
“The Miracle of Speaking in Tongues?”
Keener, Miracles, v. 1, p. 328 n.126.
Walsh, p. 20.
Walsh, p. xx, 21-23, 118 n.21.
Walsh, p. xxvi-xxix.
Walsh, p. 4.
Keener, Miracles , v. 2, p. 706.
“Boy Sees Out of Empty Eye Socket?” https://edward-t-babinski.blogspot.com/2019/03/miracles-by-craig-skeener-
boy-sees-out.html
Keener, Miracles , v. 1, p. 587.
Keener, Craig, Acts: An Exegetical Commentary, Volume 1 (Baker Academic, 2012).
K. Giles, article on “Ascension,” Dictionary of Jesus and the Gospels: The IVP Bible Dictionary Series, ed. by Joel
B. Green, Scot McKnight, I. Howard Marshall (1992), p. 48.
Bryan, David K. and Pao, David W., Ascent into Heaven in Luke-Acts: New Explorations of Luke s Narrative
Hinge (Minneapolis: Fortress Press, 2016), p. 3.
Gilbert, Gary, “Roman Propaganda and Christian Identity in the Worldview of Luke-Acts” in Contextualizing Acts:
Lukan Narrative and Greco-Roman Discourse. (Society of Biblical Literature, 2003), p. 245-247.
Dunn, James D. G., “The Ascension of Jesus: A Test Case for Hermeneutics,” Auferstehung - Resurrection: The
Fourth Durham-Tubingen Research Symposium: Resurrection, Transfiguration and Exaltation… (Mohr Siebeck, 2004),
p.312.
Dunn, James D. G., “Demythologizing the Ascension—A Reply to Professor Gooding” (1981), p. 24. And see,
“The Holy Heavens of the Hebrews” http://edward-t-babinski.blogspot.com/2011/11/holy-heavens-of-hebrews.html .
أيضا راجع: , "The Cosmology of the Bible” in The Christian Delusion, ed., John Loftus (New York: Prometheus Books,
1995).
"وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ." أعمال الرسل 1: 9" يستشهد كريغ كينر بزعم إرنست هاينشن بأن "لوقا لم يذكر السحابة التي رفعت يسوع". (كينر، أعمال الرسل: تعليق تفسيري، المجلد 1). صحيح أن هاينشن زعم أن "أي عنصر أرضي (سواء زوبعة أو السحابة نفسها) لا يحمل الشخص المرتفع عالياً". لكن دراسة المقطع تثبت أن السحابة كانت بالفعل وسيلة نقل يسوع:
"في أعمال الرسل 1: 9 ... لا يمكن ترجمة الفعل المركب المستخدم [باليونانية] بشكل مرضٍ على أنه "استقبلوه بعيدًا عن أعينهم" "إن المعنى الحرفي للكلمة هو ""تم أخذه من خلال النزول تحته""، وبالتالي يصور السحابة كوسيلة نقل... وما زال هناك المزيد من التضليل في ترجمة NIV، ""سحابة ""أخفته"" عن أعينهم"" والتي تبدو وكأنها ترجمة متحيزة للغاية."" James D. G. Dunn, “The Ascension of Jesus: A Test Case for Hermeneutics” in Resurrection:
Wissenschafftliche Untersuchungen Zum Neuen Testament (2001), p. 310, 310 n.38. "الفعل مشتق من "الأخذ بالنزول من الأسفل"، "الأخذ من الأسفل"... وهكذا يتم التقاط الرب من الأسفل بواسطة السحابة." Maria Ð Thi Yn, The Lucan Journey: A Study of Luke 9:28-36 and Acts 1:6-11 as an Architectural Pair… (Peter
Lang AG, Internationaler Verlag der Wissenschaften New edition, 2010), p. 169. "الفعل مستخدم في أعمال الرسل 1: 9 بمعنى التسبب في الصعود، الرفع ." A Greek-English Lexicon of the New
Testament and Other Early Christian Literature, 3rd edition (2000), p. 1038. "الفعل المركب [باللغة اليونانية في أعمال الرسل 1: 9]، مع فكرته عن "الأخذ في الدعم" الموضوعة إلى جانب ذكر السحابة، يشير إلى أن السحابة غلفته من الأسفل وأخذته بعيدًا (Dan 7:13)." Darrel L. Bock, Acts
(Baker Exegetical Commentary on the New Testament) (Grand Rapids, Michigan: Baker Academic, 2007), p. 67. "لقد ارتفع، فأخذته سحابة عن أعينهم"... لا ينبغي لأحد أن يفرض النص على أنه يعني أن يسوع قد رُفع أولاً ثم غلفته السحابة. فالحدث ليس مقسمًا إلى أفعال منفصلة، والسحابة ليست سوى مركبة." Hans Conzelmann, Acts of the Apostles: A Commentary on the Acts of the Apostles (Philadelphia: Fortress
Press, 1987), p. 5,7. "السحابة هي دعامة مسرحية كارثية استخدمها المؤلف... تنص المخطوطة د (مخطوطة بيزا) على ما يلي: "حملته سحابة، فاختُطف منهم". Joseph A. Fitzmyer, The Acts of the Apostles (The Anchor Yale Bible
Commentaries, 1998), p. 209, 210.
"وعندما يقول كاتب لوقا-أعمال الرسل أعمال 1: 11 أن الملائكة يقولون: ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ» "إننا نحتاج فقط إلى النظر في عكس هذا الإعلان حتى يكون أمامنا أصل فكرة قصة صعود يسوع، أي كما سيعود يسوع من السماء مع السحاب، فلا بد أنه غادر إلى السماء بطريقة مماثلة." D. F. Strauss, The Life
of Jesus Critically Examined.
Keener, Craig, Acts: An Exegetical Commentary: Introduction and 1:1-2:47 (Baker Academic, 2012).
إن استخدام مصطلحات معزولة مثل "صعد" أو "صعود" من قبل مؤلفي العهد الجديد الآخرين لا يشكل شهادة متعددة للمشاهد السردية الموجودة فقط في لوقا-أعمال الرسل. إنه يشهد فقط على الاعتقاد بأن الأبطال انتهى بهم المطاف في عالم الإلهية، وأن عالم الإلهية يقع حرفيًا فوق الأرض، وبالتالي فإن "الصعود" (سواء تم تصويره على أنه قد تم رؤيته أو ضمنيًا فقط) هو كيف وصل المرء إلى هناك. هذه هي الطريقة والسبب وراء تحدث الناس عن "صعود" مجموعة واسعة من الأبطال، بما في ذلك يوليوس [قيصر] الإمبراطور وأغسطس قيصر قبل كتابة العهد الجديد. من ناحية أخرى، كان من الممكن أن يكون مؤلف إنجيل يوحنا على علم بإنجيل لوقا. وسوف ينشر الأستاذ مارك جوديكر كتابًا عن "معرفة يوحنا بالأناجيل الإزائية". على سبيل المثال، يتبنى إنجيل يوحنا نموذج "ظهورات القيامة الأولى في أورشليم" الموجود في لوقا-أعمال الرسل بدلاً من وجهة نظر مرقس ومتى السابقة التي تقول إن "الظهورات الأولى في أورشليم هي ظهورات القيامة الأولى". "لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ" (لوقا 24: 6). هناك أيضًا أدلة بينية تشير إلى أن مؤلف إنجيل يوحنا استعان بأسماء وقصص من إنجيل لوقا وإنجيل مرقس، ودمج هذه القصص لخلق قصص جديدة. راجع منشورات مدونتي المتعلقة بـ "مسارات الإنجيل" https://edward-t-babinski.blogspot.com/search/label/gospel%20trajectories
أنظر أيضا: “How Impressive Were Jesus’s Miracles?”
Keener, Craig S., and Keener, Medine Moussounga, Impossible Love: The True Story of an African Civil War,
Miracles and Hope Against All Odds (Minneapolis, Minnesota: Chosen Books, 2016)
Keener, Impossible Love, p. 22, 23, 38, 43, 119, 120, 214.
Walsh, p. 1, 115n. 1.
Walsh, p. 11, تذكر أمثلة على الأخطاء النبوية من تجربتها الشخصية بين الخمسينيين.
Keener, Craig, “When Jesus Wanted All My Money: And Everything Else. How I Learned He’s An All-Or-Nothing
Lord,” Christianity Today, May 2016, p. 46-50.
Lack, David, “Of Birds and Men,” New Scientist, January 1996.
أنظر: “Christians´-or-Non-Christians Who Suffer Depression´-or-Attempt Suicide. What We All Have in Common”
https://edward-t-babinski.blogspot.com/2015/08/christians-or-non-christians-who-suffer.html. And, “Divine Providence
or Mixed Messages? A Collection of News Items Showing How Christians Suffer Just Like the Rest of Us”
https://edwardtbabinski.us/scrivenings/2015/divine-providence-or-mixed-messages.html
Alastair McKinnon, “Miracle and Paradox ,” (American Philosophical Quarterly, 1967), 4:308-314.
هذا الفصل هو نسخة أفضل من الفصل الخامس في كتابي How to Defend the Christian Faith: Advice from an Atheist "كيف ندافع عن الإيمان المسيحي: نصيحة من ملحد" (2015)، مع جزء منه مأخوذ من الفصل الثالث من كتابي Unapologetic: Why Philosophy of Religion Must End "بدون اعتذار: لماذا يجب أن تنتهي فلسفة الدين" (2016)، وكلاهما منشور بواسطة دار نشر بيتشستون. في المقدمة أتحدث عن نسبي. وكما قلت من قبل، قد أكون مخطئًا، لكن لا أحد يستطيع أن يقول إنني جاهل.
William Lane Craig, Apologetics: An Introduction ويليام لين كريغ، علم الدفاع عن الإيمان: مقدمة (شيكاغو: مودي برس، 1984) ، ص 21. تم حذف هذا الاقتباس من الطبعة الثالثة من هذا الكتاب، بعنوان Reasonable Faith: Christian Truth and Apologetics الإيمان المعقول: الحقيقة المسيحية وعلم الدفاع عن الإيمان (ويتون، إلينوي: كروسواي بوكس، 2008). أنا متأكد من أنه قام بحذفه ليس لأنه غير رأيه، بل لأنه لم يعد يريد الكشف عما يؤمن به حقًا.
Bernard Ramm, Types of Apologetic Systems: An Introductory Study to the Christian Philosophy of Religion
(Wheaton, Ill.: Van Kampen Press, 1953).
في عام 1962، قام رام بمراجعة وإعادة تسمية كتابه Varieties of Christian Apologetics: An Introduction to the Christian
Philosophy of Religion "أنواع الدفاعيات المسيحية: مقدمة إلى الفلسفة المسيحية للدين" (جراند رابيدز: بيكر بوكس، 1962). وفي الطبعة المنقحة، استبدل رام فان تيل وكارنيل كممثلين للأنظمة التي تؤكد على كلمة الله الخلاصية للوحي الخاص بجون كالفن وأبراهام كويبر.
James K. Beilby, “Varieties of Apologetics” in Khaldoun A. Sweis and Chad V. Meister, Christian Apologetics: An
Anthology of Primary Sources (Grand Rapids, Zondervan, 2012), p. 30.
Gordon R. Lewis, Testing Christianity’s Truth Claims: Approaches to Christian Apologetics (Chicago: Moody
Bible Institute of Chicago, 1976, 1980). Lewis updated the book in 1990 which was published by University Press of
America). Listed in order of date published: Norman Geisler, Christian Apologetics (Grand Rapids: Baker Book House,
1976). Mark M. Hanna, Crucial Questions in Apologetics (Grand Rapids: Baker, 1981). John H. Gerstner, Arthur W.
Lindsley, R.C. Sproul, Classical Apologetics: A Rational Defense of the Christian Faith and a Critique of
Presuppositional Apologetics (Grand Rapids: Zondervan, 1984) Ronald B. Mayers, Both/And: A Balanced Apologetic
(Chicago: Moody Press, 1984), revised by Mayers as Balanced Apologetics: Using Evidences and Presuppositions in
Defense of the Faith (Grand Rapids: Kregel Academic & Professional, 1996) Norman L. Geisler, Baker Encyclopedia
of Christian Apologetics (Grand Rapids: Baker Academic, 1998) Steven B. Cowan, ed., Five Views of Apologetics
(Grand Rapids, Zondervan, 2000) Kenneth Boa and Robert M. Bowman Jr., Faith Has Its Reasons: Integrative
Approaches to Defending the Christian Faith (Downers Grove: IVP Books 2 ed., 2006) and John S. Feinberg, Can You
Believe it’s True?: Christian Apologetics in a Postmodern Era (Wheaton IL.: Crossway, 2013).
هذه العناوين حسب تسلسل النشر: Mark M. Hanna, Crucial Questions in Apologetics (Grand Rapids: Baker, 1981).
John H. Gerstner, Arthur W. Lindsley, R.C. Sproul, Classical Apologetics: A Rational Defense of the Christian Faith and
a Critique of Presuppositional Apologetics (Grand Rapids: Zondervan, 1984) Ronald B. Mayers, Both/And: A Balanced
Apologetic (Chicago: Moody Press, 1984), revised by Mayers as Balanced Apologetics: Using Evidences and
Presuppositions in Defense of the Faith (Grand Rapids: Kregel Academic & Professional, 1996) Norman L. Geisler,
Baker Encyclopedia of Christian Apologetics (Grand Rapids: Baker Academic, 1998) Steven B. Cowan, ed., Five Views
of Apologetics (Grand Rapids, Zondervan, 2000) Kenneth Boa and Robert M. Bowman Jr., Faith Has Its Reasons:
Integrative Approaches to Defending the Christian Faith (Downers Grove: IVP Books 2 ed., 2006) and John S.
Feinberg, Can You Believe it’s True?: Christian Apologetics in a Postmodern Era (Wheaton IL.: Crossway, 2013).
James K. Beilby, Thinking About Christian Apologetics: What It Is and Why We Do It (Downers Grove: IVP
Academic, 2011), p. 102.
التوكيد من عندي: Dulles , A History of Apologetics (New York: Corpus Books, 1971), (1st ed.), p. 246. This might
be the earliest work detailing the history of Christian apologetics. The second 2005 edition of this book (Modern
Apologetics Library, San Francisco: Ignatius Press) just adds six pages on twentieth-century evangelical apologetics (pp.
353-59). For primary source material see the two-volume set compiled by William Edgar and K. Scott Oliphint. eds.,
Christian Apologetics Past and Present (Volume 1, To 1500): A Primary Source Reader (Wheaton, Il, Crossway, 2009),
and Christian Apologetics Past and Present (Volume 2, From 1500): A Primary Source Reader (Wheaton, Il, Crossway,
2011). Also consult the book edited by Khaldoun A. Sweis and Chad V. Meister , Christian Apologetics: An Anthology of
Primary Sources (Grand Rapids, Zondervan, 2012) W. C. Campbell-Jack, Gavin J. McGrath, and C. Stephen Evans,
eds., New Dictionary of Christian Apologetics (Downers Grove: IVP Academic, 2006).
للحصول على نظرة عامة موجزة على الأنظمة الدفاعية المختلفة وسبب وجودها، انظر: James K. Beilby, “Varieties of
Apologetics” in Khaldoun A. Sweis and Chad V. Meister , Christian Apologetics: An Anthology of Primary Sources , pp.
29-38.
John Warwick Montgomery, “A Short History of Apologetics” in Khaldoun A. Sweis and Chad V. Meister ,
Christian Apologetics: An Anthology of Primary Sources , p. 27.
Gary Habermas, “Evidential Apologetics” in Steven B. Cowan, ed., Five Views of Apologetics (Grand Rapids:
Zondervan, 2000), p. 92.
Feinberg, Can You Believe It’s True?: Christian Apologetics in a Postmodern Era (Wheaton IL.: Crossway, 2013),
p. 34. ومع ذلك، فهو يعتقد أن المدافع في عالم اليوم يجب أن يجادل أولاً بأن الحقيقة موضوعية وقابلة للمعرفة، نظرًا لأنه يتعامل مع هذا في الجزء الأول من كتابه، والذي يغطي 194 صفحة.
أنظر: Kerry Walters , Revolutionary Deists: Early America’s Rational Infidels (Amherst, NY: Prometheus Book,
2011)
ميّز ج. أوهيجينز بين أربعة أنواع من الربوبية في: “Hume and the Desists: A Contrast in Religious
Approaches,” Journal of Theological Studies 23, no. 2 (October 1971): 479, 480, which is summarized in Norman L.
Geisler and William D. Watkins, Worlds Apart: A Handbook on Worldviews (Grand Rapids, MI: Baker Book House,
1989), pp. 148–49.
أنظر Susan Jacoby The Age of American Unreason (Vintage Books, 2009).
Norman Geisler, Christian Apologetics (Grand Rapids: Baker Book House, 1976.
Steven B. Cowan, ed., Five Views of Apologetics (Grand Rapids: Zondervan, 2000), p. 16.
Norman Geisler, Christian Apologetics , p. 95.
John S. Feinberg, Can You Believe It’s True: Christian Apologetics in a Modern & Postmodern Era (Wheaton, IL:
Crossway, 2013), p. 321. لا أقصد هنا أن أسيء تفسير فينبرغ بقوله إن هذه الحجج لا تتمتع بأي قدر من الثقل الاستدلالي. فهو يفضل الحجة القائمة على التصميم، ولكن لا شيء من هذه الحجج يصلح كدليل استنتاجي، وبالتالي فإنها "لا تقدم الدرجة من اليقين الموضوعي التي يحتاج إليها العديد من المؤمنين، ناهيك عن غير المؤمنين"، كما تابع.
Swinburne, The Existence of God , 2nd, ed., (Oxford University Press, 2004), pp. 9-10.
Richard Swinburne, The Existence of God 2 nd ed., p. 215.
Alvin Plantinga, Warranted Christian Belief , p. 201.
لقد ناقشت هذه المزاعم بإيجاز. راجع الفصلين 9 و13 في الكتاب الذي شارك في تأليفه (with Randal Rauser)
God of Godless (Grand Rapids, Baker Books, 2013). إن التأكيد على أن الله هو أساس المنطق يعني الوقوع في نفس فخ معضلة يوثيفرو فيما يتصل بالحقيقة الأخلاقية. فهل يكون شيء ما معقولاً لمجرد أن الله يعلن ذلك، أم أن الله يعلن شيئًا معقولاً لأنه كذلك؟ لقد أثبت العقل أنه جدير بالثقة من الناحية العملية ـ فهو يعمل ببساطة. وبطبيعة الحال، لا يستطيع الدماغ أن يفكر بالقدر الذي يزعمه أصحاب الافتراضات المسبقة. وقد يرفض الفلاسفة الشرقيون المنطق ـ باعتباره منطقًا ماويًا ـ لأنه يستند إلى نظرة عالمية عقلانية يرفضونها. لذا فإن الكيفية التي قد تؤثر بها الدفاعيات المسبقة على المعتقدات الشرقية تشكل لغزًا بالنسبة لي.
Steven B. Coven, ed. Five Views on Apologetics , p. 217.
Five Views on Apologetics, p. 233.
Five Views on Apologetics , p. 242.
لا يزال الكتاب الذي كتبه آر. سي. سبرول وجون جيرستينر وآرثر ليندسلي، والذي يتناول موضوع الافتراضات، هو الأكثر تأثيرًا وإقناعًا. Classical Apologetics: A Rational Defense of the Christians Faith and a Critique of
Presuppositional Apologetics (Grand Rapids: Zondervan, 1984), section III, pp. 183-338.
Alvin Plantinga, Warranted Christian Belief (New York: Oxford, 2000), p. 200.
Alvin Plantinga, Warranted Christian Belief, pp. 245, 262.
Richard Swinburne, Faith and Reason , 2nd ed. (Oxford: Oxford University Press, 2005), pp. 74–75.
Plantinga, “Reason and Belief in God,” in Faith and Rationality: Reason and Belief in God ed. Alvin Plantinga and
Nicholas Wolterstorff (Notre Dame: University of Notre Dame Press, 1983), p. 65.
يشرح ديفيد جيه هاند كيف تحدث أحداث نادرة لا يمكن تفسيرها طوال الوقت في كتابه، The Improbability Principle: Why Coincidences, Miracles, and Rare Events Happen Every Day (Scientific American / Farrar, Straus and Giroux, 2014).
John W. Loftus, The Outsider Test for Faith (Amherst, NY: Prometheus Books, 2013), pp. 70-72, 134-144, and
Why I Became an Atheist , pp. 43-47.
W.K. Clifford, “Ethics of Belief” 1877, found online:
http://infidels.org/library/historical/w_k_clifford/ethics_of_belief.html
Alvin Plantinga, Warranted Christian Belief , p. 262.
Ibid., pp. 245-246.
Jaco Gericke, “Fundamentalism on Stilts: A Response to Alvin Plantinga’s Reformed Epistemology ,” Verbum et
Ecclesia 30, no. 2 (2009),
http://www.up.ac.za/dspace/bitstream/2263/12356/1/Gericke_Fundamentalism%282009%29.pdf . See also his chapter,
“Can God Exist If Yahweh Doesn’t?” in the anthology I edited, The End of Christianity (Amherst, NY: Prometheus
Books, 2011), pp. 131–54. For another great response see Graham Oppy’s essay “Natural Theology” in Alvin Plantinga ,
ed., Deane-Peter Baker (Cambridge, Cambridge University Press, 2007.
Gericke, “Can God Exist If Yahweh Doesn’t?” p. 150.
Myron B. Penner The End of Apologetics: Christian Witness in a Postmodern Context (Grand Rapids: Baker
Academic, 2013), p. 4.
Myron B. Penner, ed., Christianity and the Postmodern Turn: Six Views (Grand Rapids: Brazos Press, 2005), p.
127. See Myron Bradley Penner and Hunter Barnes, eds., A New Kind of Conversation: Blogging Toward a Postmodern
Faith (Downers Grove: IVP Books, 2007) and Robert C. Greer, Mapping Postmodernism: A Survey of Christian
Options (Downers Grove: IVP Academic, 2003). See also John B. Cobb, Jr., Living Options in Protestant Theology
(Westminster, 1962).
James K. Beilby, “Varieties of Apologetics” in Khaldoun A. Sweis and Chad V. Meister, Christian Apologetics: An
Anthology of Primary Sources , p. 34.
لم أعد أفكر كما فعلت في كتابي Why I Became an Atheist "لماذا أصبحت ملحدًا" في الدفاع عن المسيحية من النوع التراكمي. ورغم أنني ما زلت أعتقد أن الدفاع عن المسيحية من النوع التراكمي فعال في تفنيد المسيحية، إلا أنني لا أعتقد أنه طريقة متسقة للدفاع عن المسيحية على الإطلاق.
Five Views of Apologetics edited by Steven B. Cowan, p. 317. Cowan can be seen to concur on pages 380-81.
Ibid p. 314.
Ibid p. 316.
Ibid p. 336
Ibid p. 343.
Ibid p. 357.
Ibid p. 343.
Ibid p. 344
Ibid p. 347
John Feinberg thinks Reformed Epistemology “isn’t a method for defending the Christians worldview as truth” in
Can You Believe It’s True?: Christian Apologetics in a Postmodern Era , p. 248.
Ibid p. 249.
Ibid p. 320.
Ibid p. 321.
James K. Beilby, “Varieties of Apologetics” in Khaldoun A. Sweis and Chad V. Meister, Christian Apologetics: An
Anthology of Primary Sources , p. 37.
Ibid.
H. Wayne House and Dennis W. Jowers, Reasons for Our Hope: An Introduction to Christian Apologetics
(Nashville, TN: B&H Academic, 2011), p. 47.
Gerald McDermott, (14, January 24). First Things | America’s Most Influential Journal of Religion & Public Life.
The Bible’s Many Gods. Retrieved October 12, 2018, from
http://www.firstthings.com/web-exclusives/2014/01/the-bibles-many-gods
(n.d.). Got Questions? Bible Questions Answered. What is the difference between miracles and magic? Retrieved
October 12, 2018, from http://www.gotquestions.org/difference-miracles-magic.html



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابة السيرة بين المسلمين والمستشرقين مع ملحق عن إخفاء المسل ...
- تعقيب على مقال فيصل القاسم -هل تنتصر البشرية على شياطين الأر ...
- تاريخٌ اليهودية مارتن غودمان (المدخل) (مترجم)
- (مقال مترجم) التحدّي... على الرغم من الطعن شبه المميت - وعقو ...
- رسول النجوم: رؤية كونيّة حولَ الحضارة للكاتب الأمريكي نيل دغ ...
- ولادة محمّد –نبي الإسلام—بعد أبيه بسنوات
- الحرب العالمية الثالثة –العراق—و تحليل دعبولي
- تأمّلات في الإِسْلام و القرآن القسم الثاني في بحث دونية المر ...
- العراق ... دور المرجعية الشيعية في مائة عام من الفشل
- هل هناك نسويات إسلاميات؟ مغالطات في غرف النسوية على كلبهاوس
- العراق من بعث السّنّة إلى بَعث الشّيعة – هل فقدت المراقد بري ...
- تأمّلات في الإِسْلام و القرآن 3 هل قَتَلَ محمّد آل بيته؟
- تأمّلات في الإِسْلام و القرآن 2 مُحَمّد و -نجاسة المُشْرك-!
- أردوغان و الإسلام و إمبراطور الصّين العاري
- تأمّلات في الإِسْلام و القرآن 1 محمّد و دونيّة المرأة في الإ ...
- الإِسْلاَم: كارِثة طَويلة الأَمَدْ!
- (نجاح و كريم و أبو فراس) و مشروع التنين الصّيني في العراق!
- الجذور و الأصول الرافيدينية الفرعونية للإسلام: موسى و عيسى و ...
- تاريخ الدّولة العثمانية من أرطغرل و حتى وفاة محمد الثاني 148 ...
- عبد الباري عطوان و هاني النقشبندي ... نماذج لمحامي الإرهاب ا ...


المزيد.....




- جينيفر لوبيز تشعل أجواء -فورمولا1- في جدة بالسعودية
- هل يكون مروان البرغوثي المفتاح لمعرفة من سيحكم غزة بعد الحرب ...
- -مستوى جديد من التدهور-.. وسائل إعلام غربية تؤكد -تصرف الاتح ...
- هل ينجح نتنياهو بالقضاء على قدرات حماس؟
- -هذه المرة ستكون من الداخل-.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يحذر ...
- احتفالات عيد الفصح في تبليسي ترافق احتجاجات شعبية ضد الحكومة ...
- -ولّعت ولّعت-.. شاهد لحظة استهداف -القسام- لدبابة إسرائيلية ...
- بالتزامن مع الأنباء حول تقليص وجودها.. وصول تعزيزات أمريكية ...
- الصدر يرفض المشاركة في الانتخابات
- مصداقية ترامب وإدارته تتطلب الشفافية والصدق والشجاعة


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سهيل أحمد بهجت - كتاب الحجة ضد المعجزات مترجم عن كتاب الكاتب الأمريكي جون ل لوفتوس ترجمة سهيل أحمد بهجت (ينشر كاملا لاحقا)