أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة البقاء للأفسد .














المزيد.....


مقامة البقاء للأفسد .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقامة البقاء للأفسد :

قالها بلسان ذلق ودون ان يرف له جفن , مقاول التفليش , وأحد أعمدة الديمقراطيه , معبرا عن مفهومه للديمقراطية : (( ديمقراطية البقاء للأفسد )) , هذه قناعة أحد أعمدة الديمقراطيه في عراق الأميركان , ويدعو الى ((عدم اجراء ألأنتخابات , وتوفير الجهود و ألأموال , وتحديد كل طرف حصته ومغانمه وانتهى الأمر, لأنهم لا يتنافسون لمصلحة المواطن بل على مصالحهم ومغانمهم , ويقولون البقاء للأقوى وانا أقول البقاء للأفسد )) .

أولئك الباذخون , راكبوا الطائرات الخاصة , مبذروا أقوات الشعب , أغلبهم يتمتعون بعقد نفسية متنوعة , وشراهة لا حدّ لها من أجل المال أو الحصول على التقدير الزائف من التابعين , هذا النصب خطير , وله حديث قائم بذاته , انه نصب عصر المحتالين , أصدق وصف لما نحياه في عالم اليوم , احتيال على العقول والنفوس واحتيال على المال والجيوب , تراهم يؤسسون الأحزاب بأسم الله , ويدخلون الأنتخابات بأسم الله , وحين يصلون الى المجلس , يفضون الشراكة مع الله , فالسياسة لديهم فن الممكن , وفي الحكومة يتوافقون على تأليف الحكومة بأسم الله .

يقول مظفر النواب: (( ياسادتي كم خمرتم رأسنا كذبا وكم اضعتم مفاتيح الرؤى عبثا وكم ركبتم ظهور الناس قاطبة وكم جعلتم ثياب الشعب ارقاعا وكم جعلتم من الاوطان مسلخة وكم دفنتم من الاطفال اضلاعا وكم جعلتم من الانسان مهزلة وكم جعلتم من الاحرار اتباعا)) , ويردد عريان السيد خلف مناديا : (( يا وطني المصاب بدائه يا وطني المريض بدائه )) ,يعرف الفاسد جيدا أن ما يقوم به حرام , وليس من حقه , ويبقى في صراع داخلي , لكن هذا الصراع يهدأ عندما يجد مَن يفتي له بأن الإستحواذ على المال العام , ومصادرة حقوق الآخرين , يعتبر غنيمة فهو حلال , وبعدها عندما تسأله عن مصادر الثراء السريع , يكون الجواب حاضرا ( إن الله يرزق مَن يشاء بغير حساب ), فالفاسد كما ترى عفيف كما يرى , وأن ربه قد رزقه , وفتح له خزائن الدنيا لأنه من الطيبين الصالحين , وما على الآخرين الا أن تخنع لهم , وتتبارك بمقامهم الرفيع المعبر عن جوهر القيم والأخلاق , ويعمل الفاسدون على جعل العِراق دولةً كسيحةً , لتبقى غنيمةً لأمد بعيد , وكذلك عملت قوى خارجيّة الدّور نفسه , خوفاً مما صوره أبو العلاء المعريّ قبل ألف عام : (( وبالعِراقِ وَميضٌ يَستهلُ دَماً/ وراعدٌ بلقاء الشّرِ يرتجزُ/ وآخرُ الدَّهرِ يُلفى مثل أوّلهِ/ والصَّدرُ يأتي على مقداره العَجُزُ)) .

نستذكر قول عمرو بن ألأهتم : (( لعمرك ماضاقت بلاد باهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق , وكل كريم يتقى الدم بالقرى وللخير بين الصالحين طريق )) , بات الفساد والباطل يسجلان أنتصارا واضحا على الحق والمباديء والقيم النبيلة والشريفة والنزاهة بكل أسف منذ الأحتلال الأمريكي الغاشم على العراق , ولا أحد بقادر على صده وردعه , ورسخ جذوره , حتى أصبح عنوان بارز لصورة العراق أمام العالم , فما أن يأتي على ذكر أسم العراق حتى ترافقه فضيحة فساد لهذا النائب وهذا الوزير وذلك المسؤول , بالصورة والصوت وهروبهم خارج العراق , ولكثرة الفضائح وحوادث الفساد والسرقات وتباين حجم المبالغ المسروقة, بات الأعلام يطلق عليها مسميات مثل (( سرقة القرن )) الشهيرة, ولربما سنسمع عن تسمية أخرى لسرقة أو فضيحة جديدة , فلا يكاد يمر يوم ألا وهناك حكاية ورواية عن فاسد وسارق من بيت المال وقوت الشعب , المشكلة أنهم يسرقون بقلب مطمئن , وبكل أمان وراحة بال وضمير, وعلى عينك يا تاجر كما يقال .

يقول محمود درويش : (( يا أيها الواقفون على حافةِ الهاوية ألقوا بأنفسِكم في الفراغِ فقد سقطتْ منكمُ الأرضُ وأنتمْ لا تدرونْ )) ,الفاسد لا يقول أنا فاسد , والذي يتهمه بالفساد يحسب من الحاسدين , والعدوانيين على معشر الأشاوس الأبرار المؤمنين , هكذا يتم التوفيق بين المتنافرات الفاعلات في دنيا البشر , ويكون الدين حمّال الأوجه وكذلك التأريخ وغيرهما , فالمتراكم المعرفي يحتمل كافة وجهات النظر , ولا تسأل عن الصائب والسليم , فالحرام حلال والحلال حرام , والباطل حق والحق باطل , وتلك مآسي المجتمعات التي أفرغت رؤوس الأجيال من المعارف العلمية المعاصرة , وحشتها بدين الفقهاء المتاجرين بالبشر بإسم الدين , حتى تحول الناس إلى قطيع في حظائر الراتعين في ثراء وخيم , والمنفذين لإرادات الآخرين .

يقول تميم البرغوثي: (( في كلِّ ركنٍ من رُبوعِكِ مَشهَدُ يُبكي , وفي كلِّ المآذنِ صائحُ يا للعروبةِ , كنتِ حِصناً شامخاً تتكسَّرُ الدُّنيا على أَلواحِهِ ما بالُ حِصنِكِ صارَ أَرضاً تُشتَرى ويُباعُ فيها الأَهلُ والأَشباحُ؟)) , منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 , أصبح الفساد آفة مستشرية تنخر في جسد الدولة والمجتمع , وتعرقل مسيرة التنمية والازدهار, وقد تفاقمت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ في السنوات التي تلت الاحتلال , لتتحول إلى نظام مؤسسي يهدد بتقويض أركان الدولة العراقية وهكذا يرفع رئيس السلطة التشريعية شعار البقاء للأفسد , ولم نعد نرى أي فاسد قد ازيح من منطقة نفوذه , بل العكس , يتساقط الشرفاء أصحاب الصفحات البيضاء , لأنهم مشرقين في عملهم , وكل يوم يتم اقصاء ألأشخاص الذين قدموا الكثير للبلد بدوافع شتى , ويكرم السارق الفاسد ويعتلي صهوة المناصب لأنه فاسد , فالفاسد ابقى واقوى , مؤسف حقا ان يفرط البلد بأ بنائه البررة .

يقول نزار قباني : (( يا أمةً تلبسُ ثوبَ العارِ وتشربُ من كأسِ الانكسارِ متى ستفيقينَ من هذا السُّباتِ وتكسرينَ قيدَ الاستعمارِ؟)) .

صباح الزهيري.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الشارب والشنب .
- مقامة مشكورة .
- مقامة التعود .
- مقامة الفاتحة .
- مقامة الترجمة .
- مقامة عجوز الشتاء .
- مقامة الذوق السائد .
- مقامة التأني .
- مقامة الدهشة .
- مقامة نصيب الأرض .
- مقامة أفعى الكعبة .
- مقامة نهر عطشان .
- مقامة همسة .
- مقامة العجوز .
- مقامة الخنفشاري .
- مقامة مقاولي التفليش .
- مقامة فتوى الشمندفر .
- مقامة الأنتعاش .
- مقامة الشطار .
- مقامة مامش البنفسج .


المزيد.....




- مصر: زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب شمال مدينة شرم الشيخ
- سوريا.. مظاهرة معارضة في السويداء تزامنا مع تفعيل قوى الأمن ...
- لوكاشينكو ينتقد ترامب: فكرة تهجير أهل غزة غير واقعية وفيديو ...
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- ضباط استخبارات سابقون لا يستبعدون -تهدئة- استخباراتية بين وا ...
- زيمبابوي تدق باب -بريكس- وتوقع مع روسيا اتفاقية بشأن تخفيف ع ...
- فيتسو: سلوفاكيا ترفض اقتراح الاتحاد الأوروبي تخصيص أموال لأو ...
- -نيويورك تايمز-: إدارة ترامب تبدأ حملة تسريح واسعة في صفوف و ...
- -رويترز-: إدارة ترامب تدرس خطة لتفتيش ناقلات النفط الإيرانية ...
- إصابة شخصين بانفجار في موقع لشركة -كونتيننتال- في هانوفر بأل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة البقاء للأفسد .