أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - نساء فوق العادة (نسيبة بنة كعب )














المزيد.....


نساء فوق العادة (نسيبة بنة كعب )


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 04:51
المحور: الادب والفن
    


نساء فوق العادة (نسيبة بنة كعب)
نسيبة بنت كعب

نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ.. أُمُّ عِمَارَة، الفاضلةُ المجاهدةُ الأنصارية
في تاريخ الإسلام نساءٌ خُلِّدَتْ أسماؤهن بأحرفٍ من نور، ومن بينهن نُسَيْبَة بنت كعب، الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية. كانت هذه المرأة من أولئك الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، وعاهدوه على الإيمان والنصرة، فلم يكن إسلامها مجرد كلمات تُقال، بل كان عقيدةً متجذرةً في القلب، تجلّت في أفعالها وشجاعتها في ميادين المعارك
تنتمي نسيبة إلى قبيلة بني مازن من الخزرج، وهي القبيلة التي احتضنت الإسلام في مهده، وكانت من أوائل المبايعين للنبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية، تلك البيعة التي مهّدت للهجرة النبوية وأرست دعائم الدولة الإسلامية في المدينة المنورة. كان إخوتها رجالاً صالحين، فعبد الله بن كعب كان من البدريين الذين شهدوا معركة بدر، وعبد الرحمن كان من البكّائين الذين نزل فيهم القرآن الكريم، أولئك الذين لم يجدوا ما يحملهم للجهاد فبكوا حسرةً وشوقًا لنيل شرف الدفاع عن الإسلام
أما نُسَيْبَة، فلم تكن امرأةً عاديةً في زمانها، بل كانت مثالًا للمرأة المسلمة التي لم تكتفِ بدورها التقليدي في البيت، بل تجاوزته إلى ميادين البطولة والجهاد. كانت من النساء القلائل اللاتي شاركن في القتال فعليًا، ولم يكن حضورها في الغزوات مقتصرًا على السقاية وتمريض الجرحى، بل حملت السلاح ودافعت عن الإسلام بكل شجاعة
برزت شجاعتها العظيمة في غزوة أحد، حيث كانت واحدةً من القلائل الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن تفرّق عنه كثيرٌ من الصحابة. رأت المسلمين يتراجعون والسهام تنهال على النبي، فاندفعت بسيفها تدافع عنه وتتصدى للمشركين. كانت تضرب يمينًا وشمالًا حتى أصيبت بعدة جراح، لكنّها لم تتراجع ولم تضعف، بل بقيت واقفةً بجانب النبي تدافع عنه بنفسها
ومما يُروى عنها أنها أصيبت بجراحٍ خطيرة يوم أحد، حتى إنّها كانت تحمل أكثر من اثني عشر جرحًا في جسدها، وكان جرحها في عنقها عميقًا جدًا حتى كاد يودي بحياتها. ومع ذلك، لم يمنعها الألم ولا الجراح من الاستمرار في الدفاع عن الإسلام. لم تكن غزوة أحد آخر معاركها، بل شاركت في حروب الردة بعد وفاة النبي، وكانت من الذين قاتلوا ضد مسيلمة الكذاب
يقال إنها تعرضت لإصابة بليغة في قتالها ضد مسيلمة، حيث قُطِعَت يدها، لكنها لم تندم قط على جهادها، بل كانت تفخر بأنها بذلت روحها ودمها في سبيل الله. كانت نسيبة نموذجًا نادرًا للمرأة المسلمة التي فهمت أن الإيمان ليس مجرد كلمات، بل عملٌ وتضحيةٌ وفداءٌ
لم تكن شجاعتها مقتصرة على ساحات المعارك فقط، بل كانت صاحبة رأيٍ وموقف، تنصح وتوجه وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. كانت من السابقات إلى الإسلام، ممن أدركن قيمة الدين الجديد وعملن على نصرته بكل ما أوتين من قوة
نسيبة بنت كعب لم تكن مجرد شخصية عابرة في التاريخ، بل كانت رمزًا للبطولة والإيمان والتضحية، امرأةٌ لم تخضع للظروف ولم تتراجع أمام المصاعب، بل واجهت التحديات بقلبٍ مؤمنٍ وإرادةٍ صلبة. ظلّ اسمها خالدًا في ذاكرة المسلمين، يذكرونها كلما تحدّثوا عن الشجاعة والإقدام، ويضربون بها المثل في نصرة الحق والوفاء بالعهد
هكذا كانت نسيبة بنت كعب، امرأةً جمعت بين الإيمان العميق والعمل الصالح والجهاد في سبيل الله، ولم تترك مجالًا للتخاذل أو الضعف، فاستحقت أن تكون من أعظم النساء في تاريخ الإسلام، ومن أولئك الذين لا يزال صدى بطولاتهم يتردد في آذان الأجيال المتعاقبة



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصيدة طامو
- فاطمة البويه
- المرأة المغربية
- نساء فوق العادة الملكة (ديهيا)
- رمضان وتجلي النور في القلب
- أنواع العلاقات المجتمعية
- الاحاسيس
- الشك وآثاره الوخيمة


المزيد.....




- مازن الناطور نقيباً للفنانين في سوريا
- الفنانة المصرية وفاء عامر تفاجئ أبطال مسلسل خليجي بـ-البط وا ...
- الفنان داود حسين يكشف تفاصيل حالته الصحية (فيديو)
- تعيين الفنان مازن الناطور نقيبا للفنانين السوريين
- أمسيات الثلوثية.. ثقافة تثري ليالي رمضان
- لتقديمه -رواية جديدة-.. تحرك رسمي في إيران ضد مسلسل معاوية
- إيران تحظر دبلجة وبث مسلسل -معاوية-
- شارك في -الحجاج- و-خالد بن الوليد-.. رحيل الممثل الأردني إبر ...
- أبرز المسلسلات الخليجية في رمضان 2025
- فيلم -أحلام عابرة- لرشيد مشهراوي: رحلة طفل من مخيم قلنديا إل ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - للاإيمان الشباني - نساء فوق العادة (نسيبة بنة كعب )