أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - فلسفة أرسطو المركزية في السياسة هي مفهوم -الغاية-/شعوب الجبوري - ت. من الألمانية أكد الجبوري















المزيد.....


فلسفة أرسطو المركزية في السياسة هي مفهوم -الغاية-/شعوب الجبوري - ت. من الألمانية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 00:49
المحور: الادب والفن
    


سؤال المقال المركزي هو: كيف سخر أرسطو: "السياسة". الفكرة المركزية في فلسفته السياسية هي مفهوم "الغاية": ولماذ الغاية والغرض في بناء الدولة المدنية؟.
بالنسبة لأرسطو، كل الأشياء لها غاية وغرض. الغاية هي ما يتحرك نحوه الشيء أو يشير إليه؛ في حين أن الغرض هو ما يوجد من أجله أو يستخدم. يعتقد أرسطو أنه لفهم غرض الشيء فمن الضروري فهم طبيعته وسلوكه. والمجتمع الذي يتوافق أكثر مع نسيجه هو المجتمع الذي ينكشف فيه نسيج كل شخص بالكامل. إن هدف الحياة الطيبة هو تحقيق هذه الأقمشة. ويتلخص ذلك في تكريس نفسك لأفضل نشاط يناسب شخصًا معينًا وقدراته ومزاجه وأسلوب حياته. في السياسة، تعتبر الدولة المدينة أو الشرطة تحقيقًا للإمكانات الموجودة في ارتباط الناس الفاضلين. يجب على الشرطة (الدولة المدينة) أن تسعى جاهدة لتحقيق غرضها: تنظيم مجتمع يجد فيه كل مواطن فرصة سعيدة للعثور على مصيره الشخصي. إن هذه الأطروحة التي طرحها أرسطو لها أهمية كبيرة في الممارسات السياسية في القرن الحادي والعشرين: فالصراعات الاجتماعية، وانفجارات العنف، والحروب؛ والإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، والتي هزت العالم الحديث، تشهد على أن هناك دولاً فقدت "غايتها الطبيعية"، و"أنسجتها". وهي دول مريضة، مليئة بالكراهية والمسيحانية الوحشية. ويتعين على الساسة المعاصرين أن يدركوا أن مهمتهم لا تقتصر على ظروف السوق، بل تشمل أيضاً النجاح الانتخابي لحزبهم. ويتعين عليهم أن يتوصلوا إلى "المصير الطبيعي" للمجتمعات التي يمثلونها، وأن يدعموا الملايين من الناس في العثور على "مصيرهم الطبيعي" وتحقيقه. وليس الأمر يتعلق بالحملات الشعبية؛ بل بـ"التحليل النفسي" الشامل ـ إذا جاز التعبير ـ لمجتمعاتهم؛ وإيجاد "ذاتهم" و"أنسجتهم" للمساهمة في تحسين هذا العالم.

إن الأطروحة السياسية الثانية التي طرحها أرسطو هي عقيدته في الخير العام. ويماثل المفهوم الأرسطي لفكرة الخير المفهوم الحديث لجودة الحياة. الحياة الطيبة أو الحياة الطيبة هي حياة ذات جودة: آمنة، مكتملة روحياً، فاضلة وسعيدة.. أرسطو يختصر حيز الحياة الاجتماعية إلى حدود الشرطة. وبذلك يكون للشرطة غرض أخلاقي. فهي موجودة من أجل حياة طيبة وصحية أخلاقياً. إن أطروحة أرسطو حول الارتباط بين الحياة النظرية والسياسية تستند إلى معايير أنثروبولوجية. أي أن معيار الاستدلال لتشكيل الأفكار النظرية في السياسة هو الإنسان، وهو وحده: "الإنسان هو مقياس كل الأشياء" (بروتاجوراس). يصنف أرسطو السياسة والأخلاق على أنهما تخصصان "عمليان". إنه لا يتصور السياسة كصراع حصري على السلطة - كما فعل مكيافيلي. يجب أن تكون السياسة تفاعلاً مفتوحًا وخالي من التحيز حيث يتم تدريب الناس وتعليمهم والسعي إلى تحقيق قرارات عادلة.

النظرية، التي يفهمها أرسطو كمعرفة خالصة، وليست نفعية، هي الأهم. من هذا المجال الذي لا يرتبط بالسعي إلى أي منفعة أنانية، يجب على السياسة العملية أن تستخلص الأفكار من أجل النشاط العملي. وهنا يُسند دور خاص إلى الفلسفة، التي تتحقق من خلالها أهداف الدولة. هاتان النقطتان هما: الغرض الأخلاقي للشرطة والحاجة إلى استخراج أفكار نقية من مصدر نظري مستقل من أجل الصالح العام، وهي الأكثر صلة بالممارسات السياسية في القرن الحادي والعشرين. يقول أرسطو: لا تنشأ الدولة إلا عندما يتم خلق تواصل مثمر بين العائلات والعشائر والمواطنين الأفراد من أجل حياة مثالية وآمنة لجميع الناس الأحرار. إن طبيعة الدولة توضع "أمام" الأسرة والفرد. إن كمال المواطن مشروط بجودة المجتمع الذي ينتمي إليه: من يريد خلق شعب مثالي يجب أن يخلق مواطنين مثاليين، ومن يريد خلق مواطنين مثاليين يجب أن يخلق دولة مثالية.

لسوء الحظ، نسي جميع الساسة هذه الأطروحة، ليس لإنشاء دولة ومواطنين مثاليين؛ بل للتلاعب بالمواطنين لصالح النخب الحاكمة ومصالحهم. إن الاتصال السياسي الحديث لا يشبه بأي حال من الأحوال التواصل الأرسطي بين المواطنين من أجل حياة جيدة، بل هو عملية منهجية من البرمجة النفسية من أجل الحفاظ على منظمة اجتماعية سياسية غير عادلة وغير إنسانية.

إننا ننسى أيضاً ذلك الجزء من أطروحة أرسطو الذي يقول فيها: إن مصدر تحسين المجتمع لا يمكن أن يكون الاعتبارات المتعلقة بالمصلحة السياسية المباشرة. بل لابد أن يكون مصدر تحسين المجتمع المعرفة النظرية الحرة، والبحث عن الحقيقة بعيداً عن المصلحة الذاتية. ومن المؤسف أن الساسة المعاصرين هم من المحترفين ـ في أفضل الأحوال ـ الذين يستخدمون نظريات "مربحة" ويتجاهلون تماماً النظريات الحقيقية التي تساعد المجتمع في العثور على "نسيجه". إن جوهر السياسة يتكشف من خلال هدفها، والذي يتلخص، وفقاً لأرسطو، في تحقيق الصالح العام، وتزويد المواطنين بالصفات الأخلاقية الرفيعة، وتحويلهم إلى أشخاص يتصرفون بالعدل. وتتلخص فضيلة المواطن في قدرته على الوفاء بواجبه المدني، والقدرة على طاعة السلطات والقوانين. وعلى هذا فإن المجتمع لابد أن يسعى إلى الأفضل، أي إلى بناء الدولة التي تحقق هذا الغرض على أفضل وجه. إن الناس يحتاجون إلى السياسة لتنظيم الحياة الاجتماعية على نحو سليم، وليس لتفكيكها وإبادتها، كما في (العراق)

وهنا نصل إلى أطروحة أرسطو الثالثة المهمة: وهي أطروحة مفادها أن المجتمع لا ينبغي له أن يطيع بشكل أعمى أي شكل عشوائي من أشكال الحكم، بل لابد أن يسعى بلا هوادة إلى إيجاد شكل خاص به من أشكال التنظيم السياسي، الذي يرضي تماما نسيج هذا المجتمع، المرتبط ارتباطا لا ينفصل بفكرة الخير. فالإنسان يولد سياسيا ويحمل معه دافعا غريزيا للعيش معا، ولابد أن تدعم هذه الدوافع بسياسة متينة.

إن عدم المساواة الفطرية في القدرات هو السبب وراء ارتباط الناس بمجموعات متباينة، تحددها الاختلافات في الأدوار ومكانة الناس في المجتمع. وعند أرسطو، فإن النظام الصحيح هو النظام الذي يسعى إلى تحقيق الصالح العام، بغض النظر عما إذا كان يحكم واحد، أو قليل أو كثير: لقد مال أرسطو إلى الديمقراطية، واعتبرها الأكثر احتمالا. ومع ذلك، كانت آراء الفلاسفة القدماء في الديمقراطية متشككة للغاية. كان أفلاطون يعتقد أن الديمقراطية هي سلطة الناس غير الأكفاء. وسخر أريستوفانيس من "الشيخ الخبيث الحاقد الوقح المسمى ديموس". وفي النهاية لم تتسلل الديمقراطية إلى البلاد التي كانت مهدها، ولم يتذكرها أحد تقريبًا لأكثر من ألف عام. سعى أرسطو إلى "الوسط العادل"، الشكل "المتوسط" للدولة، حيث تهيمن رغبة الوسط على كل شيء: في السلوك، الاعتدال؛ في الملكية، الثروة المتوسطة؛ في السلطة، الطبقة المتوسطة. إن الدولة المكونة من الناس العاديين سيكون لها أيضًا أفضل نظام دولة. يرى بعض الخبراء في هذه الجملة لأرسطو الشروط الأساسية لإيديولوجية "الطبقة المتوسطة".

أخيرًا، في أي نظام دولة، تقول القاعدة العامة لأرسطو: لا تسمح لأي مواطن بزيادة سلطته السياسية بشكل مفرط أكثر من القدر المناسب، ويقول الشيء نفسه عن الثروة؛ ينصح بمراقبة الحكام بعدم جعل المناصب العامة مصدرًا للإثراء الشخصي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 03/05/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بإيجاز؛ والتر بنيامين والعمل الفني في العصر التقني/ إشبيليا ...
- إضاءة: -الكيان الغريب- لكلاريس ليسبكتور/ إشبيليا الجبوري - ت ...
- الصفحة الفارغة/ بقلم إليسيو دييغو* - ت: من الإسبانية أكد الج ...
- إضاءة: رواية -كما الجمر- لساندور ماراي/ إشبيليا الجبوري - ت: ...
- إضاءة: ماريو فارغاس يوسا يكشف -الحقيقة المخفية- في أعمال همن ...
- خلاصة كتاب: كتاب - الليالي الزرقاء- بقلم جوان ديديون -- ت: م ...
- خلاصة كتاب: كتاب - الليالي الزرقاء- بقلم جوان ديديون - ت: من ...
- أصل التخلف وفقًا لثيودور أدورنو/ الغزالي الجبوري - ت: من الأ ...
- إضاءة: /-الأباء والبنون- لإيفان تورغنيف/ إشبيليا الجبوري - ت ...
- بإيجاز؛ الفكرة المدهشة والهاوية / إشبيليا الجبوري - ت: من ال ...
- بإيجاز؛ تشيخوف.. قدوة القصة/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابان ...
- أصل الغباء وفقًا لثيودور أدورنو/ الغزالي الجبوري
- قصة: -الموت الآخر- / بقلم خورخي لويس بورخيس - ت: من الإسباني ...
- -الملل أمل المغامرة الممكنة - بحسب فرانكو بيراردي - ت: من ال ...
- -الانهيار المالي يحدد الملموس والمفيد- بحسب فرانكو بيراردي/ا ...
- بإيجاز؛ -الإنسان: جثة منتجة-/ إشبيليا الجبوري
- قصة قصيرة -الرفاق-/ بقلم مكسيم غوركي - ت: من الإنكليزية أكد ...
- بإيجاز؛ -الإنسان: جثة منتجة-/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابا ...
- إضاءة: العبث الوجودي في -مذكرات رجل فائض- لإيفان تورغينيف/ إ ...
- مراجعة كتاب: -التأويل بين التاريخ والفلسفة- لهانز جورج غادام ...


المزيد.....




- مازن الناطور نقيباً للفنانين في سوريا
- الفنانة المصرية وفاء عامر تفاجئ أبطال مسلسل خليجي بـ-البط وا ...
- الفنان داود حسين يكشف تفاصيل حالته الصحية (فيديو)
- تعيين الفنان مازن الناطور نقيبا للفنانين السوريين
- أمسيات الثلوثية.. ثقافة تثري ليالي رمضان
- لتقديمه -رواية جديدة-.. تحرك رسمي في إيران ضد مسلسل معاوية
- إيران تحظر دبلجة وبث مسلسل -معاوية-
- شارك في -الحجاج- و-خالد بن الوليد-.. رحيل الممثل الأردني إبر ...
- أبرز المسلسلات الخليجية في رمضان 2025
- فيلم -أحلام عابرة- لرشيد مشهراوي: رحلة طفل من مخيم قلنديا إل ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - فلسفة أرسطو المركزية في السياسة هي مفهوم -الغاية-/شعوب الجبوري - ت. من الألمانية أكد الجبوري