عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 10:28
المحور:
كتابات ساخرة
"الديموقراطيةُ" في العراق، مثل "العمليّةِ السياسيّةِ" في العراق.. كِلاهُما تشبهانِ امرأةً تُحِبُّها حُبّاً جَمّاً.
وتُبادِلُكَ هي أيضاً، ولسنينَ طويلة، هذا الحُبّ.
وتَغمِرُ كلَّ مَسامَةٍ فيكَ بالقُبَلِ الحميمة.
وتهمسُ في أذنيكَ "الطويلتانِ"، وفي كلّ ليلة، بأنّها سوف تُحِبُّكَ، ليسَ فقط إلى الأبَد.. بل وإلى ما بعدَ الأبَد.
وأنتَ طبعاً (كأيِّ أبله) ستُصدِّقُ ذلك، وتنامُ سعيداً في العسلِ المغشوش.
غير أنَكَ في صباحِ يومٍ ما، ستستيقظَ في سريركَ الذي ما زالَ دافئاً جِدّاً، لتَجِدَ "حبيبتكَ" تُبحلقُ في وجهكَ بوجوم.
ستشعرُ بالرعب، وستسألها: WHAT ؟ هل حدَثَ أمرٌ جلَل أثناءَ "غفوتي"، يا حبيبتي "المُستدامَة"؟؟
سترُدٌّ على سؤالكِ "البائسَ" هذا ببرودٍ شديد، وستقولُ لكَ بأنّكَ لم تكُن بالنسبةِ إليها سوى"أخ"، طيلةَ هذهِ المُدّة!
وستؤكِّد لكَ ذلكَ وهي تبلعُ ريقها بنعومة: نعم.. هذا ما أشعرُ بهِ الآن.. أنتَ بالنسبةِ لي ليس أكثرَ من "أخ".. يشبهُ أخي "دُريد" !
ستجفَلُ طبعاً، وسترفسُ شرشفَ السريرِ الشفّافِ المُجعّدِ من هول ما جرى بينكما في الليلةِ التي انتهَت توّاً.. وستقولُ لها مذهولاً: أنا أخ.. أنا أخ.. أنا "دُريد"؟؟
لن تُجيبَ "الحبيبةُ" طبعاً على أسئلةٍ ساذجةٍ مثل هذه.
وهكذا ستفترِقان.
أنتَ تضعُ أصابِعَكَ على شفَتيكَ.. لِتُحصي قُبُلاتَ "أُختك".
وهيَ ستذهبُ لتغفو فوقَ صَدرِ رَجُلٍ آخر .
يا لَكَ من "أخٍ" مُغَفَّل.
يا لَها من "أُختٍ" جاحِدة.
يا لَها من خيبة.
يا لَهُ من عراق.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟