أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - جون دو john doe ، تحقيقُ العدالةِ والإنتقام..















المزيد.....


جون دو john doe ، تحقيقُ العدالةِ والإنتقام..


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


افلام التشويق والإثارة الهادفة هي التي تستقطب المشاهد لأي فلم من هذا النوع.علاوة على الدراما والحديث بين المجرم والمحقق حين يتخذ أبعادا تفوق الخيال في المعاني الإنسانية وحين يكون المجرم يمتلك من الإدعاء من أنه لديه أهدافاً سامية تجعل المشاهد يتفق قلباً وقالبا معه مثلما قرأنا المجرم الشاب في الجريمة والعقاب لديستويفسكي وكيف كنا نقف في حالة التعاطف مع هذا الشاب حين يقتل العجوز المرابية في سبيل إنقاذ حبه مع سونيا بسبب فقره المادي الذي يحول دون زواجه منها.افلام الإنتقام revengeكثيرة ولكن ليس جميعها يدخل في ذائقة الرؤيا والمعنى،لكن هناك من الإنتقام العادل وهذا هو الذي يجعل منا أن نفكر لآن نكون أبطال الفلم فنقوم بالقصاص من المجرمين مثلما كان يحصل لنا في أفلام السباكيتي الإيطالية (الكاوبوي) في الستينيات والسبعينيات لممثلين بارعين ظلوا في الذاكرة أمثال فرانكو نيرو وأنتوني ستيفن وكلنت إيستوود وكاري كوبر وكريغوري بك والممثل الثانوي الجميل وليم بيرغن وجاك بالانس وغيرهم. وكيف كنا نصفق ونحن في صالات السينما لبطل الخير حين ينتقم من الأشرار واحدا تلو الآخر وفي وقتها كنا صبيانا نصنع المسدسات من فكوك النعاج ونقوم بالتمثيل بأدوار الشر والخير والبطولة.أفلام العدالة والإنتقام لها من الصراحة التي تحاكي النفس البشرية.فمن منا لم يفكر بالإنتقام من قريب له قد سرق ماله أو من بعيد إعتدى على كرامته أو من الطاغية والجلاوزة الذين أذاقونا مر الهوان في السجون والتعذيب الذي لايتحمله الجسد.أما حروب الطوائف والأديان كلها في سبيل الإنتقام وهذه هي الأشرس والأكثر دمار.وليس كل من يفكر في الإنتقام يستطيع أن يفعله لأن التفكير يختلف عن الفعل إختلافا كلياً . في فيلم جون دو موضوع دراستنا هذه يتخذ ابعادا مشوقة عن البطل وشجاعته وأهدافه ، حيث يقوم بطل الفلم(جون دو) بدورالقاتل المتسلسل فيقوم بقتل ثلاث وثلاثين مجرماً شريرا يستحقون القتل لكنهم إفلتوا من قبضة القانون بحجة عدم وجود الأدلة الدامغة على جرائمهم فيطلق سراحهم ويصبحوا أحرارا ليرتكبوا جرائم أخرى مثلما يحصل اليوم في عراقنا مع الكم الهائل من المجرمين المنظمين أو مجرمي السياسة الذين إفلتوا من العقاب بحجة عدم توفر الدليل القاطع ضدهم أو حتى جرائم أمريكا وإسرائيل بحق البشرية دون أن يحاسبهم أحد أويردعهم عن إجرامهم بل جلبوا لنا حكاما مجرمين وقتلة سفاحين يستوجب محاسبتهم أمثال أحمد الشرع ليحكم دولة سوريا العريقة .
في الفيلم يقوم( جون دو) بتحقيق العدالة بنفسه أي وكإنه المخلّص الذي يأتي ويقضي على كل الفاسدين والمجرمين ومغتصبي الأطفال والعنيفين الذين يضربون زوجاتهم ضربا مبرحا والشواذ جنسياً والسراق وغيرهم .
يبدأ الفلم وجون دو شاب جميل يمتلك من الخصال الصارمة البادية على تقاسيم وجهه وعيونه . يظهر جون دو مكبل بالأصفاد في سجنه ويرد على اسئلة المحامي عنه (ريذ فرود) . المحامي أنيق وجميل ايضا ومترف للغاية ولايبدو عليه أي شيء مريب في سوء أخلاقه ، بل هو المدافع ضد الظلم والجريمة ومع حقوق الإنسان والجميع يحترمه في عمله وفي ظل مجتمعه لكنه في نهاية الفلم يظهر العجب العجاب في سيرة هذا المحامي وسوف نذكرها لاحقا ً. جون دو هو الذي إختار هذا المحامي للدفاع عنه ، فيسأله المحامي لماذا إخترتني أنا من بين الكل فيقول جون:وجدتك الأفضل من بين الجميع ولكن الأمر ليس كذلك حيث يظهر لنا في النهاية إختاره لأمر آخرٍ ويالبراعة المخرج والروائي لهذه الحبكة السينمائية المشوّقة العظيمة التي قلّ نظيرها .
في المشهد البانورامي التالي من الفلم يظهر (جود دو) قبل القبض عليه وكيف كان يقوم بقتل المجرمين وهو واضعا قناعا على وجهه وكان يصوّر كل عملية قتل يرتكبها ويرسلها الى الإعلامي الشهير(سام ويلي) الذي يحمل تعاطفا لجون دو.وهذا الصحفي يتعامل مع البوليس ويقوم بنشرها عبر صفحات التواصل الإجتماعي فيراها جميع الناس عبر التلفاز أيضا فيظهر لنا جون دو يقول للناس:ناموا وأنتم مطمئنين فلقد تخلّصت لكم من أحد المجرمين وإنتظرو التالي حتى إكمل مهمتي التي عاهدت نفسي على أن أنجزها وهي الخلاص من المجرمين .
جون دو إتخذ له إسم(القاتل المجهول) ينشره في الفيديو مع كل من يقتلهم ويرسلهم الى الجحيم ، وأول من قتلهم هو( قس الكنيسة) وهذه الحادثة أحدثت ضجة كبيرة بين الناس وأتباع القس المخدوعين بأخلاقه لأنه معروف بورعه ودينه وإخلاصه للمسيح لكنه تبيّن مغتصباً للأطفال مثلما يفعلها كهنوت الساسة في العراق على تمرير الزواح من الصغيرات فهذا لايختلف أبدا عن جريمة الإغتصاب.فكانت أول رسالة من جون دو هي الخلاص من رجال الدين السيئين . في الجريمة الثانية يقتل رجلا عجوزا ثرياً مهوساً بالصغيرات وحين يدخل عليه يجده وهو يضع حفيدته في حضنه وهي إشارة بارعة من المخرج على إغتصاب الحفيدة وتفخيذها مثلما فتاوى التفخيذ عندنا. يدخل جون دوعليه وهو بهذا الحال ويأمر الطفلة الصغيرة (سالي) أن تذهب بعيدا بينما العجوز يصرخ بوجهه من أنت ؟ وهل تعرف من أنا. ثم يطرحه جون أرضا ويعريّ عجيزته ويبدأ بضربه عليها ضرباً موجعاً ويضع الإنبوب الحديدي في عجيزته ويدفعه كله بلارحمة حتى يصرخ ويصرخ ويختنق في مكانه ويموت دون أسف عليه.وكإنه يريد أن يقول له أنت تستحق الإغتصاب بقضيب حديدي لما فعلته مع الصغيرات فإذهب الى الجحيم أيها المجرم .
ينتقل بنا المقطع السينمي الى المحامي وهو يحاور جون دو في سجنه ويقول له:هل أنت مذنب . فيجيب جون دو بذكاء حاد وحقد على هذا الرجل المحامي وبنظرات ملؤها التريث لما سوف يفعله لاحقا بهذا الرجل فيجيبه:هذا يتوقف على هيئة المحلفين التي ننتظرها.ثم يسأله مرة أخرى لماذا تفعل كل ذلك وهل إكتفيت من جرائمك ؟ فيتخذ جون جدو الصمت وبنظرات مريبة وكإنه يخبئ شيئا لهذاالرجل لكننا لانعرفه الاّ في نهاية الفلم وهذه تحتسب للمخرج والسيناريست اللذان يجعلاننا في شوق دائم وفي حالة ذهول وتتابع للاحداث اللاحقة،أي لايمكن للمشاهد أن يرفع عينيه عن متابعة الفلم بلهفة عارمة .
في المشهد الأخر من الفيلم يظهر المحامي( ريد فرود) وهو يحاور رئيس الشرطة المسؤول عن قضية جون دو ويقول له : هل أن جون دو مخبول أم هل هو ملحد أم هل هو مريض سايكوباثي محب للجريمة والإيغال بها فيقول رئيس الشرطة : بالعكس بل أن جون دو بكامل قواه العقلية ولم تحصل له مشاكل نفسيه في صغره أبدا ، بل هو يحمل من الثقافة العالية جدا والتي يحسد عليها لكنه إتخذ لنفسه هدفا الغرض منه وشعاره هو القصاص من المجرمين ومحوهم من على وجه الأرض وهذا هو دينه وديدنه وهكذا تستمر المحاورة بشكل مذهل وشيق ومتعة لاتضاهى .
ينتقل بنا الفلم الى المقاطع الآخرى ، وعادة الصناعة السينمية تعتمد على التقطيع وهذه يتكفلها المونتيرفهو المسؤول عن تجميع المقاطع السينمية بشكل تراتبي وحسب الأولوية وأحيانا يصور المشهد الأخير قبل الأول حسب المكان وحسب التكلفة ثم يقوم المونتير بترتيبها الصحيح وحسب التسلسل.
يستمر الفلم ويظهر لنا لآول مرة جون دو وهو يجلس على كرسي وظيفته قبل أن يمسكوه قتبين أنه يعمل بمركز هام في الشؤون الإجتماعية النفسية وهو الذي يقابل المرضى النفسيين ويقوم بمعالجتهم وإعطائهم النصائح ، هذا يعني أنه إنسانا مستقيما لايشكو من أي مرض نفسي أو جرمي وماشابه . يظهر وهو يقابل شابة جميلة جاءت تشكوا اليه من زوجها العنيف الذي يضربها يوميا ضربا مبرحا وكانت تجلس قبالته وهي مدماة متورمة من أثر الضرب وتبكي وتقول له ماذا افعل فهو المعيل لي ولطفلتي . فيقول لها جون دو إهربي منه أو طلقيه فتقول لاأستطيع وفعلتها أكثر من مرة لكنه يعثر علي ويضربني بشراسة أقوى وأعنف . ثم يقول لها جون دو هل توكليني أن اقوم بالمهمة هذه وأخلصكِ منه فتشير له نعم لك مطلق الحرية . فذهب جون دو الى بيتها ووجد زوجها يمطرها بالركلات واللكمات وانتظره حتى غادر البيت ثم قام بقتله بضربة واحدة بمعولٍ صلب قائلاً له بسخرية عظيمة : هل تظن أنك قوي؟ .
في الشمهد التالي والحواري أيضا حيث المحامي ( ريذ فرود ) يسأل جون دو : هل أنت تتكلم نيابة عن الأموات الضحايا فيشرح له جون دو : بل قل أنا عقل الأموات الذين راحوا ضحية المجرمين ولم يستطيعوا أخذ ثأرهم منهم بل ظلّ بعضا من المجرمين طليقين مستمرين بجرائمهم وهنا فجأة تظهر لقطة مريعة إستمرت لثواني في عيون جون جو وبطريقة الفلاش باك وكإنه يرى المحامي (ريذ فرود) يقوم بقتل طفل بعد إغتصابه بمشهد يحبس الأنفاس والتساؤل ، لكن هذه اللقطة سوف يظهر معناها لاحقا في نهاية الفلم والتي تبينّ أسباب حقد جون دو على محاميه ولماذا إختاره .
بعد ذلك يصبح جون دو شهيرا محبوبا من قبل الناس لآنه يرسل كل مجرمٍ الى جهنم وبئس المصير فتظهر مجموعة مؤيدة له تطلق على نفسها ( تحدث نيابة عن الأموات) يقودها شاب إسمه (موري ويلز) وهذا الشاب هو الآخر ضحية إجرام والده الذي كان يغتصبه وهو طفلاً مما جعله غاضبا صارما في القضاء على كل مجرم . هذه المجموعة تظهر ترتدي نفس قناع جون دو وتقوم بقتل كل مجرم وشرير ومغتصب بحيث أصبحت الشرطة لاتعرف من هو جون دو الحقيقي لأن الجميع أصبح جون دو وكإنها ثورة للخلاص من المجرمين . فتقوم هذه المجموعة بقتل (جيفري ويلسن)المجرم الذي قتل ثلاث نساء وأطلق سراحه بحجة عدم كفاية الأدلة فيقتلوه بالهروات حتى يأتي جون دون ويضربه ضربة الرحمة على رأسه .
في المشهد الآخر يظهر جون دو وهو يقوم بقتل مجرم بغاز السيانيد وبطريقة لايمكن للشرطة ولاالكاميرات أن تكتشفها حيث يغرز في رقبته أثناء زحام المارة نيدل ضئيل كما الإبره فيسقط فورا على الأرض ويظل يرتعش حتى يفارق الحياة .
تنتقل الكاميرا مع المحامي وهو يحاور جون دو في زنزانته ويقول له : هل القتل الذي تقوم به مبرر فأنت قاتل : يجيبه بكل ذكاء فيقول : لو أن شخصاً جالساً في سيارته وجاء أحدهم يحمل فأساً وأراد أن يفج رأسه ، ولكن صاحب السيارة صادف أنه يحمل مسدساً فأسرع وقتل صاحب الفأس قبل أن يقتله فهل هذه ليست جريمة مبررة فكلاهما مكرر بالتهديد ومن يسبق الأخر في القتل يصبح مجرما والآخر ضحية بنظر القانون وهذا خطأ فادحا . فكان جواب جون دو منطقياً محضاً الى أبعد الحدود وهو الدفاع عن النفس. ثم يردف جون دو ويقول له : التهديد لن يتوقف حتى يتم إختفاء المجرمين فيرتعد المحامي ويقول : يالها من طريقة لتغيير العالم . وينظر له جون دو بإشمئزاز ويقول : العالم أفضل من دون المجرمين فيرتعد المحامي من هذه اللهجة لأنه هو المقصود بهذا الكلام دون أن يوضح له جون دو . ثم يستمر النقاش بينهم فيقول جون دو : لماذا نعتبر الفرد حين يقتص من المجرمين بالمجرم بينما الجيوش تذهب الى افغانستان والعراق وسوريا وفلسطين لتقتل بالجملة فلماذا لانطلق على تلك الدول بالمجرمة فما الفرق هنا بين الفرد حين يقتص من المجرمين وبين الجيوش التي تدعي بقصاصها من الارهاب والمجرمين.حوار شيق يظهر حقيقة الإنسان البشعة في الجرم والتمادي به والإستمرار وهذا مايحصل في الحروب اليوم ، والقوي يرفع سلاحه بوجه الضعيف حتى يتم الدمار .
ثم يأتي المشهد الأكثر إثارة في الفيلم والذي يستمر أكثر من عشرين دقيقة بين جون دو والمجرم(آدم ماكلينش) وهذا يتلذذ بإغتصاب الأطفال والنساء ويقتلهن ويقص شعورهن ويحتفظ بهن في المنزل وأيضا هو اليوم حراً طليقا وهنا رسالة واضحة في الفيلم من أن أغلب المجرمين يتم إطلاق سراحهم وفقا لحقوق الإنسان المخادعة وبما لايتناسب مع جرائمهم الكبيرة ولماذا لايُطبق عليهم مبدأ العين بالعين .
نعود الى المجرم (آدم ماكلينش) حيث ينصب له جون دو كمينا ويذهب الى شقته ويربطه على الكرسي وتبدأ محاكمته من قبل جون دو أمام الناس حيث نصب الكمبيوتر وفتح الكاميرا لينشر تعذيبه لهذا المجرم بالعلانية لترى الناس مامدى جرم (آدم ماكلينش) الذي أفرج عنه من دون وجه حق وظل طليقا لكي تزداد ضحاياه . فتظهر لنا المشاهد الضخمة في الميترو وفي أماكن إنتظار القطارت والباصات والساحات العامة حيث الناس تتفرج على محاكمة هذا المجرم من خلال الشاشات الكبرى ونحن في عصر التكنلوجيا فهكذا امر أصبح سهلا في متناول المنال . يقوم جون دو بتعذيبه وضربه لكنه لم يعترف بجرائمه ، يبرز له خصال الشعر للنساء اللواتي قتلهن وقص شعرهن لكنه لم يعترف أيضا . وأخيرا ينزع جون دو القناع من وجهه ويظهر بوجهه الحقيقي أمام الناس مما يؤدي الى ذهول الناس وتصرخ هاتفة منتصرة له ضد المجرم ثم يقوم جون دو بإظهار صورة لأبنته وزوجته اللتين قتلهما آدم ماكلينش وهنا لايمكن أن لايعترف بل أصبح مذهولا مرعوبا . فيقول جون دو لآدم : كيف قتلتهما . ويعرض عليه شريط فيديو لآمرأته وطفلته بنت التاسعة وهما سعيدتان معه في متنزه المدينة ويقول لادم ماكلينش ، إنظر كيف كنا سعداء قبل أن تأتي أنت وتقتلهن . وهنا نعرف أن جون دو يعتصره الألم الشديد بسبب هذه الحادثة التي أودت بقتل عائلته وبذلك أصبح رافعا لعلم القصاص من المجرمين بقانونه هو ، قانون العدالة والإنتقام لابقانون البوليس الذي يريد أدلّة دامغة فيخرج المجرم حرا طليقا ليكرر جرائمه .
يستمر هذا المشهد والناس عبر الشاشات تنتظر ماذا سيحصل مع ( آدم ماكلينتش) وجون دو يقوم بإنتزاع الإعتراف منه بالضرب وبوسائل تحقيقية نفسية مثيرة للغاية والناس تترقب هذا المشهد التشويقي لأنه يتناول القصاص من مجرم لابد أن ينال حقه وبيد البطل الذي يمثل عنصر الخير والناس تترقب إنتصار الخير على الشر،أي إنتصار البطل محقق العدالة ، ويستمر المشهد وقد برع المخرج في كيفية جعل المشاهد مستمتعا منتظرا ماذا سيحل بالمجرم ( آدم ماكلينتش) . وفي الأخير يصرخ دون دو بوجه المجرم ويقول له : هل أنت قتلت زوجتي وابنتي وهنا يزهق المجرم (آدم ماكلينتش) ويقول له بكل عنجهية ( نعم أنا قتلت كل النساء وقتلت زوجتك وابنتك واغتصبتهما وكنت أشعر بلذة عارمة .. ولست نادما على ذلك) وهكذا هم المجرمون مثلما الحكام لايمكن أن يتنازلوا بل يظلّوا بغيّهم وطغيانهم . بعد إن يصرخ ويعترف آدم ماكلينتش بقتل زوجة وابنة جون دو ، يثب جون دو واقفا ويسحب زناد المسدس فتنطلق طلقة في رأس المجرم ويقول جون دو : إذهب الى الجحيم ايها الحقير . والناس عبر الشاشات تنتصر وتتعاطف مع جون دو.ثم يدخل البوليس ويلقي القبض على جون دو لآنه أراد الإستسلام وكإن مهمته من القتل إنتهت بقتل قاتل زوجته وابنته لكن تبين لاحقا أنه ينتظر قتل شخصا آخرا مجرما حقيقيا ومغتصبا للأطفال لكن كيف سيقتله وهو في السجن ؟ هذا ماسنعرفه لاحقا .
في المشهد الأخير من الفيلم يظهر جون دو في سجنه وقبالته محاميه (ريذ فرود) في تحقيق أخير وفجأة تأتي الطفلة (سالي) التي قام جون دو بقتل جدها المغتصب. تأتي مع أبيها ليشكروه على قتله لجدها والطفلة تعطي جون دو قبلة حارة حميمية كدليل على الشكر والعرفان. وهنا يغضب المحامي ويقول للشرطة : كيف سمحتم أن تزينوا وجه المجرم جون دو بهكذا طريقة بدلا من تشويه سمعته وها أنتم تجملوه وتساندوه. ثم يسأل المحامي جون دو بعد أن هدأ قليلا فيسأله : أما أكتفيت من القتل ، وحتى إن لم تكتف فأنت الآن مكبل في سجنك ومرمي فلايمكنك فعل شيء.وفي هذه الأثناء يثب جون دو وهو مكبل بأصفاده وبسرعة البرق ومع وجود حراس السجن بالقرب منه ، يقوم من كرسيه وينقض على رقبة المحامي ويطوقها بين يديه واصفاده ويكسر رقبته فيخر ميتاً في الحال ساقطا على الآرض ثم يقول جون دو قولته المبهرة : والآن هل عرفت لماذا إخترتك محامياً لي ؟ لآنك القاتل والمغتصب للآطفال أيها الحقير وفي الحال تظهر مذيعة إحدى القنوات تقول : تبين أن المحامي المدافع عن حقوق الإنسان (ريد فرود) قاتلاً متسلسلا ومغتصبا للآطفال مع لقطات سريعة بالفيديو تصور لنا كيف كان يقتل طفلا بعد إغتصابه فنال جزاءه اليوم بقتله من قبل البطل المنتقم جون دو . كان هذا المشهد من أعظم مشاهد الفلم الذي يجعلك تتعاطف مع القاتل لأنه قتل شخصاً يدعي الإنسانية ويدافع عن حقوق الإنسان لكنه المغتصب والقاتل مثلما تفعلها الإمبريالية وإسرائيل اللتان تدعيان بالديمقراطية وحقوق الإنسان لكنهممت الأكثر قتلاً وفتكاَ بالشعوب .
في اللقطات الأخيرة من الفيلم يظهر جون دو وهو ذاهبا الى المحكمة لإصدار الحكم الأخير بحقه وإذا بمناصريه يأتون ويشعلون الحرائق أمام المحكمة ثم يخطفون جون دو ويأخذوه بسيارة مجهولة وبهذا ينجوا على يد مناصريه ومحبيه وبمشهدٍ ممتع يدل على إنتصار الخير وموت الشر وتحقيق العدالة يالإنتقام .
في النهاية أود أن أشير الى أن الفلم إسترالي من تمثيل جيمي بامبر بدور جون دو ، بريندان كليركن بدور المحامي ومن إخراج كيلي دولين ، وتأليف ستيفن .م. كوتس ومن إنتاج 2014 . فلم يستحق المشاهدة لأنه يقارع النظام العالمي بشكل عام وكل الجرائم التي لم يستطع إيقافها مجلس الأمن الدولي الذي تشكل من قبل الدول المجرمة ذاتها التي تدعي الشرف ووقف الإبادة الجماعية والقتل لكنها هي الراعية لقتل الإنسان كما يحصل في غزة وفلسطين وسوريا وبقية الشعوب المغلوب على أمرها. فلم يتناول قضية رجل أراد تحقيق العدالة لكنه وجد نفسه مطاردا وبإعتباره مجرما متسلسلا وهناك الكثير من الشواهد على الأبطال الذين قارعوا الأنظمة الإستعمارية وأرادوا العدالة لكن القوى الإمبريالية إعتبرتهم إرهابيين ومجرمين ويتوجب قتلهم ومنهم الثائر العظيم جيفارا،الثائر المكسيكي زاباتا ، الرئيس التشيلي سلفادور اللليندي ولومومبا الثائر وغيرهم الكثيرون الذين بقوا في ذاكرة الشعوب كأعظم الأبطال وأعظم المناصرين للعدالة وضد الظلم والإستبداد والجريمة .
هاتف بشبوش / شاعر وناقد عراقي



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاكرةُ ، والصينُ الشيوعيّة ..
- حمد شهاب الأنباري ، إضاءاتٌ في النفس البشريّة ..جزءٌ أول
- الصينُ الشيوعية ُ، البعيدة ..
- الصينُ الشيوعيّة ُ، وطفلة ُالباص ..
- وصيّة ُالسكران ، في اليابان…
- حمد شهاب الأنباري ، إضاءاتٌ في النفس البشريّة ..جزءٌ ثانٍ
- عزيزي فريدريك ..3
- لاشيء يسرّ ، في تلكَ البلاد
- عبد الرسول عبد الأمير ، وتراكم فيوض الأسئلة ..
- عزيزي فريدريك ..2
- مريضةٌ في الشآمِ ، فدلّها
- حميد الحريزي ، وبركان انتفاضة تشرين
- الله يحاورُ قومَهُ ..
- عبد الستار نور علي ، والجسدُ المرمرُ ..
- كريم جخيور، إبداعٌ مُحتشِدٌ بالفكر والحب ..جزءٌ أول
- هاشم مطر، وأحاديثُ بيتِ الناي ..
- عقولُ البَصَلِ ..
- عزيزي فريدريك
- عزيز الموسوي رذاذٌ ناعمٌ ، في حقول النقد.. جزءٌ ثانٍ
- عزيز حسين الموسوي ــ رذاذٌ ناعمٌ ، في حقول النقد.. جزءٌ أول


المزيد.....




- ما المخرجات المتوقعة من قمة القاهرة.. هل ستلزم الكيان أو أمر ...
- علم الضحايا.. كتاب مرجعي ومصدر وقائي كيلا تكون ضحية دون أن ت ...
- -بعد مليون ونصف مشاهدة-.. أغنية -انتحر عادي- تنتهي بصاحبها خ ...
- زينة تفاجئ جمهور -رامز إيلون مصر- بكشفها محطة غير مألوفة من ...
- جدل كبير بعد اختفاء اسم طارق العريان من تتر مسلسل -معاوية-.. ...
- اتهامات بـ-سرقة- قصته.. مسلسل -بالدم- يثير جدلا واسعا في لبن ...
- فنانة تشكيلية إيرانية ترسل هدية إلى جورجينا رونالدو (صورة)
- الجمعيات الأهلية بالمغرب تتصدى لهيمنة اللغة الفرنسية
- السلطات الإماراتية تحيل فنانة خليجية شهيرة إلى محكمة الجنايا ...
- قراءة نقدية وتحليلية في(رواية – متاتيا)للكاتبة الروائية الأ ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - جون دو john doe ، تحقيقُ العدالةِ والإنتقام..