أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - متى تأخذ الطبقة العاملة مصيرها بيدها؟!














المزيد.....


متى تأخذ الطبقة العاملة مصيرها بيدها؟!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 17:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تغيرت الظروف الاقتصادية العالمية اليوم بشكل جعل الصراع الطبقي، أوْ صراع العمل ضد رأس المال، يشهد مرحلة جديدة من التجدد بعد أنْ كان قد بدا وكأنه في طيّ النسيان. يجب على العمال في ظل ارتفاع الأسعار العالمي المتزايد، والذي أصبح ظاهرة عالمية تُغذَّى بمصلحة طبقية يحققها أرباب النظام الرأسمالي، أنْ يتنبهوا إلى أنَّ هذا النظام لم يعد قادراً على الحفاظ على وجوده إلّا من خلال ارتكاب المزيد من الجرائم بحق البشرية في شكل غلاء الأسعار. هذا الارتفاع في الأسعار يساهم في إشعال التوترات الاجتماعية والطبقية، مما يؤدي إلى صهر الجميع في نفس الوعاء بغض النظر عن لونهم أوْ جنسهم أوْ عرقهم. في ظل هذا الوضع، يصبح من الضروري أنْ يستعيدوا إيمانهم بشعارهم التاريخي "يا عمال العالم اتحدوا!" ويعيدوا إحيائه من جديد.

يجب عليهم أنْ يتحدوا، لأنَّ قوتهم لا يمكن أنْ تتحقق إلّا من خلال اتحادهم. فشراسة رأس المال قد ازدادت بشكل يهدد حتى إنسانيتهم. إذا فشلوا في التوحد، فلا لوم على تحولهم إلى عبيد جدد سوى أنفسهم. إنَّ كتابة المزيد من القصائد عن "الأخوة الإنسانية" أوْ إلقاء مواعظ أخلاقية لنْ يؤدي إلّا إلى نفس النتيجة التي تنتهي إليها كل الطرق الممهدة بالنوايا الطيبة والمشاعر الحسنة.

الاتحاد الذي طالما تم انتقاده واتهامه بالتهديد للوحدة الاجتماعية (الوهمية)، والذي قوبل بالرفض الشديد وواجه هجوماً عنيفاً من خلال الأسلحة والأقلام والألسن، بحجة أنه يزعزع التماسك الاجتماعي ويزرع بذور الفرقة والانقسام، قد أثبت، سواء في وجوده أوْ غيابه، أنه يحمل في طياته الكثير من القيم الحضارية والإنسانية والأخلاقية التي تجعل الدعوة إليه دعوة للمصلحة العامة. فما الذي سيبقى من هذه القيم إذا كان فقراء العالم يتقاتلون بسبب الدين أوْ الطائفة أوْ المذهب أوْ القومية أوْ العرق أوْ العشيرة، وإذا أصبحوا أداة في يد أصحاب المصالح الضيقة لتغذية الحروب؟

نقول هذا وندعو إليه لأنَّ أولئك الذين يشعلون نار الغلاء العالمي في بطون الفقراء، والذين يخشون أكثر من أي شيء آخر إحياء "صراع طبقة ضد طبقة" و الذي في جوهره هو صراع تخوضه الغالبية العظمى من الناس ضد أقلية ضئيلة من مصاصي الدماء وآكلي لحوم البشر ، قد بدأوا يستعدون لشن "حرب وقائية استباقية". وفي هذه الحرب، سلاحهم الأقوى هو إثارة النعرات والعصبيات البغيضة، التي تمثل الماء الذي يُطفيء كل بنية تخلقها نار الغلاء.

الصراع هو الحقيقة الأساسية التي لا يمكن محوها بالوهم مهما كانت قوته وانتشاره. وإذا كان لا بدَّ من الاختيار، فلنفضل الصراع الذي يرفضونه على ذلك الذي يحبونه. إنهم يفضلون كل صراع يشبه "الصراع العراقي أوْ السوري أوْ السوداني والكثير الكثير"، حيث تتوحش الغرائز والدوافع والأهداف والوسائل، فيتساهل الفقراء في إراقة دماء بعضهم البعض، خدمةً لمصالح النفوذ الإمبريالي العالمي واللص النفطي ، ولأتباع الظلام وحراس والنعوش والقبور ولكل من له مصلحة في صراع ميت ورميم. كما أنَّ هؤلاء يروجون لصراعات لا طائل منها، ويجعلون الناس يعيشون على أمل شيء لنْ يحدث أبداً.

على الضحايا أنْ يفضلوا أي صراع يرفعهم من وادي الدماء والحزن الذي يُراد أنْ يُحشروا فيه إلى الأبد، إلى أعلى القمم. فقط هنا، في هذا الارتفاع والترفع، يتسع أفق الرؤية، ويصبح من الممكن أنْ تُرى الصورة الكبيرة بوضوح. وعندها فقط يمكن تحقيق شعار "يا عمال العالم اتحدوا!" في مجتمع أوْ عالم يُبنى على مبدأ "الفرد من أجل الكل والكل من أجل الفرد".



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطوير الآلة وتأثيرها على المجتمعات!
- عبث الظلال!
- الترامبية وهم عابر أم إستراتيجية دائمة؟
- ماركس يتحدى نقاده في الاقتصاد!
- شبحُ ماركس يعود مع كل أزمة!
- أَكَادُ أَتَفَجَّرُ!
- في حرية التعبير!
- الزمن!
- البراءة والخطيئة!
- يجب الارتقاء بصناعة الإنسان في مجتمعاتنا!
- أوهام البقاء!
- سوء فهم أفكار ماركس!
- الحرب والأخلاق!
- القمر والنار!
- حرب البترودولار!
- مشكلة الفهم والتفسير في السياسة!
- خُمرُ المَعابِد!
- هل نستحق الديموقراطية؟
- قرصة برغوث!
- في المنظمات اللاحكومية!


المزيد.....




- الدفاع التركية تطالب حزب العمال الكردستاني بحل نفسه وإلقاء ا ...
- تركيا تطالب حزب العمال الكردستاني بتسليم سلاحه على الفور
- الدفاع التركية: لا خيار لحزب العمال الكردستاني سوى حل نفسه
- اليمين المتطرف بأوروبا بين دعم أجندة ترامب وتحفظ حذر من سياس ...
- مستشار الأمن القومي العراقي يدعو لانسحاب حزب العمال الكردستا ...
- العراق يدعو لانسحاب تركيا وحزب العمال الكردستاني من أراضيه
- ما تاريخ الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني؟
- “وبريات سمنود” تقر “العلاوة” بعد إضراب العمال
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- رسالة أوجلان تعيد اتفاق سنجار إلى الواجهة.. هل تتخلص المدينة ...


المزيد.....

- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - متى تأخذ الطبقة العاملة مصيرها بيدها؟!