الندم لايعيد مامضى

علي إبراهيم آلعكلة
كاتب
(Ali Ogla)

الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 03:11
المحور: الادب والفن
    

بعد رحلة طويلة في هذه الحياة المضنية جلس ليستريح فقد شعر الآن بالأرهاق لم يفكر سابقاً مامعنى الإرهاق والتعب النفسي كان يعتقد انه جسدي بالدرجة الأساس وإن كان الألم النفسي قد صاحبه فترة من فترات حياته، خمس عقود مرت بسرعة كأنها غمامة تحركها رياح الشتاء يتأمل بتلك بالأيام وجوه غابت الى الأبد وأخرى سكنت اللحد، من بعيد يسمع صوت البوم وهو يوقظ طيور الغابة من نومها العميق حدّق في أعالي الأشجار علّه يحظى بلقاءٍ مع طائر الليل فهما وحيدان في هذا الليل الأظلم، لم يشعر بالخوف رغم وحشة المكان فلقد غادره هذا الإحساس منذ زمن لكنه مازال يتذكرها ويتذكر كيف كان جباناً ولم يقاتل من أجلها، الخيبة والأحباط يذكرانه بها.
جلس هناك طويلًا، يحدّق في الفراغ، كأنما ينتظر شيئًا لن يأتي أبدًا. ظل صوت البوم يتردد في أذنيه، يوقظ في داخله أسئلة لم يعد لها إجابة. ربما كان بإمكانه أن يكون شجاعًا ذات يوم، لكن ما الجدوى الآن؟ فقد انقضت الأيام، وابتلعها الزمن كما يبتلع البحر أسرار الغرقى. أغمض عينيه، شعر بنسيم الليل يعبث بشعره الشائب. لا فائدة من القتال بعد الآن، فالزمن لا يرحم، والندم لا يعيد ما مضى.

#علي_إبراهيم_آلعكلة (هاشتاغ)       Ali_Ogla#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات