زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 00:47
المحور:
الادب والفن
يقول عمرو بن كلثوم في البيت الثالث والعشرين من معلّقته:
وأَعْرَضَتِ اليَمَامةُ، واشمخَرَّت
كَأَسْيَافٍ بأَيدي مُصْلِتِينا
كما وردت في كتاب "جمهرة أشعار العرب في الجاهليّة والإسلام" من تأليف أبي زيد محمّد بن الخطّاب القُرشي المتوفي في أوائل القرن الرابع الهجري، الذي حقّقه وعلّق عليه وزاد في شرحه الدكتور محمّد علي الهاشمي، في الجزء الأوّل من الطبعة الأولى (عام 2014م) الصادرة عن دار السلام في جمهوريّة مصر العربيّة.
ويشرح القُرشي:
"أعرضت": بدت. و"اشمخرّت": طالت كضوء سيوف. "بأيدي مصلتينا": أي قد سلّوها فهي مصلَتة.
وينقل المحقّق الهاشمي عن النحاس: "والمعنى: أن اليمامة ظهرت وتبينتُها كما تتبيّن السيوفَ إذا شُهِرَت فاشتقتُ لذلك لما رأيتُ موضعها الذي تسير إليه". و"اليمامة" كما حددها صاحب صحيح الأخبار: جبل معترض في نجد الشرقيّة، وإنما يصف عمرو بن كلثوم وجهه الغربي وأنوفه الشاهقة بقوله: "كأسياف بأيدي مصلتينا".
أما إضافتي المتواضعة، ربما لكوني شاعرًا، لا اعتقد أن عمر بن كلثوم كان ليترك الشبه بين اسم البلدة المتموضعة على قمّة جبل وبين اسم الطائر، اليمامة، فلو تخيلنا هذه الطيور تلتقط الحنطة عن الأرض لتأكلها، منهمكة عاكفة منحنية، نرى دومًا طائرًا شَذّ عن جموع اليمام، طال عنقه ورفع رأسه نحو الأعلى، واشمخرّ، شَبَه سيف يُنتَضى من غمده. وهنا تبرز قدرة عمرو بن كلثوم، وهو من أصحاب المعلّقات، على دمج صورة علوّ بلدة اليمامة واشمخرار رأس الطائر وتشبيههما بالسيف المُنتضى.
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟