أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - فلاح الرهيمي مناضل من طراز خاص















المزيد.....


فلاح الرهيمي مناضل من طراز خاص


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 12:40
المحور: سيرة ذاتية
    


فلاح أمين الرهيمي من الشخصيات الوطنية التي تركت آثار لا تنسى في مسيرتها الحياتية، فهو من الشخصيات الاجتماعية التي لها حضورها المؤثر في الأوساط الحلية، وباحث له آثار مهمة في مسيرة الحرف العربي، فقد أصدر العديد من الكتب، ونشر أكثر من 1500 مقال في الصحافة العراقية والإلكترونية، ومناضل عرفته سوح النضال بما تحلى به من جرأة وروح مبدئية.
وقد أنتمى للحزب الشيوعي في سن مبكر، فكان مثالا للشيوعي الملتزم بمبادئه ، المؤمن بالقيم الشيوعية والنضالية، وكلف خلال عمله النضالي بمهام حزبية متعددة، فقد عمل في صحيفة الحزب( صوت الفرات) محاسبا ومدققا خمسينيات القرن الماضي، وعمل في اللجنة الاقتصادية مراقبا لحركة السوق والنشاط الاقتصادي، وكلف بمهام الحماية لبعض القيادات الحزبية، وتولى مسؤولية بعض الخلايا التنظيمية فكان منظما بارعا لما يمتلك من مقومات قيادية وثقافة عالية.
وكان من المشاركين في مهرجان الشباب في الاتحاد السوفيتي في عام 1957 وكان ذلك سببا في حرمانه من الدراسة ما أضطره لإكمال دراسته الأولية خارج العراق، وظل الرهيمي متمسكا بمبادئه لا يحيد عنها، فكان راهبا في محراب الماركسية ونشر مؤلفات عديدة في الدفاع عنها وبيان مفاهيمها وأسسها وما تهدف اليه.
وعن بداياته النضالية ومشاركته في العمل السياسي فقد تولع بقريبه محمد عبد اللطيف مطلب ( الدكتور فيما بعد) الذي كان في طليعة المناضلين الشيوعيين في النصف الاول من القرن الماضي وتولى مسؤوليات حزبية واعتقل عدة مرات وحكم عليه بالإعدام ثم خفف بوساطة احد المتنفذين الى (15) سنة وارسل الى نقرة السلمان، وقد زاره في سجن النقرة مع عائلته ذات مرة ورأى حياة السجناء هناك، وعندما لاحظ قريبه عزيز عبد اللطيف مطلب ميله واندفاعه ربطه بعلاقة مع الشاب شعبان عبد الكريم (اعدم في انقلاب 8شباط1963) الذي كان يقود بعض الخلايا فارتبط بالحزب ونسب الى خلية طلابية ضمت كل من سليم مطلب، ابراهيم شويلية، حسين جويد وجليل جواد الربيعي.
ولصغر سنه الذي لا يجلب الانظار كان يكلف بواجبات حزبية كالتبليغ وايصال البريد الحزبي، وكلف بإيصال الطعام الى دار تقع في محلة المهدية (عكد العجم) لعائلة تسكن هناك واتضح له بعد سنوات انها وكر لمنظمة الحزب في الحلة.
وكانت تعقد اجتماعات في بيت والده البراني كان يحضرها عامر الصافي ومعه ثلاثة وعباس المرعب وجبار شويلية وذات مرة اشرف على اجتماعهم رجل يرتدي الكوفية والعقال عرف فيما بعد انه حمد الله مرتضى، وبمناسبة انعقاد مؤتمر الطلبة في ساحة السباع نظم الاتحاد سفرة طلابية الى مدينة بابل الاثرية، كذلك حضر في احتفال اقيم بمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر في بساتين الطهمازية، وكلف مرات عديدة بلصق المناشير على جدران البيوت والمحلات في مركز مدينة الحلة.
واسهم مع جماهير الحلة في المظاهرات المؤيدة لرجل السلم الشيخ عبد الكريم الماشطة في انتخابات سنة 1954 وكذلك في المظاهرات المنددة بالعدوان الثلاثي على الشقيقة مصر، وبعد تركه الدراسة أخبر مسؤوله الحزبي عزيز مطلب بتفرغه وأنه مستعد لأي عمل يكلفه به الحزب، وبعد ايام رافقه في زيارة للرفيق حمد الله مرتضى وأخبره بأن الحزب سيرسله للمشاركة في مهرجان الطلبة والشباب الذي سيقام في موسكو سنة 1957، ولأنه يمتلك جواز سفر نافذ سبق له السفر به الى سوريا ولبنان ولا يحتاج لموافقات امنية، ولأنه الأبن المدلل في الأسرة فقد أقنع والده ووافق على سفره للراحة والاستجمام في سوريا وأنه سيمكث ثلاث أشهر وكان ذلك في شهر مايس 1957، وقام بإخفاء بطاقة الدعوة في مكان سري وحجز للسفر ووصل الى سوريا حيث اتجه الى فندق هناك، ومنه قابل رئيس تحرير جريدة النور وأخبره بوصوله وعنوان سكنه ، وفي اليوم التالي جاءه رجل اسمر اللون ومعه زوجته وطفليه وقدم له نفسه بانه عبد الجبار وهبي (ابو سعيد) وطلب منه الانتظار لحين تحديد موعد السفر وطلب منه اسكان شاب جاء معه في غرفتي وعرف انه الاستاذ المحامي كاظم الصفار، وبعد اسبوع جاء الرفيق ابو سعيد مع زوجته نظيمة وهبي واستصحبوا الاستاذ كاظم معهم، وبعد اسبوع جاء ابو سعيد ومعه شخص عرف فيما بعد انه الاستاذ محمد شرارة، ثم اقيمت بعد اسبوع حفلة للمشاركين في الوفد، وفي احد ايام تموز ركبوا السيارات ومنحوا كل منهم رقم سري عليه التعامل به اثناء السفر لكي لا يعرف الامن اسماء المشاركين وتحركت السيارات الى ميناء اللاذقية ومنها سافروا بباخرة الى موسكو.
وعند وصولهم الى محطة موسكو استقبلتهم الجماهير بالورود والاناشيد ثم ركبوا القطار وفي كل مدينة يمر بها القطار كانت الجماهير تحيي الوفد حتى وصلوا مدينة موسكو وهناك خصص فندق موسكفايا لإسكان الوفد وكان معه في الغرفة الرفيق كاظم الصفار، محمد شرارة، ومعهم في الفندق الشاعر عبد الوهاب البياتي وعقيلته والسيد هاشم الحكيم والشاعر سعدي يوسف والاستاذ محمد سعيد الصكار والشهيد محمد صالح العبلي والراحل الرياضي عبد الواحد عزيز والمناضل عبد القادر البستاني وغيرهم، وقد شارك الوفد العراقي بفعالية في المهرجان وتبادلوا الهدايا التذكارية مع الوفود الاخرى واقاموا فعاليات مميزة ، وقد التقى اثناء المهرجان برفاق من اهل الحلة كانوا يدرسون في موسكو منهم الدكتور ممتاز كريدي ومحمد علي بن الشيخ عبد الكريم الماشطة ومهدي صالح المهدي الذي حصل على زمالة دراسية هناك.
وظل فلاح الرهيمي يواصل نضاله عبر مراحل حياته المختلفة، ورغم تقدمه في السن الا انه لم يركن الى الدعة والراحة، وواصل عطاءه الذي لا ينضب، فكان الخطيب في محافل الحزب ومناسباته ، والوجه الاجتماعي المرموق في المناسبات الاجتماعية، والمثقف الوافر العطاء في التثقيف المركزي، وقد كرمته قيادة الحزب بدرع الوفاء مع مجموعة من المناضلين الذين واصلوا العطاء والنضال رغم عمرهم المديد، وكان من الداعمين للحزب ماليا في المناسبات التي تستلزم الدعم، ولم يبخل بماله وجهده في طريق النضال لذلك أصبح مهوى أفئدة المناضلين ينظرون اليه بإكبار واحترام واعجاب، ولا زال كما عهدناه عاملا في صفوف الحزب رغم تجاوزه العقد الثامن من عمره.
هذا هو وبعض من سجاياه وخصاله ومزاياه ، لذلك هو أهل لكل تكريم وتبجيل فهنيئا للحلة الفيحاء بابنها البار الذي أصبح معلما من معالمها وابنا من خيرة ابنائها



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفاح الظاهر
- عبد الرزاق كميل شاعــــرا ومنـــاضـــــلا
- وقفية مملكة أودة
- مطالعة لمرويات ذياب آل غلام
- نظرات في مذكرات الدكتور مكرم الطالباني الحياة لا تجري دوماً ...
- الاسكندر المقدوني في بابل عرض وتحليل
- قراءة في رواية (لقد قصدها يوما)
- قراءة في كتاب المعلم حازم سليمان الحلي
- عدنان الجزائري الواله الغارق بالحنين
- مشاهدات للدكتور عبد الرضا عوض
- نقد الفكر والممارسة الدينية لدى المسلمين
- باسم عبد الحميد حمودي وأثره في تدوين الموروث الشعبي العراقي
- الشيخ البهائي وكتابه الكشكول: بين الزهد والتناقضات الأدبية
- الشاعر عبد الحسين الحيدري ونزعته في التمرد والانطلاق
- الدكتور عبد العظيم السلطاني وآراؤه النقديةم
- كناية الديالكتيك نزهة ثانية في المعرفة
- لقد قصدها يوما
- قطف الثمر في التاريخ والتراث والفكر
- نبيل الربيعي باحثا ومقاليا
- دار الظالم خراب


المزيد.....




- ألمانيا.. مقتل شخص وإصابة آخرين بحادث دهس والشرطة تعتقل مشتب ...
- مشاهد عظامها وهي بارزة صادمة للغاية.. سيدة تسيء معاملة 3 خيو ...
- تبون يرفض حضور القمة العربية الطارئة بسبب -احتكار حل القضية ...
- وزير الخارجية الفرنسي: خطر الحرب على أوروبا يبلغ مستوى غير م ...
- ألمانيا: حادث دهس في مانهايم ولا معلومات عن الجاني وخلفياته ...
- الكرنفال: رحلة عبر الزمن من الرومان إلى كولونيا الحديثة
- -سانا-: إصابة عدد من المدنيين بجروح جراء انفجار مجهول السبب ...
- سوريا: جمعية خيرية تنظم إفطارا جماعيا في معرة النعمان
- وزير الداخلية الفرنسي يعتزم اتخاذ إجراءات ردعية ضد الجزائر
- البذور المعدلة وراثيا.. هل تنقذ الزراعة في نيجيريا؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - فلاح الرهيمي مناضل من طراز خاص