العقل المطلق والمحدد النسبي

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 08:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

العقل هو أداة الإنسان لفهم العالم، لكنه ليس واحدًا في طبيعته، بل يمكن تصنيفه إلى نوعين رئيسيين:
العقل المطلق والعقل المحدد النسبي.

العقل المطلق:
هو العقل الذي يبحث عن الحقيقة المطلقة دون قيود بيئية أو اجتماعية أو زمنية. يتميز بأنه:
يتجاوز حدود المعرفة التقليدية ولا يقف عند الأفكار الموروثة.
يبحث عن المبادئ الكونية التي تحكم الوجود.
لا يخضع للتأثيرات الثقافية أو الأيديولوجية، بل يحاول الوصول إلى الحقيقة كما هي.

يميل إلى الفلسفة والتجريد، ويطرح أسئلة كبرى مثل:
ما هو الوجود؟
ما معنى الحياة؟
هل هناك حقيقة مطلقة؟

أمثلة على العقل المطلق:
الفلاسفة الكبار مثل أفلاطون، ديكارت، هيغل، ابن سينا فازابي الذين حاولوا وضع نظريات شاملة للوجود والعقل.

العلماء الذين يبحثون في قوانين الطبيعة المطلقة مثل نيوتن، آينشتاين، هايزنبرغ.

العقل المحدد النسبي:
هو العقل الذي يعمل ضمن حدود بيئته وثقافته وتجاربه الشخصية، ولا يسعى وراء الحقيقة المطلقة، بل يفسر الأمور بناءً على المعطيات المتاحة. يتميز بأنه:

يخضع للواقع الاجتماعي والثقافي والتاريخي.
يرى الحقيقة من منظور نسبي، أي أنها تتغير باختلاف الظروف والزمن.
يفكر بحدود المعلومات المتاحة له ولا يسعى بالضرورة إلى كسرها.

يميل إلى البراغماتية، أي التفكير العملي الذي يخدم الأهداف المباشرة.

أمثلة على العقل المحدد النسبي:
المفكرون السياسيون الذين يحللون الأوضاع وفق المتغيرات الحالية.
الأشخاص الذين يتخذون قراراتهم بناءً على تجاربهم الشخصية والمجتمعية دون التفكير في القوانين الكونية.

العلاقة بين العقل المطلق والعقل النسبي:

العقل المطلق مهم في البحث الفلسفي والعلمي العميق، لكنه قد يكون بعيدًا عن الواقع العملي.

العقل النسبي مهم في الحياة اليومية والسياسية والاجتماعية، لكنه قد يكون محدودًا وغير قادر على رؤية الصورة الكاملة.

التكامل بينهما هو الحل الأمثل:
نحتاج إلى عقل مطلق يسعى للحقيقة، وعقل نسبي يطبق المعرفة على الواقع.

العقل المطلق هو عقل الفلاسفة والعلماء الذين يبحثون عن الحقيقة المجردة، بينما العقل المحدد النسبي هو عقل السياسيين والعامة الذين يتعاملون مع الواقع المتغير.
التوازن بين الاثنين هو ما يجعل الإنسان قادرًا على الفهم العميق والتطبيق العملي في آنٍ واحد.

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات