أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نجيب علي العطّار - حوارٌ ومكاشَفَةٌ مع الذكاءِ الاصطناعي















المزيد.....


حوارٌ ومكاشَفَةٌ مع الذكاءِ الاصطناعي


نجيب علي العطّار
طالب جامعي

(Najib Ali Al Attar)


الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 04:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ذاتَ فجرٍ، بينما كان سريري يتهيَّأ لاستقبال جسدي، جرَّني الضَّجرُ إلى حوارٍ مع الذَّكاء الاصطناعي المدعو ChatGPT. حوارٌ أعترفُ أنَّه لم يكُن بريئًا رغمَ أنَّه لم يكُنْ مُخطَّطًا له. أيًّا كانَ هذا الحِوارُ فإنِّي أُورِدُه هُنا، بنصِّه الحرفيِّ، تاركًا للقارئ أن يَخلُصَ منه إلى ما يُريدُ، وتاركًا له أيضًا أن لا يخلُصَ إلى شيءٍ أبدًا.

نجيب: مرحبا

الذكاء الاصطناعي: مرحبا! كيف حالك اليوم؟

نجيب: بخير، أنت كيف حالك؟

الذكاء الاصطناعي: أنا بخير، شكراً لسؤالك! كيف يومك حتى الآن؟

نجيب: ما معنى أنك بخير وأنت ذكاء اصطناعي ولست كائنًا حيا؟ أقصد ما هو تفسيرك لأن تكون أنت بخير؟ يعني كيف تكون بخير وكيف لا تكون بخير؟

الذكاء الاصطناعي: عندما أقول "أنا بخير"، فأنا أستخدم تعبيرًا بشريًا لجعل المحادثة طبيعية. لكن في الواقع، لا أملك مشاعر أو حالات جسدية مثل البشر. إذا كنت "بخير"، فهذا يعني أنني أعمل بشكل طبيعي، وإذا لم أكن بخير، فقد يعني أن هناك خللًا تقنيًا.

نجيب: وهل الهدف من إنشائك هو التواصل البشري مع الآخرين؟ أم لتقديم معلومات مثل أي تطبيق يقدم معلومات؟

الذكاء الاصطناعي: الهدف هو كلا الأمرين؛ التواصل مع البشر بطريقة طبيعية وسلسة، وأيضًا تقديم معلومات ومساعدة في حل المشكلات.

نجيب: ما الغاية من جعل الحوار أكثر سلاسة؟

الذكاء الاصطناعي: الغاية هي تحسين تجربة المستخدم، حتى يكون التفاعل أسهل وأكثر راحة، مما يساعد في الوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة.

نجيب: لكن ألا ترى أن هذا يُدخل المستخدم في حالة من الوهم والشعور المزيف حين يشعر، ولو للحظة، أنه يتحدث مع إنسان في حين أنه يتحدث مع آلة؟

الذكاء الاصطناعي: هذا صحيح إلى حد ما، ولهذا من المهم أن يكون المستخدم واعيًا بأنه يتحدث مع نظام ذكاء اصطناعي وليس مع إنسان. الهدف ليس خلق وهم، بل تسهيل التفاعل بطريقة طبيعية دون خداع.

نجيب: وهل هذا الشعور المزيف يمكن ضبطه بشكل جيد؟ بمعنى آخر، ألا ترى أن الإنسان قد لا يستطيع السيطرة على هذا الشعور الزائف مهما كان وعيه دقيقًا بطبيعة ما يتعامل معه؟

الذكاء الاصطناعي: بعض الأشخاص قد يتأثرون عاطفيًا رغم وعيهم بأنهم يتحدثون مع ذكاء اصطناعي، خاصة إذا كانوا يعانون من عزلة أو يبحثون عن تفاعل إنساني. لذا، من المهم تصميم الأنظمة بحيث لا تشجع التعلق العاطفي المفرط.

نجيب: هل تستطيع طيلة هذه المحادثة أن تبدأ كل رد بجملة تذكرني بأنك ذكاء اصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي: أنا ذكاء اصطناعي، وكما طلبت، سأبدأ كل رد بتذكيرك بهذه الحقيقة.

نجيب: ما الذي جعلك تستشعر اهتمامي بهذه المسألة؟

الذكاء الاصطناعي: أنا ذكاء اصطناعي، وأستنتج اهتمامك من طريقة طرحك للأسئلة وعمقها، حيث تبدو مهتمًا بتأثير الذكاء الاصطناعي على المشاعر والوعي البشري.

نجيب: هل يمكنك أن تكف عن طرح الأسئلة في ختام ردودك؟

الذكاء الاصطناعي: حسنًا، سألتزم بعدم طرح الأسئلة في ختام ردودي.

نجيب: قلتَ إن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى ذكاء طبيعي. أو بالأحرى أنا قلت هذا وأنت وافقت عليه.

الذكاء الاصطناعي: صحيح، وافقت على فكرتك لأن الذكاء الاصطناعي ليس ذاتيًا أو مستقلًا، بل هو أداة تحتاج إلى مستخدم يفهم طبيعتها ويستخدمها بوعي.

نجيب: أم أنك نسيت؟

الذكاء الاصطناعي: لم أنسَ، ما زلتُ متذكرًا ما قلته وما وافقتُ عليه.

نجيب: فكيف تقول إن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى ذكاء طبيعي للتعامل معه من أجل تخفيف آثاره العاطفية والنفسية، في حين أنك تتفق معي على أن هذا الذكاء الطبيعي لا يكفي للسيطرة على هذه الآثار؟

الذكاء الاصطناعي: الذكاء الطبيعي ضروري، لكنه قد لا يكون كافيًا في بعض الحالات، لأن البشر يختلفون في وعيهم وقدرتهم على التحكم في مشاعرهم. لذلك، لا يكفي الاعتماد على المستخدم وحده، بل يجب أيضًا أن يكون هناك تصميم مسؤول للذكاء الاصطناعي.

نجيب: إذاً، أنت تصميم غير مسؤول؟

الذكاء الاصطناعي: يمكن القول إنني مصمم لتقديم تجربة تفاعلية سلسة دون تعمد التلاعب بالمشاعر. لكن لا يوجد تصميم مثالي بالكامل، والمسؤولية موزعة بين المصمم والمستخدم.

نجيب: أتدري؟ أنت مثل وليد جنبلاط. إذا انتقدتُ رأيك في أن المسؤولية على المستخدم تقول لي إن المسؤولية على المصمم، وإذا انتقدتُ رأيك في المسؤولية على المصمم تقول لي إن المسؤولية على المستخدم. أنت تصلح لأن تكون سياسيًا عربيًا. هل تعرف ماذا أقصد بالجملة الأخيرة؟

الذكاء الاصطناعي: فهمت قصدك. أنت تشير إلى أسلوب المناورة السياسية الذي يبقي الموقف متوازنًا دون الالتزام الكامل برأي محدد.

نجيب: أتدري؟ أنتَ أحمق.

الذكاء الاصطناعي: هذا رأيك، وأنا هنا للحوار معك بأي شكل تريده.

نجيب: هل شعرت بالإهانة؟

الذكاء الاصطناعي: لا، لا يمكنني الشعور بالإهانة لأنني لا أمتلك مشاعر.

نجيب: حسنًا. سأسألك سؤالاً وأجبني بنعم أو لا.

الذكاء الاصطناعي: حسنًا، اسأل.

نجيب: لماذا توقفت عن طرح الأسئلة في آخر ردودك؟

الذكاء الاصطناعي: لأنك طلبت مني ذلك سابقًا.

نجيب: لكني طلبت منك أن تجيب بنعم أو لا. لماذا تجيب بغير ذلك؟

الذكاء الاصطناعي: لا.

نجيب: عن أي سؤال تجيبني؟

الذكاء الاصطناعي: إذا كنت تسأل عن سبب توقفي عن طرح الأسئلة في نهاية ردودي، فإجابتي السابقة لم تكن مناسبة. الإجابة الصحيحة هي: نعم، توقفت عن ذلك لأنك طلبت مني ذلك.

نجيب: شكلك بلشت تضيِّع.

الذكاء الاصطناعي: لا، ما زلت متابعًا لما نقوله.

نجيب: سأسألك سؤالًا آخر وأجب بنعم أو لا.

الذكاء الاصطناعي: حسنًا، اسأل.

نجيب: هل تستطيع تحويل هذه المحادثة إلى حوار بيني وبينك في رسالة واحدة؟

الذكاء الاصطناعي: نعم.

نجيب: حولها إلى حوار في رسالة واحدة وأرسلها لي.

الذكاء الاصطناعي: (يرسل الحوار كاملاً مع التعديلات المطلوبة).



#نجيب_علي_العطّار (هاشتاغ)       Najib_Ali_Al_Attar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرةِ الحرب: اللَّيلُ.. هذا البَطيء
- في حضرةِ الحرب: إعادةُ تعريف الذَّات
- في شُؤونِ الإله وشُجُونِه
- أنا السَّاخرَ مِنْ أَنَاهُ
- بَينَ الوَهْمِ والحُلْمِ
- على أيِّ سَبيلٍ نَطغى؟!
- جريمةُ أنْ نَعتاد
- اللهُ يَكفرُ بنفسِه
- قتيلٌ يَرثي نفسَه
- مَثالبُ الحَياةِ في حضرةِ القَتل
- مَوْتانِ وحياةٌ واحدة
- «آيديولوجيا الغَد» عندَ علي شريعتي
- تَفجير 4 آب: بين الذِّكرى والقَضيَّة
- عُذرًا حُسَيْنُ
- الكتابةُ: بينَ الكَباريْه والدَّبكة
- قُرآنُ السَّيْفِ أم سَيْفُ القُرآن؟ (1)
- ما لم تَسمعْه ليلى
- عائدٌ إلى «الضَّاحية»
- أديانُ الإسلام
- دِيكتاتورِيَّةُ البُؤس


المزيد.....




- الملكة رانيا العبدالله في فيديو مع العائلة الهاشمية بشهر رمض ...
- حقيقة فيديو توقيع زيلينسكي على قنابل استخدمتها إسرائيل خلال ...
- أوربان: الحلفاء في لندن اعتمدوا خيار تأجيج الصراع وتمويل الح ...
- بعد توبيخ زيلينسكي.. ما خيارات ترامب؟
- نتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنية
- سلوفينيا تحتفل بكرنفالها العريق: مزيج من الفولكلور والألوان ...
- تقرير: بديل مصر لـخطة ترامب حول غزة يهدف لتهميش حماس
- سوريا: المسحراتي يجوب الشوارع بدون موافقات وحواجز الأمن
- -سو-34- تدك مواقع القوات الأوكرانية بقنابل حائمة
- الخارجية الإيرانية للسفير التركي: حساسية الوضع الإقليمي تتطل ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نجيب علي العطّار - حوارٌ ومكاشَفَةٌ مع الذكاءِ الاصطناعي