خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 02:48
المحور:
الادب والفن
أنا النور في قلب الظلام،
أحمل بذور الغياب في حقول الحضور،
أقطف من أشجار السرّ ثمار الصمت،
وأغزل من خيوط الوقت عباءة اللازمن.
أنا الصدى العائد من وديان العدم،
أعانق رياح الغيب بشفاه السرائر،
أكتب على صفحات الماء رسائل للسماء،
وأحرق أشرعة العقل في بحر اللايقين.
أنا الريشة السابحة في حبر الأزل،
أخطّ على جبين الروح نقوش الأبدية،
أفتح أبواب القلب بمفاتيح الغياب،
وأعبر أنهار العشق بلا ضفاف.
أنا الكلمة التي لم تقل بعد،
تسكن في حلق الوجود، تنتظر الولادة،
أنا الفكرة العائمة بين السطور،
أنا النقطة في آخر السطر، التي تبتلع كل المعاني.
أنا الرحلة نحو الذات عبر مرايا السراب،
أنا الخطوة التي تسبق الطريق،
أنا العطر المتطاير من زهور الحلم،
أنا الشوق الذي يذوب في كأس الخلود.
أنا الهمسة التي تُغني للنجوم،
أنا الدمعة التي ترسم على خد الليل،
أنا الزفير الأخير للريح،
أنا السكون الذي يعانق الفناء.
أعانق الشوك كأنه ورد،
وأرتدي أشواك الزمن كأنها حرير،
أرتشف من كأس الفقد حتى الثمالة،
وأزرع الحب في أرض لا تعرف المطر.
أنا السر المخبأ في صوت الصمت،
أنا الأثر الذي لا يتركه الخطو،
أنا الرؤيا التي تأتي قبل النوم،
أنا اليقظة في حضن الحلم.
أنا الواقف بين بين،
أمزج الليل بالنهار،
أعزف على أوتار الفراغ،
أخلق من اللاشيء كل شيء.
أنا أنا، ولست أنا،
أنا الظل الهارب من نور الحقيقة،
أنا الفناء المتجسد في صورة البقاء،
أنا الوتر الذي يعزف عليه الكون لحن الحياة.
أنا النهر الذي لا يُلامس ضفتيه،
يجري في عروق الغيب، يسقي جذور النسيان،
أنا الغيمة التي تمطر دون أن تبتل،
أنا الرعد الصامت في سماء السرائر.
أنا المعنى الهارب من قبضة اللغة،
أُخفي نفسي بين حروف العدم،
أرقص مع ظلال الحيرة،
وأُشعل فتيل الدهشة في عيون المعرفة.
أنا الندى الذي يُقبّل جبهة التراب،
يُحيي بذور الأمل في صحراء الروح،
أنا الريح التي تعزف ناي السراب،
تُداعب أوراق الوجدان في لحن السر.
أنا الضوء الذي يتسلل من نافذة الغيب،
يُعانق العتمة كأنها أمه،
أنا الشجرة التي تُزهر في قلب الحريق،
وتُثمر حكايات العشق الأبدي.
أنا المسافة بين السؤال والجواب،
أنا الصرخة التي تُولد من رحم الصمت،
أنا الذرة التي تحمل في باطنها الأكوان،
أنا البذرة التي تنبت في حدائق الأبدية.
أنا الرحيل الذي لا يعرف الوصول،
أُبحر في بحر الذات بلا سفينة،
أغوص في أعماق النفس لأصطاد لآلئ الحقيقة،
وأعود إلى الشاطئ كأني لم أكن.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟