أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - قراءة بسيطة للوضع السياسي والنقابي الراهن















المزيد.....


قراءة بسيطة للوضع السياسي والنقابي الراهن


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسئلة مقلقة ومحيرة تنتاب في الآونة الأخيرة العديد من المناضلين الحقيقيين ، والعديد من المثقفين والمهتمين بالشأن العام المغربي ، وعموم الجماهير الشعبية التي تكتوي من نيران الازمة المصطنعة ، حول طبيعة المرحلة ، والتطورات التي سيعرفها الوضع الاجتماعي والسياسي خلال المرحلة المقبلة المحفوفة بالعديد من المخاطر ، واخرها استقلال الصحراء الغربية التي اعترف بدولتها الملك محمد السادس . الجريدة الرسمية عدد 6539 / يناير 2017 ... بطبيعة الحال أسئلة تكتسب شرعيتها من الغموض المطبق على الوضع من جهة ، ومن جهة ثانية غياب الشفافية والوضوح في العلاقة بين مكونات واطراف المجتمع – حاكم ومحكوم – و ( أحزاب ) انتهت ، بل ماتت ، وجماهير لم تعد تولي لما تبقى من هذه الكائنات أهمية ، لان فاقد الشيء لا يعطيه ، ولان علامة الدار على باب الدار .. الشيء الذي يجعل المجال خصبا للتأويلات والاشاعات ، وردود كافة الاحتمالات حول طبيعة المرحلة والافاق المستقبلية .. من هنا يأتي هاجسنا وتأتي محاولتنا لرصد الوضع الراهن بكل تجلياته ، محاولين في نفس الوقت استجلاء واستقراء بعض المعطيات ذات الدلالة السياسية ، والكفيلة بإعطائنا أجوبة في حدود الممكن وما هو قائم .. والخطورة كل الخطورة ، عندما تسرق الدولة جماعات البوليس ، فتغيب الديمقراطية بالمرة ، وتسود الدكتاتورية البوليسية وليس العسكرية ، ويسود الاستبداد والطغيان ، ويصبح النظام البوليسي يشار اليه بالأصبع وليس بالبنان ، وينعكس هذا الوضع المرفوض على تصنيف الدولة البوليسية الفاشية مرتبات ادنى وخجولة ، في جميع المجالات ، كالديمقراطية ، الصحة ، التعليم ، الشغل .. أي نعيش وضعية الانتكاسة التي عادت بالدولة الى أكسف واقبح من عهد الحسن الثاني وادريس البصري ..
ان اهم مميزات الوضع ، تتلخص الان في تفاقم الازمة الاقتصادية والاجتماعية ، تكتوي بنارها عموم الجماهير الشعبية من تعليم وصحة وسكن وعيش كريم ... الشيء الذي سيعمق من مستوى التناقضات الطبقية ، إضافة الى تنامي الوعي لدى عموم الجماهير ، كذلك المتغيرات الدولية التي تهدد باستقلال الصحراء الغربية ، والنتائج الخطيرة التي ستترتب عن الموقف الدولي المنادي فقط بالمشروعية الدولية . ان المتغيرات الدولية كانت من ابرز العوامل في خلق ديناميكية نضالية كذلك ، ومتميزة ، خصوصا لذا الطبقات الاجتماعية الفقيرة والمفقرة ، خاصة الطبقة العاملة التي تلعب الدور الأساسي في عملية الإنتاج ، وفي الاقتصاد الوطني ، الشيء الذي لم يواكبه تحفيز نضالي على مستوى النقابات التي تدافع عن " السلم الاجتماعي " الذي هو سلم النظام والباطرونة الملتصقة به ، وليس بسلم الشعب الكادح . فالكل ادرك خواء وهراء النقابات خاصة ك د ش CDT التي زاغت عن الخط النضالي لسنة 1978 ، وتغيير النقابة وتغيير مواقف ( قادتها ) منذ استقبال الملك محمد السادس لنوبير الاموي الاسم ، وليس نوبير الاموي النضال الذي طلقه الطلاق الثلاث وبلا رجعة .. فالعلاقة التي تمثلها النقابة مع حزبها " المؤتمر الوطني الاتحادي " غنية عن كل تعريف ، كما ان تموضع الحزب ضمن أحزاب " فدرالية اليسار " الانتخابوي خاصة حزب نبيلة مُعِيب ، كذلك غنية عن كل تعريف . اما الوضع التنظيمي لحزب الطليعة ، الذي طلق الطلاق الثلاث ماضي الاتحاد الراديكالي ، ماضي الاختيار الثوري ، غنية عن التعريف ، لان ارتماء الحزب في تزكية الاستحقاقات السياسوية للنظام السلطاني المخزني المزاجي والتائه ، دون تحقيق ولو الجزء البسيط واليسير من شعاراته ، بان اية مشاركة سياسية لن تكون ضمن دستور الملك الممنوح ، بل ستكون ضمن دستور الشعب ، هي تكملة للتصفية السياسية التي تعرض لها ماضي الاتحاد ، اتحاد المقاومة وجيش التحرير ، واتحاد الاختيار الثوري في المؤتمر الاستثنائي في يناير 1975 .. فماذا حين يشارك الحزب الصُّغيِّر في انتخابات الملك ، طامحا الدخول الى برلمان الملك ، ليصبح منفذا تشريعيا للملك ، وان حالفه الحظ يصبح موظفا ساميا بإدارة الملك ( وزيرا) للسهر على تنزيل خطة ومشروع وبرنامج الملك .. أي يتنازل الحزب عن البرنامج الانتخابي الذي شارك به في الحملة ، ويتجند لتنزيل برنامج الملك الذي لم يشارك في الانتخابات ولم يصوت عليه احد .. اليس هذا العمل خيانة للأصوات التي صوتت لبرنامج الحزب ، وتخلى عنها دون مراعاة الظرفية التي صوتت فيها الكتلة الناخبة على برنامج الحزب .. رحم الله محمد بوگرين وكل شهداء الحركة الاتحادية مناصري الاختيار الثوري ... هذا دون ان ننسى ما يسمى بالأجماع الوطني ، الذي كان اجماعا ضدا وعلى الشعب الذي يتلاعب به في جميع الاتجاهات ..
اما عن نقابة الاتحاد العام للشغالين ، فكما كانت لاتزال مجرد نقابة صفراء ضد العمال وضد المستخدمين والاجراء ..
اما الاتحاد المغربي للشغل ، فمع مخاريق جسد ويجسد الصورة البورصية التي لا علاقة لها بالعمال .. رغم ظهور تيار ديمقراطي وسط النقابة من مخلفات حزب النهج الديمقراطي العمالي ..
ان اية حركة نضالية لن تأتي الا في ظل شروط سياسية متميزة ، بسبب الفراغ الحاصل ، والفراغ الخطير المنتظر بغياب الملك ، نترقب تغيرات على مستوى الخريطة السياسية ، التي ان لم تتدارك الخطر القادم ، وقد يكون عنفا او اناركية مدمرة من اجل التدمير ، قد تجر الدولة الى وضعية هشة ، تصبح عرضة للتلاعب بأمن المغرب ونظامه .. وقد تكون مدخلا لدفع الصحراويين الى الخروج بالمناطق الصحراوية بالجنوب المغربي ، وسيما ان أي تحرك يهدف تقسيم الجغرافية او تغييرها ، سيكون محببا ومدعما من قبل دول الغرب .. وإسرائيل ..
ان هذه التركيبة النقابية الهشة والمميعة ، والسياسية المضببة ، تجعل مبدأ جدلية النقابي بالسياسي ، يأخذ بعدا ضيقا ان لن نقل ممسوخا ومشوها ، فيتم توظيف المبدأ ضمن منظور سياسي جد ضيق ، وبالتالي تفقد الممارسة النقابية مبدأ الاستقلالية للقرار النقابي الذي قد يصبح بأيدي الإسلام السياسي ، الذي وحده يعمر ويملأ الساحة في غياب احزاب اليسار التي لعبت دور البارشوك للضربات التي كانت تستهدف النظام طيلة الستينات والسبعينات والثمانينات ، وتلاشت اليوم .. فرغم النزول الى الشارع في 23 مارس 1965 ، وفي الدارالبيضاء في سنة 1981 ، وفي يناير 1984 ، في دجنبر 1991 ، فان اختلاف المواقف المعبر عنها من قبل بعض الأحزاب والنقابات ، كحزب الاستقلال والاتحاد العام للشغالين ، من هبة 1981 ، كانت تخدم النظام الذي كان يلعب على الفوارق النقابية والسياسية . لذا فالنزول عبر هذه المحطات كان هبة او انتفاضة ، ولم يرق الى ثورة كما خططت الحركة الاتحادية الراديكالية ، الاختيار الثوري ، وخطط اليسار الماركسي بكل فروعه السياسية والأيديولوجية ..
فعلى النظام انتظار النزول الى الشارع ، وعليه ان يستوعب النزول ليبقى محاصرا في الانتفاضة الخبزية ، ولن يرقى الى الثورة السياسية .. وكما قلت . ان الخطر هو في غياب أحزاب البارشوك ، وفي غياب اليسار التقدمي ( الاختيار الثوري) واليسار الماركسي ، المعطل لكل مشروع لاهوتي .. ففي وسط هذا الافتقار التنظيمي ، والذي نتيجته انعكاس وتراجع أحزاب اليسار في العالم ، خاصة في اوربة ، يبقى احتمال استغلال الشعارات العقائدية واللاهوتية ، وسط النقابات ووسط الأحزاب التي ستبزغ فجأة وبسرعة ، لان العمل جاري مع الظرفية ، ولان الفراغ الحاصل بغياب الملك ، ان لم يتم تداركه بالسرعة القصوى ، قد تتطور نتائجه الى مأساة ، خصوص اذا حصل النزول في الأقاليم الجنوبية .. وهو نزول سيكون مدعما من قبل الغرب وإسرائيل .. ويجب انتظاره ..
صحيح ان عموم الجماهير في حاجة الى مكاسب سياسية من ديمقراطية ، انتخابات جديدة مع الملك الجديد ، وتكون حرة ونزيهة ، الى فصل السلط الى استقلال القضاء ... الى غيرها من الإصلاحات التي لابد منها حتى يستمر النظام ويضمن وجوده بتثبيت اعمدته .. لكنها ، الجماهير وعند غياب الملك ، وحصول نزول الى الشرع ، ونوع الشعارات التي ستردد ، خاصة الشعارات اللاهوتية لان الإسلام السياسوي وحده بالساحة ، فالجماهير ستكون غير مستعدة للتخلي عن مطالبها في تحسين وضعيتها المعيشية ، والدفاع عن مكتسباتها .. ذلك ان أي اصلاح كيفما كانت طبيعته سياسي اجتماعي ، لا يمكنه ان يحجب ويكبح نضالية الشعب المغربي ، وان تصبح هذه الإصلاحات مجرد طلاميس لإخفاء الواقع المُزْري لعموم الجماهير . فماذا نريد في زمن الحسن الثالث ، بالانتخابات الحرة ، والشعب ما زال يعيش عصر الوصاية والحجر ويعاني الفقر والجوع والامراض والخرق اليومي لحقوق الانسان .. والتجبر البوليسي الفاشي المريض ..
وحتى نتجاوز المعطى النقابي في علاقته بالسياسي ، الا يحق لنا ان نتساءل حول الكيفية والأسلوب الذي تعالج به قضايا الشعب السياسية . هل هي ديمقراطية ، ام ليست كذلك ديمقراطية .. ونتساءل . هل ما يقوم به مدير البوليس المدعو عبداللطيف الحموشي من اعتداءات فاحشة على حقوق الانسان ، بتزوير المحاضر البوليسية لإدخال المناضلين والمثقفين وفاضحي الفساد ، والرافضين للدكتاتورية البوليسية الى السجون ، يشرف وجه المغرب ، ويخدم قضاياه الاستراتيجية في المحافل الدولية ؟
ان احداث تغييرات سياسية تفرض الضرورة ، سواء التاريخية او الأدبية ، اشراك كافة مكونات المجتمع " اطارات نقابية حقيقية يعيد تشكيلها من جديد ، أحزاب سياسية جديدة تكون تقدمية وديمقراطية ، مهنية أطباء محامون ، جمعيات حقوقية جديدة غير مستهلكة .. فلاحين ... الخ ، ليتشكل اطار وطني له سنده التمثيلي والقانوني ، في وضع تغييرات ، لتعرض الشعب قصد ابداء الرأي فيها .. وهذا واحده يفشل الشعارات اللاهوتية ، وينجي المغرب من حكم اللاهوت ..
من السهل ان نعيد التحدث مع الحسن الثالث عن " العهد الجديد " مرة أخرى ، وعن " الإصلاحات المرتقبة " مرة أخرى .. لكن قبل ذلك يجب تنقية الأجواء السياسية عبر اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والتعسفيين والطلاب عبر جميع المواقع الطلابية .. بل اطلاق السراح منذ احداث 16 مايو 2003 والى اليوم .. مع تبني الديمقراطية بصورتها الصحيحة .. دون تزوير المحاضر البوليسية لإدخال الناس الى السجون .. ان الديمقراطية اما ان تكون كاملة او لا تكون .. فإلقاء خطابات بالجامعة يجب الا يعرض أصحابها الى الاعتقال ، لان القطاع الطلابي هو مرحلي ، وليس بدائم .. والناس حين تعبر ، يكون الاحتجاج بالتعبير .. وهو خطاب سيبقى طلابيا ، ولن يعرف طريقه الى الشارع ، الجاهل للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ..
كما يجب وضع حد للخنوشيات بوضع حد للهجوم على القدرة الشرائية للشعب الفقير والمفقر ، وتشجيع العمل النقابي المسؤول والجديد ، والقطع مع السماسرة الذين يبحثون عن مصالحهم ، لا البحث عن الصالح العام ضمن سيادة الدولة .
لقد فشلت سياسة " فشّان الرْويد " بتمييع العمل النقابي ، واصبح الواقع الفارض نفسه بقوة ، اظهار الحقيقة على حقيقتها ، ومصارحة الشغيلة والعمال بسبب الازمة ، ظرفية ام دائمة ، والانكباب على إيجاد الحلول لها ، لإغلاق الباب الذي تأتي منه الريح .. لقد استنفدت الأساليب التي لم تكن نضالية ، السابقة زخمها ، واصبحنا امام الامتحان العسير المهدد لوحدة المغرب ، والماس بجغرافيته .
وخلاصة القول ، ان المدخل الحقيقي لأي نظام ديمقراطي مع الحسن الثالث ، لن يأخذ بعده الحقيقي ، الاّ بتغيير المكونات التي استنفدت زخمها وفشلت . فلا يعقل ان الملك جديد ، وما عدا الملك يرجع الى الستينات والسبعينات .. لان حتى العقلية ستعجز عن ابتكار الجديد الذي يغير من ملامح المرحلة .. فالإصلاح السياسي مع الحسن الثالث ، وهو ضروري ومستعجل ، لن يأخذ بعده الحقيقي ، الاّ بمشاركة كافة مكونات المجتمع التي لم تتلوث بمسالك الارتزاق المخزني على عهد مدرسة ادريس البصري ، وبعد مدرسة ادريس البصري فؤاد الهمة واخنوش هذا أولا . وثانيا تحقيق انفراج حقيقي من خلال تصفية الاعتقال السياسي ، وثالثا توقيف الانتهاكات التي يتعرض لها حقوق الانسان .. مما يستوجب مرحليا تأطير كل الكفاحات التي تخوضها الجماهير ، والمساهمة في بناء الأدوات الدفاعية لها ، من اجل الاستجابة لمطالبها الآنية ، وتطوير كل اشكال النضال الجماهيري ، من اجل تفجير القدرات الذاتية في اتجاه بناء مجتمع مدني ديمقراطي تسوده الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان .. فيجب ان يكون بالسجون المخزنية صفر معتقل سياسي او تعسفي او فاضح للفساد . وهنا على الحسن الثالث ان يكون حقا ديمقراطيا ، بان يراجع المظالم الجنائية التي اقترفها اللصوص الذين سرقوا الدولة ، وافسدوا فيها ، واشتطوا في ممارسة المظالم على الناس .. فهل الملك محمد السادس حقا يحكم .. ؟ وللأسف كل شيء يتم باسمه ، وان كان يجهل ما حصل باسمه ، لان وضعه الصحي لا يسمح بذلك .. فمن يحكم من جماعة البوليس الفاشيست ، يجب ان تكون محط محاكمات عن جرائمها المختلفة ، ويجب التتريك والدخول الى السجون .. وهو عمل سيعطي دفعة قوية للحسن الثالث في تثبيت نظام حكمه ، وسيحظى بتأييد شعبي لم ينله حتى محمد الخامس زمن الحماية ..
الآن الساحة السياسية فارغة ، لان اليسار بشقيه التقدمي والثوري انتهى وفشل ، كما ان الأحزاب التي لعبت دور البارشوك في السبعينات والثمانينات ، انتهت بل ماتت .. واصبح الوضع يشغله من جهة ، الصحراويون المنادون بالمشروعية الدولية ، وسينزلون الى الشارع تزامنا مع موت الملك ، لان اعمال تنجز في هذا الصدد ، وستحظى بتأييد الغرب وإسرائيل .. ، وهناك الحركة البربرية ، فرغم الشعارات التي ترفعها ، تبقى كحركة مشوشة وسط البرابرة رغم اختلاف علاتهم من شلوح سوسيين ، وريفيين لا يعترفون بالمكونات البربرية الأخرى ، وبرابرة الاطلس المتوسط والاطلس الكبير .. وباستثناء النخبة المثقفة السوسية ، والطلبة السوسيين الذين يناضلون تحت شعار " الاتحاد الوطني لطبلة المغرب " ، فان العامة السوسية تعيش من دون مركبات نقص ، وترفض بل تجهل المطالب التي ترفعها الطبقة المثقفة السوسية .. وبخلاف برابرة الريف واكثريتهم المطلقة مع دولة الجمهورية الريفية ..
اذن وباستثناء الصحراويين المرتبطين بمشروع استقلال الصحراء ، ويشكلون خطرا آنيا ، فالمكونات الاخريات تبقى بالهامشية ..
لكن فالى جانب الصحراويين ، يشغل الساحة اليوم ، ويسيطر عليها ولو من بعيد ، الإسلام السياسي الحركي .. وما يلاحظ ان اقوى جماعة الإسلام السياسي الحركي ، كأنها غابت عن الساحة ، او انها انتهت .. او لم يعد ما يشغلها بالشأن العام .. لقد غير الإسلام الحركي تكتيكه منذ ان فضحته نادية ياسين بمقبرة " لعلو " بالكولسة مع وزارة الداخلية .. ومنذ ها يظهر تراجع الجماعة في جميع الميادين كالميدان الطلابي ، تأجيل الصراع مع اليسار الذي تلاشى ولم يعد يهمها ، اصدار البيانات السياسية التي تهم الإصلاحات السياسية الظرفية ، تعطيل النقاش على النظام السياسي القادم " الخلافة " ... فهل حقا ان الجماعة ومنها الإسلام الحركي قد ضعفت ..
الكل ينتظر ما ستسفر عنه الأوضاع بعد غياب الملك ، ونجاح الحسن الثالث في حسم المُلك بالسرعة القصوى .. كما الجميع ينتظر رد فعل الجماهير المكوية بالأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة .. هل ستنزل الى الشارع .. واذا نزلت ما هي الشعارات التي ستؤطرها ؟ وهل النازلون تنظيميون ام ليسوا تنظيميين ؟ وما دور جند الله اذا كان النازلون غير تنظيميين ؟ .. وهل ستشعل هبة او انتفاضة او ثورة ؟.. وبما ان اليسار انتهى خاصة التقدمي والماركسي ، فان الشارع ستملئه العامة التي ستتماشى وستستجيب للشعارات الإسلامية ، التي قد تتطور الى ثورة إيرانية ، والغرب سيؤيدها ، فقط لأنها ستسبب في تقسيم جغرافية المغرب ، لان الصحراويين لن يقبلوا بها ، وتُبنى الامارة فقط على أراضي ما قبل 1975 ..
ما دور الجيش هنا : ما يجب على ضباط الجيش والدرك معرفته ، ان الظروف الدولية التي حصلت فيها مذابح 23 مارس 1965 ، ومذبحة الدارالبيضاء في 1981 ، والشمال ومراكش في يناير 1984 ، ومذبحة 1991 .. لم تعد موجودة .. خاصة نهاية الحرب الباردة .. ان اطلاق رصاصة واحدة وسقوط شهيد واحد ، سيفرض مسائلة المحكمة الجنائية الدولية ، ومسائلة مجلس الامن ، والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الامريكية .. وسيعجل بالاستقلال السريع للدولة الصحراوية ، وسيتبعها في الحين استقلال الجمهورية الريفية ..
الوضع الدولي تغير ، وأصبحت تحكمه المصالح على المبادئ ، سيما مع موت الأيديولوجية ..
فيجب اشهار النظام الديمقراطي ، والتشبث بالديمقراطية اذا أراد الحسن الثالث ضمان استمراره على العرش .. وهو المخرج الوحيد لتجنيب هزات تنتظر المغرب بسبب الفقر ، وبسبب كثرة المظالم .. وكما قلت ان فتح الحسن الثالث لمحاكمات جنائية لمن سرق الدولة وهمش محمد السادس ، ويظلم باسمه رغم انه يجهل ما يجري باسمه بسبب المرض ، سيكون المدخل والدعامة التي ستعطي للحسن الثالث سندا شعبيا لم يحظى به محمد الخامس ضمن نظام الحماية ..
ان ضباط الجيش الكبار وضباط الدرك ، سيؤشرون على تنظيم اية محاكمة جنائية يأمر بها الملك الحسن الثالث ، ضد جرائم اللصوص الذين سرقوا الدولة وافسدوا فيها الفساد المبين .. ويكون الواقف وراء الحسن الثالث ، ومدعما له .. المغرب بل كل المغرب .. وبما فيهم الإسلام الحركي الذي سيجد نفسه ملزما بالتقيد والالتزام بالنظام الجديد الشاهر في وجههم سلاح الديمقراطية ، وحقوق الانسان ، وليس المدافع والراجمات والصواريخ ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الخطاب الفلسفي في مرآة الخطاب اللاهوتي الغوغائي الغارق ...
- ماكس فيبير والعقلنة المشوهة
- الاصوليون بالجامعة . هل هم ديمقراطيون ؟
- هل يبحث النظام الانسحاب من الصحراء ؟
- الغزو الروسي لأكرانيا عرى عن حقيقة الجيش الروسي ، وعن حقيقة ...
- الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- ظاهرة عبدالاله عيسو
- هل هو السكوت الذي يسبق العاصفة ، ام ان قدر المغرب هذا النظام ...
- سكرتارية مجلس الاتحاد الأوربي
- من واجب موريتانية التزام الحياد في معالجة نزاع الصحراء الغرب ...
- نهاية شيء عُرف سابقا بالقضية الفلسطينية -- نهاية شيء عُرف سا ...
- يتحدثون عن حرب بين اسبانية وبين النظام البوليسي المغربي .
- الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية /الجمهورية الصحراوية ...
- هل هناك فعلا مشروع حضاري عربي إسلامي .؟
- فرنسا مهد المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان
- ارض الميعاد اليهودية من الفرات الى النيل
- موقف المملكة الاسبانية من نزاع الصحراء الغربية
- السلفية الجهادية تعلن استعدادها لنقل الحرب الى الداخل الجزائ ...
- أي نظام للحكم نريد ؟
- هل حقا ان النظام المخزني المزاجي العلوي يهدد اسبانية بالحرب ...


المزيد.....




- رئيس لبنان يصل السعودية في أول زيارة خارجية: فرصة للتأكيد عل ...
- روسيا.. عودة 33 مدنيا من سكان مقاطعة كورسك اختطفتهم قوات كيي ...
- أوكرانيا أصبحت حرب أوروبا الآن - نيويورك تايمز
- مقتل شخص وإصابة آخرين في حادث دهس في مدينة مانهايم الألمانية ...
- إسرائيل: منفذ هجوم حيفا درزي إسرائيلي عاد مؤخرا من الخارج
- سقوط قتلى وجرحى جراء حادث دهس غربي ألمانيا (فيديو + صور)
- قوات مشاة البحرية تقتحم شاطئا تايلانديا في التدريبات بمشاركة ...
- مشاهد من عملية طعن في حيفا أدت إلى مقتل شخص وإصابة 4 أخرين
- سفن حربية روسية تنفذ تدريبات مدفعية في المحيط الهندي
- القوات السورية تدخل مدينة جرمانا في ريف دمشق بعد نجاج جهود ت ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - قراءة بسيطة للوضع السياسي والنقابي الراهن