أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - محارة الروح: بين الوجد والذاكرة المفقودة قراءة نقدية سيميائية لقصيدة : محارة عارية أنا – بقلم : سلوى علي – كردستان العراق . بقلم : كريم عبدالله – العراق.















المزيد.....


محارة الروح: بين الوجد والذاكرة المفقودة قراءة نقدية سيميائية لقصيدة : محارة عارية أنا – بقلم : سلوى علي – كردستان العراق . بقلم : كريم عبدالله – العراق.


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 13:30
المحور: الادب والفن
    


القصيدة / محارة عارية أنا / للشاعرة سلوى علي تمثل حالة من الغموض والتشظي العاطفي، وهي رحلة داخل الذات المتألمة والممزقة بين الألم والذاكرة، بين الحنين والضياع. تتبنى القصيدة أسلوبًا شعريًا غنيًا بالصور البلاغية والمعاني الرمزية التي تفتح المجال أمام القارئ لقراءة النص من عدة زوايا، وهو ما يسمح للقراءة السيميائية بتحليل العلامات والرموز والعلاقات التي تميز النص.
1. الرموز والعلامات
محارة عارية: يعد هذا التعبير من العنوان مركزًا رمزيًا بارزًا في النص. /المحارة/ تشير إلى الكائن المغلق الذي يحتفظ بما هو ثمين داخلها، ولكن عندما تكون /عارية/، تصبح غير قادرة على الحماية أو الإختفاء، مما يعكس حالة نفسية مكشوفة، عاطفية، وهشة. المحارة العارية تشير إلى الذات التي أصبحت عاجزة عن حماية أسرارها، معلنة عن هشاشتها الداخلية وحاجتها الماسة إلى الاهتمام والعطف.
الأرواح العائمة: هذا التعبير يدخل في مجال ماورائي يعكس حالة من الضياع في عالم غير مرئي، حيث لا يستطيع الشخص الوصول إلى الفهم الكامل لما يحدث حوله، في إشارة إلى الفجوة بين الوعي واللاوعي، بين الواقع والخيال. استخدام /العائم/ يوحي بحالة من التشتت واللاغية التي يشعر بها الشخص في رحلة بحثه عن ذاته.
زنابق طفولتي: الزنابق رمز للنقاء والجمال، لكن في هذه القصيدة تأتي محملة بالحنين والذكريات التي تحث الذاكرة على إيقاظ الماضي المؤلم. /زنابق طفولتي/ تدل على الطفولة البريئة التي فقدت في ظل الزمن القاسي.
الذاكرة على صراخ بأزقتها الخاوية: الذاكرة، هنا، تتجسد كمساحة فارغة، مليئة بالصراخ، كأنها شوارع مهجورة تفتقر إلى الحياة. هذه الأزقة الخاوية تعكس حالة العزلة والفراغ العاطفي الذي تعيشه الشاعرة، وهو صدى للألم الداخلي الذي لا يجد من يسمعه.
2. السيميائيات النفسية والتأويلية
أحلامي أحلام طفلة في سنوات الشوق: هذه العبارة تشير إلى براءة الطفولة وأحلامها البسيطة، ولكنها محملة بالوجع الناتج عن الزمن والمسافات الملعونة، حيث أن الحلم الطفولي النقي تحوّل إلى شوقٍ مرير. هذه الانتقالية بين الطفولة والنضج تعكس سعيًا مستمرًا للعثور على شيء مفقود، وهو الإحساس بالسلام الداخلي والراحة النفسية.
مَنْ يجدُ لي شفتيه؟: هذا السؤال يعكس الفقد العاطفي والجسدي، ويبحث عن المحبة والاحتواء الذي يمكن أن يخلص الذات من غربتها الداخلية. الشفاه هنا قد تمثل شفاه الأب، الأم، أو أي شخص آخر يشبع الحاجة الإنسانية العميقة للمحبة والقبول.
محارةٌ عارية أنا: هذه العودة للعنوان في نهاية القصيدة هي بمثابة إعادة التوكيد على حالة الفقد والضعف، حيث أن الشاعرة لا تزال تعيش حالة من العراء الداخلي، مفتوحة للريح والدموع، غير قادرة على حماية نفسها أو العيش بسلام مع نفسها.
3. السيميائيات الزمانية والمكانية
القصيدة تَنتقل بين عوالم مختلفة، ما بين الطفولة (زنابق الطفولة، حلم البلابل) إلى الحاضر الذي تتوالى فيه الخيبات والصراخ، ثم العودة إلى زمن الطفولة أو الأمس من خلال البحث عن /قبلة عيد/ و/شفاه أبي/. هذه الانتقالات الزمانية تحمل في طياتها إحساسًا دائمًا بالحركة والبحث عن الاستقرار في زمن غير مستقر.
تسارعت نبضي كهمّي المملوء المحموم: الصورة هنا تبرز توترًا داخليًا غير قابل للتهدئة. النبض والتسارع هو تمثيل للحالة العاطفية والفكرية المضطربة، التي تعكس جمودًا في الذات في الوقت ذاته. نجد أن الشاعرة تسعى لتسريع الزمن، لكنها تدرك في النهاية أن الوقت /قصير/، وتجد نفسها في حالة من الندم على ما فات.
4. التوتر بين الذات والعالم الخارجي
تتراوح القصيدة بين التوتر الداخلي للشاعرة وبين محاولاتها المستمرة للوصول إلى الأمان والطمأنينة. /محارة عارية/، كما ذكرنا، تمثل الذات المتألمة والمنفتحة على العالم الخارجي، وهي هنا، تتساءل عن من يمكن أن ينقذها من الألم، فمن خلال الأسئلة المتكررة /مَنْ يجدُ لي شفتيه؟/ و /مَنْ يجدُ لي شهد الاصطبار؟/، تبدو الشاعرة في حالة بحث مستمر عن خلاص، لا يجد لها سبيلًا إلا في التمسك بالماضي والذكريات.
5. الختام والتعبير العاطفي
يااااا أيها الصدى .. يا أيها الصدى/: هذا التكرار يشير إلى تواصل الشاعرة مع عالم بعيد عنها، وهو صدى لصرخة ألم ونداء لشخص أو لحالة من الخلاص لم تأتِ بعد. الصدى هو الصوت الذي يظل يعود إليك بعد أن ينقطع، وهو هنا يرمز إلى إصرار الشاعرة على الوصول إلى الحقيقة أو الراحة النفسية التي طالما بحثت عنها.
أصرخ في زمن الضجيج وااااأبتاه!: الختام بصرخة /أبتاه/ يجسد الحنين الأبوي الذي يطفو على السطح بعد أن كانت الشاعرة تطوف في عوالم معتمة مليئة بالتشويش والمشاعر المضطربة. الأب هنا يمثل مصدر الحماية والراحة، وهو آخر أمل يمكن أن يلتجئ إليه الشخص الذي يعيش في العراء.
الخلاصة:
القصيدة /محارة عارية أنا/ هي نص شعري مكثف وعميق يدمج بين الرمزية والسيميائية في التعبير عن حالة الضياع والبحث عن الذات. من خلال الرموز والألوان والعلاقات المكانية والزمانية، تفتح الشاعرة مجالًا للتأمل في الهوية، والحب، والضياع، والحنين. النص يعكس تجارب إنسانية متعددة، وهو يجسد التوتر بين الذات والعالم، وبين الحلم والواقع، وبين الماضي والمستقبل.
القصيدة :
محارة عارية أنا – بقلم : سلوى علي – السليمانية – عراق .
كلّما أتأملُ الأرواحَ العائمة في عالمٍ لا مرئي ،تتناغى الضربات الشاردة للقلب صلوات بأسرار عرائشي، ليدغدغ حكايات الوسائد المحشوة بحلمِ البلابل تحت خبايا نهار متدفق فوق أحجار التمني. فجأة، صوت يجلجل ما وراء الحدود زنابق طفولتي، لتحثّ الذاكرة على صراخ بأزقتها الخاوية وتلامس رماد سروجي كريح العراء بين نتوءات الخيال. يتسـارعُ نبضي كـهمّي المملوء المحموم فـوق مـشارف التأوه بإرث عــظيم، ينقّي قــلائده من كســـرات صـرخة منتفضـة بترتـها الخيبات.
أحلامي أحلام طفلة في سنوات الشوق ملعونة المسافات، تنتظر مـعانقة دمـوعي اليتيمة قُبلة عيد مـن جـذع شـجـرة التهمه الضباب وتناثر.
مَنْ يجدُ لي شفتيه؟! لأتطهر من غربتي وأغزل ضفائري بدندنة أزهار مدججة بطربه الغجري.
مَنْ يجدُ لي شهد الاصطبار..؟! فذاااك الصوت مازال قاتلي..!!
كي أقتفي هديل سراب حديقة مجهولة يتأرجح الجفاف بين مداراته، مشوشة الفكر . عساه ينساب مروجاً من سندس سرمديّ، قزحية الألوان، فراشاتها أزلية، براعمها أيقونات بلورية فوق جسدي المغتصب.
يااااا أيها الصدى .. يا أيها الصدى .
محارةٌ عارية أنا تغرق بأوردة الحنين بين فراديسه الضاحكة وقمحه الناضج، أتوسل اليك دع ابتهالاتي تتوهج، امهلْ دهشتي التواقة فالوقت قصير، دعني أمتطي صهوة الطيف بارتعاشاتي وهزيع الوجد بين جموح الخيال، لأسرق قُبلة واحدة من شفاه أبي وأصرخ في زمن الضجيج وااااأبتاه!



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة في زمن الشوق والحرمان: بوح القلب قراءة نقدية تحليلية ل ...
- صرخة الصمت: سيمفونية الألم والذكريات الخالدة قراءة نقدية سيم ...
- دلالات ورمزية ( قاب حزنين أو أحزن ) قراءة في فلسفة عنوان ديو ...
- قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة (النهر اليابس) – للشاعر : رياض ...
- إيقاع الزمن بين غيابك وحضور نبضي قراءة نقدية اسلوبية في قصيد ...
- قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة (مَطَرٌ.. فِي عَيْنَيّ !!) – لل ...
- قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة (حين يضحك الندى)– للشاعر : اسما ...
- قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة (قصيدة من نور ) – للشاعرة : رشا ...
- بين الرياح والحنين: رحلة عبر مدينة لا تُنسى قراءة نقدية تحلي ...
- قراءة تحليلية أسلوبية في قصيدة : قسوة الحياة – بقلم : الشاعر ...
- قراءة نقدية أسلوبية مختصرة في قصيدة /ديسمبر العجوز/ لأحلام ا ...
- النفق الأبدي: بين الوجود والولادة الجديدة قراءة نقدية تحليلي ...
- قراءة نقدية أسلوبية مختصرة في قصيدة /دفءُ ديسمبر يتحدّى¤ ...
- بين سماء الأم وثلج الهوية: تناثر الذكريات في فصول البياض قرا ...
- قراءة نقدية أسلوبية في القصة القصيرة:سوء فهم – للكاتب : علي ...
- قراءة نقدية اسلوبية في قصيدة : هذه هي مشاعري – للشاعرة الايط ...
- بين الوجد والغياب: مناجاة الروح في مرآة الأنا قراءة صوفية في ...
- سيدة الضوء في عالم الذرّ
- قراءة نقدية أسلوبية مختصرة في قصيدة /دفءُ ديسمبر/ لعلاء الدل ...
- قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة (تحت زبد الخيال) – للشاعر : أحم ...


المزيد.....




- نجم الغناء المصري محمد حماقي يتعرض لأزمة صحية مفاجئة 
- فنان خليجي شهير يعلق على الجدل المثار بشأن ظهوره في مشاهد -ج ...
- فيلم-لا أرض أخرى-الفلسطيني يحصد الأوسكار كأفضل وثائقي طويل.. ...
- اكتشاف مقبرة تحتمس الثاني.. الملك الحائر تنام روحه في هدوء
- فيلم -لا أرض أخرى- يحصد الأوسكار عن أفضل وثائقي طويل
- رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة يرد على -الروايات ا ...
- بين السرقة والتدمير.. مواقع أثرية من ضحايا إبادة إسرائيل لغز ...
- -أبجد- تطلق -تحدي الخير- لدعم محاربات سرطان الثدي في رمضان
- ما قصة القفاز الأسود في يد مورغان فريمان في حفل الأوسكار؟
- حملة إسرائيلية على فيلم -لا أرض أخرى-


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - محارة الروح: بين الوجد والذاكرة المفقودة قراءة نقدية سيميائية لقصيدة : محارة عارية أنا – بقلم : سلوى علي – كردستان العراق . بقلم : كريم عبدالله – العراق.