نبيل الخمليشي
الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 02:20
المحور:
الادب والفن
في ركن يشيخ على إيقاعِ الضجر،
تتهدل الكراسي،
ويتمطى السقف المتصدع فوق رؤوس العابرين.
في هذا المقهى،
حيث الوقت سائل ثقيل،
يجلس الانتظار وحده،
يحتسي قهوته الباردة،
ويحلم بسجائر لا تنطفئ.
النادل يجمع فناجين الغد من الطاولات،
يمسح ظل الأحاديث عن الزجاج،
يرتب المقاعد لخيبات جديدة،
ويدس في جيبه آخر درهم للعابرين.
الخادمة تخفي شعرها كمن تعده للنسيان،
وصاحب المقهى يشحذ ابتسامته المهترئة،
في انتظار زبونٍ لا يأتي.
الجميع هنا طاعنون في الانتظار،
عاطلون عن الفرح،
يعدون الأيام كما يعد الحطاب أشجاره قبل الاحتطاب.
في الخارج،
تمر المدن بأضوائها،
تتثاءب الشوارع المزدحمة بالعابرين،
تطفئ النوافذ عيونها،
ولا أحد يلتفت لهؤلاء الذين يذوبون في الظل،
كأنهم خطأ في معادلة الحياة.
عند منتصف الليل،
ينسحب الانتظار إلى زاوية اأخرى،
يطفئ النادل مصباح المقهى،
يغلق الباب على الطاولات الفارغة،
ويترك العتمة
تكمل حديثها مع الجدران
#نبيل_الخمليشي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟