أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل سيؤدي البديل الالماني والحرب في اوكرانيا وعقيدة ترامب الى تهديد الاستقرار الدولي؟















المزيد.....


هل سيؤدي البديل الالماني والحرب في اوكرانيا وعقيدة ترامب الى تهديد الاستقرار الدولي؟


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من تعايش العالم واعتياده على مشهدية تصاعد دور اليمين الشعبوبي المتطرف وتوسيع نطاق قواعده الاجتماعية وزحفه نحو مراكز القيادة السياسية في عدد كبير من دول العالم، غير ان صعوده في اوروبا يبقي مثار اهتمام مختلف خاصة عندما يكون المانيا ويأتي في سياقات دولية قد تساهم في التسهيل بتنامي وتغلغل الاتجاهات الانعزالية الفكرية والسياسية التي من شأنها ان تعيد لافكار وفلسفة دولة الامة المتجانسة حيويتها ونفوذها على حساب سياسات التعاون والانفتاح التي شهدتها دولة ما بعد الحرب العالمية الثانية واخذت اشكالا متعددة ابرزها كان تكتيل الانقسامات متعدد الاطراف في كتل كبرى ساهم في تعزيز الاستقرار والامن الدوليين طيلة السنوات التي اعقبت تلك الحرب الكونية وتواصلت الى ما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي الى مطلع العشرية الاولى من الالفية الثانية.
وقد كانت المانيا احدى وربما اخطر هذه الدول التي تنامى فيها دور اليمين ذو النزعة النازية حيث يعرف المتابعون للشأن الالماني فشل السياسات الحكومية على الصعيدين الفكري والثقافي في اجتثاث الفكر النازي من المجتمع الالماني الذي بقي حيا حتى خلال سنوات الملاحقة الساخنة التي شنها الحلفاء في الاعوام 1945-1949 حيث استمر في تمظهراته المختلفة ووصل الى مقاعد البوندستاغ، ولم يكن الامر في بقية الدول الاوربية مختلفا كثيرا بل ان الخوف من انتشار الفاشية والعنصرية دفع اواسط ثمانينيات القرن الماضي الاتحاد الاوروبي لتشكيل لجان تحقيق بهذا الشأن، اذ لوحظ خلال السنوات التالية لتفكك الاتحاد السوفييتي صعودا ملحوظا لهذا اليمين الاوروبي وخاصة الانعزالي منه، لا سيما في المانيا حيث تمكن النازيون الجدد من الوصول الى قيادة بعض الاحزاب على غرار حزب الجمهوريين الذي لم تكن ميولات زعيمه فرانز شونهوبر النازية مخفية بل كان يتبجح بها اذ بقي وفيا لثقافته كاحد ضباط البوليس السري النازي.
ولئن كان الظهور الواسع لهذا اليمن قد ترافق بشكل ملحوظ مع انهيار دول المنظومة الشيوعية وتفكك حلف وارسو فان اليمين الشعبوبي المتطرف اخذ في الانتشار والتوسع مع تزايد حدة ازمات دولة حرية حركة رأس المال وانسداد افاق الحلول الاجتماعية امامها الا بزيادة نهب ثروات الاخرين وضغط الانفاق على المشترك معهم والانكفاء على الذات مع عودة ظهور عقائد الوصايا الالهية التي يمنحها البعض لنفسه بزعم تحقيق رسالات السماء، حيث وعلى غرار امريكا اولا يأتي اليوم البديل الالماني الذي كانت بدايات ولادته على يدي استاذ الاقتصاد بجامعة هامبورغ بيرند لوكه ردا على سياسات المستشارة انجيلا ميركل التي كانت لا ترى بديلا لالمانيا في مساعدة اليونان، حيث كان رده بتشكيل مجموعة معارضة اطلق عليها اسم البديل كانت نواة حزب البديل من اجل المانيا الذي بدأ طريقا متصاعدا نحو البوندستاغ منذ انتخابات 2013 رغم ما اعترى طريقه هذا بعض الارهاصات الناجمة كلها عن طبيعة توجهاته اليمينية المتطرفة وعلاقاته بقوى واشخاص النازية الجديدة، الى ان وصل خلال الانتخابات التشريعية المبكرة هذه المرة ثانيا بعد الاتحاد الديمقراطي المسيحي وبقوة تصويت لافتة، ان لم تشكل نتائجها تهديدا للائتلاف او تكتل المحافظين المنتظر تشكيله للحكومة القادمة الذي اعلن زعيمه فريدريش ميرتس عدم نيته التعاون مع حزب البديل، فانه سيشكل معارضة فاعلة قد تصل به في الانتخايات القادمة الى كرسي المستشارية، بعد ان ضاعف حصته الانتخابية في هذه المرة.
والحقيقة ان المخاطر التي قد تهدد الامن الاوروبي وربما العالمي ان تواصل صعود نجم حزب البديل يأتي في سياقات دولية بالغة الحساسية والتعقيد في ظل تصاعد ازمة النظام الدولي على المستويين الاقتصادي والقيمي الذي يضاعف من حدتها استمرار الاصرار الامريكي بشقيه الجمهوري والديمقراطي على التفرد بقيادته وان باسلوبين مختلفين وحشد كافة الامكانيات الامريكية والدولية الحليفة والصديقة لاحتواء النفوذ الصيني وتحجيم القوة الروسية ومستويات تأثيرها باعادة انتاج سياسات تقاسم النفوذ، التي لا يمكن تحقيقها دون الوقوع في مخاطر الاخلال بقواعد التعايش التي سادت بعد هزيمة المانيا التي تسبب تنامي قوتها وسعيها لاعادة تقاسم النفوذ مع قوى السوق الدولية الفاعلة انذاك الى اندلاع حربين عالميتين متتاليتين.
صحيح ان اعادة تأسيس الجيش الالماني عام 1955 جاء على خلفية تخليه عن تقاليد وافكار المانيا النازية والتوسعية والتزامه بقيم الجمهورية البرلمانية الديمقراطية، غير ان لواقع تنامي القوة الاقتصادية مع زيادة حجم القوة العسكرية قواعد تتجاوز الالتزام بالقيم الاخلاقية والتعاقدية او الاتفاقية، وهذا هو ما باتت ملامحه تلوح بواقع المانيا الجديدة المانيا ما بعد الحرب في اوكرانيا التي مهدت الطريق امامها في ظل تراجع قوة دول الاتحاد الاوروبي وتنامي نزعة الانعزال الامريكي التي تأكدت بعد فشل فترة رئاسة بايدن في ادارة الشأن الدولي بادوات وافكار الحرب الباردة وعودة ترامب للبيت الابيض تحت شعار امريكا اولا التي يرى بان تحقيقه يكون بتخفيف اعباء الانفاق الامريكي على مؤسسات نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية واعمال وتفعيل تأجير القوة الامريكية، لاعادة تسلح واسع النطاق قد يجعل من جيشها هو الاكبر اوروبيا بكل ما سيحمله ذلك من استحقاقات جيوسياسية خاصة اذا ترافق مع عودة اليمين المتطرف الى مراكز صنع القرار.
والواقع ان مثل هذه التهديدات والمخاطر المتوقعة يدعمها واقع دولي يؤكد على عمق ازمة النظام الدولي الراهن وعجزه عن ابتكار افكار خلاقة غير احياء افكار وطرق عمل ما قبل اندلاع الحروب الكونية وواقع الماني اخذ ينتقل تدريجيا بالعقيدة العسكرية الالمانية من نزعتها الدفاعية والدفاعية التشاركية في ظل التزامات البيت الاطلسي الدولية الى النزعة الهجومية الفردية وان اضفت عليها الرغبة في حماية الامن الاوروبي طابعا تسويقيا حاليا غير انه لن يصمد طويلا امام اكتمال اضلاع مثلث القوة الاقتصادية والعسكرية واليمينية السياسية الذي ستكون له انعكاسات على توازن القوة العالمي.
ففضلا عن ما ادت اليها طبيعة التغيرات في العلاقات الدولية منذ ما بعد انهيار المنظومة الاشتراكية من تغيير في نظرة المانيا لدورها الدولي فان الحرب في اوكرانيا وعودة ترامب للبيت الابيض بفلسفته لطبيعة العلاقة مع الناتو ستؤدي حتما الى معاودة ألمانيا تسليح جيشها بقوة نوعية ستؤجج سباق التسلح وتفاقم من مخاطر التصعيد والتوتر الإستراتيجيين، خاصة اذا ترافق ذلك مع وصول اليمين النازي الى كرسي المستشارية، اذ سيتجاوز عندها هذا التسليح اهدافه في تحقيق إحتياجاتها الأمنية كما ُيسوق لذلك الان ويتطور الأمر إلي ما هو أبعد نحو احياء بعض ما تراجع من فصول في التاريخ الالماني

هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا يكون التطبيع السعودي مع وهم اقامة الدولة الفلسطينية
- بأي اذن ستسمع العرب تصريحات ترامب؟؟
- دولة سيناء ومدى الواقعية في الرفضين المصري والاردني
- هل سيفهمون الدرس ؟؟؟.
- هل بدأ العد العكسي لاقامة الدولة الفلسطينية في سيناء؟؟
- اي رجل سلام سيكون ترمب؟ وهل سيجعل من غزة نواة الحل؟
- هل سيكون الشرق الاوسط الجديد تركيا ام اسرائيليا ام للسعودية ...
- هل سيكون الاسلام التركي بديلا امريكيا عن الاسلام الشيعي؟
- سقط الاسد عندما اسقط شرط الاستمرار في مواجهة اسرائيل
- هل اقتربت امريكا من اتخاذ قرار الهجوم على ايران ؟
- ما يحدث في سوريا قد يكون خطيرا وجدير بالمتابعة
- هل سيكون الاستثمار التركي في لجظة سوريا الراهنة مجديا ؟؟.
- بعد التردد في المواجهة: سيكون سقوط النظام السوري خطوة ما قبل ...
- لحماية حزب الله فاننا نختلف مع نعيم قاسم
- احتمالات انتهاء الحرب وولادة اسرائيل الثالثة
- لماذا تعمد الشيخ نعيم قاسم عدم الربط الصريح بين لبنان وفلسطي ...
- لن يكون ترمب فلسطينيا او عربيا او ايرانيا.
- ترامب-الجديد-: استراتيجية بيع القوة وتغيراسس التحالفات الدول ...
- التسريبات الامنية: بناء اسرائيل الجديدة والسيطرة على الاقليم ...
- السياقات الترجيحية لرد اسرائيلي حاسم


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - هل سيؤدي البديل الالماني والحرب في اوكرانيا وعقيدة ترامب الى تهديد الاستقرار الدولي؟