أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - **ثورة نهر في زمن المطرالاسود **














المزيد.....


**ثورة نهر في زمن المطرالاسود **


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 20:14
المحور: الادب والفن
    


تحت ظلال قريةٍ جبلية صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقةٍ، حيث السماءُ والأرضَ يتلامسان في فضاءهم **هناك نهر ثاءر في جوف و تحت عاصفة المطر الأسود**

تلك القرية الصغيرةمحاطةٍ بجبالٍ شاهقةٍ، تلامس السماءُ الأرضَ في أفقٍ بعيدٍ، كان هناك نهرٌ عظيمٌ يُدعى "نهر الدلالات المتعاقبة ". كان النهرُ يجري بشدة وعنف كان أمين حاملًا أعباءه. ومعه أسرارَ القريةِ والمروي والآمرون من حكايات القرية و أهلها. في يومٍ من الأيام الصيف القاءض ظهرت فجاءة غيوم سوداء غريبةٌ، غيوم تحمل من المطر الأسود، غيرت الواقع الساءد غيرت ما موجود الشوارع والساحات وحدائق اللهو والمتعة غيرت كلَّ شيءٍ.

المطرُ الأسودُ هذه المرة يختلف عن أيِّ مطرٍ رأته القريةُ من قبل. كانت قطراته زءبقيةً ثقيلةً، كأنها تحملُ في داخلها أحزانَ العالمِ كلِّه. حينما سقطت على الأرض، بدأت الأشجارُ تذبلُ، والزهورُ تموتُ، والنهرُ يتحولُ إلى لونٍ داكنٍ، كأنه أصبح نهرًا من دم لشاة مذبوحة.

في خضم هذا البلاء وسط هذه الغليان وفورانه ، كان هناك رجلٌ عجوزٌ يُدعى "منشد ". منشد كان يتخذ من حافة النهر مكان عيش على ضفةِ النهرِ، على وجه الخصوص مهنتة المعتاد عليها والمتوارثة الصيد حيث كان يعمل صيَّادًا منذ صغره وسنواتٍ الطويلةٍ. كان خبير بحكم الممارسة والخبرة يعرف النهرَ جيدًا، يعرف تياراته وأسراره. لكنه لم يرَ شيئًا مثل هذا من قبل.

"هذا المطرُ ليس طبيعيًا"، قال منشد لنفسه بينما كان يجلس في كوخه الصغير، على حافة النهر وينظر اليه ينظر بتمعن وتفحص الى النهرِ الذي بات يتحولُ إلى شيءٍ مرعب ومخيفٍ. "هناك ما شيءٌ خفيٌ يحدث."

في الليلة التالية، بينما كانت تشتد وتياراته لم تهدء تزدادُ قوةً، سمع منشد كلام خافت يدن ويرجع صدى يهمسُ في أذنه. كان يحمل في طياته الغاز وكلام غريبًا، كأن مصدره يأتي من مكانٍ بعيدٍ جدًا.

"منشد،أنت الماتمن وآخر من تم اختيار لهذه المهمة حراسة النهر الجارف هذا الأخيرُ الذي يعمد عليه في مثل هذه المهمة الغير المعتادةلحراسة النهر"، قال الصوت. "عليك أن توقفَ هذا الهيجان الغير معهود المطرَ الملعون الأسود وبلون دم الشاة قبل أن يدمرَ كلَّ شيءٍ."

لم يفهم منشد ما يعنيه الصوتُ، لكنه شعر بأن عليه أن يفعلَ شيئًا. أخذ قاربه الصغير وبدأ يتجه نحو منبع النهرِ، حيث كان يعتقد أن الهيجان مصدره هناك ، تبدأ من هناك.

في طريقه، رأى منشد عجاءب وامور لا تخطر إلا لمجنون أشياءً غريبةً. رأى أشجارًا تتحدثُ، وأسماكًا تطيرُ في الهواء، وأشخاصًا من ضبابٍ يرقصون على سطح الماء. كان كلُّ شيءٍ يبدو وكأنه آخر وجزءٌ من حلمٍ غريبٍ.

"هل أنا مجنونٌ؟" سأل في محله خطر في باله ، لكنه لم يتوقف. كان يعرف أن عليه أن يواصلَ رحلته رغم المعوقات التي. تعترض سبيله ، حتى لو لم يفهم ما يحدث.

وصل بعد عناء شديد إلى منبع النهرِ ومصدره ، وجد منشد شيئًا خارج المألوف لم يكن يتوقعه. وجد كهفٌ كبيرٌ، يخرج منه ضوءٌ أزرقُ غريبٌ. داخل الكهفِ، وجد منشد امرأة تجلس على صخرةٍ، صماء تحمل في يدها كرةً من نار بلوريةً المظهر نادرة الوجود .

"من أنتِ؟" سألها منشدبصوت جهوري .

"أنا من تنشد حارسةُ النهرِ"، قالت المرأة بصوتٍ هادئٍ. "وهذه الكرةُ البلورية تحمل الدم الفاسد دم بلون فاقع أسرارَ المطرِ الأسودِ."

أخبرت المرأةُ منشد أن المطرَ الأسودَ كان نتيجةً لغضبِ الأرضِ، التي كانت تعاني من ظلمِ البشرِ. كانت الكرةُ البلوريةُ هي المفتاحُ لإيقافِ الثورة والهيجان ، لكنها كانت تحتاجُ إلى تضحيةٍ كبيرةٍ.

"عليك أن ترمي الكرةَ في قلبِ النهرِ"، قالت المرأة. "لكن هذا يعني أنك ستفقدُ شيئًا عزيزًا عليك."

فكرمنشد للحظةٍ، ثم قرر أن يفعلَ ما يجبُ فعله. أخذ الكرةَ وذهب إلى قلبِ النهرِ، حيث كانت القوات الماء والهيجان في أشدِّ قوتها.

"أنا أفعلُ هذا من اجل الآخرين أهل القريةِ"، قال منشد وهو يرمي الكرةَ في الماءِ.
بزمن عير متوقع و
فجأة، توقف المطرُ الأسودُ، وبدأ النهرُ يعودُ إلى لونه الطبيعي. لكن منشد شعر بأن شيئًا ما قد تغيرَ فيه. نظر إلى يديه، فوجدأنها ليست له تحولت إلى ضبابٍ.

"لقد فقدتُ نفسي"، قال منشد بصوتٍ خافتٍ. "لكني أنقذتُ القريةَ."

وهكذا، أصبح منشد جزءًا من النهرِ، جزءًا من أسرارِه وحكاياتِه. وعندما عاد أهلُ القريةِ إلى حياتهم الطبيعيةِ، كانوا يعرفون منشد هو الذي أنقذهم.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة الضباب
- عندالبوابات في المدن يبدأالسوءال**
- دوامة الحياة
- *لي روحٌ ملَّت من الجسد**
- **ذكريات في المنفى**
- /نمشيد قدسية
- قهوة بطعم الحنظل
- يسطات واكشاك بصرة
- عيد المسنين
- تراتيل أنسية
- بساتين
- لحن الفصول
- خطوات خطوات
- صور
- هيفاء
- صهيل
- كلمات
- سحاب
- قلم أبيض
- نسيت


المزيد.....




- تحت القصف في غزة.. فريق محلي ينقذ تاريخا مدفونا تحت الأنقاض ...
- -مذكرات آن فرانك- تجسد الخلود الأدبي بعد مرور 80 عاما على وف ...
- الشاعر المغربي صلاح بوسريف: النقد العربي بحاجة لمراجعات في ا ...
- فيلم -إميليا بيريز- للمخرج الفرنسي جاك أوديار يحصد سبع جوائز ...
- فيلم لأيقونة حركة -أنا أيضاً- اليابانية يترشح لجائزة الأوسكا ...
- تفاصيل صادمة حول وفاة النجم الأمريكي جين هاكمان وزوجته
- زاخاروفا تستذكر فيلم -قلب الكلب- في تعليقها على مشادّة زيلين ...
- فنان مسرحي ومدفعجي رمضان... رجائي صندوقة .. صوت هادر على تلة ...
- فنانو غزة يحولون الركام إلى لوحات احتفالية بقدوم شهر رمضان
- بعد سنوات من السطوة.. تحرير المركز الوطني للفنون البصرية في ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - **ثورة نهر في زمن المطرالاسود **