أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثائر ابو رغيف - مجازية ألكهف لأفلاطون: رحلة من الوهم إلى الحقيقة














المزيد.....


مجازية ألكهف لأفلاطون: رحلة من الوهم إلى الحقيقة


ثائر ابو رغيف
كاتب مهتم بالأوضاع ألسياسية

(Arthur Burgif)


الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 16:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في كتابه "الجمهورية"، يقدم الفيلسوف اليوناني أفلاطون واحدة من أشهر الاستعارات الفلسفية: مجازية الكهف. تُستخدم هذه القصة الرمزية لاستكشاف مفاهيم الواقع والمعرفة والتحرر من الجهل. تُعتبر المجازية أساسًا لفهم نظرية المُثُل عند أفلاطون ودور الفيلسوف في المجتمع
يتخيل أفلاطون سجناء مُقيدين في كهف مظلم منذ الطفولة، مُوجهة وجوههم نحو جدار. خلفهم نار تُلقي ظلال أجسام مُتحركة على الجدار، فيعتقد السجناء أن هذه الظواهر هي "الواقع" الوحيد. هنا، تُمثل السلاسل قيود الإدراك الحسي، والنار مصدرًا زائفًا للضوء، والظلال كأوهام تُشكل معتقدات السجناء
عندما يتحرر أحد السجناء، ويخرج إلى العالم الخارجي يُصاب بالعمى المؤقت بسبب ضوء الشمس. يبدأ يدرك تدريجيًا، أن الظواهر الحقيقية (الأشجار، النجوم، الشمس) تفوق ظلال الكهف. الشمس هنا ترمز إلى "مثال الخير" (أعلى المُثُل)، مصدر كل الحقيقة والجمال. هذه الرحلة تُمثل التحول الفلسفي من الجهل إلى المعرفة، مع التأكيد على صعوبة تقبل الحقائق الجديدة
يعود المُنَور إلى الكهف ليحرر الآخرين، لكنهم يسخرون منه لعدم قدرتهم على رؤية ما رآه. يوضح هذا مقاومة البشر للتغيير الفكري، ودور الفيلسوف كقائد يُضحي براحته لنشر الحكمة، حتى لو واجه الرفض
المواضيع الفلسفية في مجازية ألكهف:

1- نظرية المُثُل: العالم المادي ظل لعالم المُثُل الأبدي فالكهف يرمز إلى العالم الحسي (العالم المادي الذي نعيش فيه)، بينما الخارج يمثل عالم المُثُل (الحقيقة المجردة الكاملة التي لا تُدرك إلا بالعقل)
2- الإبستمولوجيا (نظرية المعرفة): المعرفة الحقيقية تتطلب تجاوز الحواس
3- التعليم: ليس تلقينًا، بل تحرير العقل من الأوهام فعندما يعود السجين المحرر إلى الكهف ليُخبر الآخرين بالحقيقة، سيسخرون منه ويرفضون تصديقه، بل وقد يقتلونه (إشارة إلى مصير سقراط الذي حُكم عليه بالإعدام)
4- الأخلاقيات الاجتماعية: مسؤولية الفيلسوف في قيادة المجتمع نحو الحقيقة فالفيلسوف هو ذلك السجين المحرر الذي يرى الحقيقة وواجبه أن يعود إلى "الكهف" (المجتمع) ليقود الآخرين إلى المعرفة، حتى لو قوبل بالرفض
مجازية الكهف ليست مجرد قصة قديمة، بل مرآة تعكس تحديات البحث عن الحقيقة في كل عصر. تُذكرنا بأهمية التشكيك في اليقينيات، والشجاعة في مواجهة المجهول، ودور المعرفة في تحرير الإنسانية.
أثرت مجازية ألكهف في الفلسفة الغربية (خاصة في الأفلاطونية المحدثة والوجودية) و أستُخدمت في تحليل نظريات الإعلام والثقافة (كالنظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت التي تشبه الإعلام بـ"الظلال" ألتي تشوه ألواقع والهمت هذه المجازية أعمالا سينمائية كفيلم ماتركس بطولة كيانو ريڤز إذ يُعتبر هذا العمل ألسينمائي إعادة تفسير معاصرة لمجازية الكهف حيث يعيش غالبية ألبشر داخل كبسولات تسيطر عليها كمپيوترات متطورة وتفرض واقع خيالي لكل فرد مادام داخل الماتركس إلا اذا وافق الفرد على مغادرة الماتركس فيكتشف ان أسمه ماكان يوما اسمه ولا وظيفته او علاقاته وكل ما يكتشفه هو انه كان بطارية ضمن موجموعة هائلة من ألبطاريات لادامة عمر الكمپيوترات.
تبقى مجازية أفلاطون حية، تحثنا على الخروج من كهوفنا الذهنية نحو فضاءات أوسع من الفهم والإدراك



#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)       Arthur_Burgif#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ڤلاديمير زيلينسكي: الكوميديان الذي أصبح قائدًا، والقائ ...
- هاينريش هاينه والماركسية: رؤية لشاعر مزقه حب ألفن وحق ألمتعب ...
- دونالد ترمپ وأدولف هتلر: أوجه تشابه تاريخية وأصداء الحرب الع ...
- راعي ألغيوم
- تحقيب كارل ماركس للتأريخ قرآة أولية لمن يود قراءة ماركس لإول ...
- ملك الأردن ألطفل ألخائب أمام ترمپ
- ترمپ وكوشنر سماسرة عقارات في غزة: رؤية مثيرة للجدل
- مطالبة ترمپ برحيل أهل غزة: إمعان في قمع الضحية
- اللاوعي الجماعي في فلسفة كارل يونگ
- فصلٌ في الجحيمْ
- العلاقة بين ألعدمية والفوضوية
- ترمپ و ماسك حلف ولد ميتاً
- إعادة تصور الأوديسة: تحليل رواية يوليسيس(عوليس) لجيمس جويس
- ما هو المستقبل الذي ينتظر إيران؟
- نشيد ألوطن الأكبر
- ألجولاني بن صهيون
- أبو محمد ألغولاني/ألصهيوني
- سقوط ألحصن ماقبل الأخير
- شرق القلب شرق البصرة
- كامالا هاريس وفشل ألرهان


المزيد.....




- العراق يعلن منع بث مسلسل -معاوية- ويكشف السبب
- مستشار ترامب يروي كواليس ما حدث خلال الاجتماع -العاصف- مع زي ...
- كتائب القسام تعرض تسجيلات مصورة حديثة لرهائن إسرائيليين في غ ...
- الأمن السوري ينفذ عمليات ملاحقة في جرمانا وطرطوس بعد هجمات م ...
- مصر.. ضوابط جديدة للبرامج الرياضية في رمضان
- ماسك: ترامب أصر على وقف إطلاق النار بينما زيلينسكي ركز على ط ...
- تحقيق لـ-الغارديان- يوثق لحظات مقتل الطفل أيمن الهيموني برصا ...
- جاكارتا: صلاة المغرب وإفطار جماعي في أول أيام شهر رمضان بأكب ...
- -فشل سياسي لأوكرانيا-.. هكذا علّقت روسيا على المشادة الكلامي ...
- برلماني أوروبي: بعد خلاف ترامب وزيلينسكي من الممكن حل النزاع ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثائر ابو رغيف - مجازية ألكهف لأفلاطون: رحلة من الوهم إلى الحقيقة