سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 14:05
المحور:
الادب والفن
راقَ نزولُ القَطْرِ في وجنَةِ البِلَّوْرِ، والضَّبَابُ يُدَخِّنُهُ
للرائي المُسْتَتِرِ خلفَ حُجُبِ النَّاسُوتِ،
يَسَكِّنُهُ الغياب
الحاضرُ المُبتَلُّ تحتَ هُطولِ الشُّهُبِ، والمأمورةِ بالرَّحيلْ
فاكتملَ الرُّوحُ تحليقَهُ،
بكمالِ التَّأَيُّنِ في جُبِّ انتظارٍ طويلْ
سألَ كريستالٌ ذَابَ برَحِيقِ الأسرارِ، وقالَ لسانُ التَّرجمانْ
كرقصةِ بجعَةٍ أَخِيرَةٍ في بحيرةِ الأغاني الخرساءِ والكوابيسِ الحَزَانْ
فرحتهُ كخَرَزِ السُّبْحَةِ إذ يَتَسَاقَطُ في الماءِ، يُرْدِّدُ صَدَاهْ
وعَيناهُ تَفْرُكانِ السَّاقَ العاريَةَ المُتَدَلِّيَةَ، تَحْتَ المَظَلَّاتِ الزُّرْقَاءْ
كحتتها قطعانُ الوَطاويطِ، أو تَسَمَّرَتْ تحتَ صَفْصَافَةٍ مُنْقُوعَةْ
تُقَطِّرُ النَّثِيثَ على قُبَّعَاتِ الشَّمْسِ، والمَدى وَهْمٌ يُحَاصِرُ سِرًّا جُمُوعًا جَزُوعَةْ
فصلُ المطرِ، يَنْقُلُ رمادَ الأَجْسادِ، من مُدُنٍ في البُعْدِ مُحْتَرِقَةْ
وصُدَاحُ قُبُورِ السَّلَفِ في وحَاتِ صَحْرَاءَ مَنْسِيَّةٍ مُغْرِقَةْ
سُحُبُ بَحَارٍ مَجْهُولَةٍ، مَنْزُوعَةِ المِلْحِ، تُحِيقُ بجُزُرٍ سِرِّيَالِيَّةْ
تَبْعَرُ أنفاسُ الأَضْرِحَةِ التُّركُوازِيَّةِ، والحَانِقَةِ الذَّهَبِيَّةْ
تَغْرِزُ أَنْيَابَ نُعَاسِهَا في لَحْمِ مَرْجٍ، تَحْتَ أَجْنِحَةِ الغِرْبَانْ
لَفَظَتْهُ أَرْحَامُ ظَلامِ الصِّنَانِيرِ، وَنَثَّتْهُ سَمَاءٌ تَنَافَذَ فِيهَا الدُّخَانْ
هُشَيمُ الغُبَارِ تَذَرَّرَ دُرُورًا فَوْقَ الأَوْرَاقِ، والسَّاقِ العَارِيَةْ
وَعُيُونِ قِطَطٍ، وَقُلَلِ بُومٍ، وَعُشْبِ الأَحْرَاشِ المَنْبُوشَةْ
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟