شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 06:31
المحور:
المجتمع المدني
.رمضان كريم
كل سنة وجميع صديقاتي وأصدقائي بألف خير ومحبة وسلام
. ...........................................عندما تقاعد العماد علي دوبا، رجل الأمن الشهير في عهد حافظ الأسد، والذي لا يخلو كتاب عن المعتقلات السورية من ذكر الفظاعات الكبيرة التي كان يمارسها بحق السجناء السياسيين، أنه “كان لا بد من القيام بإجراءات التسلُّم والتسليم، وهنا تبين لدى إدارة المركبات العسكرية، وجود 1300 سيارة بذمة العماد، وبصعوبة جرى استرداد 200 سيارة فقط، وما تبقى كان بحوزة من قدم إليهم العماد تلك السيارات كهدايا، وكذلك تكررت الحالة لدى تقاعد وزير الدفاع مصطفى طلاس، ولكن عدد السيارات التي قام بإهدائها بلغ فقط 800 سيارة..”!
تحتل القصص المتعلقة بالسيارة مكانة كبرى في حياة السوريين منذ الاستقلال وحتى اليوم. إذ حين يحضر الحديث عن السيارة، فإن السوري لا بد وأن يحدثك عن رئيسه الوطني الكبير شكري القوتلي، وكيف أنه كان في القصر الجمهوري سيارة واحدة قديمة، “تعطلت ذات يوم وهي بموكب الرئيس مما اضطره وضيفه الملك حسين إلى إكمال مشوارهما بسيارة رشاد برمدا الذي كان وزيراً للدفاع”. ويحدثك السوري -أيضاً- أنه في ذلك الزمن الجميل اضطرت الحكومة إلى إجراء عملية مناقلة بين مادة وأخرى في ميزانية الدولة، كي تتمكن من شراء سيارة جديدة للقصر الجمهوري، لكنها اصطدمت بنواب المجلس النيابي الاشتراكيين، الذين عارضوا فكرة الشراء وأصروا على إصلاح السيارة القديمة.
من هؤلاء الاشتراكيين ولد حزب البعث، ومنه ظهر حافظ الأسد ونجله وريث الجمهورية. ومن لحظة استيلاء حافظ الأسد على السلطة، بدأ حديث السيارة يختلف ويأخذ منحىً آخر، وصارت السيارة من أبرز وسائل شراء الذمم، والقضاء على الاقتصاد السوري. وتزخر هذه الحقبة السورية بملايين القصص المتعلقة بالسيارة، وعشرات الطرق التي سلكها النظام في استخدام السيارة لضمان استمراره، وكلها لا يجمعهما جامع، إلا السيارة، والتي تصل (القصص والطرق) إلى درجة قد لا يصدقها غير السوريين.
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟