أكد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 00:40
المحور:
الادب والفن
- انفتاح الفكرة المدهشة واستدراك الهاوية؛
الوقت لا يمر، بل يتكشف في صمت، ويذوب في ملامح ما نحن عليه وما لن نكون عليه أبدًا. كل لحظة تفتح أمامنا هي حقل من الاحتمالات والخسائر، ومضة من الأبدية محاصرة في مادة عابرة. ولكن قل لي: ما مدى عمق هذا الشعور؟ وما الذي بقي لنا إن لم يكن الدوار الذي لن نستطيع ترجمته أبدًا؟
هناك هاوية في كل نظرة، ومحيط يختبئ في أقصر الإشارات. الوجود ليس مستقيمًا، ليس خطيًا، إنه ينطوي على نفسه، يخترع نفسه من جديد مع كل صمت، ينبض في شقوق ما لا يمكن التعبير عنه. نشعر بثقل الكلمات التي لم تُقال أبدًا، والوداع الذي لم يكن مناسبًا لأصواتنا، والأحلام التي نسيناها في مرحلة ما من الزمن.
ولكن ما هو الوجود إن لم يكن ملامسة ما لا يقاس؟ الجلد يشعر قبل العقل يفهم. العين تلتقط الفروق الدقيقة التي لا يمكن للعقل أن يصل إليها أبدًا. عمق العالم ليس في الأجوبة، بل في المساحة الموجودة بين سؤال وآخر.
وهناك من يمر في الحياة دون أن يشعر، دون أن يدرك أن جوهر الأشياء ليس في ما يُرى، بل في ما يُستدل عليه في غير المرئي. في الفترة الفاصلة بين نبضة وأخرى. لحظة يختلط فيها التنهد مع الريح ويختفي.
الوجود هش، ولكنه لانهائي. ربما لا يكون المعنى في البحث عنه، بل في الشعور به، في الغوص في اللحظة دون المطالبة باليقينيات، في قبول أننا صدى عابر في الزمن، ولكن في ثانية وجيزة، يمكننا أن نلمس ما لا يوصف وأن نكون، في العمق الأكثر إطلاقًا وغير قابل للتكرار، كاملين.
إن شئتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيو ـ 02/27/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).
#أكد_الجبوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟