|
مقالة للدكتورعبد الاله الصائغ، عن الرواية القصيرة جدًا منشورة في عام 2010
حميد عقبي
الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 23:47
المحور:
الادب والفن
مقالة للدكتورعبد الاله الصائغ، عن الرواية القصيرة جدًا منشورة في عام 2010 تتضح لنا الكثير من الحقائق عن الرواية القصيرة جدًا وجذورها العميقة والقديمة جدًا كنوع روائي ونشرت عدة مواد عن كتب روائية ونقدية يوجد على أغلفتها مصطلح الرواية القصيرة جدًا أو روايات قصيرة جدًا Short Novels micro novel منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى حيث تغيرت الكثير من المفاهيم وظهرت تيارات فنية وأدبية وشعرية أربكت النقاد وجعلتهم يعيدون النظر في الأساليب النقدية وبدأ المبدع يتحرر من سطوة النظريات ويهدمها، يتمرد ويخلق بكل حرية ولم يعد يهتم بالتصنيفات والتجنيس، أحدثت تيارات الحداثة ثم ما بعد الحداثة أشكالاً وتجارب مذهلة لانزال نحن العرب لا نعرف ولم نجرب في بعضها. كتب الناقد والأكاديمي العراقي البروفيسور عبدالإله الصائغ مقالة بعنوان فليحة حسن هل بشَّرت برواية قصيرة جدا، المقالة منشورة منذ يونيو 2010 على موقع الناس ولاتزال موجودة، تحدث عن نص روائي بعنوان نمش ماي للكاتبة فليحة حسن، ويوجد صفحة للكاتبة فليحة على موقع الحوار المتمدن ويوجد مشهد قصير من روايتها. أعود إلى مقال أستاذنا الصائغ، والذي اعتبر أن روية نمش ماي ليس قصة طويلة وتتوفر فيه عناصر الرواية القصيرة ولكنه نص وصفه بأنه مبشر بالرواية القصيرة جدًا، أي أنه يعني في العراق. يوجد كاتب عراقي شاركنا في تنشيط النقاش حول الرواية القصيرة جدًا ، لكنه في الشهور الأخيرة يروج لنفسه بأنه مخترع الرواية القصيرة جدًا ولم يسبقه أحد في الكون بوضع مصلح الرواية القصيرة جدًا على الغلاف وقد وضحنا له بوجود عشرات وعشرات الأعمال يوجد على أغلفتها مصطلح الرواية القصيرة جدًا
لكنه يكابر عن جهل وحتى أنه استعرض عبارة صغيرة جدا للدكتور عبدالإله الصانع في مقاله له عن هذا النوع، الذي قلب كيان حميد الحريزي المدعي اختراع نوع الرواية القصيرة جدًا كان مقالة لأحد أصدقاءه كتبه عن رواية هذيان محموم واشار هاتف شبوش في مقالته المنشورة في نوفمبر أو ديسمبر 2024 بأن الحريزي مخترع الرواية القصيرة جدًا ، الرجل ي الحريزي صدق حاله وهو يستميت لنعترف به مخترعًا رغم أن روايته عادية وفي بعضها ضعف فليس هو الفلتة الروائية العبقرية. إذن عودة مقالة للدكتورعبد الاله الصائغ، عن الرواية القصيرة جدًا منشورة في عام 2010 وقراءة لهذا المقال تثبت وعي الناقد عبد الاله الصائغ بهذا النوع ويورد اشترطات وجمالياته ولم يدعي أنه مخترع للرواية القصيرة جدًا كونه يعلم بجذورها وكلما بحثنا نجد أن المصطلح كان متداولاً في المشهد النقدي العربي. أرفق لكم مقال أستاذنارعبد الاله الصائغ، عن الرواية القصيرة جدًا منشور في عام 2010
فليحة حسن هل بشَّرت برواية قصيرة جدا نمش ماي نص روائي ! قصصي ! شعري و تشكيلي معا !! ان اشكالية التجنيس هنا تجعلنا مخيرين بين اثنين : تيجنيس المؤلفة على انه رواية وبين التجنيس التقليدي على انه قصة طويلة ؟! مع ان النص حقيق بتجنيسه رواية قصيرة رغم تداخل الاجناس فيه وربما تماهيها لمسوغات وجيهة بينها مثلا المساحات المكانية والزمانية الشاسعة التي يتوفر عليها العمل وفيها النمو التلقائي العضوي للاحداث والابطال والازمنة والامكنة ومنها التقنية الرواية التي صبرت على كتم اسرار السرد حتى ميقات لحظة التنوير ! بما يجعل نمش ماي اسهامة ابداعية في التمهيد لفن الرواية القصيرة جدا ! وهو ما حاوله مبدعون روائيون عرب متفاوتو الحظوظ ! الرواية القصيرة جدا مواسم قادمة مصطحبة معها مبدعيها ونقادها ووسائلها لنجومية الجنس الجديد ! والنص الذي بين يدي كرواية يكتسح المتلقي كما الطقس العاصف! وما يحسب لهذا النمش تلك المماهاة بين فنون جميلة كثيرة لا تتماهى بيسر ! وشاهد ذلك ان نص الرواية لم ينجرف بالتقاليد الروائية مع تدفق البوح الشعري و الوهج التشكيلي و الإيقاع السمفوني! فقد اخذ بتلابيب مفاصل العمل الروائي أخذ حاذقة مقتدرة ! ليكون جسم البطل في الرواية موزعاً في جسوم كثيرة ! على غير اعتياد البطل الروائي الذي تتمحور حوله جل مفاصل العمل الروائي ! لقد تركت نمش ماي ضبابا شفيفا على الاحداث والشخوص والامكنة بحيث يظل المتلقي في غيابته مؤملا معلومة تبل سايكولجية الفضول لديه ! ثمة حوار حاضر وشخوص يتحركون وامكنة تتراءى واحداث تتوالى الى جوار بلاغة التغييب ! فلم يفصح النص النمشمائي عن محمولاته لكسب انحياز المتلقي الملول العجلان ! ولم يجترح المفارقات التي تشد اللحمة الى بعضها لتكريس التقليد الصارم للحكي حفاظا على ماتعاقد عليه المنتج والمستهلك معا في دفاتر النقد !بل بدأت الرواية بمغامرة لغوية لم يكن الجسد محورها الرئيس مع ان المغامرة لا تعدو كونها قراءة مغايرة لأقانيم الجسد ! قراءة مضاءة بتراسل الحواس عبوراً الى المعاني الثواني او معاني المعاني فثمة في الرواية شفرات تحذق ارسالها واستقبالها الحواس اليقظة ابداً! فالشميم مثلا يستحضر اللميس وهذان يتداعيان بينهما لاجتذاب الحواس الأخرى في عملية فوضى الحواس المعقدة او ماتسميه جوليانا كرستيفا تراسل الحواس ! بما يؤسس لرواية نمش ماي شعريتها الخاصة جدا ! حيث تقوم الشعرية الروائية هنا تحديدا على استدراج فضول المتلقي بمفاتن المتخيل! في معرفة دقيقة للنزوع الغريزي لدى المتلقي ! ومن قبل استطاعت احلام مستغانمي مع اختلاف كهولة جيلها عن فتاءة جيل فليحة ! فكلتاهما طرحت الهموم الوطنية والعذابات البشرية من خلال اغواء المتلقي بغوايات لغة الحواس واختطاف رغباته بمكر وتدبير مدهشين لتغيير وجهتها الى حيث الهم الابداعي الاول!
قارن : امتدتْ كفاه الى جسدي الغافي بانتظار لمسة لأحدهم، فأوعزتُ امتداده الى قدر أريد لي فكان، وقبل أن يلامسه أصابتني قشعريرة اجهل كنهها، فكم حملتني الأكف بعد خروجي من هناك، غير إن مثل تلك القشعريرة ،وذلك الخدر اللذيذ، لم يصادف أن صافح جسدي مطلقاً، فأغلقت مساماتي الوطفاء بأحلام كبرى،وتناومت، امتدت الكفان فصارتا اقرب الى جسدي مني ،إ . هــ هذا المدخل جدير بعذابات نمش ماي ومباديه الابداعية ! ان هذه الرواية القصيرة جدا لم ترسم سراط الطباشير للمتلقي حتى يسير عليه ! بل تركت البدايات والعرض والعقدة والازمنة والامكنة والشخوص والاحداث تركت كل ذلك مفتوحا لينفتح عليه متخيل السرد الروائي الذي يمثل المتلقي هاجسه الكبير باعتداد التناص بين الوظائف فالروائية فليحة متلقية على نحو ما ! ومتلقيها مؤلف على نحو آخر ! وهي تجربة جديرة بالتأشير والتنبه اليها ! كانت نمش ماي رحلة قصيرة جدا من قارة الحياة الى قارة الموت ! ثنائية الرحلة على قصرها النسبي استدعت ثنائيات اخرى كالعشق والكراهية ! العطش والتخمة الواقع والتوقع بما يدخل كل ثنائيات النمش تحت جدولة الجمال المطلق والنسبي معا ( الجارة مثلا ) والقبح المطلق والنسبي ايضا (المختار مثلا ) !قارن : كنت عائداً كعادتي الى البيت ليلاً وإذا بي اسمع صوت جارتنا أحلام وهي تصرخ لاتفعل ذلك أرجوك اتركني أنا مثل ابنتك ! إ. هـ اذن القبح يفتك بالجمال وهذا المنظور يحيلنا على الوطن بكل اتساعه فلا حدود للجمال الذي يبتديء بالله وينتهي في اضأل مخلوقاته ! ولا حدود للقبح الذي يبتديء بالمختار لينتهي الى اساطين رموزنا حتى ! قارن : أنا رفضت أن أكون قرباناً له ، ما معنى أن تموت في ارض لاتعي حتى حدودها ،ما معنى أن تقتل من اجل أن يوسع الآخر حجم كرسيه !) وقارن ( الشعوب طعام الجبابرة ! * مازرعناه نحصده ) ! إ . هــ وقد يتعين على القاريء ملاحظة كنايات روائية جديدة واستعارات تشكيلية حاذقة ! قارن : غرفتان تجمعان نفسيهما / صورة الراحلات موشومة في الجهة اليسرى دوماً / أوقفت تلك الرائحة رغبتي في الاستمرار / لامست خشونة يدها صحراء روحي فشققتها أخاديد / وبدأت اتقيأني ،،بينما طفت أشلاء بشرية على خد النهر النائم كالنمش / كان عرقهم المتحجر فوق القماش قاسيا / قط جائع كان قد شم رائحة الكلمة /
وصور نمش ماي الفنية صور معنية بالتفاصيل الدقيقة تارة لتختزل التفاصيل اخرى فهي صور محسوبة بدقة غرائبية ! النص يعرف ادق التفاصيل عن زمكانية فعل الشخوص واسرارهم ! عن حياة الجنود المقاتلين وخلوات المراهقين وحوارات السجانين وعادات سائقي السيارات العامة ! وعذابات العراقي قبل سقوط العهد السابق وما بعده بوهج مذهل وتفاصيل كثيرة لا تترك التفخيخ الذي حم على البريء والمسيء معا ولا الرتل الامريكي المتغطرس ! النص يمتلك قدرات تشكيلية فذة ففي مشهد تغسيل الميتة كنت مثلا ارتجف هلعا دون مبالغة قارن معي : خلعتْ المرأة ملابس الميتة قطعة، قطعة وأزاحتها عنها الى نهاية الدكة ثم جاءت بقليل من الماء وصابون الرقي وبدأت تغسل شعر المرأة الذي صارت شموع شيبه تتألق مع انسكاب الماء عليه، ثم مزجت قليلاً من الكافور الذي عبقت رائحته المكان بالماء وسكبته على الجثة كلها وهي تتمتم بما هو مناسب من آيات،ثم لفت شعر الميتة الى الوراء وشدته بخيط من القماش الأبيض ، بعدها أدخلتْ رأس المرأة في كيس من القماش الأبيض وأحكمتْ شدهُ على شكل عقدة من الأعلى ثم ألبستها قميصا ابيض ُنزعت أكمامه امتد ليغطي السرة بعد أن سمحت لأصابعها أن تتشابك وتضغط بطن الميتة توكيداً لخلوها من أي شيء ولفت البطن بخيط من نفس القماش ثم ألبستها القطعة الثالثة التي امتدت من البطن الى القدمين وعقدتها من القدم بخيط لما يزل محتفظا ببياضه الى الآن، ثم قمطتْ الجسد بكفنه، وبكثير من الأدعية ! إ . هــ
نمش ماي اذن مغامرة إبداعية جريئة في المتن الروائي واشتراطاته واللغة ومحمولاتها ! والشفرة وابجدياتها بما يطمئنني انني قبالة ميلاد عصر الرواية القصيرة جدا وان لفليحة شأنا في تنضيج هذا الفن . http://www.al-nnas.com/ARTICLE/AalSaykh/23faliha.htm?fbclid=IwY2xjawIuvdpleHRuA2FlbQIxMQABHS8A5TGHOnadl0I5rWT0WBG5iFpPmFcnIVQeBVYYvu5Cz6h4C4_yyWempQ_aem_oQkmM1RAwbvRFbm6OpM08A
مشيغن المحروسة الثالث والعشرون جنوري 2010
#حميد_عقبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روايات قصيرة جدًا للكاتب الأمريكي جون شتاينبك The Short Nove
...
-
ثلاث روايات قصيرة جدا للكاتب وليم فوكنر Three Famous Short N
...
-
روايات قصيرة جدا كاملة : الكاتب الروسي أنطوان تشيخوف..نموذجا
...
-
حول الرواية القصيرة جدًا أو الميكرو نوفيلا
-
شكرا ساركوزي لمنعك البرقع بفرنسا
-
نعم..من حق فرنسا منع النقاب و البرقع
-
حوار مع الناقد السينمائي ذ/عمر الفاتحي
المزيد.....
-
-مذكرات آن فرانك- تجسد الخلود الأدبي بعد مرور 80 عاما على وف
...
-
الشاعر المغربي صلاح بوسريف: النقد العربي بحاجة لمراجعات في ا
...
-
فيلم -إميليا بيريز- للمخرج الفرنسي جاك أوديار يحصد سبع جوائز
...
-
فيلم لأيقونة حركة -أنا أيضاً- اليابانية يترشح لجائزة الأوسكا
...
-
تفاصيل صادمة حول وفاة النجم الأمريكي جين هاكمان وزوجته
-
زاخاروفا تستذكر فيلم -قلب الكلب- في تعليقها على مشادّة زيلين
...
-
فنان مسرحي ومدفعجي رمضان... رجائي صندوقة .. صوت هادر على تلة
...
-
فنانو غزة يحولون الركام إلى لوحات احتفالية بقدوم شهر رمضان
-
بعد سنوات من السطوة.. تحرير المركز الوطني للفنون البصرية في
...
-
مصر.. إصابة الفنان أحمد السقا أثناء تصوير مسلسل
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|