|
كتاب الصراع على السلطة في سوريا كاملاً
خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 19:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتاب: الصراع على السلطة في سوريا -الطائفية والإقليمية والعشائرية في السياسة للكاتب نيقولاوس فان دام مقدمة لابد منها: اخترت مراجعة هذا الكتاب لأهميته في فهم ظاهرة كان السوريون يعيشونها بكل جوارحهم بشكل يومي. فقد تدحرجت في القرن العشرين إلينا ظاهرة فريدة من نوعها هي ظاهرة البعث ثم ولّدت هذه بشكل تلقائي ظاهرة أخرى أسمها ظاهرة الأسدية، كما أطلق عليها الدكتور أحمد البرقاوي. غالبيتنا يستغرب ويقف مشدوهاً أمام تاريخ سوريا المتمثل في حقبة الأسد، وأسئلة مازالت عاجزة عن الاجابة: كيف نجح الأسد في أن يصبح رئيساً ويكسر عادة عمرها أكثر من 1300 سنة؟ وكيف أستمر في الحكم ثلاثين سنة وكيف استطاع أن يورث الحكم لأبنه، في نظام يدعى بأنه جمهوري، ليستمر الأخير 24 سنة أخرى. هذه الظاهرة السياسية من المفروض أن تستوعب بعمق من قٍبل السوريين ليتعلموا من هذا التاريخ المنكوب ويساهموا في إعادته بشكل صحيح. شبهت ظاهرة البعث السوري ببذرة فطرية تسنى لها أن تٌرمى في بيئة ليست بيئتها وتنمو في تربة ليست تربتها، بذرة البعث أنتجت نبتة اسمها الأسد ثم نمت حتى أخذت تلتف حول الأشجار المثمرة وتقتلها بشكل بطيء. هذا الكتاب يحاول فهم جانب من جوانب هذه الظاهرة الخطيرة التي كان سمادها فيما بعد الطائفية والمناطقية والعشائرية. قرأت هذا الكتاب ولخصت أفكاره الهامة واختصرت صفحاته، وهو كتاب جدير أن يصبح مرجعاً للباحثين مع كتب أخرى سأتناولها تباعاً. وهذا الكتاب خضع لتطور عبر الزمن، فقد بدأه صاحبه كأطروحة لينال فيها الدكتوراة عام 1977 ثم طوره ليشمل ما بعد منتصف التسعينات. وعندما نشره، حاز على تقييم أكاديمي عالٍ. رغم أنه لا يتعدى حجمه أكثر من 260 صفحة، إلا أنه مليء بالأدلة والجداول والمصادر للاستشهاد بما يرمي إليه. أعتمد الكاتب نيقولاوس فان دام على عدة مصادر أهمها مذكرات أهم شخصيات البعث خاصة من القيادة القومية أمثال ميشيل عفلق ومنيف الرزاز ومطيع الصفدي وأكرم الحوراني وسامي الجندي، ثم دوريات وتقارير حزب البعث المنشورة والمقابلات الصحفية، ثم جداول في عدد الضباط من الملل المختلفة في الجيش والقوات المسلحة. في البدء، أقول إن هذا الكتاب لا يبحث في الطائفية أو المناطقية، بل يدرسها كظاهرة شرقية تسببت في تدمير الأوطان وسحق الإنسان. وأنا اخترت كاتباً أجنبياً لأنه غير متحيز لجماعة أو اثنية، وغالباً ما نرى كتابات الأجانب أكثر موضوعية في الأدلة والمصادر. يبدأ الكاتب في استهلال بقوله: "لقد لعبت الولاءات الطائفية والإقليمية (يعني المناطقية، ومنذ الآن سأستعمل المناطقية عوضاً عن الإقليمية لأنها أدق) والعشائرية دوراً بارزاً في سوريا بتاريخها السياسي والاجتماعي والاقتصادي. هذا الكتاب يبحث في هذه الولاءات التي لعبت دوراً حاسماً داخل القوات المسلحة داخل تنظيم حزب البعث في عام 1963". ثم يضيف " فالطائفية أو المناطقية هي التصرف أو التسبب في القيام بعمل ما بدافع الانتماء لطائفة أو منطقة أو عشيرة – ص (7). ثم يضيف للتدليل على تحصيله على المصادر فيقول: " كان تنظيم البعث الذي تقلد السلطة عام 1963 يتسم بالسرية، إذا أننا تحصّلنا على الوثائق من مصادر عدة منها وثائق الحزب التي نشرتها دار الطليعة في بيروت على شكل سلسلة تحت اسم (نضال حزب البعث) 12 مؤلفاً - ص (8-9). يبدأ في الفصل الأول بقوله إن العلويين يشكلون 11% والدروز 3% والإسماعيليين 1%. وأتت هذه الأقليات من الأقاليم المجاورة وكانت سوريا ملجأ للمضطهدين سياسياً ودينياً واثنياً وهذا ما ساهم فيما بعد بالولاءات الطائفية والمناطقية. (ص – 16 -17)، فقد تعززت الطائفية من خلال العزلة، خاصة في جبال العلويين وجبل الدروز حيث كان هناك صعوبة في الوصول لتلك المناطق لوعورتها وعدم وجود سلطة مركزية مما شجع نمو الخلافات الدينية والعرقية، ولا ننسى أنه كان هناك تسامح نسبي ابداه الإسلام مع اليهود والمسيحيين. (ص-18) لقد تأثرت الأقليات في القرن التاسع عشر من التدخلات الأجنبية خاصة من قبل فرنسا وإنكلترا وروسيا الذين فرضوا أنفسهم كحماة أقلية، فقد أبدت فرنسا حماية المسيحيين الموارنة في لبنان وروسيا للمسيحيين الأرثوذوكس بينما تمتعت بريطانيا بعلاقات مع اليهود والدروز مما سبب كراهية من العثمانيين والسكان المحليين حيث برزت هذه الأقليات على أنها خائنة ومتعاونة مع الخارج، وعندما احتلت فرنسا سوريا شجعت الطائفية لتمنع وتحد من انتشار القومية العربية. (ص – 20) ومن هذا المنطلق في سياسة فرق تسد، شجع الفرنسيون تجنيد العلويين والدروز، وكانت هذه الأقلية تقمع الفتن الداخلية مما شكل عند الغالبية شعوراً بالاستياء، ثم ذهبت فرنسا إلى أبعد من ذلك عندما شجعت شيخ عشيرة ضد عشيرة أخرى. الإقليمية (أو المناطقية) في سوريا خلال فترة الاستقلال: لا شك أن ظهور الفكرة القومية والتغير الاجتماعي ساعد على إضعاف الروابط الطائفية، رغم أن السنة يشكلون الغالبية في معظم المدن السورية، لكن في اللاذقية فأنك ترى أنه هناك 60 % من العلويين والمسيحيين كما أن السويداء تشكل 87 % من الدروز والسنة 2% أم الإسماعيليون ما يقارب 13% في حماة والمسيحيين حوالي 11%. ورجوعاً إلى اللاذقية فإن العلويين يعتبرون أقلية متماسكة مثل الدروز وكان معظمهم يعمل في الزراعة، وهم ينقسمون إلى أربع عشائر: الخياطين، الحدادين، المتاورة والكلبية. كما ان معظم الدروز يعملون في الزراعة (من ص22-29). والسبب أن الطائفة الدرزية هي طائفة متماسكة، هو أن الحكم الإقطاعي للعائلات الدرزية لم يصحب معه أي تناقضات طائفية، بل انحسرت التناقضات الاجتماعية داخل الطائفة، والدروز في السويداء بشكل عام ينحدرون من مهاجرين أتوا في القرن السابع عشر والتاسع عشر من لبنان وفلسطين وحلب. خاصة آل حمدان التي كانت تروع الدروز وتعاملهم كعبيد وتحرمهم أي حق في الأرض، لكن في عام 1868 فقدت آل حمدان زعامتها وتولت عائلة الأطرش واستمرت بمنع الفلاحين من الأرض لكنها جوبهت بثورة عارمة عام 1890 واجبرت على التنازلات بما في ذلك الاعتراف في ملكية الفلاحين في الأرض (ص30). أما الإسماعيليون يسكنون في مدينة السلمية ومصياف وهم يشكلون في تلك المنطقة 80%. من المعروف أنه كلما نما الوعي والصراع الطبقي عند مجموعة بشرية، ينتج عنه تفكك في التلاحم الطائفي والديني، لكنه قد يتوجه الصراع الطبقي من خلال قنوات طائفية ضد الأخرين أو الجيران، فقد شكلت هذه الأقليات المناطقية الريفية طبقة فلاحية فقيرة محرومة، فوجهت الزعامات النقمة ضد المدن المجاورة الثرية وهذا ما خلق العداء بين الريف والمدينة (من ص31- (35. - ظهور الأقليات في القوات المسلحة وحزب البعث: " لم يحظ الحزب الشيوعي بتأييد جماهيري سني عربي بسبب غالبية التمثيل للقوى الكردية في سوريا وهذا ما أدى إلى انقسامات الحزب في السبعينات (ص 37). لكن شيء مشابه قد حدث لحزب البعث، فقد أنشأ حزب البعث في دمشق عام 1940 على يد ميشيل عفلق وهو من الروم الأرثوذكس وصلاح الدين البيطار السني وكلاهما ينتمي للطبقة البرجوازية الدمشقية حيث كان معظم الأعضاء الأوائل من الذين أتوا من الريف ليدرسوا في مدرسة كان يُعلّم بها عفلق والبيطار، فقد عبر عن ذلك سامي الجندي في كتابه (البعث)، إذ قال: كان معظم المنتسبين للحزب من الطلاب القرويين فأصبح التنظيم برأس صغير في دمشق وجسم كبير في الريف (ص 39). حتى أن مطاع الصفدي يقول بكتابه (حزب البعث) في صفحة 69 ان الحزب في الأصل حركة طائفية ترمي إلى استئصال النظام التقليدي للسنّة (ص 41). - الحواجز الاجتماعية التقليدية في توسع حزب البعث - فرع دمشق: في نيسان من عام 1964 حدث عصيان ضد حزب البعث لعب فيه الإخوان دوراً هاماً حيث أدى إلى قمع دموي في مدينة حماة. فقد كانت قيادة الحزب في المدينة من الأقليات. وسبب هذا العنف هو رئيس الحرس القومي العقيد الدرزي حمد عبيد (كان قائد اللواء السادس عشر في عام 1963 ثم رقي إلى وزير للدفاع عام 1965)، ويرجع مطاع الصفدي هذا القمع العنيف إلى ثأر قديم إذ كان هناك ضباطاً حمويين ساعدوا أديب الشيشكلي في الاعتداء على السويداء وهذا ماورد في صفحة (341)، فقد توقف بعدها نشاط الحزب كلياً في المدينة (ص- 44). - تنظيم الفلاحين - الانشقاق داخل جهاز الحزب المدني: عندما استولى حزب البعث على السلطة في عام 1963 لم يكن عدد أعضاءه المدنيين قد تجاوز 400 عضواً، وكي يكسب أعضاء جدد قرر إعطاء العضوية فوراً دون المرور بمرحلة نصير أو عضو متدرب لأن ذلك يأخذ 3 سنوات، وهذا ما أدخل أعضاء ينتمون لبعضهم عن طريق القرابة أو المنطقة أو الطائفة (ص – 45). لهذا، بدأت شكاوى حزبية عام 1965 تقول إن الحزب قد فقد روح الرفاقية وتعوّض عنها العلاقات الشخصية وتسرب امراض العشائرية والطائفية إلى جهازه (47). - انتخابات الحزب المحلية: بدأ الشقاق داخل الحزب في الانتخابات المحلية عام 1965 بسبب أن الأعضاء لا يحق لهم اختيار قيادتهم وأحياناً همّش الأعضاء الأكفاء من المناصب وبدأ تكتل المدينة ضد الريف والعكس، وبرز تكتل طائفي في هذا الصراع (48). - أعضاء الأقليات في القوات المسلحة من عام 1920 إلى عام 1958): لقد فضل الفرنسيون تجنيد الأقليات الدينية والعرقية في (القوات الخاصة للشرق الأدنى) وهي التي تشكل منها الجيش السوري فيما بعد (51). علاوة على ذلك، كانت معظم العائلات السنية ترفض ارسال أبنائها إلى الجيش لأنها كانت تحتقر هذه المهنة، فقد اعتبرت الكلية العسكرية في حمص مكاناً للكسالى والمتخلفين، إلا أنها كانت بالنسبة للأقليات بمثابة تسلق للسلم الاجتماعي وهي أفضل من حياة الريف (52). كان العلويون يشكلون 65% من ضباط الصف وقليل منهم كانوا ضباطاً. فقد كان أغلب الضباط من السنّة (53). ولا شك أن الضباط الأكراد والشراكسة قد لعبوا دوراً في الانقلاب تحت قيادة حسني الزعيم وسامي الحناوي وكان كلاهما من أصول كردية (54). - فترة الانفصال 1961 – 1963): وصل الضباط السنّيون إلى أوج قوتهم بقيادة عبد الكريم النحلاوي، وهذا ما شجعهم في القيام بالانقلاب على عبد الناصر في عام 1961 بسبب أنهم احتلوا مواقع قوية وهامة، ولا ننسى أن الشيشكلي قد فرض كثيراً من الأحكام والقرارات أثناء حكمه لقبول الأكراد والأشوريين والمسيحيين والأرمن والعلويين كضباط، فقد أمر جاسم علوان (دير الزور) بأن يفضل السنة العرب في الجيش على الأقليات، إلا أن علوان رفض هذه التعليمات لأن حافظ الأسد وعلي أصلان ومحمد نبهان دخلوا في تلك المرحلة للكلية الحربية (55). وبالرجوع إلى انقلاب عام 1961، فقد انهارت جماعة النحلاوي الدمشقية سريعاً بعد الانقلاب، فلم يسانده أي من الضباط في المدن السورية الأخرى فتم طرده من الجيش واختار الضباط وزيراً للدفاع عبد الكريم زهر الدين وهو من السويداء (56). وبعد طرد النحلاوي، تم تطهير معظم الضباط الدمشقيين واستبدالهم بضباط من الريف وكان معظم هؤلاء يكرهون دمشق وأهلها (هذا ما صرح به عبد الكريم زهر الدين) (58). - الاحتكار البعثي للسلطة في عام 1963: انقلاب 8 آذار من عام 1963 قام به مجموعة من البعثيين والناصريين، حيث استدعى ضباط الأقليات أقاربهم على وجه السرعة من الذين كانوا مفصولين حيث كان معظمهم من الأقليات العلوية والدرزية والإسماعلية. فقد لعبت اللجنة العسكرية دوراً هاماً في الانقلاب، إذ أنها تأسست في عام 1959 في مصر على يد خمسة ضباط ثلاثة منهم علويين (محمد عمران، صلاح جديد، وحافظ الأسد) وشارك أيضا اثنان من الإسماعيليين (عبد الكريم الجندي وأحمد المير) ثم توسعت فيما بعد لتشمل 15 عضواً. كل هؤلاء ينتمون لأصول قروية وعائلات فقيرة ما عدا صلاح جديد وعبد الكريم الجندي وهما من الطبقة المتوسطة (58). وهنا تورد بعض وثائق الحزب أن الشواغر كانت كبيرة في الجيش جراء التصفيات إذ انه استبدل 700 من السنّة معظمهم من العلويين، ومثّل في تلك الفترة صلاح جديد رئيساً للأركان ومثّل حافظ الأسد قائد القوة الجوية وعمران رئيس اللواء سبعين للمدرعات إذ أنهم نجحوا في إزاحة معارضيهم من الناصريين والوحدويين خلال أشهر قليلة، وحدث هذا من خلال مؤامرة، إذ شجع محمد نبهان (علوي) العسكريين الناصريين على الانقلاب كي يتم تسريحهم وقد أكلوا الطعم (60). وكان قائد الانقلاب جاسم علوان الذي حاول الانقلاب في 18 تموز من عام 1963 وفشل وكان معظم هؤلاء الناصريون من السنّة (61). هناك كتاب أرخ لتلك الفترة للكاتب فؤاد الأطرش (الدروز مؤامرات وتاريخ وحقائق – 1974). بعد الانقلاب الفاشل لعلوان، بدأت تظهر مذكرات توسم البعث بأنه نظام طائفي خاصة كتاب (البعث لمطاع الصفدي). الفصل الثالث – الاستقطاب الطائفي في القوات المسلحة: ذكر منيف الرزاز وهو الأمين العام للقيادة القومية في عام 1966 أن روائح التكتل الطائفي بدأت تفوح لأن العسكريون استغلوا الروابط الطائفية مما أدى إلى نتائج سلبية لمجموع السنة في الجيش، فقد أفرغ سلاح الطيران وسلاح البحرية وسلاح الآليات من الضباط السنيين. كما شارك هذا الرأي مطاع الصفدي إذ قال بأن باب الكلية العسكرية قد اغلق في وجه السنة (65). مثال ذلك أن طواقم كتائب الدبابات التابعة للواء السبعين المتمركزة في الكسوة بدمشق كان من العلويين بينما القادة من السنة لكن لا يستطيع أي منهم تحريك دبابة واحدة لأن التابعين لهم يمتنعون عن إداء الأوامر (66). فقد كان تعيين ضباط سنة في مراكز عسكرية عليا لإرضاء المزاج العام وليس للعمل لأنهم لم يتمتعوا بأي سلطة مستقلة (67). خرجت في فترة أمين الحافظ أن أم مصطفى طلاس علوية بسبب ولاءه لحافظ أسد. فقد وصف منيف الرزاز حالة الابتعاد عن مبادئ البعث والتقرب من التكتلات الطائفية فيقول: أخذت التحالفات شكلا لا علاقة له بالمبادئ وهذه المبادئ أصبحت قابلة للتبديل في كل مرحلة. استغلت اللجنة العسكرية تصريحات محمد عمران الذي قال إن الفاطمية يجب أن تأخذ دورها في السلطة ويعني (العلوية والدرزية والاسماعلية) وطردته بتهمة تكتلاته الطائفية في عام 1964 (70). بعد أن نجح أمين الحافظ وصلاح جديد بإبعاد محمد عمران بدأ التنافس بينهما، فقد وقعت حادثة في عام 1965 بين جديد وسليم حاطوم الذي كان يقود جنود المغاوير المتمركزة في دمشق في آذار عندما اقتحم حاطوم منزل جديد مهدداً أياه بمسدس وطلب منه أن يستقيل كرئيس أركان لأنه اعتبر جديد هو المسؤول الأول عن تهميشه في الجيش، فرضخ جديد وقدم الاستقالة على الهاتف لأمين الحافظ لكن رفضها الحافظ ولم يأخذ أي إجراءات ضد حاطوم لأن الحافظ كان متشككاً بجديد وولاءه (72). وفي منتصف عام 1965 اتهم أمين الحافظ صلاح جديد بالطائفية وهذا ما أكسب الحافظ عداوة من الضباط العلويين إلا أن الضباط السنة التفوا حوله. بعد أن شاهد الحافظ عداوة جديد، مال إلى كل من سليم حاطوم وحمد عبيد (من السويداء) من أجل كسبهم والتف كل من عبد الكريم الجندي وأحمد المير (من السلمية) حول صلاح جديد، ووقف مصطفى طلاس وأحمد سويدان (سنيان) مع حافظ الأسد (75). ومن خلال هذا الاستقطاب الطائفي، تم تكتل أقلوي يجمع (علويون وإسماعيليون ودروز) مع جديد في القيادة القطرية، أما القيادة القومية فقد التفت حول أمين الحافظ (ميشيل عفلق وجميع البعثيين القدامى)، خاصة بعد أن عُزل الحافظ من القيادة القطرية، فمال إلى القيادة القومية عام 1964. وهنا صرحت هذه القيادة عام 1965 بأنها تشجب التصفيات الطائفية والولاءات الشخصية (78). حاول أمين الحافظ أن يكسب محمد عمران الذي أنضم إلى وزارة صلاح البيطار لكن كانت مجموعة عمران ضعيفة بعد نفيه خاصة عندما صرح عفلق أن عمران استغل المشاعر الطائفية لمكاسب شخصية (79). وفي 23 شباط حدث الانقلاب على الحافظ عام 1966، ومن ثم أطلق الحزب على هؤلاء السنة والقيادة القومية (الرجعيون، الناصريون، الحورانيون) (74). قام بالانقلاب سليم حاطوم وعزت جديد وكانت الوحدات العسكرية حول دمشق تحت سيطرة الضباط العلويين والدروز. أسفر هذا الانقلاب عن تسريح أكبر كتلة لجماعة عمران والقيادة القومية وكثير من الضباط السنة (80). الفصل الرابع – تصفية الضباط الدروز ككتل منفصلة داخل الجيش: بعد انقلاب شباط 1966 نجا منيف الرزاز (الأمين العام للقيادة القومية) من الاعتقال واختفى في أحياء دمشق محاولاً إعادة القيادة القومية حيث تحالف مع اللواء فهد الشاعر (من السويداء) واستثنى الضباط العلويين من الحلف خشية على نفسه. ولما أتى عام 1967 حاولت القيادة القطرية بزعامة جديد محاكمة الضباط في دمشق تحت ذريعة اشتراكهم في تنظيمات تثير المشاعر الطائفية بغية إسقاط القيادة القطرية (83). - تنظيم سليم حاطوم السري والتخلص من الدروز: بعد التخلص من القيادة القومية التي سماها جديد (بالعناصر اليمينية)، لم ينل سليم حاطوم الحظوة التي كان يأملها، رغم أنه هو الذي نظم الانقلاب على أمين الحافظ، فقد همشه صلاح جديد، وهنا حاول إنشاء تنظيم سري، فأتصل بحمود الشوفي وهو درزي كان قد شغل من قبل الأمين العام للقيادة القطرية بين عام 1963 وعام 1964، والشوفي كان ميّالاً للماركسية في الحزب. وبعد المؤتمر القطري الاستثنائي، لم يتم إعادة حمد عبيد (السويداء) الذي كان وزيراً للدفاع في حكومة يوسف زعيّن التي استقالت عام 1965 واستعيض عنه بحافظ الأسد كوزير دفاع (88). مع كل هذه التغيرات، حدد فهد الشاعر (السويداء) موعداً للانقلاب في 3 أيلول 1966 لكن اكتشفته أجهزة جديد مما أدى إلى اعتقال معظم الضباط الدروز المتورطين منهم طلال أبو عسلي وفهد الشاعر، وهذا أغضب الرائد سليم حاطوم على تلك الاعتقالات، فرد عليهم بانقلاب في 8 أيلول من عام 1966 إلا أنه فشل (88-89). ما تبقى من الدروز في الحزب، هددوا بمقاطعة أي انتخابات مستقبلية للحزب إذا ما استمرت التصفيات ضد الضباط الدروز، وهنا قررت القيادة القطرية إرسال لجنة حزبية للسويداء، تتكون من الرئيس والأمين العام للقيادة القطرية نور الدين الأتاسي والأمين العام المساعد صلاح جديد وجميل شيا (درزي) العضو الوحيد في القيادة القطرية وقائد الحرس القومي النقيب محمد إبراهيم العلي (علوي)، إلى السويداء بغية المصالحة. فأغتنم حاطوم وانصاره الفرصة واعتقلوا جديد والأتاسي ووضعوهما كرهائن مهددين بقتلهما إذا لم تستجب القيادة المؤلفة من حافظ الأسد (وزًيراً للدفاع) إلى مطالبهم وهي إعادة جماعة الشوفي إلى مواقعهم في الجيش وإطلاق سراح اتباعه الذين شاركوا في الانقلاب وإبعاد أنصار صلاح جديد من القوات المسلحة واستقالة القيادة القطرية واستبدالهم ب 15 من الشوفين. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد سيّر حافظ الأسد كتيبة الصواريخ إلى السويداء وهدد بقصفها أرضاً وجواً (92). وعندما فشل انقلاب حاطوم، فر إلى الأردن مع صديقه أبو عسلي في 8 أيلول 1966، وهناك عقد حاطوم مؤتمراً صحفياً في عمان وحذر من حرب أهلية في سوريا بسبب تنامي الروح الطائفية عند صلاح جديد وحافظ الأسد الذين صفوا معظم الضباط من الطوائف الأخرى والبقاء على العلويين فقط، وقد بلغت نسبتهم واحد إلى خمسة من العلويين، وقال إن الاعتقالات شملت جميع الفئات والإبقاء على العلويين. ثم اضاف طلال أبو عسلي أن جميع أبناء الوطن هم ضد كل ما هو علوي، وهذا الرد الطبيعي على التكتل العلوي المتخذ صفة الحزب (93). وفي 28 من نفس العام صرح حاطوم لجريدة الحياة قائلاً: هم يتخذون خطة طائفية انتهازية شعارها (دولة علوية ذات رسالة خالدة) وهم يسعون لتلميع صورة جديد والأسد وإبراهيم ماخوس (وزير الخارجية - علوي). وصرح عبد الرحمن الخيّر (علوي)، وهو معارض لحزب البعث، عام 1969 لجريدة الحياة في 19 أيار إذ قال: "إن صلاح جديد يسيء استخدام السلطة والديانة العلوية لأغراض سياسية وهو يسعى لإقامة دولة علوية". أما في كتاب سعد جمعة بعنوان (مجتمع الكراهية) الذي كان وزيراً سابقاً للأردن، فقد قال كلاماً مشابهاً لذلك (95). وفي دمشق، فقد حكم على خمسة من الدروز بالإعدام غيابياً منهم حاطوم وأبو عسلي تحت ذريعة المحاولة للإطاحة بالحكم والتحريض الطائفي وإشعال حرب أهلية (97). - تصفيات الجماعات الحورانية البارزة: في حزيران من عام 1967، قدم ثلاثة وزراء استقالتهم وهم محمد الزعبي – سني وصالح محاميد – سني ومشهور زيتون – مسيحي اعتراضا على التوترات الطائفية والإقليمية في جهاز الحزب، ورداً على ذلك تم إعفاء أحمد سويداني السني في عام 1968 وهو حوراني من منصبه وكان من أن أنصار جديد ثم تم تسريح موسى الزعبي ومصطفى الحاج (وهما من حوران) من الجيش وكانا في اللجنة العسكرية السابقة إذ أن القيادة القطرية أتهمت أحمد سويداني بمحاولة انقلاب فاعتقلته واخذت تصفي بقية الضباط الحورانيين حتى عام 1970 (99). الفصل الخامس – الصراع على السلطة داخل الطائفة العلوية – التنافس بين حافظ الأسد وصلاح جديد وازدواجية السلطة: بعد إسقاط القيادة القومية عام 1966، تجمع معظم ما تبقى من القيادة إما حول جديد أو حافظ الأسد، علماً أن جديد فقد منصبه كرئيس أركان منذ عام 1965 ليختار منصب قيادي مدني كأمين عام مساعد في القيادة القطرية، بينما كان الأسد بموضع أقوى في الجيش كونه وزيراً للدفاع (101). وكي لا يبدو التنافس شخصي، فقد اختفى تحت ذرائع إيديولوجية وهي أن جديد كان يدعم التحول الاشتراكي ورفض التعاون مع الأنظمة العربية التي كان يسميها بالرجعية أو اليمينية ( مثل السعودية والأردن ومصر) ودعمه في هذا الخط عبد الكريم الجندي (الذي شغل مناصب عدة في الدولة مثل وزيراً للزراعة ورئيس المكتب القومي في الحزب ورئيس المخابرات)، إبراهيم ماخوس (وزير الخارجية) ويوسف زعين (رئيس الوزراء)، أما حافظ الأسد فقد التف حوله مصطفى طلاس والكثير من الضباط في الجيش، وعارض الأسد توجهات جديد ومال إلى تخفيف الإجراءات الاشتراكية ودعم العلاقة مع الجوار العربي، وهو الذي قاد المفاوضات مع العراق الذي أتى إلى السلطة في تموز من عام 1968 لكن لم يتوصلوا لأي اتفاق، ومن أجل الحد من تأثير صلاح جديد، منع الأسد أي عضو من القيادة القطرية المدنية بالتواصل مع أي طرف عسكري وقد تبع ذلك تغيير مواقع أي من الضباط العلويين الموالين لجديد ونقلهم إلى وظائف ثانوية دون الرجوع لجديد ثم أعفى عزت جديد من اللواء السبعين من وظيفته لأنه كان من أنصار صلاح جديد (101). هنا حاول صلاح جديد إحكام سيطرته على الجناح المدني من الحزب بينما سيطر الأسد على الجناح العسكري، وعندما أحس أنصار جديد بتحركات الأسد، حاولوا تصفية جميع انصاره في مدينة اللاذقية وطرطوس، فهاجمهم الأسد واعتقل قيادة فرع اللاذقية واستبدلهم بمجموعة من أنصاره ثم فرض الإقامة الجبرية على محافظ اللاذقية واعتقل عادل نعيسة أمين فرع طرطوس (106)، وفي شباط عام 1969 أمر الأسد جميع الضباط من أي اتصال مع الجهاز المدني بالحزب وهنا فقدت القيادة القطرية معظم قوتها، ثم أستتبعه الأسد باحتلال منبى الإذاعة في دمشق ثم حلب ومكاتب صحف البعث والثورة، ولما عرفت القيادة القطرية هذا التضيق أمرت بانعقاد مؤتمر قطري استثنائي في آذار 1969 بدمشق، فقامت قوات الأسد باحتلال مراكز قيادية في دمشق وضواحيها واستمرت ازدواجية السلطة بين جديد والأسد حتى حاصر الأسد مقر قيادة العقيد عبد الكريم الجندي (من السلمية) المخلص لجديد وكان رئيس الأمن القومي وإدارة المخابرات العامة واعتقل عدد من أنصاره ومساعديه ومصادرة سياراته الخاصة، ولما وجد الجندي هذه الإهانة انتحر (ويقال نُحر بواسطة رفعت الأسد). وبتصفية الجندي، خسر جديد جميع أنصاره من غير العلويين. في بداية 1970 حاول جديد وضع منظمة الصاعقة تحت إمرته كقوة ضد الأسد. لكن عندما اندلع الصراع بين منظمة التحرير الفلسطينية والنظام الأردني فيما يسمى أيلول الأسود، أتفق السياسيون في الحزب وصلاح جديد بأن يرسلوا قوة للتدخل في مناصرة المنظمة ضد الملك، وهنا اشتعل الصراع بين جديد والأسد الذي رفض التدخل، فلجأ جديد إلى عقد مؤتمر استثنائي عاشر في دمشق تشرين الأول عام 1970 فقام الأسد بنقل آخر أنصار جديد من العسكريين، وفي المؤتمر لم يحظى الأسد بأي تأييد لأن الغالبية أيدوا توجهات صلاح جديد. في نهاية المؤتمر أصدر الأعضاء أمراً بإعفاء الأسد من وزارة الدفاع وحليفه طلاس من رئاسة الأركان ونقلهما لمكاتب ثانوية في الحزب، فأمر الأسد في تشرين ثاني 13 1970 باحتلال مكاتب القسم المدني للحزب وإلقاء القبض على صلاح جديد ونور الدين الأتاسي. أما من بقي من أنصار جديد فقد فروا إلى لبنان. وفي عام 1971 شباط، طوي تاريخ طويل لتقليد عاش مئات السنين بأن يكون الرئيس أو الحاكم سنياً (109). في مرحلة الأسد، تقلدت طوائف متعددة مهاماً عسكرية، لكنه همّشهم ولم يمثّلوا أي تهديد لحكمه لأن الضباط المتنفذين والتابعين له كانوا جاهزين لقمع أي تمرد أو عصيان. ومثال ذلك ناجي جميل، وهو من دير الزور وكان يرأس سلاح الجو من عام 1970 إلى 1978 لكنه لم يستطع تحريك أي طائرة لأن التابعين له كانوا مسؤولين عن القواعد الجوية من العلويين وينطبق ذات الشيء على مصطفى طلاس الذي عيّن وزيراً للدفاع عام 1972 (وهما سنيان)، وقد مثل الضباط العلويين نقاط قوة للأسد من أمثال أخيه رفعت، علي حيدر، توفيق الجهني، علي دوبا، علي الصالح، علي حماد عبد الغني إبراهيم وعلي أصلان وحكمت إبراهيم وعلي حسين (110). ومنذ عام 1971 كانت معظم التهديدات تأتي من خلال ضباط من نفس الطائفة، فقد اغتالت المخابرات السورية محمد عمران بطرابلس في آذار 1972 وكان قد لجأ إلى هناك منذ عام 1967 ولم يتوقف عن الاتصال بأنصاره في سوريا، ولذلك لجأ الأسد إلى دائرة صغيرة من الأقارب وأهل قريته وعشيرته من قرداحة وأخوته الخمسة الذين كانوا أعضاء في حزب البعث (112). فرفعت الأسد كان لديه سرايا الدفاع وهو عضواً في القيادة القطرية منذ 1975 واخوه جميل الأسد كان قيادياً في مجلس الشعب عام 1973 وله أخوة آخرين (أسماعيل، ومحمد وأحمد وكلهم أولاد علي سليمان) (113). في بيروت، أنشأ أنصار صلاح جديد جريدة أسمها (الراية) وبدأوا يهاجمون نظام الأسد على أنه يعتمد على الطائفية والإقليمية والعشائرية ونسوا أنهم كانوا يفعلون ذات الشيء عندما كانوا في الحكم (114). لقد أظهرت التطورات في سوريا على عهد الأسد أن هناك علاقة وثيقة بين التشرذم الطائفي والمناطقي داخل السلطة والاستقرار، فقد بقي الضباط العلويون التابعون للأسد كتلة واحدة متماسكة، وفي عام 1976 تعرض نظام الأسد إلى هزة قوية عندما تدخل في الحرب الأهلية في لبنان إذ أنه انقلب على جميع حلفائه من الفلسطينيين واليساريين، فقويت المعارضة داخل سوريا ونددت بالتدخل السوري في لبنان (115). بدأت المعارضة بموجة اغتيالات من أمثال محمد الفاضل بجامعة دمشق (وهو الذي فصّل دستور1973 على مقاس الأسد) وعبد الكريم رزوق قائد فيلق الصواريخ والدكتور علي عبد العلي في جامعة حلب (116). في عام 1976 بثت إذاعة القاهرة نبأ بفشل انقلاب قام به ضباط ضد نظام الأسد وصرحت أن السبب هو فرض سلطة طائفية علوية دينية على البلاد وكانت توصف الحزب ب (البعث العلوي) (118). لما شاهد الأسد هذا الهجوم عليه، حاول تبيض نظامه من خلال إنشاء لجنة للتحقيق في الكسب غير مشروع من خلال الرشوة واستغلال النفوذ، لكنها فشلت بسبب أن معظم الذين سيحقق معهم من الضباط العلويين المحسوبين عليه وهذا سيهدد نظامه (118). الفصل السادس – ثورة تاريخية في تغيير النخبة السياسية: (هذا الفصل من المفروض أن يكون قريباً للمقدمة وليس في منتصف الكتاب) يعود الكاتب في هذا الفصل إلى انقلاب 1963 الذي غيّر النحبة التي كانت تحكم من المدن السورية، خاصة من دمشق وحلب وحمص وكان الريف مهمشاً وله تمثيل قليل. يعبّر عن ذلك سامي الجندي الذي كان وزيراً للإعلام إذ يقول: " بعد دخولي إلى الوزارة بثلاث أيام، جاء الرفاق يطالبون بعملية تنظيف واسعة، وبدأت قوافل القرويين تترك القرى والجبال وتأتي إلى دمشق وطغت القاف الثقيلة في شوارعها ومقاهيها، فكان التسريح في الوزارات لزاماً من أجل تعيين هؤلاء. وورد نص مشابه عند مطاع الصفدي إذ أكد أن الحصول على الوظائف في الدولة والترقيات الهامة له علاقة بالانتماء الطائفي (من 120 إلى 122). قبل البعث، كان الصراع على السلطة بين المدن وبعد البعث أصبح الصراع بين الأقليات والكتل الطائفية التي كانت تنتمي للريف، فقد كان غالبية القيادة القطرية بين عام 1966 وعام 1970 من الأقليات ولم يكن أي تمثيل يذكر للمدن فيها. شكلت القيادة القطرية من العسكريين نسبة 50% ثم زادت في عهد جديد إلى 63% من اللاذقية والدروز 9% ومثلهم الإسماعيليين (126) يقول منيف الرزاز:" كان اللواء جديد أذكى من أن يطرح السلاح الطائفي علناً لكنه كان يستفيد من الطرح السني في الإشارة إليه، ولا أدري ايهما أكبر جريمة! الذي يصنع الطائفية أم الذي يكشفها ويشير اليها" (128). - الفصل السابع – التحريض الطائفي والمواجهة - مذبحة حلب: ورد في نشرة النذير السرية في عام 1976: " انطلقت الرصاصة الأولى للمظلمة، وهي نتيجة معاناة مريرة وطويلة من الظلم والإرهاب، فقد كانت سجون سوريا تعج بالمعتقلين السنيين وكانت زبانية القمع تصول وتجول في الأحياء والجامعات والحريات تداس بالأقدام" (129). كانت الطليعة المقاتلة تحاول إظهار أن النظام السوري هو نظام نصيري كافر كي تستجلب تعاطف من المجتمع. في 16 حزيران من عام 1979 وقعت احداث مدرسة المدفعية في حلب وتم قتل 32 عسكرياً علوياً (130)، إلا أن وزير الإعلام في تلك الفترة نفى قائلاً إن من بين القتلى مسيحيين وسنّة وكان النقيب إبراهيم اليوسف بعثياً وهو من نفذ مع عدنان عقلة المجزرة (131). هاجم السادات النظام السوري في أيار من عام 1979 وقد وصف أن البعث السوري واقع تحت سيطرة العلويين ثم تابع: "كنت مستعداً لأتحدث عن الجولان مع إسرائيل، لكن سأترك هؤلاء العلويين القذرين يتحدثون من أجلها، كان بمقدوري ارجاع الجولان لكني لست مسؤولاً عنها ما دام العلويون في السلطة، كلنا نعرف من هم العلويون في نظر الشعب السوري" (134). ورد في صحيفة الأخبار القاهرية عن مذبحة حلب: " ليست أخبار المذبحة مفاجئة، لأن حكم البعث العلوي يرتكب أعمالاً متوحشة ضد الشعب السوري، هذه المذبحة هي نتيجة لسلطة طويلة من الجرائم والقمع والإكراه والاغتيالات التي يلجأ لها البعث العلوي" (135). وهنا لجأ النظام السوري للهجوم على الإخوان ووصفهم الأسد مرة بأنهم خونة ومرتدين وهراطقة، ثم قال مرة (اللهم ألعنهم وإسلامهم لأنهم خوان الإسلام والمسلمين) وهذا ما أكسبهم تعاطفاً في الشارع السوري وقوة في موقفهم (137). وعندما وجد أن هذه الدعاية لا تنفع، لجأ إلى القول في عام 1980 " أريد أن أوضح أمراً بشأن حزب الإخوان المسلمين، فهم ليسوا جميعاً مع القتل، بل القسم الأكبر منهم ضد القتل وهؤلاء لسنا ضدهم" وقد أستهل خطابات بكلمات ألله أكبر واستشهد بآيات قرآنية، لكن كان الناس يعرفون أن غالبية العلويين قد أتخذوا من البعث أداة للتسلط (138). - تهديدات الحرب الطائفية: أصدرت جماعة رياض الترك منشوراً في حزيران عام 1979 يقول: نحن نتألم لأن رايات الطائفية ترتفع في بلادنا وهو ما فشلت حتى فرنسا في تحقيقه وإن أساليب النظام الطائفية تشكل أعظم خطر على البلاد، لكننا نفرق بينه وبين الطائفة العلوية، لأن تلك الطائفة لا تحكم البلاد" (139). أصدرت جماعة جمال الأتاسي (حزب الإتحاد الاشتراكي العربي) نشرة تقول فيها: "هذا المسلسل الرهيب من مشاهد الصراع بين جماعة إرهابية يعميها التعصب وبين سلطة استبدادية تشد إليها عصبية (علوية) وهي تغذي التعصب أيضاً وتدفع نحو صدام طائفي دموي كما جرى في لبنان" (141). - الطائفية والفساد وغياب الانضباط الحزبي: منذ عام 1966 كان هناك تمثيل قوي للعلويين في السلطة لكن عدم الاستقرار له عدة عوامل أهمها الفساد والصعوبات الاقتصادية والأساليب القمعية والممارسات الطائفية خاصة التي تلت التدخل في لبنان، إذ يقول ديفيد هيرست، بأن البلد لا يحكمها البعثيون، بل العلويون فنظرياً يديرون البلاد من خلال الحزب وعملياً يديرونها من خلال تضامنهم السري داخل الحزب والمؤسسات العامة، فخلف الواجهة تجد صلة القرابة بالرئيس العلوي أو من خلال الطائفة هي أعظم الصفات لتقلد السلطة (143). تمتع الضباط العلويون في عهد الأسد بمثيل قوي في اللجنة العسكرية ومهم: رفعت الأسد صاحب سرايا الدفاع، العماد علي أصلان (نائب رئيس هيئة الأركان)، العماد علي دوبا (مدير المخابرات العسكرية)، اللواء علي حيدر (قائد القوات الخاصة)، اللواء علي الصالح (قائد قوات الدفاع الجوي)، اللواء إبراهيم صافي (قائد الفرقة الثالثة)، اللواء شفيق فياض (قائد الفرقة الأولى وقريب الأسد)، وعدنان بدر الحسن (145). قامت اللجنة العسكرية في المؤتمر السابع للحزب باختيار قيادة جديدة تألفت من 21 عضواً كان بالطبع حافظ الأسد ورفعت من ضمنها، ولأول مرة ضموا ضابطين سنيين من حلب بالقيادة القطرية هما حكمت الشهابي كرئيس أركان وناصر الدين ناصر وزيراً للداخلية (146). - الكبح البنيوي في كبح الطائفية: إن الاعتماد على الروابط الإقليمية (المناطقية) والعشائرية في دول مثل سوريا هي شرط للاحتفاظ بالسلطة وإن هذه الطائفية تتداخل ضمن العشائرية والإقليمية (147). فلما قامت الطليعة المقاتلة بموجة من الاغتيالات ضد مسؤولين في السلطة في عام 1976وفسرته على أنه بسبب القمع والفساد والاستبداد الذي كان له طابع طائفي، شجع عند العلويين على الانتقام. فقد فشل حزب البعث العلماني من خلال ثلاثين عاماً على أن يكون حزباً علمانياً مثالياً، بل عاش بشكل مأساوي في ظل سيطرة أقلية طائفية (149). - الفصل الثامن – المواجهة الطائفية – القضاء على الإخوان: لم يهتز النظام السوري بمواجهة الإخوان إلا عندما اعتصموا في حماة عام 1982، علماً أن النظام سلح جميع أعضاء وأنصار الحزب منذ عام 1980 (151)، ففي نفس العام ادعى الاسد أن الإخوان حاولوا اغتياله في 26 حزيران من عام 1980 والتي نجا منها. في اليوم الثاني أصدر نائب رفعت الأسد وصهره الرائد معين ناصيف الأوامر بقتل جميع الإخوان في سجن تدمر، حيث كشفت المجزرة بعد أن القت الأردن القبض على بعض منفذيها عندما ذهبوا لاغتيال رئيس وزراء الأردن مضر بدران واعترفوا بتفاصيل المجزرة، وبدأ النظام موجة من العنف والاغتيالات ضد افراد المعارضة داخلياً وخارجياً (152). وبناء على ذلك تشكل في عام 1980 ما يسمى " الجبهة الإسلامية في سوريا" ووقع على بيان الجبهة كل من سعيد حوى، علي البينوني وعدنان سعد الدين التابعين للإخوان (154). وكان البيان على الشكل التالي: إننا نأمل من أبناء الطائفة العلوية ان يسهموا بصورة إيجابية ضد البلاء المتسلط من حافظ الأسد وأخوه الماجن السفاح (155). في عام 1982، قام الإخوان في تحصين أنفسهم في مدينة حماة وكانت هناك نية لتمشيطها كما مشطوا من قبل حمص وحلب، فقامت السلطة باعتقال الكثير من سكان حماة، فانقلب الأمر وثار الناس مما جعل قوات الأسد تحاوط المدينة بقيادة رفعت الأسد (سرايا الدفاع) وعلي ديب، اللواء علي حيدر واللواء نديم عباس واللواء شفيق فياض واللواء فؤاد إسماعيل والعقيد يحيى زيدان حتى وصلت القوات إلى 250 ألف (كانت سرايا الدفاع لوحدها 55 ألف) وكان كل هؤلاء من العلويين. واعتبرت معركة حماة هي آخر معركة خاضها حافظ الأسد في سوريا (160). - الفصل التاسع – نخبة السلطة في عهد حافظ الأسد: لقد تولى الأسد السلطة بشكل واقعي منذ عام 1968 عندما همّش صلاح جديد لكنه تولاها رسمياً عام 1970 ولم يطرأ أي تغير في تحديث النظام، فبقي الضباط في مراكزهم منذ السبعينات (168)، لكن عندما اشتد المرض بحافظ الأسد، أمر بتشكيل لجنة سداسية مؤلفة من عبد الحليم خدّام (وزير الخارجية) وعبد الله الأحمر (الأمين المساعد للقيادة القومية) ومصطفى طلاس (وزير الدفاع) وحكمت الشهابي (رئيس الأركان) وعبد الرؤوف الكسم (رئيس الوزراء) وزهير مشارقة ( الأمين المساعد للقيادة القطرية) وكان كل هؤلاء من السنة، لأنه كان يخشى أخوه على الحكم، لكن بعد اجتماع القيادة القطرية، رجعت هذه القيادة بدل اللجنة السداسية وعاد رفعت الأسد إلى الواجهة (169). لكن عندما استعاد حافظ الأسد عافيته، لام اللواءات العلوية الذين وقفوا مع أخيه وكان من هذه الألوية شفيق فياض، إبراهيم الصافي وعلي أصلان وعلي الصالح، فشرع هؤلاء في كبح رفعت وامرهم بإحضار وحداتهم العسكرية لمواجهة شقيقه رفعت وقواته سرايا الدفاع. أما في عام شباط 1984 واجهت الوحدات الخاصة لعلي حيدر والحرس الجمهوري بقيادة عدنان مخلوف رفعت الأسد الذي طوق دمشق بسرايا الدفاع وكانت سوريا مشرفة على حمام دم. وبعد اجتماع القيادة القطرية الطارئة، اتفقت على وضع ثلاث نواب للرئيس اولهم عبد الحليم خدّام وثانيهم رفعت الأسد، والثالث زهير مشارقة ونزعت سرايا الدفاع منه، لكنه رفض في أول الأمر الإذعان للقرار (171). أتت قوة رفعت من خلال تواجده في القوات المسلحة، فقد بنى شبكة من المنظمات التابعة له داخل الحزب مثل رابطة الخرجين الجامعيين للدراسات العليا وتم تفكيكها بعد أن حلت الأزمة معه إذا أن الصراع بين الأخوين أنتهى بعد المؤتمر القطري الثامن للحزب المنعقد في كانون ثاني من عام 1985. إذ أن رفعت غادر سوريا ولم يعد إلا عندما توفت والدته في عام 1992 البالغة من العمر82 عاماً، وإلى ذلك الوقت ظل يحمل نائب رئيس (172). إضافة لذلك حل الأسد جمعية المرتضى العلوية لأخيه الأصغر جميل الأسد منذ عام 1983، فقد كانت عبارة عن تجمع سياسي وراء واجهة دينية إذ أنها عبأت المجتمع العلوي عبر قنوات طائفية بحتة (173). حتى أن اللجنة المركزية تحتوي على 90 عضواً واللجنة العسكرية تحتوي على 16 عضواً عشرة منهم ضباطاً علويين (راجع الهامش بأسماء الضباط العلويين) (174). - جهاز الحزب المدني – تحليل احصائي: حتى عام 1985، ظلت عضوية الحزب في المدن قليلة، إلا أنها كانت قوية بالأرياف وفي مدينتي طرطوس واللاذقية (176). وهنا تغلب الكم على النوع في الحزب، فتشكلت ظاهرة خطيرة هي مجموعة من الانتهازيين، إذ كان شغل هؤلاء المكاسب المادية وامتلاك المساكن، وقد وصل في هذا العام عضوية الحزب إلى 537,864 عضواً من بينهم 102,392 عضواً عاملاً و435,472 نصيراً وهو ضعف العدد في عام 1978 (180). - أبناء الأسد: أطلق الأسد على نفسه ابي باسل في عام 1990 وكان من قبل يكنى بأبي سليمان (وليس عنده ولد باسم سليمان). والسبب في هذه التسمية هي تسويق أبنه الكبير باسل، فقد بدأ يعده للحكم من خلال تسليمه ملفات مكافحة الفساد والتهريب إضافة إلى رتبته في الجيش ك (رائد) وهو أيضاً عضواً بالحرس الجمهوري ورئيس أمن الدولة (181). لكن لقي باسل مصرعه في عام 1994 من كانون الثاني في حادث سيارة وكان عمره 32 عاماً، فوضع الأسد ابنه الثاني بشار واعطاه رتبة نقيب وحصل مثل العادة على المرتبة الأولى (182). ولشدة تقديس عائلة الأسد، خرجت عدة كتب في تأبينه من أمثال رياض سليمان (الشهيد الحي باسل الأسد) وغازي موسى (فقيد الوطن الفارس باسل الأسد) كما خصصت جريدة البعث عدداً خاصاً تحت عنوان (المنظومة الفكرية للبطل باسل الأسد) وقد كتبها بهجت سليمان (183). ففي عام 1994 اعتقل علي حيدر بشكل مؤقت لسبب انتقاده بشار الأسد (183). وفعل الأسد الأب ذات الشيء مع ابنه بشار، فقد رقي إلى رائد في الحرس الجمهوري ثم سلمه ملف الفساد والتهريب ومنذ ذلك التاريخ بدأت تظهر صور الأسد الأب مع ابنه في ارجاء سوريا (184). أجرت مجلة التايمز مقابلة مع الأب وسألته من سيخلفه بالحكم، فرد أن هناك المنظمات الحكومية والمؤسسات الحزبية هي القادرة على اتخاذ الموقف (ولم يذكر اسم الشعب) (185). وقبل الضباط العلويون بهذا الوضع لأنهم لا يمكن أن يغامروا بكل هذه الامتيازات الهائلة التي تمتعوا بها والسبب هو إذا أرادوا أن تظل كتلتهم العسكرية متماسكة، فعليهم أن لا يخاطروا سواء بانقلاب أو بالتحالف مع أقليات أخرى خارج الطائفة مما سيهدد تحالفهم ويسبب تمزيق ببنية النظام ومن ثم الإطاحة به. فقد علق ديفيد روبرتسون على هذه الحالة في كتابه (البعث والنشأة في سوريا): أصبح للعلويين كم هائل من الأعداء والكثير من الضغائن الدموية مما يجعل من المستبعد أن يغامروا بخروج السلطة من بين أيديهم خشية وقوع تصفيات مروعة بحقهم (186). - الفصل العاشر - استنتاجات – الطائفية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية: لا شك أن هناك أهمية للخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والتي يمكن مطابقتها مع العوامل الطائفية والإقليمية والعشائرية في وضع الأقليات (190). ويبدو أن هناك ترابط بين الاستقرار السياسي والتجانس الطائفي، خاصة عند الأقليات، لأن المنافسات البعثية والإقليمية والطائفية كانت على أشدها ما بين فترة 1962 وعام 1970، لكن ما إن تولى حافظ الأسد السلطة حتى حظيت النخبة السياسية بدرجة من التجانس الطائفي والإقليمي ومن خلال هذا التجانس الطائفي تمتعت سوريا بالاستقرار السياسي (191). - الطائفية بين الواقعية والمثالية: يقول المفكر حنا بطاطو "عندما يميل سكان الريف في سوريا والعراق للتمسك بأعضاء عشيرتهم أو طائفتهم أو حتى ديانتهم، فهم يتصرفون بشكل تلقائي ويتبعون المنطق الناجم لوضعهم التركيبي" (1939). لقد شكل الزحف من الريف نحو المدن عدم تجانس مع السكان المحليين أو الاندماج معهم، بل أصبحت قطاعات كبيرة من المدن ريفية بسبب تدفق أهل الريف إليها، فقد كتب سمير عبده وهو سوري من دمشق عن هذه الظاهرة في كتاب عام 1981 بعنوان " تريف المدينة العربية ومدننة الريف" (194). ويضيف حنا بطاطو في كتابه " فلاحو سوريا" إذ يقول: " هناك ظاهرة كثيراُ ما تتكرر وهي أن سكان الريف الذي يدفعهم العوز للانتقال للمدن يسكنون بضواحيها ويدخلون في علاقة مزيفة مع فقراء الحضر وأحياناً يتحدون معاً، ثم يعلق الأنثروبولوجي الاجتماعي الفرنسي فرانسوا مترال على إقبال العلويين على التعلم: إن الغاب العلوي الذي يقطنه العلويون فيه 40% من فتيات هذه المنطقة في المدارس بينما الغاب الشرقي السني، فإن نسبة الفتيات لا تبلغ أكثر من 7% (195). - الفشل في اقتلاع الفساد داخل النخبة العلوية: هناك فشل في كل مرة في محاولة اقتلاع الفساد داخل الحزب، خاصة ضمن النخبة العسكرية العلوية التي كانت تتمتع بمراكز مرموقة، لأنه أي محاولة تأديبية لهؤلاء هي تهديد للنظام ككل وهذا ما أدى إلى ربط الفساد بالطائفة العلوية وسبب في سخط وضغائن واسعة ضمن المجتمع السوري (196). الدين والطائفية: لم يلعب الدين دوراً عاماً كما لعبت الطائفية إذ كان شيوخ العلويين قبل البعث يفضلون الصمت وعدم مناقشة الغرباء في أمور تخص معتقدات الطائفة، وأيضاً هناك شعور في الخطر في كشف العقيدة إلى العلن. وبعد الأسد اتخذت هذه السرية شكلاً من أشكال عبادة الفرد أي حافظ الأسد، فقد ظهرت أكثر من 100 سيرة لحياة الأسد وتفاصيل حتى الملل في فكر القائد (من 199 إلى 200). أخيرا: حفل هذا الكتاب في نهايته بالجداول والملحقات سواء خطابية أو كتابية لدعم وجهة نظر الكاتب حول التكتلات الطائفية للضباط العلويين أو الأقليات الأخرى في القوات المسلحة وهذا ما ساق إلى تذمر من ناحية الضباط السنة. إضافة إلى جداول بأسماء الضباط والوظائف المدنية حتى صفحة 224. ................................... الصراع على السلطة في سوريا – 1995 - طبعة 1- نيقولاوس فان دام – مكتبة مدبولي – القاهرة – صفحات 268
#خليل_الشيخة (هاشتاغ)
Kalil_Chikha#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (4)
-
كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (3)
-
كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (2)
-
كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (1)
-
اجتهادات ابو عبدو
-
من أجل الخبيّزة
-
سوريا والعراق: سياسة النقائض
-
انقلب مركب الأسد
-
إحد عشر يوماً هزت سوريا
-
جول جمّال هازم الإستعمار
-
الشرطي والبرجوازي عند شابلن
-
في خيانة السادات
-
مجزرة في مدينة غرينسبورو
-
ضجة حياة ماعز
-
غوركي ورواية اعتراف
-
نظرياتنا ونظرياتهم
-
أهزوجة وشتيمة وطوشة
-
مكسيم غوركي: سيرة ذاتية كاملة
-
جامعات غوركي
-
الإستعمار سبب تخلفنا
المزيد.....
-
ماكرون يدعو نتانياهو لإنهاء محنة المدنيين في غزة
-
وزير خارجية فرنسا : العلاقات في وضع مؤسف للغاية
-
وزير الخارجية الفرنسي يؤكد أهمية استئناف -حوار صريح وواضح- م
...
-
عامان من الحرب ولا نهاية في الأفق.. كيف -امتدت- الحرب الأهلي
...
-
ماذا يريد ترامب من كندا؟
-
هيئة كبار علماء الأزهر تهاجم محمد رمضان
-
روسيا.. الحكم بالسجن 15 عاما على أسير أوكراني أدين بترويع ال
...
-
صحة غزة: الجيش الإسرائيلي تعمد قتل المسعفين في القطاع ودفنهم
...
-
لمواجهة ضغوط الاحتكار.. زوكربيرغ يبحث فصل -إنستغرام- عن -ميت
...
-
عون يبحث مع عبد الله الثاني نتائج التحقيق مع خلية تصنيع الصو
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|