طوفان الأقصى 510 - النص الكامل لمقابلة موسى أبو مرزوق كما نشرتها نيويورك تايمز

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي عن الانجليزية*"

مسؤول في حماس يعبر عن تحفظات بشأن الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر

آدم راسغون
مراسل صحيفة نيويورك تايمز
في القدس

24 فبراير 2025

موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الخارجية لحركة حماس، قال إنه لم يكن ليدعم مثل هذا الهجوم على إسرائيل لو كان يعرف الدمار الذي سيخلفه على غزة.

لعدة أشهر، دافع قادة حماس عن قرار الحركة بشن هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، على الرغم من أنه أشعل هجومًا إسرائيليًا مدمرًا أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة وحول المنطقة إلى أنقاض.

أعلنت حماس "النصر" على إسرائيل، وتعهد بعض مسؤوليها بأن مقاتليهم سينفذون المزيد من الهجمات المشابهة لهجوم 7 أكتوبر في المستقبل.

ولكن الآن، أحد كبار مسؤولي حماس يعبر علنًا عن تحفظات بشأن الهجوم، الذي تسبب أيضًا في أزمة إنسانية نزح على إثرها ما يقرب من مليوني شخص وأدى إلى نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية.

موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الخارجية لحماس والمقيم في قطر، قال في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز إنه لم يكن ليدعم الهجوم لو كان يعرف الفوضى التي سيخلفها على غزة. وقال إن معرفة العواقب كانت ستجعل من "المستحيل" عليه دعم الهجوم.

وأضاف أبو مرزوق أنه لم يتم إطلاعه على الخطط المحددة لهجوم 7 أكتوبر، الذي قُتل فيه نحو 1200 شخص وأُخذ حوالي 250 رهينة، لكنه وغيره من القادة السياسيين في حماس أيدوا الاستراتيجية العامة المتمثلة في مهاجمة إسرائيل عسكريًا.

وقال: "لو كان متوقعًا أن يحدث ما حدث، لما كان هناك هجوم 7 أكتوبر"، على حد قوله.

كما اقترح أن هناك بعض الاستعداد داخل حماس للتفاوض حول مستقبل أسلحة الحركة في غزة - وهي نقطة خلاف في المفاوضات مع إسرائيل - وهو موقف رفضه مسؤولون آخرون في حماس. يقول المحللون إن التوصل إلى حل وسط قد يساعد حماس وإسرائيل في تجنب تجدد الحرب. وقد صرحت إسرائيل بأنها تريد من حماس تفكيك قدراتها العسكرية.

أبو مرزوق، البالغ من العمر 74 عامًا، وهو أول رئيس للمكتب السياسي لحماس في التسعينيات، أدلى بهذه التصريحات في مقابلة هاتفية يوم الجمعة.

من غير الواضح إلى أي مدى تتفق آراء أبو مرزوق بشأن هجوم 7 أكتوبر مع قادة حماس الآخرين، أو إذا كانت محاولة للتأثير على المفاوضات مع إسرائيل أو ممارسة الضغط على زملائه القادة داخل الحركة. يميل قادة حماس الآخرون، خاصة أولئك المرتبطون بإيران وحزب الله اللبناني، إلى تبني خط أكثر تشددًا.

وفي بيان نشر بعد المقابلة، قالت حماس إن التعليقات التي نسبتها الصحيفة إلى أبو مرزوق كانت "غير صحيحة" ومأخوذة خارج السياق. وأضافت أن المسؤول الكبير في حماس وصف هجوم 7 أكتوبر بأنه "تعبير عن حق شعبنا في المقاومة ورفضه للحصار والاحتلال والاستيطان".

وأضاف البيان أن أبو مرزوق أكد موقف الحركة بأن "أسلحة المقاومة" لا يمكن التخلي عنها طالما "هناك احتلال لأرضنا".

تشير تعليقاته إلى وجود خلافات بين مسؤولي حماس حول الخط الرسمي للحركة بشأن هجوم 7 أكتوبر وعواقبه. كما تشير إلى أن إحباط الفلسطينيين في غزة الذين يقولون إن الهجوم جعلهم يشتكون من معاناة غير مسبوقة بدأت تؤثر على قيادة حماس.

كانت تعليقات أبو مرزوق مشابهة لتلك التي أدلى بها حسن نصر الله، زعيم حزب الله، في أعقاب حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله. أدى حجم الدمار في ذلك الصراع إلى اعتراف نصر الله بأن مجموعته لم تكن لتقوم بخطف وقتل عدة جنود إسرائيليين في ذلك الوقت لو كانت تعلم أن ذلك سيؤدي إلى رد فعل قوي كهذا.

في الأيام القادمة، من المتوقع أن تبدأ إسرائيل وحماس مناقشة المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، والتي تنص على إنهاء دائم للقتال، انسحاب إسرائيلي كامل، وإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين. ولكن التأخير في بدء تلك المحادثات بالإضافة إلى الخلافات حول تنفيذ المرحلة الأولى عززت المخاوف من أن الهدنة قد تنهار والحرب قد تعود.

أبو مرزوق، الذي قضى سنوات في العيش في الولايات المتحدة، يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه أحد الشخصيات الأكثر براغماتية في حماس. وقد كلفته الحرب ثمناً باهظاً، حيث قُتل شقيقه يوسف البالغ من العمر 77 عامًا في القتال.

قال ستانلي كوهين، محامٍ وصديق قديم لأبو مرزوق مقيم في نيويورك: "إنه ليس شخصًا لا يؤمن بأي شيء. لن يدعم أي عمل يعتقد أنه سيؤدي إلى انتقام غير مسبوق من أي شخص على الشعب".

قال أبو مرزوق إن بقاء حماس في الحرب ضد إسرائيل هو بحد ذاته "نوع من النصر". كما شبه حماس بشخص عادي يقاتل مايك تايسون، بطل الملاكمة السابق في الوزن الثقيل: إذا نجا الشخص العادي من لكمات تايسون، فسيقول الناس إنه انتصر.

من الناحية المطلقة، قال إنه سيكون "غير مقبول" الادعاء بأن حماس انتصرت، خاصة بالنظر إلى حجم ما ألحقته إسرائيل بغزة.

وقال: "نحن نتحدث عن طرف فقد السيطرة على نفسه وانتقم من كل شيء"، في إشارة إلى إسرائيل. "هذا ليس انتصارًا بأي حال من الأحوال".

ادعت القوات الإسرائيلية أنها نفذت حملاتها الجوية والأرضية في غزة وفقًا للقانون الدولي، وأنها كانت تنفذ هجمات ضد حماس، التي تعتبرها الولايات المتحدة ودول أخرى مجموعة إرهابية. ولكن خبراء قانونيين اتهموا إسرائيل باستخدام القوة بطريقة أدت إلى مقتل عدد كبير جدًا من المدنيين.

كما اقترح أبو مرزوق أن هناك انفتاحًا داخل قيادة حماس للتفاوض حول مستقبل أسلحة الحركة في غزة، وهي قضية شائكة قال مسؤولون آخرون في حماس إنها غير قابلة للنقاش.

وقال: "نحن مستعدون للحديث عن كل قضية"، عندما سُئل عن الأسلحة. "أي قضية تُطرح على الطاولة، نحتاج إلى الحديث عنها".

أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن بلاده لن تنهي الحرب مع حماس دون تفكيك قدراتها الحكومية والعسكرية. بينما أعربت حماس عن استعدادها للتنازل عن الحكم المدني في غزة، إلا أنها رفضت التخلي عن أسلحتها.

بدت تصريحات أبو مرزوق متناقضة مع تصريحات أسامة حمدان، مسؤول آخر في حماس، الذي قال في مؤتمر في الدوحة بقطر في منتصف هذا الشهر إن "أسلحة المقاومة" ليست موضوعًا للنقاش، مما بدا أنه يستبعد أي حل وسط.

عندما سُئل عن تصريحات حمدان، قال أبو مرزوق إنه لا يمكن لأي قائد أن يحدد الأجندة بمفرده.

قال إبراهيم مدهون، محلل مقرب من حماس، إن هناك آراء متعددة داخل الحركة حول القضايا المهمة، ولكن عندما تتخذ مؤسساتها قرارًا، فإن الجميع يقف خلفه.

منذ أن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لأول مرة في 19 يناير، كان مقاتلو حماس يتجولون في غزة حاملين البنادق - في رسالة إلى إسرائيل والمجتمع الدولي والفلسطينيين مفادها أن المجموعة ما زالت مسيطرة.

رفض أبو مرزوق الإجابة على أسئلة محددة حول الحلول المحتملة بشأن قضية أسلحة حماس. قد تشمل هذه الحلول تخزين حماس لأسلحتها في منشآت تخضع للإشراف الدولي، أو الموافقة على عدم إعادة بناء شبكة الأنفاق وترسانة الصواريخ، أو وقف تجنيد المقاتلين. يقول الخبراء إن نزع السلاح أمر غير مرجح.

مع تأخر المحادثات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، تحدث المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون بشكل متزايد عن تمديد المرحلة الأولى.

قال أبو مرزوق إنه يمكن مناقشة إطلاق سراح المزيد من الرهائن والمعتقلين خلال تمديد المرحلة الأولى. ولكنه أوضح أنه في أي حال من الأحوال، ستطالب حماس بالإفراج عن عدد أكبر بكثير من المعتقلين مقابل كل رهينة لأن المجموعة تعتبر الرهائن الإسرائيليين المتبقين جنودًا. وذكر أرقامًا محتملة مثل 500 و1000 معتقل مقابل كل رهينة.

خلال المرحلة الأولى، تم الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين، ولكن عدد المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم مقابل كل رهينة لم يتجاوز عمومًا 50.

قال أبو مرزوق إن حماس مستعدة أيضًا للإفراج عن جميع الرهائن في نفس الوقت، إذا كانت إسرائيل مستعدة للإفراج عن آلاف الفلسطينيين في سجونها، وإنهاء الحرب والانسحاب من غزة.

وقال: "نحن مستعدون لعقد صفقة شاملة".

وكان المسؤولون الإسرائيليون قد رفضوا سابقًا مقترحات لتبادل جميع الرهائن بجميع المعتقلين.
*****
ساهم أبو بكر بشير في إعداد هذا التقرير.
*****
نُشرت نسخة من هذا المقال في عدد 25 فبراير 2025، الصفحة A10 من طبعة نيويورك تحت العنوان: مسؤول في حماس يندم على هجمات 7 أكتوبر، قائلًا إن الثمن كان باهظًا.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات