أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - فِي وَرْشَةِ رَسْمِ خَرَائِطِ مَصَالِحِ الأُمَّة فِي الوَطَنِ العَرَبِيِّ العرَب وَالمَهَارَةِ بِاسْتِخْدَامِ أَوْرَاقِ قُوَّتِهِمْ















المزيد.....


فِي وَرْشَةِ رَسْمِ خَرَائِطِ مَصَالِحِ الأُمَّة فِي الوَطَنِ العَرَبِيِّ العرَب وَالمَهَارَةِ بِاسْتِخْدَامِ أَوْرَاقِ قُوَّتِهِمْ


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 8266 - 2025 / 2 / 27 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولاً: تمهيد في توصيف وقائع اللحظة الراهنة

1-على الصعيد الأميركي: مع الاخذ بنظر الاعتبار أن كل الإدارات الأميركية، التي تعاقبت منذ تأسيس أميركا، كانت استراتيجياتها تُبنى على قاعدة (أميركا أولاً)، ترقَّب العالم من المحيط إلى المحيط نتائج الانتخابات الأميركية التي كان موعدها في أوائل تشرين الثاني من العام 2024، والسبب يعود إلى أن رئيس الولايات المتحدة الأميركية يشكِّل النقطة المركزية في رسم خرائط مصالح الدول الاقتصادية، بما للثقل الاقتصادي والسياسي والعسكري الذي تحتله أميركا من بين دول العالم قاطبة.
2- الصعيد العربي: ويأتي الاهتمام العربي بنتائج الانتخابات الأميركية بشكل استثنائي - في هذه الدورة - لما حملته المرحلة في السنوات الأخيرة إلى المنطقة العربية من أزمات معقَّدة ظهرت من خلال صراعات عسكرية دموية فاقت بفظاعتها التدميرية كل ما حصل في التاريخ الحديث من جرائم عجز الكلام عن وصف حجمها البربري. وباختصار وُسمت إدارة الرئيس جو بايدن - سلف الرئيس ترامب - بأنها كانت ولاية الحروب المتتالية، التي دفع بها الوطن العربي أثماناً باهظة من البشر والحجر في كل من فلسطين -غزة منها بشكل خاص- ولبنان في معظم محافظاته - ومنطقة الجنوب منه بشكل أخص.

ثانياً: تمهيد في توصيف المواقف المتغيرة
1-على الصعيد الأميركي، إبراز لمظاهر القوة في العلن، وخلاف ذلك في أوراق القوة في الخفاء وقد اظهرت المرحلة ما يلي:
أ‌- خلافاً لاستراتيجية إدارة بايدن القائمة على حل قضايا الوطن العربي وقضية الحرب الروسية الأوكرانية، بواسطة الحروب، أعلن الرئيس ترامب - قبل نجاحه في الانتخابات وما بعده - أنه سيعمل على وضع حدِّ لها. وظهرت جدية استراتيجيته في ثلاث قضايا في الوطن العربي، هي وقف إطلاق النار في لبنان بتاريخ 27/ 12/ 2028، ومتغيرات متسارعة على الساحة السورية تمَّ تتويجها بهروب بشار الأسد - رئيس النظام الأسدي- في 8/ 12/ 2024، ووقف إطلاق النار في غزة في 15/ 1/ 2025.
ب - وعد بوضع حدِّ للحرب الروسية - الأوكرانية، التي بدأت خطواتها الأولى بالدعوة إلى اجتماع سيعقده الرئيسان ترامب وبوتن في السعودية. وربما كان سبب ما حصل، من تغيير في سورية، يعود إلى اتفاق مسبق بين ترامب وبوتن، وكأنه كان ثمناً قدمه الرئيس الروسي من أجل إيقاف الحرب مع أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن ترامب، بعد استقراره على كرسي الرئاسة الأميركية، دعا إلى تنفيذ استراتيجية (صفر حروب عسكرية)، إلاَّ أنه أطلق شعارات عن رؤيته للحل في غزة تتناقض كلياً مع استراتيجيته المعلنة. ففي مبادئ دعوته للحل في غزة تأسيس جديد لـ(حروب جديدة)، وهو الأمر الذي أثار انتقادات واسعة ضد دعوته بدءًا من البيت الأميركي نفسه خاصة من أوساط الحزب الجمهوري الحاكم، مروراً بالمنظومة الرأسمالية الغربية، وصولاً إلى كل الدول الأجنبية -شرقية وغربية - ناهيك عن الانتقادات العربية الشاملة - رسمية وشعبية.
وفي تقديرنا، أنها في ظاهرها وغرابتها كانت تمثل تعبيراً عن المنهج التجاري الرأسمالي المتوحش الذي لا يُلزمه وازع إنساني، لأنه يرى حلول المسألة الفلسطينية بمنظار المصلحة التجارية البحتة، الخالية من وازع أخلاق أو ضمير، والتي لا ترى شيئاً خارج منهج تراكم رأس المال. ولكن ربما على صعيد اخر تمثل رفعاً عالياً وغير منطقي لسقوف التوقعات التي قد تخفي وراءها اهدافاً اخرى سوف تتكشف لاحقاً، ولسوف يشطب الرئيس ترامب تلك الدعوات المعلَنة ويتجاهلها بنفسه.

ومن المعروف ان الخطورة في تلك التصريحات كان في عرض ترامب تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن وإلى أية دولة أخرى تقبل باستقبالهم، وجاءت دعوته تحت غطاء توفير ملاذات آمنة لأولئك السكان من جهة، وإلى تحويل القطاع إلى منتجع سياحي آمن من جهة أخرى.

ورغم علمنا أن الأهداف الاقتصادية لتحقيق المصالح العالمية ومنها الأميركية تقف وراء ما يجري من مظاهر العرض والطلب، فهذا يعني أن العوامل الاقتصادية هي التي تحرك الادارة الامريكية الجديدة التي هي في امس الحاجة الى الثروات العربية المتعددة الأصناف والأنواع لإنعاش الاقتصاد الامريكي وتمكينه من مواجهة المنافسة العالمية الشرسة مع الصين وغيرها من مصانع وبنى اقتصادية اخرى من جهة، وأسواق الأقطار العربية لاستهلاك السلع الأميركية من جهة أخرى.

إننا بمثل هذا العرض للوقائع كما هي، والاستنتاجات المفترضة، يمكن أن نضع تصوراتنا لما ينبغي ان يُبنى عليه الموقف العربي أثناء الجلوس إلى طاولات المفاوضات بين الطرف الرسمي العربي من جهة، والاطراف الدولية الكبرى ومنها الطرف الأميركي من جهة اخرى، لضمان حق الامة العربية في هذه الحقبة التاريخية الخطيرة وعدم التفريط به.

2-على الصعيد العربي، المزيد من حصار حركات الإسلام السياسي
من يتابع ويرصد المتغيرات التي طرأت منذ العام 2015، على أداء بعض الأنظمة الرسمية العربية في العلاقات مع الخارج الدولي والإقليمي، يمكنه تلمّس مساعيها للخروج خطوة بعد خطوة من سياسة الالتحاق والتبعية والاتجاه نحو استقلالية القرار وسيادته قدر الامكان. وهذا المتغير يمثِّل قياساً للسابق بداية الخروج من جلباب الماضي الذي جرَّ على الوطن العربي الكثير من المآسي والآلام. ومسار المتغيرات، السابقة واللاحقة، يدلُّ على أنه ثابت حتى الآن، وفيما يلي بعض من أهم مظاهره:

أ‌- تجلّت البداية واضحة في رفض دول الخليج العربي سياسة أوباما باحتضان النظام الإيراني وتسليمه إدارة احتلال العراق في العام 2011، للاستفادة من دوره في مشروع برنارد لويس -المفكر الصهيوني- الذي يؤدي إلى تفتيت أقطار الوطن العربي إلى كيانات طائفية. ومروراً في رفض إملاءات جو بايدن في أكثر من محطة ومن أهمها زيادة إنتاج النفط لتعويض ما حجبته روسيا عن أوروبا، وكذلك رفض مصر والاردن الصارم لمساعيه في اسناد نتنياهو لافراغ غزة والضفة من الفلسطينيين ابان عدوانه الوحشي على غزة، وانتهاءا بالوقوف بالضد من مشروع دونالد ترامب حول تفريغ قطاع غزة من سكانه بحجة إعادة إعماره أولاً، وتوفير سكن آمن للمهجرين منه ثانياً.
ب‌- ولعبت مصر دوراً مكملاً للدور السعودي في مواجهة مشروع برنارد لويس، عندما أسقطت، في 30 حزيران من العام 2013، نظام الإخوان المسلمين الذي ترأسه محمد مرسي إثر ثورة 25 كانون الثاني من العام 2011 رغم انه حظي بتأييد ادارة الحزب الديمقراطي الأميركي المطلق حينها.
ت‌- بعد احداث ليبيا في العام 2011، وسيطرة مجموعات الإسلام السياسي عليها، وفي العام 2014 قاد اللواء الليبي خليفة حفتر ثورة ضد تلك المجموعات في بنغازي، وقام بتطهيرها من تلك المجموعات في العام 2017؛ حيث انحسرت سيطرتها إلى ما دون الحد الأدنى، الذي منعها من الانتشار وتعميق تلك السيطرة.
ث‌- وفي السودان سقط نظام الإخوان - بقيادة عمر البشير- في العام 2019، ولكن هذه المرة بعد اندلاع الثورة الشعبية العارمة في كانون الأول من العام 2018. ذلك السقوط وإن التفَّت عليه مجموعات الإسلام السياسي في 15 نيسان من العام 2023، تحت خيمة الصراع العسكري الدامي بين قوات الدعم السريع التي أنشئت في العام 2013، والجيش السوداني. ورغم ان كلاهما كانا يشكلان فريقين داعمين لسلطة الإخوان، ورغم بشاعة الحرب وخسائرها الفادحة على كل الاصعدة ، الا اننا نعتقد بأنها لن تُعيد إنجازات الثورة الشعبية في السودان إلى الوراء خاصة إذا ما استطاعت الدول العربية أن تضع حداً لهذه الحرب و تشدد حصارها حول فلول جماعات الإسلام السياسي.
ج‌- وربما كان من تبعات تلك المتغيرات وخاصة وضع حد لنفوذ الإخوان المسلمين في مصر، وليبيا، والسودان، على بدء خلخلة النظام الإخواني في تونس - بقيادة راشد الغنوشي- منذ العام 2015، والذي سقط بشكل كامل في العام 2023، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة 22 عاماً في 2025.

3- موازين القوى على طاولة المفاوضات
ما حصل من متغيرات على الصعيد العربي بعضها ايجابي او شكل معالم صمود بوجه تحديات وجود هائلة، كان بفعل الدور الذي لعبته عدد من الدول العربية في مساعيها للتوجه نحو اكثر من قوة عالمية عظمى كروسيا والصين، ولإجهاض مفاعيل تسونامي الشرق الأوسط الجديد (مشروع برنارد لويس) التفتيتي؛ الإجهاض الذي لم يكن ليحصل لو ظلَّت تلك الأنظمة تنوء تحت أثقال مراحل التبعية التاريخية السابقة، والذي أكَّد أن الإرادة الأميركية ليست قدراً يستحيل الفكاك منه من جهة، ومن جهة أخرى أكَّد على أن للعرب وللأنظمة الرسمية العربية أوراق قوة كبيرة وحاسمة فيما لو أحسنوا استخدامها وعمّقوا الفعل الوحدوي والتعاون التكاملي وصولاً الى بلورة مشروع قومي واضح في المواجهة.

وفي المقابل، نستخلص أن الغرب الرأسمالي وفي المقدمة منه الولايات المتحدة الأميركية، لم يكن قوياً في السابق، على العرب، ولن يكون قوياً في المستقبل، إذا عرف العرب كيف يستثمروا أوراق القوة التي يمتلكونها وهي كثيرة.
ان اختيار الرئيس ترامب الأرض السعودية لعقد اجتماع مع الرئيس بوتن للاتفاق على حل للحرب الروسية - الأوكرانية في اللحظة الراهنة له دلالات هامة ينبغي التوقف عندها. هذا بالإضافة إلى ما أعلنه في ولايته الأولى أن من أهم أهدافه كان ينص على تقوية العلاقة مع الدول العربية الرسمية التي هددها أوباما بقراراته الخاطئة، وخاصة عندما عزز الاخيرعلاقة أميركا الاستراتيجة مع المشروع الإيراني وتفعيل جراثيم التفتيت الطائفي التي يحملها.

4- رؤى للقوى العربية تسهم في تفعيل ورشة المتغيرات القادمة
سوف تشهد المتغيرات القادمة العديد من القضايا وعلى الامة العربية الضغط لمعالجة اهم التحديات التي تمر بها والتي تمثل أهم قضاياها الساخنة، وهي تشكل تباعاً بالنسبة لدرجة سخونتها واهميتها ما يلي :
أ‌- العمل على وضع حلول واقعية وعادلة للقضية الفلسطينية.
بـ -تحرير العراق من الاحتلال الإيراني نيابة عن الاحتلال الأميركي، في العام 2011، خاصة أنه قضى على عروبة العراق واستباح دماء ابنائه ووحدتهم الوطنية ونهب مواردهم وحوَّل العراق إلى دولة فاشلة وفقيرة من جهة، ومن جهة أخرى جعله منطلقا لتقسيم الوطن العربي وتهديد امنه القومي فهدد دول الخليج العربي والاقطار العربية الاخرى وتأثيراته على أمنها الوطني العسكري والاجتماعي والسياسي.
جـ-العمل على استعادة الوحدة الوطنية للأقطار العربية التي فكَّكها مشروع برنار لويس تحت المسمى الشائع الخادع (الربيع العربي). ونذكر الأقطار، التي لا تزال مفككة، وخاصة كلاَّ من اليمن وليبيا بالذات، بعد ان دخل القطر السوري في مرحلة إعادة التوحيد في 8 كانون الأول من العام 2024، رغم ان نجاح المتغير لا يزال قيد المتابعة والاختبار.

في حل القضية الفلسطينية خلاص للعالم من مخاطر الحروب:
وأما حول الحلول المطروحة للقضية الفلسطينية، فلقد كشفت عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023، أولوية الحاجة الى وضع حلول لتلك القضية، والتي يمكنها أن تتجدد ولو بعد عشرات السنين حتى يتم الوصول إلى حل عادل لها. ولأن العملية كادت أن تهدد الأمن والاقتصاد الدوليين، وفي مقدمتها الاقتصاد الأميركي في المنطقة العربية؛ أعلن الرئيس ترامب استراتيجية (صفر حروب) في العالم بشكل عام، وفي الوطن العربي بشكل خاص.

وفي مخطط ترامب تأكيد على أن استراتيجته في المستقبل هي توفير مناخ آمن للرأسمال في المنطقة العربية. ولأن الوطن العربي خزان واسع وكبير من الثروات الطبيعية، ولأن الاهتمام بها جدياً يعني أن العرب يمتلكون أوراق قوة كثيرة ورابحة. لذا فعليهم أن يحسنوا استخدامها من أجل الوصول إلى حلول تكون في مصلحة الامة برمتها.
ولأن معظم القضايا العربية الساخنة، وخاصة القضية الفلسطينية، لن تجد لها حلولاً عادلة مضمونة التنفيذ من دون المشاركة الدولية والإقليمية والموافقة على القرارات ذات العلاقة، ولأن الدول العربية وانظمتها الرسمية التي تملك قوة القرار والإمكانيات، يُوحِّدها سقف واحد وهو انتزاع حق ابناء الامة في فلسطين الحبيبة كاملة غير منقوصة، فقد دلَّت التجارب السابقة أنها لن توافق على النزول دونه مهما تعالت وتيرة التهديدات من هنا أو هناك.
لذلك، آخذين بعين الاعتبار الزخم الشعبي والدولي الذي تناله القضية الفلسطينية العادلة عالمياً، وأن أي حل للقضية الفلسطينة لن يمر من دون حيازته على عامل العدالة التي تتمثل بوضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني التي بلغت من العمر ثلاثة أرباع القرن وهي مفتوحة الأبواب إلى أمد غير منظور إذا لم تنفتح الأبواب أمام حقوقه العادلة والمشروعة.
وايضاً توفر عامل الواقعية التي تحتم استثمار التأييد العالمي للقضية الفلسطينية وتوحيد قوى الشعب الفلسطيني وفصائله ومنع الاستثمار والمتاجرة الاقليمية بها.

في تحرير العراق خلاص للعالم من مخاطر المشاريع الغيبية:
ويشكِّل تحرير العراق من الاحتلال الايراني ضماناً لإقفال بوابات التدخل الإقليمي في شؤونه، والتي بدون إقفالها لن يستقر الأمن العسكري والسياسي والاجتماعي للأقطار العربية الأكثر قرباً جغرافياً منه، فالأبعد، ثم الأبعد.
وفي الوقت الذي تراجع الدور التركي الذي أُعطي له في مشروع برنارد لويس التقسيمي إلى حدود الانضباط النسبي، وتوقَّف عند حدود تبادل المصالح المتكافئة مع الجوار العربي، الا ان النظام الإيراني بقي مصراً على تنفيذ أحلامه الغيبية.
كان للغرب، وفي المقدمة منه أميركا، مصلحة في المشروع الإيراني منذ الاحتلال الامريكي، وتكرس اكثر بانسحاب قوات الاحتلال الأميركي من العراق في العام 2011. ولكن عندما تعرقل تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد من جهة، وتغيرت الاهداف في المنطقة كان لابد من تغيير استراتيجية التخادم الايراني الامريكي. نتيجة هذا الوضع، لا بُدَّ من وضع حل للقضية العراقية لتحرير العراق وشعبه من ابشع احتلال مر عليه عبر العصور واعادة دولته الوطنية واسترداد سيادته واستقلاله وذلك لإنهاء بؤر التوتر والصراعات العسكرية .

نعتقد انسجاماً، مع كل المقدمات التي قمنا بتحليلها في هذا المقال المكثَّف، يقتضي من العرب وفي مقدمتهم النظام العربي الرسمي أن يستخدموا أوراق قوتهم من أجل الحصول على نتائج ثابتة على الاصعدة العديدة التالية:

- فرض تعريب القضية العراقية، ومنع إعادة تدويلها، وهذا يقضي على أميركا وغيرها إنهاء واقع الاحتلال الايراني بكل أشكاله وألوانه، أي أن لا تخرج إيران من شباك العراق لتدخل القوى الدولية او الاقليمية اليه من الأبواب الواسعة.
- اعتراف المجتمع الدولي بأن ثروات العراق هي ملك للشعب العراقي فقط، ووضع الضوابط اللازمة لمنع نهبها من قبل ايران او غيرها تحت شتى السبل والوسائل الملتوية وعلى مرأى ومسمع من اميركا والمجتمع الدولي. وإن كان هناك مصلحة في استثمار تلك الثروات، فلتكن على قاعدة تبادل المصالح بين شعب العراق مع الاخرين كما تنص عليه الاتفاقات الدولية.
-اعتبار الأمن القومي العربي وحدة لا تتجزّأ، وهي من مسؤولية العرب، وممنوع على القوى الدولية والإقليمية أن تتدخَّل فيها بأكثر مما تسمح به الاتفاقيات والتشريعات الأممية.
ونختم مقالنا، بأن على العرب، خاصة من امتلك منهم أوراق القوة أن يستخدموا تلك الأوراق لإستعادة القرار القومي المستقل وبلورة مشروع قومي واعد لما فيه ضمان أمن الامة العربية ومستقبل أجيالها.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى حكومة العهد الجديد في لبنان إحذروا ملائكة أمراء الط ...
- إِشْكاليَّة الِاسْتِقْوَاء بِالْخَارِجِ وَمَخاطِرها عَلَى ال ...
- في إشكالية التجميد والتجديد في المناهج المعرفية العربية تبقى ...
- اليوم التالي لولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية
- دونالد ترامب ليس مجنوناً (الحلقة الثالثة) (3/ 3)
- دونالد ترامب ليس مجنوناً (الحلقة الثانية) (2/ 3)
- دونالد ترامب ليس مجنوناً (الحلقة الأولى 1/3)
- أفكار في رسم خريطة طريق لحل استراتيجي لإشكالية الطائفية في ل ...
- رؤية نقدية في راهنية المقاومة الإسلامية من مقاومة شعبية إلى ...
- بعد نفاذ الطبعات القديمة لمشروع الشرق الأوسط
- (هيفاء غزة) تفتش عن جثة أمها
- الولايات المتحدة الأميركية على مفترق طرق بين الوطنية والتورا ...
- الأقليات في العالم العربي جذور الأزمة وآفاق الحل *.
- ما بعد طوفان الأقصى المتغيرات الدولية وإلغاء وظائف المشاريع ...
- هل يلتقط العرب فرصة اللحظة التاريخية الراهنة؟ لماذا؟ ومتى؟ و ...
- لملاقاة الاستحقاقات القادمة لبنان من دويلات الطوائف إلى الدو ...
- التطبيع مع نظام ولاية الفقيه وجه من وجوه المخاطر الوجودية عل ...
- في مواجهة سيول المشاريع الدولية والإقليمية على العرب أن يحذر ...
- في وسائل المواجهة مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية ال ...
- مع الظاهرة وضدها في آنِ واحد (رؤية في مستقبل المنطقة العربية ...


المزيد.....




- فيديو نادر يظهر مجموعة ضخمة تضم أكثر من 2000 دلفين قرب كاليف ...
- الداخلية السعودية تقبض على فتاتين وافدتين لممارستهما الدعارة ...
- -البديل من أجل ألمانيا-: واشنطن تتفاوض مع موسكو و-ألمانيا وق ...
- سرعة الجري المثالية لتفادي خطر -حلقة الإصابات-
- إيطاليا تختبر جيلا جديدا من المروحيات الضاربة
- المعركة على الموارد الأوكرانية بدأت: أوروبا ضد الولايات المت ...
- تقلّبات ترمب الأيديولوجية
- أوروبا تُغيّر استراتيجيتها في الأزمة الأوكرانية
- خبير يوضح لماذا اقترح بوتين على واشنطن الاستثمار المشترك في ...
- أوروبا تتقبل الواقع الجديد الذي يفرضه ترمب


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - فِي وَرْشَةِ رَسْمِ خَرَائِطِ مَصَالِحِ الأُمَّة فِي الوَطَنِ العَرَبِيِّ العرَب وَالمَهَارَةِ بِاسْتِخْدَامِ أَوْرَاقِ قُوَّتِهِمْ