أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - حلول الريفيرا والمناجم وخيال السريالية الفاشية















المزيد.....


حلول الريفيرا والمناجم وخيال السريالية الفاشية


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 8266 - 2025 / 2 / 27 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولدت المدارس الانطباعية والتجريدية والسريالية في الفن للتحرر من قيود المدرسة الواقعية وانتجت فنا جميلا اشار الى رمزية التحرر من القيود والقواعد الشكلية لتطلق العنان للمواهب وتحريرالخيال ليصيغ علاقة المبدع بالعالم من خلال ازالة قيود الأشكال والصيغ المفروضة على الشاعر والفنان، لكن السياسة لايمكنها مجاراة مدارس الفن ،فهي، تنتمي تحديدا للمدرسة الواقعية لاغير، وهي كمنهج براغماتي لادارة المصالح، لا تؤسس طروحاتها على مشاعر ، بل قوانين دقيقة لادارة شؤون المجتمع وعلاقاته،لاتتحمل لا الانطباعية ولا التجريد ولاسريالية ،رغم ان الخطاب السياسي يمكن ان يكون مشاعريا بل ويشكل احدى اهم وسائل السياسة لكسب الجمهور لمنهجها ،فهي تخاطبه بلغة لتكسب مشاعره ، حتى لتجد من يسمي السياسة انها "فن كسب وتعبئة الجمهور" وهنا الجمهوركلمة مهذبة بدل "القطيع" كما هوعند الحركات الشعبوية مثلا، ولكن مع هذا فالمخاطبة المشاعرية مجرد احدى الوسائل للوصول للغايات،انما المنهج السياسي فيقوم على طروحات فكرية ذات اسس عقائدية ، ومنها نشأت الاحزاب كل منها يتبنى طروحات ومنهجا عقائديا ليمثل مصالح مادية او معنوية كالدعوات الاخلاقية والدينية تسعى لتحقيقها من خلال ادوات السلطة والدولة.
وعموما فالسياسة اليوم هي علم اداري له اسس وقواعد وقوانين ونظريات ومناهج لادارة المصالح والمجتمعات، وهي ،ودون مبالغة ، قوانين صارمة حاكمة كقوانين الفيزياء. وخرقها هو كما لو يتم خرق احدى القوانين لعلم الفيزياء في التحكم بمنظومة فيزيائية، حيث تخرج المنظومة من حالة الاستقرار والتوازن وعندها لا يمكن التنبؤ بالحالة التي ستتحول لها المنظومة، كونها ستكون خارج السيطرة، وعدا الاضرار المادية البالغة التي ستلحق بها ،ربما يؤدي الى تدميرها كليا. والمنظومة في علم السياسة هي الدولة والمجتمع لادارتها وفق قوانين بحيث تكون مستقرة متوازنة وامنة ، وعند حدوث خرق لاحدى هذه القوانين تتحول الى حالة خارج التنبؤ. خذ مثلا قانون في السياسة يسمى "الديمقراطية" ، فعند خرقها ستتحول الدولة والمجتمع لحالة جديدة غير محددة من الفوضى والى وضع كارثي مثل اقامة نظام ديكتاتوري اقل ما تؤدي اليه نتائجه هي حالة القمع الاجتماعي ومصادرة الحريات، دعك عن اثار تدميرية كارثية اخرى ،كالحروب، ناتجة عن قرار حاكم ديكتاتوري بشن الحرب اوالغزو مثلما رآه العالم في نظم هتلر وصدام واليوم غزو بوتين لاوكرانيا أمثلة.
في النظم الفيزيائية يصبح الحديث اساسا كيف يمكن ارجاع حالة المنظومة للاستقرار لو حدث خرقا لاحد القوانين(كمثال توقف مضخة التبريد في سيارة مثلا) فيجري العمل على ايقاف عمل المنظومة فورا لتقليل اثار الخرق من دمار، وايجاد الخلل الذي سبب الخرق، واصلاحه ميكانيكيا لتعود المنظومة للعمل من جديد وفق القوانين الفيزيائية بامان واستقرار.

وفي حالة المجتمع فان حالة الارجاع لما قبل ألخرق ( كخرق الديمقراطية مثلا) فهو ليس امرا هينا ابدا كما في النظم الفيزيائية، ويسبب سبب خسائر وكوارث وظواهر واضرار اجتماعية كبيرة ، وربما حتى لا يمكن الرجوع لحالة الاستقرار the Normal State Recovery to هذا ان اجتمعت الامة ووعت واستطاعت المراجعة والعزم على الاسترجاع، واذا لم تستطع سيبقى مصيرها معلقا في الهواء تلعب به الرياح كيفما تشاء الاهواء.
تاريخيا كانت حركة الرجوع او الاسترجاع للعمل بقانون اساس لادارة الدولة (مثل قانون الديمقراطية) ، ممكنا ، كما حدث مثلا في المانيا وايطاليا واليابان مثلا بعد الحرب الثانية باسقاط الديكتاتوريات بعد حرب عالمية وتبني لدول منتصرة فيها لفرضية الرجوع لنظم الديمقراطية كضمان افضل للامن وساعدتها على ذلك الرجوت ( وهو واقعا كانت سياسة ومنهج الرئيس الاميركي روزفلت للتعامل مع هذه الدول وقام بمساعدتها) ، وفعلا عادت هذه الدولا الى حالة الديمقراطية والتوازن والاستقرار وتمكنت من معالجة الدمار والاثار الكبيرة للديكتاتوريات ومن يومها توجهت نحو الازدهار. وامامنا الحالة الاخرى ، حالة التعذرللرجوع ، كما في دولنا العربية ، التي أخرجت من حالة نظم الديمقراطية ( حتى بابسط اشكالها ) ومن الاستقرار بانقلابات عسكريةفي منتصف القرن الماضي، في مصر والعراق وسوريا ، ونرى ولليوم هي دولا متهاوية ، تتهاوى من تراجع لاخر ، وتترنح كورقة في مهب الريح وتدار دولها بالاهواء ،ومنه تحولت للدين وطقوس العبادات ليأسها من الاصلاح وسلمت امرها وهي في الحياة، واستمرت مشاكلها الكارثية تتراكم، وأصبحت واقعا دولا ومجتمعات ضعيفة فقيرة مدمرة تعيش خارج حركة التاريخ .هذا مثال جيد يعطي ان للسياسة قوانين كالفيزياء ، وان خرقها أدي لنتائج كارثية والى الدمار والانكفاء على الذات لتعزية ولدفن النفوس وهي على قيد الحياة.
كان لابد من هذه المقدمة كي نتفق ان السياسة كعلم لادارة المجتمعات مقنونة بقوانين علمية صارمة ولا تتحمل العبث الخيالي والسريالية وخرق الواقعية كما في الفن والشعر.
وكما العبث بالديمقراطية يمثل خرقا وينعكس سلبا وكوارث على حالة المجتمع داخليا ، فيمكن رؤية انعكاسه ايضا خارجيا ، وهناك قانونا يقول ان السياسة الخارجية هي انعكاس للسياسة الداخلية ، فلا تتوقع من ديكتاتور يقمع شعبه في الداخل مثلا لن يقمع شعبا يقوم بغزوه ( كصدام مع الكويتيين او بوتين مع الاوكران ) ومنه فملامح القوانين التي تتحكم بالسياسة الداخلية تجد لها صنوا ومثيلا في السياسة الخارجية.
ففي السياسة الدولية مثلا هناك قوانين تحكم علاقات دول العالم ليبقى في حالة توازن واستقرار، وبخرقها يمكن اخراج العالم من هذه الحالة لاخرى لا يمكن التنبؤ بها، مع تأكيد ان هناك كوارث ومصائب ستحل على الدول والشعوب عند خرقها. ولو اردنا تحديد اهم هذه القوانين، والتي توصلت لها الانسانية عبر قرون ، فنجدها انها بعد قد صيغت في ميثاق الامم المتحدة بتأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة عام 1945 (وفق المقترح والمبادئ التي تقدم بها الرئيس الاميركي روزفلت المبادر لتأسيسها) وهدفها قنونة منهج السياسة الدولية لمنع الخروقات وحدوث كوارث دولية جديدة كالتي جرت على العالم في الحرب الثانية. ولعل اهم هذه القوانين (المبادئ) هي ثلاثة: احترام السيادة الوطنية للدول ومنع غزوها، منع استخدام القوة لحل النزاعات بين الدول، ومبدأ احترام حق تقرير المصير للشعوب بما فيها فرض احترام حقوق الانسان دوليا. هذه جميعها مثبتتة كمبادئ قانونية في ميثاق الامم المتحدة ، التي يعتبر ميثاقها القانون الحاكم للعالم مع اليات ضمان تنفيذها من خلال قرارات تتخذها هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن ،الجسم القانوني الضامن لتنفيذ هذه القوانين والمبادئ. ان هذه القوانين واقعا هي مشتقة من قوانين لادارة المجتمعات داخليا جرى تطويرها على مدى اكثر من 200 عام ومنذ عصر التنوير من خلال تقدم العلم السياسي بجهود عظماء الفلاسفة والمفكرين وقادة وزعماء ومصلحين وحركات وثورات اجتماعية ساهمت جميعها بصياغتها وحققت اولى خطواتها في الثورة الفرنسية. لقد تم تطوير مفاهيم السياسة الداخلية باقامة نظم الحكم الديمقراطية الدستورية ،بديلا للمطلقة ، لتقام انظمة الحكم على مفاهيم احترام حقوق المواطنة ،وفصل السلطات ، وضمان الحريات العامة والحقوق للمواطنة المتساوية. وقد انعكست هذه المفاهيم على تكوين وصياغة القواعد والاسس التي اقيمت عليها الامم المتحدة لتطبق في السياسة الدولية ، وعلى نفس الاسس والمبادئ لتطبق على الدول والشعوب ، مثل حق تقرير المصير واحترام سيادتها وارادتها في خياراتها واحترام حدودها وسيادتها الوطنية كما واحترام حقوق الانسان والشعوب معا.

وقد تم حكم العالم عمليا وفق هذه القواعد والقوانين المكرسة في ميثاق الامم المتحدة منذ الحرب الثانية، ورغم تلاعب القوى العظمى بمقدرات قراراتها وحدوث خروقات كثيرة من القوى الكبرى هنا وهناك ، ولكن الحالة العامة التي سادت العالم ان هناك توازنا دوليا قد اقيم في مجلس الامن، وان مبادئها وقوانينها بقيت لها اليد الطولى السائدة في العالم ، وتم تنفيذ الكثير من القرارات التي اصدرت وفق ميثاقها ( بما فيها مثلا قرار تصفية الاستعمار تنفيذا لقانون حق تقرير المصير للشعوب ، او طرد صدام من الكويت تنفيذا لقانون احترام سيادة الدول والشعوب، وغيرها) ،وبعضها مثل القرارات حول القضية الفلسطينية بقي مجرد قرارات لم تفرض تنفيذها ولكن التقادم لايسقطها بانتظار حلول ظروف داخلية وخارجية ستفرض تطبيقها دون شك كونها نابعة من قوانين الامم المتحدة نفسها. وعموما فالقاعدة الاساس لحكم العالم اليوم هي القوانين المؤسسة لميثاق الامم المتحدة وكل نزاع في العالم يجب ان يتم وفقها.
ان مايجري في العالم اليوم هو ظاهرة غريبة يمكن وصفها بداية الطريق للتخلي عن هذه القوانين والقواعد الحاكمة للعالم اي لدخوله لمرحلة السنيورات السريالية فكل امر ممكن ولا يمكن التنبؤ بصورة محددة له.
ولنرجع لعنوان مقالتنا ‏حول الحلين المقدمين من ترامب ، وهي حلولا اقرب للسريالية لقضية غزة بتحويلها الى ريفيرا مثلا والضفة الى لاس فيغاس تعج بالكازينوات ووضعها تحت ناتنياهو، ومنها دفن القضية الفلسطينية فلا تقرير مصير ولا حقوق شعوب بالعيش على ارضها بكرامة الانسانية بل ببقشيش الريفيرا والكازينوات ، ومثلها وحل ترامب لقضية حرب بوتين على اوكرانيا ، لتحل محل قوانين السيادة واحترام استقلال الدول والشعوب الى قوانين واتفاقات مناجم والمنيوم مقابل دفن دولة اوكرانيا وشعبها باكملها في مقبرة بوتين الروسية. انها حلولا سريالية للسياسات الفاشية العنصرية التي تحتقر الضعيف وتلغي حقوقه ، بل هي واقعا تلغي اساسا كل القوانين الدولية التي كافحت البشرية لاقرارها عبر صراع مرير مع الديكتاتوريات والامبراطوريات الفاشية كما تم ابرارها في ميثاق الامم المتحدة لتنقل العالم لحالة من العبث والفوضى والعيش تحت اللا قانون ولا مبادئ انسانية واخلاقية، واقعا انها تلغي نفس الامم المتحدة ودورها في العالم بالغاء تطبيق قوانينها على يد اميركا الترامبية وروسيا البوتينية وتدمير مجلس الامن، اعلى هيئة حكم في العالم لتطبيق مبادئ وقرارات المنظمة.
غلف ترامب في كلتا الحالتين حلوله السافلة هذه بخطابات انسانية، ولا حرج بكلمة سافلة ، كونها تعاملت فعلا مع هذه القضايا بطريقة سافلة كنسر متوحش هجم على شعوب منكوبة منهكة ومدنها المدمرة من حروب شنت لتدميرها ، ليستهدفها وجوديا ويمزقها لغرض تقاسم حصة من الفريسة مع المعتدي القوي ،الذي ادعى في كلتا الحالتين ،في غزة واوكرانيا ، انهما تشكلان تهديدا على امنه القومي ، بينما قوة كل منهما تفوق الف ضعف للضحية. يتقول ترامب بحله السافل هذا تحت غطاء انقاذ مليونين من سكان غزة ،واقامة ريفيرا، وانقاذ ارواح شباب كالورود من روسيا واوكرانيا يتكسر قلبه على فقدانهم الما وحسرة فجاء لينقذهم وينهي الحرب ، بينما هو ينقض على الضعفاء لينهش امواتهم ويشرد احياءهم من ارضهم ويلغي بيتهم وطنهم ومنه لاحراجة باطلاق لقب السفالة بمعناها الحقيقي السائد.
كان العالم لليوم مقسوما شرقا وغربا في مجلس الامن ، وهو الحاكم الفعلي للعالم، فاذا وقف الغرب مع اسرائيل مثلا تصدى له الشرق سواء لمبادئ او مصالح له، واذا اعتدى الشرق على بلد ، مثل اعتداء بوتين على اوكرانيا، وقف له الغرب بالمرصاد، ، ومنه عاش العالم وفق قانون التوازن الذي صممت عليه الامم المتحدة ومجلس الامن الهيئة الحاكمة للعالم.
الظاهرة الغريبة التي بدأ العالم يدخلها اليوم هو اتفاق اميركا الترامبية وروسيا البوتينية لتقاسم مراكز النفوذ والسيطرة على العالم وفق تفاهمهما العقائدي باعادة احياء الامبراطوريات، اي في ترجمته الفعلية الغاء المبادئ الى اقيمت عليها الامم المتحدة .
ان هذا يعني ان خرقا كبيرا ومدمرا يحدث الان سينقل العالم لحالة كالتي سبقت الحرب العالمية الثانية، لتحالف نظم نازية لهدم الديمقراطيات والسيادة الوطنية واستقلال الشعوب، حالة لايمكن التنبؤ بما ستجلبه من مآسي وكوارث على العالم . انه توجه عقائدي جمع ترامب وبوتين لاقامة حلف الامبراطوريات بدل تصارعها ، لتتحول وباقي دول العالم تتحول لاتباع ولنفوذ للاسياد الكبار.
جاء التحالف والتحول واضحا في حل المناجم لاوكرانيا . فبدلا من اجبار المعتدي على الالتزام بالقانون الدولي وأهم اسسه باحترام سيادة الدول والشعوب الذي قامت عليه الامم المتحدة واخترقه بوتين بكل وقاحة ودون اي استفزاز او تهديد فعلي من اوكرانيا، ليأتي الحل الترامبي عمليا لمكافأة المعتدي وفق عقيدة اعادة الامبراطوريات وحقوقها وسيجعلانها القانون الجديد لادارة العالم . على ان الحل هنا تجاوز السريالية ودخلت المكافئات بحقوق مالية في المناجم والالمنيوم والمعادن النادرة في اوكرانيا ( وهو بديل قانون حق السيادة وتقرير المصير ) كي يظهرترامب امام مؤيديه صواب توجهه لحلف الامبراطوريات ، فها هو يجلب للميزانية مردودا ضخما بدلا من صرف مافي الميزانية للدفاع عن حق شعوباللدفاع عن سيادتها ، فهو عبث وتبذير المال الوطني ، ومنه صواب سياسته بالتحالفات البوتينية ومنها الدخل الدسم والفوائد التي يجلبها لاميركا. وبوتين سيثبت لشعبه ان تقديم نصف مليون منهم على مذبح اوكرانيا هو امرا مبررا وها هو حصل على مكافئته اخيرا بالاستيلاء على اوكرانيا وارجاع مجد الامبراطورية.
ويوجد الكثيرين من يعتقد ان ترامب رجل صفقات ومنها يقيم علاقاته الخارجية مع بوتين وغيره ليجلب لاميركا الثروات ( فها هو بوتين يعرض مليوني طن المنيوم فوق مناجم زيلنسكي) ولكن تغطيات تجري على السطح فاساس عرض بوتين هو لتدمير اقتصاد كندا ( المجهز الاساس للالمنيوم والنفط لاميركا ) تلبية لرغبة ترامب لتدمير كندا اقتصاديا تمهيدا لضمها كولاية، اما مناجم زيلنسكي مقابل وقف اطلاق النار فهي خدمة ترامب لبوتين كي يتم اجراء انتخابات لازاحته وتنصيب موال له على اوكرانيا وتوقيعه مضمونا للانضمام كجمهورية شعبية لروسيا الاتحادية ، و ضمان مكافأة ترامب من المناجم والالمنيوم.
ان اساس الامر هنا هو ليس شكل الصفقات ، بل انه تحالف عقائدي وفق عقائد اليمين القومي الامبراطوري الفاشي بارجاع العالم لحكم الامبراطوريات ، يتشارك بمنهجه اليمين الاميركي والروسي واحزاب اليمين القومي الاوربي المتطرف الذي يلتقي بنفس العقائد ونفس الطروحات مع بوتين وترامب اللذان ينتظران بفارغ الصبر صعود لوبان في فرنسا والبديل في المانيا ، كما وانضمام تشي للنادي ليكتمل النصاب لتقاسم النفوذ في اوربا والعالم وفق الصفقات لتحل محل القوانين الدولية والدوس على حقوق الامم والشعوب.

ان القضية اعظم واكبر من حل الريفيرا لغزة والمناجم لاوكرانيا ، فهذه اولى النتائج والخطوات للحلف الفاشي للاقوياء ، سيتبعها خطوات وصفقات لما يعشعش في ادمغة ترامب وبوتين من سيناريوات سريالية ، فهي اليوم واقعا لما بدا سرياليا حتى قبل اشهر ، انه عالم سريالي لمعتوهي السلطة والعظمة الامبراطورية عندما سلمت اميركى مفاتيح الحكم لترامب ومنها اصبح سيناريو بوتين ترامب لتقاسم العالم امبراطوريا امرا واقعا.
هل سينجح هذا التحالف ويمر بما سيجريه ويجلبه من مآسي ودمار وقمت وقهر على العالم ؟ ان تحلي الامر يبدء من نقاط ضعفه ، ونقطة ضعف هذا التحالف هو ترامب نفسه ، فكما حدثت واقعة مجيئ ترامب للسلطة، واقامة الحلف مع بوتين، سينهار هذا الحلف باسقاط ترامب من الشعب الاميركي وبنفس الوسيلة التي صعد بها للسلط. ، فالشعب الاميركي سيسقطه كونه لن يقبل بديكتاتور ولن يسمح بتحول اميركا لدولة نازية ، فسرعان ماستنكشف اوراقه التدميرية لاركان الحياة الاجتماعية والديمقراطية والحريات السائدة في اميركا والتي يعتبرها الشعب الاميركي اهم لحياته من ترامب ورعاعه ، ومنه سيلفظه لمزابل ضمت قبله هتلر وموسوليني وصدام وسينضم لهم ويتبعه بوتين وامثالهم من مرضى العنجهيات واقامة الامبراطوريات في عصر لايحتمل الرجوع بالحضارة للوراء ، فقانون الحضارة العام هو التقدم والتطور للامام سواء على مستوى الدول والشعوب او الافراد. وكدليل على بداية لفظ الشعب الاميركي لترامب هو اخر استطلاع للرأي بعد شهرواحد لاغير من حكم ماسك ترامب قامت به اربعة مؤسسات محترفة لاستطلاع الرأي العام تشير لانخفاض شعبية ترامب بين 4% الى 8% . هذا الشهر الذي افرح بوتين كثيرا سيحزنه كثيرا مستقبلا وربما يقضي عليهما معا بلفظ الشعب الاميركي المتشبع بالحريات لترامب ، فلا بيئة حاضنة فعلا لحليفه العقائدي وستلفظه حتى قبل تقوية ساعد هذا الحلف ألنازي الجديد وفرضه واقعه عالميا. سيستيقظ بوتين صباح يوم ويرتجف عندما يقرأ ان حليفه قد اودع في مصح عقلي، تماما كما ارتجف هتلر بحجز موسوليني ، ومنها نهاية هذه اللعبة السريالية الفاسية لمخيلة معتوهي السلطة باحلام البلاط محاطا بمرتزقة الامبراطورية.
د. لبيب سلطان
26/2/2025



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة بولادة محور ترامب - بوتين
- قراءة الغرائز السياسية في ترامب شو
- مطالعة في نشأة الديانات الابراهيمية
- عرس لبنان ودلالاته الكثيرة
- دستور جولاني
- أرفع راسك فوق انت سوري حر*
- صورتين للصين
- مداولة في وقائع اسقاط نظام الاسد
- ظاهرة هوكشتاين
- مخطط ترامب للانقلاب
- الولائية مشروع لاجهاض حل الدولة العلمانية ( تشريح محور المقا ...
- بحث في دهس الولائية على الوطنية (تشريح محور المقاومة ـ2)
- تشريح محور الممانعة والمقاومة
- حول كتابين في معرض بغداد الدولي
- تحليل بوتين
- بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي-2
- بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي
- في دحض الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- تحليل للظاهرة الترامبوية
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق


المزيد.....




- فيديو نادر يظهر مجموعة ضخمة تضم أكثر من 2000 دلفين قرب كاليف ...
- الداخلية السعودية تقبض على فتاتين وافدتين لممارستهما الدعارة ...
- -البديل من أجل ألمانيا-: واشنطن تتفاوض مع موسكو و-ألمانيا وق ...
- سرعة الجري المثالية لتفادي خطر -حلقة الإصابات-
- إيطاليا تختبر جيلا جديدا من المروحيات الضاربة
- المعركة على الموارد الأوكرانية بدأت: أوروبا ضد الولايات المت ...
- تقلّبات ترمب الأيديولوجية
- أوروبا تُغيّر استراتيجيتها في الأزمة الأوكرانية
- خبير يوضح لماذا اقترح بوتين على واشنطن الاستثمار المشترك في ...
- أوروبا تتقبل الواقع الجديد الذي يفرضه ترمب


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - حلول الريفيرا والمناجم وخيال السريالية الفاشية