أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - عرض كتاب حرب ( 6 تشرين 1973 ) ومشاركة الجيش العراقي :















المزيد.....


عرض كتاب حرب ( 6 تشرين 1973 ) ومشاركة الجيش العراقي :


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8266 - 2025 / 2 / 27 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكننا كعرب أن نشير لمعركة في تاريخنا المعاصر لأي نصر تم تحقيقه إلا نصر الحكام على الشعوب العربية المبتلات بحكام السوء ، ولأننا بصدد حرب تشرين سنتخذ منها مثلا لما اذهب اليه، بعد وعد بلفور عام 1917 بدأ اليهود التوافد إلى فلسطين فرادا وجماعات قليلة، وصولا للعام 1947 وصدور قرارات من بعض الدول العربية إسقاط الجنسية عن المواطنين اليهود، وهكذا بدأت رحلات قسرية لليهود من الكثير من دول العالم، واكيد هناك الكثير هاجروا رغبة بإنشاء دولة خاصة باليهود بعد أن ضاقت البلدان وخاصة الأوربية ذرعا بالجاليات اليهودية، قررت الدول العربية بدافع عروبي موهوم، واسلامي كاذب لتهدئة شعبها لطرد اليهود من فلسطين، وكانت حرب 1948 التي اججها العرب وحصدت دولة الكيان الغاصب النصر السياسي الكبير ، وتم اعتراف الكثير من الدول بهذه الدويلة الجديدة، واول دولة تعترف بإسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية عام 1948، اعقبتها اول دولة إسلامية تركيا عام 1949.
لم تقبل الشعوب العربية هذه المهانة التي الحقها بهم الحكام العربان، لذا اجبرت الشعوب العربية - او هكذا يستشف - حكامها ان تخوض حربا جديدة ضد الغاصب المحتل، فكانت حرب الايام الستة عام 1967 التي حققت فيها إسرائيل النصر الأكبر باحتلالها شبه جزيرة سيناء المصرية، وهضبة الجولان السورية، والضفة الغربية التي كانت تحت رعاية المملكة الأردنية الهاشمية.
أشيع ان الرئيسين المصري محمد أنور السادات، والسوري حافظ الأسد زارا العراق زيارة سرية غير معلنة برفقة قيادات الأركان العامة للدولتين العراق، والتقيا الرئيس العراقي احمد حسن البكر، الذي اعتذر عن دخول الحرب مع الدولتين لسببين ,الأول حرب ما يسمى الجيب العميل الكردي شمال العراق، والثاني تأزم الموقف بين العراق وجارته إيران بسبب اقتسام مياه شط العرب، وأوعد الرئيس العراقي ان يبعث لمصر سربين من طائرات (هوكر هنتر) البريطانية الصنع، وسربين طائرات ميك لسوريا، مع سرب ثالث وهو عبارة عن طائرة سيخوي الروسية الصنع لسوريا أيضا، ومن الجدير بالذكر أن السرب الواحد يتألف من 12 - 24 طائرة وحسب نظام المعركة لتلك الدولة، ومن المفيد التذكير أيضا ان طائرات ( الهوكر هنتر) أغلبها كانت عاطلة بسبب شحة المواد الاحتياطية او عدمها ، ومع ذلك التزم العراق بالتصليح وتكامل وجود تلك الطائرات على الجبهتين المصرية والسورية نهاية عام 72 وبداية العام 73.
اعدت القيادتان المصرية والسورية عدتها للهجوم، واستكملت كافة الاستحضارت بدقة متناهية، وحددت ساعة الصفر وبدأ القتال يوم 6 تشرين الأول عام 1973، وهنا نقف قليلا عند ساعة الصفر التي هي الساعة 2000 اي الثانية بعد الظهر وهذا توقيت لم يسبق بتاريخ الحروب الحديثة، آراء كثيرة عن الشخص الذي اتخذ قرار هذا التوقيت، منهم من قال انه الفريق الركن المصري سعد الدين الشاذلي، ومنهم من يقول انه المشير المصري محمد عبد الغني الجمسي، ووجدت من يقول ان المقترح من قبل الرئيس السوري حافظ الأسد، وما يهمنا السؤال لماذا تم اختيار ساعة ويوم بدء الهجوم الساعة 2000 يوم 6 تشرين الأول ؟ والجواب ان نور الشمس تكون خلف الجندي المهاجم، وكذلك تكون بوجه الجندي المقاوم، وبذلك تعيق النظر بشكل جيد للجندي الذي يصد الهجوم ، وهناك مسألة مهمة جدا وهي ان مجلس الدفاع الإسرائيلي يعقد مرة واحدة باليوم وهو الساعة 1200 ولا يمكنه الانعقاد الا باليوم التالي ، وتم تحديد يوم 6 تشرين الأول الذي يصادف يوم 10 رمضان، ويصادف يوم عيد الغفران بالديانة اليهودية ، ولأن حديثنا ينصب على الجبهة السورية تحديدا اقول ، هيأت سوريا فوهة الف 1000 مدفع ثقيل وميدان للقصف التمهيدي، يضاف لذلك قنابل مدافع الدبابات المشاركة في الهجوم ، وقنابر الهاونات المتوسطة والخفيفة، يضاف لذلك شروع 100 طائرة قاصفة ومقاتلة بنفس التوقيت لدك الأهداف الحيوية بعملية القصف التمهيدي، ووقفت خلف خطوط الشروع فرقتان مدرعتان سوريتان ، وخلفهما فرقتان آليتان لاستثمار تقدم الفرقتان المدرعتان، وحدد مدة القصف التمهيدي ب 90 دقيقة، وايضا حدد للقوات المهاجمة ان تصل أهدافها وتحتلها خلال 30 ساعة، وإن لم تحقق الأهداف فسوف تتعرض لخسائر بشرية كبيرة، ومعلوم أيضا ان القطعات الإسرائيلية تستطيع أن تستدعي قواتها الاحتياطية وخلال مدة اقصاها 6 ساعات، وفعلا كانت هناك ممارسات لقوات الاحتياط واستطاعت القوات ان تقلص المدة إلى 5 ساعات .
بالمقابل حشدت إسرائيل خلف خط (آلتون )الحاجز الدفاعي الصناعي لواءً مدرعا، ولواء مشاة، مع 66 مدفع لمعالجة الأهداف الانية.
قبيل التوقيت المتفق عليه بدقيقتين اي الساعة 1158 فتحت النيران على الأهداف المحددة للقوات المهاجمة الأرضية والجوية، استطاعت بعد القصف التمهيدي القوات المهاجمة التقدم نحو أهدافها، وفتح ثغرتين بخط الدفاع الإسرائيلي ( آلتون) ،ويسمى أيضا الخط البنفسجي ،وهو شبيه بخط ( بارليف ) على الجبهة المصرية، والفرق ان خط بارليف مادته الرمل الصحراوي، وخط آلتون من التراب والصخور والحجر، ويعدُ أكثر تعقيدا بعملية العبور والاجتياز ، وخط آلتون بطول 70 كم ينتهي عند حاجز طبيعي وهو بحيرة طبرية، بنفس التوقيت أيضا تهيأَ لواء مظلي سوري لاحتلال قمة جبل الشيخ الذي أنشأت عليه إسرائيل مرصدا عملاقا متطورا يشرف على سوريا ومصر وجنوب لبنان والضفة الغربية وصولا لجزيرة قبرص ،ويعد مرصدا وهدفا حيويا لا مناص من احتلاله .
تقدمت القوات المهاجمة السورية بعد القصف التمهيدي، واستطاعت فتح ثغرتين في خط الدفاع الإسرائيلي ( آلتون )، وتقدمت صوب أهدافها، وأنجزت المهمة ب 48 ساعة، ليلة 6 - 7 و ليلة 8 - 9 تشرين 1، ووقفت عند مشارف بحيرة طبرية، ورفعت العلم السوري منتصف محافظة القنيطرة، وبلا أدنى شك قدمت الكثير من الضحايا البشرية، وعطل وإصابة الكثير من الآليات المدرعة والالية، يقابلها خسائر كبيرة في الجانب الإسرائيلي .
احتل اللواء المظلي السوري قمة جبل الشيخ ومسكت القوات السورية أرض المرصد الإسرائيلي الذي أنشأ عليه، وقتلت الكثير من جنود العدو واسرت الآخرين، وحقق اللواء المظلي احتلال هدفه بعد انتهاء القصف التمهيدي الذي استغرق كما قلنا 90 دقيقة، بحدود الساعة ال 1800 يوم 6 تشرين الأول 1973 احتل الهدف بالكامل ورفع عليه العلم السوري.
موقف الحكومة العراقية :
قلنا ان الحكومة العراقية اعتذرت من دخول الحرب، يوم 6 تشرين الأول علمت القيادة العراقية ومن خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بخبر الحرب، هنا أصبحت القيادة العراقية بموقف محرج، كيف تدخل الحرب وهي التي اعتذرت عن المشاركة، وإن لا تشارك فما هو موقفها تجاه الشعوب العربية والشعب العراقي، سيما وادبيات حزب البعث هو فلسطين القضية المركزية للحزب والأمة العربية، وهنا يشاع ان القيادة القطرية اوعزت للتنظيمات الحزبية ان تخرج بتظاهرات في كافة المحافظات العراقية، رأي آخر يقول ان الشعب العراقي هو الذي خطط للتظاهرة، وشخصيا اميل للرأي الأول بدليل ان حزب البعث العراقي لا يسمح بالتظاهر بل ويعاقب عليه، صباح يوم 7 تشرين الأول خرجت مظاهرات غير مسبوقة جابت المدن العراقية ،مطالبة الحكومة السماح للمواطنين العراقيين المساهمة في الحرب، وفي كل محافظة هيأت منصات للخطابة واعتلى تلك المنصات ممثلون عن الحزب ،اوعدوا المواطنين نقل رغبة الشعب للقيادة السياسية، وفعلا في نفس اليوم 7 تشرين الأول الساعة 2000 اذيع بيان القيادة القطرية ،والقيادة العسكرية دخول الحرب جنبا لجنب مع الجيش العربي السوري، وصدرت الأوامر للوحدات العسكرية التي حددت من قبل القيادة العسكرية التهيؤ للحركة صوب سوريا فجر يوم 8 تشرين الأول، وتم ابلاغ القيادة السورية بذلك.
كنت حينها ضابط برتبة ملازم ثاني وعلى أبواب الترفيع لرتبة ملازم أول، ووحدتي العسكرية في معسكر (المحاويل) الذي يبعد عن مركز مدينة الحلة حوالي 30 كم، وكانت وحدتي كتيبة مدفعية تعمل بإمرة اللواء المدرع السادس ومقره في مدينة – حامية- المسيب، ولم تصدر حينها الأوامر للواء المدرع السادس بل صدر له أمر التهيؤ للحركة فقط، وصدر الأمر لكتيبتي التي اعمل بها ان تتحرك إلى سوريا وتتجحفل مؤقتا مع اللواء المدرع / 12بقيادة المقدم الركن سليم شاكر الإمام ، يكون تجحفلها لحين التحاق اللواء المدرع 6 لجبهة القتال ، وحينها كان اللواء ال / 12 يجري تدريبات سنوية في صحراء صلاح الدين، وكذلك صدرت الأوامر للواء الآلي 8 ومقره في محافظة الأنبار قرب معمل الزجاج، ولكل لواء كتيبة مدفعية تسنده بالنار - القنابل - عند المعارك، الفرقة المدرعة 3 تتكون من 3 ألوية، اللواء المدرع 6 تسنده كتيبة مدفعية الميدان 19، مدافعها عيار 122 ملم روسي الصنع ، اللواء الآلي الثامن بإسناده المباشر كتيبة مدفعية الميدان 8، عيار مدافعها 122 ملم روسي الصنع ، اللواء المدرع 12 بإسناده المباشر كتيبة مدفعية الميدان 15 مدافعها أيضا 122 ملم ، يضاف لكل فرقة كتيبة مدفعية واجبها تقديم الإسناد الناري غير المضمون للوحدات التي تحتاج النار وتسمى كتيبة الإسناد العام ،وهي كتيبة 21 مدافعها روسية الصنع عيار 130 ملم.
الجيش العراقي لم يكن مهيأ لخوض معركة مفصلية كحرب تشرين من جانب النقل الآلي للدبابات وناقلات الأشخاص المدرعة، لذلك بقيت بعض الألوية بمقراتها العسكرية ولحين عودة الناقلات التي أقلت الوحدات لجبهة القتال، كما قلنا اللواء المدرع 6 ومقره قضاء المسيب لم يصدر له إلا أمر التهيؤ للحركة.
فجر يوم 8 تشرين الأول بدأت الوحدات التي صدرت لها الأوامر بالتحرك صوب سوريا، نقطة الانطلاق تبدأ من محافظة الانبار - المحمديات - القائم وصولا لدمشق سالكا طريق أبو شامات في الأراضي السورية ، اللواء المدرع 12 ومنذ ليلة 7 - 8 تحميل الدبابات وناقلات الأشخاص المدرعة على حافلات مخصصة لنقلها، ووزارة الزراعة حينها تمتلك حافلات أيضا كانت تستخدم لنقل الأسمدة الكيماوية، ووزارة الصناعة أيضا ارسلت حافلاتها المخصصة لنقل مادة الإسمنت داخل المحافظات العراقية، فجر يوم 8 تشرين الأول شرعت الوحدات بدءً من اللواء المدرع 12 الحركة تجاه جبهة القتال في هضبة الجولان المحتلة، استغرق وصول طلائع اللواء المدرع 12 ثلاثة أيام بلياليها، وها هي وحدات اللواء المدرع 12 على مشارف مناطق القتال سالكا طريق دمشق - الكسوة- الشيخ مسكين- الصنمين وصولا لمحافظة درعا، ومنها إلى الرمثة الأردنية.
كتيبة مدفعية الميدان 19 واكبت حركة اللواء المدرع 12 ، والمعضلة الكبيرة عدم تيسر ناقلات لحمل المدافع لجبهة القتال ، لذلك بدأت التنقل بواسطة ساحبات مدافع نوع مرسيدس ، والمشكلة في إطار المدفع ، الإطار مصنوع من مادة ( البلاستك المضغوط ) ، وحين المسير الطويل ، وبسبب الاحتكاك بالإسفلت ترتفع درجة حرارة الإطار وينفجر ، ويعيق تكملة المسير ، وخلال المسير داخل الأراضي العراقية استنفذت أغلب الإطارات الاحتياطية ، بعد عبور وحدات المدفعية محافظة الأنبار أصبح الأمر أيسر من الطرق المعبدة بالقار ، وبدأت المدافع تسير على الرمال جنب الطريق المعبد ، صحيح انتهينا من معضلة انفجار الإطارات ولكن برزت لنا مشكلة التأخير عن مواكبة مسير وحدات اللواء المدرع 12 .
بعض وحدات اللواء الآلي 8 وصلت لجبهة القتال قبل وحدات اللواء المدرع 12 لأنها وحدات آلية ، وانيطت مهمة الوحدات التي وصلت لقاطع القتال بآمر اللواء المدرع 12.
قائد الفرقة المدرعة 3 اللواء الركن محمد فتحي امين نقل بطائرة مروحية لتأمين الاتصال مع القيادة العسكرية السورية ولمعرفة واجبات فرقته أيضا.
الوقت الذي استغرقه جحفل اللواء المدرع 12، وبعض وحدات اللواء 8 الآلي هو 72 ساعة – ثلاثة ايام -، بمعنى استنفذ يوم 8 - 9 - 10 وها نحن على أبواب ليلة 11 تشرين الأول واتمنى ان لا ننسى هذا التأريخ .
من المؤكد ان الجيش الإسرائيلي لا يقبل بهذه الهزيمة المنكرة، سقوط مرصد جبل الشيخ، سقوط القنيطرة، سقوط معظم هضبة الجولان التي أصبحت بقبضة الجيش العربي السوري، صدرت الأوامر إلى فرقة مدرعة اسرائيلية، وفرقة آلية ، والوية الحقت بها، وكتائب مدفعية، وكتائب صواريخ، كلها اوكل قيادتها لضابط متمرس كفوء الجنرال ( لارنر) ، وحددت له 3 أهداف رئيسية، الأول تدمير القوات المهاجمة او دحرها وتراجعها، والهدف الثاني استعادة المواقع التي فقدها الجيش الإسرائيلي خلال أيام الهجوم الأولى، الهدف الثالث في ما لو تحقق الهدفان واستثمر الفوز تتقدم القطعات تجاه دمشق، هنا الاتجاه نحو دمشق رفض من القيادة العسكرية الميدانية ، إلا أن الارادة السياسية أصرت على التقدم نحو دمشق ، وحدد وقت الهجوم فجر يوم 11 تشرين الأول وهو التاريخ الذي قلت عدم نسيانه.
التقى امر اللواء المدرع 12 صدفة بآمر لواء مدرع سوري من الفرقة السورية 4 التي يقودها العماد الركن حسن تركمان ، اللواء السوري مسحوب من جبهة القتال ، بعد فقدانه القدرة على القتال بسبب الخسائر الكبيرة ، سأل امر اللواء العراقي عن الطريق الذي يوصله لمقر الفرقة السورية ، كان جواب امر اللواء السوري هل انت اللواء المدرع العراقي الذي وصل الان؟ قال له نعم وصلت توا، وحسن الحظ أوقع امر اللواء السوري بآمر اللواء ال 12 العراقي الذي أرشده لمقر الفرقة السورية، واستلم آمر اللواء 12 العراقي الأوامر من قائد الفرقة السورية مباشرة ، وهنا أيضا ألتقى آمر اللواء المدرع ال12 مع قائد الفرقة المدرعة 3 الذي أوجزه بمهمته ، وشد على يده لتحقيق النصر واحتلال أهدافه .
مساء ليلة 10 - 11 عقد مؤتمر لآمري وحدات اللواء 12 وآمر كتيبة مدفعية الميدان 19، وحددت ساعة الهجوم 500 فجر يوم 11، ووضعت الخطة النارية ، وفتحت وحدات اللواء في منطقة (أنخل) والتي هي جزء من هضبة الجولان المحتلة، وحددت أهداف اللواء الذي قسم لرتلين، الرتل الأول يحتل مرتفع تل (المال) ، والثاني احتلال تل (الشعار)، قبل نصف ساعة من الهجوم فتحت المدفعية نيرانها على الأهداف وفي ساعة الشروع تحركت صوب أهدافها، الرتل الأيمن الذي يقوده امر اللواء شخصيا اصطدم بقوة كبيرة من العدو ووقعت خسائر بين الطرفين، واستطاعت قوات الرتل الأيمن من الوصول لقلب القوة وأسرت بعضا من الجنود الإسرائيليين، ولم تستطع قوات الرتل الأيمن احتلال قمة تل المال ولكنها تمركزت على قمة تل (عنتر) ، الذي لا يبعد سوى 80 - 100م عن الهدف، استطاع الرتل الأيسر وبعد قتال شرس احتلال قمة تل (الشعار )، بحدود الساعة 1000 توقف جحفل اللواء المدرع 12 على أهدافه وبدأ بحفر الخنادق والتحصين وتعويض الخسائر.
كيف اوقف اللواء المدرع 12 التقدم نحو دمشق؟ :
سؤال غريب جدا، هل بإمكان لواء مدرع ان يصد هجوم فرقتان اسرائيليتان؟، الجواب هذا من المحال، ولكن الإرادة الربانية تريد أن تبيّض وجه الجيش العراقي الباسل، قوات الرتل الأيمن الذي يقوده آمر اللواء المدرع 12 شخصيا هو الذي اصطدم مع قلب القوة المهاجمة التي يقودها المارشال الإسرائيلي ( لانر)، والجنود الذين تم أسرهم هم حماية الجنرال الإسرائيلي بعد أن لاذ المارشال بالهروب وهكذا افشل الهجوم لاحتلال العاصمة السورية دمشق.
الليالي التي اعقبت تلك الليلة العاصفة استمرت بين هجوم وتقدم وانسحاب، سطر فيها الجيش العراقي أروع الملاحم البطولية، حتى اطلق الرئيس السوري حافظ الأسد على آمر اللواء المدرع 12 بالرجل القبضاي - الشجاع -.
بعد اكتمال وصول بقية ألوية الفرقة المدرعة 3 بكافة الويتها، ووصول اللواء المدرع 6، والالي 8 أعطيت للفرقة المدرعة 3 واجبات كثيرة حققت فيها اغلب الأهداف التي كلفت بها.
ليلة 20 - 21 تشرين الأول كلفت كافة القطعات السورية والعراقية بواجب الهجوم لاحتلال بعض الأهداف التي فقدها الجيش السوري ايام بدء القتال، وللأمور الفنية تم التأجيل إلى الليلة التي تليها، وفعلا وضعت كل المخططات لنجاح الهجوم الذي سينفذ فجر يوم 22 ،إلا أن صدور القرار الدولي لوقف اطلاق النار والذي وافقت جمهورية مصر العربية عليه دون الرجوع للشريك السوري وبذلك اؤجل الهجوم او لنقل ألغي.
دور القوة الجوية وصواريخ سام :
لم نتطرق لدور القوة الجوية العربية السورية في معركة تشرين 73، فقط قلنا ان 100 طائرة دكت أهدافها بنجاح ملفت.
الطيران الإسرائيلي وخلال الايام الأولى للحرب كانت عاجزة تماما عن تحقيق الهيمنة الجوية بسبب سلاح الصورايخ السورية من طراز سام 1وسام 2 ،وكذلك سام 6 وسام 7، تداركت أمريكا الخذلان لطائرات الفانتوم المتطورة جدا آنذاك، وابتكرت وسيلة آنية لخلاص الصورايخ سام، المعلوم ان الصاروخ سام بشقيه لمعالجة الطيران الواطي والعالي، يتبع الطائرة ويصيبها من المكان الذي يخرج منه العادم الحراري ،ويحيل الطائرة لكتلة من النار تتفجر في الجو، الاختراع الجديد الاني هو عبارة عن أقراص حرارية تطلقها الطائرة فيتبعها الصاروخ سام وينفجر جوا دون تحقيق هدفه، ودخل هذا الابتكار حيز التطبيق بعد يوم 11 تشرين الأول 1973.
عودة القطعات العراقية للعراق :
لم يوافق العراق على قبول مصر وسوريا موافقتهم على وقف إطلاق النار وقرر سحب قواته من سوريا ، ليلة 24 – 25 تشرين الأول صدرت الأوامر للجيش العراقي العودة للعراق .
شخصيا أجد أن العراق بدخوله الحرب أربك الخطط العسكرية السورية ، لان وحداته لم يكن لها أهدافا محددة في الخطة التي أعدت مسبقا للهجوم ، وكذلك أجد أن قرار الانسحاب لم يكن قد درس بشكل مفصل ، ولو افترضنا أن إسرائيل قررت نقض قرار مجلس الأمن الدولي ، وحشدت قواتها لاحتلال دمشق بعد الفراغ الذي أحدثه سحب القوات العراقية .
استقبلت القوات العراقية حكوميا وشعبيا استقبالا مهيبا عند مدخل بغداد .
حجم القطعات العربية المشاركة عام 1973 :
اي عربي غيور حين يعرف بحجم القوات العربية المشاركة لا بد وان يصاب باليأس او الاحباط ولا احد يلومه بذلك ز
القوات السورية :
القوات المسلحة السورية 4 فيالق ،وحجم القوات السورية في هضبة الجولان 5 فرق عسكرية (3 مشاة 2 مدرعة) والعديد من الآلوية المستقلة الآخرى.
القوات العراقية التي وصلت لجبهة القتال فيلقان ناقص فرقة.
القوات المغربية لواء مغربي متواجد في سوريا قبل حرب تشرين.
لواء 40 الأردني.
وصلت لسوريا بعد وقف اطلاق النار قوات سعودية وقوات كويتية.
حجم الخسائر العراقية في حرب تشرين :
835 شهيد ضمنهم 11 ضابط بمختلف الرتب
79 مفقود ضمنهم 36 ضابط
26 طائرة مقاتلة
111 دبابة وناقلة أشخاص مدرعة
والعشرات من الآليات المتنوعة
المصدر :
ملخص موجز جدا من كتاب ( 6 تشرين 1973 الكرامة والانتصار ) الصادر عن اتحاد الكتاب العرب سوريا عام 2024 ، المؤلف حامد كعيد الجبوري



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الأمثال ومديات تداولها ) القسم الثاني / الاخير
- ( الأمثال ومديات تداولها ) القسم الأول
- من ذكريات حرب تشرين 1973 :
- اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين والعمل النقابي :
- العريف علي تركي وزواج القاصرات :
- عبد الرزاق عبد الواحد وسلوكه المشين :
- أرى أم صخر لا تمل عيادتي :
- الشاعر الشعبي ساسون اليهودي :
- عرض كتاب / السيد ضايع كريم شهيد انتفاضة آذار الخالدة :
- الشاعر الحاج زاير الدويج رحمه الله وبعضا من نوادره وسرعة بدي ...
- يوم الكَسْلَه :
- الوفاء والغدر : قصة وفاء نادر وزوج غادر أنا شاهدها :
- مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية بنسخته العاشرة 2023 وش ...
- مهرجان بابل ومغنية الحي تطرب
- عروة بن الورد والعراقيين :
- ( عبد العمص) شخصية غرائبية :
- ما قاله الشعراء الشعبين في العيد :
- طرائف تراثية شيقة.. في الابوذية
- إياكم وشتم الأحزاب !
- محطات جمالية في.. ( منمنمات دمشقية ) للشاعرة السورية ( ليندا ...


المزيد.....




- من هو أندرو تيت وسط تكهنات دور ترامب بإخراجه من رومانيا وقدو ...
- -هل يفترض أن أقرأها الآن؟-.. الملك تشارلز يبعث رسالة إلى الر ...
- عادات المصريين في رمضان كما وصفها الرحّالة والمستشرقون
- ماذا تعني دعوة الزعيم الكردي المسجون لنزع السلاح بالنسبة للش ...
- هل الجيش البريطاني مناسب للنظام الأمني الأوروبي الجديد؟
- مباحثات قطرية إسرائيلية في القاهرة تنقذ اتفاق وقف إطلاق النا ...
- 5 وزراء دفاع أمريكيين سابقين ينتفضون ضد ترامب
- -بوليتيكو-: الخارجية الأمريكية في مغبة موجة تقليصات كبيرة
- إيلون ماسك يثير تمردا في حكومة ترامب
- أحدهما تعرض لهجوم القرش.. مصرع سائحين روسيين قبالة سواحل الف ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - عرض كتاب حرب ( 6 تشرين 1973 ) ومشاركة الجيش العراقي :