أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن كعيد لواخ - حين تستعير السياسة رؤية الحصاد في ثنائية ... (( حساب الحقل .. وحساب البيدر )) .














المزيد.....

حين تستعير السياسة رؤية الحصاد في ثنائية ... (( حساب الحقل .. وحساب البيدر )) .


حسن كعيد لواخ

الحوار المتمدن-العدد: 8266 - 2025 / 2 / 27 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا ريب في أن الزراعة كانت واحدة من أقدم المهن التي اهتدى إليها الإنسان ، و اكتشفها فمارسها طيلة تاريخ البشرية في ماضيها وحاضرها وبالتأكيد
في مستقبل القادم من أيامها . وقد شكلت معرفة الإنسان للزراعة ثورة كبيرة في حياة البشرية ؛ نقلت الإنسان إلى حياة الاستقرار ، وتأسيس القرى
والمدن فيما بعد ، ولهذا نرى أن الزراعة أسست منذ القدم لمساحة واسعة من ثقافة الإنسان مثلما استخدمت في اللغة والأمثال ،وفرضت نفسها
على العقل الجمعي ،ولهذا نرى أن للزراعة والمفردات المتصلة بها دوراً بارزاً في رسم ثقافة الأمم والشعوب ، حيث تركت بصمتها الواضحة
في اللغة ، وهنا تبرز بعض الأمثال والمقولات التي تستقي حيثياتها من مهنة الزراعة ، خصوصاً في مفردة ( الحصاد ) .. و ( حسابات الحقل وحسابات البيدر )
..
يمكن أن نعرف الحقل و البيدر تعريفاً زراعيا :
( 1) الحقل : هو الأرض المحددة ، المعينة والمخصصة للزراعة ، والمزروعة فعلا لغرض الأنتاج ..
( ٢ ) البيدر : هو مكان جمع مخرجات الحقل ( المحصول ) حيث تتم من خلاله تنقية المحصول ،ونزع القش عن الحبوب ..
أما القول : ( حساب الحقل وحساب البيدر ) فهو تشبيه يوظف لغوياً لتوصيف الفرق بين التخمينات الابتدائيه ، والمحصلة الفعلية ، بعد إنجاز
عمل معين في أي من اوجه النشاط الإنساني..
لم تأتي حسابات الحقل مطابقة تماما لحسابات البيدر بحكم عوامل وظروف مختلفة تلعب دورا في هذا المجال ، لهذا يمكن أن تكون أغلب
حسابات الحقل عامل خذلان تلحق خسارة بصاحبها. وفي حالات نادرة نجد أن حسابات الحقل تكون مطابقة لحسابات البيدر حين توفر المناخات الموضوعية ، والبيئة الذاتية في هذه المعادلة ...
أن السياسيين يستعيرون هذه الثنائية في مجال السياسة والاقتصاد والإدارة ونظم الحياة بكل تفاصيلها. وفي أحيان أخرى نجد أن حسابات الحقل والبيدر
هي من تفرض نفسها بقوة على عمل السياسيين ، وهذا ما حصل بالأمس وما هو حاصل اليوم في أحداث معركة السابع من شهر اكتوبر عام ٢٠٢٣
في قطاع غزة ، حيث كانت عامل خذلان لفصائل المقاومة الإسلامية حماس ، فقد وجد من خلال دراسة الربح والخسارة في هذه الثنائية أن
معركة السابع من أكتوبر لم تعطى استحقاقها في الدراسة الدقيقة والموضوعية ، ولم يحسب طرفي معادلتها كما ينبغي وبالشكل الذي يتناسب
وخطورة المرحلة وما تعيشه المنطقة والاقليم .
اقول ان قيادة المقاومة الإسلامية حماس لم تقدر حجم رد الفعل الإسرائيلي حين أقدمت على مهاجمة مستعمرات غلاف غزة ،وقتلت أعدادا
من العسكريين وأسرت جنوداً ومجندات ، واصطحبت معها أعدادا كبيرة من المدنيين شيوخا وأطفالا ونساء من كبار السن واقتادتهم إلى داخل
غزة . وعلى ما يبدو أن حماس لم تطلع شركائها في الإدارة الفلسطينية بما خططت له من هجوم ،ولذا فأنها لم. تستأنس بالرأي الجمعي الفلسطيني ولم تستشر
السلطة ولم تعبأ برأيها .. لم تحسب المقاومة الإسلامية أي حساب على ما يبدو للعلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل
وان أميركا هي حليف إسرائيل التاريخي ، وكل القدرات العسكرية الأميركية ضمنا هي قدرات إسرائيلية ؛ كما أن إمكانيات إسرائيل العسكرية منفردة
، ودون حليفتها الوﻻيات المتحدة هي قدرات تدميرية هائلة ، وبالنتيجة فأن حماس أمام قدرات أميركا وإسرائيل .
لم تقدر قيادة المقاومة الإسلامية هشاشة الواقع الغزاوي وعدم قدرة المواطنين على المطاولة وتحمل أعباء مثل هكذا حرب ؛ خصوصا
وان غزة لا تمتلك بنى تحتيه رصينة ، وخزينها المتواضع من المؤن لا يمكنه الصمود والمطاولة ، ولهذا فقد حل بغزة واهلها ما حل من التدمير
والخراب والقتل الممنهج.
وعلى ما اعتقد ان المقاومة الإسلامية لم تتوقع ولم يدر في خلدها الهزات الارتدادية للأحداث والتغييرات السياسية التي ستحصل في الإقليم
بعد هجوم ٧ اكتوبر . فكان من التداعيات غير المتوقعة ما حصل في لبنان إذ تم تحييد حزب الله وتصفية قياداته ورموزه ، وتدمير واحتلال
الجنوب اللبناني وإلحاق بالغ الأذى بالضاحية ، وإخراج الحزب من المعادلة العسكرية . ومن تداعيات الحرب أيضا ما حصل في سوريا من انهيار
سياسي غير مسبوق انتهى بتغيير نظام بشار الأسد وإخراج إيران والمليشيات المرتبطة بها من المعادلة السورية . ولا تزال المنطقة تشهد سونامي
وتعيش مرحلة الهزات السياسية والعسكرية التي لا يمكن التنبأ بنتائجها وتداعياتها ...
















#حسن_كعيد_لواخ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنة ... والعنوان الأكبر ..
- الخطاب الثورجي ولغة النصر المزيف لا تبني وطنا ولا تغير واقعا ...
- لنعالج ما في بيتنا من كراهية / اولا ... قبل ان نشرع قانونا د ...
- المرسوم الجمهوري .. بين إرادة ميليشيات ( ريان الكلداني ) .. ...
- حين يغضب الوزير .. يختلط الامر على الكابتن .. هل هو في حالة ...
- شعب يقوده حمار متمرس ..... و .... اسود تخنقها جداريات عمائم ...
- قطار الملا باسم الكربلائي.... و بقرة الهندوس .
- ما هكذا تورد الابل يا ( سيد ).
- الزيارة الاربعينية .. هوامش وتداعيات .
- تركيا بين انقلابين . 1960 - 1980 م ..دراسة تاريخية ورؤية سيا ...
- سيبقى بلدي موطنا للفساد ...
- تركيا بين إنقلابين ( 1960 - 1980 ). .. دراسة تاريخية ورؤية س ...
- تركيا بين انقلابين . 1960 - 1980 م ..دراسة تاريخية ورؤية سيا ...
- تركيا بين إنقلابين ( 1960 - 1980 ). .. دراسة تاريخية ورؤية س ...
- تركيا بين انقلابين . 1960 - 1980 م ..دراسة تاريخية ورؤية سيا ...
- محطة من سراب .
- تركيا بين إنقلابين ( 1960 - 1980) ... دراسة تاريخية و رؤيا س ...
- رسالة عارية في مكان عام .
- تركيا بين انقلابين . 1960 - 1980 م ..دراسة تاريخية ورؤية سيا ...
- حوار في مقهى ... التغيير والتحول ونزوع الكيانات السياسية الى ...


المزيد.....




- محمود الخطيب شهد على العقد.. لحظات مؤثرة من عقد قران ليلى زا ...
- مغني راب شهير يسخر من نفسه ضاحكًا في المستشفى بعد شلل جزئي ف ...
- الأردن: إحباط -مخططات لإثارة الفوضى- عبر تصنيع صواريخ وطائرا ...
- عاصفة ترابية تضرب دول الخليج (فيديوهات)
- أبناء الحيامن المتنافسة !
- أبرز ما جاء في تصريحات المشاركين في مؤتمر لندن حول السودان
- -بلومبرغ-: واشنطن ترفض إدانة الضربة الروسية لاجتماع قيادة قو ...
- في ذكراها السنوية الثانية: من ينقذ المدنيين من الحرب السودان ...
- أمير قطر يعقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس السوري في الديوان ...
- مقاطعة سومي.. طائرات مسيرة روسية تدمر قوات المشاة ومعدات أوك ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن كعيد لواخ - حين تستعير السياسة رؤية الحصاد في ثنائية ... (( حساب الحقل .. وحساب البيدر )) .