أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - الترامبية وهم عابر أم إستراتيجية دائمة؟














المزيد.....

الترامبية وهم عابر أم إستراتيجية دائمة؟


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 15:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم : د . ادم عربي

هل يمكن لدولة بحجم الولايات المتحدة، التي هيمنت على النظام العالمي لعقود، أنْ تختفي فجأة من المشهد الدولي؟ أم أنَّ ما نشهده من انسحاب أمريكي ليس سوى تحوّل في التكتيكات، وليس في القوة الفعلية؟

من الخطأ الافتراض أنَّ الولايات المتحدة تراجعت عن دورها العالمي بسبب الضعف. على العكس، ما يبدو انسحاباً هو في الحقيقة إعادة تموضع إستراتيجي، حيث لمْ يكن التردد الظاهري لإدارة أوباما السابقة كما وصفه البعض سوى تمهيد لمرحلة جديدة من الصراع الدولي، حيث تُدار المعارك بوسائل غير تقليدية، مثل تأجيج النزاعات الهوياتية، وخلق فراغات إستراتيجية، واللعب عبر الوكلاء.

فعلى سبيل المثال، تركت إدارة أوباما السابقة روسيا تبتلع القرم دون ردٍّ حاسم، لكن هل كان ذلك ضعفاً سياسيّاً؟ أمْ أنَّ الولايات المتحدة كانت تدفع موسكو نحو مستنقع استنزاف طويل الأمد، كما فعلت مع الاتحاد السوفيتي في أفغانستان؟ وبالمثل، تُركت الصين محاصرة بأزماتها الإقليمية (تايوان، وبحر الصين الجنوبي)، مما يعزز الفرضية القائلة أنَّ واشنطن تعمل على تحويل خصومها إلى "حرّاس فوضى" بدلاً من قوى منافسة مستقرة.

عندما جاء ترامب، لم ينسف هذه السياسة، بلْ زادها وضوحاً ووقاحة. فانسحابه من الاتفاقيات الدولية (مثل الاتفاق النووي الإيراني واتفاق باريس للمناخ) لمْ يكن انكفاءً، بلْ تكتيكاً لتفكيك النظام العالمي القائم ودفع الخصوم والحلفاء إلى إعادة التموضع في عالم تسوده الفوضى.

علاوة على ذلك، لم تكن سياسة "أمريكا أولاً" سوى شعار ظاهري، بينما استمر نهج إشعال الحروب بالوكالة، سواء عبر بيع الأسلحة للسعودية في اليمن، أوْ دعم إسرائيل في فلسطين، أوْ التغاضي عن الأزمات الأفريقية، ما جعل واشنطن المستفيد الأكبر من كل صراع مشتعل.

النزاعات الطائفية في الشرق الأوسط، وصعود اليمين المتطرف في أوروبا، والتوترات العرقية في آسيا، كلها ليست مجرد أحداث عشوائية، بلْ امتداد لنظرية "صراع الحضارات"، التي تحولت إلى دليل عمل للإستراتيجية الأمريكية .

تفكيك الدول المركزية: مثل سوريا والعراق، لضمان استمرار الفوضى التي تبقي المنطقة تحت الهيمنة الأمريكية.

تصوير الصين وروسيا كعدوين حضاريين عبر شيطنة الصين اقتصادياً وروسيا سياسياً، مما يخلق توتراً دائماً يحدّ من قدرة الدولتين على توحيد صفوفهما ضد النفوذ الأمريكي.

في كل مرة يبدو فيها أنَّ واشنطن تفقد السيطرة، تعود بقوة عبر إدارة الأزمات، كما فعلت بعد الحرب العالمية الثانية بمشروع مارشال، واليوم عبر استغلال الأزمات الاقتصادية. مثل أزمة الطاقة في أوروبا بعد حرب أوكرانيا، والتي جعلت دول الاتحاد الأوروبي تعتمد على الغاز الأمريكي بأسعار مضاعفة.

من خلال الهيمنة العسكرية غير المباشرة حيث تجني شركات السلاح الأمريكية أرباحاً ضخمة من كلِّ حرب، سواء في أوكرانيا، أوْ تايوان، أوْ الشرق الأوسط.

من يعتقد أنَّ "الترامبية" مجرد ظاهرة عابرة، أوْ أنَّ أمريكا على وشك الانهيار، يُخطئ قراءة المشهد. الولايات المتحدة تلعب لعبة الفوضى الكبرى، تحرق العالم ثم تعود وتخرج من الرماد كطائر الفنيق كمنقذ وحيد، كما فعلت مراراً. السؤال ليس متى ستنهار أمريكا، بلْ هل ستنجح في إقناع العالم أنَّ فوضاها هي طريق الخلاص؟



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس يتحدى نقاده في الاقتصاد!
- شبحُ ماركس يعود مع كل أزمة!
- أَكَادُ أَتَفَجَّرُ!
- في حرية التعبير!
- الزمن!
- البراءة والخطيئة!
- يجب الارتقاء بصناعة الإنسان في مجتمعاتنا!
- أوهام البقاء!
- سوء فهم أفكار ماركس!
- الحرب والأخلاق!
- القمر والنار!
- حرب البترودولار!
- مشكلة الفهم والتفسير في السياسة!
- خُمرُ المَعابِد!
- هل نستحق الديموقراطية؟
- قرصة برغوث!
- في المنظمات اللاحكومية!
- هطل الثلج!
- بعض من فلسفة التاريخ !
- انهيار النجم على نفسه!


المزيد.....




- اليمن: الحوثيون يعلنون مقتل ستة وإصابة العشرات في ضربة أمريك ...
- محمد بن زايد يستقبل الشرع ويؤكد دعم الإمارات لإعادة بناء سور ...
- السلطات الروسية تتلقى عشرات الطلبات من أقارب الجنود الأوكران ...
- -أكسيوس-: الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية قد ...
- يواجه -خطرا كبيرا-.. نتنياهو مفصول عن الواقع وينفذ -استراتيج ...
- -لوفيغارو-: الجزائر تطرد 12 موظفا من السفارة الفرنسية في قرا ...
- المغرب.. وفاة معلمة متأثرة باعتداء طالب عليها وسط غضب كبير ( ...
- مستشار ترامب ينفي وجود أي توترات في علاقته مع ماسك
- طفرة كبرى.. فك الشفرة الوراثية الكاملة لستة أنواع من القردة ...
- الإكوادور.. الرئيس الحالي دانييل نوبوا يتقدم في انتخابات الر ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - الترامبية وهم عابر أم إستراتيجية دائمة؟