أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - السرديات المتضاربة في المشهد السوري: استباق التقسيم أم سقوط مخطط؟














المزيد.....

السرديات المتضاربة في المشهد السوري: استباق التقسيم أم سقوط مخطط؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سقوط سلطة البعث في سوريا وفرار رئيسها إلى موسكو، تعددت السرديات التي حاولت تفسير ما جرى، ولعل أبرزها هو الرواية التي تقول إن ما حدث كان خطوة استباقية لمنع إسرائيل وأمريكا من تنفيذ مخطط تدمير القدرات العسكرية واغتيال شخصيات بارزة، بما يؤدي إلى فوضى تقود إلى تقسيم البلاد.
هذه السردية قد تبدو منطقية، بل وربما استندت إلى تسريبات استخباراتية دقيقة، خاصة مع دخول تركيا- وبالتنسيق مع روسيا - على الخط، مسرعةً في تعطيل هذا السيناريو، خوفاً من أن تطالها تداعياته المحتملة على أمنها القومي.
لكن، هل يمكن فعلاً تصديق أن أمريكا وإسرائيل فوجئتا بما حدث، لدرجة أن "هيئة تحرير الشام" وفصائل مسلحة أخرى تمكنت من السيطرة على دمشق دون علمهما أو تدخّل منهما؟ يصعب تقبّل هذه الفرضية، لا سيما في ظل الاختراقات العميقة التي تمتلكها أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية في مفاصل القوى الفاعلة داخل سوريا.
وهنا يبرز التساؤل الأهم: إذا كانت الضربة الاستباقية تهدف إلى منع التقسيم والفوضى، فهل نجحت في ذلك؟ ما الذي قدمته سلطة الأمر الواقع للسوريين؟ لقد شهدنا حل الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، وتفكيك أحزاب الجبهة، وتعطيل الدستور، وإطلاق سراح السجناء الجنائيين، وإخلاءِ الناس من بيوتهم، ومصادرةِ أملاكهم الشخصية ومنحها لغيرهم دون أحكام قضائية، وتسريح العمال، وحبس الرواتب، والإعلان عن نيّتهم في خصخصة القطاع العام، بالإضافة إلى الانتهاكات الفظيعة بحق طوائف معينة، وصولاً إلى السماح لإسرائيل بتدمير مقدرات الجيش السوري واحتلال مزيد من الأراضي، دون أي رد فعل جاد من السلطة الجديدة.
حتى لو سلّمنا جدلاً بأن أمريكا وإسرائيل تفاجأتا، فهل كان كل ما جرى مخالفاً لمصلحتهما؟ من يريد إنقاذ بلد من الفوضى لا يمكن أن يتحرك بعشوائية، بل يحتاج إلى خطة واضحة، تأخذ بعين الاعتبار كل التداعيات والنتائج المحتملة.
ما حدث في سوريا لا يزال يكتنفه الغموض، والكثير من فصوله لم تُكشف بعد، وقد يستغرق كشفها وقتاً طويلاً. كيف تمكنت مجموعة من الفصائل المسلحة من إسقاط سلطة البعث بهذه السرعة التي أذهلت الجميع؟ على الرغم من كل ما كان يُقال عن القبضة الأمنية المحكمة؟ هل كان الأمر مجرد خطأ في الحسابات، أم أن هناك قوى خفية رسمت السيناريو مسبقاً وحرّكت خيوطه وفق مصالحها؟
إذا كانت هذه الضربة الاستباقية قد أجهضت مخططاً خارجياً كما يُروَّج، فلماذا انتهت إلى نتائج كارثية تخدم الأطراف ذاتها التي يُفترض أنها كانت وراء المخطط؟ وكيف تحوّلت سوريا من دولة ذات جيش يمتلك ترسانة من الأسلحة ومؤسسات أمنية مترسخة، إلى ساحة مفتوحة للميليشيات والاحتلالات؟
التاريخ علّمنا أن الحروب لا تدور فقط في ميادين القتال، بل في العقول والمخططات السرية، وأن السرديات التي تُقدَّم للجمهور ليست دائماً الوجه الحقيقي لما يجري في الكواليس. وقد تكون الحقيقة مدفونة في وثائق سرية ستُكشف بعد عقود، عندما يكون الزمن قد محا آثار الجرائم، وأصبح الضحايا مجرد أرقام في كتب التاريخ.
لكن في النهاية، من يملك المعلومات والحقائق وأسرار ما جرى، يستطيع قراءة المشهد السياسي بوضوح، أما من يكتفي بما يُقال له، فلا يملك سوى التكهنات التي لا تغيّر شيئاً في مجرى الأحداث.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاوِروهم وخالِفوهم: الحوار الوطني السوري بين الوهم والحقيقة
- الإيزيديون في سوريا: تاريخهم ومعتقداتهم ومعاناتهم من الاضطها ...
- من التطرف إلى الاعتدال.. حقيقة التحول أم ضرورات البقاء؟
- ثقافة التصفيق والتهليل: متلازمة الاستبداد والتبعية
- دور الخوف في تخلّف الشعوب
- الغطرسة لا تُهزم إلا بمثلها
- الساحل السوري بعد فرار الأسد.. فرح عابر وتحديات مستمرة
- خطة ترامب لتهجير غزة: بين المخطط الأمريكي وإرادة الشعوب
- هل يشكل نظام اللامركزية تهديداً للوحدة السورية؟
- مذاهب مختلفة وقلوب واحدة
- العلمانية في سوريا.. خيار الخلاص من الطائفية
- إسقاط سلطة أم إسقاط نهج؟
- ترامب وفلسطين.. صراع مفتوح وأمل لا يموت
- دعوة للعيش المشترك واحترام التعدد الديني والطائفي
- لماذا لم يلقِ قائد إدارة هيئة تحرير الشام خطاباً حتى الآن؟
- التضامن الأممي.. سلاحنا ضد الظلم والتعتيم الإعلامي
- مستقبل غامض لملايين السوريين تحت حكم هيئة تحرير الشام
- وحدة القوى الكردية في سوريا.. مفتاح لضمان حقوق مستدامة
- دعوة لبناء الدولة المدنية والعيش المشترك
- مستقبل الأحزاب الموالية بعد سقوط البعث.. هل يغفر الشعب السور ...


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - السرديات المتضاربة في المشهد السوري: استباق التقسيم أم سقوط مخطط؟