رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 09:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عراقياً - : اشكاليّةٌ ما بين الثقافة وشهر رمضان .!
في مشاركتنا المتواضعة في بعض الندوات والمنتديات الثقافية , في الأيام القلائل الماضية , لوحظَ أنّ غالبيتها اعلنت مسبقاً عن غلق ابوابها وشبابيكها في ايام شهر رمضان المبارك , وبمعنىً آخر انها ستعلّق وتجمّد وتوقف انشطتها الثقافية المختلفة اللائي قبل وبعد منتصف النهار .! وكأنها وفي توقفٍ استباقيٍ متعجّل , تُلبِس نشاطاتها وعروضها الحجاب والنقاب او الخمار , وربما حتى " الشادور " .!
وكأنّ ايضاً عرض النِتاجات الأدبية والثقافية في مختلف العلوم الأنسانية وسواها , كأنها من كبائر الذنوب اللواتي تُفطر الصائم وحتى تنقض الوضوء .!
بينما أنّ كلّ عكس ذلك او ديمومة عقد الندوات الحوارية وغير الحوارية المختلفة في " اللون والطعم والرائحة " فإنها مفيدة وصحيّة للصائمين وغير الصائمين ممّن لا يرتبطون بإلتزاماتٍ رسمية في الدوام في كلا القُطاع العام والخاص او ما !
وهذا ما يُذكّر في كلّ عام ومنذ عقودٍ من الزمن المتخلف والمتصدّئ كيف تسمح الدولة وبمختلف حكوماتها السماح واجازة العديد من المطاعم لممارسة انشطتها الغذائية بالكامل وبالمُقبّلات والمُشهيات انما بشرطٍ أن تضع من القماش ما يشابه " شراشفاً بيضاء اللون تحديدا دونما سواه من لونٍ آخر " أمام بواباتها ونوافذها الزجاجية , ليس حرمةً واحتراماً للشهرالكريم , فالإحترام اسمى من هذه الطريقة " التي غدت عريقة .! " , وانّما لعدم إثارة الصائمين للإفطار المفترض اوكسر الصوم , وهذه حساباتٌ وتصوراتٌ بالية وسخيفة الى أبعد الحدود البعيدة والقريبة , فمُحالٌ أن يلجأ صائم او صائمة الى ايقاف وقطع صيامه بمجرد رؤيته لإحدى المطاعم من الخارج ودونما رؤيته لما قد تحتويه وتتضمنه الصحون من اطعمةٍ ومن مسافةٍ بعيدة .!
وإذ تتعدد وتتراكم دواعي الأسى والأسف لهذه الأطالة والإستطالة في هذهنّ الجزئيات الموضوعية بنكهة المرارة .! , لكنها المقارنة – المُقارِنة بين ايقاف عجلات الثقافة بكوابح فيها محاكاةٌ ما لإعتباراتٍ رسمية , وبينَ منح الضوء الأخضر الكاشف لفتح الكافيتيريات والمطاعم على مصراعيها من خلفِ " شراشفٍ " بيضاء غير مكويّة ايضاً , وبلا ديكور ولا هندسة كذلك .!
#رائد_عمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟