فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 08:56
المحور:
الادب والفن
الْحكايةُ الرّابعةُ:
١
ألسْتُ ابْنتَكَ
أيّتُهَا الرّأْسُ الْعنيدةُ...؟!
هلْ تتذكّرُنِي يَا رأْسِي
أمِ الصّداعُ داخلَكَ يمْنعُكَ
منْ فعْلتِهِ اللّئيمةِ...؟!
النّسْيانُ... /
والدِي إذنْ أنْتَ
فهلْ ميّتٌ
أمْ نادمٌ علَى أبوّتِكَ ...؟
٢
هلْ نسيتَ:
ملامحِي...؟
صوْتِي...؟
نُدْبتِي...؟
أخْفيْتُهَا لِأكْثرَ منْ نصْفِ قرْنٍ
فِي قلْبِي ...
جرْحِي
كبرْنَامعاَ
طفْلاً وطفْلةً
تربّيْنَا معاَ
درسْنَا معاً منْذُ الْابْتدائِي
شخّصوهُ حَوَلاً
يُعتّمُ الرّؤْيةَ
لكنّنِي أراكَ ...
٣
صدْرِي /
طوفانُ الْأقْصَى
شِعْرِي /
ضفائرُ غزّةَ
تلْتفُّ حوْلَ الْأرْضِ
حبْلاً منْ ترابِهَا ...
٤
دموعِي /
جمْرٌ يحْرقُ أبْوابَ الْمدينةِ
و تهْطلُ
داخلِي
عاصفةً ثلجيّةً ...
٥
تذكّرْتَنِي يَا رأْسِي ...؟!
أنَا الْغريبةُ الْعابرةُ
جنْسَهَا
لمْ يتذكّرْنِي بيْتُنَا الْعائلِيُّ
منْ أنْقاضِهِ
نهضَتْ بيوتٌ جديدةٌ
بِملامحَ
لَاتنْتمِي لِحكاياتِنَا الْقديمةِ
فِي الْأزقّةِ الشّعْبيّةِ الْمكْتظّةِ
بِاللّعبِ والْغضبِ...
٦
نصبُّهَا جاماتٍ ممْتلئةً
ونحْنُ نلْعبُ
الْغمّيضةَ
الرّكْضَ
وحرْبَ الدّروبِ
باتَ بارداً
كَجفافِ السّنواتِ الْعجافِ...
٧
كانَ ساخناً
كَسنواتِ الْمطرِ الْغزيرِ ...
لكنّكَ أيُّهَا الرّأْسُ
قدْ أرْخيْتَ عيْنيْكَ
ونمْتَ دونَ ضجّةٍ...!
٨
أحبُّ الضّجيجَ
إنّهُ إعْلانُ الْحياةِ
والصّمْتُ نهايةٌ...
فهلْ هيَ نهايةُ الْحكايةِ
يَاغزّةُ
يَا رأْسِي الْمشوّشَ بِغزّةَ...؟!
٩
إذَاكانَتِ الْبدايةُ النّهايةَ
سَأغادرُ رأْسِي
وأسْألُ التّاريخَ :
هلْ حملَتْ سفينتُهُ أوْ طوّافتُهُ
بشراً أمْ شُبِّهَ لهُ...؟
١٠
إذَا صدقَتِ الرّؤْيَا
فأنَا لمْ أكنْ هناكَ ..!
ربّمَا خذلَنِي وركبَ
الطّوفانَ
عنْدمَا طارَ منْ جسدِي
رأْسِي /
الْعصيُّ علَى التّذكّرِ ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟