صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 23:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عقد رئيس الوزراء السوداني اجتماعا مع لجنة تأهيل شارع الرشيد للبدء بالمرحلة الثالثة من إعادة ترميمه، وتأتي هذه المرحلة بالتزامن مع كوميديا اختيار بغداد عاصمة للسياحة.
المقصود بالتأهيل هو ترميم بعض البنايات المطلة على الشارع، بتغليفها وصبغها وانارتها، مثلما حصل مع شارع المتنبي؛ أنها تشبه عملية "تجميل" لشخص كبير بالعمر، فالشارع متهالك تماما، اغلب بناياته عرضة للسقوط والانهيار.
المشكلة ان سياسة ترميم البنايات المطلة على الشارع هي سياسة قبيحة جدا، وهي متبعة في هذا البلد، انها تخفي واقعا بائسا ومزريا، فإذا ما دخلت لأزقة وحارات شارع الرشيد، ومن على جانبيه، فأن المنظر مؤلم جدا، بيوت متهالكة، شوارع كلها حفر ومطبات، الازبال والنفايات تملأ "الدرابين" الضيقة؛ اما عن ساكني هذه المناطق، فلا كلمات تستطيع وصف أوضاعهم المأساوية.
"بغداد عاصمة السياحة" كيف ذاك؟ سنأخذ السواح الى المتحف الوطني او الجامعات او المولات او الحدائق، سنريهم المنصور ومولاته، وندخلهم شارع المتنبي، ونسير معهم بسوق الغزل، وسيشترون الانتيكات من سوق الهرج؛ لكن حذار ان يدخلوا الشوارع الفرعية لشارع الرشيد، حذار من ان يذهبوا للبتاوين ويمشوا في مناكبها؛ والحذر كل الحذر من ذهابهم الى مدينة الثورة المنورة وملحقاتها ومقترباتها "حي طارق، حي النصر، الرشاد، العبيدي، الدسيم، حي الكوفة، الغرير، مناطق خلف السدة"، فهذه المناطق فيها من العمران والجمال ما لا نريد للعالم ان يشاهده ويأخذ فكرة عنه، فإذا ما دخلوا تلك المناطق فكأنهم دخلوا عالم "أليس في بلاد الخرائب".
سيرممون ويؤهلون شارع الرشيد، لكن دون ترميم حياة الناس، فهذه المنطقة مركز للبطالة والتشرد، يوم الجمعة يفترشون الأرصفة من الميدان حتى وزارة الدفاع، لا تعرف ما هي الأشياء التي يبيعونها، اغلبها لا تساوي شيئا، لكنهم مجبرين على ترميم ما تبقى من حياتهم.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟