أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - لكي لا يكون التطبيع السعودي مع وهم اقامة الدولة الفلسطينية















المزيد.....


لكي لا يكون التطبيع السعودي مع وهم اقامة الدولة الفلسطينية


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان فرصة العودة لتجريب ادوات الحرب الباردة في ادارة الشأن الدولي التي منحها العالم الى جو بايدين طيلة السنوات الاربع الماضية لاعادة رسم حدود الجغرافيا السياسية للعالم قد انتهت مع وصول ترامب الى البيت الابيض ثانية، وانه قد حان وقت ترسيم تلك الحدود كما تمخضت عنها نتائج سنوات الصراع تلك التي كادت ان تدفع لصدام عالمي في اكثر من مرة.
والدلالة الابرز في هذا السياق هي منح السعودية جائزة استضافة اهم قمة بين العملاقين النووين في العالم لاعادة النظر من خلال البوابة الاوكرانية في الترتيبات الامنية ليس فقط الخاصة بامن القارة الاوروبية بل الامن الدولي برمته، بتغييب كل اوروبا والصين، لوضعها - اي السعودية - في مكانة الدولة المؤثرة في السياسات الدولية او الضامنة لحماية وتنفيذ تلك السياسات التي عادة ما تمنح للدول في مثل هذه الحالات واضفاء القوة المعنوية الضرورية عليها والمصداقية العالية لما قد تقدمها من ضمانات لمخرجات قمة دول الخليج الست+ مصر والأردن، المزمع انعقادها ايضا اليوم في الرياض وبتغييب السلطة الوطنية الفلسطينية، لوضع آليات ما قيل عنها الخطة العربية للرد على خطة ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة، التي قد تكون الاساس لقمة القاهرة المؤجلة ان عقدت لاحقا او كان من ضرورة لعقدها اصلا الا لاستكمال شروط توسيع نطاق اضفاء الشرعية على الضمانات السعودية لمخرجات قمة الرياض، وتسويقها على انها الرؤية العربية الشاملة للرد على خطة ترامب.
بمعنى اخر فانه سيكون للمملكة العربية السعودية التي ستضمن بطريقة او باخرى تنفيذ ورعاية قرارات العملاقين الامريكي والروسي في حفظ الامن الدولي وفقا للتصورهما هذا، القدرة على رعاية وتنفيذ ما قد تتخمض عنها قمة الرياض المصغرة من قرارات وتوجهات والتي ستكون الوجه الاخر للقمة الروسية الامريكية لتكوّنا معا على ما يبدو يالطا العالم الجديدة ولكن باجتماعين او قمتين منفصلتين، او ربما هذا ما يتصوره ترامب الذي يسعى لترسيخ مبدأ السلام بالقوة، والحقيقة ان هذه الرؤية الامريكية الروسية للدور السعودي ليس منّة من اي من الدولتين بقدر ما هو اعتراف واقعي بالقدرة الهائلة التي تمتلكها العربية السعودية للتأثير بالسياسات الدولية ان رغبت القيادة السعودية في توظيفها في هذا السياق ووضعت لها سبل التنفيذ، وتنبهت لما قد يقف وراء المواقف من نوايا اخرى.
وفي هذا الاطار ومن باب التحسب فان ما يلتفت الانتباه له ويستوجب التوقف امامه بقوة هي بعض التسريبات والتي كثيرا ما تقف وراءها جهات فاعلة ولاغراض متنوعة، غير ان واجب الاحتياط يستلزم الاشارة اليها وطرحها على بساط البحث وعدم الركون لاعتبارها تسريبات مغرضة حيث يُتداول الان ما يطلق عليها بالتسريبات عن نقاط الاتفاق الامريكي الروسي والتي كان من بين اهم نقاطها انهاء ملف
الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وايجاد مخرج لوقف الحرب على غزة بالموافقة الأمريكية و المباركة الروسية للخطة العربية التي ستعلنها السعودية في الرابع من آذار - مارس القادم القاضية بتطبيع السعودية لعلاقاتها مع إسرائيل و بقية الدول العربية مقابل خارطة طريق يجري تنفيذها على مدار عشرسنوات لاقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح ضمن خرائط متفق عليها من قبل كل الأطراف و إطلاق عملية إعادة إعمار لقطاع غزة برعاية فلسطينية إقليمية ودولية و إطلاق مشروع المغادرة الطوعية تحت عناوين أغراض العمل و العلاج و الإستثمار و الدراسة في بعض دول الخليج و بعض دول العالم.
والحقيقة ان اطلاق يد روسيا جزئيا في اوروبا التي يعزلها اليوم ترامب مقابل الانفراد الامريكي الكامل في الشرق الاوسط والذي لاحت بوادره بتسليم سوريا الى الولايات المتحدة عبر وكيلها التركي ومحاولة انهاء كل مظاهر السيطرة والنفوذ الايراني فيها، وعلى ضوء ما تراكم من خبرات سيئة مع خرائط الطريق في المبادرات والاتفاقيات السابقة التي لم تكن اكثر من غطاء زمني لاسرائيل لتنفيذ مخططاتها بالاستيلاء على مزيد من الاراضي الفلسطينية واستيطانها وخلق مصاعب وتعقيدات اكبر امام امكانية اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فانه لن يكون بالامكان تصور ان خارطة الطريق الجديدة في الخطة العربية المزمع الاعلان عنها في قمة مارس القادمة ستكون اكثر من فرصة زمنية عربية جديدة تمنح لاسرائيل لاستكمال مخططاتها العدوانية في تصفية القضية الفلسطينية، والتفاف على المقدرة السعودية والعربية لفرض سلام عادل يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه الوطنية، وافراغها من مضمونها عبر صفقة تطبيع مع الوهم ستكون حاسمة في بنية المنطقة السياسية والامنية ولن يكون بالمقدور التراجع عنها بعد عشر سنوات في حال ان رفضت اسرائيل كعادتها الانصياع لاستحقاقات عملية اتمام اقامة الدولة الفلسطينية.
ثم والاهم ان هذه التسريبات التي تتحدث عن اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تتعمد اغفال مكان جغرافية هذه الدولة فيما اذا كانت على اراضي عام 1967 ام لا، خاصة وان الحديث عن دور سوري في استقبال بعض مهجري قطاع غزة يتصاعد كل يوم اكثر من اليوم الذي يسبقه، الى جانب تأكيدات ترامب امام رئيس الوزراء الهندي الذي كان الاسبوع الماضي في زيارة لواشنطن عن اتفاق لانشاء واحد من أعظم طرق التجارة في التاريخ على حد وصفه يمتد من الهند مرورًا بإسرائيل وإيطاليا وصولًا إلى الولايات المتحدة والذي يقال انه سيكون لشمال قطاع غزة اهمية فيه مما يزيد من احتمالات عدم السماح لسكانه بالعودة اليه ويضع احتمالات قيام هذه الدولة خارج نطاق جغرافية حدود عام 1967.
ولكي لا تكون قرارات قمة الرياض وتاليا القمة العربية الموسعة في العاصمة المصرية غطاء للتطبيع مع وهم اقامة الدولة الفلسطينية، فان العودة لمقررات قمة بيروت 2002 والتأكيد على عدم قبول اي شكل من اشكال التطبيع السعودي الاسرائيلي الا باعتراف اسرائيلي مسبق باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي المحتلة عام 1967 وبوقف كل مخططات التهجير باشكالها المختلفة الطوعي منها والقسري وبتعزيز دور السلطة الفلسطينية وم.ت.ف في كل مراحل التفاوض وبضمانات دولية وعربية واضحة ودقيقة هي احدى الضمانات لعدم الوقوع مجددا في شراك اسرائيل والولايات المتحدة التي تلوح ملامحها في الافق.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأي اذن ستسمع العرب تصريحات ترامب؟؟
- دولة سيناء ومدى الواقعية في الرفضين المصري والاردني
- هل سيفهمون الدرس ؟؟؟.
- هل بدأ العد العكسي لاقامة الدولة الفلسطينية في سيناء؟؟
- اي رجل سلام سيكون ترمب؟ وهل سيجعل من غزة نواة الحل؟
- هل سيكون الشرق الاوسط الجديد تركيا ام اسرائيليا ام للسعودية ...
- هل سيكون الاسلام التركي بديلا امريكيا عن الاسلام الشيعي؟
- سقط الاسد عندما اسقط شرط الاستمرار في مواجهة اسرائيل
- هل اقتربت امريكا من اتخاذ قرار الهجوم على ايران ؟
- ما يحدث في سوريا قد يكون خطيرا وجدير بالمتابعة
- هل سيكون الاستثمار التركي في لجظة سوريا الراهنة مجديا ؟؟.
- بعد التردد في المواجهة: سيكون سقوط النظام السوري خطوة ما قبل ...
- لحماية حزب الله فاننا نختلف مع نعيم قاسم
- احتمالات انتهاء الحرب وولادة اسرائيل الثالثة
- لماذا تعمد الشيخ نعيم قاسم عدم الربط الصريح بين لبنان وفلسطي ...
- لن يكون ترمب فلسطينيا او عربيا او ايرانيا.
- ترامب-الجديد-: استراتيجية بيع القوة وتغيراسس التحالفات الدول ...
- التسريبات الامنية: بناء اسرائيل الجديدة والسيطرة على الاقليم ...
- السياقات الترجيحية لرد اسرائيلي حاسم
- المواجهة الايرانية مع اسرلئيل والولايات المتحدة بين خطابين


المزيد.....




- ماكرون يقاطع ترامب خلال لقائهما بالبيت الأبيض.. ما رد فعل ال ...
- أحمد الشرع يزور الأردن ويلتقي العاهل الأردني الأربعاء
- بوتين: زيلينسكي دفع نفسه إلى طريق مسدود بمنع التفاوض مع روسي ...
- فرنسا والفلبين تعززان تحالفهما العسكري وسط تصاعد التوترات في ...
- القبض على 14 متهما في قضية النصب الكبرى بمنصة FBC في مصر
- لماذا تعارض أوروبا حوار واشنطن مع موسكو؟
- العراق يستعيد كنوزه الأثرية: تمثال إله الشمس يعود إلى المتحف ...
- الجفاف يهدد الزراعة في الأردن: خسائر كبيرة للمزارعين ومخاوف ...
- بلدية غزة تشكو من تراكم 170 ألف طن من النفايات
- ويل سميث من قمة الويب 2025.. الفشل هو السبيل الوحيد لتحقيق ا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - لكي لا يكون التطبيع السعودي مع وهم اقامة الدولة الفلسطينية